68 - ✧مفاجأة✧(الفصل الأخير)

أمسكت لوسي يده ووضعتها على خدها تعتصرها، بينما تبكي وشفتيها ترتجفان تكلمه" كلا..لا لا لا ميشيل~ أرجوك إبق معي رجاااااءً!!"

أخذت تصرخ بألم وحرقة..وقد توقفت دموعها عن النزول وكأنها قد جفت...

ثم سالت على وجنتيها دموع....دموع من دم....

___________________

_بعد ستة أشهر...

وقفت لوسي أمام المقبرة تبكي بصمت..ممسكة بيد تلك الطفلة ذات الـ11عاماً والتي كانت تبكي معها أيضاً...

إنحنت لوسي ووضعت باقة الورود على مقبرته، ثم مسحت دموعها ومشت بينما تبتسم في وجه تلك الطفلة، ثم نظرت للمقبرة نظرة أخيرة...

(لن أنساك ماحييت..)

رددت لوسي تلك الكلمات داخلها..ليرن هاتفها فجأة، رفعت السماعة وأردفت" ما الأمر عزيزي؟"

_" أين أنتِ..؟"

_" في المقبرة"

_" فهمت، هل جانيت معك؟"

_" أجل..لما تسأل؟"

_" آه لـ..لاشيء..إتصلت عائلتها تسأل عنها بما أنكِ تأخرتِ عليهم بعض الشيء وشعروا بالقلق.."

_" أجل..لقد ذهبنا لمدينة الملاهي وتنزهنا قليلاً..وهانحن الآن أتينا لزيارة قبر كريس وآلبرت.."

_" حسناً..أراكِ لاحقاً.."

_" وداعاً"

أغلقت الخط وأدخلت الهاتف في جيب معطفها، ثم نظرت لجانيت وأردفت بمرح" عائلتك قلقة عليك..لربما ظنوا أنني قد إختطفتكِ! (تبتسم) "

ضحكت جانيت ومسحت دموعها بكم قميصها، ثم واصلا مشيهما إلى أن خرجا من المقبرة...

فتح السائق لهما باب السيارة لتصعد لوسي من الخلف ومعها جانيت، أوصلتها لوسي إلى منزلها..ثم عادت هي للقصر تجهز نفسها..للخروج مع خطيبها لعشاء الليلة كما خططا مسبقاً...

نزلت من السيارة ووقفت أمام سياج القصر، لكنها لم تجد الحارس...

نظرت يمينا وشمالاً تبحث عنه..ثم سحبت هاتفها تتصل بسام..فلم يجب، إتصلت بخطيبها فلم يجب هو الآخر...

تشبثت بالسياج وصرخت منادية حارس البوابة لكن لاحياة لمن تنادي، إستدارت لتكلم السائق..لكنه قد رحل هو الآخر، لم تفهم ما الذي يجري...

فأزالت معطفها ورمته من السياج ليسقط في الداخل..ثم تسلقت وقفزت بخفة ليلتوى كاحلها" اللعنة! أوووف كم مضى منذ فعلت هذا آخر مرة؟"

حملت معطفها ومشت في حديقة القصر ببطئ..وهاهي قد وصلت إلى الباب، طرقته عدة مرات لكن لم يجب أحد..إنقبض قلبها وإعتراها التوتر...

سحبت من جيب معطفها سكيناً صغيراً وركلت الباب حتى إرتطم بالحائط بقوة، أخذت تتفقد المكان بهدوء وحذر...

لم يكن هناك أحد، ثم دخلت لغرفة الضيوف العملاقة...

فور فتحها الباب إنفجرت مفرقعات أعياد الميلاد التي تحمل بداخلها الأوراق الملونة، ويليها صراخ عدد من الأشخاص:

_" عيييد ميلاااد سعيييد لوسي!"

تصلبت لوسي في مكانها تنظر للحضور وقد إمتلئ شعرها بتلك الأوراق الملونة، حدقت في سام بحدة وأردفت بعصبية" أنت من خطط لهذا صحيح!"

ضحك بينما يصفق، ثم أردف مشيراً خلفها" فكرة عيد الميلاد كانت فكرتي..لكن خطيبك هو من إبتكر فكرة إخلاء المنزل ومفاجأتك.."

إستدارت لوسي تنظر خلفها..ليحملها ميشيل بذراعيه عالياً ويردف بسعادة تشبه سعادة الأطفال" عيد ميلاد سعيييد...فاجأتك صحيح؟"

عقدت حاجبيها وأردفت بينما تصفع يديه لينزلها" أنزلني ميش ماتفعله عيب..لازلنا مخطوبان فقط.."

قلب عينيه بضجر وأردف" لاتكبري الأمر لوسي~..أتعلمين أنكِ ثقيلة؟"

إحمر وجهها خجلاً وغضباً، لتصرخ في وجهه" أنزلني الآن!!"

ضحك كل من كان في الغرفة..ماري، آرثر، سام، آندريه، جايكوب...

أنزلها لتصرخ في وجوههم موجهة إصبعها السبابة نحوهم" في المرة القادمة التي تقومون بفعل هذا وتفاجئونني بهذه الطريقة..أقسم أنني سأطردكم!!"

هز الجميع رؤسهم إيجاباً فهم متعودون على مزاجها الحاد..ويعلمون بأنها سعيدة وتخفي ذلك بتصنع الغضب...

_" تعالي..أطفئي الشموع" أشار سام للوسي بالمجيء نحو الطاولة والتي كان يقف أمامها الجميع مغطينها، إتسعت عيناها تنظر لتلك الكعكة الكبيرة..المرسوم عليها لوسي حاملة مسدس لكن بشكل كوميدي...

ضحكت لوسي واردفت" الم تجدو أفضل من هذه..بجدية؟" قهقهت بصوت خافت ليأتي ميشيل من خلفها ممسكاً طرف السكينة، ثم وضع يدها فوق يده وأردف" هيا عزيزتي فالنقطعها معاً.."

نظرت له لوسي بطرف عينها وأردفت بسخرية" تبدو سعيداً بها أكثر مني..أيها الطفل الكبير"

_" ماذا! هه سأتجاهل ذلك هذه المرة.." إبتسمت لوسي وأردفت" بالتأكيد ستتجاهله فاليوم هو عيد ميلادي.."

قلب ميشيل عينيه وقطعا الكعكة...

مر الوقت، فتحت لوسي الهدايا..وهاهم جميعاً يجلسون على الطاولة مستمتعين يروون قصصهم ويلقون نكاتاً، لتلاحظ لوسي عدم وجود ماري على الطاولة..وكذلك آرثر، عقدت حاجبيها ووقفت من على الطاولة بهدوء وخرجت إلى الشرفة...

وجدت ماري واقفة متكئة على السياج..وبجانبها يقف آرثر يربت على كتفها يقول" هيا عزيزتي..سيمر هذا"

_" أعلم آرثر أعلم..لكن لايمكنني نسيان وجهه كيف حدثني قبل أن يموت، أنا مشتاقة له.."

ثم مسحت دموعها وأردفت بإبتسامة" يا إلهي سأخرب حفلة لوسي.."

إحتضنها آرثر وأردف" لابأس بالبكاء حين ترغبين بذلك ماري.."

إنهارت بالبكاء في حضنه ولوسي تراقبهما واضعة يدها على فمها بصدمة...

(ذلك اللعييين الشقي! تعرف عليها وهما يتواعدان سراً!!)

ثم إبتسمت كاتمة ضحكتها داخلها..لم تتوقع أن يكونا ثنائياً...

ربعت يديها وإتكأت برأسها على باب الشرفة تنظر إليهما بإبتسامة طيبة وقد كانت سعيدة من أجل ماري..فهي تعلم أنه إن أحبها آرثر فلن يضيعها لأنه شاب صالح...

إستدارت ودخلت دون أن تصدر صوتاً..ودون أن يحسا بها...

مر الوقت وقد حلت الساعة الـ4:00 عصراً...

نظرت لوسي لسام بإنزعاج وأردفت" من هو هذا الأخرق الذي يقوم بعيد ميلاد في وضح النهار؟"

عقد حاجبيه وأردف" ليس خطئي.."

وقف آندريه من على الطاولة وأردف" لقد أقامه في هذا الوقت من أجلنا..صحيح جايكوب؟"

وقف جايكوب واضعاً قطعة بسكويت في فمه، إرتدى سترته وأزال قطعة البسكويت من فمه حاملاً إياها في يده" نحن سنرحل الآن مباشرة إلى المطار..علينا العودة لروسيا الليلة فلدينا الكثير من الأعمال.."

نظرت لوسي لآندريه وغمزت قائلة" أعمال صحيح~..الخالق وحده يعلم ما نوع العمل الذي ستعملانه.."

ضحك آندريه وأشار بيده مودعاً إياهم، لتقف لوسي وتشير لميشيل أن يأتي معها..فهي ذاهبة لإيصالهم إلى الباب وتودعهم بطريقة لائقة...

أوصلتهم إلى الباب وقبل أن يخرجا رمت لوسي نفسها في حضن جايكوب تعانقه بشدة، إبتسم ميشيل ينظر إليها بطيبة..لتبتعد هي عن جايكوب وتردف بتذمر متصنعة الحزن:

_" آه~ يالها من دنيا..حين يكون أبي يكون سيئاً وكريها..وحين يكون شخصاً غريباً أتمناه لو كان أبي..." ضيقت عيناها وأردفت بمرح" ألن تتبناني جايكووب؟"

تنفس الصعداء وأردف" أرجوكِ لوسي..آندريه يكفيني!"

ضحكت وإبتعدت عنه، ليردف بينما يحك ذقنه بيده" همممم...بعد التفكير في الأمر، لربما سأفعل!"

ضحكت بإستمتاع وأردفت" لن تحصل على أموالي أيها اللعين!"

إبتسم آندريه وقال بعد صمت طويل" يوه~ هاهي جميلتي قد عادت بقوة مع ألفاظها البديئة.." إقترب منها فاتحاً ذراعيه لتعانقه، وإقتربت هي منه تلقائياً مبتسمة..ثم توقفت فجأة ونظرت لميشيل بسرعة..لتجده ينظر إليها بإنزعاج رافعاً حاجبيه...

رفعت يديها بعلامة الإستسلام وأردفت مكلمة آندريه" أحم أحممم أنا مخطوبة الآن.."

هز آندريه رأسه متفهماً، ثم غمز لها لتجاريه في لعبته وجلس على ركبة واحدة..ثم أمسك يدها برقة وقبلها قبلة خفيفة قائلاً" سأشتاق لكِ جميلتي.."

نظرت لوسي لميشيل بطرف عينها وعلى وجهها إبتسامة صغيرة، لتجده يدق الأرض بقدمه بنفاذ صبر...

قهقهت وحييتهما بنبل رافعة يديها وكأنها ترتدي فستانا وترفعه عالياً..ثم أردفت" رافقتكما السلامة.."

رفع جايكوب يده مودعاً ثم غادرا...

_" سيشتاق إليك هاااه؟؟" أردف ميشيل خلفها بإنزعاج...

إستدارت لوسي بإبتسامة عريضة على وجهها واردفت" أااحمق كان ذلك مقلباً لك!"

ظل ينظر إليها بوجه بارد منزعج..لتتبع هي بينما تعانقه" هياااا لاتكبر الأمر"

إبتسم، لكنه أسرع بإخفاء إبتسامته تلك وأردف" أسامحك بشرط.."

قلبت لوسي عينيها وأردفت" ماهو جلالتك؟"

أشار بإصبعه السبابة نحو خده قائلاً" قبلة"

تنفست لوسي الصعداء وطبعت على خده قبلة خفيفة، ليقاطعهما صوت نزول ماري وآرثر من الدرج، أوقفتهما لوسي بقولها" مهلا مهلاً لحظة..هل سترحلان الآن؟؟"

هزت ماري رأسها قائلة" أعتذر لوسي تمنيت لو أنني بقيت معكِ..لكن لدي موعد مهم.."

هز آرثر رأسه إيجاباً وأردف" أنا أيضاً لدي موعد مهم في الحقيقة...

نظرت لوسي لآرثر بمكر مضيقة عينيها، ثم رفعت حاجبيها تنظر إلى ماري وإرتسمت إبتسامة صغيرة على وجهها...

وبدأت بماري تتعرق بتوتر..هزت لوسي رأسها إيجاباً وأردفت" رافقتكما السلامة..شكراً لمجيئكما"

هزا رأسيهما إيجاباً وأسرعا بالمغادرة..لتمسك لوسي آرثر من أذنه قبل أن يخرج وتهمس له" إحظ بموعد جيد مع ميمي!"

بلع آرثر ريقه بخوف، ثم أردف محاولاً التوضيح" أنا كنت سأخبـ-

قاطعته بقولها" هش هششش هيا أخرج محبوبتك تنتظرك هياااا" طردته محركة يديها عالياً في الهواء محاولة إخفاء ضحكتها وإدعاء الجدية...

رحل كلاهما، وبقي كل من سام وميشيل ولوسي في القصر..صعد سام لغرفته وهمت الخادمات بتنظيف فوضى الحفلة...

جلست لوسي في الحديقة شاردة..ليأتي ميشيل من خلفها ممسكاً كوبين من القهوة الساخنة" أتشربين؟"

رفعت لوسي رأسها..ثم إلتقطت الكأس وعادت تجلس بشرود...

جلس ميشيل بجانبها يشرب ويصدر أصواتاً مزعجة، عقدت لوسي حاجبيها وإنفعلت في وجهه" هل أنت برمائي أم ماذا؟؟ إشرب مثل البشر!"

ضحك ميشيل..وواصل إصدار الأصوات المزعجة تلك، لتنظر إليه بطرف عينها مضيقة إياهم..ثم أردفت بصوت خافت" ما الذي تريده بالضبط!"

رفع حاجبيه وأجاب" تخبريني ما الذي يشغل تفكيرك هكذا.."

تنفست الصعداء وأجابت" أفكر في تأسيس جمعية خيرية لرعاية مرضى السرطان.."

_" أسستي سبعة مختلفة قبلها..ألم تكتفي بعد؟؟"

_" اووووف ميشيل..أرأيت؟ لهذه السبب لا أحب أن أخبرك لأنك مزعج!"

إبتسم وأردف" ماذا عن المشفى الذي بنيته..؟"

_" آه..ربما سيفتتح بعد أسبوعين، وقد خصصته للأطفال.." إبتسمت وأتبعت بعينان تبرقان" قمت بتزيينه ورسمت على جدرانه بنفسي..أتصدق ذلك؟ جعلته مدهشاااً وراائعاً..لكنه بحاجة لبعض اللمسات..هل ستساعدني فيها غداً؟"

هز رأسه إيجاباً وأردف" بالتأكيد.."

_" ألن تغير عملك؟ يمكنك الحصول على عمل راقي كمحاسب في مكتب إحدى الشركات.."

حرك شفتيه بالنفي وأردف" كلا..أحب الحركة في عملي..وأنا مرتاح حالياً بما أنني أعمل كحمال في الميناء.."

رفعت لوسي حاجبيها وأردفت" كم أنت غريب أطوار.."

إتكئ على ظهر الأريكة بذراعه، ثم نظر إليها وأردف بشك" أخبريني ما الذي يشغل تفكيركِ حقاً.."

قلبت عينيها وأردفت" أاااااه كم أنت ملح، كما تشاء سأخبرك..أخطط للذهاب وزيارته اليوم.."

_" من؟"

_" تعلم من أعنيه ميشيل.."

عقد حاجبيه ووضع الكأس على الطاولة بعنف..ثم إقترب منها وأردف بإنزعاج" لن تذهبي لوسي.."

لم ترد عليه بل شردت تفكر من جديد، ليتبع هو" مع من أتكلم!؟ آه كيف حالك أيها الجدار..أنا بخير شكراً لك.."

قهقهت لوسي وأردفت" على رسلك يارجل..ستجن"

قرب وجهه من خاصتها وهمس" أجل سأجن وأنتي لن تذهبي لزيارته!"

وقفت لوسي تصفر متجاهلة حديثه، ثم مشت إلى الداخل بينما تقول" لم أكن أسألك..أردت أن أخبرك وحسب"

أخذ ميشيل نفساً عميقاً محاولاً تهدئة نفسه..ثم ركل الطاولة بغضب...

غيرت لوسي ثيابها وخرجت مع السائق، إرتدت نظارتها الشمسية بعد أن وصلت ونزلت من السيارة..تمشي ناحية ذلك المبنى الأبيض الكبير بخطى عريضة مليئة بالثقة...

دخلت وإتكئت على مكتب الإستقبال تتكلم مع الموظفة تسألها عن مكان الغرفة المعنية..هزت الموظفة رأسها إيجاباً وأشارت بذراعها نحو اليمين..ثم سألتها" هل لديك موعد مسبق؟"

هزت لوسي رأسها بالنفي، لتتبع الموظفة" لابأس فالتدخلي تلك الغرفة وأنا سأناديه من أجلكِ.."

إبتسمت لوسي وشكرتها، ثم مشت نحو الغرفة ودخلت فيها...

جلست على إحدى الكراسي تنتظر، وحولها الكثير من الناس جالسين ينتظرون مثلها...

بعد دقائق..دخل ذاك الرجل بخطى متواصلة، ثم وقف معقداً حاجبيه ينظر حول الغرفة يبحث عن الشخص الذي أتى لإستقباله..ولم يخطر على باله قط أنها ستكون لوسي...

رفعت يدها عالياً تشير له أن يأتي..وهي لاتزال ترتدي نظاراتها الشمسية تلك...

إتسعت عيناه، ثم أخفض رأسه بتوتر ومشى نحوها، جلس أمامها على الطاولة ولم يتجرأ على رفع رأسه والنظر في عينيها..على عكسها، فقد جلست بإرياحية تحرقه بنظراتها...

أزالت النظارات ووضعتهم على الطاولة..وأردفت بينما تدق بأصابعها على الطاولة" إسترخِ دايمن..أتيت لرؤيتك ليس إلا.."

لم يرفع رأسه، بل أغمض عيناه وأردف بهدوء" لما..لم تنتقمي مني؟"

إبتسمت لوسي وأردفت" لأجعلك تتعذب أكثر.."

رفع رأسه ينظر إليها بندم، لتهز رأسها نفياً وتتبع بإبتسامة" أمزح فقط.."

تنفس دايمن الصعداء وهز رأسه إيجاباً..ثم سألته" كيف حالك؟"

_" بخير..أتناول أدويتي بإنتظام وأشعر بتحسن كبير، كما أنني سأخرج بعد أسبوع.."

هزت لوسي رأسها إيجاباً وأتبعت" سعيدة من أجلك.."

عقد دايمن حاجبيه ينظر إليها بصدمة..لتتبع" أتيت فقط لأخبرك..بأنني أسامحك.."

إبتسم دايمن متسع العينين..غير مصدق لما تسمعه أذناه، ليسأل" هل أنتِ متأكدة؟؟"

هزت رأسها إيجاباً..ليتبع" أنا حقاً نادم على مافعلته لوسي..كل يوم لايمر إلا وأفكر بما فعلته..لكن ذلك كان خارج عن طوري حقاً..صدقيني، لم أكن أعي ما أفعل..."

أومئت لوسي رأسها إيجاباً بأنها تفهمته، ثم أضاف بكلمات متقطعة" لكن..حبي لكِ لم يكن كذبة، إنه الشيء الوحيد الصادق من بين كل ماكنت أقوله وأفعله.."

أنزلت لوسي رأسها أرضاً بإنزعاج..ليسرع بالتكلم" أعتذر..أعلم أن كلامي هذا أزعجك، فالنغير الموضوع.." نظر لخاتمها بطرف عينه، ثم أتبع يقول" أخبريني..كيف حال ميشيل؟"

رفعت لوسي حاجبيها وبإبتسامة عريضة أردفت" بخير..شفي تماماً من جرح تلك الرصاصة..كما أن عرسنا بعد أسبوع، وأنت ضمن قائمة المعازيم.."

قهقه دايمن بصوت خافت بعصبية..محاولاً تمالك نفسه، ليتبع بينما يهز رأسه إيجاباً" سعيد من أجلك..شكراً على الدعوة"

إبتسمت لوسي بتزييف تتعمد مضايقته، ثم أردفت بينما تقف من عندها" سعيدة أنك بخير..يتوجب علي المغادرة الآن، لدي موعد مع ميشيل..سنخرج للعشاء الليلة"

كذبتها تلك جعلت العروق تبرز من رقبته، إصطك على أسنانه..محاولاً إخفاء غضبه بإبتسامة مزيفة...

إبتسمت لوسي إبتسامة جانبية صغيرة..ثم خرجت من الغرفة وغادرت...

_بعد أسبوع...

أقيم حفل زفاف لوسي وميشيل في حديقة قصرها الكبيرة...

الكثير من المعازيم في يوم مشمس جميل..والكثير من الصحفيين يقفون أمام الباب ينتظرون ظهور العروس براون...

أما داخل القصر..فقد كانت لوسي جالسة أمام المرآة الكبيرة ذات الشكل البيضاوي وحولها مصففات الشعر، واحدة تمسد شعرها والأخرى تضع مساحيق التجميل على وجهها، وكل دقيقة تصرخ جودي في وجوههم:

_" ليس هكذا..لقد جعلتيها تبدو كالوحش ماهذا المكياج المقرف!! يعع قفي لوسي قفي هياا إذهبي للحمام وإغسلي وجهكِ سنعيده من جديد.."

تأفأفت لوسي بضجر وأردفت بتذمر" ألن ينتهي هذا! مرت أربعة ساعات وأنتن تجهزن لي المكياج فقط!!"

تجاهلتها جودي ودفعتها للحمام لتغسل وجهها...

وفي حديقة القصر..كانت تقف ماري بفستانها القصير تنظر يميناً وشمالاً وكأنها تبحث عن أحدهم...

ليأتي آرثر من خلفها يغلق عينيها بكفي يده" هل تبحثين عني؟"

إبتسمت ماري وأردفت" أبعد يداك آرثر.."

تصنع الحزن وأردف قالباً لشفتيه" ألا يوجد كلمة عزيزي؟"

ضحكت وأردفت" كما تشاء عزيزي.."

إبتسم ومد ذراعه لها قائلاً" سأعلن عن خطبتنا اليوم (يغمز) "

إحمرت وجنتيها وأخفضت رأسها تنظر للأرض...

مر الوقت..وهاهي العروس قد خرجت مرتدية ذاك الثوب الأبيض الطويل الراقي، ممسكة بذراع خطيبها وحب حياتها ميشيل...

إلتف حولهما الصحفيون كالذباب، ليتقدم الحرس يبعدونهم عنهم..ثم تقدم ذاك الرجل ذو البدلة الزرقاء الغامقة حاملاً علبة هدية...

إبتسمت لوسي واردفت" سعيدة لمجيئك.."

عقد ميشيل حاجبيه ورمق لوسي بنظرات حادة..ليتكلم دايمن وعلى وجهه إبتسامة" مباركٌ لكِ..أرجو أن تقبلي هديتي المتواضعة.."

لم يتصور دايمن أن لوسي ستسامحه بعد كل مافعله، بل وتبتسم في وجهه أيضاً..أقسم منذ تلك اللحظة أنه لن يقف في طريقها مجدداً أو يتدخل في حياتها مطلقاً..إكتفى فقط بكونها سامحته...

أمسكت لوسي علبة الهدية وشكرته، ليعود دايمن أدراجه ولم يتحدث قط مع ميشيل وكأنه لم يكن موجوداً...

إصطك ميشيل على أسنانه وأردف" متى خرج من المصحة!؟"

أجابته لوسي ببرود" اليوم فقط.."

تنفس ميشيل الصعداء واتبع" لربما وضع قنبلة في الهدية.."

ضحكت لوسي وأردفت" لن يفعل.."

_" أنتِ حقاً طيبة القلب..سامحته بل ودعوته أيضاً لزفافك.."

إبتسمت لوسي بشيطانية وأجابت" لاتغرنك المظاهر..دعوته ليغار ويحترق قلبه ليس إلا.."

أصيب ميشيل بقشعريرة قائلاً" ياللهول كيف تزوجت إمرأة مثلك.."

نظرت إليه بغضب وأتبعت" لم نتزوج بعد! بإمكانك الإلغاء قبل فوات الأوان!!"

ضحك وقبل جبهتها برقة..ثم مد يده ليتشابكا الأيدي...

كان هناك مجموعة شباب يقفون في زاوية من زوايا الحديقة متأنقين..ويقف معهم سام...

مشت لوسي ناحيتهم تريد التكلم مع أخيها..لتتفاجئ بأفراد عصابتها وقد أتوا جميعاً إلى حفلة زفافها...

إبتسم أحدهم وأردف بينما يصفر" هوه~ هل هذه لوسي التي نعرفها؟"

نظر لها من فوق لتحت بدهشة..ليشعر بنظرات تحرقه، وقد كان ذلك ميشيل ينظر إليه بتهديد..بلع الشاب ريقه وتراجع بينما يهمس لرفيقه" اليس هذا إبن أكبر رؤساء المافيا؟؟"

همس له الآخر" أوليس هو من إقتتل مع لوسي أمام مخزن العجوز!!"

أخذوا يتهامسون بصدمة، لتردف لوسي ببرود" هااي هااااي أنا أسمعكم ياجماعة!"

صمت الجميع ينظرون إليها بخوف، لتردف هي بإبتسامة" أخبروني إذاً..كيف هي أحوالكم بعد إنتهاء العصابة؟ وماهي الإنجازات التي قضيتموها إلى الآن..؟"

تقدم مايكل وأردف بتوتر بينما يرفع نظارته" أصبحت أعمل في شركة لصنع البرامج.."

صفقت لوسي بحرارة وأردفت بدهشة" وااااو تطور ملحوظ ماايك! كما هو متوقع من الهاكر خاصتنا..صحيح يارفاق؟"

إبتسم سام، ليتقدم شاب آخر ويردف بينما يحك شعره" أنا سأتزوج بعد يومين..وأنتِ مدعوة بالطبع أيتها الزعيم.."

هزت لوسي يدها بالنفي وأردفت بمرح" هيااا أنا لم أعد استحق مثل هذا اللقب...مبارك لك، تهاانينا!"

بدى على وجهه الفرح، ليتقدم شخص آخر بحماس ويردف" لقد قمت بشراكة مع أحدهم..وسنقوم بإفتتاح مطعم بإسمك زعيم.."

نظر لبقية رفاقه الشباب وأردف" وإتفقنا أن الجميع سيعمل فيه..."

إتسعت عينا لوسي تنظر إليه غير مصدقة لما يقول...

_" بإسمي؟؟ مطعم بإسمي!؟ أنتم حقاً مجانين..بل أنتم رائعون يارفااق..إن إحتجتم أي دعم مادي فأنا موجودة!!"

هزوا رؤسهم إيجاباً..ليشير أحدهم لمايكل برأسه، تقدم مايكل ووقف أمام لوسي يقول...

_" لو أن شخصاً آخر كان زعيماً لنا..لكنا قد ضعنا ورُمينا في إحدى السجون الآن.."

أخذ نفساً وأتبع" لو لم تمنعينا من الأشياء السيئة بقواعدك الصارمة تلك..لكنا تائهين الآن بدون مأوى ودون هدف..الفضل كله يعود لكِ أيتها الزعيم.."

سالت دمعة على خد لوسي دون مقدمات..متأثرة من كلماتهم التي اسعدتها من أعماق قلبها...

مسحت دموعها بسرعة وهم ينظرون إليها مندهشين..زعيمتهم الصلبة تبكي!!

قهقهت بصوت خافت وأردفت" أخبرتكم أنني لا أستحق هذا اللقب بعد اليوم..أنا مجرد فتاة عادية ليس إلا.."

سلموها هداياهم..أحدهم إشترى لها حزام والآخر سكينة صغيرة..هدايا بسيطة ومتواضعة لكنها أسعدتها أكثر من تلك الهدايا الغالية التي تلقتها من الأغنياء الذين حضروا الحفل...

مر الزفاف بطريقة رائعة..وكان ذلك أسعد يوم في حياة لوسي كلها...

_بعد يومين_داخل السيارة...

قال ميشيل بينما يقود" أحضرتي معنا أمتعة القصر كلها!"

ربعت يديها وضمتهما لصدرها قائلة" أليس هذا شهر العسل؟ بالتأكيد سأحضر معي أغراضي.."

_" آه آه لم أقل شيئاً.." إبتسم وأتبع" متحمسة لهاواي؟"

رفعت حاجبيها وأردفت" هاواااي؟؟ لكنني قد إبتعت تذكرتين لروسيا.."

ضغط ميشيل على مكابح السيارة لتتوقف وسط الطريق فجأة..ولحسن حظهم كان الطريق خالياً، نظر إليها معقداً حاجبيه وإنفعل في وجهها" روسيا!! من الأحمق الذي سيقضي شهر العسل فيهااا!!"

هزت لوسي كتفيها بعدم مبالاة وأتبعت" لايهمني..أردت رؤية جايكوب وحسب.."

قلب عينيه بإنزعاج وواصل القيادة بينما يتذمر من فعلتها تلك...

لتردف محاولة إرضائه" حسناً..سنلتقي بجايكوب نبيت عنده ثلاث ليالي..ومن هناك نسافر للبلد الذي يعجبك..إتفقنا؟"

هز ميشيل رأسه إيجاباً بإنزعاج وقال" إتفقنا.."

ربتت على كتفه وأردفت" هيااا لاتكبر الموضوع..أوه أنظر يسارك!"

أدار رأسه بسرعة محاولاً معرفة ما الذي تقصده بقولها..لتتبع هي" مخزن العجوز من هنا..يااه هل تتذكر أول يوم إلتقينا فيه؟"

إبتسم بحنو..يتذكر الأيام الماضية، إبتسمت لوسي واتبعت" لقد غلبتك في نزااال يارجل! سأروي هذه القصة على أولادي وأخبرهم كم كان والدهم ضعيفاً.."

نظر لها بطرف عينه وقال" أجل وأنا سأحكي لهم كيف كانت والدتهم عاجزة وكيف أنا البطل قمت بإنقاذها من الباخرة!"

ضحكت وأردفت" هذا يكفي هيا هيا فالتقد.."

أخذ نفساً عميقاً وسألها" هاي..لوسي.."

_" ماذا؟" سألت دون أن تبعد عينيها عن هاتفها...

_" هناك سؤال دائماً ما كان يدور في رأسي.." قال بينما ينظر إلى الطريق وهو يقود...

نظرت إليه بتعجب وسألت" ماهو؟"

حك شعره وأردف" قد يبدو هذا سخيفاً قليلا..لكنني أريد أن أعرف ما الذي رميته في البحر ذاك الوقت...أتذكرين؟ حين كنا في اليخت الصغير.."

وضعت يدها تحت ذقنها تنظر لأعلى محاولة التذكر..ثم أردفت بإنفعال" آااه تذكرت..حين كنا على سطح اليخت..؟"

إبتسم ميشيل بسعادة لتذكرها..ليتبع بحماس" أجل أجل ذاك هو..إذا؟ ما الذي رميته..؟"

إبتسمت لوسي بخبث وأردفت" أتريد حقاً أن تعرف..؟"

هز ميشيل رأسه إيجاباً بتسرع كالطفل..لتردف هي بإبتسامة جانبية" خمن ماذا.....لقد نسيت~!!"

قلب ميشيل عينيه وتغيرت ملامح وجهه للإنزعاج وأردف ببرود" إذهبي للجحيم"

إبتسمت بإستمتاع وأردفت" أحبك عزيزي~"

نظر إليها بطرف عينه وإبتسم...

_" وأنا أحبكِ مشاكستي"

♪النهاية♪

كلمات من الكاتبة:

وهكذا إنتهت الرواية التي بقيت معي لما يقارب الثلاث سنوات..والتي ظننت أنها لن تنتهي أبداً، لكن لكل شيء بداية..ولكل بداية نهاية❣

سعدت حقاً بنشرها في هذا الموقع..لكن سعادتي تكمن في قراءاتكم والتي رفعت من معنوياتي لأواصل الكتابة وأطور من مهاراتي أكثر من سابقها💖

بالرغم من أنه لم يكن هناك أي تفاعل في روايتي، أو تعليقات مشجعة لها..إلى أنني كنت سعيدة فقط بمراقبتي لعدد المشاهدات وهو يرتفع واحدة بواحدة...

ومع كل مشاهدة إضافية، أسعد بوجود ذلك القارئ خلف الشاشة والذي خصص من وقته الثمين ليقرأ فصلاً جديداً من روايتي المتواضعة والتي أفخر بها كثيراً😌

شكراً لكل من ساندني في العمل على هذه الرواية الجميلة، بفضل الله ثم بفضل جهودكم تمكنت من تحسين مهاراتي والثقة بنفسي وبهذا العمل...

شكراً لجميع القراء العزيزين والذين حقاً أعتبرهم أسرتي😊❤️ والذين تركوا بصمة في ذاكرتي لن أنساها أبداً ماحييت..دمتم في رعاية الله.. أراكم في عمل آخر💓

شُكرَاً لَكُمّ..أَنَرّتُمّ جَمِيعَاً 🌹

2019/11/27 · 565 مشاهدة · 3061 كلمة
47ImaneEdda
نادي الروايات - 2024