وهاهي لوسي الآن أمامي..تنظر لي نظرة لم أتخيل قط أنها ستنظر إلي بها، كشف أمري..وأعتقد أن هذا خطأ لا يمكن إصلاحه..لكن ومع ذلك سأحاول...

____________________

إنهارت لوسي بالبكاء وهي تشهق..تنظر لدايمن بخوف وكأنه شبح، إقترب منها بهدوء بينما يقول" إسمعيني فقط لوسي.."

_" إبتعددددد عني!!" صرخت لوسي بأعلى صوتها وإندفعت نحو الباب محاولة الهرب، ليمسكها دايمن من الخلف ولف يديه حول خصرها..دفعته بكوها إلى الخلف فأرخى يديه ممسكاً صدره بألم...

هرولت نحو الباب وقدميها لاتقدر على حملها من إرتجافهما الهستيري، أمسكت مقبض الباب محاولة فتحه..لتشعر بشيء يجذبها إلى الخلف بعنف..كان ذلك دايمن يحاول منعها من الخروج..لف يديه حول ذراعيها وسحبها للوراء بينما يقول:

_" لاااتذهبـــــي دعيني أشــــرح!!"

_" لااااتلمسني أيها اللعيييين!" صرخت لوسي بينما تدفعه وتقاوم، ثم تراجعت للخلف بسرعة كبيرة وجعلته يصطدم بمكتبه...

إختل توازنه وكذلك هي..لتلمح قلماً على يمينها فوق المكتب، أمسكته بسرعة وطعنت جنبه بقوة حتى غرز فيه...

إصطك دايمن على أسنانه من الألم لكنه لم يتحرك..وأخذت هي تتلوى بين يديه محاولة الإفلات ليسقطا أرضاً..زحفت لوسي بسرعة محاولة الهرب ليقلبها على ظهرها بعنف ويثبت يديها على الأرض ويصرخ" إسمعيني!"

نظرت إليه وصدرها يعلو ويهبط بتوتر والمشاعر داخلها في حرب..أغضمت عينيها بقوة ثم ركلته بقوة بين قدميه...

تأوه بألم وأرخى يديه عنها..لتدفعه بلكمة على وجهه أوجعته، وقفت بسرعة وقدميها لاتزال ترتجفان، فتحت الباب متجهة نحو درج النزول..لتتراجع للخلف بصدمة مما رأت..إتسعت عيناها وشهقت بخوف...

رأت نيران تشتعل في الدرج..وداخلها أناس يحترقون، أغمضت عيناها بقوة وهرولت نحو درج الصعود...

كانت الصدمة كبيرة بالنسبة للوسي..لدرجة أنها قد وصلت مرحلة الهلوسة..وقد بدى لها ما رأته على الدرج حقيقة، وبالحقيقة هو لم يكن موجوداً بالأساس...

كاد قلبها أن يخرج من مكانه..من الرعب الذي كانت فيه ومن تعب صعود الدرج ركضاً...

وهاهي قد وصلت إلى السطح..أدارت مقبض الباب بصعوبة وفتحته..لتسمع خطوات تصعد خلفها بسرعة ويليها صوت دايمن يصرخ" لووووسي تعااالي إلى هنا!"

قفز قلبها من مكانها حين رأته قد وصل إلى الدرج الذي كانت فيه..فتحت الباب بهستيرية وخرجت..قبل أن تغلق الباب أمسكه دايمن برجله...

شهقت بفزع وعادت للوراء خطوات متسارعة..فتح دايمن الباب ببطئ، ثم مشى ناحيتها بهدوء محاولاً إصلاح الموقف لكن بطريقة خاطئة...

_" أعتذر لوسي..أعتذر عما فعلت لم أكن أعلم أن قتلي لهم سيضايقك...لم أقصد فعل ذلك.."

مسحت لوسي وجهها بعنف وصرخت" إبق مكانك أولاً!"

توقف دايمن عن المشي ووقف مكانه رافعاً يديه كإشارة الإستسلام، رفع عينيه ينظر إليها قائلاً" سأخبركِ السبـ-

_" أنا سأتكلم الآن! وأنت ستخرس وستسمعني فقط!!"

قاطعته بحدة وجسدها بأكمله يرتعش..موجهة إصبعها السبابة نحوة محاولة إدعاء الصلابة...

حرك دايمن كفيه بمعنى أنه موافق..لتنطلق هي دون توقف مخرجة مابداخلها...

_" أنت مسخ..لعين قذر حقيير مريييض نرجســي مهووس مغرور نذل!! قمت بقتل عائلتي من أجل رغباتك القذرة وتقول بأنك لم تظن بأنني سأحزن على وفاتهم!؟ ضعييف جبااان يختبئ خلف الأعذااار! تقول بأنك تحبني هاه..؟

دعني أخبرك أن حبك هذا فاااشل ولن ينجح مطلقاً وليس له أي معنى أيها المسخ اللعييين! بحـــق من أيييين أتتك الجرأة لتتقدم لخطبتي بعد كل مااااافعلته!! آااااااخ وأنا قبلتك آااااخ ما الذي فعلته!!"

بدأت لوسي تصرخ وتتكلم ممسكة رأسها بيديها بينما تمشي في مكانها ذهاباً وإياباً..أصيبت بنوبة غضب...

غطت عينيها بكف يدها وأردفت بصوت خافت" جايمس ذاك..كان أنت طوال هذا الوقت..."

تقدم دايمن خطوة وقد تغرغرت الدموع في عينيه على حالها..وأنه كان السبب في ذلك...

رمقته بحدة وقد شعرت بأنه يتقدم نحوها بهدوء..إستدارت وصعدت على حافة السطح بتحدي وجنون...

صرخ دايمن وقد وقع قلبه من الخوف" لوووســــي~!!"

إستدارت بإتجاهه ترمقه بنظرات ساخطة وقد توقفت عن البكاء..عادت لشخصيتها القوية التي لاتهاب شيئاً...

_" إنزلي لوسي!"

نظرت إليه بإستصغار وأردفت بحدة" لست أنت من يأمرني!"

توقف دايمن مكانه..لترفع يديها عالياً كالطير وتتبع" سارمي بنفسي.."

تصلب دايمن مكانه متسع العينين..وهو يهز رأسه نفياً بصمت يتمنى فقط أن لاتفعل...

_" تريدني أن لا أفعل صحيح؟؟"

هز دايمن رأسه إيجاباً كطفل يتلقى التعليمات من والديه..لتتبع بنبرة آمرة رافعة حاجبيها" هاتِ لي مسدسك..أعلم أنه بجيبك.."

خرجت لوسي عن السيطرة وجن جنونها..لم تعد تفكر تفكيراً سليماً، وإستغلت مرضه العقلي وهوسه بها للتخلص منه ومحوه من الوجود...

أسرع دايمن بسحب مسدسه دون تردد ورماه لها..بالرغم من أنه علم بنواياها...

_" أرجوكِ فقط لاتقفزي.."

هزت لوسي رأسها إيجاباً بكل طبيعية وكأنها شخص مختلف تماماً عن التي كانت ترتجف خوفاً قبل قليل...

_على بعد شارعين_فوق السطح...

أخذ ذلك الرجل يراقب من بعيد عبر بندقيته القناصة..ينظر ويبتسم..ثم تمتم محدثاً نفسه" هيـــه~ الأمور تزداد حماساً..لم رمى لها المسدس؟ ياله من أحمق..."

أخذ يدندن مشاهداً إياهما وكأنه يشاهد فلما ما..ليلمح شخصاً يركض من بعيد، وصل إلى العمارة التي بها لوسي ثم دخل...

تمتم الرجل بحماس" وهاقد وصل ضيف الشرف لهذه الليلة.."

كان ذلك ميشيل..ويالحظه فقد خرب المصعد ذلك الوقت..صعد الدرج بهدوء يستريح، ثم وصل إلى الطابق الذي به شقة دايمن...

مشى ناحية الباب ليفاجئ به مفتوحاً ويعم المنزل تلك الفوضى..إعتراه القلق على لوسي...

أخذ يناديها بينما يفتح أبواب الغرف بهستيرية..فلم يجد أحداً، ليخرج منها ويقف أمام بابها يفكر..ثم لمح قطرات دماء تقود إلى السطح..وكانت تلك دماء دايمن والذي سببها طعنه بالقلم...

إتسعت عيناه وهرول نحو السطح والتوتر الذي شعر به فاق الحدود...

(إن حدث شيء لها فلن أسامح نفسي!!)

ردد تلك الكلمات داخل رأسه بينما يصعد الدرج..وهاهو قد وصل إلى السطح أخيراً...

وأول ما وقع على عينه كان لوسي..تحمل المسدس وعلى وجهها إبتسامة مرعبة، عقد حاجبيه بصدمة..ليوجه بصره نحو دايمن الذي يجلس على ركبتيه مخفضاً رأسه...

رفعت لوسي عيناها لتجد ميشيل واقفاً، ليعود خفقان قلبها وتوترها السابق..وهاهي تلك الدموع عاودت النزول على وجنتيها دون مقدمات...

_" ما الذي تفعلينه لوسي.." تمتم ميشيل ينظر إليها بتعجب..غير مصدق لما تفعل...

أخذت نفساً عميقاً وأردفت" لاتتدخل ميشيل..فالتعد أدراجك!"

تقدم بضع خطوات وأردف بإبتسامة رافعاً حاجبيه" لن أعود..فقد إستعدت ذكرياتي كلها.."

إتسعت عينا دايمن وكذلك عيناها، زادت من بكائها وشهقاتها..أوشكت على الإنهيار تماماً...

_" إنزلي من عندِك لوسي.." أردف ميشيل بهدوء، لتهز هي رأسها إيجاباً وتنزل ببطئ...

بتلك اللحظة..وقف دايمن بسرعة مندفعاً نحو ميشيل، إنقض عليه مسقطاً إياه أرضاً..أخذ يلكمه بغضب..لتصرخ لوسي موجهة المسدس نحوهما" إبتعد عنه أيها اللعين وإلا أطلقت!"

أخذت يداها ترتعشان..لكن ميشيل أوقفها بصراخه" لاتطلقي لوسي!!"

صرخ ودفعه بقوة ثم إنقض عليه يلكمه...

بقيت لوسي متصلبة في مكانها لاتعلم ما الذي يتوجب عليها فعله، وقف ميشيل بعد أن هشم وجه دايمن من كثر الضرب..وقد تورمت يداه ونزفت...

أخذ دايمن يحاول الوقوف..يتحرك ببطئ وإرهاق، إتكئ على يد وهاهو يحاول الوقوف...

نظر إليه ميشيل بعدم مبالاة، ثم مشى ناحية لوسي وأنفه ينزف إثر لكمات دايمن..إقترب منها وإحتضنها برفق، بينما يربت على شعرها مبتسماً...

_" إشتقت إليك..."

همس ميشيل، لتجهش لوسي بالبكاء..لم تتمكن من التنفس بحرية بسبب غصة حلقها...

قبل رأسها بقوة ثم إبتعد قليلاً وأردف بجدية" لما تودين الإطلاق عليه لهذه الدرجة؟"

أجابته وسط شهقاتها كطفلة تشكو" لقد كان السبب..هو من دمر حياتي.."

هز ميشيل رأسه نفياً وأردف" ليس هكذا..لاتفعلي.."

نظرت له معقدة حاجبيها..ثم تراجعت للوراء بسرعة مبتعدة عنه، وصرخت موجهة المسدس نحو دايمن" إذاً إبتعد عن طريقي..دعني أنهي حياته!"

_" توقفي عن ذلك لوسي..أنتي تؤذين نفسكِ.." قال بينما يقترب منها بهدوء محاولاً أخذ المسدس من يدها...

_" قلت إبتعد! هل تقول أنه يجب أن يبقى حياً بعد كل مافعله؟؟ إبتعد حالاً!!" صرخت في وجهه بغصة...

إقترب منها بسرعة وإتلقط المسدس من يدها..ثم وجهه نحو دايمن ممسكاً إياه بيد واحدة...

_" دعيني أفعلها نيابة عنكِ..لا أريد أن توسخي يداكِ" أردف مشيراً بيده الأخرى أن تقترب منه...

رمت وجهها على صدره برفق وتشبثت في سترته بأناملها النحيلة بقوة، ممتنعة عن النظر للمشهد الذي يوشك أن يحدث...

بعد لحظات..صرخت وبصوتها بحة" لاتفعل ميشيل!!"

نظر إليها بدهشة..ليفتح دايمن عينيه ببطئ ينظر إليها بدهشة هو الآخر...

رفعت رأسها تنظر لميشيل وعيناها تفيض من الدموع.." إنه مريض..قرأت ذلك في ملفه، لديه سجلات تؤكد بأن لديه خلل في عقله..كما أنه يعد فرداً من عائلتي.."

إبتسم ميشيل برقة..ثم أردف بحنو" علمت أنكِ لن تقدري على فعلها..."

لم تجبه بل عادت تضمه من جديد لكن بقوة، أنزل ميشيل ذراعه التي تحمل المسدس ورماه أرضاً..ثم إحتضنها بكلتا يديه وأخذ يمسد شعرها برقة...

_على بعد شارعين_فوق السطح...

شعر الرجل بالضجر من تلك الأحداث التي بدت ممل بالنسبة له، ليسحب عود سجائر من جيبه ويشعلها في فمه..ثم تمتم بينما يضع عينه على المكبر يستعد للتقنيص:

_" حسناً يا أطفال..لقد إنتهى وقتكم.."

ثم أطلق النار...

لتخرج تلك الرصاصة من ثقب البندقية كالقذيفة..مندفعة نحو ذلك الشخص بسرعة خيالية..وأصابته بإحترافية...

سقط أرضاً ومعه لوسي..لتحدق فيه بعينين متسعتين..تنظر لتلك الدماء التي تفيض من جسده كالينبوع والتي ملأت يداها بالكامل...

صرخت بهستيرية" ميشيل~!!"

إبتسم ذلك الرجل بسعادة وأردف" يوووش إنتهت المهمة..لاداعي لقتل لوسي صحيح..؟"

هز رأسه نفياً وأخذ يفكك تلك البندقية الطويلة ويعيد أجزائها داخل علبة الجيتار تلك...

كان ذلك الرجل يعمل لحساب جورج مارتينز سابقاً وقد كان مخلصاً له، وحتى بعد أن قام مارك بقتل جورج..قام هذا الرجل بإكمال مسيرته وقام بذبح مارك وسط الطريق منتقماً...

ثم أخذ يجوب الأرض بحثاً عن ميشيل لينهي عليه كما طلب والده جورج سابقاً بعد أن أصدر أمراً بقتله..وإكتشف أن لميشيل علاقة بلوسي، لذا عمل عند عائلة براون كسائق سيارة...

وكان الرجل هو نفسه الذي يسألها كل صباح إن كانت تحتاج توصيلة دون كلل أو ملل ينتظر فقط متى ستلتقي بميشيل...

أمسكت لوسي وجه ميشيل بسرعة وأردفت" أنظر إلى عيناي ميشيل، ميشيل..هل تسمعني ميشيــل إبق معي رجااااءً!!"

أخذت تنوح وتبكي وهو ينظر للسماء متسع العينين، يشهق غير قادر على التنفس من شدة الألم..بصق دماً لتنتفض لوسي من مكانها ويداها ترتعشان..تنظر هنا وهناك تبحث عن أي شيء يمكنه إيقاف النزيف...

نظر إليه دايمن بطرف عينه بتعب..ثم إبتسم بشماتة..وأغمي عليه...

رفع ميشيل ذراعه بإنهاك..ثم وضع كف يده على خدها يبتسم، ليرخي عينيه ببطئ..ثم أغلقهما بصمت..وسقطت يده...

أمسكتها لوسي ووضعتها على خدها تعتصرها، بينما تبكي وشفتيها ترتجفان تكلمه" كلا..لا لا لا ميشيل أرجوك إبق معي رجاءً!!"

أخذت تصرخ بألم وحرقة..وقد توقفت دموعها عن النزول وكأنها قد جفت...

ثم سالت على وجنتيها دموع ....دموع من دم....

﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎

تسائلت يوماً...هل كان لإنتقامي أي مغزى..؟

علمت أنني كنت على خطأ، لكن كان ذلك بعد فوات الأوان...

ففي النهاية، الدم لايغسل بالدم بل بالماء!

كرست حياتي للإنتقام..لكنني لم أتمكن من قتل شخص يعد فرداً من عائلتي في نهاية المطاف...

بل وها أنا ذي أخسر فرداً مهماً في حياتي كما خسرت من أحب سابقاً...

لكن هذه المرة كان بسبب أنانيتي وإختياراتي الخاطئة...

﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎﹎

يتبع...

تنويه: النهاية ليس أكثر من إسم للبارت..والبارت القادم سيكون الأخير بإذن الله...

شكرا على القراءة..أنرتم 🌹 ✥بقلم إيمان إيدا

2019/11/26 · 468 مشاهدة · 1605 كلمة
47ImaneEdda
نادي الروايات - 2024