مع علو شمس الظهيرة لمنتصف السماء الصافية، اشعة الشمس دخلت بلا أذن لتلك الغرفة الحمراء والرمادية، بالتصميم الفيكتوري القديم، جدران حمراء ب اطارات سوداء والرسم شبيه الرمح تكرر بلون فضي على الجدران، ارضيته من الخشب الداكن الذي غطته طبقه من الغبار، سويا مع السجاد الدائري الأحمر المطرز، والملحقات من الدواليب وادراج، مع بعض الاشياء الغريبة ك جمجمة بشرية على الطاولة، وأدوات عتيقة كالمصابيح الزيتية وبعض قطع القماش الذي كتب عليها طلاسم غريبة .

متوسطَ بين المدفئة والسرير، أريكة حمراء، وعليها كان هناك رجل مستلقي بشكل مهمل .

" لما انا هنا بحق الله؟ "

فتح فمه وسمح لخروج نفس طويل، لما هو هنا؟ في هذا العالم الغريب؟ لقد اعتقد بانه قتل بعد ان تم طعنة حتى الموت في آخر مهمه له، ولكن بدل ان يختفي من العالم، هو فتح اعينة في عربة سببت عجلاتها في تحطيم عظام ظهرة، بوجهه نحو أكاديمية لتعليم السحر، كان ذلك كالكابوس المرير له وخصوصا ان ركزنا في عدم وجود ما يسمى ب ال "تكلونوجيا"، وان هذا العالم في عصر شبيه بالقرون الوسطى مع الطراز الفيكتوري العتيق .

كان ذلك صداع تام ل رأسه ولعقله الذي لم يفكر يوما الا بشكل منطقي، رغم انه امتلك بعض الخيال الخصب ليلهي نفسه، الا ان مسالة ان تبعث في عالم آخر لا يوجد به "انترنت" او السيارات المريحة او الذبابات النارية السريعة، جعله في اعمق درجات الأحباط .

" لا يوجد ما استطيع فعله، غير ان اصبح كما هو منتظر مني، ان اصبح معلم، هه، مدير هذه الاكاديمية العجوز المسكين، هل سيطردني لو علم بتاريخي المدهش من حياتي السابقة؟ "

انزل قدمية التي لم يخلع منهما حذائه الأسود، وقف و مدد يديه وجسده، كان نصف عاري، مع ابراز نصف جسده العلوي، مظهر العضلات المبنية بعناية، كان هناك وشم أسود يتوغل بين ذراعيه وظهره و صدره، مع الجروح و الندبات القديمة من مهامه في حياته السابقة، سويا مع قلادته السوداء المربعة، جاء لهاذا العالم مع جسده الخاص، وهذا هو الشي الوحيد الذي اسعده منذ ان ادرك بانه في عالم اخر .

ويليام نظر من حوله، ويديه على حزامة البني، مربوط من احد جوانبه قماشة حمراء مع سلسلة متدليه بدورة حوله "اين وضعت قميصي و معطفي؟ "

ذهب نحو الخزانة في جانب الغرفة الايمن، فتحه ولم يندهش من كم الملابس قديمة الطراز و الأنيقة، كانت جميعها في حقيبة سفر صغيرة، بل كان مجرد كيس لتخزين النقود عندما رائه ويليام اول مرة، الا انه غير راية بالكامل بعد رويت ما بدخلها .

مد يده بين قطع الملابس وهو يحدث نفسه "لا لا لا، معطف وردي؟ ماذا يفعل هنا بحق الله؟ من المنحرف الذي سيرتدي معطف وردي؟ كيف لم اره عندما رتبة الملابس؟ س اتخلص من قبل ان يعتقد احد باني منحرف "

رماء معطف وردي اللون وابيض على الأرض، شعر ب الاهانة كون كان هناك معطف فتيات بين ملابسه الخاصه، نظر له بتركيز ورفع يده اليمنى حيث كان يرتدي خاتم احمر بشكل أفعى لها قرنين صغيرين تلتف حول اصبعه السبابه .

اشار باصبع السبابة نحو المعطف الوردي، وردد " ايقنيش "

يلي فعلته اشتعال نار التهمت المعطف بسرعة، كان ذلك سحرا، السحر الذي جعله يشعر ببعض الريبة في قلبه، وبعد احتراق المعطف لرماد، نظر لخاتمه و اعرب عن اعجابه برفع حاجبية "ربما يستطيع السحر تعويضي عن عدم وجود انترنت هنا "

التف وعاد ليبحث عن غايته بين ملابسه في الخزنة "اين ذهب هذا المعطف ال....ها، عثرت عليه !"

عندما عثر على اكثر معطف لائم ذوقه، اخرجه و نظر له لثواني، معطف أسود بسيط مقارنتا ببقية المعاطف الأخرى، مع بعض التطريز الذهبي و انقسامه من الاسفل لاربع اذيل مقصصه طويله، وانثناء من الامام للجانبين مع السلاسل الفضية، عاد للأريكة، حيث كان على عتبتها قميص ابيض، انزل معطفه و ارتداء القميص، اغلق ازرار القميص، تحديدا، هو اغلق اول زرين في الاسفل وترك الباقي مفتوحا مبرز صدره مع الوشم و القلادة و بعض الندبات، ادخل اطراف قميصه في بنطاله البني من جلد الحيوان، قام بطي اكمام قميصه، ويلي ذلك ارتداء معطفه ذو الاكمام المطوية لمرفقه .

كا خطوة اخيرة، ذهب للمرآة الكبيرة بجانب الخزنة، ونظر لنفسه، رغم سمعته السيئة من حياته السابقه، الا انه امتلك مظهر وسيما، كان شعره كثيف بلون بني نحاسي بينما اعينه زرقاء سماوية، ومع فك كبير والحواجب الكثيفة، كان يحصل على أعجاب جميع موظفات وعميلات قسم الذي كان به، والغيرة والحسد من الرجال هناك ايضا .

الا انه لم يسترد كامل جسمه من حياته تلك، نعم لا زال يملك جسده وملامح وجهة الوسيم والقوي، ولكنه لم يسترد لونه شعره النحاسي واعينه السماوية، بدل عن ذلك، كان شعره رمادي يميل للأسود طويل قليلا حيث وصل ل اكتافه، مع زوج من اعين الافعى الصفراء، فقد امتلك شكل شرير يناسب سمعته السيئه .

ويليام حرك يده عبر شعره الطويل ليعيده للخلف تقريبا "يا رجل، لقد اعتقدت بان شعري النحاسي واعيني السماوية سابقا كانت هي ما جعلت مظهري يعاكس سمعتي، ولكن مع هذا الشعر وهذه الاعين فانا بدأت اعتقد حقا باني شرير رغم رقة قلبي العطوف، حسنا هذا ليس بمهم الان، المهم هو ان اعثر على طريقه للعودة للأرض لكي اكمل اعمالي، والى ذلك الحين، انا ساخد مكانك، أيها المعلم إلياس "

التفت، ووضع يديه على خاصريه "والان اي هي اوراق عملي؟ "

لطالما كان إلياس -ويليام- مهمل مع اغراضه التي لم تهمه كثيرا، وهذا ما جعله ينسى اين يضع اغراضه كثيرا .



....

مرورا بين ممرات الاكاديمية الكبيرة والواسعة، بناء عتيق المظهر متشعب الفروع والطرقات المتداخلة فوق و اسفل بعض، كان هناك رجل يمشي بخطوات سريعة، نحيل الوجه وطويل الذقن بني الشعر و العينين، ويرتدي ملابس واسعه فضفاضة ذات لون اخضر، كان مستعجل للغاية وهو في طريقة نحو مكتب المدير في مركز الاكاديمية، ويعلو وجهة ملامح الانزعاج و الاحباط .

عندما وصل لذلك البرج الطويل من الرخام، والذي كان جزء من شجرة عملاقه خلفه، دخل متجاهل الحراس المعدنيون الذين حيوة "تحيه ل البروفسور جيكلي روزيكارس "

كان في مزاج سيئ ليرد التحيه، ليس وكانه كان يردها على أي حال، البروفسور جيكلي روزيكارس كان شخص متعاليا، ذو فخر وانف مرتفعان دوما، ولكن الان، ف هو محبط للغاية، ويعود السبب حول شخصين، المعلم الجديد، و المدير.

استمر بوتيرته السريعه، و كان حذاءه الاحمر ذو الكعب المرتفع يضرب الارض بعنف ليصدر وقع عاليا في الممر نحو منطقة المدير صعودا مع السلم اللولبي، وصل أخيرا لمكتب المدير، كاد ان يطرق الباب بعد ان انتبه انه كاد ان يدخل دون ان يطرق .

ولكن قبل ذلك، جاء امر من خلف الباب "ادخل بروفيسور روزيكارس، الباب مفتوح "



جيكلي توقف لثواني واخد نفس، فتح الباب لمكتب المدير، تقدم بضع خطوات للامام وتوقف، وقدم تحيته بأمات رأس للمدير"سيدي المدير "



خلف مكتب احمر الاون بنقوش ذهبية، على كرسي كبير فضي، كان هناك رجل في عقده الرابع، شعره اسود كالفحم، واعينه حاده مضيئة بوهج اخضر كاليراعه، كان يملك بعض التجاعيد على وجهة، ولحيه تغطي فكيه و فمه، يمتلك ندبه على جانب جبينه، يرتدي ملابس رسميه من معطف اسود طويل مع قميص فضي اسفله وحله اعطته مظهرا مهيبا و تدل على كبر شانه.

رفع المدير هاريسون يده له، معطيا اندباع بارد اكثر لذا البروفسور الضيئل المحبط، جمع شتات نفسه و تحدث بصوت حاد طنان "سيدي المدير، لماذا وافقت عليه؟"

هاريسون لم يكلف نفسه عناء ابعاد عينيه من المصفوفه القديمة التي يدرسها، بل تحدث بصوت عميق وثقيل "وافقت على من بالتحديد بروفسور روزيكارس؟"

البروفسور امتعض بداخله، المدير يسخر منه بلا شك "انا اقصد ذلك المعلم الهمجي! لماذا وافقت عليه ليصبح معلم في اكديميتنا المرموقه؟!"



هاريسون تنهد وانزل المصفوفه للاسفل، ونظر باعينه الحاده نحو البروفيسور الضيئل واجاب "لا اذكر باني عينتك مستشار لي لتناقشني في قراراتي الخاصه ايها البروفيسور روزيكارس، ولكن كاحترام لسنين عملك في الاكاديمية ساخبرك، لقد وافقت عليه لاني اريد ذلك، والان بما انك تعرف السبب ف اخرج ولا تزعجني مرة اخرى "



البروفيسور جيكلي لم يجد شيئا ليقوله، لقد تم ربط لسانه بالكامل من قبل كلمات المدير البسيطه التي قالها، لم يعد له شئ ليفعله هنا، لهذا اخفض رأسه قليلا بقلة حيله و قال وهو مقدم على المغادرة"عذرا لازعاجك سيدي المدير "



غادر البروفسور جيكلي و قد زاد احباطه، المدير و ذلك المعلم الهمجيان هما واحد، وقحان بالكامل !



................


أريكم


وشكرا للقرائه

تاليف[NO.zero]




2017/10/21 · 681 مشاهدة · 1282 كلمة
NO.zero
نادي الروايات - 2024