كان إلياس في كامل من الحيرة في قلبه، حتى وان كان قد مر اسبوعين منذ ان جاء لهذا العالم و الاكاديمية، واستطاع فهم امور اوليه مهمه، الا ان الذي امامه، وحوله، ومن فوقه، السحر والامور الغريبة الخيالية موجودة في كل مكان، طلاب ومعلمين على مكانس طائره، ومنهم من يستعمل احجار غريبه بعلامات مضيئة يقومون بارسال السحر لها ويختفون .

في باد الامر قبل اسبوعين تقريبا، كان عقل إلياس المنطقي لا يتحمل هذا النوع من الهراء السحري، ولكنه اعتاد عليه بسرعة، وفي الوقت ذاته فهم امرا او اكتشفه، الادوات السحرية والتعاويذ، كانت عبارة عن مصطلحات لاتينية او جمل، واحيانا، كان هناك بعض من اللغات الأينجليزية و الايطالية و الصينية القديمة ايضا، الا ان الآتينية بدت ك اللغة الام، ولكن على حسب ما يراه و يسمعه، ومن ذاكرة الشخص الذي اخد مكانه، فهم لا يفهمون معاني هذه الكتابات، بل يحفظون طريقة كتابتها وطريقة استعمالها، ذلك جعل الشك يكبر بداخله، ماذا تفعل لغات عالمه القديم هنا؟ .


وهذا ما جعل عقله يستغربق اسبوعين تقريبا لفهم الوضع وتحليله بابسط واعقل طريقه ممكنه، واضف لذلك صداع حاد وعزلة تامه ومزاج سيئا.

رغم ذلك كله، اعتقد ان ذلك من حسن حظه، كونه معلم لمادة "لغة السحر والتعاويذ" -كما كتب في اوارقه- فذلك سهل عليه الامر، حيث غير انه درس ذكرايات مضيفة الذي لم يلتقي به، ف هو درس واختبر بعض من شكوكه حول الامر، واخد الامر اتجاه جيد، والان كل ما يحتاجه هو امران، فهم السحر اكثر، وقرأت ما قد يفيده في مهنته ليسهل الأمور اكثر .

مرورا مع ممر مغلق وفسيح تضيئه الشموع المثبته على ركائز رخامية، وصل اخيرا لبوابه ضخمة يحرسها حارسين معدنيان، قاما بتحريك اذرعهم بشكل هزلي و رفع رؤوسهم المعدنية للأعلى و ضرب رماحهم بالأرض "تحيه للمعلم إلياس !"

إلياس نظر لهم لثواني، وقال بعد ذلك "اهلا؟ كيف تتحدثان بحق الله؟ "

رد احد الحارسان بسرعه "نحن حرس سحريون سيدي! نستطيع التحدث عندما يريد السيد ذلك !"

ومتابعتا ل الاول، قال الحارس الاخر " ونحن نرتبط بروح واحده واي شيء يسمعه احد الحرس في اي مكان في اكاديمية ارقينجو يعلمه كل حارس! ونحن ثرثارون !"

الحارس الاول بغضب التفت ل الاخر " اصمت ايها الغبي الثرثار! امر اننا نعرف اسرار الاكاديمية سر خاص بنا نحن الحراس !"

الحارس الاخر ضحك "انت ايضا افصحت عن سرنا ايضا ايها الثرثار الغبي !"

" لا لم افعل! انت فعلت !"

" وانت ايضا !"

إلياس بقي يشاهد غباء الحارسان امامه، انهما يذكرانه بعضوين في فريقه السابق، مع تذكر الماضي، تنهد إلياس وفتح البوابة الكبير بيديه السودوتان-قفازات-بعد توديع الحارسان الثرثاران، دخل واغلق البوابة من خلفه، توقف الحارسان بصمت بعد توديع إلياس لهما، ونظر الاول ل الاخر "هل كان يعني توديعنا حقا؟ "

الاخر "لا اعلم، لم اسمع عن شخص يودع حارس سحري بلا روح طوال المئة ألف سنه التي كنت اعمل بها "

التفتا لبعض، رغم عدم امتلكهما اعين ماديه، الا انهما كانا حائرين .

....

بعد الدخول للقاعة الضخمة، إلياس تنفس الصعدَ، انه يكره الاماكن المزدحمة، والان هو في مكان مزدحم بمعنى الكلمة، كان اليوم هو يوم اختيار المعلم، يحق للطلاب ان يختارُ المعلم الذي يريدونه والمادة التي يريدون دراستها، حيث ذلك يسهل عليهم دراسة ما يريدون ان يعملو عليه مستقبلا.


في التفكير في الامر، نظر إلياس الى مجموعة الورق التي يحملها، كونه معلم جديد هنا في هذه الاكاديمية، تحديدا في هذا العالم، وكونه لم يدرس من قبل، ف هو لم يعلم ماذا يفعل تماما، قلب لورقه اخرى، وراى خريطه تدل على موقع المكتب الذي يفترض ان يتواجد به وانتظر اي طالب يرغب في حضور دروسه.


اتبع مسار الخريطه مار من بين زحام الطلاب و المعلمين، ولكن كونه يكره الزحام بشدة، كان هناك اشبه بالهالة القاتمة والسوداوية حوله، كان من الواضح للطلاب و المعلمين الاحساس بالخظر الغريزي عند اقترابهم من الرجل الضخم، ونتيجه لذبك جعلت الطريق ل إلياس اكثر سلاسله، الا ان هالته المتوحشة لم تنخفض.


وصولا لذا الزاوية تقريبا، جلس إلياس على كرسي حجري بوسائد خلف طاولة خشبية بها بعض رزم الاوراق، وضع قدمه فوق الاخرى، اسند ظهره للخلف وعقد ذراعيه امام صدره، واغلق عينيه بهدوء، عكس بقية المعلمين الذين يجذبون انتباه الطلاب لمحاضراتهم، قرر إلياس ان ياخد راح لعقله و يراجع و يحلل الافكار التي يملكها للان، مع فكرة انه سيبدو مثير للشفقة ان تنقل بين الطلاب يعرض مهاراته ك المهرج.


مر الوقت، ساعتين و لم يخطو احد لمسافة اقل من عشرة امتار قرب منطقة إلياس، وفي المقابل، إلياس لم يتعب نفسه لشد الانتباه له، واعتقد ان ذلك افضل له لياخد غفوة راحه لعقله.


بعد مضي دقائق اخرى، فكر إلياس بان البقاء هكذا ممل واراد الحركة، لهذا نهض من مكانه، واخد خريطة الاكاديمية ووجهته كانت كافيتيريا المعلمين.

........


قابريال جانكيفرس، الطالب ذو السمعة السيئة والمظهر الغير مرتب، رغم انه بوجه وسيم نسبيا، الا انه كان فتى سريع الغضب و منعزل.


يحوم قرب الجدران يراقب باعينه السماوية الحاده، خصل شعره البني الكاستناي تتمايل امام عينيه تقريبا، كان في مزاج سيئ، كان قد رفض من جميع المعلمين تقريبا الذين يدرسون المواد التي يريدها بسبب سجله الذي يحمله في يده اليسرى، ولانه بخلفيه عاديه، ولم يرغب في الخروج من الاكاديمية والا يتخرج بشهادة واحده لماجيستار.


كان يفحص المكان، عله يجد امل له يقبله، الامر ليس وكانه لم يقبل بالكامل، كان هناك معلم او اثنين الذين عرضو عليه ان يصبح طالبهم، ولكنه رفض بوقاحه، وعاد السبب لنه لم يرد معلمون محرجين يتوسلون للطلاب ليصبحو تلاميذهم.


كانت متطلبات قابريال محدده في عقله، ان تكون قاعة المحاضرات واسعه، و ان يكون المعلم شخص قويا يعطي احساس التفوق و المهابه والذكاء، وان يكون له تلاميذ قلُل، مع متطلباته هذه، فكان الامر شبه منعدم ان يعثر على من يجعله وصيا عليه.


عندما شعر بانه لم يعد هناك فائدة من البحث اكثر و اوشك على المغادرة بينما يعتصر ملفه في يده، سمع صوتا قطع فكرة.


إلياس"لا اريد تلاميذ من نوعكم المثير للشفقة الذين يبرزون نفسهم باسم عائلتهم، اغربو عن وجهي!"


قابريال التفت وشعر وكان ذلك الصوت المرتفع قوي الكنه وبارد اللحن يناديه، نظر عبر الحشد، فوجد هناك طاوله لم ينتبه لوجودها في الزاوية، حيث خلفها كان رجل عريض المنكبين، مرفوع الرأس بعز، ذو الشعر الرمادي اللامع المتداخل بالاسود، والاعين التي بدت كالافعى تراقب فريستها، بمظهر لا يدل على معلم راقي ك البقية، بل اقرب لرجل شرير مع الوشم و الندوب الموزعه بتنوع تام في انحاء صدره المكشوف و ذراعيه العاريتين من المرفق.


نظر بتمعن وتركيز، قام ذلك الرجل برفض اربع تلاميذ تعرف عليهم قابريال بوقاحه، كانو من المتفوقين من دفعته في احد مدارس الشمال العليا والذين يملكون عائلات معروفه تقريبا، ولكن درجاتهم لم تغري ذلك المعلم البارد، بل قام برميها في وجههم لينصرفو فيما بعد ساحبين ذيولهم بين اقدامهم.


قابريال بشغف"هذا ما اريده"


رفع رأسه باعين توهجت بالامل، هذا ما كان يبحث عنه تماما، شخص يمتلك سمعة سيئه بعد سميع حديث الطلاب و المعلمين الثرثارين من حوله، قوي، قاسي، لا يهتم بخلفية الطالب او ما اصله.


اقترب قابريال من طاولة ذلك الرجل الذي جعله يشعر بتلك الهالة من القوة الطاغية و الذكاء الحاد عندما اقترب اكثر منه، اكثر بقليل، واحساس من الاحترام ظهر في قلبه قبل ان يعلم، وصل اخيرا لذلك الرجل اكثر، ولم يعد بينهم سوى الطاوله، لينظر له الرجل بعد شرب من فنجان من الشاي بهدوء كما لو انه لم يطرد اربع طلاب متفوقين معروفين.


نظر له الرجل اخيرا، باعين حادة كالافعى، اعطى احساس عميق من البرودة والقوة المهيبة في قلب قابريال، شعر قابريل كما لو كان فأر تراقبه افعى وتلعب باعصابه بسم غير مرائي يقذف من اعينها، الا انه صمد، بعلمه بماذا يفعل هذا الرجل الان بنظراته الثاقبة.


قبل ان ينطق و يقدم ملفه، رما الرجل على الطاولة بطاقة من حجر ابيض ذو نقش باربع نجوم، ويليها صوت الرجل البارد العميق"خد قرارك الان، فمن يصبح تحت وصايتي، فلا عوده منها"


نبضه تسارع بوتيره قويه، يعرف ما هذه البطاقة الصخرية، انها مفتاح لطريق لا عودة منه الا بعد انهائه، ان اخدها فهو سيقبل في الاكاديمية من قبل المعلم الذي يمتلك الصفات التي يريدها قابريال، ولكن ان رفضها، فهو سيخرج من الاكاديمية بلا عودة.


كان الامر واضحا جدا ل قابريال، بم يحتاج للتفكير حتى، رفع يده اليسرى وانزل الملف على الطاوله وامسك بالبطاقة الصخرية، ونظر بقوة نحو المعلم الذي سيكون اسفل وصايته، وقال كلماته.


"سبق وان اتخدت قراري، معلمي"



..............



تأليف[NO.zero]



2017/10/22 · 604 مشاهدة · 1300 كلمة
NO.zero
نادي الروايات - 2024