الفصل 12 : قتال من طرف واحد

حدق باهر في أصبع بسام حتى قال: "إيه؟ " لماذا يريد قتاله؟ هل حقا هو بخير أو بالأصح هل هو حقا لا يحلم؟ هذا ليس بحلم بل كابوس!

أشار باهر بسبابته على نفسه بينما يقول: "هل تقصدني؟ " هو مازال غير مصدق, لذا يريد تأكيدا.

"نعم! " ذلك كان أسوأ إجابة سمعها باهر في كامل حياته المكونة من 15 عاما! لماذا يجب عليه مقاتلة شخص أقوى منه بثلاثة مستويات؟؟؟!

نظر الجميع نحو باهر وبدأ بالتفكير عن ماهيته, بحيث أن بسام لن يختار أي شخص لكي يشبع رغبته في القتال. كان باهر يبدو بعمر الخامسة عشر, لذا بدأوا بالتخمين بأنه بالمستوى الثالث, وبما أن بسام يريد مقاتلته, أي أنه موهوب وفي ذات مستواه, المستوى الرابع, لكن الحقيقة قطعا مختلفة عما يفكروا به الجميع.

"هل نعرفه؟ أنا لا أعرفه! على الرغم أن بسام طلب مقاتلته رسميا لذا يجب أن يكون شخصية قوية ذو خلفية ضخمة على الأقل, لكنني لم أراه في حياتي كلها! " تسائل الجميع عما تكون شخصية باهر وماهية خلفيته!

في الحقيقة سبب طلب بسام المقاتلة لباهر, هو أنه يريد معرفة ماهيته! فهو تحدث بكل أريحية مع تابعه المخلص وذراعه اليمنى على الرغم بأنه لا يهتم لهذه الالقاب, على العموم, تحدث معه بكل سهولة ويسر, وكأنهما يعرفان بعض منذ زمن بعيد, علما أن أحمد بالمستوى الثالث, لذا يجب أن يكون باهر ليس بالشخص الضعيف.

لكن لماذا جميعا يرفعون من قيمته كثيرا؟؟!

صعد من الدرج بخطى ثابتة وثقيلة, أمتلأ جسمه بالعرق البارد, دقات قلبه ارتفعت لأعلى الحدود, وجهه يزداد قبحا أكثر فأكثر. قال بداخله: "لماذا وفي أول يوم لي في الأكاديمية يجب علي أن أحرج نفسي؟! " في الحقيقة يستطيع الانسحاب لكن هذا سيكون أكثر إحراجا.

وعندما صعد على أطراف الحدود, نظر الجميع للخلف أثر أحد الأصوات, "أيها السيد بسام! من الأفضل لك أن لا تقاتله! " كان ذلك هو أنس الذي أتى للتو*.

*(م.م: عندما حجز باهر السكن كان الوقت في الغروب, لكن عندما بدأ بالتجول كان الوقت في الصباح, أين أن وقت الآن هو الصباح, وهذا يفسر قدوم أنس, فقد مرت أكثر من 10 ساعات منذ هزيمته من قبل باهر)

حملق بسام فيه وقال: "هوه, ولماذا؟ " أجابه أنس: "في قريتنا يدعى بالقمامة المبجل! "

"المبجل؟..."

"هو ابن أحد أكبر القمامات لدينا في العشيرة, لكنه تجاوز والده من هذه الناحية وأصبح أكبر قمامة على الإطلاق لذا لقبناه بـ [القمامة المبجل] !" قالها أنس وبكل ثقة وغرور.

في هذه اللحظة ابتسم باهر ابتسامة مجبرة, لكن هذه المرة سيسامحه, لأن بعد استماع بسام القصة من أنس قد لا يتقاتل معه, وبالطبع, يحبذ أن يقول هذا الكلام شخص ما بدلا منه هو شخصيا, لأن هذا سيكون محرجا للغاية!

أدخل بسام أصبعه في أذنه وقال بلا مبالاة: "همم, أنا لا أهتم بذلك. لماذا تريد مني عدم قتاله؟ " قال آخر جملة بغضب وبعدما أخرج أصبعه, وهذا سبب الهلع الشديد لأنس.

بلع ريقه وقال بهلع: "لـ-لـ-ن تصدق! أ-أ-أنه..., أنه..—" لم يستطع الكلام من كثرة الخوف, لكن قاطعه بسام عندما قال: "تكلم بسرعة!!! " وهذا ما أخافه زيادة.

قال بخوفا شديد: "عـ-على الرغم من أنه بعمر الخامسة عشر لكنه مازال بالمستوى الأول من النطاق البدني, غـ-غير أنه أخترق للمستوى الأول في آخر شهر أو شهرين " هذا الكلام صدم الجميع.

خمسة عشر, المستوى الأول..., كلمتين لا تأتباهر معا, لكن الآن....

قال بسام بعدما فكر قليلا: "همم, حسنا! " نظر ناحية باهر الذي كان وجهه قبيحو فقال: "بما أن الفارق بيننا أربعة مستويات.." نظر للأعلى وفكر قليلا ثم أكمل: "أو ثلاثة مستويات.., هذا لا يهم! سأتساهل معك, ولن أستخدم أي فن قتالي, بينما أنت يمكنك فعل ما يحلو لك! "

يتساهل معه؟!! أراد باهر أن يلغي بسام القتال وليس أن يتساهل معه, لكن.... تنهد باهر ولم يسع سوى قول: "حسنا "

نظر أنس على باهر بينما الابتسامة في محياه, فقال بداخله: "هذا ما تستحقه عندما تتحداني! " على الرغم من أنه ساعد باهر لكنه هو الآن سعيد للغاية.

"إذا فلنبدأ " تلت تلك الكلمة انطلاق بسام نحو باهر فلكمه, لكن باهر استطاع تفادي اللكمة, لكنه لم يتوقف عند تفادي اللكمة فحسب! بل حاول ركله فتراجع بسام للخلف.

قال بسام: "لا بأس بك! " بينما لم يقل باهر سوى: "شكرا لك! "

قام بسام بعدة ضربات موجهة لـ باهر. تفاداها باهر كلها وعندما وجد ثغرة استغلها ووجه قبضته نحوها. لقد كانت معدته!

ابتسم بسام ابتسامة شيطانية قبلما يقول: "لقد وقعت في الفخ " فجأة وضع كفه أمام معدته لكي يصد قبضة باهر. هل كانت شخصية بسام بهذا الذكاء سابقا؟! كل ما بدى لباهر أن بسام مان يتم اللعب به من قبل فيصل.

على العموم, قد تكون شخصية بسام ذكية, لكنها قطعا ليست أذكى من باهر. انخفض جسم باهر بسرعة, فصفع العضلة التي خلف ساق بسام مسببا بها سقوطه! كان وجه بسام وقتها مفجوعا.

تراجع باهر ووجه قبضته نحو بسام قائلا: "هذه هي النهاية! " هل انتهى الأمر بهذه السهولة؟!

نظر الجميع مدهوشين عما يحدث, هل سقط بسام للتو من قبل هذا الفتى عديم الموهبة؟!

لم يسع لأنس الذي يشاهد القتال سوى الصر على أسنانه.

ضحك بسام ضحكة مجنونة أحدثت هدوء في المكان. وفجأة, أتكئ على الأرض بيديه وقفز راكلا باهر, لكن باهر صد الركلة بيديه وتراجع عدة خطوات.

ضحك بسام قليلا ثم قال: "لقد أعجبتني! "

تقدم بسام ناحية باهر وبدأ بتوجيه له عشرات اللكمات, التي استطاع باهر مراوغتها وصدها بصعوبة, فقال بسام بينما مازال يلكم: "لقد أعجبتني! ما رأيك بأن تصبح أحد أتباعي؟؟ "

في تلك اللحظة, صدم أحمد, بسام لم يختر تابعا له مطلقا لكن الآن سيختار تابع له (قمامة)؟! حتى هو وصديقيه فقد كانا يوميا يزعجانه حتى يصبحون أتباعه وفي نهاية المطاف وافق, لكنه لم يختر تابع له بنفسه مطلقا!

قال باهر بينما يواجه صعوبة في الحديث بحيث أنه بتجنب ويصد اللكمات بصعوبة تامة: "آسف...لكن..." صمت قليلا ثم قال بينما يوجه لكمة لبسام: "لا أحب أن أكون تابعا لأحد! "

لكن حدث لم يكن متوقعا! تلك اللكمة لم تأثر في بسام نهائيا, فهي لم تحركه إنشا واحدا! نظر بسام في قبضة باهر التي كانت في معدته, ومن ثم نظر في وجه باهر الهلع.

وفجأة أبتسم باهر وقام بقذف بسام! هذه كانت أحد حيل باهر. يقوم بلكم أحدهم, وعندما يخفضون دفاعه يقوم بلكمهم بكل ما أوتي من قوة!

رغم ذلك تراجع بسام عدة خطوات لكنه كان ملتصقا في الحلبة ولم يرفع رجلا واحدة حتى!!!

ابتسم بسام وقال: "ما هذا؟ " أجابه باهر: "هذا رفضي لطلبك السابق! "

أنطلق بسام نحو باهر وركله, لكن باهر صد الركلة بساعده, أبعد ساعده بقوة حتى تبتعد أيضا ساق بسام. في هذه اللحظة دفاعه كان مكشوفا, وعندما نوى التحرك اختفى.

ردة فعل باهر كانت سريعة فنظر للأعلى حيث وجد بسام يحاول لكمه.

عندما كان الفارق بين قبضة بسام ووجه باهر سنتيمتر واحد, أبعد باهر رأسه متفادي القبضة, فعبرت ذراع بسام من جانب رأس باهر, فحرك كتفه وضرب بها ذقن بسام ما إن أقترب منه. تلك الحركة جعلته يفقد اتزانه, ابتعد باهر عنه وقفز ومسك مؤخرة رأسه وألصق وجهه بالأرض. هو يعلم بأن بسام لن يتوقف عند هذا الحد, فلوى ذراعه وجلس فوقه بينما يقول: "فلتستسلم! "

تأليف : الإمبراطور

2017/06/03 · 862 مشاهدة · 1116 كلمة
TheEmperor
نادي الروايات - 2024