الفصل الثاني : التوأم

لقد مرت 6 أشهر, أو بالأصح, نصف سنة.

لقد أنجب سيف هو الآخر. لقد أنجب توأم مكون من فتاتين.

على الرغم بأن شعريهما كان قليلا, لكن الفتاة الأكبر كانت بشعر ذهبي وعينين ذهبيتين, بينما الصغرى كانت بشعر أزرق مثل البحيرة وعينين مثل الياقوت الأزرق. والاثنين بشرتهما بيضاء ملساء.

زوجة سيف أمل كان شعرها أزرق مثل البحر وعينيها مثل الياقوت الأزرق وبشرتها بيضاء.

اختلف سيف وأمل على الأسماء, فبما أنهما توأم يجب أن يكون أسميهما متشابه.

لكن كل من سيف وأمل لم يتفقا نهائيا.

لقد قررا على إجراء ما. كل واحد منهم سيسمي فتاة.

سمت أمل البنت الكبرى, وسمى سيف البنت الصغرى.

سمت أمل البنت الكبرى بأسم أنجيلا.

بينما سمى سيف البنت الصغرى بـ أحلام.

* * *

أقيمت مأدبة وحظر العديد من الحضور.

كان الفرق بين معاملة سيف وعبدالله شتان بين الثرى والثريا.

لم يسع لعبدالله سوى التنهد.

قالت شيماء داعمة لعبدالله: "لا بأس لا بأس. ليس وكأن ولدنا سيموت إن لم نفعل مأدبة له "

ابتسم عبدالله واتجه نحو الطفل الذي بين ذراعي شيماء, فقال: "هذا صحيح! "

كان الطفل الذي بين ذراعي شيماء, طفل بشعر أسود كالليل الأسود, وعينيه قاتمة السواد كالغراب الأسود!

"بعمر الستة أشهر ولا يملك ضرسا واحدا حتى؟! "

"ابنتي أصبح لديها ضرسين بعمر الخمسة أشهر "

"وأنا أبني أصبح لديه ضرسين بعمر الأربعة أشهر "

"أنا ابني أصبح لديه أربعة ضروس بعمر الستة أشهر "

"يبدو أنه سيكون فاشلا منذ الصغر, هاهاها "

تعالت صيحات الجميع وهم يسخرون من عبدالله, وهذا ما جعل عبدالله يحنق.

عندما أراد سيف التدخل, صمت الجميع فجأة, فنظر سيف للخلف وإذ به يجد الجدة.

ضحكت الجدة وقالت: "مبارك لك يا سيف المولودين! "

طأطأ سيف رأسه بينما يقول باحترام: "لهو شرف لي قدومك لمأدبتي الصغيرة هذه, وتركك لكل أعمالك "

ضحكت الجدة مرة اخرى وقالت: "لا بأس لا بأس "

ذهبت بعدها نحو أمل التي كانت تحمل الطفلين, فقالت: "مباركا لكِ "

ابتسمت أمل وقالت: "شكرا لكِ, أيتها الجدة الموقرة "

لم يعجب عبدالله الأمر الذي يحدث. لماذا لا يتم معاملته هكذا؟!

حتى لو كان ضعيفا, فهناك زوجته التي قد تفوقت على سيف مسبقا!

لكن لماذا؟!

قرأ سيف أفكار عبدالله, فهمس له: "إن الجدة غاضبة لأنك أنجبت طفلا من شيماء, لذا..."

قال عبدالله بصوت خافت بينما كان يحدق في الجدة ببغض: "لقد فهمت! "

شعرت الجدة بشيء ما, فنظرت نحو عبدالله لتجده مغلقا عينيه ومجبرا على الابتسام, فأبتسمت هي الاخرى.

همس سيف لعبدالله: "كن حذرا أيها الأحمق! "

ابتسم عبدالله وقال: "أهكذا تعامل أخاك الأكبر؟ "

قال سيف بسخرية: "هذا العالم القوي فقط من يحترم "

حدقا في بعضهما قبل أن يضحكا, لكنهما صمتا عندما سمعا:

" ما الذي تفعلانه؟! "

كان صوتا مهيبا وفخما.

لقد كان سعيد. ارتاح الاثنين بعدما عرفا بهوية الصوت, فحضنهم سعيد.

قال سيف: "ابي نحن لسنا أطفالا! "

ضحك سعيد قليلا ثم تركهم وقال: "ما الذي أفعله؟ أصبح لدي ثلاثة أحفاد في نصف سنة! "

قال عبدالله: "أنا لا ألومك على ذلك "

ضحك سعيد ثم قال: "بالمناسبة أين الصغير باهر؟ ", أشار عبدالله إلى شيماء.

ذهب سعيد نحو باهر وحاول إضحاكه.

قال باهر: "تاتاتاتا, بابابابا, ماماماما " وبدأ بالضحك والغمغمة.

ضحك سعيد معه. بينما اكتفت شيماء بالابتسام فحسب.

تقدم سيف وقال لشيماء: "هل يمكنني أن أعرف هذا الطفل الصغير لأبنتيا؟ "

قالت شيماء: "لا بأس " فحمل سيف باهر وذهب إلى مهد الطفلين.

وضعه فوقهما, فبدأ بضربهما وهو يضحك.

حمل سيف باهر على الفور, بينما كان الجميع يضحك.

فناوله لعبدالله وقال: "ابنك شيطاني! انه يضرب ملاكيا الاثنين وهو يضحك! "

ضحك عبدالله وقال: "ابنتيك هما ملاك, وابني هو شيطان؟! "

قال سيف بسخرية: "هل أنت غيران لأنك لم تنجب فتاة؟ "

قال عبدالله بينما يضرب رأس سيف: "اخرس. بالطبع أريد فتى حتى يستطيع الاعتناء بأمه وقت الحاجة ويكون رجل المنزل! "

"هوه! يا لها من مخططات مذهلة للمستقبل. لكن هل أنت متأكد من أنه لن يصبح قمامة مثلك؟ " ومن ثم بدأ بالضحك.

غضب سيف فقال: "أوي..."

قاطعه أحدا ما: "صحيح, أنا قمامة! لكن ماذا في ذلك؟ ربما قد يصبح مثل أمه موهوبا! أنت لا تعلم الغيب والقدر لذا فلتصمت!! " كان ذلك صوت عبدالله.

لقد اعترف بضعفه وفي نفس الوقت مدح زوجته التي قد احمرت خجلا بالفعل.

قال سعيد بداخله والابتسامة لم تترك محياه: "لقد نضجت وأصبحت كبيرا! "

تراجع ذلك الشخص عدة خطوات, فهو قطعا لن يستطيع الرد على عبدالله.

لذا استغل جانب القوة وقال بغطرسة: "أنت! لا تغتر بنفسك لأنك بجانب أخوك ووالدك. أيها الطفل المدلل! "

ابتسم سيف وقال: "لابد من خطب ما في عقلك! "

قال الشخص: "ماذا تقصد؟ "

أجابه سيف بكل هدوء: "طفل مدلل؟ لقد قلت للتو طفل مدلل, صحيح؟ لو كان طفلا مدللا لما خرج من القرية! هذه بالفعل شجاعة! يا أما أنك أحمق أو أن هناك خطب ما في عقلك! "

ابتسم عبدالله ونظر نحو سيف بحنان.

ضحك سعيد وأضاف: "أو ربما لأنه لم

يذق طعم الخروج من القرية, فلذا هو يدعي الشجاعة! "

لم يملك ذلك الشخص أي فرصة لذلك غادر بتذمر.

ضحك الثلاثة بعد ذلك.


تأليف : الإمبراطور

2017/05/28 · 1,246 مشاهدة · 800 كلمة
TheEmperor
نادي الروايات - 2024