عاد باهر للمنزل مبكرا, في حدود الساعة الثانية ظهرا.
قابل أمه التي كانت تتأمل في الساحة الماثلة أمام منزلهم, وكانت ترتدي ردائها المعتاد.
لم يرد باهر إزعاجها, فدخل للمنزل, ولكن حينما فتح الباب, فتحت شيماء عينيها تزامنا مع فتح الباب, فقالت بعدما وقفت: "مرحبا بعودتك! لماذا عدت مبكرا؟ "
ابتسم باهر وقال: "لأن اليوم سوف أذهب! بالمناسبة, إلى أين وصل تدريب نموك؟ " لقد عادت لتدريبها قبل أسبوع, وهي تهدف في خلال هذا الشهر أن تخترق لنطاق الروح!
قالت شيماء بينما كانت تتبسم: "لقد وصلت لمرحلة بعيدة في الاختراق, وبالمناسبة, إلى أين وصلت في تقنية {ضربة الموجات}؟ " هي تظن أن باهر قد أتقن 30-40% من التقنية كحد أقصى!
أبتسم باهر وقال: "لقد أتقنت 40% من التقنية " لقد توقع ما تفكر فيه أمه, فلو علمت أنه أتقن 70% فسوف يغمى عليها!
ابتسمت شيماء, فهي لم تستطع حتى إتقان 30% من التقنية في أسبوعها الأول, لكن ابنها بالفعل قد أتقن 40% من التقنية, يبدو أنه حقا سيصبح موهوبا أكثر منها!!!
نظر باهر يمينا ويسارا, ثم قال: "بالمناسبة, أين أبي؟ " في خلال الأسبوع السابق كانت شيماء تدرب عبدالله أشد التدريبات, لكن الآن باهر لم يجده في أي مكان.
ابتسمت لي لا وقالت: "أنه يأخذ راحة..." ابتسمت ابتسامة شيطانية وأكملت: "لكن فليحل الليل فحسب. هاهاها " يا ترى ما هي الأفكار التي تدور في عقلها؟!
ضحك باهر قليلا مجبرا, فكان خائفا من تعابير أمه, فقال بداخله: "حظا موفقا يا أبي " فهو حتما سعيد لكونه ليس بموقف أبيه, فالآن أباه سيفرح ويمرح, لكن في الليل....
قالت شيماء: "متى سوف تذهب؟ " أجابها باهر: "في الرابعة عصرا تقريبا "
قال باهر بينما كان يدخل للمنزل: "سأخذ قيلولة, لذا أيقظيني بعد ساعة من الآن, فأنا أريد مقابلة جدي قبل مغادرتي " فهو يريد التأكد من تلك الحبة من تلك البحيرة.
قالت شيماء: "حسنا " ومن ثم ذهبت وأكملت تدريب نموها.
* * *
دخل لغرفته المكتظة والغير المرتبة, وقفز على سريره الغير مرتب, بحيث كان فراشه مرميا في مكانا ما في غرفته, ووسادته مختفية!
نظر للسقف وبدأ بالتأمل, اختبار دخول أكاديمية الخاتم القرمزي سيكون صعبا بالطبع, لذا هو خائف ومتوتر.
لكن كلما يتذكر تلك الحبة تعود إليه شجاعته, فتلك الحبة قطعا قد زادت من قوته, وقد تكون بالفعل قد جعلت له أساس روحي متين!
فجأة أغمض عينيه قليلا وسمح للنوم بأن يغلبه, فغط في نوما عميق مع أحلاما سعيدة, أو هذا ما كان يظنه.
* * *
أستيقظ ليجد نفسه في مكان غريب, لقد كان أبيضا بالكامل!
تجول في المكان قليلا, فوجد بلورة زرقاء ضخمة! عندما أقترب منها, الرياح قذفته بعيدا.
وأخيرا وبعد وقتٍ طويل, لقد وصل للبلورة, عندم لمسها, خرج منها ضوء أبيض ساطع للغاية, لدرجة أنه لم يستطع فتح عينيه.
وبعد فترة اختفى الضوء, ركز قليلا, وإذ به يجد شيئا ما في مركز البلورة.
فجأة, دخل للبلورة, وكانت وكأنها بركة مياه, لكن الفارق بينهما, أن هذه البلورة ممتلئة بالطاقة غير أنه يستطيع التنفس بداخلها.
وبالطبع, أول ما فكر به هو اكتشاف ماهية الشيء الذي كان في مركز البلورة, فتعمق داخل هذه البلورة الضخمة.
وأخيرا وصل لمركز البلورة, لقد كان في المركز الحبة التي تناولها في البحيرة!!!!!
مسك الحبة لا إراديا وإذ بالمكان يشع.
بعد فترة استيقظ فوجد أمه ماثلة أمامه وكانت نافخة خدها بشكل طفولي, فقالت: "مووه, لقد حاولت إيقاظك منذ فترة لكنك لم تستيقظ, هذا ليس من عاداتك! " فدائما كان باهر يستيقظ على الفور على عكس هذه المرة.
جلس باهر ومسك رأسه, فقالت أمه: "أنها الساعة الثالثة والنصف بالفعل, لم يتبقى لديك سوى نصف ساعة, هيا فلتقم! " على الفور وقف باهر وغير ملابسه وخرج.
* * *
في مكانٍ آخر, كان عبدالله وسيف يتحدثان مع شخص ببنية ضخمة يرتدي ملابس بنية رسمية بجاكيت أحمر ذو أزرار ذهبية, مع شعر ولحية بيضاء وندبة على عينه اليسرى.
لقد كان ذلك والدهما, سعيد.
"هل أنتما متأكدان حقا مما حدث؟! "
"نعم! "
حك سعيد لحيته وبدأ يفكر, بحيث أن ولديه أخبراه بقصة إتقان باهر لضربة [قبضة الشبل] في أقل من شهر, وهذا لا يصدق نهائيا.
قال عبدالله محاولا إقناع والده: "حقا يا أبي! باهر سيأتي في أي وقت من الآن! "
وبالطبع كان هذا الحديث يدور قبل نصف ساعة من استيقاظ باهر, فلذا بعد نصف ساعة, على تمام الساعة الثالثة وأربعون دقيقة.
أتى باهر راكضا ووصل أخيرا إلى حيث يقطن ووالده وعمه وجده, فوضع كفيه على ركبتيه وبدأ يلهث بشدة.
قال عبدالله: "وأخيرا أتيت, لقد كنا ننتظرك! " وقف باهر وذهب وقبل يد جده وقال له: "لقد مرت فترة طويلة يا جدي "
ضحك سعيد وحضن باهر قليلا ثم قال: "لقد كنت أتدرب أشد التدريبات! " فهو على مشارف الاختراق للمستوى الثالث من نطاق الروح, وبهذا يقترب خطوة عن الجدة التي هي بدورها على مشارف الاختراق للمستوى الرابع من نطاق الروح!
قال سعيد: "إذا, هل صحيح أنك أتقنت [قبضة الشبل] في أٌقل من شهر؟! " هذا أمر غير معقول وحتى لو سمع من ابنيه فهو مازال شاكا.
تنهد باهر وقال: "نعم, هذا صحيح! في البداية ظننت أنني سأتقنها في شهر, لكن فجأة أتقنتها في بداية الأسبوع الأخير من الشهر! "
"هذا لا يصدق! أي أنك أتقنتها في ثلاثة أسابيع فقط؟! " قالها سعيد وهو مصدوم للغاية.
فأردف: "هذا العجوز لم يرى مثل هذه الموهبة قط! حقا قد تتفوق على والديك كما يقول عبدالله! " لو كانت حقا موهبته هكذا, فالتفوق على سائر العشيرة أمر ليس صعب!
"هاهاهاها, أتقول عن القمامة المبجل بأنه موهوب؟! يبدو أنك أيها العجوز قد جننت! " صدرت عدة ضحكات من طفلٍ صغير يبدو أنه بعمر الثالثة عشر تقريبا, وكان يرتدي رداء أبيض ووشاحا أبيض, وكان شعره قاتم السواد مثل عينيه وكان طويلا, غير بشرته ناصعة البياض, التي قد تظن بأنها بشرة فتاة وليس بشرة فتى!
"أنظر, أنظر, أنه أنس أبن محمد الثاني! " محمد بالفعل هو بالمستوى الثالث من نطاق الروح وهو المرشح الأول لنيل منصب رئيس العشيرة.
"سمعت أنه قد اخترق للنطاق البدني وهو في عمر الثانية عشر مثل أخاه الأكبر فارس!! "
محمد هو المرشح الأول لنيل منصب رئيس العشيرة, ولديه ابنين موهوبين, فبما أنه المرشح الأول كان نوعا ما غنيا, لذا أعطى ولديه الأكسيرات لكي يصبحا أقوى! ابنه الأول فارس هو بنفس عمر باهر وهو في الفرع الداخلي وهو الأقوى بين جيل الشباب في العشيرة, لكن هناك اثنين أقوى منه وهؤلاء الاثنين أكبر منه, وهما ابن المرشح الثاني وابنة المرشح الثالث, فأحدهما بعمر التاسعة عشر والآخر بعمر السابعة عشر, على عكس فارس الذي بعمر الخامسة عشر!
"هناك فرقا بينهما, سمعت أن فارس أخترق للنطاق البدني قبل أن يصبح عمره 12 وستة أشهر, لكن أنس سمعت أنه اخترق وهو بعمر 12 و11 شهر! "
تذمر أنس بداخله: "اللعنة عليكم, صحيح أن أخي أكثر موهبة مني, لكنني أيضا موهوب للغاية, لذا قارنوني مع أقراني وليس معه, اللعنة عليك!!!! " وأكمل اللعن بداخله, فأخاه حتما عقبة في طريقه للأسف!
قال عبدالله بغضب: "أنت..." بالطبع هو غاضب, لقد سخر من أبنه للتو. قال أنس: "ماذا؟ هل تنوي مقاتلة طفل أيها القمامة؟ "
"أنت..." وضع سعيد كفه في كتف ولده وقال: "توقف أنه يحاول استفزازك! " رد عبدالله على الفور: "أنا أعلم لكن..."
"هاهاها, يجب عليك التعلم من أبيك! " ومن ثم أكمل ضحكه, على عكس أخاه فهذا يشبه أباه حقا من ناحية الأخلاق والسلوك! فأخاه شخص كتوم وهادئ.
تقدم باهر وقال: "قد تقول ' أبن القمامة هو قمامة ' لكن ' أبن الحثالة هو حثالة ' !!! " لقد قالها متعمدا إغضاب أنس!
قال أنس بغضب: "من ترى نفسك أيها القمامة المبجل؟! "
قال باهر: "أوه, حتى الحثالة لديها أخلاق وتحترمني عندما تقول {مبجل} ! " أنه حقا ينوي افتعال المشاكل مع أنس.
"لا تغتر بنفسك أيها القمامة! " ومن ثم هجم على باهر.
وضع سعيد كفه على جبهته وقال: "تبا لقد فعلها! ", رد عليه عبدالله: "لا تقل لي بانه أغتر بعد اتقانه لـ[قبضة الشبل]؟! "
قال سيف: "لا تقلق, فلا أظن بأن أبنك من هذا النوع من الأشخاص! "
"قد يكونا في ذات المستوى, لكن ذلك القمامة حقا مغتر بنفسه, فمكانتهما مختلفة, أنس بالتأكيد لديه العديد من الفنون والتقنيات القوية! "
تقدم أنس بينما أرجع قبضته للخلف بينما يقول: "{فن رياح الشمال} - [قبضة رياح الشمال] " تكونت عدة رياح حول قبضته.
عندما أقترب من باهر, سمع كلمة واحدة فقط...
تأليف : الإمبراطور