الفصل 291 – خطيئة الحسد (3)
“آااااا…”
لم يكن بؤبؤها فقط من تغير. عندما تتنفس فيرونيكا وتخرج، ظهرت سحابة من البخار الساخن من أنفها وشفتيها. كانت هذه ظاهرة لم تظهر إلا في حقول الثلج. كان بسبب الاختلاف الشديد بين درجة حرارة الجسم فيرونيكا ودرجة الحرارة الخارجية.
إذا قام ثيودور بمقارنة جسم الإنسان العادي بنظام دوران الماء الساخن، فإن جسم فيرونيكا كان عبارة عن فرن كانت الماء تغلي فيه.
البخار الخارج من الجهاز التنفسي كان مجرد عواقب. يمكن أن تصل دماء تنين أحمر إلى مئات الدرجات المئوية، وقد بدأت الرطوبة المحيطة بها بالتبخر الآن.
في كل مرة يدق قلبها، أصبح جسد فيرونيكا أقرب إلى كونه جسد تنين من جسد انسان. استعاد دم ربع التنين قوته باستخدام الدوائر الثماني كبديل لقلب التنين.
نما جلد التنين على بشرة فيرونيكا البيضاء، وازداد جول قرونها الصغيرة المدببة على رأسها.
انطلاقا من المظهر، كانت كالتنين الانسان.
“هل ترغبين في إنتاج قوة التنين مع نسب ربع تنين؟ الفكرة مثيرة للاهتمام للغاية ولكنها لن تدوم طويلاً مع جسدك الذي هو أقرب إلى جسد الإنسان” علم خطيئة الحسد الموقف على الفور.
تسبب هذا فيرونيكا لتحريك الأنيابها الحادة وردت “هذا صحيح، وأنا أعلم كذلك…!”
لذلك، هذا لن يستمر إلا لمدة ثلاث دقائق. كان قلبها ينبض كما لو كان سينفجر، وكان دمها يغلي حارًا. كان هذا سيفا ذو حدين بالنسبة لها.
في مقابل الحصول على قوة سحرية وقدرات جسدية تتجاوز قدرة الإنسان، كان جسم فيرونيكا سينهار بسرعة. عظامها التي كانت أقوى من الفولاذ وعضلاتها التي كانت أكثر قوة من الغول لم تستطع التعامل مع قوة التنين. كان من الممكن فقط لتنين ذي دماء نادرة أو شيطان رفيع المستوى التعامل كع هذا الوضع.
خمن الحسد حدود هذا التحول وكان مهتما. لذلك بدلاً من الهجوم لاحظ امرا غريبا بها.
بعد خمسة عشر ثانية، كان تحول فيرونيكا قد انتهى.
هواروروك!
في هذه اللحظة، كان اللهب يخرج عندما تتنفس. كملكة النار التي كان يمكن أن تسبح في الحمم البركانية…رنت صرخة للتنين الأحمر العميفة المميزة بشدة “استخدم قوتك!” شكلت قبضة ونظرت إلى الأمام.
“… من الآن، ستصمدين لثلاث دقائق”
كان جسدها يئن بالفعل. ابتسمت فيرونيكا بمرارة وواجهت الوحش أمامها. هل كان ذلك لأنها كانت أقرب إلى تنين من إنسان في هذه الحالة؟ اخترقت عينيها من خلال الحسد، الذي كان متنكرا في زي إنسان مسن. كان سخيفا. لم تستطع الحفاظ على طاقتها واضطررت إلى قتاله بعزم على الموت.
بمجرد انتهاء تحول فيرونيكا، رفع الحسد سيفه وقال: “لا تستسلمي، تعالِ”
لم تتزعزع فيرونيكا امام كلماته.
“اخرس―― !!” سمحت لها هدير مرعب وضربت بلكمة.
كواااانغ!
كان لو ان الارض كانت على وشك الانفجار. الموجات الصوتية التي رافقت قبضتها تسببت في تراجع جسم الحسد. لقد نجح في منع الهجوم تمامًا، لكن التأثير تسبب في فقد ساقيه.
ضحك الحسد بينما طار مئات الأمتار. لقد أكد شيئًا واحدًا. “حسنًا، لا يمكنني اللعب مع هذا المستوى.”
تم تدمير قوة حصن القوة، الذي صد السحر الكبير بواسطة قوة فيرونيكا، مما يشير إلى أن فيرونيكا قد تكون أقوى من تنين أحمر بالغ. تخلفت قدراتها الجسدية النقية عن تنين، لكن دوائرها الثمانية جعلت قوتها القتالية متفوقة.
وبكسر سرعة الصوت بخطوة واحدة، دمرت دفاعه بقبضة واحدة. طار الحسد عبر الهواء وتذكر الأعداء الذين واجههم في الماضي.
بيينغ! بيينغ! بييونغ!
كانت هناك بعض الموجات الصوتية، وظهرت فيرونيكا.
“أعتقد أنني سوف أنهي هذا في ضربة واحدة!”
قفزت فيرونيكا وتعدت جدران سرعة الصوت، وظهرت اجنحتها الأربعة. لم تكن خدعة أنيقة مثل السحر الطيران.
اشتعلت النيران التي تدفعها من الخلف، وكانت بالكاد تستطيع السيطرة على اتجاهها. على الرغم من أنها كانت تفتقر إلى السيطرة إلا أنها ستتسبب في كارثة إذا سقطت على الأرض. كانت تتحرك بسرعة تفوق سرعة الصوت عدة مرات لذا فإن الجسم المصنوع من ميثريل لن يكون قادرًا على تحمل التأثير.
كان هدف فيرونيكا مروعًا. ركزت على الأجنحة على ظهرها وهدفت نحو الحسد الذي كان ما يزال محلقا. على عكس السحر، كانت القوة التي سيطرت على النيران نفسها.
“موووت!” وصلت فيرونيكا إلى سرعة تفوق سرعة الصوت ونزلت مثل المذنب الساقك. لا يمكن حتى التعرف على صورتها في السماء حيث تغيرت الخصائص الفيزيائية للهواء بسرعة. لم يستطع الحسد تجنب هجومها وأصابت الركلة التي كانت مثل نيزك بطنه.
————- !!!
اهتزت سلسلة الجبال بأكملها بسبب ضربة فيرونيكا.
كوكوكوكوينغ!
لم ينتهي الهجوم بسقوطها وحسب. مع قدميها العميقة في بطن الحسد، واصلت فيرونيكا دفعه إلى عمق الأرض مسافرة بضعة كيلومترات تحت السطح. لقد هدمت الجرانيت الصلب والحجر الجيري تحتهم. احتوت الطبقات على حرارة وضغط هائلين. لم تكن بيئة يمكن أن تعيش فيها الكائنات الحية.
في هذه البيئة الشبيهة بالجحيم انتهت المناوشات بين الوحشين.
‘هذا لا يكفي! المزيد من القوة المتفجرة…!’
أصبحت بشرتها اكثر شبعا ببشرة التنين وأكثر وضوحًا وزاد حجم قرونها عندما امتصت مانا البيئة. كانت الحرارة العميقة والضغط في هذا العالم تحت الأرض بيئة مثالية للتنين الأحمر. أصبحت النيران بالقرب من جسم فيرونيكا ساطعة وذابت صخور المنطقة.
“…مثير للإعجاب. هل هذا يكفي لمطابقة القوة النارية للدائرة التاسعة؟”
وجه خطيئة سيفه امام فيرونيكا، التي أصبح تجسيدًا للنار البيضاء، وأعلن بلهجة حادة، “لماذا لا تجربي لنرى، أيتها الهجينة؟!”
بعد ذلك بوقت قصير، اهتزت جبال نادون كثيرا.
* * *
كورورونغ! كوكوكونغ …! كوكوكوكورنغ …!
ظلت الأرض تهتز بشدة. كان هذا الاهتزاز الناتج عن قتال فيرونيكا مع الحسد.
‘إنها تتحمل بيأس. أنا أيضا يجب أن تتجاوز حدودي’ واصل ثيودور تحريك يديه على الرغم من الاهتزاز.
كان بحاجة إلى تقليص المهمة التي عادة ما ستستغرق خمس دقائق إلى ثلاث دقائق، والتحضير لها بنصيحة الشراهة ومعرفة ساتومير الواسعة. بقي سادة البرجين صامتين امام ظهوره اليائس.
لا، اقترب أورتا من الدائرة السحرية دون تردد. “سوف اساعدك. ما الذي يجب أن أرسمه على الحافة؟”
“شكرا لك. علامات التاج والسيف…”
أراد بلونديل أيضًا المساعدة لكنه كان في حدوده القصوى.
“سعال” ظهرت دماء سوداء عندما سعل. كان دليلاً على أن أعضاء جسده كانت تموت بالفعل. كان معدل ضربات قلبه يتباطأ وبدأت رئتيه تضعف. نظر بقلق إليهما وتنهد.
ثم نظر إلى الخاتم المرصع بيده اليسرى. الجوهرة التي بدت وكأنها الياقوت عندما حصل عليها لأول مرة قد اصبحت كالفحم.
“همم…لقد قضي ذلك. كنت أرغب في العيش حتى تكبر سيلفيا، لكن العالم لم يسمح لي”
لقد مرت عشر سنوات منذ أن أعطى كورت بلونديل هذه الحلقة. بالنسبة لساحر يمكنه التحكم في تدفق السحر عرف بلونديل أن حياته ستنتهي في غضون بضع سنوات أخرى. كان هذا الخاتم كنزا وطنيا وقلبا آخر يحتوي على قوة الحياة. ومع ذلك، فإن عمر ما تبقى من عدة سنوات قد طار بعيدا الآن بعد استخدام وقت التوقف.
بدلاً من التذمر من مصيره تمتم بلونديل “اللعنة…ساحر شاب يلعب بنا”
كان هذا تصور بلونديل لثيودور. بعد مشاهدة ثيودور منذ فوزه على سيلفيا في البطولة أصبح بلونديل محتارا. غادر ثيودور مع سيلفيا وذهب إلى العالم لربط النساء الأخريات؟ إذا لم يكن طلبها، فقد اتخذ قرارًا كبيرًا كجد.
“حسنا، أنا أعرف لماذا فعلت ذلك.”
كرجل يمكنه أن يتخذ خطوات نحو المستقبل المضطرب بدون تردد…كان ثيودور مذهلا كرجل وكساحر. في هذه الحالة، يجب على الرجل العجوز ألا يقف امامه.
واجه بلونديل موته الوشيك وسأل ثيودور “إذن، ما الذي ستحاول فعله ضد هذا الإمبراطور الوحش؟”
“سحر الإستدعاء”
“… سحر الإستدعاء؟” لم يكن هناك ساحر لم يعرف أن العصر الذهبي لاستدعاء السحر قد ولى. عندما كان صغيرا، حاول أيضًا بهذا السحر ولم يحصل إلا على عدد قليل من السلاحف. ومع ذلك في هذه الحالة أراد ثيودور استخدام سحر الإستدعاء؟
كان بلونديل مستعدًا لسحب كل مدحه عندما رأى الدائرة السحرية المرسومة على الأرض.
“ههه …” لقد تأثر كثيرا بالكمال السخيف.
‘الحسابات رباعية الأبعاد تفرض على حرفية الأبعاد الثلاثة…! الفكرة جديدة لكن مهارته في إكمال هذه الدائرة السحرية في بضع دقائق هي أمر مدهش. هل هو أفضل مني ومن فيرونيكا عندما يتعلق الأمر بالأوساط السحرية؟’
كان هذا مزيجًا من معرفة ثيودور ومعرفة ساتومر، وهو ساحر يتمتع بموهبة عبقرية وواحد لديه شغف لسحر الإستدعاء. عندما أعجب بلونديل بالدائرة السحرية وضع ثيودور يده اليسرى على الأرض دون تردد “سأستخدم هذا السيف كوسيلة لاستدعاء”
ثم ظهر سيف من راحة يد ثيودور اليسرى.
“أوه …! ه-هذا السيف…؟”
“هذه القوة كثيفة…!”
كان إيليم وإدوين حساسين لحركة المانا وتكلموا أولاً. أشرق السيف بألوان زاهية ينعكس على الشفرة. حتى الشخص الذي لا يعرف السيوف يمكنه أن يعرف عظمة هذا السيف.
كان السيف يدعي سوليس. كان هذا هو الغنيمة التي اكتسبها ثيودور عندما هزم السيف السادس، هايد على سهول سيبوتو.
“… في الواقع، يمكن لهذا السيف استدعاء وجود قوي” اعترف أورتا ذلك. ثم سأل ثيودور ، “ايها الكابتن، ما الذي تخطط لاستدعائه؟”
إذا تم استخدام هذا السيف كتضحية فيمكنه استدعاء الشياطين الأشرار الذين طردوا من هذا العالم المادي. أورتا كان سيمنعه إذا كان ينوي استدعاء النمر لمحاربة الذئب.
بدأ ثيودور يتحدث وكأنه خمن أفكار أورتا “في البداية، كنت أفكر في التنين ففنير. راندولف، كما تعلم من الصعب العثور على استدعاء له قوة تدميرية أكبر”
ومع ذلك سرعان ما غيرت رأيي. كان ففنير قوياً بالتأكيد لكن هذا لم يكن وسط البحر. قوته يمكن أن تجتاح القارة بأكملها. ستصبح القارة مثل الهضبة الحمراء وهي أرض قاحلة لا يمكن أن تنمو فيها الحياة.
ستكون كارثة أكبر من هذه الحرب الدائمة في القارة الشمالية.
علاوة على ذلك، لم يكن الحسد خصمًا بقوة النيران الخالصة مثل سوبريبيا. كان بإمكانه الابتعاد عن الفضاء وبصفته شخصًا قد وصل بالفعل إلى المرحلة السادسة، كان هناك احتمال لعكس الموقف نظرًا لأن ففنير كان محدودًا بسبب الاستدعاء.
“لذلك، فكرت في الأكبر والأقوى”
“وهذا هو؟”
وضع ثيودور السيف في منتصف الدائرة وأشار إليه. “سيد هذا السيف”
لم يكن الناس الحاضرين يعرفوادن ماهية هذا السيف وكانوا مرتبكين. وفي الوقت نفسه تحدث ثيودور بتعبير جاد “الملك المنسي، نوادا أرتجليم”
هو الذي عرف بأنه من الأوى، ملك تواتا دي دانان. كان محاربًا فاز بسيف لا يُقهر، كان شخصا لازمه النصر والذي سفك الدماء في ساحة المعركة، وبذلك انتصر في معركتين عظيمتين.
“من الآن فصاعدًا، سأستدعي قوة مقدسة ”
القوة المقدسة لتدمير الشر …
لم يكن هناك شيء أكثر ملاءمة! تحركت أيدي ثيودور عندما كان يقرر رأيه وبعد فترة وجيزة بدأت تعويذة تتدفق من شفتيه.
انتهى الفصل
ترجمة محمد لقمان