الجو كان مشبعًا بصمت رهيب، يكاد يقتل الأمل في قلب كل شخص في ذلك المكان الموحش. في الزمان الذي انفصل فيه العالم عن ضجيج الحياة، كان سون يقف على أطلال اختياراته، يحدق في الفراغ. عينيه المغلفتين بحزن عميق تنبضان بالكثير من الأسئلة التي لم تجد لها جوابًا. انا ، ابن سيد موريس ، كنت احلم يومًا بأن اسير على خطاه، القائد الأسطوري الذي لا يُقهر، لكن سرعان ما اكتشفت أن الحلم الذي رسمته لنفسي كان أكثر ظلمًا من واقع مرير.

لقد خيرني ابي لا بل موريس ان اختار بين هذا أو أن أكون حرا'' لكن .....''

في هذا المكان المظلم الذي يحيط به، كان الهواء ثقيلًا وكأنه يعكس ثقل قلبه الذي تمزق من الداخل. أكوام الجثث النائمة الملقاة حوله كانت تحكي قصصًا عن معركة دموية انتهت بأيدٍ لا تعرف الرحمة. الأمل كان قد أُعدم منذ زمن بعيد. كانت الهالة التي تحيط به مثل سحب قاتمة، تحجب أي ضوء قد يلوح في الأفق.

ورغم أنه كان يعتقد أن قوته قادرة على تحدي كل شيء، فإن مشهد الانهيار من حوله جعل قلبه ينكسر. لن اتحمل هذا الاختبار، لن استطيع الاستمرار في اللعب في تلك اللعبة القذرة التي تم فرضها عليا.

آه تذكرت ذالك اليوم

لحظة دخول "بلاك داون" الى القاعة ، ، شعر ت بأن آمال قد ماتت تمامًا، وكأن الهواء نفسه كان يضغط على صدري، يقتلني ببطء. كان جسدي يرتعش

وهو يخطو داخل الغرفة حيث كان الصوت الحاد لرئيسة الاختبار يملأ المكان.

"أيها الحمقى... انتهت الراحة الآن. اختباركم الثاني سيبدأ، فاستعدوا!" كانت الكلمات تصل إلى مسامعه كالصواريخ، تدمغ عقله المتألم بمزيد من الصدمات.

شعر سون بصدمة كبرى وهو يلتفت لرؤية سيبرو، يقف بجانبه. وجهه كان يشي ببرود عاطفي عميق، وكأن الحياة لا تعني له شيئًا. كانت عينيه غارقة في عمق السواد، بينما كانت ملامحه تمثل الحزن بلا كلمات.

قال سون بصوت ضعيف، وكأنه يتحدث إلى نفسه أكثر من حديثه إلى سيبرو: "أظنني كنت في حلم... كابوس مقيت لا أستطيع الهروب منه."

التفت سيبرو ببطء، وعيناه لا تومضان، بل كانت ثابتة كجدار لا يتحرك. كان يعرف أن سون كان يمر بلحظة ضعف، لكن لم يكن هناك وقت للرحمة. كلماته كانت حادة، مثل شفرة في الهواء: "لا مجال للاختيار الآن. خياراتنا كانت قد أُخذت في اللحظة التي دخلنا فيها هذا الطريق. نحن لا نملك حق الندم."

سون، الذي كان يعتقد أنه عاش طويلاً بين أوهام قوته الخاصة، رد بصوت متحشرج، يختنق بالكلمات: "لكنني لست مثلكم... كنتُ يجب أن أختار... أن أكون شيئًا آخر، شيئًا أفضل. كان يجب أن أكون حرا ا ."

الهواء حولهم كان ثقيلًا، مشبعًا بالكهرباء، وكأن المعركة التي تلوح في الأفق ستبدأ في أي لحظة. كانت العيون التي التفت حولهم كلها تراقب، تتنفس الخوف والانتظار. ثم جاء الرد بصوت سيبرو، بلهجة قاتمة خالية من الرحمة: "أنت مخطئ، سون. لو كنت قد اخترت غير هذا الطريق، لما كنت هنا الآن. لو كنت قد اخترت الهروب، كنت سترى وجه الموت بنفسك. نحن جميعًا هنا لأننا نملك الإرادة، ولا مجال للندم في هذا المكان."

سون شعر بالتهاب داخلي، كأن كل خلايا جسده تشتعل بألم. ابتلع ريقه بصعوبة، وكانت معركة داخلية تدور في قلبه، بين ما كان يريده وما كان يجب عليه أن يفعله. "لكنني... قال لي إنه كان يرى فيّ ابنه. إنه لم يكن يريدني أن أكون مثلكم . كان يريدني أن أكون حرا ، طليقا ، لقد خيرني ."

أغمض سيبرو عينيه لحظة، وكأن الذكريات الثقيلة قد غمرته. كان وجهه ملامح قاسية وعينيه تتوهج بنار قديمة، بينما أضاف: "لقد كنتَ ابنه بالفعل. ولكن في هذه المنظمة، لا مجال للعواطف. نحن هنا لأننا اخترنا القوة، واخترنا ألا نظل رهائن للذكريات."

لكن سون كان قد قرر أن هذا الاختبار الذي فرض عليه لن يمر به بسهولة. كان قلبه يزداد تضخمًا بالغضب والتحدي، بينما كانت الجدران التي تحيط به تنبض بالحياة. الجروح التي كان قد تلقاها في ماضيه تجمعت مع الذكريات المؤلمة، حتى باتت غير قابلة للشفاء. بينما كانت عيون سيبرو تراقب هذا التغيير، لم يشعر بالحاجة للحديث أكثر. لأن في هذا المكان، كان كل شيء قد مات، إلا القوة.

وقف الأطفال أمام بلاك داون، التي كانت تقف أمامهم مثل جدار من القوة والمهابة. الجو داخل القاعة كان مشحونًا بالتوتر، كأن كل ذرة هواء كانت تتراكم تحت وطأة التوقعات. الأضواء الساطعة من المصابيح العلوية كانت تُلقي بظلال غريبة على الوجوه، تُظهر كل ملامح الخوف والقلق التي كانت تُخفيها قلوبهم الصغيرة. كان المكان هادئًا، لكن هذا الهدوء كان قاتلًا، كان كموجة من السكون الذي يسبق العاصفة.

بلاك داون، بتلك الهالة التي تحيط بها، كانت تقف بثبات كأنها جزء من الحجر نفسه. عيونها، مثل محيطات مظلمة، كانت تمتص كل شيء حولها، كما لو كانت تقيس كل حركة، كل نبضة قلب. شعرها الأسود، الذي كان يُنساب كالظلال من تحت رداءها، كان يبدو وكأنه جزء من الليل نفسه، يختلط في ظلام المكان، لكن وجودها كان يشع بالقوة التي لا تُقهر. كانت أنفاسها عميقة، وصوتها، الذي بدأ يخرج ببطء، كان كالبركان الذي يوشك على الانفجار.

"أنتم هنا اليوم لأن هذا هو الاختبار الذي سيحدد من سيبقى ومن سيختفي. لا مكان هنا للضعفاء أو المترددين. الاختبار الثاني هو اختباركم النهائي، ولن يكون هناك مجال للخطأ. على كل واحد منكم أن يظهر ما تعلمه، ولكن الأهم من ذلك، أن يظهر ما هو أبعد من ذلك. سيكون اختبارًا حقيقيًا للمهارة... ولـ كيريو( اسلوب أي الطاقة الروحية) ." قالت بلاك داون بلهجة ثقيلة، وصوتها ينساب كالسُم، مشبعًا بالغموض.

كانت كلماتها تعكس الغموض الذي يحيط بالاختبار، كما لو كانت تُحاول زرع الشكوك في نفوسهم، لكنها كانت تعني أيضًا التحدي. كانت تُحدد لهم المسار الذي يجب أن يسلكوه، لكنهم كانوا يعلمون جيدًا أنه لا شيء سيكون كما يتوقعون. كانت تلك هي فلسفة بلاك داون؛ لا مكان للضعف، فقط القوة، وحتمًا، الظلام.

أضافت بلاك داون، وهي تلتفت إلى الفريق خلفها:

"ستواجهون اختبارًا لا يُرحم. سنكون في مستشفى هارلوك المهجور، في مكان لا يجرؤ أي شخص عاقل على دخوله ، انه في شمال الصحراء الافريقية، لا نعرف لما شيد في ذالك المكان ، و لأي غرض مانعرفه هو انه احد قصص الاساطير القديمة . لكن هذا ليس مجرد مكان قديم، إنه ملاذ للأرواح الميتة، لأولئك الذين عجزوا عن الرحيل. الأرواح التي ستواجهونها لن تكون سهلة لذا سنأخذ معنا المعلم ''ايرلي'' و هو مختص في ايقاظ الارواح النائمة. إن الارواح لا تملك قوة كبيرة، لكن يوجد روح واحدة بين كل تلك الأرواح التي ستصادفونها ستكون أكثر قوة، روح تتحكم فيها يد خفية ، يد سيد ايرلي . وهذا هو التحدي الذي يجب أن تتجاوزوه."

عندما قالت بلاك داون ذلك، لم يكن هناك أي دلالة على الرحمة أو الشفقة في نبرتها. كانت كلماتها ثقيلة، تنبئ بالخطر المحدق. كانت تعلم أن هذه الأرواح لن تكون مجرد مخلوقات تائهة، بل كانت تُمثل تحديات قد تهز أقوى الأرواح.

ثم، تحدث راغنا، الذي كان يقف بجانبها، بنبرة منخفضة ومليئة بالحذر: سيوضع كل طفل منكم في قسم من اقسام المستشفى ، ستكونون منفصلين عن بعض و ذالك فضل السيدة '' مين'' اللتي سترافقنا

"الوقت محدود. أمامكم يوم واحد فقط لاجتياز هذا الاختبار. لا مجال للفشل." صوته كان رنانًا، قويًا، لا يُسمح بالتساؤل. لم يكن يُعني سوى أمر واحد، أن من لا يستطيع اجتياز الاختبار سيبقى هناك، بلا عودة.

بلاك داون أضافت، وهي تلقي نظرة حادة على الجميع:

"المهمة واضحة. القتال ضد الأرواح، والبقاء على قيد الحياة داخل تلك الجدران المهجورة. لكن الأهم من ذلك، عليكم أن تجدوا المخرج الذي سيخفى من قبل سيدة مين . وفي النهاية، سيكون الحكم النهائي هو مدى قدرتكم على البقاء في هذا المكان الذي لا يعترف إلا بالأقوى."

لكن لم تكتمل الكلمات، حيث تدخلت سيدة مين فجأة، وهي تُخرج صوتها الناعم والمخيف في نفس الوقت. كانت تهز كتفيها بتلك الحركة البطيئة التي تدل على الاسترخاء، لكنها كانت محملة بالغموض الذي لا يمكن فهمه.

"أعرف أن هذا قد يبدو غريبًا بالنسبة لكم، لكن نحن هنا لسبب أكبر. نحن لا نتعامل معكم كأشرار، ولا معكم كأبرياء. نحن نعلم أن هذا الاختبار سيكون أكثر من مجرد مسابقة بينكم، سيكون مسألة حياة أو موت. لكن دعوني أوضح شيئًا... نحن هنا ليس فقط لنكون معلمين، بل نحن جزء من شيء أكبر منكم جميعًا.

"انا آسفة يا اطفالي لم أقدم نفسي ، انا مين ، انا فرد من فرقة

'' big one ''

انني أحد زملاء سيدة بلاك داون و سيد راغنا، لست معلمة ، لكن أتيت فقط لأساعد زملائي

كانت نظرتها تأسر الجميع، وتُلقي بظلال من الخوف على الأطفال. عيونها كانت كبحيرة مظلمة، تُخفي في عمقها أسرارًا قد لا يتحملون معرفتها. كان صوتها مليئًا بالقدرة على السيطرة، وكأنها كانت تمثل شيئًا لا يمكن مقاومته.

تلك الكلمات، التي خرجت من سيدة مين، كان لها تأثير فوري على الأطفال. شعور بالرهبة انتشر في الأجواء، وحولت تلك النظرات الدهشة إلى همسات مشوشة، كانت تتناثر في الزوايا. "هل هي جزء من الفرقة؟ ماذا يعني أن تكون جزءًا من شيء أكبر؟" كانت العيون تتسائل، وتبحث عن إجابات في العدم.

لكن بلاك داون كانت سريعة في السيطرة على الوضع، وحسمت الحديث بحدة، كما لو كانت تُقطّع الخيوط المعلقة بين الحقيقة والخوف:

"أنتم لستم هنا للشك في قدراتكم. لا تضيّعوا وقتكم في الأسئلة. الطائرة تنتظرنا، والمهمة في غاية الأهمية. هذا ليس وقتًا للحديث، بل وقتًا للاختبار."

صمت غريب حل في المكان، وكأن كل كلمة قالتها كانت تخلق جدارًا غير مرئي بينهم وبين العالم الخارجي. كان الهواء نفسه يضيق أكثر، والعقول تتساءل عن المصير الذي سيقودهم إلى هذا المكان الملعون.

2024/12/29 · 20 مشاهدة · 1467 كلمة
onitchannn
نادي الروايات - 2025