في جهة اخرى

‎نيفيرو تنطلق أولًا.

‎شرر الغبار ينفجر خلفها.

‎ذراعاها الطويلتان تتحركان مثل سوطين معدنيين، يخترقان الهواء بسرعات فوق صوتية.

‎بيلي يخطو خطوة واحدة فقط –

‎درع جليدي لحظي يتكوّن أمامه —

‎صووت! السوط الأيسر يفتته —

‎السوط الأيمن يصل إلى وجهه —

‎لكنه اختفى!

‎بيلي ظهر خلفها، يلمس الأرض —

‎مجال تجميد دائري ينفجر!

‎نيفيرو تدور كإعصار — كلا السوطين يدوّران جسدها بالكامل —

‎الجليد يتحطم حتى قبل أن يتماسك.

‎وميض جديد — بيلي يتحرك بسرعة غير طبيعية.

‎كل خطوة يترك خلفه آثارًا تتجمد وتتبخر فورًا —

‎يمد يده — قُطر جليدي ينطلق كرمح!

‎نيفيرو تنفجر للأعلى — تدور في الهواء —

‎تهبط كصاعقة —

‎صوت صرير سوطها يشق الغلاف الجوي —

‎ السوط الأول يلتف حول ساقه — الثاني يصعد نحو رقبته —

‎بيلي يحوّل جسده لجليد —

‎نيفيرو تتوقف قبل أن تلمسه —

‎لكن تأخر جزء من الثانية —

‎يده على السوط — تجميد فوري!

‎السوط يتصلب — نيڤيرو تقطعه وتفجره بنفسها قبل أن يجمد ذراعها.

‎ ارتداد، دوران، تصادم وسط العاصفة.

‎ثلاث صدمات متتالية في ثانية واحدة.

‎نيفيرو تضرب من فوق، من تحت، من اليمين.

‎بيلي لا يدافع، فقط يخطو بخفة، يجمد المكان كله في زوايا تحركها.

‎السوط الأيسر يدخل من جانبه —

‎يلتف — يُجمَّد — يُكسر —

‎تسارع نيفيرو يجعلها تُفجّره قبل أن يتمسك الجليد بجسدها.

‎ بيلي يركّز كل طاقته —

‎يضرب الأرض — جدران جليدية ترتفع من كل الجهات —

‎نيفيرو محاصرة —

‎يقفز للأعلى — يجمد الهواء حولها —

‎يهوي ككريستالة قاتلة —

‎لكن لحظة واحدة —

‎ نيفيرو تدور حوله داخل القبة —

‎صوت صرخة واحدة – ثم سكون.

‎في الهواء، جدار الجليد ينهار فجأة —

‎بيلي يسقط دون ذراع —

‎نيفيرو خلفه، ساكنة... لكن سوطها الأيسر ما زال يدور ببطء… مغطى بجليد متبخر.

‎الغبار يملأ الهواء. الجدران تقطر دمًا، لا أحد بقي واقفًا سوى أخوين، محطّمين، ينزفان، يزحفون وسط الخراب.

‎بيلي نصف مجمّد… كتفه متكسر، عينه اليسرى مطفأة.

‎أنتونيو… نصفه محترق، وجهه مشقوق، صدره ينزف أسودًا.

‎كل منهما وحش نجى من النهاية… لكن بالكاد.

‎---

‎صمت.

‎لا صوت سوى أنفاسهما الثقيلة… ثم نظرة.

‎نظرة طويلة… واحدة فقط.

‎لا كلمات. لا صراخ. لا حوار.

‎فقط فهم قديم... شيء من الطفولة… من الحقد المشترك… من الخيانة التي لم تُنسَ.

‎بيلي يحرك أصابعه ببطء، يغمسها في دمه المتجمد، يرسم دائرة مشوهة على الأرض.

‎أنتونيو يبتسم، لا بفرح، بل بشيء أكثر خطورة… القبول.

‎يقتربان من بعضهما… جسديهما يسقطان على الركبتين، متقابلين.

‎عين في عين.

‎كأن الزمن توقف… ثم قالها بيلي بصوت لا يسمعه أحد:

‎> "أنا لا أريد النجاة وحدي."

‎أنتونيو همس:

‎> "ولا أنا…"

‎ثم يمد كل منهما يده، وببطء، يلمس صدر الآخر —

‎وفي لحظة، الصمت يُقطع بانفجار داخلي.

‎---

‎الدم يغلي.

‎الجليد ينفجر.

‎الأجساد تنصهر.

‎العظام تلتف على بعضها البعض.

‎الجلد ينسحب، ثم يعيد تشكيل نفسه.

‎صرخة. ليست صوت إنسان.

‎الرموز التي على الجدران تبدأ بالتحرك وحدها.

‎كأن شيئًا محرّمًا قد فُعّل.

‎---

‎كل شيء يرتج.

‎كل من تبقّى في الأعلى يشعر بقشعريرة.

‎وفي أسفل الأرض…

‎وُلد زينتو.

‎الهواء يتجمد ثم يحترق.

‎الضوء يلتف حول جسده، كأنه يرفض رؤيته.

‎خطوة أولى.

‎الأرض تتشقق.

‎خطوة ثانية.

‎الهواء يصرخ.

‎خطوة ثالثة — واختفى.

‎---

‎فوق الأنقاض...

‎نسخ بالمند تتساقط بلا صوت، مفككة، جليدية، بلا أرواح.

‎بانغ يطلق صرخة، يقفز، قبضته تهبط كنيزك.

‎زينتو يمد يده —

‎الوقت يتباطأ —

‎الضربة تتوقف —

‎الهواء يتجمد حول القبضة —

‎ثم تنفجر.

‎بانغ يُقذف للخلف، صدره مفتوح، دخان يتصاعد من داخله.

‎---

‎نيفيرو تندفع بسرعة الضوء، سوطها يدور كإعصار.

‎ثلاث ضربات —

‎أربعة —

‎سبعة —

‎جميعها تخترق الجسد —

‎لكن لا دم، لا صراخ.

‎زينتو يقف ساكنًا.

‎ثم...

‎السوطن يتجمدان، يتفككان، يتساقطان كرماد.

‎نيفيرو تحاول القفز —

‎يده تمسك الهواء —

‎هي تتجمد في لحظة، ثم تتشقق، ثم... تتبخر.

‎---

‎صمت.

‎لا ضجيج.

‎لا حركة.

‎جسد بانغ يسقط على ركبتيه، يزفر أنفاسه الأخيرة.

‎زينتو يتقدم... وحده.

‎كل خطوة، تنهار الجدران.

‎كل نفس، يموت فيه شيء من العالم.

‎الاندماج اكتمل.

2025/07/31 · 3 مشاهدة · 680 كلمة
onitchannn
نادي الروايات - 2025