بعد أن فهم موريس وغينيا طبيعة مهارة "المكان"، قررا القتال بجدية لأول مرة منذ سنوات.

‎[بان يقف وسط حقلٍ من الركام، جسده ما زال ساكنًا، عيناه تتحركان فقط.]

‎موريس:

‎"بان… لا تراوغ أكثر. لقد كشفنا لعبتك."

‎غينيا:

‎"فهل تكشف أنت من أنت... أم نُجبرك على ذلك؟"

‎ مهارة بان الثانية: "الصدى المؤجل"

‎(تبدأ المهارة في التفعيل دون أن يعلنها بان، كعادة أسلوبه الغامض)

‎"الصدى المؤجل" تسمح لبان بتخزين رد فعل معين لثانية واحدة فقط… ثم إطلاقه في المكان نفسه لاحقًا.

‎مثلاً: عندما يصدّ ضربة، يُخزن ردة الفعل الدفاعية، ويعيدها لاحقًا في نفس النقطة ضد أي خصم.

‎كأن جسده يخلق نسخة من لحظة قتال، تعيش متأخرة.

‎موريس اندفع أولًا، بسرعته الفائقة، طعنًا مباشرًا نحو قلب بان…

‎لكن بان لم يتحرك. بل تلقّى الضربة…

‎أو هكذا ظنّوا.

‎غينيا لاحظ:

‎"موريس! لا تتحرك!"

‎لكن فات الأوان…

‎في اللحظة التالية، ارتدّت الضربة نفسها إلى صدر موريس، بنفس السرعة، من فراغ!

‎طعنة خيالية اخترقت صدره… رغم أن بان لم يتحرك.

‎غينيا (مصدومًا، يراقب بعين حادة):

‎"لقد خزن ما فعلته أنت… ثم أعاده ضدك، في نفس البقعة…

‎إنه لا يقاتل الآن، بل يجعل أخطائنا تقاتلنا."

‎موريس (يمسح الدم):

‎"ليست إعادة فقط… بل التوقيت مميت.

‎جعلني أعتقد أنني تفوقت… ثم طعنت نفسي بنفسي."

‎غينيا:

‎"إذًا… كل لمسة عليه، قد تنفجر لاحقًا."

‎موريس (ابتسامة بطيئة على شفتيه، يزيح عباءته):

‎"جسدي… ليس لي فقط."

‎ مهارته: "الارتباط الثالث"

‎موريس يمتلك ثلاث نقاط عصبية خارج جسده، يزرعها في الميدان (عبر قطرات دمه، أو لمس بسيط)،

‎يستطيع أن ينقل أي حركة جسدية نحو هذه النقاط… وكأنها امتدادات لجسده.

‎طعنة منه قد تأتي من الأرض، أو من الهواء، أو حتى من خلفك.

‎أثناء قتال بان مع موريس، بدأ بان يصدّ الهجمات كعادته…

‎لكن سرعان ما بدأ يتلقى ضربات من الزوايا المستحيلة.

‎بان (في نفسه):

‎"هذا… ليس انعكاسًا، بل امتداد.

‎كأن له أذرع خفية… حولي."

‎موريس (يضحك):

‎"كل نقطة لمستها… أصبحت أنت فيها تحت رحمتي."

‎غينيا لا يتحرك مثلهم. بل واقف… وعيناه مغلقتان… ثم يتكلم:

‎> مهارته: "مرآة الانعكاس اللحظي"

‎غينيا يستطيع أن يرى العالم عبر انعكاسات الضوء فقط… أي كل ضوء ينعكس على الأسطح، يرى تحركات الخصم فيها.

‎والأخطر؟

‎يمكنه أن يتحرك داخل هذه الانعكاسات لأقل من ثانية.

‎أي أنه إذا رآك في انعكاس سيف، أو عين، أو حتى قطرة ماء…

‎يمكنه أن يظهر ويهاجم عبر ذلك الانعكاس.

‎بان لمح لمعان سيف موريس… لكن في جزء منه، ظهر وجه غينيا.

‎وفجأة! من نفس ذلك الانعكاس، خرجت يد غينيا وهاجمته من زاوية مستحيلة.

‎غينيا:

‎"كل ما يراك… يمكنني أن أصل إليك منه."

‎موريس:

‎"وأنا… كل ما تلمسه… قد يهاجمك."

‎بان (ينظر للاثنين، يبتسم بهدوء):

‎"حسنًا… فهمت.

‎أنتما لا تقاتلانني فقط…

‎بل تقاتلان كل احتمال قد أتحرك فيه

‎ثم بدأ جسده يتوهج

‎غينيا (يراقب من فوق صخرة مكسورة):

‎"لقد... اختفى."

‎موريس (يغمض عينيه):

‎"لا… لم يختف. نحن فقط لم نعد قادرين على رؤيته."

‎موريس يقف ساكنًا، يشد قبضته، وفي لحظة واحدة… ينفجر الهواء خلفه بضربة غير مرئية!

‎الضربة لم تأتِ من الأمام… بل من "ذكرى" الأمام.

‎غينيا (يحاول أن يربط المعطيات):

‎"أشعر بشيء… غريب.

‎الضربات لا تحدث الآن… بل وكأنها تُزرع في لحظات سابقة، ثم تنفجر لاحقًا."

‎غينيا (ينظر إلى انعكاسه في الدم):

‎"إنه… لا يتحرك في الحاضر فقط.

‎بان… يزرع أحداثًا زمنية.

‎إنه يضع ضرباته في الزمن نفسه… ثم يجعلها تنفجر متأخرة."

‎بان يستطيع أن يترك نسخة من "حدث" في نقطة ما من الزمن القريب (ثوانٍ أو أقل)،

‎ويختار متى تتجلى هذه النسخة.

‎أي أنه قد يوجه لك لكمة وأنت لا تراها… ثم تشعر بها بعد ثانيتين، وكأنها تشقّ طريقها من الماضي للحاضر.

‎موريس يتلقى ركلة في ظهره، رغم أن بان أمامه.

‎ثم ضربة رأسية على فكه… رغم أنه لم يقترب.

‎وبين كل ضربة وضربة… تأخير زمني عشوائي.

‎موريس (يلتقط أنفاسه، يصرخ):

‎"مستحيل! هذا ليس مجرد انتقال مكاني… ولا صدى…

‎هذا هو تشويه الزمن نفسه!!"

‎غينيا (عقله يعمل بأقصى طاقة):

‎"إنه يضع لحظات قاتلة في نقاط لا ننتبه لها، كأن يزرع المستقبل في الحاضر…

‎ثم… يُفَعّل الضربة عندما نُركز في نقطة أخرى."

‎موريس:

‎"إذاً… كل نظرة منا، كل التفاتة، قد تُكلفنا… الزمن نفسه."

‎بان يمشي ببطء، عيناه شبه مغمضتين…

‎لكنه يظهر خلف موريس بلقطة، وأمامه في أخرى، ثم يختفي.

‎كل حركة تُخزَّن… ثم تُفعَّل.

‎والنتيجة؟

‎قتال يبدو وكأنه يجري داخل حلم… أو كابوس.

‎غينيا (بنبرة نادرة من القلق):

‎"بان… ليس مجرد مقاتل.

‎إنه ذاكرة الزمن…

‎وخصمك؟ ليس أنت… بل نفسك بعد دقيقة."

‎موريس (ينزف من كتفه، يضحك):

‎"جميل… منذ كم سنة لم أشعر بشيء كهذا…

‎هيّا بنا نحطّم التاريخ."

2025/08/01 · 6 مشاهدة · 746 كلمة
onitchannn
نادي الروايات - 2025