ثلاثتهم يتحركون.

‎لكن لا أحد يرى.

‎لا أحد… إلا من كان يراقب بعين الموت.

‎ غينيا يتحرك أولاً

‎تحرك… لا، اختفى.

‎ظهر خلف بان، لكن ليس خلف جسده…

‎بل خلف ظله.

‎مهارته سمحت له بلمس الظل ونسخ حركته.

‎في اللحظة التي تهاجم فيها ظلك،

‎يصل هو إلى حيث ستقف بعد ثانية.

‎ضرب.

‎لكن بان كان قد اختفى قبل أن تُولد الضربة.

‎ موريس يستدعي "بصمة الارتداد"

‎موريس الآن في الهواء،

‎جسده يتموج،

‎يضرب الأرض بساقه اليمنى،

‎لكنه لا يضرب المكان.

‎يضرب "ترددًا وهميًا" لما سيكون عليه جسد بان بعد 0.2 ثانية.

‎أي أنه لا يُهاجم بان…

‎بل يُهاجم "صدى وجوده المستقبلي."

‎وفعلًا…

‎ظهر بان هناك، يتبدل لحظة دخوله، لكن:

‎بوم!!!

‎ارتد نحو الجدار، يُسحق على صخرة.

‎لكنه، لا يخرج صوت ألم.

‎عندما نهض، بان لم يعد كما هو.

‎نظر إليهما…

‎وقال:

‎> "جميل، فهمت مهاراتكما.

‎واحد يهاجم ظلي…

‎الآخر يضربني قبل أن أوجد.

‎هذا يعني… أنكما لا تعرفان…

‎ماذا أفعل الآن."

‎ثم… نقر بأصبعه على صخرة.

‎تبدّل.

‎مكان بان اختفى، وظهر مكانه موريس.

‎والصخرة صارت غينيا.

‎كلاهما شعرا بشيء في اللحظة نفسها:

‎> "مستحيل… لقد جعلنا نتبدل دون لمسنا!"

‎بان ظهر فوق الاثنين،

‎وفي يده، قطعة من ظله.

‎ظله تحوّل إلى رمح زمني.

‎طعن به موريس في الرقبة،

‎لكن الطعنة لا تؤلم فورًا.

‎> "بعد ثلاث ثوانٍ…

‎ستبدأ رقبتك بالتآكل."

‎غينيا حاول التحرك…

‎لكن لم يجد جسده.

‎> "أخذت جزءًا من جسدك…

‎ووضعت مكانه الهواء.

‎لهذا لا تشعر بوجود يدك اليمنى، صح؟"

‎الهواء اشتعل…

‎ثم تجمد.

‎الانفجار حصل… لكن صامت.

‎السرعة كانت عالية جدًا…

‎حتى أن الصوت لم يُولد بعد.

‎وكل ما تبقى في الجو:

‎ثلاث ظلال… وأربع قطرات دم…

‎تسقط ببطء،

‎كأنها تبكي من حجم ما رأت.

‎الدماء تتساقط، والهواء يهتز حولهم، موريس يجلس على ركبتيه، يمسك عنقه التي بدأت تتحلل ببطء. غينيا واقف بصعوبة، أنفاسه قصيرة، ويده اليمنى لا تزال "مفقودة".

‎غينيا:

‎(بصوت مبحوح)

‎"أنت فهمت…؟ ما الذي فعله بنا بالضبط؟"

‎موريس:

‎(يضحك ضحكة مشروخة… يسعل بعدها دماً)

‎"أجل… فهمت الآن… يا للعنة، كنا نقاتل شيئًا لا يمكننا لمسه."

‎،غينيا:

‎"مهارته الأولى... لم أستوعبها في البداية.

‎ظننتها تنقّلاً، لكنه لم يختف ويظهر…

‎هو يجعل الأشياء تتبادل مواقعها.

‎شيء مرعب."

‎موريس:

‎"هي ليست مهارة تنقّل… بل مهارة مكان.

‎واحدة من أخطر المهارات الممكنة."

‎غينيا:

‎"فسر لي بدقة… ما حدودها؟"

‎مهارة بان الأولى: "المكان"

‎موريس:

‎"بان يختار شيئين يراهما…

‎ويقوم بتبديل موقعيهما تمامًا، في نفس اللحظة.

‎حتى لو كانا غير متكافئين.

‎إن أراد، يمكنه أن يبدلك بصخرة…

‎أو يدك بنقطة هواء…

‎أو موقعك الحالي بموقع ظلك…

‎هو لا يتحرك، بل يجعل العالم يتحرك حوله."

‎غينيا:

‎"وهذا يفسر… لماذا عندما حاولت طعنه،

‎وجدت نفسي أطعن الهواء،

‎ثم ظهر أمامي من حيث كنت أقف."

‎موريس:

‎"وما هو أخطر من ذلك…

‎أنه لا يبدل الأجسام فقط…

‎بل أيضًا المفاهيم المرتبطة بالمكان."

‎غينيا:

‎"مفاهيم؟ مثل ماذا؟"

‎موريس:

‎"مثل الظل، الظلال، حتى الهواء،

‎والفراغ، والسكون، والاهتزاز.

‎رأيته يبدل موقع ظلّك بمكانك.

‎أي أنه استخدمك دون أن يلمسك.

‎وهذا يعني أنه لا يحتاج حتى لرؤية جسدك نفسه،

‎يكفي أن يرى جزءًا من وجودك."

‎غينيا:

‎(مشدوهًا)

‎"يعني أنه… لا يقاتلك، بل يقاتل كل احتمالات وجودك."

‎موريس:

‎"لاحظ شيئًا آخر…

‎هو لا يبدل فقط الحاضر، بل أظن…

‎أن لديه قدرة على إقحام زمن آخر في التبديل.

‎عندما أصبتني في العنق، الطعنة لم تؤلم مباشرة،

‎بل بعد ثلاث ثوانٍ."

‎غينيا:

‎"كان كأنه طعنني في المستقبل…

‎ثم جعل الألم يلحق بي لاحقًا."

‎موريس:

‎"وهنا الرعب الحقيقي…

‎هو يربط الحاضر بزمن غير موجود بعد،

‎ثم يجعلنا نتذوقه وكأننا هناك."

‎غينيا:

‎"إذًا، مهارته الأولى تنقسم إلى ثلاث أجزاء مخفية:

‎1. التبديل بين أي شيئين مرئيين.

‎2. التحكم بالفراغات والظلال كمواقع قابلة للتبديل.

‎3. التلاعب بالزمن المتعلق بالمكان، ولو جزئيًا."

‎موريس:

‎"تمامًا… ولهذا لم نفهم شيئًا حين بدأ.

‎لأن ما يفعله لا يتبع منطق الهجوم أو الدفاع…

‎بل يخلق واقعًا جديدًا كل لحظة."

‎غينيا:

‎"…وإن كانت هذه واحدة من ثلاث مهارات…

‎فماذا تبقى؟"

2025/08/01 · 4 مشاهدة · 659 كلمة
onitchannn
نادي الروايات - 2025