السماء ما زالت ملبدة، الأرض تهتز من تحتهم بذبذبات خفية،
موريس يتهيأ للهجوم التالي،
غينيا يحاول تحليل الموقف من جديد…
لكن بان يقف… بثبات، وسخرية خفيفة على شفتيه.
يرفع يده، يشير بإصبعه إلى موريس أولًا.
بان:
> "دمك… لم يكن أداة قتل.
كان اختبارًا للأثر.
كل نقطة تُطلقها، تتحوّل إلى امتداد لنفسك،
كل شفرة تُطلقها… تحمل جزءًا من إرادتك،
لكن ما لم تدركه يا موريس…"
(بان يتقدّم خطوة واحدة، فيضطرب الهواء)
> "أن الدم... لا يصل قبل أن أصل.
أنت ترسل دمك قبل أن تتحرك،
بينما أنا… أكون هناك قبله."
(ينظر إلى غينيا… عينه تنغرس فيه)
> "وأنت، القائد العظيم… غينيا.
تضرب ولا تُظهر.
تخزّن الضربات داخل الزمن…
تضرب و تخزن الضرر الى الوقت المثالي
كأنك تخشى من الفعل الفوري."
(ضحكة خفيفة، لا شماتة فيها… بل احتقار ناعم)
> "لكن لدي سؤال…
إن كانت ضربتك ستنفجر بعد ثلاث ثوانٍ…
فماذا لو… غيرت الزمن بيننا؟
هل تنفجر الضربة؟
أم تنفجر أنت؟"
(يخفض صوته، يضع يده على صدره، ينظر إلى دمه، ثم يرفع إصبعه نحو السماء)
> "أنتم تحاولون أن تفهموا ما أفعله…
لكنكم لم تسألوا أنفسكم:
ماذا لو لم أكن أستخدم مهارة واحدة؟
بل… أستخدم الزمكان كأداة."
(صوت السماء يُحرّف فجأة… كل شيء في الهواء يُصبح أثقل)
> "أنا لا أتحرك.
أنا لا أهاجم.
أنا فقط… أُبدّل."
(بان ينظر إلى قدميه، يركل صخرة صغيرة نحوهما… لكنها لا تصل أبداً.)
الصخرة تختفي.
موريس ينظر خلفه.
الصخرة ظهرت خلفه… ومعها بان.
لكن قبل أن يتحرك موريس…
بان اختفى مرة أخرى.
بان يصرخ من مكان آخر:
> "أنتم تلعبون قتالًا على محور واحد…
وأنا؟
أنا أغيّر اللوحة نفسها.
لا يُمكنكم أن تهزموا من لم تعودوا تعرفون أين هو.
ولا متى.
ولا حتى… هل هو أمامكم أم أنتم من انتقل؟"
موريس عضّ على شفتيه… الدم تقاطر من قبضته.
غينيا لم يردّ، لكنه رسم دائرة صغيرة على الأرض،
تكتيك جديد؟ أم وهم دفاع؟
بان أعاد الوقوف في وسط الساحة، لا حركة، لا صوت…
ثم همس:
> "ثلاثة…
اثنان…
واحد…"
موريس لم ينتظر.
كل خلية في جسده انطلقت قبل أن يفكر حتى.
تحرك قبل أن ينتهي العد.
كان يعلم، هذا ليس عدًّا عاديًا… بل إعلان ذبح.
– "طفرة الدم"
الهواء لم يتحمل.
بمجرد أن اندفع موريس، سال الدم من جسده، لا من الجرح…
بل من كل مسام بشرته.
لكن بدل أن يسقط، ارتفع.
شكل غلافًا يلتف حول ذراعيه، قدميه، ظهره…
كل حركة منه، تجر خلفها شفرات.
لكن ليست شفرات كالسابق…
إنها تُهاجم من الخلف، من الظل، من الأعلى… من الداخل.
بان الآن محاط بـ دوامة قتلٍ دموية.
بان... لا يراوغ
لكنه لا يتحرك أيضًا.
موريس اندفع كالمطر… كالسيل…
وبان؟ واقف.
ثم حدث المستحيل.
تمامًا عند أول هجمة…
موريس اختفى.
لكن لم يختف حقًا.
بان لم يتبدل مع حجر، ولا مع دخان…
بل مع واحدة من شفرات موريس الدموية نفسها.
موريس وجد نفسه مكان شفرة، وشفرة مكانه.
لكن قبل أن يُدرك ما حدث…
ضربه بان بمرفقه في عنقه.
الضربة لم تكن قوية…
لكن الصوت الذي خرج منها، لم يكن طبيعيًا.
"غغغخ!"
موريس تدحرج على الأرض.
ليس لأنه ضعيف…
بل لأن جسده لم يكن مستعدًا أن يُخدع.
وقبل أن ينهي بان هجومه…
الهواء تماوج.
ثم جاء صوت "تق!" خفيف خلف أذنه.
غينيا.
ضربه من الخلف… لا بقوة، بل بضغطة إصبع على العصب العنقي.
بان اهتز.
لكن شيئًا غريبًا حصل.
ضربة غينيا لم تؤثر.
بان أكمل الدوران، ووجه لكمة نحو رأس غينيا…
غينيا تفادى.
لكن بان ابتسم.
> "بعد خمس ثوانٍ فقط…
ستفقد ذراعك."
واحدة… اثنان… ثلاث…
قبل أن يصل العد إلى أربعة…
موريس صرخ.
صوت يشبه غليان البركان.
الدم من جسده تمدد كأن أحدًا كبس زرًّا.
الدوامة عادت…
لكن الآن، صار الدم كـ سوط.
يغلي، يصرخ، يشقّ.
وفي نفس اللحظة…
غينيا اختفى.
ظهر خلف بان مجددًا…
ضربة… لا تُسمع… لكن تُوقّت.
بان ضُرب مرتين في نفس اللحظة.
واحدة بدم ساخن اخترق صدره.
وأخرى بقبضة زمنيّة مزروعة في دماغه.
دم بان يُراق أخيرًا
انفجرت أول دماء بان على الأرض.
الهواء أصدر صفيرًا طويلًا…
كأن العالم نفسه لم يصدق ما رآه.
لكن بان؟
نهض، لمس الدم، ثم ابتسم.
> "ممتاز…
كنتم أول من أنزل دمي بعد اوقا .
والآن…
حان دوري."