داخل الدخان – موريس يزحف]

‎▪️ يده ملوّثة بالكامل

‎▪️ أحد أضلعه بارز من تحت جلده

‎▪️ عيناه بالكاد مفتوحتان

‎لكن فجأة…

‎توقف. تنفّس. صمت.

‎موريس (يهمس لنفسه):

‎> "ما أنا عليه… لن يُهزم بسهولة… أنا… قائد."

‎ينهض.

‎▪️ كل الدم المتناثر حوله يبدأ بالارتجاج

‎▪️ جسده يبدأ بالتحول

‎▪️ عروقه الحمراء تتصلب وتتوقد

‎المهارة القصوى:

‎"التحلل العكسي – خلايا الشيطان الأحمر"

‎▪️ كل خلية في جسده تبدأ بالتحلل، لكن لا للموت…

‎بل لتحرير طاقته الخام

‎▪️ عضلاته تنتفخ، ثم تتفتت وتعيد تكوين نفسها

‎▪️ جلده ينسلخ، كأنه يحرق نفسه من الداخل

‎▪️ صوته يتغير… يصبح أجوفًا، كأنه قادم من أعماق الجحيم

‎موريس (بصوت غليظ):

‎> "لقد نسيت من أنا…!

‎أنا من جرّ أحفاد التنانين إلى الأرض!!

‎بان…! ستُدفن بلا هوية!"

‎▪️ موريس يهجم، لكن هذه المرة...

‎الزمن لا يلاحقه، بل هو من يجرّه خلفه.

‎▪️ يلكم بان —

‎ضربة… لا تخترق الجسد بل تجمده لحظة

‎ضربة أخرى… تُصيب الروح نفسها، تجعل الجسد يتشنج

‎ضربة ثالثة… تنشر مجالًا من الطاقة، تبطئ كل شيء حوله عدا هو!

‎بان يتلقى الضربات.

‎لكنه لا يتحرك.

‎لا يتألم.

‎لا يتنفس بسرعة.

‎موريس (مذهول):

‎> "لماذا… لا تسقط؟"

‎بان (بهدوء شيطاني):

‎> "لأني منذ دخلت، لم أبدأ بعد."

‎▪️ بان يحرك إصبعه فقط —

‎الوقت يتشقق خلف موريس

‎▪️ الأرض تتبدل، يصبح موريس في الهواء

‎▪️ ضربة من بان، لا يُرى أثرها… لكن يظهر جرح عميق في صدر موريس

‎موريس يتجمد في مكانه.

‎▪️ ثانية واحدة تمر

‎▪️ ثم، ينفجر الجرح

‎موريس يسقط.

‎ببطء، بعينين مفتوحتين

‎ليس من الألم… بل من الصدمة.

‎لحظة صمت:

‎بان يقترب… لا يُسرع

‎ينظر إلى جثة موريس… ثم يتمتم:

‎بان:

‎> "لو وُلدت في زمن آخر… لكنت خصمي الوحيد."

‎بان يقف فوق جسد موريس الملطخ بالدماء

‎▪️ المطر يتساقط ببطء، السماء رمادية

‎▪️ لا صوت سوى حشرجة موريس الأخيرة وهو يحاول رفع رأسه

‎بان بصوت منخفض أولًا، كمن يُحدّث نفسه:

‎> "قائد فرقة موريس… من قال لك إنك كنت على قيد الحياة؟"

‎(يتقدم ببطء، يركل أحد أسلحة موريس بعيدًا دون أن ينظر)

‎> "أنتم... الذين صنعتم من القتل شرفًا، ومن القوة مقامًا، أنتم لم تعيشوا يومًا."

‎"كنتم تمشون على جماجم الأبرياء وتظنون أنفسكم آلهة."

‎موريس (بأنفاس ثقيلة):

‎> "أنت… من تكون…؟"

‎(عينيه بالكاد تتبعان حركة بان)

‎بان (بابتسامة باردة، يركع بجانبه):

‎> "أنا؟"

‎"أنا الجثة التي دفنتُموها قبل خمسة وعشرين عامًا…"

‎"أنا الشبح الذي صنعتموه بأيديكم…"

‎(يضع إصبعه على قلب موريس)

‎> "أنا القاتل المأجور الأول… من مدينة ناها."

‎ بان يقف، ينظر للسماء:

‎> "الحياة مزّقتني. خانتني. مسحتني من الوجود."

‎"لكنهم نسوا أن بعض الأرواح… لا تُدفن."

‎(ينظر إلى ركام الساحة، جثث القادة، الغبار الأحمر)

‎> "أنا عدتُ… لا لأنتقم فقط…"

‎"بل لأُنهي كل من رفع سيفًا ظالمًا، باسم الطائفة، باسم السلطة، باسم البقاء."

‎ يصرخ فجأة، بصوت يهز المكان:

‎> "سأسلب أرواح فرقكم… واحدة تلو الأخرى."

‎"ولن يبقى اسم في قوائم المنظمة… إلا وسأكتبه بدمه على جدرانها!"

‎ موريس، يهمس، آخر كلمات حياته:

‎> "أنت... شيطان..."

‎بان ينظر إليه، يبتسم:

‎> "بل أنا مرآة… وما تراه، هو وجهك الحقيقي."

موريس (بصوت مكسور، بصعوبة):

‎> "قتلتني… لكنك… لست مختلفًا عنا…"

‎"نحن قاتلون… وأنت… الآن أكثر وحشية منا…"

‎بان ينظر إليه، دون غضب، بل بهدوء يشبه الموت:

‎> "أنا لست مختلفًا."

‎"ولم أدّعِ يومًا أنني ملاك."

‎(يمشي بخطى بطيئة، يتحدث كما لو كان في جنازة)

‎"لكن الفرق بيننا… أنكم قتلتم لتصنعوا سلطة."

‎"أما أنا… فأقتل لأدفنها."

‎موريس بصوت مخنوق:

‎> "كلنا… كنا نحاول النجاة."

‎بان (يضحك ضحكة حزينة، يكاد يختنق بها):

‎> "النجاة؟ أنتم مزقتم طفولتي باسم النجاة."

‎"سجنتموني، صنعتم مني سلاحًا، ثم ألقيتم بجثتي في البحر وكأنني نفاية.هههههه اكذب

‎(ينحني قليلًا، يقرب وجهه من موريس)

‎"أتعرف ما النجاة؟"

‎"أن أبقى حيًّا فقط… كي أراكم تموتون."

‎موريس (بصوت أشبه بالرجاء):

‎> "وإذا انتهوا؟ إذا سقط الجميع؟ ماذا ستفعل؟"

‎بان، صوته يخرج كأنه من تحت التراب:

‎> "حينها فقط… سأقف أمام مرآة العالم، وأقتل آخر قاتل…"

‎(يصمت، ثم يهمس)

‎"وأنا معه."

‎【فلاشباك موريس – أصل الدم】

‎المكان: طرابلس، ليبيا

‎التاريخ: 5 أكتوبر – قبل 50 سنة

‎الوقت: مغرب، منزل صغير قرب البحر، الريح تعصف بستائر النافذة

‎موريس – طفل 7 سنوات

‎> "ماما… أريد أن أذهب ألعب قليلاً… لماذا تبكين؟ ما الذي حدث؟ ماما؟!"

‎الأم (وجهها شاحب، ترتجف):

‎> "ابني… موريس… إذا نجوت اليوم… لا تكن كوالدك، أرجوك… لا تتبع طريقه…"

‎موريس (ببراءة):

‎> "بابا؟ هو رجل طيب! يعمل في التجارة! قال لي إنه سيسافر ليجلب لي هدية!"

‎الأم (تنظر في عينيه، تتفتت):

‎> "كذبنا عليك… والدك… هو مورو إيتشا… أعظم قاتل مأجور عرفه العالم…"

‎> "قتل آلاف الأشخاص… باسم النقود… باسم الطاعة… باسم الصمت…"

‎الأم (تمسك وجه ابنها):

‎> "موريس، استمع لي… بالأمس، قبضوا على والدك وأعدموه… لكنه ليس وحده."

‎> "في منظمة… إذا سقط أحد… تُعدم عائلته…"

‎> "يعني أنـ…"

‎فجأة:

‎رصاصة صامتة – تخترق رأسها من الأذن إلى الأذن.

‎يسقط جسدها بين يديه.

‎موريس (صراخ الطفل المذبوح):

‎> "مممـاااااااه!!"

‎ينقطع المشهد فجأة… يعود إلى الحاضر---

‎ بان يحدق به، موريس يحتضر:

‎موريس يتمتم، الدم يتدفق من فمه، عيونه مفتوحة على الماضي:

‎> "أقسمت حينها… أن أقتل كل من ينتمي لعصابة… كل من لبس قناع الخنوع والسلاح…"

‎> "لكن… انظر إلي… أصبحت مثلهم… لا… أسوأ منهم…"

‎> "أنا من كنت أنفذ الإعدامات… بينما الطفل بداخلي يبكي… ولا يسمعه أحد…"

‎بان (يقف صامتًا، يرد بصوت هادئ):

‎> "كنتَ جنديًا في نظام قتل أبيك… وأمك… وحين فقدت دمك… عرفت أنك كنت تذبح نفسك… في كل مهمة."

‎موريس (يضحك ببكاء):

‎> "أنا مورو… مورو الصغير… هذا اسمي الحقيقي… أكره اسمي…"

‎> "اقتُلني، يا بان… ودفني… حيث لا يسمعني الماضي من جديد…"

‎بان ينحني، يهمس في أذنه:

‎> "لقد مات مورو من زمان…

‎أنت فقط… شبحٌ ظلّ يقتل ليُسمع صراخه."

‎موريس يسعل آخر نفس، وعيناه تحدقان إلى الأعلى، كأنه يرى أمّه تمد يدها من بعيد.

‎بعد لحظات من مغادرة بان

‎الصمت يلفّ المكان… فقط أنفاس الاحتضار تُسمع

‎خطوات مسرعة تخترق الغبار… يظهر بانغ ونيفيرو

‎بانغ (يركض، ينحني نحو الجسد):

‎> "سيّد موريس!! سيّد موريس، ما بك؟ هل تسمعني؟! أجبني!!"

‎نيفيرو (بلهفة):

‎> "سأطلب المساعدة! أبقَ معه بانغ، أرجوك!!"

‎موريس (بصوت متقطع، يد مضرجة بالدم تُمسك بانغ):

‎> "لا… نيفيرو… ابقي هنا… لا فائدة من الإسعاف… حياتي… انتهت…"

‎بانغ (دموعه تهتز في عينيه):

‎> "لا، لا تقل هذا! من فعل بك هذا؟! سأقتله بيديّ!! سأمزقه!!"

‎موريس (يهزّ رأسه، يتنفس بصعوبة):

‎> "لا، بانغ… لا تلحق بذلك الوحش… إنه… ليس بشريًا…"

‎> "إنه شيء لا يمكنك تخيله… لا حدود له… غضبه، قوته، عينيه… تحمل لعنة العائد من الجحيم…"

‎يتنفس بشدة، ثم يتوسل:

‎> "اسمعني يا بانغ…

‎قدم استقالتك من المنظمة… أنت ونيفيرو… أنتَما آخر مَن بقي من الفرقة…"

‎> "لا تسلكوا طريقنا… لا تكرروا أخطائنا…"

‎> "أرجوكم… لا تقتربوا من عائلة أودجين… سيبتلعكم ظلامهم… كما ابتلعني…"

‎يسعل الدم، ويمسك بانغ من سترته بقوة مفاجئة:

‎> "ابني… سون… خذه واهرب بعيدًا… لا تدعه يرى ما رأيته أنا…"

‎> "بانغ… خذه… اهرب… بااااااااااااااااااانغغغغغغغغغغ—"

‎ينهار جسده فجأة… العين تنفتح للسماء، بلا حياة

‎صمت.

‎ثم ريح خفيفة تمرّ على الساحة.

‎نيفيرو تبكي دون صوت.

‎بانغ يحدق في الجثة، عيناه تشتعلان بالغضب والصراع.

2025/08/01 · 5 مشاهدة · 1214 كلمة
onitchannn
نادي الروايات - 2025