الفصل الخامس و السبعون بعد المائة : جيني تسمع الأخبار
المرأة قالت للثلاثي " انت يجب أن تعود بعد ثلاثة أيام"
بعدها غادروا الغرفة.
نظرت عندليب إلى دوديان بأعين مضيئة . فيما كان الضوء ينعكس وراء قناع البومة خاصتها : " تهانينا. لقد كنت قادرا على أن تصبح خيميائيا رسميا من أول محاولة."
قال ذهب "مبروك"
غمزت وردة بعينيها حين سألت بفضول:" ماذا سلمت حتى انها دعته خاصاً ؟"
. فابتسم دوديان وأجاب: " كان موضوعا عاديا " .
لم تطلب وردة المزيد لأنها رأت دوديان يتجنب الإجابة . مباشرة قالت عندليب لدوديان : " ينبغي ان آخذك لمقابلة فأر ربما سيُشفى كسله اذا علم انك صرت خيميائيا رسميا " .
فكر دوديان للحظة وهز رأسه : " لا، أنا آسف ولكن لدي أمور أخرى لأقوم بها . ربما في يوم آخر "
" حسناً " عندليب أومأت برأسها . عندليب والاخرين لم يغادروا المكان فورا بل تمشوا حول الساحة لتفقد المحلات ، بين الحين والاخر يرون مواد نادرة من الصعب الحصول عليها في مكان آخر ورافقهم دوديان أثناء زيارتهم للمتاجر .
لاحظ أن الكنيسة المظلمة لم تكن فقط حول الخيميائيين . كانت هناك مهنة شائعة تدعى اصحاب الجرع السحرية.
فلو كان الخيميائيون معادلين لعلماء العصر القديم ، فإن أصحاب الجرع كانوا المجموعة التي طورت مجموعة متنوعة من السموم والجرعات للمصالح الشخصية . بمعنى أنهم كانوا مجانين كالخيميائيين من فصيل الحياة . ففي تاريخ جدار سيلفا العملاق هناك عدد لا يستهان به من أصحاب الجرع السحرية المجانين الذين قاموا بقتل عائلات نبيلة، ومحوا مدنا بأكملها ، واوقعو دمارا رهيبا .
حاولت الكنيسة المقدسة ، على حد قول روزيارد ، عدم الإساءة إلى اصحاب الجرع السحريه لأن أساليبهم كانت أكثر قسوة وغير تقليديه . أنت لن تَعْرفَ بأنّك سممتَ الى أن تشعر بألم شديد عند أعتاب الموت ِ.
" أصحاب الجرع… السموم ستلعب دوراً عظيماً كسلاح إذا إستعملت خارج الجدار العملاق لمطاردة الوحوش " فكر دوديان في عقله
بعد بعض الوقت ، غادر القاعه مع الآخرين .
سألت عندليب دوديان عندما خرجوا من القصر " هل تريد مني أن أعيدك ؟ "
دوديان هز رأسه . " شكرا ً، أنا بخير "
عندليب أومأت . في الواقع، لقد طلبت ذلك بدافع الأدب فقط ، لم تكن أبدا في مقصورة عربة وحدها مع أي شخص سوى أقربائها وأفراد أسرتها المقربين .
ذهب ذهب و وردة الى عربتهما وغادرا .
جاء دوديان إلى ركن مظلم من المدينة وأكد أنه لم يتعقبه أحد ولم يكن هناك أحد في المنطقة ثم خلع قناعه و أزال الرداء وغادر بهدوء.
...
في قاعة سرية في مكتب مظلم كان هناك شخص يجلس بجانب الطاولة . لقد كان مشغولاً جداً حتى سمع فجأة صوت اهتزاز يخرج من أنبوب معدني قريب من المكتب.
التفت ورأى ثعبانا مغطى بحراشف سوداء يخرج ببطء من الانبوب المعدني . مدَّ هذا الشخص يده ببطء ولمس رأس الثعبان السوداء ففتح فمه ببطء . كان هناك بكرة سوداء بين أنيابها أخذ الشخص البكرة وأخذ الرسالة منها .
فتح الورقه وقرأ الرسالة ثم تذمر " إنفجار جحيم " ؟ بنفس الطريقة تقريباً ؟ " لقد عرف مؤخرا ان هنالك خيميائيين كثيرين مرتبطين ارتباطا وثيقا بالنبلاء.
فكّر قليلا وكتب رسالة. وضعها في البكرة ثم وضعها في فم الثعبان الأسود . ابتلع الثعبان الأسود البكرة وتقلص جسمه . وذهب مره اخرى عبر الأنبوب المعدني.
.....
جبل إر . عائلة بورونج
كان شخصان يجلسان حول طاولة في غرفة فسيحة.
" طبقا لتحقيقنا، القاتل من المحتمل أن يكون صديقه." قاضي يرتدي رداءً ذهبياً ربت على ورقه بلطف: " ينبغي ان نركز على هذه المعلومات".
كانت هناك شخصية ضئيلة وجميلة تجلس على الطاولة. كانت ترتدي تنورة خضراء شاحبة وكانت عيناها مركّزتان على النباتات التي تنمو بجاور النافذة. استعادت وعيها في اللحظه التي سمعت فيها كلام القاضي فنظرت اليه وسألته فجأة. "معلم، هل عائلتنا في ورطة؟"
القاضي جيسون فوجئ حيث نظر إلى الفتاة الجذابة والجميلة "لماذا تعتقدين ذلك؟"
"مؤخرا، تعمَّد ابي منعي من الخروج من القلعة. وقد قال إن هناك مشكلة تكمن في الخارج. فيبدو ان امرا خاطئا قد حدث، وأبي لا يريد ان اعرف عنه" .
الفتاة نظرت إليه "هل يمكنك أن تخبرني ماذا يحدث؟"
القاضي جيسون نظر إلى عينيها المشرقتين "عائلتك سلالة ارستقراطية قديمة تتحكم في الصناعات الضخمة. كيف يمكن لشيء أن يؤثر على عائلتك؟ لكن مؤخراً كان هناك بعض الخيميائيين الهائجين ، لذلك غالبا كان اباك قلقا ان يصيبك مكروه اذا خرجتي " .
الفتاة حدقت فيه "هل هذا كل شي؟"
وضع القاضي جايسون الوثيقة على الطاولة: "لقد وجدنا بعض الأدلة اليوم . أنت متعبة بالطبع . سوف أرسل شخصاً ليحقق بالأمر" بعد أن قال ذلك غادر الغرفة.
كانت غرفتها كبيرة بما يكفي لتسمى قاعة . جلست بهدوء لفترة ثم شعرت بالتعب و نهضت وذهبت نحو النافذة . النظر الى اشجار الفاكهة والازهار خففَّت من مزاجها. وفجأة رأت عربة علق علم مميز أحمر غامق فوق العربة فأضاءت عيناها ونزلت بسرعه.
العربة جاءت إلى الفناء وتوقفت، فتاة طويلة، بيضاء البشرة داكنة الشعر ذات جسم نحيف نزلت من العربة . في نفس الوقت ، رأت الفتاة فتاة ذات تنورة خضراء تخرج من القلعة كانت متفاجئة " جيني " .
بدت جيني سعيدة : " سارة، شكرا على زيارتك لي!"
ضحكت سارة ميل. "عَرفتُ انك ستختنقين بكونك وحيده لذا جِئتُ للِعْب مَعك."
"جيد، لندخل" أمسكت جيني بيدها وقادتها إلى غرفتها.
الشمس كانت تغرب.
كانت سارة ميل ممسكة بإحدى دمى جيني الفاخرة بينما كانت تقف بجوار النافذة وتنظر إلى السماء "الوقت تأخر، يجب أن أعود"
قالت جيني: " لماذا لا تمكثين في منزلي الليلة؟" .
هزَّت سارة رأسها برفق. "يجب أن أذهب اليوم. غداً هناك حفلة يجب أن أحضرها آه، نعم، أنا هنا لأقول لكي أخبار سارة."
"أخبار سارة ؟" تفاجأت جيني.
ضحكت سارة ميل قائلة:" كما تعلمين، الصائد الشاعر من قبل . لقد أفرج عنه مؤخرا بكفالة . غداً سأقابله في الحفلة"
"صياد" اندهشت جيني ونظرت اليها." انت.. أنت تتحدثين عن دين ؟ " .
هزت سارة كتفيها قائلة : " لا اتذكر اسمه، لكنني اعرف انه أُطلق سراحه بكفالة. وأعتقد أنه سيواجه الكثير من المتاعب لأن النبيل الذي دفع كفالته يريد أيضا أن ينشئ اتحادا ".
فوجئت جيني: " قال ابي انه لا يمكن اطلاق سراحه بكفالة بسبب ما ارتكبه" .
"ماذا؟ بربّك، لقد كانت مجرّد سرقة . من السهل علينا دفع كفالته ، خاصة العائلات مثل عائلتي أو عائلتك ."
جيني حنت رأسها " نعم ، لكن مده السجن كان عادلة بالنسبة له و لقد كان متدربا في المحكمة لذا يجب أن يفهم انه عليه الذهاب للسجن بسبب السرقة" .
كان معكم zero_sama