الفصل التاسع و التسعين بعد المائة : أكاذيب
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
سحب فيك جسده إلى قاعة المحكمة . فتشت عيناه الحاضرين ووجد والده هابيل وجده أليكس في الصف الأول . كانت هناك نظرة إلتماس للمساعدة في عينيه .
نظر أليكس إليه وصرخ قائلاً : " لا تخف يا طفلي ! جدك سيعيد براءتك ! "
صار وجه فيك أحمرا . شعر بالاهتمام الذي أبداه جده له في لحظة الكارثة . لكن قلبه كان مليئا باللوم والعار . لقد كره الأشخاص الذين وضعوه في جريمة قتل .
كان فيك جالساً . ضرب أحد الشماسين بالمطرقة وقال ببرود : " صمت ! "
كانت الناس تشير إلى فيك وتهمس لبعضها البعض . لكن بعد طلب الشماس كان المكان صامتاً .
" تم التحقيق من قبل أربعة ضباط تأديبيين وشماسين. القرار الحالي . تسلل السيد فيك ميلان من عائلة ميلان في الثامن عشر من الشهر الحالي إلى منزل الشماس الراحل وقتل زوجته . هل تقرِّ بالذنب ؟ " قال الشماس النحيف العجوز الذي كان جالسا في الوسط ويطل على فيك ببرود وهو يحدق في عيونه .
" أنا لست أفعل ! " صرخ فيك : " لقد ظُلمت ، أنا فارس ، ولن أكذب أبدًا ! "
قاطعه الرجل العجوز : " صمتا ! لقد حُرمت من فروسيتك من قاعة الفرسان بعد ظهر أمس ! "
تشدد وجه فيك . نظر مرة أخرى الى والده وجده . لقد نما في عائلة نبيلة وعرف معنى الحرمان من هوية فارس . لم يكن ذلك شيئًا بسيطًا ولكن على الأرجح كانوا يواجهون ضغوطًا من الخارج . لذلك كان على قاعة الفرسان اتخاذ قرار . كان قرارهم بحرمانه من هويته !
" لقد شهد كين ، ابن الشماس هيوي ، أنك قتلت والدته . علاوة على ذلك ، فعندما هربت في حالة من الذعر ، رآك الجيرانة . بالإضافة إلى ذلك ، تركت القلادة التي سرقتها من قبل . هناك شهود وأدلة . هل تقرُّ بالذنب ؟ " صاح الرجل العجوز النحيف .
أصبح وجه فيك قبيحا وهو يقبض قبضته . لقد شعر أنه يتجه عكس العالم بمفرده : " لقد تم التأطير لي ! لماذا لا تدعُ ابن الشماس هيوي يواجهني ؟ إذا قتلت أمه حقًا فلماذا لم أقتله ؟ "
" علاوة على ذلك ، فأنت تقول إنني سرقت قلادة ! إنه أمر مثير للسخرية ببساطة ! بدأت عائلتنا ميلان أعمال الأحجار الكريمة . لقد رأيت جميع أنواع الأحجار الكريمة النادرة والأحجار . لماذا سأسرق قلادة ؟ "
نحيل الرجل العجوز قال بغير مبالات : " ربما لم تلاحظ وجود كين حتى لذا تقتله . لماذا سرقت القلادة ؟ ! السبب بسيط ، وربما كنت تعتقد أن قيمة القلادة كانت كبيرة إلى حد كبير لإعطائها لمجرد راقصة من مولان غوج . ربما هي هوايتك الشخصية أيضًا . السرقة ! علاوة على ذلك ، يقول الشاهد أنك قد سرقت القلادة وظهرت في منزل الشماس هيوي! لا يمكن اختلاق ذلك ! "
عندما سمع فيك حديثه ، اعتقد أنها كانت أكبر نكتة في العالم لكنه لم يضحك . الغضب الذي انفجر بداخله كاد يحرق صدره . لقد فهم أنه عندما يظهر الدليل فإن الثقة والحقيقة لم تعد موجودة . التفسيرات لا تهم بل يتم اتخاذها كغطاء !
شبث قبضته بحزم وقال : " أريد لابن شماس هيوي ان يواجهني ! "
نظر الرجل العجوز إلى فيك ثم التفت لإلقاء نظرة على فارس من المحكمة : " أحضر الفتى " .
أومأ الفارس . بعد لحظات ، كان يقود الفتى الشاب إلى قاعة المحكمة .
لفت ظهور الفتى الصغير انتباه الناس من مختلف وكالات الأنباء . و أخذوا سجلاته .
" كين ، يرجى وصف ما حدث . " نظر الرجل العجوز إلى كين وتحدث بلهجة سلمية .
أومأ كين قليلاً ونظر إلى فيك بعيون مليئة بالكراهية . رأى فيك أن الطفل لم يكن ينوي خيرا ، فأغتنم الفرصة للتحدث أمام الطفل : " يا فتى ، هل لديك ذاكرة جيدة؟ هل أنت متأكد أنك رأيتني ؟ وجهي ؟ ! "
حدق به كين : " كنت ترتدي قناعًا بينما قتلت أمي . لكنني أتذكر ملابسك ! "
كان فيك غاضبًا : " يا فتى ، إذا قتلت أمك لماذا لم أقتلك أيضًا ؟ " قال وأراد تقريبًا خنق الطفل حتى الموت .
هز كين رأسه وقال : " لم تجدني " .
" أنا فارس . كيف لن أستطيع اكتشاف وجود طفل في المنزل ؟ "
" لقد قلت كنت أختبئ ! " صرخ كين : " كنت ألعب الغميضة مع والدتي ، لذلك لم تلاحظ ذلك " .
كان فيك مخنوقًا تقريبًا . لقد كان عاجزًا عن الكلام .
نظر دوديان إلى الولد الصغير . لقد فوجئ إلى حد ما . لكن بعد قليل من التفكير ، فهم لماذا كذب الطفل. انه تنهد . يمكن أن تجعل الكراهية الشخص مجنونًا حقًا ! حتى الطفل سوف يتحول إلى رجل مجنون .
" الآن الأدلة قاطعة . هل تقر بأنك مذنب ؟ "
قال فيك غاضب : " أنا لم أقتل ، أنا لن أقر بأنني مذنب ، لن أقر بأنني مذنب ! "
وقف أليكس ببطء وقال للرجل العجوز النحيف : " شَرفك . يجب أن تُظهر العدالة نيابة عن المحكمة . يجب التحقيق في الأمر بجدية . لقد تم تأطير حفيدي من قبل الآخرين . تم استخدام الوسائل التجارية لقمع الحقيقة و قد استهدفت الانتقام من عائلتنا بشكل ضار . كان حفيدي فارسا رغم أنه حُرم الآن ولكنه كان فارسًا مستقيمًا ! لن يقتل أحدًا ! "
" هل هو كذلك ؟ " قال الرجل العجوز النحيف بغير مبالاة : " إذا حُرم شخص ما من هويته كفارس ، فلا يستحق أن يُطلق عليه اسم الفارس . الفرسان مجدون وعادلون ! إنهم محاطون بنور مقدس ! إذا كنت أتذكر جيدًا ، فقد فضل فيك دائمًا الملاهي مثل مولان غوج ، هل هذا سلوك فارس ؟ "
اختنق أليكس قليلاً : " لكنه لن يقتل شماسًا من المحكمة. هذه بالتأكيد مؤامرة ! إنه أُطِّر له ! "
" لا يوجد دليل ، لا تتكلم ! " اجتاحت عيون رجل النحيف العجوز عليه . كانت أعمارهم هي نفسها تقريبًا لذا فهو بطبيعة الحال لم يعطِ وجهًا له .
" من قال لا يوجد دليل ؟ " وقف هابيل الذي كان صامتا طوال الوقت . وتحدث بلهجة باردة : " لقد أجرت عائلة ميلان تحقيقًا خاصًا وألقت القبض على القاتل . سيتم إحضاره إلى هنا الآن ! "
تفاجأ جميع الأشخاص الموجودين في قاعة المحكمة بسبب كلامه . نظروا إلى الرجل العجوز النحيف .
أصبح وجه الرجل العجوز قبيحا . بادئ ذي بدء ، إذا لم تستطع المحكمة الإمساك بالقاتل ، و الطبقة الأرستقراطية كانت قادرة على اللحاق بالركب . فقد كان فقط غير معقول . حتى لو قبضوا على القاتل الحقيقي ، فقد كان الأمر أشبه بصفع المحكمة في وجهها ! كان الأمر أكثر إحراجاً! تكلم الشماس العجوز بلهجة باردة : " قبضتم على القاتل ؟ "
" نعم ، بالطبع ، لقد اعترف بكل شيء . " قال هابيل .
همس العجوز فولين : " كبش فداء " .
أومأ دوديان بشكل ضعيف بينما تجعدت حواجبه قليلا ً.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
Dantalian2
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
مرحبا مجددا