episode 00 : after seven years
كانت الساعة تشير الى الثانية عشر منتصف الليل عندما بدأت رقاقات الثلج بتساقط في سماء العاصمة لبلد من العالم الاولى
و في غرفة بأحد أرقى مباني العاصمة و أكثرها جمالا وقف شاب بشعر ينافس الليل سواد و عيون زرقاء بعمق المحيط يرتدي ملابس بيضاء بياض الثلوج المتساقطة في شرفة يده اليمنى على سياج الشرفة بينما اليسرى تمسك بكتاب مهترئ الصفحات عيناه تنظران للفراغ بشرود و بحر من الأفكار يعصف بذهنه و لم تستطع رقاقات الثلج المتناثرة على شعره و كتفيه رغم برودتها إخراجه من عمق أفكاره
السكون المريح حيث لا يسمع الا صوت انفاسه قد قطع بصوت نغمة هادئة ورقيقة ترددت بأرجاء الغرفة و سحبته من عالمه لتعيده إلى الواقع
شد على السياج بقوة ثم استدار ببطء نحو مصدر الصوت
دخل الى الغرفة و نظر نحو طاولة خشبية سوداء راقية تتوسط الغرفة تحمل مزهرية بورود بيضاء منسقة بأناقة قربها استقر كوب من القهوة تصاعد منه البخار الساخن و صورة مهترئة لعديد من الاشخاص يبتسمون بسعادة رميت بإهمال تحت الهاتف الخلوي الذي استمر بالرنين
التقط الشاب الهاتف في يده و ألقى نظرة على اسم المتصل ثم تنهد لم تمضي فترة طويلة منذ أخر أتصال بينهما ربما كانت بداية الشهر الماضي هو لا يذكر جيدا لكنه يعرف سبب المكالمة جيدا انه السبب نفسه في كل مرة و رغم شعوره بالإنزعاج الا انه لا ينكر انه احيانا ينتظر هذه المكالمة بفارغ الصبر ليطمئن على أعز الأشخاص على قلبه ( تلاميذه) منذ ان افترق عنهم قبل سبع سنوات لم تكن لديه طريقة لمعرفة أحوالهم غير هذه المكالمات خصوصا في السنوات الأخيرة حيث نضج تلاميذه بشكل كبير و أصبحوا أكثر دهاء لم يعد من الممكن إرسال شخص لتقصي اخبارهم فخطئ واحد من جانبه سيكلفه الكثير تنهد بحزن و أجاب على المكالمة بعد رنين الهاتف للمرة الرابعة
عندما فتح الخط سمع الصوت المألوف لمحركات السيارات و العجلات المحتكة على الارض من فرط السرعة و الانعطاف ثم سمع الطرف الاخر يلعن بجميع لغات العالم و يبدو انه قد ادرك ان الخط مفتوح فصرخ بغضب :
" اخيرا اجبت سحقا لك يوسكي تلاميذك المجانين يطاردونني و قد إزدادوا جنونا تحمل المسؤولية عليك ان تجد حلا!!!"
ابعد يوسكي الهاتف عن اذنه حتى انتهى صديقه من صراخه ثم رد بهدوء :
" اهدء نيل ا...."
قطاعه نيلسون وقد انفجر بسخط
" اهدء ؟ اتطلب مني ان اهدء ؟ انا الوحيد في العالم الذي يختبر الطريق نحو العالم الاخر مرة كل نهاية اسبوع لما الاخرون يقضون عطلاتهم مع احبئهم و عائلاتهم او حتى يتكاسلون في المنزل بينما يجب علي ان اتعامل مع عفاريتك الهائجة تلك و فوق ذلك انت تتهرب من تحمل المسؤولية و لا ترد على اغلب مكالماتي فقط كيف ....
لم ينتهي من سيل اتهاماته قبل ان يسمع يوسكي صوت طلقة اخترقت الزجاج و صوت عجلات السيارة تحتك بالأرض عند انحرافها شعر بالقلق قليلا عندما سمع صوت ارتطام و تأوه قادم من الطرف الاخر لكن قلقه سرعان ما تبدد عندما سمع سيلا من لعنات و شتائم الطرف الاخر قبل ان يقول
" اللعنة يوسكي عفاريتك اقصد تلاميذك قد تطوروا لم يعودوا يسعون الى الإمساك بي انهم يريدون حياتي ! كل هذا بسببك يوسكي هل لديك اي ضمير انت...
ارتفعت زاوية شفت يوسكي لترسم إبتسامة صغيرة ولم يعد يسمع تذمرات صديقه فعقله قاده الى للتفكير بتلاميذه مجددا انهم يكبرون انهم ينضجون انهم فخر حياته من بين جميع تلاميذه هؤلاء التسعة الموهوبون أفضل شيء حدث في حياته صحيح أنهم كانوا يفتقرون إلى القليل من النضج لكن لديهم العديد من الإمكانيات إنه لأمر مؤسف أنهم يقضون معظم وقتهم في محاولة العثور عليه و حسنا هو يشعر ببعض الأسف أيضا إتجاه صديقه الذي جعلوه هدف مطاردة أو ربما تدريب لكن رغم شعوره بالأسف على صديقه إلا أن شعوره بالفخر إتجاه تلاميذه ينسيه ذلك بسرعة انه لأمر مؤسف انه مضطر لمراقبة نموهم و تطورهم من بعيد مع ذلك يظل هذا الأفضل لمصلحته و مصلحتهم ايضا في النهاية هو من قال بنفسه ان أصحاب الجدارة وحدهم يمكنهم الحصول على ما يريدون و هو ليس جديرا بالبقاء معهم
سمع صوت الطرف الاخر يخرجه من أفكاره
" هل تسمعني يوسكي لما انت صامت ؟ هل اكل القط لسانك انا أطالبك بتحمل المسؤولية حياتي تنهار بسببك "
لقد اعتاد بالفعل على اسلوب صديقه في مثل هذه المكالمات و كان قد جهز ردا روتني لكل مرة
" أرى أنك تملك وقت للإنتحاب لذلك الوضع بخير فقط لا تمت نيل "
كان رد يوسكي باردا جدا اتجاه صديقه الذي يواجه الموت و سرعان ما اقفل الهاتف قبل ان يسمع رد الطرف الأخر
أقفل الهاتف و رماه بإهمال ثم جلس على كنبة حمراء قرب النافذة أرجع رأسه للخلف و أمسك الكتاب المهترئ ' بالتفكير بالأمر ذكرى ذلك اليوم قريبة جدا ' هذا ما فكر به يوسكي قبل ان يفتح الكتاب القديم و يهم بقرائته مبعدا اي افكار غير مرغوبة عن رأسه
........................................
في مكان أخر
كان نيلسون قد رمى الهاتف بإستياء وهو يهتف
" اللعنة لقد أقفل الهاتف فعلا "
لقد إعتاد على هذا الروتين بالفعل يوجد أربع سيارات تطارده و قناصان مجنونان يستهدفانه و صديق عديم الضمير يقفل الخط في وجهه و يتجاهله "فقط لمن أساء في حياته ؟"
صديقه هارب و تلاميذه يلاحقونه لما عليه ان يلعب دور حلقة وصل بينهم انهم يستهدفونه منذ سبع سنوات في البداية لم يكونوا يملكون الكثير من الوقت من أجله فقد ترك لهم صديقه الكثير من العمل لكن في السنوات الثلاث الأخيرة أصبح الأمر لا يطاق..... الحق يقال لم يكونوا يسعون الى حياته ارادوا امساكه حي ليحصلوا على المعلومات منه لما تغير هدفهم فجأة
تنهد
اجل يمكن لتلك الشياطين الصغيرة استخدام الأسلحة و الحيل التي يريدونها لكن صديقه سيسلخ جلده إذا أذاء شعرة واحدة من رؤس تلاميذه الأعزاء سخافة من الواضح ان صديقه يستغله فقط كيف اوقع نفسه في هذا
بينما كان مشغولا في توبيخ نفسه و الندب عليها كاد يصتدم بسياج الطريق في محاولة للسيطرة على السيارة إنحرف عن مساره الأمن نحو حي قيد الإنشاء و السيارات الأربعة تتبعه بمثابرة أخذ نفس عميق و هو يلعن صديقه للمرة الألف هذه الليلة هو لا يعرف حقا عدد المرات التي لعن فيها صديقه خلال السنوات السبع الماضية فقط كيف انتهى به الأمر صديقا لشخص مثله لا كيف إستطاع الحفاظ على هذه الصداقة لأكثر من سبعة عشر عاما وسط أفكار لاحظ
أن الطريق الذي سلكه أصبح معتم و خالي من المصابيح التي كانت تزين الطريق الا من ضوء سيارته و السيارات التي تتبعه بمسافة بعيدة قليلا
أخذ نفس عميق ثم همس لنفسه بضيق
" يبدو أنها ستكون ليلة طويلة "
على سطح أحد المباني العالية كان القناصان الماهران يطاردان فريستهم التي تمر عبر خط بصرهم ويحاولان إصابتها إستهدف القناص على اليمين العجلات و كاد ينجح في إصابتها أما الأخر فقد إستهدف رأس فريسته مباشرة و كان على بعد شعرة من إصابتها إنه لأمر مؤسف خلال سبع سنوات ماضية كانت هذه الفريسة بارعة في الهروب و لأنها الأمل الوحيد لديهم للعثور على المعلم يتوجب عليهم إبقائها على قيد الحياة و مع ذلك فقد طفح الكيل هذه الفريسه تستهزء بهم بشكل واضح حتى انها لاتراهم جديرين بمقاومتها نعم هذه الفريسة خلال سبع سنوات الماضية لم تقم أبدا بتصويب سلاحها إتجاههم إنها لا تأخذهم على محمل الجد (أو هذا ما يعتقدونه لا يعروفون أن الفريسة المسكينة خائفة من المفترس الكبير الذي سيقطعه إلى أشلاء إذا صوب سلاح إتجاههم ) بأي حال إذا إستهدفوا حياته فسيضطر للرد عليهم هذا ما إعتقده هذا القناص قبل أن تهبط ضربة قوية على كتفه
" اللعنة ارسيل ما الذي تحاول فعله لقد كدت تقتله "
لمس ارسيل كتفه متألم و إلتفت نحو تؤامه اسلان بغضب
" لقد طاردناه لسبع سنوات و لم نستطع إمساكه فكرت لو قتلناه سيأتي المعلم بالتأكيد إلى جنازته و سنتمكن من لقاءه "
إن هدفهم الوحيد من هذه المطاردة هو إيجاد المعلم لذا لدى تؤامه وجهة نظر بالفعل خلال السنوات الماضية عملوا بجد ليكونوا أكفاء بمطاردة المعلم و لقائه لكن جهودهم كانت بلا جدوى و مع ذلك شوقهم الكبير و رغبتهم القوية جعلتهم متحدين يد واحدة وقضت على اليأس و خيبة الأمل في أعماقهم يوما ما سيكونون جديرين برؤية المعلم مجددا و يوما ما سيحصلون على الإجابات التي يريدونها منه
في البداية عندما غادر المعلم و تركهم كانت الأسئلة التي تجوبهم هي " لما تركنا المعلم بدون قول كلمة ؟""هل حقا تخلى عنا ؟"" هل خيبنا أمله لهذه الدرجة أن يرحل دون كلمة واحدة ؟"" فقط لما لا يريد المعلم رؤيتنا مجددا" و غيرها الكثير
لكن الأن و بعد مضي كل هذه السنوات أصبح تفكيرهم أكثر نضج و قد أتفقوا ضمنينا أن السؤالهم عند رؤية المعلم مجددا يجب أن يكون " هل كنت بخير كل هذه السنوات معلم ؟" نعم جل ما يهمهم الأن أن يكون بخير أما تلك الأسئلة القديمة فعلى الرغم من أنهم لا يعرفون الإجابة بالتحديد إلا أن الحياة علمتهم أن أصحاب الجدارة في هذا العالم وحدهم يستطعون الحصول على ما يريدون تماما كما أخبرهم معلمهم ذات مرة
تنهد اسلان وهو ينظر نحو تؤامه ثم هز كتفيه وهو يقول
بلا مبالاة
" لا يهم اي طريقة توصلنا الى المعلم مباحة "
ابتسم ارسيل و فتح فمه للرد و لكن قبل ذلك تردد صوت نغمة هاتف شقيقه الذي امسك الهاتف و اجاب بسرعة
" نعم تايلور الهدف خرج من مرمى بصر...."
قبل ان يتم جملته سمع الصوت الطرف الاخر يهتف بغضب
" اللعين الذي حاول تفجير رأس الهدف هو ارسيل صحيح "
" اه هذا صحيح لكن إسمع لديه مبرر ربما من الأفضل قتله عوضا عن محاولة إمساكه إن فعلنا قد يأتي المعلم بنفسه إلينا "
زمجر تايلر بسخط
" هذه فكرة أرسيل صحيح دعني أخبرك إن فعلنا ذلك فلن يأتي المعلم ليتحدث معنا بل لحصد أرواحنا مباشرة قبل أن ننطق بحرف أن تعرف كم يكره المعلم الخطوات المتسرعة لنتابع الخطة على نفس المنوال و سننجح "
صاح ارسيل قرب شقيقه بضجر
"لقد مرت سبع سنوات و نحن نتبع الخطة عزيزي تايلر و لا أرى أي نتيجة "
"أرسيل من الأفضل أن تبقى على الخطة و ألا حصد كايتل حياتك قبل أن يفعل المعلم ذلك بنفسه "
تدخل أسلان بسرعة
" توقفا عن الجدال تايلور سأنسحب مع أرسيل الهدف خارج مرمى النار حظ موفق لك "
......................................................
في غرفة مظلمة
جلس شاب أمام حاسوبه المحمول يشاهد المطاردة بكل تركيز و يعطي الأوامر بين الحين و الأخر عن طريق سماعة لاسلكية معلقة على اذنه اليمنة و مكبر صوت متصل بها
" تايلر أطلب من سيارتين ان تنعطفا نحو اليمين عن التقاطع ثم اليمين مجددا و ستحاصرونه ....أجل تابع من هذا الطريق لا تقلق ستلتقي به مجددا بعد تقاطعين"
وضع الهاتف جانبا و عاد ليركز على حاسوبه في حين فتح باب الغرفة ليدخل شاب أخر أنيق الملبس و بيده كوبان من القهوة وضع أحدهما على المكتب أمام الشاب الأخر و سأل بتسلية
" كيف تسير الأمور؟ لويس "
" سيء سام الإشارة متقطعة وقد قادهم الى حي قيد الانشاء لا استطيع متابعته يجب ان نعتمد على تايلر فقط
تنهد
هز سام رأسه بتفهم قبل ان يقول
" انه صديق المعلم في النهاية من المستحيل ان يكون هدف سهلا و مع ذلك اذا لم نتخطاه فلن نصل الى المعلم "
اخذ لويس رشفة من القهوة ثم قال
" ليس لديك مؤتمر اليوم ؟"
" لا انه يوم عطلتي ذهبت لزيارة السوق السوداء و حصلت على بعض المعلومات تخمين كايتل صحيح هناك عاصفة قادمة و اخشى ان جهودنا وحدها لن تكون كافية لصدها بلدنا الان بالكاد يعتبر بلد من العالم الثاني ستكون مهمة صعبة "
" اين كايتل ؟"
" يستعد للقاء ليام و زاك الوضع صعب عليك ان تعرف جيدا بمن يجب ان تثق "
تنهد لويس و عاد لمراقبت الشاشة امامه توقفت أصابعه على لوحة المفاتيح و بدا انه تذكر شيء فقال
" بالمناسبة سام اتصل هوليس صباح هذا اليوم قال انه قادم الى العاصمة بعد ثلاثة ايام '
كان سام قد وصل الى باب الغرفة للمغادرة عندما سمع هذه الجملة فستدار و سأل
" هل ابلغ كايتل بهذا ؟"
" على الارجح لا بينهما بعض الحساسيات هذه الايام انت تعرف ذكرى تلك الحادثة قريبة هذا يحدث كل عام و على ذكر ذلك قريبا جدا ستمر ثماني سنوات لمغادرة المعلم "
كان ممسكا بمقبض الباب لمعت عينى سام بحنين الى الماضي وهو يستمع للجزء الاخير فقال بعاطفة يصعب إخفائها بصوته
" انت محق ثماني سنوات لا أصدق ان كل هذا الوقت قد مضى مقابلة المعلم و الخوض في كل تلك الاحداث ثم مغادرته كما تفعل الطيور المهاجرة لا أزال أشعر أن كل ذلك حدث بالأمس
صمت قليلا و تحكم بعواطفه ثم تابع بهدوء
همهم لويس بالإتفاق قبل ان يهم سام بمغادرة الغرفة
++++++++++++++++++++++++
في مكتب رئيس عائلة مالودين
جلس ثلاثة أشخاص على الأريكة التي تتوسط المكتب إثنان قرب بعضهما و واحد يجلس على الأريكة المقابلة
كان الشخص الأول شاب بشعر أشقر بلاتني و عيون خضراء شفافة ببذلة بيضاء نقية و ربطة عنق فضية و أزرار فضية بجواهر شفافة تزين أصفاد بذلته بعث بهالة أرستقراطية نبيلة ممسكا بجهاز لوحي بيده و مركز على قراءة تقرير به جلس بقربه شاب شعره بلون الشوكولاته الذائبة و عيون بندقية أسرة ببذلته السوداء و الأزرار الذهبية على أكمامها لم يقل نبلا و هيبة عن الجالس بجواره كان بدوره يمسك جهاز لوحي و يتصفحه و على عكس الاخير كان تعبير ساخر قد زين ملامحه
على الأريكة المقابلة جلس شاب واضعا ساق فوق الأخرى بشعره أسود غامق و عيون كهرمانية جميلة و حلة بلون أزرق غامق تزين أصفاد بذلته أزرار فضية بجواهر زرقاء لامعة كان يبعث بجو نبيل شديد الغموض
تتوسطهم طاولة زجاجية ذات حواف سوداء و فضية تتمشى مع أسلوب أثاث المكتب وضع فوقها مجموعة من الأوراق بشكل منظم و ثلاثة أكواب من الشاي و مجموعة مختلفة من الحلويات
قطع الصمت الذي كان يسود الأجواء صوت الشاب ذي الشعر البلاتيني الهادئ وهو يوجه الحوار للشاب المقابل له
" اذا كايتل ما معنى هذا ؟"
رمى الشاب الجالس بقربه الجهاز اللوحي على الطاولة و عاد بجسده للخلف على الأريكة وقال بسخرية
" أليس واضحا ليام هناك فوضى في الطريق جرذ خائن في صفوفنا صحيح كايتل "
عدل كايتل طريقة جلوسه و رد بنبرة باردة
" انت محق في الشطر الاول زاك لكن لست متأكد من الشطر الثاني "
وضع ليام جهزه اللوحي و قد ارتسم تعبير جاد على وجهه
" بالكاد خرجنا من الفوضى السابقة بلدنا يعاني من العديد من الخسائر لا يمكننا الخوض في هذا و لكن علينا ان نجد حلا بصفتي ممثلا للنبلاء الوردة البيضاء فأنا أرفض تماما هذا الإقتراح "
ضرب زاك الطاولة بيده وهو يهتف
" هذا صحيح انا زاك دي ماكسيون ممثل نبلاء الوردة السوداء أرفض هذا الإقتراح كايتل لنقاوم "
لم يرد كايتل لكنه أمسك بكأس الشاي أمامه و أرتشف منه ببطء
" قبل ثلاثة أيام كانت ثلاث شركات لعائلة مالودين في ثلاث دول مختلفة على وشك الإفلاس و قد تجاوزنا ذلك بصعوبة هل يمكنكما أن تحزرا السبب "
أعاد كوب الشاي الى مكانه وهو ينظر الى الوجه الغاضب للشخصين المقابلين
قبض ليام يده وهمس بقسوة
" انهم يمارسون لعبة الضغط هذا إنذار واضح "
" هذا صحيح انهم يعلمون اننا بالكاد نعتبر بلد من الدرجة الثانية و لن نصمد طويلا " رد كايتل بهدوء
" ما رأي الحاكم كولين بهذا و القائد الأعلى كارسين ؟"
سأل زاك
ليرد ليام بسرعة
" لا يمكننا الإعتماد على الحاكم كولين لقد مضت سبع سنوات فقط منذ توليه الحكم بالكاد إستطاع تثبيت الأمور و بسبب قصر فترة حكمه و صغر سنه لن تأخذه تلك الثعالب القديمة على محمل الجد بين ملوك العالم الثاني و فوق ذلك صغر سنه يجعله غير موثوق بالنسبة للأخرين "
" انا لا أوافقك سبع سنوات ليست طويلة لكنها ليست قصيرة ايضا الحاكم الراحل قام بإلغاء القوانين التمييزية بعد نصف عام فقط من توليه الحكم على كولين ان يوضح موقفه و لا يستخدم مدة حكمه كعذر سخيف " قال زاك بإستياء
جاء دور كايتل ليتحدث
" حسنا لا أعرف حقا ما هو موقف كولين من هذا و لكن لدي بعض التطلعات اتجاهه في النهاية المعلم هو من اختاره لتولي الحكم و انا لا اعتقد ان ذلك بسبب الدم الملكي فقط انا اثق برؤية المعلم اما بالنسبة للقائد كارسين فمن الصعب فهمه اعني انه يريد ازالة النظام الطبقي بشدة و لديه مفهومه الخاص ايضا لكن لا اعتقد انه سيفعل ذلك على مصلحة وطنه لكن في اسوء الأحوال نستطيع عزله دعونا لا ننسى ان تايلور هو نائبه وهو أصغر سنا و يتمتع بشعبية كبيرة في الجيش و فوق ذلك عائلته و دعمنا سيكون كفيل بعزل كارسين بدون ضجة لكن هذا فقط ان سارت الامور للأسوء فإذا قارنا من ناحية الخبرة فكارسين اكثر خبرة من تايلر
توقف قليلا ثم قال بنبرة اكثر جدية
علت إبتسامة واثقة وجه كل من ليام و زاك و كايتل انهم الان متحدون و لن يقف شيء في وجههم
تحدث زاك بضحكة
" على ذكر تايلر هل يطاردون نيلسون الليلة ؟"
هز ليام رأسه بابتسامه خفيفة
" انهم يحاولن التخفيف من توترهم بإستخدامه يجب ان ننضم إليهم المرة القادمة
اتفق زاك بحماس
" اجل صحيح لنفعل ذلك مطاردته تساعدني على الاسترخاء"
رد كايتل
" انهم متحمسون الذكرى الثامنة لمغادرة المعلم قادمة "
بعد قول ذلك غرق كايتل في أفكاره و لم يعد يستمع لما يدور بين الإثنين الأخرين ' كل شيء بدء قبل ثماني سنوات عندما جاء المعلم و غير حياتهم و منحهم طريقا مختلفا نحو المستقبل ' أغمض عينيه وهو يردد لنفسه هامسا " البداية قبل ثماني سنوات "
....................................................................
قبل 8 سنوات
مطار عاصمة بلد من الدرجة الثالثة الساعة 4:30 صباحا