في منزل نيلسون
سأم كريس من مشاهدة نيل وهو يدور في دوائر مفرغة متحدثا مع نفسه كلمختل و قرر أنه من الأفضل أن يستكشف غرفة يوسكي قليلا
عندما فتح الباب دخل في نظره مشهد غرفة أنيقة و منظمة ' أجل لطالما كان يوسكي هكذا انه على عكس الكلب الفوضوي في الخارج احيانا لا يفهم كيف يتعايشان ' كان السرير مرتب بعناية فائقة و المكتب نظيف و قد فتح النافذة لتهوية الغرفة إشتكى كريس في نفسه أن هذه الغرفة صغيرة جدا ليقيم بها يوسكي إن نيل لا يجيد الضيافة إنه يتحسر حقا كلما تذكر حقيقة انه لا يستطيع إستضافة يوسكي في منزله
بحث كريس في أرجاء الغرفة عن اي شيء قد يسليه فكتشف في الخزانة حقيبة سفر حمراء لسبب ما بدت مألوفة جدا له لكنه لا يتذكر أين رأها بأي حال كانت مقفلة برمز سري و لم يكن لديه خيار سوى تركها
اتجه نحو المكتب و لم يجد اي شيء في البداية ثم لاحظ خلف المكتب ظهرت إحدى زوايا من كتاب أبيض اللون دفع الفضول كريس لإخراجه بسرعة ثم صدم عندما تعرف عليه هذا الكتاب من المحال ان ينساه لطالما حمل أوساري هذا الكتاب معه كان عبارة عن رواية درامية لم يحبها كريس كثيرا لذلك لم يولي أي إهتمام لها لكن أوساري كان يعدها كنزه كان لا ينفك يعيدها لألاف المرات و ذلك الأحمق راون كن يحب سماع إقتباسات منها عندما يقصها أوساري له لكن لما هي لدى يوسكي اذا لم تخنه الذاكرة فقد كان يوسكي يكره هذه الرواية لطالما وصفها بالإبتذال و السوداوية و اراد دائما التخلص منها
بعد موت أوساري كان يوسكي مسجونا و في حالة انهيار نفسي ثم غادر البلاد متى وجد وقت للحصول على الكتاب
نظر كريس للكتاب بين يديه كانت الصفحات مهترئة كما لو ان شخص ما كان يقرأه كل ليلة ... مسحة أصابعه على العنوان " في انتظار الربيع " هل ربما ؟ ربما سيجرب قرأته يوما ما
وسط أفكاره سمع صوت ضجة من الخارج فقام بإعادة الكتاب لمكانه بسرعة و خرج ليلقي نظرة
..............................................
توقفت سيارة سوداء أنيقة أمام أحد أكبر القصور في منطقة الوردة السوداء
نزل هوليس من السيارة شبه شارد الذهن يفكر في كل ما حصل اليوم بدء من لقاءه معلمه الجديد
عند دخوله المنزل تجاهل كبير الخدم الذي كان في ستقباله بوجهه العابس ككل اليوم و عندما كان على وشك تجاوزه تماما سمع كبير الخدم يقول بنبرة هادئة
" السيد الشاب أن السيد يطلبك في مكتبه "
إلتفت إليه هوليس بسرعة
" أخي ؟"
" أجل إنه ينتظر منذ فترة طويلة "
' بطبع سينتظر هو لا يعرف حتى مواعيد ذهابي أو عودتي من المدرسة ' هذا ما فكر به هوليس لكنه رد بفضول
" هل تعرف مالذي يريده ؟" من النادر حقا ان يطلبه شقيقه
" سيدي الشاب أنا لا أعرف شيء أرجو أن لا تجعل السيد ينتظر أكثر "
تنهد هوليس ثم سار نحو مكتب شقيقه بخطى ثقيلة لطالما أعتاد على الجري نحو هذا المكتب بمرح في صغره عندما كان والده حيا لكن كل شيء تغير بعد وفات والده شقيقه الذي لطالما أحبه و إهتم به قد تغير ايضا
عند وصله الى الباب أخذ نفس عميق قبل أن يطرق ثلاث مرات
سمع صوت هادئ و بارد ينساب من الجانب الأخر
" من ؟"
" أخي هذا أنا هل يمكنني الدخول " كانت نغمة هوليس خفيفة بالكاد تسمع كان يخاف حقا من الرجل خلف هذا الباب
" ادخل " جاء الرد بلهجة أمرة كلعادة
فتح هوليس الباب ببطئ ليظهر أمامه مشهد لمكتب بطراز مميز حيث غطت رفوف الكتب جدارين من أصل أربعة في الغرفة و زين الثالث ثلاث لوحات ضخمة لأحداث تاريخية مختلفة في المكتبة اما الجدار الرابع فقد وقف خلف حزانة زجاجية ضخمة مليئة بالتحف الأثرية القديمة
توسط الغرفة مكتب بلون بني غامق فاخر جلس خلفه رجل في العشرينات من العمل تدلت خصلات شعره الذهبية بينما كان يحني رأسه نحو الأوراق على المكتبه و كانت عيونه الذهبية شديدة التركيز
هذا الرجل هو (هيكان دراموند) أصغر تاجر أسلحة في المملكة و السيد الجديد لعائلة دراموند
بعد موت والده سيد العائلة السابق أعتقد الكثيرون أن عائلة دراموند ستنهار خصوصا ان الشائعات كانت تنتشر أن رجال عائلة دراموند لا يعيشون طويلا تجرء الفرع الثاني من العائلة ليس فقط على نشر الإشاعات الفارغة بل و محاولة أخذ السلطة منه وألاف محاولات الإغتيال ضده أصبح كل شيء بالنسبة له صعبا لم يكن يعرف بمن يجب أن يثق و يجب عليه الكفاح وحده و محاولة حماية شقيقه الصغير عديم الفائدة و الأن و بعد أن إستقر كل شيء و تمكن من فرض سلطته على أسرة دراموند بل و حقق إنجاز بصفته أصغر تاجر أسلحة في البلاد وصلت صفقاته الى دول العالم الثاني قرر التفرغ قليلا لشقيقه عديم الفائدة لكنه اكتشف شيء مروع جدا
تقدم هوليس ببطئ من شقيقه الذي لا يزال منغمس في أوراقه و لم يعطه لمحة واحدة حتى الأن
وقف أمام مكتبه مباشرة و قال بنبرة حذرة
" أخي لقد اتيت "
" هممم" أجاب هيكان بهمهمة قصيرة لكنه لم يرفع رأسه عن أوراقه مما جعل هوليس أكثر توترا
" أخي سمعت انك اردت رؤيتي "
رفع هيكان رأسه أخيرا لينظر نحو هوليس ببرود ثم وقف فجأة و تحرك نحو الخزانة الزجاجة تحت نظرة هوليس المترقبة أخرج صندوق أسود اللون مزين بنقوش فضية وضعه على مكتبه أمام هوليس و قال بنبرة أمرة
" إفتحه "
تردد هوليس قليلا لكنه مازال يطيع أمر أخيه ففتح الصندوق يحذر ليفاجئ بمسدس أبيض نقي ذا فوهة إطلاق غريبة و مزين بجوهرتين بلون أخضر شفاف نظر هوليس بين شقيقه و المسدس عدة مرات ليسمع شقيقه يقول في النهاية
" هل تعرف ما هو هذا "
" مسدس ؟!" رد هوليس بتردد لكن شقيقه صاح بغضب
" أعرف أنه مسدس أخبرني عن نوعه و تصنيعه و مميزاته أخبرني مداه على الأقل "
لم يكن هوليس يعرف شيء عن ذلك لم يكن يحب الأسلحة و لطالما تجنب التسكع مع أقرانه حتى يتجنب هذا النوع من الحديث حيث أحب أقرانه الأسلحة و كان من عائلة تتاجر بها لذا ينظر اليه الجميع كخبير لكن عندما يكتشفون انه لا يعرف شيء ينظرون إليه بإزدراء شديد لذلك يحب الدراسة في غرفته منعزل عن الأخرين في النهاية حلمه بعيد كل البعد عن الأسلحة
" انه سلاح من العالم الثاني حتى عديم الخبرة يستطيع التعرف عليه من خلال الجوهرتين كيف لإبن تاجر أسلحة أن لا يتعرف عليه "
صر هيكان على أسنانه بغضب وهو يراقب شقيقه الذي أخفض رأسه و إلتزم الصمت
" أعترف أنني أهملتك قليلا في العامين الماضيين لكني لم اتوقع ان تصل الى هذا الحد "
' قليلا انت بالكاد كنت تعود الى المنزل في العامين الماضيين أنت لا تعرف شيء عما تعرضته له لكنك تقول قليلا ' أراد هوليس أن يصرخ بهذا لكنه فضل إلتزام الصمت
عندما شاهد شقيقه صامتا قام برمي بعض الأوراق أمامه وهو يهتف بغضب
" هذا هو تقييم المدرب فيكتور لك على مدى العامين الماضيين هل تعرف ما الذي كتب فيه ... كتب أنك لا تستطيع إستخدام الأسلحة النارية ليس فقط أسلحة العالم الثاني او الاول حتى أسلحة العالم الثالث العادية و البسيطة فشلت في إستخدامها كيف يمكنك تبرير ذلك "
لم يكن لدى هوليس الكثير لقوله هو يكره الأسلحة و القتال و يفضل الحياة المسالمة لكنه يعلم جيدا ان الإعتراف بذلك لشقيقه يعادل طلب الموت لذلك فضل إلتزام الصمت
عند صمت هوليس وصل غضب هيكان الى ذروته فضرب المكتب بيده و صاح بغضب شديد
" أنا أسألك لما لا تجيبني ! عندما كنت بمثل سنك كان لدي بالفعل مجموعة من الأتباع الأوفياء لكنك لا تملك واحد حتى انت تتسكع فقط مع صاحب الشعر الفضي عديم الأصل و لم تكون اي علاقات مفيدة مع ورثة العائلات الأخرى و كل ما تفعله بعد عودتك من الأكادمية حبس نفسك في تلك الغرفة اللعينة طوال اليوم كيف ستتحمل مسؤولية هذه العائلة في المستقبل "
بلغ صبر هوليس حدوده أمام إتهامات أخيه فهتف بإنفعال
" أنا لا أريد أن أكون سيد هذه العائلة اللعينة انا لا أريد أن أكون تاجر أسلحة لا أريد أي علاقة مع الأسلحة أريد أن أكون طبيبيا هذا ما أسعى اليه "
برغم من انفعاله اللحظي الا انه قال الكلمات الأخيرة بنبرة شبه مسموعة و لكنها كانت كافية ليسمعها هيكان فتحرك من مكانه خلف المكتب متجها نحو هوليس أمسك كتفيه بقوة جعلت هوليس يشعر بألم شديد لكنه لم يتجنب عيون شقيقه التي تحترق بغضب
" انت ما الهراء الذي تفوهت به للتو "
لم ينتظر رد هوليس وتابع
" هل تعرف من أجل من أعمل كالمجنون ليل نهار هل تعرف لما أحاول بكل وسيلة المحافظة على وضع العائلة كل هذا من أجلك من أجل أن ترث أنت هذه العائلة التي وصفتها باللعينة لكنك بالمقابل تريد أن تصبح طبيب مجرد طبيب عوضا عن سيد عائلة قوية و ثرية مجرد طبيب ؟"
كان هيكان يردد الجزء الأخير بعدم تصديق وهو يحاول كبح غضبه لكن هوليس كان مصرا على جعله ينفجر فقد أضاف بهدوء
" قريبا ستتزوج و الأنسة ديانا يمكن لأبنائكم في المستقبل أن يرثوا العائلة لكنني لا أريد ذلك أريد أن أكون طبيبا مجرد طبيب عادي هو كل ما أريده في هذه الحياة "
أخذ هيكان نفس عميق كان يحاول منع نفسه من ضرب شقيقه المتمرد عديم الفائدة و يجب أن يضيف لقب الحالم ايضا
تحدث كما لو كان يحاول السيطرة على أعصابه تماما
" هوليس سأتظاهر انني لم أسمع أي شيء الأن و سأنصحك بالتوقف عن تمرد المراهقين هذا و الا لن تدوس قدمك تلك الأكادمية مجددا و ستتبعني لتتعلم كل شيء بداء من الان "
" انا أرفض لا أريد تعلم اي شيء منك أريد أصبح طبيبب لا يمكنك أن تتحكم بحياتي "
لقد راى اليوم شخصا حرا شخص حرا و واثق جعله يشعر بالغيرة بشدة المعلم يوسكي بدا شخص قادر على التكلم بثقة و العيش خالي الهموم إنه يحسده يحسده بشدة و يتمنى ان يصبح مثله شخص حرا بدون أعباء أو قيود يتبع إرادته الخاصة يقول ما يريده و يفعل ما يريده حقا لذلك يحتاج الى الشجاعة للوقف في وجه أخيه أولا ثم مجتمع النبلاء لاحقا
لا يعرف من اين اتته الشجاعة لقول ذلك لكن الكلمات قد خرجت بالفعل و فات أوان إسترجاعها
" أخي أريد ان أتخلى عن لقبي كنبيل "
عندما قيلت الكلمات شعر بتجمد الهواء حولهما فجأة كان غضب اخيه قد وصل ذروته
" طرق طرق طرق "
كان الطرق الخفيف على الباب هو ما انقذ هوليس من الصفعة التي كان يستحقها حيث تجمدت يد هيكان في الهواء قبل ان يشدها في قبضة و ينزله وهو يصر على اسنانه
" ما الأمر ؟"
" سيدي وصل السيد الشاب لعائلة فالور وهو يطلب الإذن لمقابلتك "
أخذ هيكان نفس عميق ثم نظر نحو هوليس ببرود
" اذهب الى غرفتك انت ممنوع من الخروج حتى تعيد التفكير جيدا في الهراء الذي قلته ايضا جهز نفسك من الغد لن تذهب الى تلك الأكادمية عليك فقط ان تتبعني لتتعلم طريقة العمل اخرج "
لم يسمح لهوليس بإبداء أدنى إعتراض حيث رافقه كبير الخدم قصرا الى غرفته ليخضع للإقامة الجبرية
.....................................................
في منزل نيلسون
خرج كريس بسرعة من غرفة يوسكي عند سماع الضجة و تقدم نحو الممر حيث استطاع سماع نيلسون يقول بذعر
" اين سيارتي ايها الحقير ماذا فعلت بها أين هي حياتي "
" لدينا ضيوف ألا تريد استقبالهم بشكل لائق " وبخ يوسكي
كان هذا صوتا لم يسمعه منذ فترة طويلة تحرك مندفعا بسرعة الى الأمام ليرى مشهد لنيل يندفع على ما يبدو نحو مرآب السيارات تتبعه تعليقات شخصين الواقفين عند الباب
لكن عينيه ركزت على الشخص الثالث الذي كان يتكئ على الباب و على و جهه ابتسامة ساخرة
اندفع كريس نحوه بسرعة وهو يهتف بحماس
" يوسكي "
استدار يوسكي نحوه بإبتسامة ساحرة ثم فتح يديه ليجذبه نحوه في عناق قوي وهو يربت على شعره زاد كريس من عناقه وهو يهمس بسعادة محاولا مقاومة الدموع
" لقد إشتقت إليك كثيرا انا سعيد انك بخير "
مسح يوسكي برفق على شعره وهو يقول بحنان
" انا ايضا بالمناسبة لقد أصبحت أكبر كثيرا "
قال الكلمات الاخيرة مازحا و كان كريس على وشك الرد عندما سمع سخرية اليور :
" لقد كانت عشر سنوات بالطبع سيكبر "
ابتعد كريس عن يوسكي قليلا و اطلق نظرة ساخطة نحو اليور قبل ان يقول بسخرية
" ما الذي يفعله الطبيب المختل هنا سمعت انك لا تغادر عيادة الأكادمية كما لو كنت شبح مع هوس قديم "
أراد كل من فيكتور و يوسكي قول شيء لإقاف الحرب القادمة لكن اليور قد سبقهم بالفعل
" أنا أكثر فضولا حول ما يفعله الفأر الأبيض في منطقة الوردة السوداء هل اضعت الطريق "
" ايها ال...."
" حسنا حسنا توقفا الأن "
تدخل فيكتور بسرعة في حين تابع عنه يوسكي
" مضى وقت طويل منذ اخر مرة اجتمعنا فيها معا لذلك دعونا لا ننتشاجر لنستمتع بوجبة لذيذة معا "
أضاف فيكتور بسرعة لتغيير الجو الى مزاح
" لقد إشتقت لطبخك كثيرا يجب ان تعد اطباقنا المفضلة كتعويض "
" بكل تأكيد ما رأيكما "
نظر يوسكي بسرعة نحو الشخصين المتخاصمين لطالما كانت شخصية اليور و كريس متناقضة و لم يكونا على وفاق في أغلب الأحيان و مع ذلك في مواقف الحياة و الموت التي خاضوها معا لطالما حمى كل منهما ظهر الأخر بكل تفاني
تبادل كريس و اليور النظرات لبضع ثوان قبل ان يشيحا بوجههم بعيدا مع ' همف' باردة
أراد يوسكي أن يضحك لكنه كتم ضحكته و تبادل نظرات هادفة مع فيكتور قبل دعوة الجميع للدخول متجاهلا صاحب المنزل الذي لم يعد من المرآب
كان يوسكي يعرف ان ثلاجة نيل فارغة لذلك كان قد توقف عند متجر بقالة لشراء المواد اللازمة في طريقهم للعودة و الأن كان يفرغ تلك المواد في الثلاجة في حين جلس ثلاثة أشخاص في غرفة المعيشة المتصلة بالمطبخ يراقبونه و قد خف التوتر السابق كثيرا بينهم و تبادلوا بعض الأحاديث القصيرة
قاطع ذلك صوت خطوات سريعة سبقت دخول نيلسون الى الغرف
جابت عيناه جميع الحاضرين قبل ان يلتفت نحو يوسكي و يقول بعصبية
" انت لم تكتفي بسرقتي حبيبتي " يقصد السيارة " بل تعامل منزلي على انه منزلك ما الذي يفعلونه جميعا هنا ؟!"
أشار نيل بإصبعه في نهاية كلامه نحو الثلاثة الجالسين حول الطاولة المجاورة
نظر اليه الثلاثة بلا مبالاة
" اهداء نيل لا داعي لكل هذا سنتناول الطعام و نغادر بهدوء "
كان فيكتور هو من قال ذلك لكن نيل رد بإنزعاج
" متى تناولتم انتم الثلاثة و مغناطيس المشاكل ذاك
أشار نيل نحو يوسكي
" اوه هيا لقد إشتريت جميع المكونات و سأطبخ بنفسي ألم تمل من الوجبات الجاهزة أنا أقدم لك خدمة كبيرة "
قال يوسكي هذه الكلمات بضجر كأنه سمع هذه المحاضرة لمئات المرات
" توقف عن التوبيخ ايها الكلب الوفي "
" من الأفضل أن تتوقف عن الهراء "
تحدث كل من كريس و اليور في الوقت نفسه مما جعلهما يتبادلان نظرات منزعجة بينما دلك نيلسون صدغه بتعب عند رؤية الموقف و كان على وشك قول شيء عندما سمع صوت جرس الباب نظر بحيرة نحو يوسكي ليهز الأخير كتفيه وهو يقول بلا مبالاة
" ربما وصل سيريوس "
" سيريوس ايضا "
صاح نيلسون ليرد يوسكي ببساطة
" أرسلت إليه رسالة ايضا كما أرسلت الى كريس "
أخرج كريس هاتفه بسرعة لتفقده و وجد بالفعل رسالة من يوسكي فرتفعت شفتاه لرسم ابتسامة جميلة
عند رؤية اليور لذلك سخر بهدوء
عند دخول سيريوس الى الحجرة شعر ببعض التوتر في الجو نظر نحو يوسكي وقال
" ألم تقل اننا سنحتفل بعودتك "
" أجل ألا تراني أعد الطعام "
كان رد يوسكي قصير وهو يتحرك بمهارة في المطبخ في حين جلس سيريوس مقابل كريس و قام بتحيته لكن الأخير تجاهله بغضب مما جعل سيريوس يتنهد بتعب قبل أن يقول
" لما لا ترد على هاتفك كريس لقد اتصلت بك مئات المرات اليوم "
" انا لا أتحدث مع الجبناء "
كان غضب كريس طفوليا نوعا ما جعل سيريوس يشعر بالعجز الشديد
" لا تتحدث مع الجبناء الست واحدا ايضا "
كان المتحدث هو اليور الذي كان ينظر نحو كريس بسخرية
" هذه الكلمات يجب ان تكون لك الست الشخص الذي يهرب من تحمل المسؤلياته ليحبس نفسه كطبيب اكادمية "
" ارى ان لسانك يزداد سمية مع الوقت لا بد ان سبب ذلك هو اختلاطك بتلك الثعالب القديمة كثيرا "
" انا اقوم بمسؤليتي على عكس شخص اخر "
بداءت حرب كلامية مزعجة بين الإثنين لكن لا يبدو على يوسكي انه يكترث حيث واصل عمله في حين همس نيلسون نحو سيريوس و فيكتور
" قلت انها ستكون وجبة هادئة "
" لقد بدؤوا للتو و لن يتوقفوا لفترة "
تنهد الثلاثة بإنسجام مما لفت إنتباه الشخصين المتخاصمين فلتفتا اليهم بسرعة
" اعتقد ان هذا مشهد مناسب الأول عاطل عن العمل و الأخران متخاذلان "
تحدث كريس بإستهزاء وهو ينظر نحو الثلاثة ليتبعه اليور
" الوصف الأدق ثلاثة كلاب هاسكي ضخمة و عديمة الفائدة يجلسون معا "
أمام سمية لسان الشخصين اختار الثلاثة ضمنيا الجانب المسالم و عملوا على تغيير الموضوع بسلاسة حيث أخرج فيكتور صورة من جيبه و قال بسرعة
" انظر يوسكي هذه ابنتي " ميليسا " عمرها ثلاث سنوات الأن "
كانت الصورة لفتاة صغيرة ذات شعر لوزي و عيون خضراء نقية تقف بإبتسامة جميلة في حقل من زهور النرجس الجميلة لتشكل لوحة تبعث بالسعادة و الصفاء كعيون الفتاة النقية
" إنها حقا لطيفة إنها تشبه كاميلا عندما كانت صغيرة "
علق يوسكي و هو يأخذ الصورة من يد فيكتور قبل أن يعيدها إليه مجددا ليسمع تنهيدة خفيفة من فيكتور وهو يرد
" انها كذلك انها تشبهها تماما تمنيت لو حصلت على عيون والدتها الأرجوانية لكان الأمر رائعا جدا لكن بأي حال إبنتي هي الأجمل "
" متفاخر "
علق الجميع في نفس الوقت أدار فيكتور عينيه بضجر ثم إلتفت نحو سيريوس ليسأل
" بالمناسبة سيريوس رأيت أحد أتباع عائلة بارتيلي في الأكادمية هل يثير وريثهم المشاكل مجددا "
هز الأخير رأسه وهو يجيب
" لا كان الأمر بسبب ان شخص ما قد إستهدف علمهم و يعتقدون ان القناص كان على سطح المدرسة فسروا الأمر على انه اعلان تحدي او تهديد لا أعلم و جاءوا يثيرون المشاكل من أجل العثور على الجاني "
رفع نيلسون حاجبيه متعجبا و هو يتسأل
" من لديه الجرأه للعبث مع بارتيلي "
" إنها ليست المسألة المسألة هي كيف سيتمكن اي قناص من اصابة العلم من فوق سطح المدرسة يجب ان يكون محترفا"
قال اليور ليوفقه كريس
" غير الأحتراف يحتاج ايضا الى معدات من العالم الأول مثل هذه الأسلحة نادرة جدا لتتواجد في مدرسة "
عند نهاية كلماته تجمد الحاضرون جميعا ثم التفتوا في نفس اللحظة للنظر نحو الشخص الذي يستمر بالطبخ كأنه لم يسمع حديثهم هذا التصرف يجعله اكثر إثارة للشك
سأل سيريوس بحذر
" يوسكي انت تتذكر انك يجب ان تبقى منخفض جدا بعد عودتك و ان ترحل لاحقا دون اي اثر او مشاكل صحيح ؟"
هز يوسكي رأسه وهو يتجنب عيني سيريوس
" بالتأكيد أعرف ذلك في النهاية انا شخص ميت "
" اذا انت لا علاقة لك بما كنا نتحدث عنه "
سأل نيلسون ببعض الشك
" ما الذي كنتم تتحدثون عنه كنت مشغول جدا بالطبخ لم اسمع "
جميعهم يعرفون بعضهم منذ وقت طويل من الواضح ان يوسكي يكذب
" لما تستفز عائلة بارتيلي فور عودتك ؟"
سأل اليور
" أردت فقط إلقاء التحية على الرجل العجوز من أسرة بارتيلي "
رد يوسكي مازحا
" هل لهذا علاقة بما اخبرتني به قبل عودتك "
سأل كريس بحذر ليتجنب يوسكي الرد مما جعل الجميع متوترين حيث تابع كريس
" أجبني يوسكي هل تنوي تدمير بارتيلي هل هم متورطون ايضا لكنهم من نبلاء الوردة السوداء كما انهم ينتمون الى الحزب النقي و يكرهون التحالف لديهم عداوة علنية لعائلة دي ماكسيون كيف تورطوا ؟"
" انهم متورطون بما حدث قبل عشر سنوات " كان رد يوسكي قصير و بارد لكنه جعل الجميع يتجمدون هذه الكلمات يمكنها عكس حقيقة ما حدث قبل عشر سنوات و جعل الأبيض أسود و الأسود ابيض
" ألم يقع الخطأ بأكمله على نبلاء الوردة البيضاء في ذلك الوقت " سأل فيكتور بقلق وهو يصلي ان لا يكون ما في باله صحيحا لكن أمله تحطم عندما أجاب يوسكي بهدوء
" فكر في الأمر كيف كانوا متأكدين أن أوساري يعرف الطريق في ذلك الوقت و كيف علموا حجم قواتنا ايضا "
كان نيلسون مشوشا قليلا عندما أجاب
" لأن راون أخبرهم بذلك لا تنسى انه .."
قاطعه كريس بغضب
" هذا مستحيل لقد فعل راون كل ما فعله في ذلك الوقت لتجنب موت الأبرياء لكنه لم يخن أوساري أو يوسكي ابدا لم يخبرهم اي شيء لقد منح حياته من اجل ذلك لا تهنه راون ليس خائنا "
كان كريس منفعلا جدا في الواقع هذا هو الموضوع الأكثر حساسية للجميع نيلسون و اليور يعتبرون راون خائنا بينما كريس يراه ضحية الأمر كذلك بالنسبة الى يوسكي
" هذا يكفي هذا ليس وقت الشجار بأي حال يوسكي تعمدت ايضا جعل الحاكم يعرف بعودتك أتوقع أن يدعوك قريبا كيف ستتصرف "
كان سيريوس هو من قاد الحوار بعيدا عندما شعر بأن توتر يصبح أسوء
" في الواقع لقد استدعاني الحاكم بسبب هذا و طلب رقم هاتفك و طريقة التواصل معك "
قال كريس بعد ضبط نفسه ليبتسم يوسكي وهو يسأل
" اذا بما اجبته "
هز كريس كتفيه بلامبالاة
" منحته رقم الهاتف الأرضي لنيلسون لأنني أعلم أنه خارج الخدمة دائما "
تحسن المزاج المتوتر للجميع و ابتسموا قليلا في حين اطلق يوسكي قهقهة خفيفة وهو يقول
" كيف خطر لك ذلك "
" بأي حال ما هي خطتك لا يمكنك التهرب من لقائه للأبد "
سأل إليور ليجيبه يوسكي
" ليس الأمر انني لا أريد لقاءه الامر فقط ان الوقت لم يحن بعد في النهاية حاكمنا العزيز هو احد بيادقي المفضلة "
" انت لا تتغير أبدا "
هز سيريوس رأسه بيأس في حين اتفق البقية ضمنيا
" بأي حال " ابتداء يوسكي
" انوي اخذ احد الأميرين تحت جناحي في المستقبل "
" سأرشح الأمير الثاني " تحدث فيكتور " لقد دربته في القصر سابقا انه يملك العديد من الإمكانيات "
" سأرشح الأمير الأول " نظر الجميع الى المتحدث ' سيريوس ' بصدمة لكن الأخير كان هادئا عندما تابع
" على الرغم من داعمه هو ريتشارد الا ان الوقت لم يفت لترويضه و في اسوء الأحوال وضع قيد حول عنقه او استخدامه كما الحاكم الحالي "
" انسيت ما فعلته أسرة والدته " تسأل نيلسون في حين اصغى يوسكي و البقية بهدوء
" برغم من تحركات ريتشارد الحقيرة و برغم من ما حدث في الماضي لا يزال هو الوريث الوحيد الذي يملك دم نبيل نقي سواء أحببت ذلك ام لا لا يمكن للأمير الثاني صعود العرش سيعارض ليس نبلاء الوردة البيضاء و لكن نبلاء السوداء توليه العرش كونه ليس نقي الدم "
" نظرا لأن الحاكم لم يختر ولي عهده فهذا دليل واضح على انه يدرس امر تولي الأمير الثاني " تحدث فيكتور بإرتباك
" انتما نسيتما نقطة واحدة وهي ان الشخص الذي سيحدد ولي العهد القادم ليس الحاكم بل الشيطان الذي يبتسم هناك"
أشار نيلسون في نهاية كلماته نحو يوسكي الذي يقف شاردا و على وجهه إبتسامة غريبة
" توقف عن قول ذلك لا علاقة لي بولي العهد مهمتي رعاية طلابي فقط "
" اجل صدقتك " سخر نيلسون ليقاطعه اليور
" هل تنوي حقا ترك زينون ل عام كامل و البقاء هنا كيف سيوافق العجوز على ذلك هذا مستحيل "
" لا تقلق لن يجد الوقت للتفكير بي لنصف سنة على الأقل اضمن لك ذلك "
كانت نبرة يوسكي المستمتعة واضحة للجميع لدرجة شعورهم ببعض الشفقة في قلوبهم
" بالمناسبة اليور جد وقت لمساعدتي على زيارة سيلينا سيكون من الصعب ان ادخل بمفردي "
تجمد الهواء للمحيط بهم للحظة و نظر الجميع الى يوسكي بإرتباك في حين حول كريس التساؤل في روؤس الجميع الى كلمات
" انت تريد زيارة سيلينا هل لديك امنية الموت تريد ان تشعل حرب جديدة هل تعلم ان دانيال يعلم بعودتك "
" ان كان هذا بسبب الكلمات التي قلتها فقد كانت لحظة غضب فحسب لا تخاطر بسبب هذا "كان اليور هو المتحدث حيث شعر ان يوسكي يقوم بهذا بسبب كلماته الإنفعالية
" لقد اشتقت اليها لهذا أريد زيارتها كانت خطيبة أعز أصدقائي" كان يوسكي هادئا عكس الإرتعاش الخفيف في قبضته المشدودة
" ماذا عن مساء الغد " لقد عرف اليور ان يوسكي عازم لذلك يرغب بمساعدته
" اتفقنا اذا " ابتسم يوسكي و عاد لمتابعة الطهي
.....................................
الساعة 8.30 مساء
كان سام يسير في طريقه نحو منزله عندما لمح صبي يقف أمام مبنى المجمع السكني بدا طالبا في 15 من عمره كأكبر تقدير له عينان بلون الذهب يحني رأسه لأسفل و يحاول تدفئة يديه بأنفاسه و قد إلتف وشاح رمادي باهت حول عنقه
منح سام إماءة خفيفة عندما مر به فبادله سام التحية ثم صعد مسرعا نحو شقته في الطابق الرابع
لم يكن المبنى بأكمله جديد و كانت به العديد من العيوب و علامات التأكل و لكنه ما لا يزال صالح للأسكن كذلك الحال
مع الشقق بالداخله
عندما وقف سام امام باب شقته إستطاع رؤية الأضواء المضيئة و شم رائحة زكية تنبعث من الداخل
تجمد قليلا و قد خمن بالفعل من هو الشخص بالداخل فرسم على وجهه إبتسامة دافئة و دفع الباب ببطئ ليصله صوت مشرق مرح
" لقد عدت أخيرا أخي مرحبا بعودتك "
نظر سام نحو صاحبت الصوت التي كانت تقف في استقباله فتاة جميلة في 14 من عمرها بشعر لوزي ترفعه كذيل حصان و عيون عسلية جميلة مليئة بالنشاط و قد ارتسمت ابتسامة فاتنة على محياها
" انت هنا مجددا رينا "
قال سام يمثل الضجر لكن السعادة في عينيه كانت تخونه
" انت مخادع جدا الست سعيد برؤيتي "
ابتسم سام و لم يعلق و تابع خطاه نحو الداخل في حين تبعته رينا بعبوس
" انت لقد طبخت لك و قمت بتحويل هذه الغرفة الفوضوية الى عش همستر صالح للعيش ألن تشكرني "
" انت جميلة عندما تغضبين رينا "
قال ذلك وهو يقرص وجنتها بمودة
" شكرا لك عزيزتي "
ابعدت رينا يده عنها و فركت خدها بإنزعاج
" انت حقا ...بأي حال لقد انتهى عملي هنا سأذهب الأن "
" تمهلي "
أمسك سام يدها بسرعة
" أبقي قليلا رينا سأوصلك بنفسي لاحقا "
" لا تزال لدي بعض الفروض لم انجزها اخي علي الذهاب "
" فهمت انتظري لحظة "
تحرك سام بسرعة نحو غرفة نومه و غاب لبضع دقائق ثم عاد و مع مغلف أصفر قدمه لرينا
" لقد حصلت على صفقة جيدة مؤخرا و جنيت الكثير المبلغ سيكفيك و الأطفال هذا الشهر سأحاول الحصول على المزيد من الصفقات قبل حلول الشهر القادم "
لم تأخذ المغلف لكنها نظرت نحو سام مباشرة بنظرة حادة مستجوبة
" انت لا تقوم بأعمال مشبوهة او خطيرة مجددا "
أقسم سام بسرعة
" أقسم انني مجرد وسيط صفقات لم اقم بشيء خطير "
تنهدت رينا و هي تأخذ المغلف
" اخي متى ستتوقف عن هذا الا تخشى ان يكتشف احد سرك"
" لا تقلقي حافظت على سري لعامين و لم يشك أحد طالما اتابع هكذا سأتخرج بسرعة و احصل على وظيفة محترمة دون ان يعلم احد و ستصبح الأمور بخير مع الوقت اعدك بذلك "
عانقته رينا بسرعة وهو تهمس في حضنه
" اخي انت أهم شيء بالنسبة لنا لذا أرجوك انتبه لنفسك "
بادلها سام العناق الدافئ
" لا تقلقي أعدك سأبذل جهدي من أجلكم "
ابتعدت عنه بسرعة وهي تضبط مشاعرها
" حسنا اذا سأغادر الان الوداع ليلة سعيدة "
" سأوصلك "
" هنالك شخص ينتظرني بالفعل "
" لديك حبيب ! متى كيف لم اعلم ؟"
" إنه زميلي فقط "
صاحت رينا بإنفعال و قد تحولت خدودها الى اللون الاحمر ليضحك سام بخفة و يتابع مازحا
" عندما تعثرين على واحد عليك ان تعرفيني عليه اولا إتفقنا"
دفعتها رينا بغضب لتخرج بسرعة تاركة ضحكاته يتردد خلفها
بعد رحيل رينا توجه سام نحو غرفته و رمى بنفسه على السرير بتعب غطى وجهه بيده ثم تنهد بإرهاق
في الحقيقة كان يكذب على زملائه لمدة عامين في الأكادمية أخبر الأخرين انه نبيل من عائلة خارج العاصمة و انه هنا لأكمال دراسته و يسكن مع احد أقاربه لقد فعل ذلك لكسب المزيد من الصلات ففي هذه الأكادمية اذا لم تكن نبيل فستكون مجرد بيدق للنبلاء و سيتوجب عليك الإنضمام لحزب ما و القتال لإثبات جدارتك لكنه و خلال العامين الماضيين بذل كل جهده للبقاء محاييد و إستخدم كل دبلوماسيته إرضاء جميع الأطراف و الحفاظ على علاقة جيدة معهم و أمكنه كسب بعض الدخل من خلال مشاركتهم بعض الصفقات السرية و مع ذلك الوضع يزداد صعوبة مع الوقت لأن الخوف من إكتشاف اي شخص لسره يأرقه طوال الوقت
تنهد بتعب و أغمض عينيه يريحهما قليلا لكنه سرعان ما فتحهما عندما سمع صوت رنين الهاتف الملقى قربه
مدى يده نحوه ثم أجاب بكسل
" ما الأمر الأن هوليس "
سمع رد هوليس الحزين
" أنا في ورطة سام عليك مساعدتي "
استقام سام جالسا بسرعة عند سماع نبرة هوليس البائسة و سأل بقلق
" ما الذي حدث هل انت بخير ؟"
" وضعني أخي تحت الإقامة الجبرية و سيمنعني من الذهاب الى الأكادمية "
" كيف حدث ذلك "
" حسنا بدا الامر ......"
قص هوليس على سام ماحدث بينه و بين أخيه ليهتف الاخير مصدوم
" هل جننت ليست لديك القوة لمواجهة اخيك كيف يمكنك ان تتحداه بهذه الطريقة ؟!"
رد هوليس مستاء
" أعرف لقد كنت متسرعا قليلا "
" و لكن لما لم يصادر هاتفك "
" لأن الشريحة مراقبة لكنه لا يعلم انني أملك شريحة أخرى شكرا للويس لأنه من صنعها "
صمت قليلا ثم تابع
" سام ساعدني أريد الهرب من هنا "
صرخ سام بذعر
" هل انت مجنون سيجعلني شقيق طعام لكلاب الحراسة في قصركم "
" أنت أملي الوحيد سام اتوسل إليك " توسل هوليس
" لا هوليس انا أسف أخوك لا يطيقني بدون ان افعل اي شيء ماذا سيحدث لو ساعدتك على الهرب "
" سعادني هذه المرة فقط سام يأكون مدينا لك للأبد أرجوك"
" أسف هذا جنون "
" سام !"
صمت سام يفكر قليلا كان هوليس هو الشخص الوحيد الذي يعرف سره كما انه ساعده مرات عديدة في الحفاظ عليه و قام بالكثير من أجله لا يمكن أن يتجاهله الأن لكن هو حقا لا يستطيع مواجهة شقيقه
تردد سام قليلا قبل ان يتنهد
" حسنا سأحاول لكن ان وقعت بين يدي شقيقك عليك ان تخلصني "
" سأفعل أعدك شكرا لك سام انت الأفضل " تحدث هوليس بحماس شديد في حين كان سام يتخيل اسوء النهايات الممكنة