Episode 07: Veronica
إنه يتجاهله بوضوح و مع ذلك يوسكي لا يستطيع لومه فهو يعلم جيدا انه لا يمكن ان يغفر له بسهولة
" ماذا تفعل عندك فيكتور أليس لديك عمل تحرك بسرعة و أخرج من هنا "
تحدث أليور بنبرة هادئة و عيونه مثبتة على فيكتور الذي أظهر بعض الإستياء
" لكنني رأيت يوسكي للتو "
لم يرد اليور لكن نظرته الباردة جعلت فيكتور يتحرك بسرعة نحو الباب ثم نظر الى يوسكي بإعتذار
" أنا أسف يوسكي هل نتقابل عند نهاية الدوام "
لم ينظر إليه يوسكي كانت عيونه مثبتة على إليور و مع ذلك في كل مرة أراد أن يفتح فيها فمه كان يجهل ما يجب أن يقوله هل يعتذر أولا أم يبداء بمزحة لتلطيف الجو ما الذي يجب عليه فعله كانت هذه أحدى المرات النادرة التي يكون فيها يوسكي خائف من تقييم الموقف
تحرك إليور مبتعدا تبعه فيكتور
" إليور مهلا "
تحدث يوسكي دون وعي ليجد نفسه في موقف محرج فرغم توقف إليور الا انه لم يلتفت اليه و سرعان ما تحرك متجاهلا إيه تماما
في تلك اللحظة تذكر يوسكي موقف مشابها قبل عشر سنوات الا ان أدوارهما كانت مختلفة كان ذلك في اليوم الذي غادر فيه
..............
كان جالسا في صالة الإنتظار بالمطار محاطا بأربعة رجال يرتدون بذلات سوداء يعملون مع زينون لإيصاله الى وجهته
صوت تساقط المطر بالخارج هو الصوت الوحيد الممكن سماعه في ذلك المكان
"يبدو ان الرحلة ستتأخر "
أعلن أحد الرجال المحيطين به و مع ذلك لم يبدي يوسكي أي رد فعل مغمضا عينيه و متظاهر بالموت هذا كل ما فعله طوال فترة مرافقتهم له تلك العيون الزرقاء كانت خالية من الحياة تماما عندما كان ينظر إليهم و لولا حقيقة انهم سمعوه وهو يتحدث مع رئسيهم ببضع جمل لعتقدوا انه أخرس كونه لم يتفوه بكلمة واحدة طوال اليومين السابقين
سمعوا فجأة صوت ضوضاء قوية من خلف الباب الذي طار بركلة قوية ليظهر من خلفه مراهق في 16 او 17 من العمر
خلفه جثث الرجال الذين كانوا يحرسون الباب الصالة ملقاة على الأرض
كان الصبي يلهث بشدة مبتلا من رأسه حتى قدميه بالمطر و ملابسه ملطخة بالوحل يبدو كما لو ركض لوقت طويل تحت المطر الضمادة كبيرة حول رأسه مبتلة و على وشك الإرتخاء و الضمادة الأخرى حول يده اليسرى كانت مرتخية بالفعل و قد كشفت عن حرق تحتها
تقدم المراهق وهو يعرج قليلا أثناء سيره و يردد بين لهاثه
" لقد....وجدتك "
كان الرجال في الصالة مصدومين قليلا من مظهر المراهق الذي لم تفارق حدقاته الرمادية الحازمة الشخص الجالس بينهم و الذي لا زال لا يبدي اي رد فعل حتى انه لم يكلف نفسه فتح عينيه و النظر الى المراهق أمامه
عندما إقترب أكثر قام الرجال بعملهم و سدو الطريق أمامه لكنه لم يكن مهتما قام بمحاولات لدفعهم و هو يهتف بإنفعال
" هل سترحل هل حقا سترحل ستترك كل شيء هنا هكذا ببساطة "
لم يبذل الحراس للكثير من الجهد لإبعاده و دفعه بعيدا حتى سقط على الأرض و مع ذلك لم يكن يهتم كانت عيونه مثبتة على شخص واحد شخص واحد مزال يرفض النظر اليه حتى الأن
وقف مجددا و صاح بنفعال أكبر
" هل ستتصرف هكذا انسيت انت بدأت كل هذا انت انت يجب ان تنهي كل شيء "
لم يكن للأمر أي تأثير تابع يوسكي التظاهر بأنه جثة بلا حياة في حين دفع الحراس إليور ليسقط على الأرض مجددا و بدا انه قد إستنفذ طاقته غير قادر على الوقوف مجددا كانت الدموع قد تجمعت في عينيه وهو يقاوم الألم ألم قلبه و ألم جراحه التي فتحت مجددا و مع ذلك فقد أستمر في الصراخ بيأس :
" أيها الوغد كيف يمكنك الإستمرار بهذه الطريقة ماذا عن أوساري ماذا عن راون هل كان كل شيء لعبة عبثية بالنسبة لك "
لم يستطع إليور مقاومة نزول دموعه و دخل في نوبة بكاء شديد و هو يتابع بأسى
" إصابة فيكتور شديدة .... هو لم يستيقظ بعد .... المعلم دانييل يحتضر بالفعل... سيلينا أيضا .. إنها على أعتاب الجنون ... بقية المجموعة .... إصاباتهم قاسية ... إذا لم تكن .. جسدية فهي نفسية ... جميعهم ... جميعنا نحن بحاجة لقائد ...... يوسكي أتوسل إليك .... .... كل شيء في فوضى...كل شيء ينهار ... إنهم يحتاجونك ...نحن نحتاجك .. لا ترحل أرجوك ... أنقذنا "
بد ان كلمات إليور الأخيرة كان لها بعض للتأثير
فتح يوسكي عينيه ببطء لتقع عيونه الزرقاء الخالية من المشاعر على إليور الجاثي على الأرض منتحبا
وقف ثم تقدم نحوه مخترق الحراس المحيطين به عند رؤية ذلك نما بعض الأمل بدخل إليور لكن عندما أصبح أمامه مباشرة ركع على ركبة واحدة ليصبح بمستوى إليور كان تعبيره باردا همس قرب أذن الأخير بقسوة محطما أماله تماما
" لست مدينا لك ....و لست مدينا له بشيء .... أنا لست مدينا لأحد إليور كورسيف إبقى بعيدا عني "
'ليس أخي و ليس العبقري الصغير أيضا ناده إليور كأنهما شخصان غريبان تلك النبرة القاسية ذلك التعبير البارد تلك العيون العميقة بلا قعر هذا الشخص بالتأكيد ليس يوسكي الذي يعرفه هذا الشخص الذي يبعث بجو الموت ليس قائد المشرق الذي يتبعه' فكر إليور 'إنه حقا لا يعرف هذا الشخص ! أو ربما لم يكن يعرف هذا الجانب منه ' كان إليور عاجز عن الكلام أمام نظرة يوسكي كانت شفهه تهتز لكن لم يصدر أي صوت
إبتعد يوسكي عنه ووقف بعيدا وهو يسمع نداء رحلته و بدون أي تأخير تقدم نحو وجهته
في تلك الحظة دخل شاب أسمر طويل القامة بعيون خضراء صالة الإنتظار و ركض نحو إليور الجاثي على الأرض وهو يهتف بفزع :
" إليور "
كان ذلك نيلسون ذو 18 خريفا
أسرع لتفقد إليور و عندما تأكد أن جراحه لم تصبح أسوء زفر براحة ثم حاول مساعدته على الوقوف وهو ينظر نحو يوسكي الذي كان يسير بلا مبالاة بعيون حادة مليئة بالغضب
" انت تهرب حقا "
ضحك بغضب ثم تابع
" هذا رائع يوسكي هذا رائع أيها القائد أنت تغادر و نحن نبقى في هذا الجحيم يمكنك فعل ذلك لن أوقفك لكن قبل ذلك أجبني على سؤال واحد فقط "
توقف يوسكي عن السير لكنه لم يلتفت نحو نيلسون و لمز ينطق كلمة واحدة
صر نيلسون على أسنانه بغضب وهو يقول
" من أجل ماذا مات أوساري هلا أخبرتني من أجل ماذا مات صديقي ؟"
كانت يد يوسكي تنقبض بشدة حتى كادت أظافره تخترق راحة يده و مع ذلك حافظ على نبرة ثابتة و هو يرد
" لقد خسر الرهان "
مع هذه الكلمات الثلاث الباردة تابع يوسكي تقدمه نحو الأمام متجاهل نداءات إليور اليائسة خلفه و تهديدات نيلسون الفارغة
" أنت حقير أذهب يمكنك الذهاب لكننا لن نكون أصدقاء بعد الأن في المرة القادمة التي أراك فيها سأقتلك أيها الحقير ..... يوسكي "
خسارة صديق أخر هي لا شيء بالنسبة له لقد خسر كل شيء بالفعل و لا يعرف من يلوم الوغد أوساري ذلك الأحمق الصغير راون هل يلقي اللوم على حظه على القدر أم على نفسه بغض النظر عن من يقع عليه اللوم الخسارة هي خسارة كل شيء إنتهى الطريقة الوحيدة لحماية ما تبقى هي أن يغادر سيغادر اليوم معترف بهزيمته و سيبني نفسه من جديد و يوما ما يوما ما سيعود .....
....................................................
" ...... أنت هل تسمعني ؟!"
صوت تايلور المستأ كان ما أخرج يوسكي من ذكرياته لينظر الى الأخير بعيون عميقة جعلت تايلور يتراجع خطوتين للخلف بدون وعي
" سألتك كيف تعرف المدرب فيكتور و الطبيب "
حاول تايلور الحفاظ على نبرة ثابتة عند طرح سؤاله لكن طريقة التي نظر بها يوسكي إليه جعلته يشعر بالخوف خصوصا عندما تحدث بنبرة مخيفة و حازمة
" تايلور غليندور أنا لست زميلك أو أحد أصدقائك لا يمكنك مخاطبتي بهذه الطريقة عد إلى مقعدك في الحال "
ثم نظر نحو بقية الطلاب و تابع
" أنتم أيضا أوقفوا الضجة و إجلسوا بشكل صحيح "
هالة الموت التي يطلقها يوسكي لم تكن مزحة و نظرته الباردة نحوهم كانت كما لو يرى مجموعة من الحشرات الصغيرة لن يتردد في سحقها
ترجعوا لا شعوريا للجلوس بشكل صحيح حتى تايلور تراجع نحو مقعده و قد خيم صمت قصير على الصف
كان بإمكان كايتيل الشعور بحالة يوسكي المضطربة و زاد شعوره أن هذا الشخص المميز يخفي ماضي مشوق جدا لكن ما لم يعرفه هو ان هنالك ستة أشخاص أخرين في هذا الصف شعروا بذات الشي حتى ان تايلور الذي إستعاد نفسه كان ينظر نحو يوسكي بعيون ممتلئة بخوف ممزوج بالحماس
بدا أن يوسكي سيطر على عواطفه خلال ثوان قليلة أعاد الإبتسامة المشرقة الى وجهه بينما أصبحت عيناه أكثر هدوء كسطح بحيرة راكدة
" حسنا طلابي الأعزاء بما انني ربحت الرهان فأنتم جميعا ملزمون بحضور صفي و أنا اعدكم أنكم لن تندموا "
كان صوت يوسكي لطيف يحمل لمسة من الرقة و جعله يبدو أكثر موثوقية و مع ذلك لم تكن تعابير الطلاب جيدة فأغلبها مليء بعدم الرضا و لم يكن الأمر خفي على يوسكي
" ما خطب هذه التعابير أنتم رجال صحيح هل تريدون التراجع عن كلمتكم حتى مع وجود عقد دم قانوني "
لم يرد أحد فهز رأسه متظهار بالأسف وهو يتابع
" مؤسف جدا إعتقدت أن ورثة العائلات النبيلة أكثر موثوقية و عند كلمتهم من كان يتصور "
عند كلماته كان الكثير من الطلاب يصرون على أسنانهم بغضب و مع ذلك لم يتكلم أحد أبدا و برؤية ذلك تابع يوسكي
" حسنا لا خيار أنا شخص طيب القلب جدا أستطيع منحكم فرصة لإلغاء هذا الرهان بطريقة مشروعة تحفظ كرامتكم "
" حقا !"
هتف العديد من الطلاب بتعجب في حين نظر اليه البعض الأخر بتشكيك ما الهدف من الرهان اذا كان سيتخلى عنه ببساطة ؟!
" بالتأكيد هذا لتعرفوا كم أن معلمكم كريم و لطيف .. الأمر ببساطة إذا إستطاع شخص واحد منكم جعلي أعطيه علامة كاملة في أحد إختبارتي الشهرية سيلغى الرهان و يكون الجميع أحرار ما رأيكم "
" هل يمكننا إستخدام أي وسيلة ؟"
كان سام هو صاحب هذا السؤال لقد كان يستمتع بالوضع الحالي بشكل لا يصدق
هز يوسكي رأسه
" بالطبع الغش أو الحصول على الأسئلة أو حتى إقناعي بمساعدتك للإجابة أنا متشوق لرؤية الطرق التي ستستخدمونها لكن لا تستخفوا بي إتفقنا "
بطبيعة الحال بما ان جميع الطرق مباحة لم يكن لدى أحد أي إعتراض لكن تايلور الذي لا يعرف ما يحدث ضل يسأل
" أي رهان ماذا يحدث هنا ؟؟؟"
قبل أن يشرح له أحد سمع يوسكي يقول
" حسنا إذا بما أننا اتفقنا سأعيد تقديم نفسي من جديد "
إنتبه إليه الطلاب
" أنا يوسكي ليتر معلمكم الجديد لنحظى بسنة دراسية ممتعة معا "
..........................................
تسببت خطوات إليور السريعة في إنزعاج فيكتور أثناء مطاردته لذلك الأخير
" تمهل إليور انت تتحرك بسرعة مما تهرب يا صديقي "
توقف إليور عن السير و اعطى فيكتور نظرة منزعجة جعلة الأخير يضع أصبعين متقاطعين أمام فمه و هو يقول
" سأصمت سأصمت أنت مخيف عندما تكون غاضبا "
حسنا كان لقد كان غاضبا غاضب جدا في الواقع هو لا يعلم حتى ممن يجب أن يغضب من ذلك الحقير الذي عاد متأخر عشر سنوات أم منفسه الضعيفة التي كانت سعيدة حقا بعودته ذلك اليوم في المطار لا يزال يتردد في أحلامه و هذا ليس لأنه غاضب من يوسكي لكن لأنه غاضب من نفسه كيف لم يلحظ ألم يوسكي في ذلك اليوم هل لأن العينين اللتان نظر إليه بهما كانتا تعرضان لا مبالاة زائفة لإخفاء جراحه أم موقفه البارد الذي تخذه لحمايتهم لقد علم لاحقا بمقدار التضحية التي توجب على يوسكي دفعها و زال غضبه لكن كانت هنالك مشاعر مختلفة لا تزال عالقة في داخله تجعله محرجا و غاضبا حقا من مقابلته بعد كل تلك السنوات
" لما شردت فجأة إليور ؟"
رفع إليور عينيه نحو فيكتور قليل الصبر و كان على وشك الرد عندما سمعا صوت مألوف من نهاية الممر
" قلت لك لا أستطيع فعل ذلك لماذا علي أن أتفقد سيارتك اللعينة كل خمس دقائق ...
كان الصوت منفعل جدا
" قلت لك أنا لا أهتم هذه مشكلتك و يوسكي توقف عن إزعاجي ....
يبدو أن الطرف الأخر قاطعه بقول شيء ما مما جعله يهتف بغضب
" أنا لا أهتم نيل هل تعتقد أن الجميع عاطل عن العمل مثلك أنا شخص مشغول لا تزعجني "
أقفل الخط بسرعة وهو يزفر يضيق
" سيريوس "
إستدار سيريوس بسرعة في مفاجأة لكنه سرعان ما إسترخى عن رؤية الإثنين
" فيكتور إليور أنتما هنا لقد كنت أبحث عنكما "
" لقد قابلناه بالفعل "
" آه هذا جيد لقد طلب مني عدم إخباركم لجعلها مفاجأة "
تحدث آليور بقليل من السخرية
" لقد عاد أخيرا لكنه يحاول التصرف كأن شيء لم يحدث "
" لا تكن قاسيا إليور هذا ليس صحيحا "
دافع سيريوس عن بطله يوسكي بنبرة ثابتة و عند رؤية ان الأمر قد يتصاعد غير فيكتور الموضوع بسرعة
" هل كان نيل المتصل لقد عرفت ان هنالك شيء غريب عندما رأيت سيارته و تلقيت خمس عشر مكالمة فائتة منه "
" انت محظوظ لإغلاقك الهاتف ليتني أستطيع إغلاقه ايضا كان يزعجني منذ الصباح فقدت عدد المكالمات من كثرتها "
تذمر سيريوس بضجر مما جعل الأخيرين يبتسمان
" السيارة الحمراء الخاصة بنيل كنز أغلا من حياته لا يبدو لي انه قد يعيرها ليوسكي بطيب خاطر "
كان فيكتور يمسك ضحكته بصعوبة و قد فهم الموقف بينما إبتسم إليور بتسلية
" بالضبط و انا عالق الأن بسبب ذلك نيل يتصل كل خمس دقائق ليتأكد أن أحد الأوغاد الصغار لم يخدشها بالخطاء و يتواعد بتهديدات فارغة أو ينتحب بشكل مخزي "
تسللت ضحكت من الإثنين مما جعل سيريوس ينظر إليهما بإنزعاج
" أنتما لا تعرفان حجم المأساة التي أعيشها "
" أعرف صدقني عندما يبداء نيلسون في النحيب يمكنه الإستمرار لساعة كاملة "
رد فيكتور و تابع عنه إليور
" وفوق ذلك يتذكر ماضيه كله و يبداء بالندب على أشياء لم تحدث حتى "
" هل تعرفان انه اتصل بي ليشكوا ان كريس احتل منزله و سيصاب بالجنون انا من يجب ان أصاب بالصلع أو الجنون بسبب مكالماته "
انفجر الإثنان بضحك متجاهلين إنزعاج سيريوس لكنهما سرعان ما هداء
" بالمناسبة لما كريس في منزل نيل هل يريد صنع مشهد في منطقة الوردة السوداء ؟"
تسأل إليور بينما تابع فيكتور بإستمتاع مع ضحكة خفيفة
" هل ينوي القيام بأعمال شغب كان يجب أن يدعونا "
أصبح سيريوس أكثر جدية و هو يجيب
" في الواقع هو ذاهب لمحاولة إقناع نيل لمساعدته في إبعاد يوسكي عن هذا الصراع .... لقد حاول معي في الواقع لكنني رفضت ذلك أنا أتبع يوسكي لست مؤهل لتخاذ قرارت نيابة عنه "
كان الجو مختلف و الثلاثة جادين كان صوت إليور الهادئ يحمل لمحة من العصبية وهو يجيب
" إنه أحمق لمحاولته إقناعك أو الكلب الوفي نيل و مع ذلك فهو ليس مخطأ هذه معركتنا و ليست معركة يوسكي "
تحدث فيكتور بقليل من الغضب
" هل تقصد انك تنوي مساعدته "
كان سيريوس يحدق بإليور ببرود أيضا لكن الأخير نفى بهدوء
" لا انوي المساعدة هو لم يسألني في المقام الأول و أيضا أنا لا أهتم بحياة يوسكي لن اتدخل "
" إلى متى ستكذب على نفسك بهذه الطريقة إليور رغم معرفتك للحقيقة الكاملة "
كان سيريوس غاضب بعض الشيء و التفق معه فيكتور ضمنيا
" ماذا اذا تريد مني ان اذهب و أستقبله بعناق ثم نبكي معا و نتذكر الماضي بعدها نتبادل الإعتذارات و يعود كل شيء لما كان عليه أي نوع من الدراما الرخيصة هذه إذا أردت مصالتحه عن طريق دراما رخيصة سأختار ضربه أولا "
" لا أرى سبب لهذه السخرية إليور "
" أنا أيضا لا ارى سبب للعبه لدور البطل طوال للوقت ماذا يظن نفسه الجميع يأس أريد التضحية من أجلهم لكن كبطل تحت الستار هذا هو السيناريو التافه الذي صاغه يوسكي البطل الذي يحرك الخيوط في الظلام "
كان فيكتور هو من سيرد هذه المرة لكنه توقف عندما سمع نبرة إليور المكسورة وهو يتابع
"أنا أيضا اعي اهمية ما فعله في ذلك الوقت لكن لا أستطيع مسامحته و لا أستطيع مسامحة نفسي أيضا لقد فعلنا كل شيء معا يجب أن نتحمل العبء معا لكنه تصرف بأنانية من تلقاء نفسه"
خلال السنوات الماضية كان عليهم القتال و القتال ضد الكثير من الأشياء و منح العديد من التضحيات هو لم يعد معهم كان ذلك عبئ نفسي كبير بالنسبة لهم جميعا و لكنهم كانوا واثقين انه يبذل جهده في مكان أخر أيضا للمضي قدما
في أكثر الأوقات يأسا إعتاد التفكير أنه كان من الجيد أنه رحل لا داعي لأن يعاني بعد الأن و ربما يستطيع يوسكي نسيان كل شيء مع الوقت لكنه عاد مجددا عاد ليثبت أنه لن يتخلا عنهم ابدا كان سعيد برؤيته لكنه لا يريده أن يعود الى هنا الأن ليس في هذا الوقت المضطرب كم تمنى ان يكون الوقت الذي يعود فيه هو الوقت الذي يكونون فخورين فيه بإتمامهم الحلم الذي بدء منذ وقت طويل جدا
لم يكن لدى سيريوس أو فكتور أي رد كنا يعلمان بالفعل كل هذا انه فقط من الصعب إتخاذ قرار مناسب ليس بالنسبة الى من إعتادوا الأوامر فقط
تنهد إليور و تحرك مبتعدا عن الأخرين تبعه فيكتور بعد ان القى على سيريوس الوداع و قبل ان يبتعدا كثيرا سمعا سيريوس يقول
" لا تقسوا عليه كثيرا إليور لقد ذهب لزيارة أوساري بالفعل "
تجمد إليور و إلتفت الى سيريوس بعدم تصديق كما كانت الصدمة جلية على وجه فيكتور
" يوسكي فعل ذلك "
" لم أصدق أيضا في البداية لكن يوسكي يبدوا أكثر عزم الأن لقد تعاهدت له بولائي مجددا بالرغم من أنه لم يقل حتى الأن لكن أنتم أيضا تعرفون ذلك عليكم إختيار لمن ينتمي ولائكم قريبا "
" لدي إبنة الأن الوضع مختلف "
هذا ما قاله فيكتور وهو يغرق في التفكير برغم من ولائه ليوسكي إلا أن الظروف تغيرت
إكتفى إليور بهز كتفيه و متابعة السير بعيدا
.....................................
كان يوسكي يركض في الممرات الفارغة بعد نهاية الدوام متجها نحو العيادة المدرسية فقد أخبره سيريوس من قبل أن إليور يعود الى المنزل متأخرا دائما بعد نهاية الدوام و ربما قد يحصل على فرصة لمقابلته اذا أسرع قليلا و سيتمكن من توضيح كل شيء معه برغم من أنه مازال يجهل ما يجب عليه قوله لكن المواجهة أمر ضروري
وقف يوسكي أمام باب مكتب الطبيب و هو يلتقط أنفاسه و كان بإمكانه سماع صوت فيكتور المليء بالحيوية
" أنظر الى هذا اليور أميرتي الصغيرة هي الأجمل في المملكة صحيح "
جاء الرد منزعج كالعادة
" لقد سمعت هذه العبارة للمرة الألف توقف عن التباهي بإبنتك و تضييع وقتي الثمين "
رد فيكتور بسخرية
" تقول هذا لأنك تشعر بالغيرة أيها العازب المسكين لن تمتلك أبنة بجمال إبنتي أبدا "
رسم يوسكي إبتسامة و دفع الباب ليدخل و يقاطعهما قائلا بمرح
" تقول عازب مسكين أليس العبقري الصغير أكثر عازب مرغوب في مملكة رايدون بعد الأمير الأول "
شعر اليور بالقشعريرة عند سماع اللقب القديم
" يوسكي "
هتف فيكتور بسعادة و اندفع إليه في حين أدار اليور وجهه و لم ينظر إليه
تجنب يوسكي فيكتور بمهارة وهو يتذمر
" ليس مجددا لقد كدت تقتلني سابقا "
" متى فعلت ؟"
شعر فيكتور بالظلم لكن يوسكي تجاهله و هو يتقدم نحو اليور غير المبالي وقف أمامه ثم فتح ذراعيه و قال بإبتسامة لطيفة
" لقد عدت اليور الا تريد أن تعانقني "
نظر إليه إليور ببرود لكن يوسكي إستطاع إلتقاط عتاب خفي خلالها فتابع التحدث بهدوء و لا يزال يمد ذراعيه
" ألا ينوي أخي الصغير معانقتي يداي تعبة من الإنتظار "
تقدم إليه اليور ببطء فتسعت إبتسامة يوسكي لكن الأخير عندما أصبح أمامه مباشرة إنهال عليه بلكمة قوية لم يستطع يوسكي تفاديها بلأصح لم يحاول يوسكي تفاديها
لم يكتفي اليور بذلك بل تابع سيل اللكمات على صدر يوسكي بدون ان ينطق بحرف واحد لم يحاول يوسكي منعه و بتعد فيكتور عنهما ليقف بعيدا في زاوية هو لا ينوي التدخل بينهما فبعض الأمور من الأفضل أن تحل بهذه الطريقة
" انت وغد انت حقير ماذا تظن نفسك البطل وراء الكواليس تظهر و تختفي متى تحب "
كان صوت اليور لا يزال هادئ لكن لكماته أصبحت أقل قوة
شعر يوسكي بأسف شديد اليور كان احد أكثر الأشخاص الذين تأذوا كثيرا بسبب رحيله و فوق ذلك لم يكن وداعهما الأخير جميلا أبدا
" أنا أسف "
رد يوسكي بهدوء ليتوقف إليور عن ضربه و يرفع رأسه ناظرا في عيني يوسكي مباشرة لتلتقي حدقاته الرمادية الخافتة بحدقاة زرقاء عميقة لم تحتوي أبدا على تلميح للأسف
" أنت . .. أنت حقا "
ارتجف صوت اليور بشدة كان يعرف ذلك هذا الرجل وغد عديم القلب من المحال أن يندم أبدا ليس على قرار إتخذه بإرادته
امتدت يد يوسكي ببطئ لتمسك بمعصم اليور المرتجف راقب رد فعل اليور قليلا و عندما لم يبدي الأخير أي رد فعل تحدث ببطئ
" في الواقع .... أعرف أن أي كان ما أقوله الأن فهو عديم الفائدة ... لقد مرت عشر سنوات بالفعل "
" ماذا تقصد ؟"
" أقصد أن عليك أن تنسى اليور "
" انسى !؟"
انتفض اليور بغضب مبعدا يوسكي عنه لكن الأخير ظل ينظر اليه بثبات
" يجب ان تنسى لقد أصبحنا بالغيين الأن و تغيرت الكثير من الأمور أنا ايضا أحوال أن أنسى "
كان إليور غاضبا جدا الأن جذب يوسكي من ياقته و صرخ
" انسى ما الذي يجب ان أنساه موت أوساري موت راون موت المعلم دانيال موت العشرات من رفاقنا ماذا يجب ان انسى هلا أخبرتني ؟!"
" انسى غضبك "
ارتعشت شفاه اليور و لم يمنحه يوسكي وقت للرد
" لن تتمكن من الحكم بشكل صحيح قبل ان تنسى غضبك انا ايضا لم افعل لقد أخذ الأمر وقت طويلا جدا لا اعرف كيف ألت الأمور بتلك الطريقة و لا أعرف ايضا من يجب ان ألوم لكنني أعرف الأن الطريق الذي يجب أن أسلكه لقد عرفت أولويتي بعد أن نسيت غضبي الإستمرار في التفكير بالأمر ما هو الا بكاء على زجاج مكسور "
رد اليور بسخط مبتعد عن يوسكي :
" هل تعرف أن سيلينا الأن تنام في أحضان الجنون أهي زجاج مكسور أيضا "
كان هنالك إرتعاد طفيف في تلك العيون الزرقاء لكنه سرعان ما هداء حيث أجاب يوسكي هامسا
" لا ليس زجاج مكسور بل طائر مسجون في قفص من الكوابيس "
" هل تحاول لعب دور البطل مجددا "
" أفضل أن أكون الراوي هذه المرة "
" لا يوجد مجال لأن أصدقك "
" لقد وثقة بي من قبل و لا تزال تثق بي حتى الأن "
" أنت واثق جدا " سخر اليور بغضب
ليرد يوسكي بإبتسامة لم تبدو حقا كإبتسامة
" عكس ذلك كنت لتقطعني بمشرطك الفضي "
أخرج اليور من معطفه الأبيض مشرط فضي حاد بمقبض لامع نقش على حوفه زهرة( Veronica) بلون قرمزي ملفة للنظر ثم كانت حركات يده سريعة جدا حيث إستقر النصل الحاد على عنق يوسكي مسبب جرحا صغيرا
" اليور !"
هتف فيكتور بفزع و اراد التدخل لكن يوسكي اشار اليه بيده و لم يبدو عليه ادنى توتر كان لا يزال ينظر مباشرة نحو اليور
" إفعلها بسرعة اليور "
لم يترحك اليور فتابع يوسكي بإبتسامة لطيفة
" سأعد حتى العشرة اذا لم تقتلني سأعتبر هذا اعلان ولاء لي "
" انت تحب تفسير الأمور بطريقة ملتوية "
" انت محق "
لم يشعر يوسكي بالخجل من الإعتراف بطبيعته الماكرة علنا
وضع أصابعه على النصل الحاد وهو يتابع بتسلية
" انا اعرف انك لن تفعل ذلك أبدا أتعلم لما ؟ "
وصلت أصابع يوسكي الى زهرة (Veronica) المنقوشة على المقبض فتحسسها مستمعا
" ال(Veronica) في لغة الزهور تعني الولاء انها رمز عائلتك ايضا و انت تعاهدت بولائك لي منذ وقت طويل "
" ولائي مختلف عن الأعمى سيريوس و الأحمق نيل "
" أعلم ذلك انت لن تتردد في قتلي ان خالفت مبادئي هذا هو ولائك حمايتي حتى من أخطائي "
" هناك أحمقان فقط قاما بحمايتك من أخطائك وقد رحلا "
" هذا صحيح لذلك أحتاج إليك اليور احتاج الى شخص لن يتردد ابدا في قتلي "
انزل اليور مشرطه و اعاده الى مكانه لتتسع ابتسامة يوسكي في حين زفر فيكتور بإرتياح
" عليك ان لا تنسى كلماتك هذه يوسكي "
تقدم فيكتور من الشخصين و ربت على أكاتفهم بسعادة
" هل اعتبر هذا تصالح "
لم يرد اليور في حين اجاب يوسكي بسعادة
" سأدعوكما لتناول الطعام بهذه المناسبة و سأطبخ بنفسي "
لم يبدي اليور ردة فعل لكن فيكتور هتف
" هذا رائع مر وقت طويل جدا منذ أخر مرة تذوقت فيها طبخك "
أخرج يوسكي هاتفه و بدء بكتابة رسالة بسرعة ثم أغلقه ليعيده الى جيبه وهو يقول
" هيا بنا لنذهب معا أنا سأقود "
" أليست السيارة لنيل ؟"
تسأل فكتور مبتسما و لم يستطع اليور منع زاوية فمه من الإرتفاع
" لا تقلق لقد إستعرتها "
" بطريقة قانونية ؟"
" لدي أنا و نيل قاعدة غير مكتوبة تنص على أن ما هو ملكه ملكي أيضا و العكس غير صحيح "
شعر فيكتور بقليل من الشفقة على نيلسون لكنه لم يستطع مقاومة الضحك حتى اليور كان يضحك ثم قال بنبرة حاول جعلها محايدة
" أنت تتنمر على كلبك الوفي "
ضحك يوسكي
" أنا أساعده على الإستفادة من ممتلكاته على أكمل وجه العمر واحد كما تعلم "
هز اليور رأسه لقد فقد الأمل من وقاحة هذا الشخص منذ وقت طويل لا يمكنه الا الصلاة بصمت من أجل الكلب الوفي المسكين