Episode 09: Puppet theater 2
وقف الحاكم روليس قرب النافذ يتأمل المشهد الجميل خلفها و يستمع الى مساعده الذي يقف خلفه ببضع خطوات و يبلغه عن جدوله لليوم
كان المساعد ( رافيل ) يخدم الحاكم روليس منذ توليه السلطة قبل عشر سنوات حتى الان بكل تفاني و أخلاص برغم من أن عمره قد تجاوز الخمسين و برغم من أن حدقاته الرمادية قد ضعف بصرها و برغم من أن شعره الأسود قد غزاه الشيب و أحاله أبيضا إلا أنه لا يزال يخدم سيده بكل ما يملك من صدق و قوة لترتفع مكانته بسرعة في قلب الحاكم روليس من مجرد مساعد الى صديق وفي خاض معه مختلف معارك الحياة ... هنا في هذا القصر البارد حيث المؤمرات السياسية و مواقف الغدر و الخيانة شيء يومي يعرف روليس جيدا صعوبة ان تجد شخصا تأتمنه على حياتك و أسرارك و قد كان محظوظا جدا بوجود رافيل الى جانبه حتى الان
".... سيدي هذا هو كل شيء لليوم "
كان رافيل قد انتهى بالفعل من قراءة الجدول عندما كان روليس يهيم في أفكاره الخاصة لكن الأخير تجاوز الأمر و أشار بهدوء
" هل تمكنت من الإتصال بيوسكي "
" لقد تأكدت من معلومات الإتصال التي تركها السيد كريس و يبدوا أنها تخص هاتف غير مسجل لشخص أخر "
" هكذا اذا "
تنهد روليس ليقول رافيل بحذر
" هل علي استدعاء السيد كريس مجددا "
لوح روليس بيده وهو يبتسم بعجز
" لا داعي لذلك أولئك الأطفال لم يتغيروا ابدا انهم يحمون بعضهم البعض بأي ثمن "
" هل علي العثور على طريقة اخرى للإتصال به "
" لا أنا متأكد انه سيأتي لرؤيتي بنفسه عندما يحين الو..كح كح كح "
انتابته نوبة سعال شديد لتقطع كلماته
" هل انت بخير سيدي "
اقترب رافيل بذعر ليشير اليه روليس بيده وقد استعاد أنفاسه
" لا بأس كل شيء بخير "
" ولكن .."
هز روليس رأسه بسخرية لقد اعتاد على الأمر بأي حال هو يعرف ان وقته قد بات محدود و بسبب جبنه و عدم قدرته على إتخاذ قرار مناسب سيكون كل شيء في فوضى عندما يرحل لهذا يريد رؤية يوسكي قبل فوات الأوان انه الشخص الوحيد الذي يستطيع وضع الأمور في نصابها المناسب
سمعا فجأة طرق على الباب أعطى رافيل الاذن بالدخول لتدخل خادمة صغيرة في السن انحنت بسرعة امام روليس ثم قالت بنبرة متوترة
" صاحب السمو الملكي الفطور جاهز "
" يمكنك المغادرة لا رغبت لدي اليوم "
كان رد روليس باردا لكن الخادمة ترددت في المغادرة مما جعل رافيل يسألها
" هل هنالك شيء أخر "
" صاحب السمو الأمير الأول و صاحب السمو الأمير الثاني في قاعة الطعام ينتظرون سمو الحاكم "
ومضت الدهشة على وجه روليس لكن سرعان ما أخفاها و قال
" حسنا سأكون هناك "
انحنت الخادمة ثم غادرت بسرعة في حين لم يعد رافيل يستطيع إخفاء دهشته
" سيدي الحاكم هذا .."
" أعلم رافيل من النادر ان احظى بفطور مع ابنائي خصوصا كلاهما معا لنذهب دعنا لا نتأخر "
انحنى رافيل بسرعةوتبع سيده الذي كان مشغول البال وهو يفكر بأبنائه لديه ولدان و كلاهما لا يطيق رؤيته في الأوقات العادية و من المحال ان يأخذوا زمام المبادرة للقائه اذا لم يكن الوضع عاجل او رسميا و فوق ذلك بسبب اخفاقه كأب فهما لا يكرهانه فحسب بل لديهما علاقة معقدة ببعضهما لكنه لا يستطيع لومهم فهو ابن فاشل و زوج فاشل و اب فاشل ايضا و مع ذلك السبب في عدم اختياره لولي العهد حتى الأن هو انه يرغب و لو لمرة واحدة بأن يتصرف كأب مناسب و لا يرى ابناءه يقتلون بعضهم من أجل العرش
سرعان ما وصل الى قاعة الطعام حيث انحنى الحارسان امامها له بسرعة قبل ان يعلنا وصوله و يفتحا الباب
خلف الباب وقع في نظر روليس مشهد لغرفة فسيحة و فخمة متباينة الألون بين الأبيض و الأحمر توسطتها طاولة مستطيلة ضخمة توسطها كرسي ذهبي مخصص له و على الجانبين الأيمن و الأيسر كرسي الأميرين حملت الطاولة مختلف الأطباق ذات مظاهر فاتحة للشهية كما حملت مزهريات تحمل ورود حمراء و بيضاء فاخرة للزينة و كانت أدوات المائدة فضية اللون في تباين واضح مع المفرش الأحمر الذي يغطي الطاولة
على الكرسي الأيمن جلس شاب في الثانية و العشرين من العمر بشعر أسود كالفحم و عيون كرستالية تفيض بالحزم و كان يعطي شعور غريب بالهدوء و التفوق
عندما وقعت عينى روليس عليه شعر بمشاعر عديدة تنتابه أسف و ندم و شعور مميز بالخسارة و البعد هذا الطفل لا يعتبره ابدا والده صحيح ان روليس يملك مشاعر معقدة اتجاه والدة هذا الطفل تلك المرأة قوية الشخصية و ذات إرادة و عزيمة لا تهتز و ذات كبرياء يهز الأرض عام بعد عام طفله يشبهها اكثر و اكثر و مع ذلك هو حقا يحب هذا الطفل و يتمنى لو انه يستطيع تعويضه عن كل تلك المعانات التي عاشها بسبب طيشه
على الكرسي الأيسر جلس شاب في الثامنة عشر من عمره بشعر كخيوط الذهب و عيون زرقاء زرقة السماء مع جو ينضح بالبراءة و الطفولة
اذا كانت مشاعر روليس اتجاه ابنه الاول أسفا شديد فيمكن تسمية مشاعره اتجاه ابنه الثاني ندما حتى الموت فهو ابن المرأة التي أحبها بشدة و بنى كل أحلامه معها إمرأه منعشة كالربيع مشرقة كالشمس و رقيقة كنسمات الهادئة لقد فشل في حمايتها و حماية طفله ايضا و بسبب طيشه و جبنه كان على هذا الطفل ان يذوق مرارة اليتم مبكرا انه يعلم جيدا في قلب ابنه هذا لم يكن موجودا ابدا لقد مات منذ وقت طويل جدا
تنهد ثم حجب أفكاره وهو يرى ابناءه يقفون لتحيته وقد كانت نظرت الأول باردة في حين تجنب الأخر نظرته تماما
كانت تحية باردة تخطى روليس الرسميات ثم جلس في كرسيه و خلفه وقف رافيل حاول روليس رسم ابتسامة على وجهه و هو يقول
" مر وقت طويل منذ ان تناولنا وجبة معا "
تجنب الأمير الثاني نظرته في حين هز الأمير الأول رأسه و لم يعلق
شعر بقليل من الخسارة لكنه لم يعد يتكلم
بعد افطار هادئ بداء الخدم في جمع الأطباق في حين تحدث الأمير الأول بهدوء
" سمو الحاكم هناك موضوع أريد مناقشته معك "
شعر روليس بمرارة شديدة و تمنى لو يسمع كلمة ابي مرة واحدة منهما قبل ان يموت لكن كان عليه ان يتحلى بموقف ثابت الان و يقول
" ما الأمر ريكارد "
لم يكن لدى الأمير الثاني نية المغادرة و لا يبدوا ان الأمير الاول يمانع ذلك لقد اعتادا على معاملة بعضهما كهواء مع موقف ثابت يظهرانه ضمنيا أمام الغرباء
" لقد قررت إعلان خطوبتي قريبا "
لم يكن روليس وحده غير قادر على اخفاء صدمته حتى الامير الثاني (كولين) غير المقرب لشقيقه قد صدم لطالما كان ريكارد هادئ و ذكي و يحسب لخطوته ألف حساب من الصعب التصديق ان هذا القرار قد اتى فجأة خصوصا ان كولين يعلم اكثر من (والده الأسمي ) ان شقيقه واقع في حب شخص ما بالفعل
تدارك روليس نفسه و رسم إبتسامة سعيدة على وجهه ثم مد يده ليربت على كتف ابنه
" هذا رائع انت في سن مناسب للزواج سأطلب من رافيل اعداد قائمة بمرشحات مناسبات اذا لم تكن لديك فتاة محددة "
تفادى ريكارد يد والده بسرعة قبل ان تهبط على كتفه و قال بنبرة باردة
" لا حاجة الى ذلك جدي قد اختار مرشحة بالفعل "
كان روليس ينظر الى يده المعلقة في الهواء بمرارة ابنه يشمئز منه لدرجة تجنب لمسه و زادت كلمات ابنه هذه من ألمه ( ريتشارد سوفار ) لقد سرق منه ابنه بالكامل اذا كانت مرشحة اختارها فهذا يعني انه زواج سياسي بالكامل انه لا يريد لأبنه ان يكرر أخطائه
" هل انت واثق من ذلك ريكارد الزواج مسؤولية كبيرة لا داعي لأن تتزوج وفقا لتفضيلات جدك "
انه زواج سياسي ريكارد يعرف ذلك جيدا بعد اعلان الارتباط سيخسر فرصته و الى الابد في البقاء مع الشخص الذي يحبه و مع ذلك انه ضعيف الان و بدون دعم جده فقوته محدودة اذا أراد حقا حماية كنزه الثمين فسيتوجب عليه الأبتعاد عنه و الإعتناء به خلف الستار الى الابد
أخذ نفس عميق و قال
" صاحب السمو انا أريد هذا الزواج أنا مقتنع به "
نظر روليس مباشرة الى عيني ابنه تلك المشاعر العميقة للمراهنة على كل شيء انه يعرفها جيدا و مع ذلك هو لم يكن مقربا لإبنه كل هذه السنوات من الصعب جدا ان يتخذ دور الناصح الأن
حاول اظهار اكبر قدر من السعادة وهو يقول
" حسنا من هي الأميرة سعيدة الحظ "
نظر كولين الى والده الأسمي الذي يحاول التصرف بسعادة بسخرية ثم نقل نظرته نحو شقيقه بترقب هل اختار شقيقه التخلي عنها فعلا ؟!
في هذا الوقت كان ريكارد يمر بصراع داخلي عنيف في كل مرة يريد فيها فتح فمه تظهر في ذهنه صورة لشعر ذهبي طويل متموج و عيون زمردية تخطف الأنفاس مع إبتسامة مشرقة كالشمس انه يريد نطق اسمها على لسانه كما يفعل قلبه في كل نبضة و مع ذلك ( شد قبضته و حزم قراره ) عليه القتال في الطريق الذي اختاره و أول خطوة لذلك .....
" إنها الأنسة انجيلا من عائلة فالونيس "
عائلة فالونيس ؟! ما الذي يفكر به ذلك العجوز المجنون انها عائلة من نبلاء الوردة السوداء و فوق ذلك الحزب النقي انهم يمقتون التحالف كيف يمكن ان تقبل هذا الزواج
كان لدى روليس تعبير غير مصدق على وجهه وهو يردد
" هل انت واثق عائلة فالونيس هذا سيكون صعبا قليلا "
" أرجوا من صاحب السمو إرسال خطاب عرض الزواج الليلة و الان سأطلب الإذن من سمو الحاكم بالإنصراف لدي بعض الأعمال العاجلة "
برغم من ان ريكارد حافظ على مظهر هادئ و كريم الا ان الألوان كانت قد اختفت من وجهه و كان عقله يردد ان كل شيء قد انتهى الان و الى الابد
تأمل روليس حالة ابنه لبضع ثوان قبل ان يقول بهدوء
" حسنا يمكنك الذهاب "
عندما هم بالخروج أوقفه صوت كولين وهو يقول بنبرة ثابتة
" انتظر "
في العادة كان ليتجاهله لكن الان امام والده توقف و نظر اليه بنفاذ صبر ليضمه الأخير اليه بقوة تحت عيون والده و رافيل التي ستخرج من محجرها من شدة الصدمة
ظاهريا كان كولين يهنئ شقيقه العزيز لكنه في الواقع همس في أذنه بإزدراء
" لقد استسلمت حقا أصبحت دمية ريتشارد الجديدة "
رد ريكارد بهمس مماثل و نبرة سخرية واضحة
" لا يمكن لخليط دم قذر فهم عالم النبلاء "
كان رد كولين لاذعا
" اذا تركتها لأنها خليطة دم ايضا "
امسك ريكارد بياقة كولين بغضب ليسارع الأخير الى اصلاح الموقف امام والدهم قائلا بصوت واضح
" لا تغضب يا اخي انا أمازحك فقط ربما أشعر بالغيرة قليلا لأنك لم تعد عازبا كعتذار لما لا نشرب نخب خطوبتك الليلة معا "
كانت الكلمات الأخيرة محملة بلسخرية و مع ذلك ضبط ريكارد نفسه و اظهر إبتسامة هادئة
" بالطبع اذا كان لدينا وقت فراغ يا اخي الصغير "
" اذا سمو الحاكم سأطلب الإذن بالمغادرة ايضا "
تبع كولين خطوات شقيقه للمغادرة دون انتظار اذن والده حتى
بقي رافيل و روليس فقط في القاعة
انحنى رافيل بسرعة وهو يقول
" سيدي هل علي تأخير إرسال اقتراح الزواج "
هز روليس رأسه و قال بحزم
" لا أفعل ذلك الليلة و لكن لا تحدد موعدا للزفاف سنقيم حفلا لإعلان الخطوبة بعد فترة قصيرة حتى ذلك الوقت احرص على عدم تسرب كلمة واحدة حول الأمر أنا واثق ان ريتشارد سيفعل الشيء نفسه انا لا أفهم ما ينوي ذلك العجوز لعبه هذه المرة لكنني لن أسمح له بستغلال ابني في مخططاته حان الوقت لأتصرف كأب حقيقي "
" أمرك سيدي "
....................................................................
كان يوسكي يسير في الرواق بإتجاه صفه عندما لاحظ تجمع كبير امام باب الصف و كانت عبارات الهتاف و اللعن ترتفع وسط هذا التجمهر الكبير مما جعله يسرع الخطى ليفاجئ بالمشهد
كان كايتيل يقاتل ضد شاب بمثل طوله مع بنية جسدية متوسطة و شعر لوزي طويل قليلا يربتطه الى الأعلى و قد تناثرت بعض الخصلات منه بإهمال و كانت عيونه الرمادية تخترق خصمه بشراسة كان العداء واضح على وجهه كما ان اثار الضربات التي تلاقها كلاهما كانت واضحة
كانت حالة الفصل الذي اصبح موقع للمعركة سيئة ايضا المقاعد و الطاولات مبعثرة و بعضها مكسور و احدى النوافذ مخلوعة و هنالك ايضا تايلور الذي يقوم بلكم شاب واقع على الأرض بكل وحشية و لم يتخلف التؤام عن هذا القتال الا ان الأمر كان اسواء من جانبهم حيث شمل قتالهم العصي و الواح خمن يوسكي انها من المقاعد المكسورة و المتناثرة محاطين بمجموعة من الطلاب الشرسين و ما اثار دهشة يوسكي فعلا انه حتى الطالب سام الذي لم تبدوا عليه ملامح العنف سابقا كان متورط الان في هذا القتال ' انها فوضى بالكامل '
شعر يوسكي ان هذه ليست مدرسة للنبلاء بل (إصلاحية أحداث) لكن عليه ان يعترف بعض الطلاب هنا شتلات جيدة اذا حصلوا على بعض التوجيه المناسب ..
لسبب ما شعر يوسكي بالإثارة عند التفكير بالأمر لكنه سرعان ما هز رأسه و وبخ نفسه كيف يمكنه التفكير بهذه الطريقة انه معلم الأن و عليه ان يوقفهم و سرعان ما اندفع بسرعة عندما وقع بصره على ذلك المشهد !
..................................................................
لم يكن من عادة كايتيل الحضور الى المدرسة بعد يوم الافتتاح و حتى موعد الإمتحانات لكنه ملزم الان بعقد مزعج و كبرياءه لا يسمح له بتجاهله
بالتفكير في الأمر لقد بذل كل جهده للعثور على بعض المعلومات حول ذلك المعلم الجديد لكن جهوده كانت بلا فائدة تماما كما لو انه شخص غير موجود لا سجلات جامعية و لا اي نوع من المعلومات حتى عنوانه كان غير مدرج وهذا امر غير اعتيادي أليس نبيلا ؟ لكن تصرفاته وكلها و طريقة كلامه توحي بالعكس
عندما دخل الى الصف لاحظ وجود التؤام المتكبر و تايلور المزعج ايضا بالداخل ... تنهد بضجر معتقدا ان الأخير قد اتى من إجله لكنه و لأول مرة لم يبادر بطلب نزال معه بل الإلتصق بسام و صوته مرتفع مليء بالحماس وهو يستجوبه حول المعلم يوسكي
هز كايتل رأسه و اتجه نحو مقعده ليجلس عليه و يحني رأسه من أجل غفوة قصيرة
او هذا ما تمناه ففي اللحظة التي اغلق فيها عينيه سمع صوت ارتطام باب الصف- الذي تم اصلاحه حديثا - بقوة
فتح عينيه بكسل و عبس قليلا عندما راى زائر
كان شاب يقاربه في الطول بشعر لوزي و عيون رمادية حادة يرتدي قلادة فضية حول عنقه تدلى منها خاتم فضي جميل
رفع الشاب رأسه بكل غطرسة و كبرياء و تقدم مجموعة من عشرين شخصا يتبعونه بخنوع و قد تميز مزاج كل منهم بالقسوة و القوة
تنهد كايتيل بإنزعاج و عرف ان هذا الصباح لن يمر على خير ابدا في حين وقف تايلور و تقدم نحو المجموعة بإنزعاج
- هل تبحث عن المشاكل مجددا ( أوين ) أنا في مزاج جيد اليوم أنصحك بأن تأخذ كلابك المطيعة و تخرج من هنا في الحال
لم يكلف أوين نفسه عنا النظر الى تايلور في نظره هذا النوع من الحشرات لا يستحق إنتباهه لكنه ركز على غريمه الجالس أخر الصف و الذي ما لا يزال يتظار بعدم رؤيته
تقدم شخصان أمام أوين و وقفا في مواجهة تايلور مما جعل الأخير يصرخ بغضب
- هل تريدان القتال هيا
تدخل سام قبل ان يصبح الوضع أسواء ووقف بسرعة أمام تايلور
- لا قتال
ثم سرعان ما وجه حديثه نحو اوين
- الزميل أوين الفصول الرسمية ستبدأ قريبا الرجاء أخذ أصدقائك من هنا و عدم إثارة الفوضى
تحدث سام بلباقة و كان تايلور يغلي من الغضب لكنه قرر احترام سام و مع ذلك لم يتوقع ان اوين سيتجاهل سام تماما و يتقدم بخطى ثابتة متجاوز ايه و يبدو ان عينيه تركز فقط على كايتيل مجددا
إعترض التؤم طريق اوين مما جعل خطواته تتوقف نظر اليهما بنفاذ صبر سرعان ما تحول الى غضب عندما سمع سخرية أسلان
- انت ذاهب لتحدي كايتل هل وبخك والدك مجددا أم انك تشعر بالغيرة مجددا
تابع أرسيل ما بدأه شقيقه
- كيف يكون ذلك ممكنن يا اخي انه السيد الشاب الثاني لعائلة (فيليسلي ) لا يملك الكثير من المنافسين على عكس كايتيل لما قد يوبخه والده و لما قد يشعر بالغيرة صحيح اننا بذات العمر و انه لا يملك اي إنجازات تذكر و تتبعه مجموعة من كلاب الصيد عديمة الفائدة و قد كاد يتسبب في مقتل شقيقته سابقا لكن هذا كل شيء لما قد يعاني عقدة نقص من كايتيل
عند ذكر حادثة شقيقته تومضت عيون اوين بغضب شديد أمسك أرسيل من ياقته و سارع أسلان لدعم شقيقه و كان الثلاثة على وشك الدخول في صراع أوقفه تدخل سام مجددا حيث فصل بينهم وهو يحاول انقاذ الموقف
- النزالات غير الرسمية ممنوعة خصوصا في الفصول الرجاء التوقف عن احداث الفوضاء
لم يبدو على اوين الرغبة في التوقف و لم يتراجع التؤام ايضا و زاد تايلور و أتباع اوين بنظراتهم المتحدية و الشرسة من قوة الشرارة المنبعثة في الجو
في اللحظة التي اعتقد فيها سام انه سيفقد السيطرة وقف كايتيل من مكانه حدث صوت جذب انظار الجميع
كانت نظراته مليئة بلامبالاة تقدم نحو التؤام و نطق ببرود
- ابتعد
في العادة كان التؤام ليفتعلوا مشاجرة كبيرة لمثل هذه النبرة وهذا الأسلوب لكن اليوم لديهم عدوا مشترك و سيتغاضون قليلا عن تصرفات كايتيل
تحرك كايتيل متجاوزا التؤام و أصبح يقف مباشرة امام اوين الذي أصبحت هلته أكثر خطورة عند اقتراب كايتيل
- تحرك انت تسد الطريق
كانت نبرة كايتيل كسولة و لا مبالية لكنه كانت كفيلة بإستفزاز اوين بشدة
- ماذا اذا لم افعل كيف ستتصرف ايها السيد المزيف
أصبحت نظرة كايتيل أكثر حدة في حين اتى الرد الساخر من أسلان
- تذكرت يا اخي السبب الذي يوبخ من أجله السيد الشاب (فيليسلي) هو حقيقة انه لا يستطيع التغلب على المزيف
اعطى اوين اسلان نظرة حادة ثم استدار نحو كايتيل وقال
- سعيد بكلماته اذا دعني اخبرك شيء لطيف
اقترب اوين من كايتيل و همس في اذنه بشيء ما و لم يكن قد انهى اولى كلماته حتى لكمه كايتيل بشدة وعيونه شرسة مليئة بالغضب
سرعان ما اندفع اوين نحو الاخير و بداء بتبادل اللكمات ثم تدخل البقية و اصبح القتال كحرب شوارع عبارة عن فوضى عارمة و تدخل العديد من الأشخاص غير المعنيين زاد فقط من الفوضى
اعتاد كايتيل على القتال منذ كان في العاشرة من عمره حيث كانت البيئة التي نشاء فيها مميزة قليلا اما اوين فعلى الرغم من سرعة تحركاته و قوة قبضاته فهنالك فرق واضح في المستوى بينهما و برغم من ان القتال استمر لفترة ليست بقصيرة و قد احتشد جمهور كبير لمشاهدته الا ان كايتيل استطاع في النهاية طرح خصمه ارضا بضربة قوية بينما كان يلهث لإستعادة أنفاسه بينما هتف الحشد و هللوا لفوزه و سخرية من الخاسر
نظر كايتيل نحو اوين الملقى على الأرض قليلا ثم استدار لتفقد البقية لكن اوين المستلقي على الأرض في لحظة و قد تملكه الغضب و الذل التقط النافذة المكسورة و أراد ضرب كايتيل بها
في الحظة التي انتبه فيها كايتيل اليه بعد صرخات الحشد التحذيرية كان الأوان قد فات لتفاديه ...أغمض عينيه وغطى وجهه بيديه مستعد للضربة لكن مع انه سمع صوت تحطم الزجاج الا ان الألم المتوقع لم يأتي !
فتح عينيه ليصدم كما صدم الحشد من حوله بالشخص الذي اندفع مستخدما يده اليسرى لصد الضربة و حمايته
" انت ! "
نطق كايتيل بنبرة مذهولة ليلتفت يوسكي نحوه بإبتسامته المعتادة
" من المفترض ان تناديني بالمعلم "
ثم الستدار نحو اوين و لم تزل ابتسامته و وهو يمسك معصم اوين بيده غير المصابة
" هل يمكنك ان تنزل هذا الشيء الهزيمة محرجة قليلا لكن الغدر و خصوصا ان صدر من النبلاء عار حقيقي "
استفاق اوين من ذهوله عندما لمسته يد يوسكي و زادته كلماته احرجا رمى النافذة المكسورة جانبا بكبرياء و انفعال محاولا إخفاء احراجه ثم نظر الى الشخص الذي اعترض طريقه بتقييم
لا يبدو كبير في السين و يبدو انه قوي حقا فقد صبغ كم قميصه الابيض باللون الاحمر و تساقطت قطرات الدم على الأرض لتكون بقعة متوسطة لكن وجهه لم يظهر ايا من أمارات الألم كان هادئا وصوته متوازن و متماسك
نطق اوين بنبرة استجواب
" من انت كيف تجرؤ على المقاطعة "
" مقاطعة لقد انتهى هذا القتال عندما سقط على الارض "
سخر يوسكي ثم استدار نحو الاخرين و قال
" أزيلوا تلك الأشياء من أيديكم ايضا تايلور ابتعد عن الفتى"
سرعان ما نفذ البقية أوامره بسرعة في حين نظر اليه تايلور و سام و التؤام بنظرة مذنبة حتى كايتيل تجنب عيون يوسكي التي تجوب الجميع
تقدم سام ببطء و تحدث الى يوسكي بنبرة قلقة
" معلم ذراعك عليك علاجها بسرعة انها تنزف "
لم يستطيع كايتيل منع نفسه من الكشف عن تعبير قلق و مذنب وهو ينظر الى ذراع يوسكي التي تنزف بغزارة
" انها بخير افضل ان اعرف كيف بداءت هذه الفوضى "
قبل ان يجيب اي احد اقتحم سيريوس المكان راكضا بسرعة تبعه رجل سمين أصلع بشارب ذهبي و عيون بنية عميقة كان يلهث خلف سيريوس كان هذا هو مدير الأكادمية (جويل فالور)
اجتاحت عينى سيريويس المكان قبل ان يصيح بغضب
" ماذا حدث هنا ؟!"
سرعان ما لاحظ ذراع يوسكي فتقدم اليه مسرعا وهو يهتف بقلق
" يوسكي هل انت بخير كيف حدث هذا "
" لا بأس كل شيء بخير "
" اي خير اذهب بسرعة الى إليور و عالج ذراعك انها تنزف بغزارة قد يكون الامر خطيرا "
عندما سمع المدير جويل ان القتال بين وريث (فيليسلي) و وريث (مالودين) كان خائفا حتى الموت كلتا العائلتين قوية و لا يمكن الإساءة اليها لذلك قرر عدم تصعيد الامور مثل هذه القتالات حدث يومي في هذه المدرسة فكر ان بإمكلانه انهاء الامر بخطاب اعتذار رمزي لكن الأن بالنظر الى حالة الفصل و تدخل اطراف اخرى سيكون هذا مستحيل تماما !
في اللحظة التي وقع فيها في اليأس سمع صوت سيريوس القلق و وقعت عيناه على الشاب الواقف وسط هذه الفوضى اذا لم تخنه الذاكرة فهذا هو المعلم الشاب الذي اصر سيريوس على تعيينه لم يهتم به حقا فلخفيته عامة ضعيفة تماما فجاءة خطرت فكرة في باله و اصبح يوسكي كحبل نجاته الأخير تقدم نحوه و صرخ بغضب
" ما الذي تفعله انت معلم لكنك شاهدتهم تشاجرون بل و اصبحت طرف في هذه الفوضى لا يمكن لوم الأطفال اذا كان معلمهم مهمل و غير مسؤول سأحملك كامل المسؤولية لما حدث اليوم انت مفصول "
ثم استدار نحو سيريوس و قد وجدها فرصة رائعة لإذلاله
" لقد وثقت بك سيد دي ماكسيون لذلك وافقت على عمل هذا العامي هنا لم اتوقع ان تخيب املي بهذه الطريقة سيكون من الصعب الثقة في قراراتك في المستقبل "
كان جويل يشعر بنشوة الاتصار على سيريوس لأول مرة لطالما اراد قول مثل هذه الكلمات له لذلك لم يلاحظ النظرة الساخرة في عيني يوسكي و سيريوس
قبل ان يقوم اي منهما بالرد انطلقت ضحكت ساخرة من جميع أرجاء الصف ايقظت جويل من لذة انتصاره و جعلته ينظر الى الطلاب بغضب
" ما المضحك ؟! "
نظر اليه الطلاب بسخرية في حين تحدث سام بأدب ظاهري وهو يخفي ازدراءه
" حضرة للمدير انت تفهم الأمر خطئا المعلم يوسكي وصل في الوقت المناسب تماما لإنهاء القتال و لم يكن طرف فيه "
توقف سام عن الكلام عندما سمع اسلان يقول بإزدراء واضح
" ذراعه مصابة ليس لأنه شارك في القتال لكن لأنه قام بحماية كايتيل عندما حاول اوين تهشيم وجهه بالنافذة الملقاة هناك "
تابع أرسيل
" اعتقد انك تعلم جيدا قوة العائلتين اذا كان اي شخص اخر فلن يحاول الوقوف في وجه السيد الشاب فيلسلي لكن المعلم يوسكي فعلها هل تملك الجرأه ايضا مديرنا العزيز "
تحدث تايلور ايضا
" ام انك تفضل ان تشاهد فقط كيف سوف تفسر الأمر لعائلة مالودين اذا كان كايتيل قد اصيب "
تحول وجه المدير جويل من الاحمر القاني الى الازرق الى الأرجواني بسبب الأحراج و خصوصا عندما قابلت عيناه عيون سيريوس المستهزاء و سمع الهمسات الساخرة من حوله
" انت ..! انتم !.."
نظرا لأنه لم يجد ما يقوله تحدث سيريوس بهدوء
" حضرة المدير نظرا لأن الوضع معقد سأهتم بهذا الأمر بنفسي "
كان معنى سيريوس واضحا انه ليس خائفا و لا ينوي ارضاء اي من العائلتين لذلك هو مأهل للتعامل مع الأمر أكثر من مديره عديم الفائدة ... لم يكن المعنى مخفيا على احد و كان وجه جويل يتوهج من الغضب لذلك صرخ في سيريوس في غيظ
" اذا افعل ذلك "
ثم غادر المكان بخطوات غاضبة في حين التفت سيريوس نحو جميع الطلاب و قال بنبرة باردة
" من بدأها ؟"
تقدم اوين و كايتيل معا و هتفا في وقت واحد
" انا "
" ياله من شيء تفخران به لتتنفسى بهذه الطريقة على تحمل اللوم "
سخر يوسكي لكن رد اوين كان غير مبالي
" لقد اتيت الى هنا بحث عن قتال "
نطق كايتيل ببرود و ما تزال عيناه تتجهان بلا إرادة نحو ذراع يوسكي المصابة
" اللكمة الاولى لي "
" هذا جيد اتبعاني كل من شارك في القتال ايضا "
تحدث سيريوس بهدوء لكن يوسكي سرعان ما أوقفه
" تمهل سيريوس هل يمكنني التعامل مع طلابي بنفسي "
تبادل سيريوس و يوسكي نظرة قصيرة قبل ان يتنهد سيريوس
" حسنا فقط عالج ذراعك بسرعة .. اوين احضر أصدقائك و اتبعني بالنسبة للمصابين ليذهبوا الى العيادة اولا أراهن ان إليور سيكون سعيدا جدا عندما يرى هذا العدد"
بعد مغادرة سيريوس نظر يوسكي نحو طلابه بصبر و قال
- يمكن للأشخاص غير المتورطين في القتال العودة الى المنزل اليوم من المستحيل ان نحظى بدرس وسط هذا المكان "
نطق يوسكي بإزدراء و عيناه تجوب الصف فهلل العديد من الطلاب بسعادة و هم يغادرون و لم يبقى سوى كايتيل و تايلور و سام و التؤام و لسبب ما لم يغادر لويس ايضا بالرغم من انه لم يشارك في القتال و عندما وقعت عينى يوسكي عليه رفع حاجبه متسأئلا ليرد الأخير بهدوء
- اريد ان تعلمني شيء ما مهاراتك كانت رائعة بالأمس ايضا انا لم انسى الوعد
ابتسم يوسكي
- حسنا يمكنك البقاء
ثم تحدث مع البقية بصرامة
- سأذهب للتعامل مع هذه اولا
رفع يده المصابة
- تريد منا تنظيف الصف
هتف تايلور بستنكار ليرد يوسكي بسخرية
- جميعكم أشخاص بالغون و لديكم ايدي قوية لا تتوقعوا ان ينظف شخصا اخرى الفوضى التي تحدثونها خلفكم لذلك أسرعوا و بداءوا التنظيف و الا لن يكون اسلوبي لطيف معكم
برغم من عدم رضاهم الواضح على و جوههم الا انه لم يجراء احد على الأعتراض مما جعل يوسكي يبتسم برضى و ينظر نحو لويس
- اتبعني لويس
..................................................
في العيادة
كان إليور يتمتم بغضب ' كم هو يوم مزدحم و مجنون ' و هو ينتقل بسرعة لمعالجة المصابين و عند رؤية يوسكي يدخل من الباب هتف بغضب
" علمت ذلك لن تكون يوسكي اذا لم تسبب مشكلة ليوم واحد "
" توقف عن للمبالغة انت تظلمني ذراعي تؤلمني "
تقدم إليور لفحص ذراع يوسكي بسرعة ثم سخر بغضب
" من الجيد انك تذكرت القدوم لعلاجها ربما كان عليك امضاء المزيد من الوقت في التسكع ثم إستئصالها تماما "
رد يوسكي بضجر
" توقف عن توبيخي إليور انا احاول تجهيز نفسي لما سيقوله نيل لا داعي لأن تبداء ايضا "
هز إليور رأسه بعجز ثم بدا بمدواته بينما وقف لويس جانبا يشاهد بصمت
بعد ان انتهى إليور من علاج يوسكي قال
" حسنا لقد انتهيت ابقها بعيدة عن الماء و تجنب إستخدامها تماما ايضا تغيير الضمادة امر مهم لمنع الألتهاب و..."
قاطعه يوسكي بإشارة من يده
" حسنا حسنا اعلم انك طبيب توقف عن التباهي بمعرفتك هذا مزعج "
ضرب إليور كتف يوسكي بقوة ثم ابتعد بغضب بأي حال هذه ليست اول اصابة ليوسكي هو يعرف جيدا كيف يتعامل مع مثل هذا الجرح البسيط كما يعتقد
إستدار يوسكي نحو لويس بإبتسامة و قال
" احضرت حاسوبك صحيح سأعلمك اليوم شيء ممتع ان نفذته سأفكر بجعلك تلميذي رسميا "
............ ......... .
الصف A_3
لم يتوقف احد انه في يوم من الأيام سيتمكن من رؤية ورثة أقوى العائلات النبيلة ممسكين بممسحة و يحاولن اكتشاف الطريقة الصحيحة لإستخدامها و مسح الأرض كان هذا مشهد صادما تجنبه العديد من الطلاب بوعي
إلقى ارسيل الممسحة بغضب و هو يصرخ
" سحقا كيف يعمل هذا الشيء !"
" يبدو اننا لن نتمكن من المغادرة قبل حلول الظلام لقد مرت ساعات و لا يوجد اي تقدم في التنظيف "
تذمر تايلور بضجر ليرد أسلان بإنزعاج
" هل يمكنك إعادة الباب الى مكانه تايلور من المحرج جدا ان يرانا الأخرون هكذا "
كان كايتيل ينظف بصمت و بدى شارد يفكر في شيء ما و مع ذلك كانت تحركاته سلسلة جدا كأنه معتاد على التنظيف اما سام فقد كان يعرف ايضا لكنه تعمد اخفاء ذلك كي لا يشك الأخرون لكن عند تفكيره بهوليس الذي ينتظره و هذا التنظيف الذي قد يستمر حتى المساء قرر ان يعطي هؤلاء الورثة المدللين بعض التلميحات
- ماذا عن تغيير الماء تايلور لقد لاحظت انك تستخدم نفس الماء منذ بداءت التنظيف
- اه الأن فهمت لما تعود الأوساخ مجددا
هز سام رأسه بتعب ثم نظر نحو التؤام و قال
- ما رأيكم بتقسم العمل سأتولى و كايتيل مسح الأرض بينما يقوم أسلان و أرسيل بتنظيف النوافذ و تركيبها كذلك الخزائن أخر الصف أما تايلور فيمكنك حمل الأثاث المحطم و أجزائه خارج الصف سيصبح الأمر أسهل بهذه الطريقة
سرعان ما التفق الجميع و بدأوا التنفيذ و مرة ساعتان بسرعة و اكتمل التنظيف تماما
عندما دخل يوسكي الصفي هتف بإعجاب
" ليس سيء بالنسبة الى اطفال مدللين مثلكم "
" حسنا لقد انتهى العقاب هل يمكننا المغادرة "
تحدث اسلان بنفاذ صبؤ ليجيبه يوسكي ببساطة
" متى قلت ان التنظيف هو عقابكم هل انتم اطفال في الإبتدائية "
" اذا لما اجبرتنا على تنظيفه "
" أليس هذا واضحا لأنكم المتسببون في الفوضى "
" انت مخادع "
قبل ان يستمر الشجار بين يوسكي و التؤام تقدم كايتيل من يوسكي بخطوات سريعة و أمسك ذراعه المصابة بحذر و همس بتردد
" ذراعك بخير ؟"
يمكن ليوسكي ان يرى بوضوح ان هذا الطفل الذي يخفي قلقه بقناع بارد يشعر بتأنيب ضمير شديد أراد يوسكي مضايقته قليلا لكنه سرعان ما تخلى عن الفكرة و قال
" انها بخير "
بدا كايتيل متشابك قليلا قبل ان يقول بكبرياء
" لو لم تتدخل بما لا يعنيك لما أصبت بهذه الطريقة "
لم يكن يوسكي غاضبا من كرة الكبرياء هذه ضحك و هو يرد
" لم يكن شيء لا يعنيني انا معلم الان و انت الطالب الذي أشرف عليه ليس عليك ان تكون ممتنا ايضا انها وظيفتي "
حدقت تلك الحدقات الكهرمانية بعمق في عيني يوسكي الزرقاء كأنها تريد تأكيد شيء ما و لم يقصد يوسكي تجنبها ابدا
ابتعد كايتيل اخيرا وهو يشعر بقليل من ثقة نحو هذا المعلم الجديد ربما.... ربما لا يكون شخص سيء !همس بتررد اثناء ابتعاده
" شكرا "
ابتسم يوسكي و قال
" الأن طلابي الأعزاء إشرحوا لي ما حدث "
استمع يوسكي بهدوء و تولى سام زمام شرح ما حدث بدون زسادة او نقصان و في نهاية نظر يوسكي نحو كايتيل و قال
" لن أسألك كيف إستفزك لكن أنظر الي و اجبني بصراحة "
ركزت نظرت يوسكي على عيني كايتيل وهو يسأل
" هل ندمت على لكمه ؟"
رد كايتيل بثقة و دون تردد
" لو عاد بي لوقت للكمته بقوة أكبر "
" أفهم ذلك لكن بصفتي معلم لا أستطيع إبداء اعجاب بسلوكك كايتيل لقد اتصل بي سيريوس قبل مدة قصير و اخبرني انه حل الأمر مع اوين بجعله يشارك في ترتيب الملعب طوال الشهر القادم بصراحة انها عقوبة خفيفة و اعلم جيدا انه لن ينفذها بنفسه حقا بأي حال لا أنوي معاقبتك بشيء أشد لذا أمل أن تقوم بترتيب المخازن مع المدرب فيكتور طوال الشهر المقبل و سأكون سعيدا لو نفذت هذا العقاب بنفسك "
هز كايتيل رأسه علامة على الموافقة في حين تحدث يوسكي نحو البقية
" بصراحة لا أجد مبرر واحدا لمشاركتكم في القتال عاقب سيريوس بقية المشاركين بأعمال تطوعية و خطاب اعتذار حتى لو امرتكم بكتابة واحد فعلى الأرجح انكم ستسلمونه دون معرفة محتواه لذلك و لشهر القادم انتم معاقبون بتنظيف هذا الصف يوميا "
" هذا غير عادل "
إستمر التذمر لفترة طويلة لكن عند رؤيتهم ان يوسكي لم يبدي اي علامة للإهتمام بادروا بالمغادرة بغضب و تذمر و كان أخر من خرج هو سام
قبل خروجه إستوقف يوسكي
" سام انتظر لم ارى هوليس اليوم هل هو بخير "
تردد سام قليلا قبل ان يجيب
" بخير لقد اصيب بنزلة برد و قد يتغيب غدا ايضا "
" هكذا اذا "
" المعلم هل غادر لويس المدرسة "
" اجل اعطيته واجب منزلي و يبدوا انه عاد للتدرب عليه "
" فهمت أراك غدا معلمي "
سرعان ما خرج سام من الفصل و اخرج هاتفه لإجراء اتصال
" مرحبا لويس هذا انا سام "
"......."
" لا تبقى صامت فحسب احتاج مسعادتك لويس "
ظل لويس صامتا ثم قرر اغلاق الخط لكن بدا ان سام قرأ أفكاره
" لا تغلق الخط الأمر متعلق بهوليس "
عندما تأكد يام من ان الطرف الأخر الغى فكرة اغلاق الخط تابع بحذر
" اسمع الامر بدأ عندما ......"
حكى سام كل ماحدث للويس فبرغم انهما بالكاد مقربان الا ان هوليس يملك علاقة جيدة بلويس منذ انا كنا طفلين و بالتالي لن يتجاهله الأخير عندما يكون في مشكلة او هذا ما ظنه سام
" يبدو الأمر خطير لا تتصل بي .."
" تمهل تمهل هوليس صديقك ايضا لدي خطة جيدة و احتاج مساعدة صغيرة منك ان كنت تستطيع اسمع خطتي ثم احكم"
صمت لويس كإشارة لسام للمتابعة فسترسل الأخير في شرح خطته بالتفصيل ثم سأل بقلق
" ما رأيك ؟"
صمت الطرف الأخر مطولا قبل ان يرد
" أمهلني يوما واحدا قد اتمكن من فعلها "
هتف سام بحماس
" هذا رائع ماذا عن الغد بعد المدرسة سأجد بعض الثغر اليوم"
" لا مانع "