The Escape 1

كان سام يراقب عقارب الساعة بضجر وهو ينتظر انتهاء الصف ... اليوم كان اول صف رسمي للمعلم يوسكي و على عكس ما توقعه الجميع كان عاديا و ممل جدا و مع ذلك فيما عدا هوليس و لويس لم يتغيب احد كانوا جميعا فضوليين حول المعلم اللذي ظهر من العدم و اصبح محور اهتمام الاكادمية كلها بعد يومين فقط من وصوله خصوصا بعد انتشار اخبار القتال بين كايتل و اوين و لعل السبب الاكبر في حضورهم يرجع لعدم وجود اي معلومات حوله انتمائه ماضيه عائلته كل شيء كان عناوين مختصرة و غير واقعية و الغموض الاكبر حوله علاقته بنائب المدير و المدرب و الطبيب الأكادمي الجميع يعرف انه شخصيات ليس من السهل التواصل معاها لكنه يدعوهم بالأسم الاول فقط !

نظر سام الى مقعد لويس المتغيب لليوم الثاني ثم تنهد و نقل بصره نحو يوسكي الواقف امام السبورة بإبتسامته الانيقة المعتادة و شرح شيء ما عن مبادئ الكيمياء لم يكن سام في مزاج لفهمها

اخيرا رن جرس و تسارع الطلاب للخروج دون انتظار اذن يوسكي حتى و مع ذلك لم يكن غاضبا لكنه ابتسم بعجز

بالطبع استغل البعض الفرصة و احاطوا به بحجة التعرف على معلمهم الجديد لكنه كان بارعا جدا في التهرب من أسئلتهم الحساسة و ابتعدوا اخيرا في احباط ليحيط به ثلاثة اشخاص عابسين كانوا التؤام و تايلور

جادل التؤام معه مجددا لإعفائهم من تنظيف الصف في حين كان تايلور يصرخ من اجل نزال مع يوسكي و يبدو انه نسي منافسته لكايتل هذه الايام

حزم كايتيل حقيبته بهدوء و خرج من الصف لأداء عقابه مع المدرب فيكتور في حين اقترب سام من يوسكي و الثلاثة الاخرين و قال بضجر

" يكفي تايلور الا ترى يد المعلم المصابة ليس من اللائق مقاتلة شخص مصاب "

تنهد تيلور و كانت عيناه تحملان تلميح من الخسارة و يبدو انه قد نسي بالفعل يد المصابة في حين نظر سام الى يوسكي وهو يقول

" المعلم ارجوا ان تسمح لي بالمغادرة اليوم و اعدك بأنني سأقوم بواجب التنظيف غدا وحدي "

كان التؤام على وشك الانفجار في بداية كلماته لكن عند سماعهم الجزء الاخير لمعت عيونهم بسعادة

" حقا لا يمكنك التهرب لاحقا "

رد التؤام في نفس الوقت ليطرق يوسكي على رؤسهم بخفة وهو يضحك

" انا المعلم هنا "

نظر اليه التؤام بتعبير مظلوم لكنه تجاهل ذلك و نظر نحو سام بجدية وقال

" هل كل شيء بخير سام ؟"

إرتبك سام قليلا لكنه ظل يجب

" بالتأكيد انا متعب قليلا فقط "

يوسكي ليس غبيا ليصديقه فتابع السؤال

" هل الأمور مع هوليس بخير "

هذه المرة كانت هنالك خوف واضح و تردد في عيون سام لكنه حاول الحفاظ على ضبطه وهو يقول

" بالتأكيد انه مريض قليلا شقيقه تقدم بطلب إجازة قصيرة بالفعل "

نظر اليه يوسكي مطولا و شعر سام كما لو انه قد تمت الرؤية من خلاله لذلك تراجع خطوة للخلف و مع ذلك ابتسم يوسكي و قال

" حسنا اذا مادام كل شيء بخير يمكنك الذهاب اليوم و التعويض غدا "

تحرك سام بسعادة نحو الباب لكن اوقفته كلمات يوسكي الحازمة و الهادئة

"سام أعلم انه من الجيد ان تتعلم الاعتماد على نفسك في سن مبكرة لكن من الجيد ايضا طلب المساعدة من شخص راشد عندما تصبح الامور صعبة "

استدار سام لتقابل عيناه عيني يوسكي الزرقاء الحازمة

"بالطبع الثقة بالراشدين شيء صعب و حيانا خطر لذا اختر شخص يهتم لأمرك حقا "

صمت سام قليلا و خفض بصره ثم سأل بنبرة هامسة

" ثم ماذا افعل اذا لم اجد مثل هذا الشخص الذي يهتم بي "

" عندها اختر فحسب شخصا من واجبه ان يفعل "

ذهل سام قليلا و بدا انه لم يفهم لكنه سرعان ما ضحك

" حسنا سأفعل شكرا لك معلمي "

و غادر مسرعا بحماس في حين ظل التؤام الذي سمع المحادثة بالكامل و تايلور ايضا ينظرون نحو يوسكي بثبات

" حسنا حتى لو نظرتم الي هكذا لن اعفيكم من التنظيف "

لم يعلق اي منهم في البداية وظلت نظرتهم كما هي

كان اسلان اول من كسر الصمت بقوله

" انت حقا معلم غريب "

.................................................... .. . .......

قصر عائلة (دراموند)

لم يمضي وقت طويل منذ حصول ماري على وظيفتها في هذا القصر و على عكس الخدم الاخرين هي لا تمتلك خلفية جيدة او مهارات مميزة يمكن القول ان قبولها للعمل هنا كان نوعا من المعجزات لذلك تتعرض دائما للتنمر من قبل زملائها في العمل خصوصا الخادمات اللواتي اتين للعمل هنا من اجل فرصة للحصول على قلب السيد الشاب لهذا المنزل ماري لا يمكنها فهم ما تفكرن به هذه الخادمات فعلى حد علمها سيد هذا المنزل يملك خطيبة جميلة قابلتها ذات مرة و لكن يبدو ان سيدتها المستقبلية لا تحبها كثيرا و ماري يمكنها تفهم ذلك فبعد تعيينها سرت بعض الشائعات في القصر و رغم انها لم تتخطى عتبة القصر الا انها اثرت على حياة ماري بشدة و مفاد هذه الشائعات انه سيد القصر لاحظ انسة شابة ذات عيون عسلية و شعر بلون البندق اعجب بها وسمح لها بالعمل في قصره بالرغم من انها بلا تعليم و تنتمي لأهلك الأحياء الفقيرة كانت تعلم انها هي بطلة هذه الشائعة لكنها لا تعلم ابدا كيف بداءت و انتشرت صحيح انها لا تعلم سبب تعيين السيد هيكان لها لكنها لم تلقى منن اي معاملة تفضلية بال بالكاد نظر اليها اثناء مقابلة العمل التي قام بها كبير الخدم

تنهدت بتعب و هي تتابع عملها في تعليق الغسيل ليقاطعها صوت احد الخادمات من خلفها

" ماري ماذا تفعلين الم اطلب منك تنظيف مدخل الباب الخلفي انه زلق سيغضب كبير الخدم "

كان كبير خدم القصر مشهور بكونه مهووس نظافة و كان يلقي بأشد العقوبات على المقصرين انه يحب التأكد من ان واجهة المنزل نظيفة جدا حتى انه يتحقق من مداخل الأبواب بين الحين و الأخر

الباب الخلفي لإستعمال الخدم و مع ذلك منذ ان بداءت ماري العمل هنا و زميلاتها يلقين عليها بهذا النوع من الأعمال

حاولت ماري الابتسام في وجه زميلتها وهي تقول

" سأفعل في الحال "

" اذا اسرعي "

تنهدت ماري بتعب ثم حملت دلو كبير من الماء و اتجهت نحو الباب الخلفي لكن عندما قامت بفتحه زلت قدمها و اندفعت الأمام لتصتدم بشخص امامها و يسقط دلو الماء البارد فوقهما

شعرت ماري بقليل من الألم وهي تحاول النهوض لكنها لاحظت انها لا تجلس على الأرض الصلبة بل جسد ناعم !!!

تحتها أستلقى صبي وسيم على وجهه تعابير الألم قفزت ماري بعيد عنه بسرعة وهي تهتف بحرج

" أسفة انا أسفة لم اقصد انا "

اتسعت عيناها بذهول عندما التقت بعيني الصبي الأرجوانية الفاتنة المختبئة خلف تلك الخصلات الفضية المبتلة كانت زاوية عينيه حمراء قليلا كما لو كان على وشك البكاء ام الثياب المهتراءة التي يرتديها غارقة كليا في الماء جعلت مظهره مثيرا للشفقة و بطريقة ما فاتن فاتنا جدا

احمر وجه ماري عندما ادركت ما كانت تفكر به ابعدت عينيها عنه وهي تهمس بخجل

" هل انت بخير "

كان صوت الصبي هادئ و مغناطسي عندما اجاب

" انا بخير ماذا عنك انستي ؟"

بدا الصبي محرجا و لم يستطيع قلب ماري الا ان يخفق بقوة لمثل هذه الصورة اللطيفة للصبي

لاحظت ماري عربة الخضار التي كان يجرها الصبي و بدت مألوفة جدا لها ثم تذكرت الرجل العجوز الذي يوصل الخضار كل يوم فسألته بتردد

" انت هل انت ابن العجوز الذي يوصل الخضار "

" هذا صحيح انستي انا اسف لم اقصد الاصتدام بك والدي كان متعب اليوم وهذه هي مرتي الاولى في هذا العمل "

" لا لا انا من اصتدمت بك ارجوك سامحني هل والدك بخير ؟"

" اه سيكون بخير ... اتمنى... اذا اعذريني انستي ان ههه اتشوه "

عطس الصبي عدة مرات مما جعل مظهره مثير للشفقة اكثر من ذي قبل خصوصا بعد الإحمرار الخافت على مقدمة انفه لم تستطع ماري المقاومة و تذكرت المنظر المريض لإخوتها الصغار ربما كان في سن احدهم لقد تبلل بسببها و عليها تحمل المسؤولية امسكت ماري يد الصبي بقوة فرتسمت ملامح الرعب و المفاجأة على وجه الصبي مما جعل قلب ماري يتألم فحاولت ان تجمع كل الحنان في نبرة صوتها وهي تقول

" تعال معي يجب ان تجفف نفسك سأعطيك شيء اخر لترتديه تعال بسرعة "

" لكن يا أنسة " أظهر الصبي بعض لتردد مما دفع ماري للقول

" اذا مرضت الان فلن تتمكن من مساعدة والدك صحيح لأجل والدك تعال معي "

" شكرا جزيلا على كرمك يا انسة "

متجاهلة انها مبلتة ايضا قادت ماري الصبي الى الداخل و نحو مبنى الخدم

....................................

علم سام جيدا ان محاولت اقتحام قصر عائلة دراموند يعد ضربا من الجنون و مع ذلك ما جعله يجرؤ على ذلك هو ان لديه بطاقتين رابحتين مخبره السري " هوليس "و GPS الخاص به لويس و الذي يستطيع سماع صوته من السماعة داخل اذنه حيث همس بغضب

" ايها الأحمق هل انت واثق من خطتك ؟"

لم يرد سام لكنه ابتسم بعجز هذه الخطة وضعها بعد مراقبة الوضع اليومين الماضيين و التشاور جيدا مع هوليس و حسب المعلومات التي حصل عليها هدفه المثالي هو خادمة عينة حديثا تدعى 'ماري ليوت ' ليس لديها اي مميزات خاصة و لا تزال جديدة لمعرفة قواعد عائلة دراموند جيدا كما يبدو انه لا يوجد من يأخذها على محمل الجد هذه الفتاة تقوم بتنظيف المدخل يوميا في نفس الوقت و بروتين ثابت حيث تلقي دائما التحية على بائع الخضار العجوز و تبتسم لبعض الأطفال الصغار و احيانا توزع عليهم بعض الحلوى قبل العودة الى عملها لذلك و بعد التحقيق قليلا اكتشف سام انه يمكن ان يستخدمها كثغرة للدخول و قد حدث ما توقعه فعلا و ها هو الان يسير داخل قصر دراموند

نظر سام نحو ماري التي ترتعش من البرد و هي تقود الطريق امامه و شعر ببعض الذنب لإستخدام فتاة بريئة مثلها

لاحظت ماري نظرته فأنزل رأسه بسرعة لكنها ظنت انه خجول جدا فربتت على رأسه بلطف و هي تقول

" لا بأس كدنا نصل "

كان مبنى الخدم منفصلا عن القصر الرئسي لكنه يشترك في الحديقة دخل سام المبنى المكون من طابقين خلف ماري التي اقتادته الى الطابق العلوي وضعت ماري بعض الملابس القديمة امام سام و قالت بحرج

" انا أسفة لكن لا أملك الا هذه انها تخص احد اخوتي الا بأس بذلك "

اخذ سام الملابس و ابتسم بإشراق

" لا مانع شكرا جزيلا لك لإقراضها لي "

ثم تظاهر بالحرج وهو يقول

" يا انسة انت ايضا مبتلة و..."

ابعد عينيه بحرج مما جعل ماري تنتبه ان قميصه المبتل يصبح شفاف قليلا إحمر وجهه بشدة و التقطت بعض الملابس و هي تقول بصوت شبه مسموع :

" سأغير ملابسي من فضلك انتظرني هنا اذا رأك كبير الخدم ستحدث مشكلة "

هز سام رأسه بطاعة لتغادر ماري مسرعة و قد احست ببعض الراحة

عندما عادت ماري كان سام قد اختفى فشعرت بالذعر لكنها سرعان ما وجدت ملاحظة صغير تركها لها

" الأنسة اللطيفة لا ارغب بأن تقعي في المتاعب بسببي لذلك سأعود اولا ايضا لقد تأخرت عن عملي شكرا على الملابس سأغسلها جيدا قبل ان اعيدها اليك في المرة القادمة "

تنهدت ماري براحة بعد قرأت الرسالة و شعرت ان هذا الولد لطيف جدا من المؤسف انها نسيت سؤاله عن اسمه

...................................................

على الجانب الأخر كان سام مشغول بإتباع أوامر لويس و تسلل داخل القصر

" ماذا تفعل يوجد حارسان امامك اختبئ في الممر على اليمين و كن حذرا زاوية كاميرا المراقبة ستشملك ان تأخرت اكثر "

" تقدم الى الأمام يوجد خادم واحد هناك يجب ان تكون حذرا "

التسلل الى قصر دراموند كان اصعب بكثير مما تخيله سام و مع ذلك كان يحاول تنفيذ أوامر لويس بحذافيرها بينما سأله :

" بالمناسبة هل انت قادر على تعطيل كاميرات المراقبة ؟"

" عشر ثوان هي اقصى مدة استطيع توفيرها لك كل مرة و الا قد ينتبه احد و عندها سأقع في مشاكل كبيرة "

سام لا يستطيع انكار ذلك فعلى عكسه لويس نبيل اذا كشف تورطه في هذا الامر ستصبح مشكلة بين عائلة دراموند و عائلة بولتون و سيكون ذلك خطيرا جدا

" بما تفكر كن حذرا امامك "

تجنب سام الخادم بسرعة و تنهد وهو يهمس

" أسف "

" اتعرف المعلم يوسكي مذهل انه يستطيع السيطرة على جميع كاميرات المراقبة في المدرسة في نفس الوقت نحن في مستويين مختلفين لكنني اطمح للتغلب عليه يوما ما "

'متى اصبح لويس كثير الكلام ' فكر سام لكنه ظل يجيب

" فقط اعمل بجد و الان ركز معي هنا "

" حسنا يجب ان تكون غرفة لويس في نهاية الممر على اليسار في هذا الطابق لذا اسرع "

تحرك سام حتى نهاية الممر ليلاحظ باب بني فخم يقع في نهاية ممرا طويل لم يكن امامه اي حراس في كاميرا مراقبة على جانبي الباب

" هل تستطيع فعلها لويس انها اللحظة الحاسمة "

" حسب ما قاله هوليس الباب ليس مقفلا لأن شقيقه واثق بأنه لا يملك الجرأه للهروب الامر يعتمد على سرعتك انها عشر ثوان خمسة عشرة كحد اقصى اركض بأقصى ما يمكنك سأعطي هوليس اشارة لفتح الباب "

" حسنا لنبدا "

" عند الثلاثة ١.٢.٣ انطلق "

ركض سام بسرعة و اقتحم غرفة هوليس بالكاد على الوقت

استقبله هوليس و احتضنه بقوة وهو يهتف بسعادة

" رائع انت هنا حقا !"

اجاب سام بين لهاثه

" توقف انت تخنقني "

انتزع هوليس السماعة من اذن سام و هتف بفرح

" شكرا لك ايضا لويس "

" ان صرخت مجددا سأقفل الخط "

" اسف اسف "

التفت هوليس نحو سام

" اذا ما الخطة كيف سنخرج "

" اولا كيف لا يوجد كاميرات مراقبة في غرفتك "

" انا لست سجينا لما سيراقب اخي خصوصيتي انه حجر منزلي فحسب بأي حال الخطة؟ من المحال استخدام الباب الساعة تكاد تكون الرابعة سيصبح الخدم اكثر انشغالا و اكثر انتشارا في المنزل سيكون الخروج في الممرات صعبا اذا لم يكن مستحيلا "

استلقى سام على سرير هوليس الذي يتوسط الغرفة و اجاب بتعب :

- انها بسيطة سنقفز من النافذة

- مجنون انه الطابق الثالث

- لا تقلق احضرة بعض المعدات و ليست المرة الاولى لي لمثل هذه المخاطرة انا لست مثلك ايها السيد المدلل

- يبدو انك نسيت ان هدفك هو اخراجي

قبل ان يرد سام هتف لويس مقاطعا الاثنين :

- شخص ما قادم

- ماذا ؟!

هتف الإثنان بذعر

- ماذا نفعل الان

- سأختباء في الحمام

- لا اختبئ تحت السرير

- لا احب الأماكن الضيقة و المظلمة

- لا وقت لسماع تفضيلاتك اتريد ان تصبح طعام للكلاب اسرع

دق دق دق

" السيد الصغير سأدخل "

كان هذا صوت كبير الخدم العجوز

استلقى لويس فوق السرير و حمل كتاب بيده عدل نظارته قليلا ثم اخذ نفس عميق و رد بفتور

" ادخل "

...............................................................

استقرت سيارة سوداء بشكل جميل في موقف سيارات اكبر مشفى في العاصمة و نزل منها شاب وسيم يرتدي معطف جلدي أزرق و يحجب ملامحه بقناع أسود اما عيناه الزرقاوين مخبأتان خلف نظارة شمسية انقية كان يبعث بمزاج مميز و ملفت للأنظار اثناء سيره نحو الداخل

التقط هاتفه ثم طلب رقم معين سرعان ما اجاب الطرف الاخر من الرنة الاولى

" يوسكي ؟"

" انا في المشفى الأن ما رقم غرفتها ؟"

" هل جننت؟! ابقى مكانك و لا تتحرك اتفهم !"

" لا تعرف حسنا لا خيار سأسأل الإستعلامات "

" 250 جناح vip خاص لن يكون من السهل الدخول ارجوك لا تثر ضجة و انتظرني "

اغلق يوسكي الهاتف من دون اعطاء الطرف الاخر اي اجابة ثم تابع سيره نحو وجهته و على و جهه نظرت حازمة

...................................................

جناح vip الغرفة 250

كانت الغرفة كبيرة جدا و واسعة مزينة بالكامل بأثاث أبيض اللون و جدرانها مطلية باللون الأبيض انقسمت الغرفة الى جزئين غرفة استقبال انيقة و غرفة داخلية توسطها سرير متوسط الحجم بملاءات بيضاء فوقه جلست فتاة جميلة جمال الأميرات في الحكايات بشعر بلون الذهب و عيون زرقاء تتلألأ كما الأحجار الكريمة لكن الموسف انها كانت خالية من الحياة تراقب الفراغ بشرود أمتلكت الفتاة قوام هزيل و بشرة شاحبة رغم صفاءها و شفتين بلون الكرز و مع ذلك كان وجهه الساحر خاليا تماما من التعابير كما لو كانت صورة رسمها رسام مبدع لكن بلا روح

من سيصدق ان هذه الأميرة الجميلة كانت على هذه الحال منذ عشر سنوات

فتح باب الغرفة ببطء و مع ذلك لم تبدي الفتاة اي رد فعل مستمرة في التحديق في الفراغ بشرود

تقدم يوسكي عبر الغرفة البيضاء و على وجهه تعبير لا يوصف تأمل الفتاة الجالسة لبعض الوقت و كان رأسه فارغا كليا لا توجد كلمة يمكن ان يقولها الان وهو يقف امام حبه الاول الذي أذاه بشدة " سيلينا "

تقدم منها ببطئ ثم جلس على السرير قربها و مع ذلك لم يصدر منها اي رد فعل

تنهد يوسكي بأسف ثم نزع نظارته الشمسية نظر الي عينيها بعيون حزينة نادمة و حاول منع الإهتزاز في صوته و هو يهمس بشوق

" سيلينا "

لم ابدي الفتاة اي رد فعل و لم تنظر اليه حتى و مع ذلك لا يبدو ان يوسكي يمانع فقد تابع كلامه بهدوء

" سيلينا هل تتذكريني انه انا يوسكي "

في اعماق سيرينا لطالما كانت محاصرة في ضباب تكافح لتذكر ذاتها تكافح لإستعادة ذكرياتها و مع ذلك لطالما كان لا جدوى و سرعان ما اصبحت تغرق في فراغ بدون مشاعر او ذكريات لكن فقط كلمة واحدة " يوسكي " هذا الأسم يمكنه ان يعيد اليها اسواء كوابيسها حتى لو كانت لا تتذكر بمجرد سماع هذه الحروف يمكنها شم رائحة الدم و البارود تحت المطر انها لا تتذكره لكنها لن تنسى ابدا الرعب الذي تشعر به

لم ترد لكن نظرتها اصبحت عليه مما جعل شفته تهتز بقلق و مع ذلك تابع

" سيلينا لقد استغرق عشر سنوات لكنني عدت "

" انت لا تبدين اي رد فعل الجميع يقولون انك فقدت عقلك لكنني اثق ان هذا غير صحيح لطالما كنت قوية و اثق جيدا انه مهما كانت صعوبة ما مررتي به فلن تفقدي نفسك "

سيلينا في ذكريات يوسكي فتاة مشرقة كالشمس حيوية كالرياح مشاعرها تظهر على وجهها بسهولة و ابتسامتها تجعلك تشعر بالحياة

لذلك هو يأمل من أعماق قلبه ان يكون جوهرها حيا و ان تكون قادرة على التعافي و النهوض من جديد

" سيرينا من اجل روان من اجل اوساري عليك ان تستيقظي"

ربما بسبب اسمه كان للأمر بعض التأثير اهتزت تلك العيون الزرقاء

" يوسكي "

" اجل انه انا "

" يوسكي "

" سيلينا "

نظر يوسكي الى عينيها ليلحظ نظرة هسترية ترتسم بها و هي تهمس بهدوء

" اعده الي "

" سيلينا ارجوك "

اصبح يوسكي قليلا من رد فعلها لكن صوت سيلينا اصبح اقوى و هي تهتف بهسترية

" اعده الي أتوسل إليك أعده الي "

كانت تصرخ بهسترية ثم تدخل في نوبة بكاء مما جعل يوسكي مرتبك و خائف اراد ان يقترب لتهدئتها لكنه يعلم انه لا يملك الحق في ذلك ثم لا حظ اصوات الأطباء يقتربون مما جعله يبتعد مسرعا و قد شعر بألم و خيبة أمل كبيرة

..................................................

2022/05/08 · 77 مشاهدة · 2985 كلمة
Queen
نادي الروايات - 2025