episode 014 : The Escape 2
" اتقول انكم لا تعرفون السبب و لديكم الجراءة للإدعاء انكم افضل اطباء العاصمة يالوقاحة "
في غرفة 250 استلقت سيلينا نائمة على السرير بعد ان تم حقنها بجرعة مهدئة في حين وقف شاب بشعر بلاتيني و عيون تشتعل غضبا اما مجموعة من الاطباء اللذين يحنون رؤوسهم امامه بعجز و خوف
" سيدي الشاب "
بدا احد الأطباء بحذر
" في الواقع خلال السنوات الماضية لم تبدي الأنسة اي نوع من الإستجابة العاطفية بغض النظر عن العلاج حتى اثناء التنويم المغناطسي لكن اليوم ردت الفعل هذه تشبه ردت فعلها عندما كانت تعاني من الكوابيس في الماضي "
" كوابيس ألم يتم علاج ذلك في جلسات التنويم المغناطسي"
" ه..هذا صحيح الامر هو نحن نشك انها تعرضت لنوع من تحفيز القوي سبب لها نوعا من الصدمة لكن الغريب هو كيف التقت بهذا النوع من المحفز اعني نحن نحرس الانسة دائما و نتناوب على العناية بها بإنتظام لذا يصعب تفسير كيف حدث الامر "
اخفض الطبيب رأسه في نهاية كلماته في حين تراجع الشاب عن مجموعة الأطباء و جلس على الكرسي قرب السرير ثم اعطى المساعد الواقف قربه تعليماته
" تحقق من كاميرات المراقبة في الممر و ايضا استجوب الحراس بسرعة "
حنا المساعد رأسه بسرعة
" في الحال سيدي "
لم تمر نصف ساعة حتى عاد المساعد و على وجهه إمارات القلق
" سيدي الشاب هناك مشكلة في كاميرات المراقبة بالممر يبدو انها تعطلت في وقت ما "
" جميعها ؟! كيف لم ينتبه احد ؟"
" ربما لأنها كانت تعمل بشكل طبيعي في الصباح الرجال في حجرة المراقبة يجهلون ايضا كيف حدث الامر "
" ماذا عن مناوبة الحراس ؟"
" قال الحارس انه قد شعر بالغثيان فجاءة و اضطر الى الذهاب الى الحمام و قد ترك حارس أخر ليناوب مكانه لكن الغريب في الأمر ان جميع الحراس الاخرين قد انكروا استلام مناوبته اظن ان شخصا ما قد تسلل الى هنا لكن كيف تمكن من خداع حارسا مدربا جيدا يجب ان يكون شخص خطيرا جدا اظن انه انه لم يبتعد كثيرا سأنشر الرجال للعثور عليه "
" لا حاجة الى ذلك لن تعثروا عليه ابدا "
ابتسم الشاب بسخرية و بدا عليه انه فهم الأمر بالكامل همس لنفسه بزدراء
" متسلل ! شخص خطير كلا انه ليس كذلك "
" سيدي الشاب ؟!"
" انه شخص وقح لديه الجراءة ليس مرة بل مرتين "
هتف الشاب بنفعال قبل ان يدخل في نوبة ضحك ساخر
" هذا رائع رائع جدا لم يتغير انه وغد يعيش بحرية كالمعتاد "
التفت نحو الأطباء و قال بنبرة قاسية ساخرة
" هل تريدون ان تعرفوا سبب النوبة التي اصابتها انه بسيط جدا لقد رأت كابوسها يتجسد امامها في الواقع "
سرعان ما سيطر على انفعالاته و كل ما بقي كان القسوة و البرود في عيونه نظر نحو الجميلة المستلقية على السرير ثم امسح على جبينها بخفة همس لها :
" اطمأني يا اختي سأجعل كابوسك يختفي و الى الأبد هذا وعد "
..................................................
" اخيرا عثرت عليك "
هتف اليور وسط لهاثه وهو ينظر نحو يوسكي المستلقي تحت شجرة في حديقة المشفى و حوله انتشرت عدة علب فارغة من الكحول
" انت تشرب في حديقة مشفى هل فقدت عقلك اخيرا "
فتح يوسكي عينيه و نظر نحو اليور ببرود
" لا رغبة لي في رد على سخريتك هذه "
" هذا غريب لطالما احببت السخرية من الاخرين... "
" اخبرتك انني لست في مزاج جيد اليور "
"بأي حال ما الذي دهاك لقد الغيت موعدنا ثم اتيت الى هنا وحدك و رفضت مساعدتي لا استطيع فهم ما تفكر به "
لم يرد يوسكي فتنهد اليور بتعب ثم تقدم نحوه و قام بسحب ذراعه وهو يقول بهدوء
" انهض لا يمكنك القيادة بهذه الحالة سأوصلك "
سمح يوسكي لأليور بسحبه ثم تحرك الأثنان في صمت نحو مرآب السيارات
" ألن تسألني عما حدث ؟"
كان يوسكي اول من كسر الصمت و مع ذلك تجنبت عيناه عيون اليور ببراعة
ابتسم اليور بسخرية و هو يرد
" لا حاجه الى ذلك بالنظر الى الفوضى التي يسببها دانيال و رجاله في المشفى الان من الواضح ان الأمور لم تسر كما تريد "
توقف يوسكي عن السير و نظر في عيني اليور مباشرة
" ما فعلناه في ذلك الوقت هل سبق ان ندمت عليه "
صمت اليور قليلا ثم اجاب بهدوء
" لقد شعرت في كثير من الأحيان ان الأمور كانت لتأخذ منحى مختلف لكن انا حقا لم اندم على ذلك لقد قمنا بالصواب "
" الصواب " ردد يوسكي بنبرة ثقيلة هذه الكلمة تحمل عدة وجهات نظر
استطاع اليور ان يشعر بضطراب افكار يوسكي و لم يكن منه الا محاولة اراحته فأشار الى احد المباني البعيدة التابعة للمشفى و قال بنبرة واثقة
" ذلك المبنى يستخدم لعلاج عامة الشعب كما يوفر يومين في الأسبوع لعلاج الفقراء مجانا و يوجد به العديد من المتطويعين و يوجد مثله في أغلب مستشفيات العاصمة هل تعتقد حقا انه يمكن ان يتواجد لو كانت الأمور هي نفسها قبل عشر سنوات في كل مرة افكر فيها بالتغيرات الكبيرة التي حدثت اعرف اننا كنا على صواب ربما سلكنا الطريق الخاطئ احيانا لكن هدفنا و انطلاقتنا لم تكن خطأ ابدا
اثق انك تشعر بذلك ايضا "
انه يدرك ذلك ايضا بغض النظر عن التضحيات و بغض النظر عن الأشخاص الذين تأذوا بشدة فقد فعلوا ما يجب عليهم فعله
برغم من صمته تابع يوسكي سيره الى الامام بعيون مليئة بالعزم و الثقة جعلت اليور يبتسم بخفة و يتبعه بسرعة
بعد ركوب السيارة خيم صمت ثقيل على الأثنين مجددا كان اليور هو من يقود بينما القى يوسكي برأسه الى الخلف و اغمض عينيه ثم همس بعد فترة
" اليور "
" همم انا اقود الان لا تلهني "
" لا تكن مملا "
" السلامة اولا "
" كيف اصبحت بتلك الحالة ؟"
اوقف اليور السيارة فجأة مما دفع بيوسكي نحو الامام و كاد ان يصتدم بالزجاج التفت نحو اليور بغضب لكن الاخير كان يرمقه بغضب اكبر فقد صاح في وجهه بسخط
" أحقا انت لا تعرف كيف ؟!"
" ليس الأمر أنه ليس لدي فكرة لكن اخر مرة تحدثت معاها كانت ايضا اخر مرة تحدثت فيها مع اوساري "
" كريس اخبرني انك ذهبت سرا لرؤيتها قبل رحيلك "
" كريس الثرثار ... هذا صحيح لكنها كانت نائمة اطلعت على التقرير الطبي كان انهيار عصبي لم اعتقد ان الامور اصبحت بهذا السوء "
" لم يخبرك نيل او سيريوس عن ذلك "
" كانت فترة صعبة لم استطع التواصل مع سيريوس لخمس سنوات اما نيل فأنت افضل من يعرف كيف اصبحت علاقتنا في تلك الفترة "
" لكنه تبعك في النهاية "
" هذا صحيح و مع ذلك تجنبنا ذكر هذه الأمور تماما اظنه كان يحاول مراعاتي "
" مثير للشفقة "
تذمر اليور وهو يعيد تشغيل السيارة ليبتسم يوسكي بخفة لكنه سرعان ما رسم تعبير جاد عندما بدا اليور شرح ما حدث
" انت محق لقد اعتقدوا انه انهيار عصبي لكن الوضع كان اسواء من ذلك فعندما استيقظت بعد عدة اشهر لم تتذكر اي شيء كانت تعاني نوبات هلع هسترية و كوابيس طوال الوقت لم تتعرف على احد حتى دانيال حتى انها لم تعد قادرة على النوم اما دانيال فأنت تعرف ما كان عليه مواجهته في تلك الفترة لم يكن قادر على البقاء بجانبها و كانت الامور تصبح اسواء بسبب اعداء ميلر و في للنهاية كان لابد من استخدام التنويم المغناطسي للتخلص من الكوابيس و هذا هو التحسن الوحيد في حالتها طوال تلك السنوات "
" تبدو مطلعا جيدا على حالتها اعتقدت ان دانيال كرهك ايضا "
" انت محق لم يكن يطيق رؤيت اي منا بعد ما حدث لكن كريس اصر على حماية سيلينا في تلك الفترة و في النهاية كان على دانيال قبول المساعدة و بدا ايضا انه لا يمانع وجود كريس كان في وقت يحتاج فيه كتف يتكئ عليه ...بأي حال بعد ذلك اصبح من الضروري التناوب على حمايتها و كنت الخيار الوحيد المتاح لكريس بالطبع تسبب دانيال في المشاكل في البداية لكنني لم اضع مستوى تفكري مع ذلك الطفل الغاضب لاحقا عندما اصبحت طبيب بداءت بمتابعة حالتها لكن نظرا لأن حالتها عقلية اكثر من كونها جسدية لم يكن لدي الكثير لتقديمه "
" انا افهم "
وضع يوسكي يده على رأسه و تنهد يتعب وهو يفكر انه سيمر وقت طويل قبل ان يرى ابتسامة سيلينا الجميلة مجددا لكنه و بالتأكيد سيراها سيفعل المستحيل من اجل انقاذها عليه لقد قطع وعد و عليه ان يفي به
" لا اعرف بما تفكر لكن لا تتهور اليوم اثرت غضب دانيال و لا اظنه سيبقى هادئ "
كلمات اليور اعادت يوسكي الى الواقع فلتفت نحوه و قال بمرح
" لا تقلق لا نية لي في ازعاج دان اكثر يجب علي تقديم وقتي لطلابي الاعزاء "
" دان ! اذا سمعك دانيال تناديه بذلك فسيموت من الغضب انت حقا تتصرف كأن شيء لم يحدث دعني احذرك يوسكي لديك بالفعل الكثير من الأعداء و انت مستمر بصنع المزيد و يوما ما ستتحطم بسبب ذلك اظنك جربت هذا من قبل "
" شكرا على النصيحة عزيزي اليور لكن الست من يجب ان يقلق اكثر مني انت لا تملك اعداء فحسب بالأسرار ايضا اسرار خطيرة بشكل خاص "
" انت حقا !"
" انا لا احب ان تتدخل في حياتي الخاصة اليور سأحب لو تراعي ذلك في المرة القادمة "
كانت نبرة يوسكي باردة و عرف اليور انه تخطى الخط و مع ذلك ان استمر يوسكي بتصرفاته هذه سينبه الأخرين لوجوده لا محالة و عندها سيكون من الصعب حقا حمايته
.................................................
عندما دخل كبير الخدم الغرفة كان كل شيء يبدو طبيعيا جدا
" هل تريد شيء انه ليس وقت العشاء حتى ؟! "
تذمر هوليس بنبرة ضجرة في محاولة لإخفاء توتره لكنه جعل كبير الخدم يشعر ببعض الشك
" السيد الصغير في مزاج جيد اليوم في العادة كنت لتتجاهلني "
" أريد التركيز على كتابي و وجودك يزعجني "
" سأخرج بسرعة سيدي الصغير لكنني اريد تفقد الخزانة اولا"
" الخزانة لماذا ؟!"
توجه كبير الخدم نحو الخزانة و فتحها وهو يقول بلطف
" اعتقد ان الكثير من ملابس السيد قد اصبحت قديمة ماذا عن الخروج نهاية الأسبوع للتسوق "
تحرك هوليس من السرير نحو خزانة الملابس و اغلاقها لتصدر صوت قويا و هو يهتف ببعض الغضب
" شكرا لكنني احب ملابسي الحالية "
تحرك كبير الخدم نحو الحمام و قام بفتحه و القاء نظرة سريعة وهو يقول
" هل السيد الصغير جائع هل احضر لك اي شيء "
" لا اريد شيء اخرج من غرفتي فحسب انت تخرب مزاجي"
" السيد الصغير عصبي جدا اليوم "
تحرك كبير الخدم نحو السرير و تسبب صوت الخطوات المقتربة في جعل قلب سام يتخطى الأيقاع و هو يصلي بشدة ان لا ينظر تحت السرير في حين تحرك لويس ووقف في وجه كبير الخدم و قال بنبرة باردة و هادئة
" انا لا افهم معنى هذا التفتيش لكنك تتخطى الحد "
" لا افهم ما يقوله السيد الصغير لما قد افتش غرفتك "
" لست غبيا كف عن اللف و الدوران اذا كان لديك شيء قله مباشرة و الا سأخبر اخي انك تقلل من احترامي لا تنسى انني دراموند ايضا انا سيد و انت خادم و لا حق لك في تفتيش غرفتي "
انحنى كبير الخدم بسرعة و تحدث بنبرة رسمية معتذرة
" انا اسف ارجو ان يعذرني السيد الصغير لم اقصد ابدا إهانة السيد اردت فقط التأكد من راحته لكن اذا كان السيد الصغير لا يزال غاضبا فسأقبل اي اجراء يتخذه "
كانت عيون هوليس لا تزال حازمة لكن نبرته اصبحت اخف حين تحدث
" فقط اخرج اريد ان احظى ببعض الراحة و ارجو ان لا يتكرر هذا السلوك مجددا "
" شكرا لكرم السيد الان اعذرني "
خرج كبير الخدم مغلق الباب خلفه في حين سقط هوليس على السرير و تنفس الصعداء
" اه كان هذا وشيك "
خرج سام من تحت السرير و رمى نفسه قرب هوليس وهو يهتف بسعادة
" لقد كنت رائعا لم ارى هذا الجانب منك من قبل "
" انا ايضا لم اعرف انني امتلكه "
على الجانب الأخر من الباب كان كبير الخدم يبتسم برضى وهو يتذكر نظرة هوليس الحازمة
" لقد كبر حقا انه اخيرا قادر على ابداء هذا النوع من التعبير لا عجب انه دراموند في النهاية .... يبدو ان الأمور ستصبح ممتعة "
سار في الممر مبتعد عن الغرفة و هو يردد
" هذا غريب هل كان الرجال في غرفة المراقبة مخطئين ....اين يختبئ الفأر الصغير "
.. .. ............... . . . . . . .
بالعودة الى سام و هوليس داخل الغرفة كان الثلاثة بحساب لويس الذي يتحدث اليهم من السماعة يستعدون للهروب
" اذا قلت انك احضرت المعدات اين هي ؟"
عندما دخل سام الغرفة لم يكن يحمل شيء و لا حتى حقيبة ظهر اذا اين المعدات ؟!
" هنا "
اخرج سام من جيبه سكين صغير مشكوك في حدته و لوح به امام هوليس
" انت تمزح صحيح ؟!"
" هل تعتقد انني سأتمكن من التسلل لو احضرت حقيبة معدات ؟"
" اذا كيف سنهرب من النافذة اذا لم تحضر حبلا "
" سنستخدم الملائات "
" انت مجنون انه الطابق الثالث "
" اخبرته بهذا " تذمر لويس " انه انتحاري و رأسه فارغ اخبرته ان هذا مستحيل "
" و من المستحيل ايضا التخطيط لتسلل الى قصر دراموند في يومين لا يمكنكم انتقادي "
كان هذا صحيحا حقيقة انه وصل الى غرفته تعد معجزة حقيقية لذلك لا يمكن لهوليس القاء اللوم عليه
" انا لم اقل اننا سنستخدم الملائات للهبوط الى الأرض لقد قمت بالفعل بتخبأت حبل في المكتبة في طريقي الى هنا نحن سنستخدمها فقط للنزول الى شرفة المكتبة في الطابق الثاني لقد حسبت المسافة بالفعل انها تحت غرفتك مباشرة و منها سنستخدم الحبل للنزول لقد تأكدت ايضا ان الحراس يعبرون هذه الجهة من المبنى كل عشر دقائق لذلك سننتظر مرور الدورية الاولى في المكتبة"
" لما لم تقلها من البداية انت عبقري حقا سام لقد اتيت بخطة رائعة في يومين فقط "
" لا تفرح احتمالية هروبنا لا تتجاوز 20% اجتياز الحراس امام البوابة سيكون التحدي الحقيقي "
" هذا صحيح " شعر هوليس في البداية باليأس لكنه سرعان ما هتف بحماس
" لا هذا غير مهم لقد ربح المعلم يوسكي الرهان بحتمالية 20% يمكننا ان ننجح "
" لا اصدق انني ارهان مثل ذلك المجنون " تذمر سام ليوبخه لويس بقوة
" لا تهن المعلم يوسكي انه ليس مجنون انه فقط ذكي جدا و رائع جدا "
و تابع عنه هوليس
" هذا صحيح انه معلم ذكي و قوي عليك ان تحترمه"
" لم اقل انني لا احترمه انا فقط ...."
قطعه لويس
" لا تحاول التبرير انا احذرك ان تحدثت عن معلمي بسوء فسأقطع الاتصال "
هل تمزح معي كم من الوقت امضاه لويس مع هذا المعلم حتى يصبح مهووس به الى هذه الدرجة كان سام مصدوم جدا لكن هوليس لم يبدو كذالك بل كان يأكد كلمات لويس
فجاءة وجد سام نفسه بين اثنين من المعجبين المتعصبين للمعلم و لكن بطريقة ما لا يمكنه لومهم هو نفسه يشعر بثقة غريبة تزهر اتجاه شخص بالكاد عرفه في ثلاثة ايام هذا شعور جديد بالنسبة له
" حسنا استسلم فقط دعونا نبداء تنفيذ الخطة "
قام سام بربط ثلاث قطع من الملائات الكبيرة الموجودة في غرفة و للتأكد من السلامة حسب اعتقاده قام بتثبيتها بمشابك حديدية و حبال الستائر القصيرة ثم تأكد من متانتها عدة مرات و في النهاية قال لهوليس
" حسنا انها جاهزة ان كنا محظوظين فلن تتمزق بسهولة "
" ان تمزق هذا الشيء سنموت هل تدرك ذلك ؟"
" بالطبع لن نموت انها المسافة من غرفتك حتى الشرفة تحتها يوجد احتمالية للنجاة مع كسور خطيرة "
" متى اصبحت بهذا التهور ؟"
" ربما كنت كذلك منذ البداية اعني ماذا تتوقع من شخص لديه الشجاعة للكذب على النبلاء "
" الحديث معك متعب سأستسلم فحسب "
" حسنا الان اين يجب ان اربط هذه "
جاب سام الغرفة بعينيه و في النهاية قرر ربط حافة حبل الملائات بالسرير رغم توبيخ و تحذيرات لويس و هوليس غير المنتهية
بعد مرور الدورية الاولى المكونة من حارسين قام سام بفتح النافذة و القاء الطرف الأخر من الحبل المصنوع يدويا خارج النافذة و تأكد انه يصل بالكاد الى شرفة المكتبة في الطابق الثاني نظر نحو هوليس و قال
" هل تملك غلاية ماء ؟"
" اجل لماذا ؟! "
" هل بها مؤقت ؟"
" اجل لضبط وقت تشغيلها و ايقافها "
" مثالي حسنا ماذا عن حمام غرفتك هل به جهاز استشعار للحرائق "
" اجل لكن انت لا تنوي اشعال حريق صحيح انا لن اوافق على ذلك "
" استرخي لما قد اعرض حياة الأخرين للخطر لدي فكرة مختلفة "
" ما هي ؟"
" ستعلم لاحقا الأن احضر شيء استطيع ان اربطه حولي و حولك "
" لماذا ؟"
" انت تسأل كثيرا بالطبع لأنني لا استطيع الأعتماد على لياقتك البدنية كثيرا اخشى ان تتسبب في مقتلنا انه من اجل السلامة فحسب "
" من المضحك سماع كلمة سلامة من الشخص الذي اتى بهذه الخطة الغبية "
تذمر لويس في اذن سام ليجيبه الأخير ساخرا
" كم احب ان اسمع اذا كان لديك خطة اذكى منها تكرم علي سيد بولتون "
كان رد لويس هو همف باردة في حين ابتسم سام بتسلية
قام سام بربط نفسه بطرف شراشف و قام بربط الطرف للأخر حول هوليس حتى انه استخدم بعض الدبابيس المعدنية للأمان
" حسنا نحن جاهزون الأن "
فتح سام النافذة و ألقى بطرف حبل المتصل بالسرير الى اسفل ثم تأكد من متانته للمرة الأخيرة و بعدها جلس على حافة النافذة و قال لهوليس بهدوء سأنزل اولا لأستطيع دعمك عندما تبداء بالنزول و سأقولها مقدما ان حدث اي شيء خاطئ سأحميك اعدك فقط ثق بي و لا تقاوم
كان هوليس يرتجف من التوتر و الخوف و كلمات سام زادة فقط من مستوى قلقه و شعوره بالذنب لأنه من ورط سام بكل هذا و وضعه في وضع خطير
" سام لم يفت الأوان على التراجع يمكنني التحدث الى اخي و اخراجك بأمان فحسب "
" هل سوف تتخلى عن حلمك "
" هذا ..."
اطال هوليس الصمت في حين تحدث سام بسخربة غاضبة
" الأشخاص الذين يتخلون عن احلامهم في اللحظات الحاسمة هم الجبناء فقط يشفقون على انفسهم طوال الوقت و يختلقون الأعذار المقززة هل يبررون للأخرين هل يبررون لأنفسهم لا يهم حقا الأخفاق يظل أخفاقا و الأسوء هو ان تخفق قبل ان تبداء حتى !
وضع سام يده على كتف هوليس مما اعطى الأخير شعور بالثبات ثم نظر الى عينيه مباشرة و قال
" انا اثق ان صديقي لن يكون كذلك هوليس ما ردك "
" انا ...."
" لا تتوتر هوليس " كان هذا صوت لويس الهادئ و الرزين
" نحن نشارك في هذا بإرادتنا الحرة لثقتنا بك عليك ايضا ان تثق بنا هوليس لديك الأن الخيار اما ان تبقى في هذه الغرفة و تتحسر في المستقبل الى الأبد و اما ان تخرج من هذه النافذة و ترسم حياتك الخاصة بدون دعم اخيك بدون دعم دراموند فقط هوليس وحسب انه قرارك "
اخذ هوليس نفس عميق و فكر في نفسه انها فرصته فرصة ليخلق المستقبل الذي يريده قد تكون خطوة صغيرة مجرد خطوة صغيرة واحدة خارج المنزل لكنها تعني انه يتمرد على جميع القيود للنبلاء و لأخيه ايضا قد يكون هروب طفولي من المنزل بالنسبة للأخرين لكن بالنسبة له هذا اول قرار يتخذه و ينفذه بنفسه و لنفسه و سيتحمل تبعات هذا القرار
أعلن هوليس بثقة لمن ينتظران اجابته
" هيا بنا نبداء "
كان اول من نزل هو سام و كان حذرا جدا و كان من حسن حظه عدم وجود رياح قوية مما جعل الأهتزاز اقل و النزول اسهل و عند منتصف الطريق اشار الى هوليس بالنزول
كان هوليس يرتجف عندما وضع يده على حافة النافذة و كان الأمر أسواء عندما بداء بالنزول كان يغمض عينيه بين الحين و الأخر و كان يعرف انه يجب ان لا يصدر اي صوت لذلك لم يستطع الصراخ و يدها كانتا تتعرقان بشدة مما جعل الأمور اسواء و كان سام قلق من اكتشافهم في الدورية التالية اذا ظل الامر على هذه الحال و لم يستطع سوى طمأنة لويس ببضع كلمات بين الحين و الأخر كان قلق سام الأكبر هو الى كم يسطيع هذا الحبل المصنوع يدويا الصمود لذلك و بعد تفكير قصير قرر الهبوط اولا الى الشرفة و الاستعداد لمساعدة هوليس في اي لحظة
عندما وصل هوليس الى منتصف الطريق كان يشعر بأنه سيموت و معدل ضربات قلبه في فوضى و مع ذلك كان يجب ان يسرع في النزول فسبع دقائق قد مرت بالفعل منذ بدأه ...... بعد بضع خطوات تبقى اقل من ربع المسافة عندما قرر الحبل انه لا يستطيع الصمود أكثر و كان بإمكان هوليس سماع صوت تمزق القماش فأصيب بذعر خصوصا ان سام قد فك الحبل الذي يربط بينهما عندما قرر النزول الى الشرفة و حدث الأمر في لحظة و تمزق الحبل اراد هوليس الصراخ لكن لم يجد الوقت لذلك اغلق عينيه بأحكام و هو يتسأل كيف سيكون الم السقوط لكن يام التقطه التقط ذراعه في اخر لظة و بدا انه يجد صعوبة في الحفاظ عليه فقط وبخه بغضب
" ماذا تفعل بإغماض عينيك يا احمق تمسك بذراعي جيدا "
تمسك هوليس بكل قوته و استغرق الأمر من سام الكثير من الجهد رفعه لأعلى ليسقط الاثنان على ارض الشرفة و هما يلهثان بشدة الأنفاس التي كانا يحبسانها
" انتما بخير ماذا حدث ؟"
سأل لويس بنبرة قلقة ليجيبه سام
" كل شيء بخير ساعدني لمعرفة النقاط العمياء في المكتبة"
" يمكنكما الدخول طالما تظلان في حدود ثلاثة اقدام كما دخلت مسبقا لن تلتقطك الكاميرات "
" شكرا لويس انت مساعدة عظيمة "
قبل الدخول قام سام بالوقوف عل حافة الشرفة و سحب الجزء المتبقي من حبل الملائات لأسفل و القاه على هوليس
" بهذه الطريقة لن يلاحظ احد اي شيء الا اذا نظر الى اعلى بتمعن "
" ماذا عن الجزء الذي سقط "
" لا تقلق حسب سلوكهم فهم لا يملكون الوقت للتدقسق بين الشجيرات حيث سقط المشكلة فقط ان نظرو الى اعلى بتمعن قيد يلحظون الجزء الصغير المتبقي قرب النافذة "
" لا تقلق سيعتقدون انني اعلق شيء فحسب اعني من سيظن بأنني مجنون لدرجة استخدام القماش كحبل "
لندخل بسرعة اذا لويس اعطنا الإشارة لاحقا
" اعتمد علي لكن لا يوجد كاميرات في الحديقة الا امام البوابة الأمامية سأساعدكم في حساب الوقت فحسب "
بعد دخول المكتبة اخذ سام الحبل الذي خبأه مسبقا هنا و كان قد حصل عليه في طريقه لمقابلة هوليس و كاد ان يتسبب في كشفه
جلس سام و هوليس في صمت و كل منهما غارق في أفكاره الخاصة حتى سمعا صوت لويس يقول
" حسنا اعتقد ان الطريق سالك الأن يمكنكما النزول "
قام سام بربط الحبل بحافة الشرفة ثم ألقاه لأسفل تأكد من إحكام العقدة و قال لهوليس
" يجب ان نكون سريعين هذه المرة أنزل اولا عليك ان تثق بي و تسرع حتى لو سقط سأنقذك "
أومأ هوليس برأسه ايجابا و اخذ نفس عميق و هو راقب سام ينزل اولا ثم قام بإتباعه
على عكس المرة الأولى كان الأمر أفضل قليلا و التوتر اقل على الأقل لم تتعرق يداه بشدة هذه المرة و لم يتخطى قلبه النبض سريعا ما استطاع النزول و سأل سام
" حسنا ما الخطة الان "
قام سام بسحب الحبل من حافة الشرفة بعد عدة محاولات ثم استدار نحو هوليس و قال
" ساعدني بربطه على حافة السور الحديدي "
لم يفهم هوليس السبب لكنه تحرك بسرعة لمساعدة سام
كان سور الحديقة عاليا نسبيا و كان سام متوسط الطول بينما هوليس قصير لذلك نجح سام و بعد عدة محاولات فاشلة برفعه فوق كتفيه ليتمكن بالكاد من ربط الحبل بشكل غير محكم حقا ثم تسأل
" هل سنهرب من هنا "
" مستحيل بالكاد وصلنا معا الى حافة السور كيف تعتقد اننا سنفعل ذلك "
" اذا ما الذي.... "
لم يكمل هوليس كلماته لأنه سمع ضجة كبيرة من داخل المنزل كان صوت انذار الحرائق
نظر هوليس نحو سام بذعر
" ما الذي يحدث هنا قلت انك لن تشعل اي حريق ؟ "
..............................................................
اندلعت صفارات انذار الحريق من غرفة السيد الصغير لعائلة دراموند مما دفع جل الخدم بمقدمتهم كبيرهم يتجهون نحو الغرفة بهلع لكن المفاجأة انهم وجدوا الباب مقفلا من الداخل لم يكن هنالك وقت للتفكير اندفع كبير الخدم بذعر في محاولة لكسر الباب في حين تحرك بعض الخدم للبحث عن المفاتيح الاحتياطية
برغم من كبر سنه فلا يمكن الإستهانة بقوة كبير خدم عائلة دراموند الذي كان يوما احد اقوى المرتزقة في البلاد فخلال ثلاث دفعات استطاع الإطاحة بالباب الضخم
هرع الجميع الى الغرفة لكن الأضواء كانت مطفئة و الستائر مسدلة و لم يكن هنالك ما يشبه الحريق لكن صوت الإنذار كان قد صدر من الحمام الذي كان بابه مقفلا ايضا
هذه المرة تم الإستعانة بالمفاتيح الإحتياطية لفتحه لكنه كان فارغا كما وضعت تحت مرش أطفأ الحرائق غلاية كهربائية احتوت على أوراق محترقة لا تزال بعض خيوط الدخان القصيرة تنبعث منها
" ما الذي يحدث اين السيد الصغير ؟"
دب الهلع بين الخدم في حين تقدم رئيس الخدم من النافذة و فتحها ليلاحظ طرف القماش المتصل بالسرير التفت بسرعة الى الخدم وهتف بحزم
" نبه الحراس في الحال هرب السيد الصغير "
.............................................