Episode 017: ساحة ضوء القمر 2
داخل احد المقاهي كان سام يجلس بمفرده غارقا بالتفكير و لم ينتبه لكوب القهوة الذي يبرد ببطئ أمامه كانت عيناه تراقب الشارع بشرود وهو يفكر بالنتائج المحتملة لما سيفعلونه اليوم قاطع تفكيره صوت تحرك الكرسي المقابل لينتبه اخيرا لوصول كايتيل
كان كايتيل ببذلة رسمية بسيطة لكنه لم يرتدي السترة او ربطة عنق مع تلك العيون الكهرمانية الشرسة كان يبدو جامحا جدا و بلا قيود مختلفا كثيرا عن الإنطباع الذي يتركه بالزي المدرسي حيث بدا الان اكثر نضجا
" انت اول الواصلين "
نظر سام الى ساعته و لاحظ انه اتى ابكر بكثير من الموعد المحدد كانت الساعة لا تزال تشير الى السادسة و النصف !
جلس كايتيل على الكرسي المقابل و تقدم النادل بسرعة لأخذ طلبه لكن الاخير اشار اليه بالأنصراف ثم نظر الى سام و قال بنبرة هادئة دون لف او دوران
" الى ماذا تريد ان تصل "
لم يكن سام شخصا صالحا حقا كانت لديه دوما أهدافه الخفية و الا لن يكلف نفسه مخاطرة قد تتسبب في طرده من الأكادمية لكنه لم يصر على الذهاب فحسب بل قام بأخذ الدعوة من كايتيل حتى لا يذهب بمفرده و هذا بالتأكيد ليس حرصا منه على سلامة الأخير
لم يكلف نفسه عناء التمثيل امام كايتيل كان كلاهما يحبان الذهاب الى النقطة الرئيسية مباشرة
" انت محق لست ذاهب من اجلك لدي اهدافي الخاصة لكن لا تقلق ان حدث شيء فأنا لا انوي التورط "
تحسن مزاج كايتيل بسرعة لقد احب هذا النوع من الشخصية طالما لا يتدخل فالعبئ اقل بالنسبة له
تابع سام حديثه
" ان كنت قلقا على الأخرين فالتؤام لن يتدخلوا على الأغلب فالونيس الان في فوضى على الأقل أسلان سيحرص على ذلك المشكلة تكمن فقط في تايلور لسبب ما و رغم انه يعتبرك منافسا الا انه يحترمك اعتقد انه سيكون من الصعب منعه "
" قدم لي خدمة "
بالنسبة لكايتيل فإن سام الذي يمتلك البصيرة و الذكاء هو شريك عمل موثوق جدا لذلك لن يتردد في عقد صفقة معه انه يحب الأشخاص الواضحين مثله
" اذا اردت مني ان اقوم برعايتهم فالثمن سيكون كبيرا " قاطعه سام
" كم تريد "
" ليس المال " نفى سام ببرود برغم من حاجته الى المال الا انه يحتاج شيء اهم الان
" اذا ؟"
" المعلومات اعرف ان عائلتك تستطيع الوصول الى اعمق المعلومات في المملكة "
عقد كايتيل حاجبيه كان كلام سام صحيحا لكن هو ليس سيد العائلة المعلومات التي يستطيع الوصول اليها محدودة و بالتأكيد هو لا يستطيع ان يطلب من والده المساعدة في النهاية علاقتهما ليست بذلك القرب
عندما راى سام تأخر الأخير في الرد قال
" انها ليست صعبة اريد ان اعرف القليل عن الإنقلاب قبل عشر سنوات "
الانقلاب قبل عشر سنوات كان لا يزال موضوعا حساسا جدا للكثير من العائلات النبيلة و عادت ما يتم ذكره بحذر شديد حتى المعلومات حوله كانت تحت حماية شديدة و مؤرشفة بطرق معينة و تحتاج الى اذن ملكي خاص للوصول الى معظمها و لكن بالنسبة لعائلة مالودين فربما هناك طريقة
رد كايتيل بعد تردد قصير
" لست واثقا هذا يعتمد على ما تريد البحث عنه "
" ليس بشيء الكبير في ذلك الإنقلاب كانت هنالك ثلاث قوى متقاتلة الاولى هي الحرس الملكي و الجيش الذي انقسم الى قسمين البعض قام بواجبه في حماية العائلة المالكة و اما الأخرون كانوا تحت قيادة نائب القائد العام و التي قادت الانقلاب لكن الأهم هو مجموعة المقاومة للوردة السوداء حيث بدأها الطلاب قبل عشر سنوات اثناء الحصار ان المعلومات التي اريدها حول العائلات التي دعمت الطلاب في ذلك الوقت "
اطرق كايتيل رأسه يفكر قليلا لكنه سرعان ما قال
" حسنا سأبذل جهدي لكن لا استطيع ان اعدك بالوصول الى كل شيء "
ابدا سام تفهمه ببساطة
" حسنا لا بأس "
مع نهاية كلامهم سمعا ضجة خفيفة تلاها دخول تايلور اسلان و ارسيل الى المقهى اضافة الى لويس و بدا ان الأربعة يتشاجرون حول شيء ما
شعر سام بالصدمة لرؤية لويس و هب من مقعده واقفا ثم تبادل نظرة سريعة مع كايتيل الذي بدا انه يشعر بالصداع من مجرد التفكير في الأمر
اقترب الأربعة يبدو ان جميعهم من فرط حماسهم قد اتوا ابكر بكثير من الموعد المحدد ... القوا تحية بسيطة في حين ركزت عيون سام الغاضبة على لويس و هو يقول
" لما اتيت اخبرتك بوضوح انه لا يمكنك الذهاب "
" اريد الذهاب "
كانت نبرة لويس بسيطة و نظرته نحو سام غير مبالية لا يبدو انه يطلب اي اذن
" هذا غير ممكن "
رد سام
" هذا ما قلناه ايضا "
تحدث اسلان بعجز
" لكنه اصر على القدوم "
" لما لا يمكنني الذهاب "
" لأنك ضعيف لا تستطيع حماية نفسك "
كان جواب تايلور صريحا جدا فبرغم من حماسه فهو يعي خطورة المكان هناك سيكون من الصعب حماية نفسك ناهيك عن الأخرين
شعر لويس بالغضب لكنه لم يتراجع نظر نحو سام مباشرة و لا زال يردد
" سأذهب مهما حدث "
شعر سام بالصداع وهو يفكر بطريقة لإقناع لويس بالتراجع و مع ذلك لم يرد ايضا ان يثير الكثير من الضجة فكر قليلا ببعض الإحتمالات الممكنة ثم استدار نحو كايتيل
" انت لا تمانع ان اتى معنا صحيح ؟"
نظر كايتيل نحو لويس قليلا ثم اعد خط بصره نحو سام وهو يقول ببرود
" لا يوجد دفعة اضافية "
لم يفهم الأخرون كلمات كايتيل لكن سام ابتسم بعجز وهو يفهم ان كايتيل يتحدث عن السعر الذي تفقوا عليه
"بما ان كل شيء قد تقرر هيا بنا نسرع سيارتي في الخارج يمكننا الذهاب الان "
تحدث تايلور بحماس ليهز كايتيل رأسه و يتحركوا الى وجهتهم
....................................
كان تايلور يقود السيارة بسرعة جنونية بجانبه جلس كايتيل بهدواء مغمضا عينيه و في الخلف جلس لويس واضعا سماعته و التؤام الذان يشعران بالملل و سام الذي كان على وشك التقيء بسبب طريقة تايلور المجنونة في القيادة
" أبطأ قليلا تايلور "
" لما انها ممتعة "
" لأن سام لا يبدو بخير "
قال اسلان بإنزعاج تبعه ارسيل
"ان اردت ان تبقى السيارتك نظيفة يجب ان تخفف السرعة "
" اوقف السيارة "
تحدث كايتيل بلهجة أمرة ليوقف تايلور السيارة ثم سمع كايتيل يقول
" انزل سنتبادل الأماكن "
" لماذا ؟"
صرخ تايلور بستياء
" بالطبع كي لا نمضي بقيت اليوم في مركز شرطة "
قاموا عن قصد بعدم إستخدام اي سائق للمحافظة على سرية وجهتهم و رغم عدم امتلاك اي منهم لرخصة قيادة فقد كانوا واثقين انه لا احد يجرؤ على ايقافهم و استجوابهم و مع ذلك اذا كانت مخالفة واضحة ستكون قصة اخرى
تذمر تايلور كثيرا لكنه ما زال يتبادل الاماكن مع كايتيل
بعد بضع دقائق اعاد كايتيل تشغيل السيارة و بدا ان سام قد اصبح في حال افضل
" حسنا دعونا نتحدث عما يجب فعله الأن "
تحدث سام بعد ان عدل من موقفه قليلا و استعاد عافيته
" اي منكم تملك عائلته اعمالا ثابتة هناك ؟"
" ليس نحن "
تحدث اسلان
" عائلتنا تقوم بالصفقات هناك لكنها لا تملك قوة حقيقية "
" و لا عائلتي "
تحدث تايلور تبعه كايتيل
" نملك عملا ثابتا لكن لا قوة "
" ماذا عنك لويس "
" عائلتي من الفرسان المتعصبين لا يتعاملون مع الأجانب "
هز سام رأسه و اعلن ببساطة
" هذا جيد في حالة وقع شيء لا يوجد من ينقذنا نحن ذاهبون الى عرين النمر بأرجلنا "
خيم صمت قصير على السيارة
الأمر ليس انهم لم يكونوا يعرفون ذلك انه فقط ان تأكيد الأمر بهذه الطريقة يجعلهم يعون بشكل اكبر حجم المخاطرة
" لقد اتخذت بعض التدابير الصغيرة في حال وقوع اي مشكلة و مع ذلك من الأفضل البقاء بعيد عن المشاكل "
اعلن سام و بدأ بشرح افكاره لهم و كان الأخرون يستمعون بصمت و يثنون في أنفسهم على رجاحة عقل سام و تحليله للموقف
عندما لاحت لهم البوابة الضخمة في الأفق اوقف كايتيل السيارة بناء على طلبا من سام ثم نزل الإثنان منهما و وقفا بعيدا قليلا قرابة الخمس الدقائق
" ما الذي يفعلانه ؟"
تسأل ارسيل بفضول و هو يحاول مراقبتهم من خلال النافذة لكن دون جدوى فقد ابتعدوا كثيرا
" يبدو ان سام قد فكر في امر ما "
أجاب اسلان بعد تفكير قصير
عندما عاد سام و كايتيل الى سيارة ارتسم على محياهما تعبير حازم تبادلا النظرات قبل ان يقول سام
" تايلور ستقود السيارة انا سأجلس في الأمام هذه المرة و كايتيل سيجلس في الخلف "
لم يطرح احد الكثير من الأسئلة و تم تبديل الأماكن بسرعة ثم تابعوا القيادة نحو وجهتهم
بوابة فضية ضخمة أمامها دوريات حراسة عالية المستوى و المشهد خلفها كمدينة كبيرة تضيء بمختلف الألوان من يصدق ان مثل هذا المكان الحيوي الرائع هو جزء من عاصمة من الدرجة الثالثة
اوقف تايلور السيارة استجابة للحراس امام البوابة و انزل النافذة ليقترب منهم حارس بزي ازرق انيق و نظرات جادة
القى نظرة داخل السيارة و لاحظ ان جميعهم يرتدون زي موحدا من بذلة رسمية بقميص ابيض و سراويل سوداء و ربطة عنق سوداء بينما زينت اكمام القمصان بأزرار كرستالية جذابة
كانوا ضيوف من مستوى عاليا و مع ذلك كان هذا الحارس المخضرم قد راى اشخاص اكثر تباهيا و روعة لذلك لم يكن مرتبكا و اظهر موقف محترما جدا رغم صغر سن هؤلاء الضيوف و تحدث بأدب
" ارجوا المعذرة لا أريد تعطيل عمل السادة الشباب هل لديكم بطاقة ام انكم هنا بدعوة من احد "
" نحن هنا بدعوة من صديق "
تحدث سام بأدب و أخرج بطاقة الدعوة بسرعة نظر الحارس اليها ثم احصى الأشخاص الموجودين في السيارة قبل ان يقول
" قد يكون هذا مزعجا قليلا لكنني سأطلب من السادة تسجيل الدخول هل تفضلون فعل ذلك بأنفسكم ام اقوم بتسجيل رقم الدعوة "
" هلا اوضحت لنا اكثر من فضلك "
" الضيوف الذين لا يملكون بطاقات انتساب يتم تسجيلهم لتحقق من هويتهم بالطبع هذه العملية تأخذ الكثير من الوقت لذلك يفضل الكثيرون تسجيل رقم بطاقة الدعوة حيث تحمل كل بطاقة في الختم الذهبي رمزا مميزا هذا هو السبب الذي يجعلها محدودة العدد ايضا "
" ثم سنسجل رقم بطاقة الدعوة "
التحقق من هوياتهم هم ليسوا مجانين ليفعلوا ذلك من حسن حظهم وجود مثل هذا الخيار و الا لكانوا في ورطة كبيرة حقا
" ثم اعذروني قليلا "
اخذ الحارس البطاقة و تراجع قليلا في حين تنفس سام الصعداء
" لويس هل استطعت تنفيذ ما طلبته "
سأل سام اثناء انتظارهم ليرد الأخير بأسف
" لا أنا أسف الأمن قويا جدا لم استطع الحصول على خريطة المبنى لا استطيع الوصول لأي خادم هنا "
شعر لويس بالعجز و تسأل في نفسه اذا كان المعلم يوسكي قادرا على فعل ذلك .. عندما يعود عليه ابدأ المزيد من الجهد في جعل المعلم يعلمه جميع حيله
" لا بأس لقد توقعت ذلك بأي حال "
في المرة الماضية في قصر هوليس لم يكن الحراس جادين و لم يكن الأمن قويا وفوق ذلك ساعدهم هوليس كثيرا لكن هنا في مثل هذا المكان الذي يعتبر شريان الحياة في العاصمة ستكون معجزة اذا تمكن لويس من الوصول لأي شيء مفيد
تنهد سام عاجزا
" لنصلي فحسب ان لا يحدث اي شيء "
سرعا ما عاد الحارس و اعاد اليهم البطاقة وهو يقول
" اعتذر عن التأخير ارجوكم تابعوا طريقكم ..شيء اخر لا يسمح بقيادة السيارة داخل ساحة القمر "
فتحت البوابة الفضية و تحركت السيارة متجاوزة اياها ليلوح امامهم مشهد عجيب من الخيال كما لو انهم دخلوا عالما اخر
كان كل من في سيارة مذهول بالمنظر
مباني شاهقة و مضيئة مرتبة بطريقة ساحرة اشبه بتلك التي يرونها في افلام الخيال العلمي كذلك الشوارع و الطرق و الأكشاك و المحلات الصغيرة بدت في غير عصرها لكنها جميعها تتبع نمط معين و رائع لم تتداخل و لم يحجب احدها الأخر رسمت صورة رائعة لعبقرية المهندس الذي صممها حيث جمع بين زمنين متباعدين و في الوسط تألق برج ساعة ضخم مطلي بلون ذهبي بينما كانت عقارب الساعة فضية ببريق اخاذ
حتى اصوات الزحام في الشوارع لم تكن مزعجة بل جعلت المشهد نابضا بالحياة
هدئت السيارة تماما و كان الجميع غارقا في التأمل
بعد القيادة لبعض الوقت ادركوا ان عليهم ركن السيارة لذلك اتجهوا لأقرب موقف سيارات حيث استقبلهم عامل هناك ببذلة زرقاء انيقة مطرزة بلون ذهبي و تختلف قليلا عن بذلة الحراس في الخارج تحدث بنبرة ودودة
" السيد هل لديك بطاقة عضوية "
" لا "
رد تايلور ليبتسم العامل بحرج وهو يقول بأدب
" أرجوا المعذرة لكن هذا الموقف مخصص للأعضاء فقط اذا اراد السيد يمكنك الحصول على بطاقة عضوية الأن "
"حس.."
قرص سام يد تايلور قبل ان يوافق بغباء و تحدث الى العامل
" للأسف نحن هنا بدعوة من شخص ما و ليس لدينا الكثير من الوقت انها المرة الأولى لنا هل يمكنك مساعدتنا اين يمكننا ركن السيارة "
رغم علمه انهم ليسوا مميزين إلا ان نبرة العامل لم تتغير وهو يقول
" ثم على السيد القيادة ابعد قليلا على اليمين يوجد موقف سيارات مخصص لمن لا يملك بطاقة انتساب يمكنك ركنها هناك بعد تسجيل الدعوة "
" شكرا جزيلا لك "
..........................
عند وصولهم للموقف استقبلهم عامل اخر برحابة صدر استلم منهم السيارة و منحهم بطاقة ثم قدم اليهم خدمات المكان من محل إقامة و مترجمين و دليل مرشد و ما الى ذلك و مع ذلك رفضوا جميع الخدمات و قالوا انهم سيتجولون بأنفسهم ثم طلب سام من احد العاملين خريطة للمكان و جلس يقارنها مع الخرائط التي حصل عليها مسبقا قبل ان يصبحوا مستعدين اخيرا للتحرك
تجولوا في الشوارع و عيونهم تجوب المكان بذهول كل منهم انجذب الى شيء مختلف اخيرا لم يستطع التؤام تحمل الأمر فقالوا
" لما لا نفترق فحسب ثم يمكننا التجمع مجددا و الذهاب للمكان المتفق عليه "
" لا هذه فكرة خطيرة "
اعترض سام لكن البقية ظلوا ينظرون اليه بأعيون راغبة حتى كايتيل لم يستطع مقاومة فضوله مما دفع سام ليقول بإنزعاج
" السوق الحرة عندما نصل الى هناك يمكننا التفرق لكن في ثنائيات ايضا لديكم ثلاثون دقيقة فقط بعدها سنعيد التجمع مجددا لا تخوضوا اي شجار و لا تشتروا اي شيء و لا تتورطوا في امر خطير ان حدث شيء اتصلوا لطلب المساعدة و لا تتورطوا بأنفسكم "
"حاضر "
ردوا جميعا في ذات الوقت في حين اعقب ارسيل بإنزعاج
" تحذيراته اكثر من امي "
" هل قلت شيء ارسيل "
رفع سام حاجبه وهو يسأل ليقول الأخير بحرص
" لا شيء ابدا "
عند وصولهم للسوق الحرة الكبيرة تفرقوا في ثنائيات حيث ذهب التؤام معا و قد ارادوا الذهاب الى حيث تباع البنادق و الأسلحة النارية من العالمين الاول و الثاني و رافق تايلور لويس حيث أراد الأول الذهاب لمشاهدة حلبة قتال مفتوحة و الأخر رغب برؤية الشارع الذي تباع فيه الإلكترونيات في حين بقي سام مع كايتيل
أشار سام نحو حانه بعيدة و قال لكايتيل
" سأذهب لجمع بعض المعلومات حول المكان الذي سنذهب اليه انت حر بما تريد فعله "
مد كايتيل يده نحو سام و قال بنبرة جادة
" سأفحص الطرق اعطني الخريطة "
" حسنا لا تنسى وضع علامة تجنب الطرق الخطرة و لا تتوغل كثيرا "
أومأ كايتيل برأسه و تحرك مبتعدا في حين تحرك سام نحو الحانه ليبداء عمله
على الوقت المحدد اجتمعوا مجددا مقاومين رغبتهم بالإستمرار في استكشاف المكان و اتجهوا معا نحو نادي فاخر كان المكان الذي دعاهم أوين اليه
عند دخولهم استقبلهم احد العاملين هناك و طلب بطاقة الدعوة خاصتهم حالما نظر اليه إبتسم بأدب وهو يقول
" انتم الضيوف المميزون للسيد اوين من فضلكم اتبعوني "
رغم ان الطابق الأرضي كان للإستقبال فقط الا انه كان بمنتهى الفخامة الثريات المرصعة بالجواهر و الكرستال الممرات الرخامية بطابع فاخر و انيق و الحيطان المطلية بأفخر أنواع الدهان الستائر و الأثاث ايضا كان كله من العالم الأول و الثاني من افخر انواع الخشب و القماش
استقلوا المصعد و تبعوا العامل نحو جناح الشخصيات المهمة حيث حجز لهم اوين مكان خاصا
قبل دخولهم الغرفة احاط بهم اربعة عاملين تقدم احدهم و قال بإحترام
" السادة الشباب هذا مكان يقصده العديد من الشخصيات المهمة من جميع انحاء العالم لذلك وحسب اتفاقية الخصوصية يتوجب عليكم تسليم هواتفكم و اي اجهزة تحوي الية تصوير او تسجيل "
نظروا الى بعضهم بتردد و لم يكونوا راغبين و عندما ارادوا التحدث سمعوا صوتا ساخرا من خلفهم
" مما انتم خائفون انه اجراء شكلي جميع الضيوف هنا يفعلون ذلك "
شعر لوزي طويل مربوط للخلف بشكل شبابي تناثرت خصلاته بإهمال على البدلة السوداء الأنيقة ذات النقوش الفضية و الأزرار الكرستالية الجميلة كان يتكئ على باب الغرفة و عيناه تتألقان ببريق ساخر
تقدم منهم بسرعة و قال
" لم اتوقع ان يلبي الكثير من الضيوف دعوتي بأي حال هل ننهي الإجراءات بسرعة "
لم يدم ترددهم طويلا سارعوا لتسليم هواتفهم ثم خضعوا لفحص بألة كشف معادن قبل ان يسمح لهم بالدخول و قد كان اوين متعاونا جدا معهم مما جعل الشك يتسلل الى قلوبهم
كانت غرفة الشخصيات المهمة ترقى الى اسمها حيث حملت جدرانها الحمراء عدد لا يستهان به من اثمن اللوحات و اغلى التحف الموضوعة في خزانات زجاجية بينما فرشت الأرض بسجادة كبيرة ذهبية حملت اريكة حمراء و ذهبية جلدية و في الوسط طاولة مستديرة من الزجاج الملون و للمنقوش ليتخذ شكل تنين اسود جميل
تحوي الغرفة نافذة كبيرة جدا تطل على حلبة قتال مغلقة هنا حيث يتم الرهان على مختلف القتالات الدموية
جلس اوين في الكرسي الذي توسط الغرفة و كان هنالك شابان اخران يجلسان في الغرفة تعرف عليهما سام في لمحة فقد عمل معهم ذات مرة و كلاهما من الحزب النقي قام كلاهما بتحية بسيطة في حين دعى اوين كايتيل و الأخرين للجلوس ثم بدا حديثه
" في البداية أريد ان اشكركم لتلبية دعوتي في الواقع لم اتوقع ان انال هذا الشرف يبدو اني أسأت الظن بشجاعتكم "
أدار سام عينيه سرا وهو يفكر ' لقد بدأنا ' ثم القى نظرة سريعة على التؤام ليتزموا الصمت قبل ان يتحدث بإبتسامة خفيفة
" شكرا جزيلا على الدعوة اوين في الواقع كل منا كان لديه العديد من الأعمال للقيام بها لكننا استطعنا تعديل جداولنا قليلا بعد التفكير بخيبة الأمل التي ستحل بك اذا لم نأتي بعد كل شيء بعيدا عن الغدر كلنا زملاء نثق ببعضنا "
شد اوين قبضته على الكرسي وهو يعلم ان سام قد ذكر كلمة غدر للإشارة لقتالهم الأخير و مع ذلك لم تظهر تعابيره اي من افكاره بل حافظ على موقفه
" في الواقع لم اكن اتحدث اليك و لم انتظر الرد منك في النهاية من يقودون الحوار يجب ان يكونوا من ذات المقام على الأتباع ان يبقوا هادئين عندما يتحدث القادة الا توافقني كايتيل "
شعر سام بالإهانة لكنه لم يزل إبتسامته اللطيفةو لم يكن غاضبا حقا كثيرا لقد اعتاد بالفعل على هذا النوع من المواقف لكنه قلق قليلا ان كان اوين يعلم شيء ما عن وضعه الحقيقي
سام غير غاضب لا يعني ان البقية غير غاضبين في الواقع كادوا ينفجرون من الغضب هذا الكلام ليس لسام فقط بل هو تحذير لهم ايضا هذا بحد ذاته كفيل بأن يثير جنون التؤام لذلك تحدث اسلان وهو يحاول كتم غيظه
" اذا كنت اتذكر بشكل صحيح قبل يومين فقط دعوة كايتيل بالسيد المزيف و الأن انتما في نفس المقام هل اصبح حقيقيا ام انك تعترف بأنك مزيف "
" انت !"
انتفض الشابان في غضب لكنهما عدا للجلوس و كتم غيظهما بإشارة من اوين الذي بدا انه تعلم الصبر مؤخرا
" ذلك من الماضي افضل التطلع الى المستقبل الأن "
تحدث اوين وهو يصر على اسنانه بغيظ ليرد كايتيل بنبرة هادئة
" انت لم تدعونا لقول هذه الكلمات فقط"
" بالطبع لا دعوتكم لتعميق صداقتنا "
" التي لم تبداء بعد !"
همس ارسيل ساخرا لكن اوين تجاهله و تابع كلامه ببريق ماكر في عينيه
" و لأثبت صدقي أعددت مجموعة رائعة من الألعاب لنتسلى الليلية "
لسبب ما لم يكن قلب سام مطمئنا عند سماع هذه الكلمات على عكس تايلور و التؤام الذين أضاءة عيونهم بحماس في حين ظل لويس هادئ كالعادة كما لو كان شفافا
بدا أن أوين قد لاحظ لويس أخيرا فقال بنبرة مفاجأة
" لويس انت هنا "
نظر اليه لويس ببرود و لم يتكلم مما جعل الأخير يتابع
" لم اتوقع يوما رؤية وريث بولتون هنا هل قررت عائلتك اخيرا ترك معتقداتها الغابرة و مواكبة تطور المجتمع "
" انا هنا بإرادتي الخاصة لا علاقة لعائلتي "
كان لويس منزعجا سبب مجيئه الفضول و ليس لتحمل ازعاج اوين و مع ذلك لا خيار لديه الأن
" أريد التحدث على انفراد "
قال كايتيل وهو يرمق اوين بنظرة مترقبة لكن الأخير صفق بيده ليدخل عدد من الخدم حاملين أطباق الطعام و كؤوس العصير و النبيذ وضعوها بترتيب انيق على الطاولة الزجاجية قبل ان ينحنوا بإحترام و يخرجوا
" لا داعي للعجلة اعرف ما تريد سؤالي عنه "
قلل اوين وهو يلتقط احد كؤوس النبيذ الحمراء رفعها قليلا و تحدث بمرح
" من فضلكم لا تتردوا و استمتعوا بالطعام تنتظرنا ليلة مسلية "
لم يتردد الشابان و بداء بتناول الطعام بينما تبادل سام و البقية النظرات ثم التقط كايتيل كأسا من النبيذ الأحمر تحت نظرات اوين المستفزة و مع ذلك لم يشرب منه سوى بضع رشفات فقد اتفقوا مسبقا انهم لن يلمسوا الكحول و النبيذ اليوم تحسبا لأي طارئ لذلك و على الرغم من استفزاز اوين الا ان التؤام لم يلمسوا الكؤوس ابدا فيما عدا كؤوس الماء التي امامهم
على العشاء كان اوين فقط هو من يتكلم و كانت كل كلماته تحمل تلميح مستفزا و مع ذلك تابع الجميع عشائهم كأنهم لم يسمعوا اي شيء
بعد الإنتهاء كان اوين يشعرر بغضب شديد لأنهم يتجاهلونه لذلك اشار بعينه نحو الشابين ليستأذنا للخروج بسرعة في حين وضع اوين ساق فوق الأخرى وهو يقول
" حسنا الأن لنا لا نبدأ التسلية الحقيقية "
اخذهم اوين الى حجرة مليئة بمختلف الألعاب و احضر بعض الأشخاص من ورثة الحزب النقي للعب معهم تبارا التؤام مع شخصين اخرين في تصويب على الأهداف خشبية متحركة و لعب تايلور مع شخص اخر مصارعة الأيدي في حين امتنع كل من كايتيل سام و لويس عن لعب اي لعبة
بعد فترة نظر اوين الى ساعته ثم صفق ليستدعي انتباه الأخرين و على وجهه ارتسمت إبتسامة مسلية
" حسنا جميعا حان وقت الحدث الرئيسي الليلة "
اشار اوين لأحد الأشخاص لإزاحة الستائر عن النافذة لتظهر الحلبة من خلفها و قد امتلئت المقاعد من حولها بجمهور متحمس
" هنا تقام الرهانات عالية المستوى بين اصحاب المكانة العالية و يكون القتال في هذه الحلبة مستمرا حتى يكون احد الطرفين غير قادرا تماما على الوقوف "
شعر الجميع بشعور سيء من هذه المقدمة
" أريد ان ارفع مستوى التحدي قليلا .... البطل الذي سيصعد على الحلبة اليوم هو انت عزيزي كايتيل "