Leiya's POV :
و أخيرا إنه يوم التخرج سأتحرر من هذا السجن .
يجب علي أن أنظم أشيائي لكي أودع سجني إلى الأبد.
ذهبت طلبت من الخدم أن يغسلوا و يكووا ملابسي و ذهبت أنا لأستحم .
تبقى نصف ساعة حتى الموعد . جففت شعري متوسط الطول نوعا ما و ارتديت زيي المدرسي. جهزت حقيبتي و راجعت الكلمة الختامية التي سألقيها في هذا الحفل .للاسف كان هذا واجبا على صاحب المرتبة الاولى في المدرسة و بالطبع ذلك الشخص هو أنا منذ أنني أمتلك معرفتي من حياتي السابقة و أوه سينسي نيم كان يدرسني بمستوى الجامعة فتحقيق هذا كان أسهل من شرب الماء .
*أنا جاهزة يجدر بي الذهاب الآن*.
خرجت ركبت في السيارة و انطلقت إلى الجامعة .
بعد مدة وصلت إلى وجهتي اتجهت نحو المدرج .
-----
A third person's POV:
و ها هي قد وصلت و سرقت جميع الانتباه كالعادة أجمل فتاة في المدرسة و الفتاة التي لم تتخل عن المركز الأول و لو لمرة في مسيرتها الدراسية . كانت تعتبر عبقرية بما أنها أصغر منا جميعا لكنني عن نفسي أظن أن هذا شيء عادي .
انقطعت سلسلة أفكاري هذا بصوت التصفيق الذي تلى انتهاء خطاب العميد معلنة بداية الحفل بشكل رسمي.
" ...لذا و من أجل هذه المناسبة ندعو الطالبة لي ليا لتقرأ لنا الكلمة الافتتاحية ..." قال المدير مبتسما ابتسامة عريضة هل هو يجاملها أم ماذا !
بعد أن أنهت الكلمة التي قرأتها بينما تبحث عن شخص ما في الجماهير ابتدأت نشاطات الحفل طردت جميع أفكاري غير المهمة و قررت أن أستتمتع بما تبقى لي من وقت في الثانوية ...
-----
The author's POV:
بدأ الحفل لكن والد ليا لم يظهر بعد مع أن أمها وصلت بالكاد مع الوقت لكنه تأخر جدا لقد كاد يصل وقت تكريم التلاميذ المتفوقين .
*أظن أنه علق في الزحام فهذا الوقت مشغول جدا في الطرقات. أتمنى أن يفعلها مع الوقت* فكرت ليا مع نفسها.
"و الآن سنبدأ في الفقرة التالية و ه-..." قاطع جملة المنشط صوت فتح الباب من الخلف و تلته خطوات سريعة .
عرفت ليا صاحب هذا الدخول المتأخر فالتفتت إليه و قابلته بابتسامة رد عليها بابتسامة و حركة توحي بالأسف . اطمأنت ليا و التفتت تستعد لاستلام جائزتها .
بما أنها كانت على رأس القائمة فتوقيت أبيها كان مثاليا بعد مضي القليل من الوقت أومأت ليا لهم بالرحيل ركبوا جميعا في السيارة و بدؤوا نقاشات طويلة معظمها عديم المعنى . بينما كانت ليا و أمها متعمقتان في النقاش أخرج سوومان هاتفه طلب رقما و عند رفعه السماعة مباشرة قال له سوومان "أريد أن أفعلها."
"هل أنت متأكد سوومان شي ...كما أخبرتك من قبل انها لي-..."
قاطعه سوومان قائلا " نعم أتذكر ما أخبرتني به و أفهمه جيدا لكنني اتخذت قراري. "
ساد الهدوء على الطرف الآخر من المكالمة حتى قال بعد مدة " إذن سيكون لنا لفاء قريبا لنتناقش أكثر. "
"حسنا" رد سوومان بهدوء قبل أن يرجع لإكمال حديثه مع عائلته.
-----
"إذن كما أخبرتك سابقا نسبة النجاح لا تتعدى 5 % لذا فخطرها عظيم. سوومان شي "
" دكتور أنا ...في الحقيقة أنا لم أكن أنوي إجراء العملية لكن اليوم رأيت بوضوح مدى دور عائلتي في سعادتي . نقاشاتنا السخيفة ،عيون زوجتي و ابنتي ، ابتساماتهما و أعينهم التي تنتظرني و تترقب عودتي. كل هذا سبب في جعلي أتخذ هذا القرار لو كانت هذه الجراحة ستمنحني و لو أملا أن أعيش أطول قليلا مع من أحب فبالتأكيد سأقدم عليها ."
"يمكنني تفهمك أرجو ان تمر عمليتك بخير " رد الدكتور.
" و كذلك لا تنسى أن تخبر عائلتك عن هذا فهو واجب.*
-----
بعد يومين
Leiya's POV:
مضت فترة بالفعل منذ أن استدعانا أبي أنا و أمي و قابلنا بسكوت تام .
"عزيزي ما الأمر ؟ " سبقتني أمي إلى الكلام.
أخذ أبي شهيقا و زفيرا متكررين قبل أن يقول " بعد غد سأجري عملية ذو نسبة نجاح منخفضة. و أردت إخباركم بهذا .
كان هذا صادما جدا لنا الاثنتين.
ردت أمي أولا " أي عملية عزيزي أنت لم تعان حتى من الأمراض رغم تقدمك في السن " قالت محاولة التأكد و الاستفسار عما قاله.
"لقد اكتشفت أنني مصاب بسرطان الدماغ في المرحلة الأخيرة لذا فرص نجاتي شبه منعدمة " رد عليها بهدوء.
لم أدر كيف حتى أحسست بسيل من الدموع يتدفق من عيني. لقد كانت المرة الأولى التي بكيت فيها منذ 17 سنة.
اقترب مني أبي و احتضنني أنا و أمي اللتان بدأتا البكاء في نفس الوقت و قال :
"موتي او نجاتي ليسا مؤكدين لكنني سأقول لكما في حالة أنني لم أعد .... "
لم يكمل جملته حتى بدأت أمي تضرب على صدره برفق " لا تقل مثل هذه الأشياء أنت ستعود...ستعود أليس كذلك؟" ثم أوقفتها و طلبت من أبي أن يكمل حديثه فاستمر :
" أحيانا يجب عليك ألا تكون حزينا لأن الأمر انتهى بل يجب عليك أن تكون ممتنا أنه حدث ."
بعد هذه الكلمات غرقنا في الدموع أنا و أمي مجددا و استمر الحال هكذا حتى وصلنا إلى المنزل و على غير العادة نمنا جميعا في سرير كبير واحد محتضنين بعضنا و كأنه وداعنا الأخير .

2018/06/21 · 701 مشاهدة · 806 كلمة
Blow
نادي الروايات - 2024