"لقد عرفت أنك ستأتي . إذن فلتجلس." قالت للرجل الذي دخل إلى الغرفة.

" رفع رأسه لينظر لها ثم ابتسم ،كانت ابتسامته العادية مما أثبت قدراته الخداعية مرة أخرى.

انطلق و جلس مقابلا لليا ثم ساد صمت لمدة قطعته ليا قائلة :

" إذن لماذا أتيت إلى هنا ؟"

" إنه مكان عملي ." رد يون هو بنبرته المعتادة.

"سابقا أليس كذلك ؟ أظن أنك ضمنت مكانك مع خالي في شركة أخرى تهاني." قالت ليا بينما تنظر في عينيه بصرامة.

" ....." اكتفى يون هو بالصمت.

نظرت إليه ليا ثم أكملت :

" أظن أنه سيكون من غير المناسب قول أنك خنتنا بما أنك لم تكن في جانبنا منذ البداية أليس كذلك ؟"

"أظن هذا ." رد عليها .

صمت الاثنان قليلا ثم تكلم يون هو :

" أنا آسف ليا ، أنا حقا لم يكن لدي خيار ...

بعدما عرفتك و عرفت جميع من هنا أنا حقا لم أرد القيام بهذا لكن ما ضحيت من أجله أهم من كل شيء." قالها و هو ينظر للأسفل و يفرك يديه.

" أنا لا أريد اعتذارا سيكون الأمر أفضل لو اعطيتني سببا . " ردت ليا بدورها.

صمت يون هو قليلا ثم أكمل :

" على عكس ما أبدو عليه أنا من عائلة فقيرة مضت مدة على تخرجي لكنني لم احصل على أي منصب كانت كلها تمنح لأصحاب الخلفيات القوية. كانت الأمور تذزاد سوءا مع مرض أمي و تكاليف دراسة أختي الصغرى و الأسوء أن منزلنا كان على وشك أن يؤخذ منا كنت سأموت مقابل الحصول على المال.

بمجرد أن تلقيت مكالمة هاتفية من عندكم أتيت بسرعة و كان هناك ذلك الرجل الذي يقف على مسافة من الباب يتفحص من يدخل و يخرج للشركة.

ما أن خرجت و اتصلت بأمي لأخبرها بقبولي حتى اقترب مني و سألني عما إذا تم قبولي بعد أن أومأت إيجابا عرض علي صفقة مقابل ربع مليون دولار و في حالتي لقد كانت ربحا كبيرا.....

و أظن أنه يمكنك تخيل ما حدث لاحقا."

" ......" صمتت ليا لمدة بينما تنظر إليه.

* إن كنت في موقفه مالذي سأفعله.... ماذا سأختار.* لسبب ما كانت هذه الأفكار تجري في رأسها و ما صعب اﻷمر هو أنها ربما ستفعل نفس الشيء إن كانت في موقفه.

" يون هو-شي .... ظروفك صعبة حقا أنا أشعر بالأسف كنت أفكر أنني ربما كنت سأفعل نفس الشيء لو كنت في نفس موقفك ... لكن..." توقفت قليلا.

رفع يون هو رأسه منتظرا ما ستقوله تاليا .

"لكن؟ .... لا أنا لن أفعل مثلما فعلت.

مهما كانت ظروفي صعبة أنا أبدا لن أقبل مالا يأتيني من خداعي للآخرين .

ضميري سيأكلني على قيد الحياة." أكملت ليا بينما بدأت نبرة صوتها تخف قليلا .

" عرفت أنك ستقولين هذا فأنت ذلك النوع من الاشخاص بعد كل شيء ." رد يون هو بابتسامة خفيفة .

"يون هو-شي ... بما انني أظن أن هذه آخر مرة سنتحدث فيها هكذا سأخبرك شيئا ما." قالت ليا.

"أنا أستمع ." رد عليها.

" أنا ...أنا كنت معجبة بك لقد كنت ثاني فتى أعجب به في مدة طويلة و بالطبع لقد انتهيت كما انتهت المرة الأولى ."

توسعت عينا يون هو بما أنه صدم مما سمع هو لم يتخيل هذا فكر قليلا ثم نطق.

" لقد أخبرتك سابقا ألم أفعل ؟

لقد نصحتك ألا تعجبي بشخص مثلي لأنني دائما ما أدمر ما هو قريب مني.

رأيتي أنت الآن محطمة بسببي ..."

"لا.

يون هو-شي أنت لا تستطيع تحطيمي أنا فقط من يستطيع تحطيمي .

و إن كنت قد جرحت فهذا ليس بسببك إنما بسبب اختياراتي أنا.

قول أن الأمر بسببك يبدو كأنني أتخلى عن مسؤوليتي في خطئي كما أنك لا تصل إلى مستوى التسبب في شيء جدي لي ، هذا يعطيك قيمة أكثر مما تستحق ."

ردت ليا عليه بينما ابتسمت بلطافة في وجهه.

من جهته هو فيون هو لم يعرف ماذا يقول أكثر وقف و وضع خطاب استقالته فوق الطاولة .

تقابلت عيناه هو و ليا فتكلمت :

"لقد كان من الجيد مقابلتك."

"بالطبع أنت أيضا."

بينما تبادلا كلماتهما الأخيرة توجه ليخرج من الغرفة .

بعد أن أغلق الباب و بقيت ليا وحدها بهدوء فتحت الحاسوب مجددا و استأنفت ما كانت تفعله .

----------

Woo bin's POV :

ذلك الوغد كيف يجرؤ على فعل هذا لنا بعد كل ما مررنا به معا ، سأقتله لو وجدته...

كنت أمشي مسرعا نحو مكتب ليا لعلي أساعد بطريقة ما فموقفها لا تحيد عليه حقا.

عندما اقتربت من المكتب سمعت صوت تحطيم .

تبا هل وقعت ليا أرضا أم ماذا ؟

زدت من سرعتي لأصل ما ان فتحت الباب حتى صدمني المنظر.

كؤوس الشاي الموجودة هناك ،إطارات الصور المعلقة، المزهريات الثمينة كلها أصبحت حطاما بالطبع على يد ليا التي ما زالت تحمل اللابتوب في يديها كي ترميه هو الآخر .

انطلقت لاوقفها عن فعل هذا و تمكنت من فعلها بالكاد .

لقد استمرت بالصراخ علي " أتركني ، لا تلمسني "

استمرت بالصراخ علي لمدة حتى أرخت قوتها و سمعت صوتها الذي أتى و رأسها نحو الأرض...

"ستخونني أنت أيضا في النهاية ."

ما أن أنهت جملتها هذه حتى رأيت دمعة نزلت من عينها .

أردت أن أقول شيئا ما لكن قبل أن أستطيع افلتت من يداي و اتجهت نحو الخارج .

أظن أن اللحاق بها الآن سيكون عديم المعنى ، ففي النهاية لو كنت أنا لرغبت أن أبقى بمفردي .

بينما كنت أفكر اتجهت لأنادي عمال التنظيف من أجل الاهتمام بالفوضى ثم

ذهبت لأهتم بأعمال أخرى تنتظرني .

أتساءل إذا ما كنت سأتمكن بالقيام بها بطريقة صحيحة فأنا لا أنفك عن التفكير بليا .

أتمنى أن تكون بخير.

---------

Yoora's POV :

لماذا لا ترد على هاتفها ؟؟؟؟؟!!!!!!

إنها تجعلني أقلق....

بالطبع أنا أحاول الاتصال بابنتي التي لم ترد على واحدة من مكالماتي منذ ساعات .

يا لها من ابنة سيئة .

بينما كنت أعيد الاتصال بليا سمعت صوت الباب فتح خرجت من غرفتي لأنظر إلى الطابق الأرضي وجدت ليا التي لم تسأل عني حتى ، اتمنى أن تكون الأمور على ما يرام .

نزلت متوجهة إلى غرفتها طرقت الباب لكن لم تأت أي إجابة ، ثم مرة أخرى انتهت بنفس الطريقة .

في المرة الرابعة دخلت مباشرة لأجد ليا جالسة بجانب سريرها و رأسها بين ذراعيها .

" ليا ما بك مالذي حدث ؟" سألتها لكن دون رد .

" ليا ... من آذاك ؟ " سألتها مجددا .

" توقعاتي الخاصة ." ردت و ما زال رأسها للأسفل .

"هل لهذا أي علاقة بإلغاء العرض اليوم ... لقد تعبتي و أنت تحضرين له ." قلت لها .

" نعم . لقد تعبت ، أنا أعني لقد تعبت حقا لكن سرب أحد ما مجموعتنا و لم يأت تعبي بأي ثمار ...

لقد عقدت توقعات عظيمة عليه لقد وثقت بذلك الوغد ....

هل يجب علي الشعور بهذه المرارة كل مرة أظن أنني تعافيت منها ."

تحدثت بصوت عالي و هي تنتفض .

* لماذا يبدو صوتها كصوت شخص بتجربة فظيعة ؟.... *

------------

The author's POV :

احتضنت يورا ليا لمدة محاولة تهدئتها و بالفعل تأثير الأم مخيف حقا لقد هدأت و بدت كأنه يمكن التحدث معها بعقلانية الآن .

" ليا ، ابنتي أنا أخبرتك قبلا أليس كذلك ؟ أنت قوية.

لكن من أجل أن تبقي كذلك يجب عليك معرفة بعض النقاط و تطبيقها ."

" و ما هي ؟ " ردت ليا بنبرة منزعجة قليلا .

" لا يمكنني أن أخبرك إياها يجب أن تعرفيها بنفسك كما يمكن أن يختلف الأمر معك فكل منا يكتب صفحته بنفسه لكن .... " ردت يورا .

" لكن ؟ ... " قالت ليا منتظرة من أمها إكمال ما كانت تقوله .

" لكن أظن أنه هناك بعض النقاط المشتركة بين جميع البشر ربما يمكنني إخبارك ببعضها ." ردت يورا .

صمتت ليا لمدة ثم سألت :

" نعم من فضلك . "

" ليا أعلم أنك ستكونين غاضبة ، حزينة ، منزعجة ...الخ و غيرها من المشاعر المختلطة بما أنها مرتك الأولى مع تجربة مثل هذه لكن ما لا تعلمين أن هذا أحد الأسباب التي جعلت أباك لا يرغب في ترؤسك الشركة فسيناريوهات كهذه شبه مؤكدة في مجال الأعمال .

أبوك قد مر بالكثير في بداياته أيضا لكنه بخير بعد كل ما مر به هو لم يمت . هو لم يخسر .

في نهاية كل يوم صعب يمكنك اما أن تنظري الى ما يحطمك إلى أشلاء أو ما يبقيك متماسكة كل شيء يعتمد على نظرتك للأمور .

بالطبع أحيانا ستمرين بحادث يؤلمك ، قد يؤلمك بشدة ستبدئين التفكير إن كنت ستتعافين يوما من هذا الأمر ، إن كانت الأمور ستكون بخير مع كل هذا لكن ... مع مرور الوقت ستجدين نفسك تغنين عائدة للمنزل ككل يوم سابق و مع أشغال الحياة ستنسينه .

ستفكرين أنك ربما قد أصبحتي عديمة الأحاسيس أو أنك قد تكونين تتجاهلين حقيقة إحساسك تجاه ذلك الموقف لكن تلك ليست الحقيقة أنت ببساطة لم تعودي تعطين للأمر أهمية بعد الآن أنت تجاوزتي ذلك الموقف اللعين ، الآن هو مجرد درس من بين الكثير في هذه الحياة .

أبي اعتاد أن يقول لي هذا :

لكي تستطيعي النجاة في هذه الحياة ستحتاجين أن تتجردي مما تحسين به .

بالطبع لا يقصد هذا بمعنى سيء لكن ليا يجب أن تعطي كل شعور حقه .

مثل ....

لقد شعرت بالخيبة اليوم ، لقد عرفت كيف هي الآن يجب علي التخلص منها الآن ....

ما زالت هناك الكثير من المشاعر التي يمكنني تجربتها بحلوها و مرها ." أكملت يورا حديثها سادت على وجه ليا تعابير عميقة لمدة ثم نهضت ارتدت الجاكيت خاصتها و التفتت لأمها قائلة :

" فلنخرج أريد أن أتنفس بعض الهواء . "

ابتسمت يورا و نهضت هي بدورها .

" إلى أين سنذهب ؟"

" أينما تريدين ..."

خرجت ليا برفقة أمها مما ساعدها على التخفيف على نفسيتها لكن ماذا يجدر بمن يعاني وحيدا بغرفته وحيدا أن يفعل ؟؟؟


2018/08/29 · 729 مشاهدة · 1555 كلمة
Blow
نادي الروايات - 2024