إذاً، قرر جونغ جين عدم التورط مع آرثر بعد الآن. بالنسبة له، فإن الولاء لآرثر لن يؤدي إلا لإلهام فكرة الحرب. ولم يكن يريد أن ينشغل بهذه الأعباء غير الضرورية لأنه حصل بالفعل على نصيبه من آلام الحياة من العالم الحقيقي. وبالتالي، فإنه بدلاً من ذلك سيستمتع ويغتنم الفرصة -على الرغم من أن هذا قد يكون صعب المنال- للحصول على حياة جديدة باعتباره الابن الأصغر لعائلة غنية.
هل يجب أن أعود وأمشي مرة أخرى في دروب اليأس التي قطعتها بالفعل؟ مستحيل !
لذلك، رسم سطراً مرة أخرى وكتب ما يحتاج إلى القيام به على الفور في أسفل الملاحظة:
1. يجب أن أتجنب التجنيد العسكري بأي ثمن.
2. يجب أن يتم رفع التجميد عن حسابي المصرفي.
يمكن حل هذين الأمرين من خلال الدراسة. إذاً التالي:
3. ينبغي علي سحب الأموال بالكامل عند رفع تعليق حسابي.
4. ترك المدرسة. إذا تغيبت لمدة شهرين ولم يتم الإمساك بي، فسيتم طردي تلقائياَ.
ملحوظة إضافية: تأكد من أن لدي مصدر دخل آخر غير أموال والدي.
في البداية، لم يكن راضياً عن خطةٍ كهذه، لذلك قد يحتاج إلى الاستفسار من نيبو فهو يعتقد أنه حكيم ويجيد التفكير. يجب أن يساعده نيبو في إيجاد طريقة للحصول على منزل مستأجر ورحلة يمكن أن تكون متاحة في أي وقت دون إذن. بعد كل شيء، في عالم لا توجد فيه كاميرات مراقبة، لن يكون إخفاء شاب سليم الأطراف مثله امراً معقداً.
أعتقد أنها خطة جيدة في الوقت الحالي. لكن يجب أن أضع خطة أخرى كي أتمكّن من تأمين أموالٍ إضافية. تنهد جونغ جين وشعر بالتعب. علي أن أرتاح الآن لأنني يجب أن أكون مبكراً غداً.
***
أصبحت الخطة الممتازة نكتة. كان كلايو -الذي استلقى على الأرض- يبكي بصمت.
مثل الطلاب الآخرين، كان يلوح بسيف التدريب في الهواء، لكن ذراعيه كانتا منتفختين، وراحتي كفه تتقرحان. على كل حال فقد عرف جيداً من الذاكرة الوضعيات الأساسية المذكورة في كتاب فن المبارزة المدرسي وبالمثل، كانت الفتيات أيضاً يحاولن بذل قصارى جهدهن، لكن الحظ لم يكن في صالحهن. لذلك، سقطوا هم أيضاً.
هذا الجسم لا يصلح لشيء! كان جونغ جين يتذمر في داخله.
كان الكتاب المدرسي عن " أساسيات فن المبارزة " نظرياً بالكامل، لذلك لم يكن متأكداً مما إذا كان سيخوض الاختبار العملي. ولكن قبل أن يكون هناك، كان المدعون والمرشحون من السحرة قد انقسموا بالفعل إلى فئتين لأخذ المرحلة الثانية من الدورة. لكنه أدرك للتو أنه لا يعرف المرحلة الأولى.
وسط تدريبهم، تسلل الى مسمع كلايو صوت همسٍ وضحكات آتية من خلفه، لكنه لم يستطع رفع رأسه ليرى من هم لأنه كان محرجاً. ثم بعد لحظة، اقتربت منه الأستاذة وهو ملقى على الأرض.
"هيا، ما الذي تنظرون إليه جميعاً هنا؟ يجب أن تمارس المجموعتين الأولى والثانية حركات الترابط ووضعية الانقطاع التي أخبرتكم عنها الأسبوع الماضي. مساعد، راقب المجموعة 2 رجاءاً"
كانت البروفيسورة روزا فيهايت معلمة في فن المبارزة. كانت صاحبة سيف بمستوى الأثير 8. بعد استقالتها من فرسان الحرس الوطني الملكي، أصبحت معلمة لسنوات عديدة. ومنذ ذلك الحين، تم اعتبارها تهديداً لطلابها، خاصةً لكلايو، الذي لم يستطع تحمل القليل من توجيهاتها.
"آخ كلايو، أعتقد أنه من الأفضل أن تعزز قوتك البدنية الأساسية أولاً قبل أن تأخذ أساسيات فن المبارزة. بدءاً من الغد، تأكد من أنه يمكنك الركض مرتين في جميع أنحاء المدرسة كل صباح"
كانت الأستاذة روزا ترتدي قميصاً أبيض وسروالاً أسود تحت درعها مصحوباً بحذاءٍ طويل. كانت متساوية في القامة مع البروفيسور جيبيدي، لكنها كانت أكثر ثباتاً منه. حتى في سنها الحالي، كانت لا تزال تحافظ على شكلها المتزن، ما لم ينظر شخص ما مباشرة إلى وجهها، فلا يمكن لأحد أن يعتقد أنها امرأة أكبر سناً. ومع ذلك، فقد تم تصنيفها على أنها امرأة ذات عين واحدة حيث تم تغطية عينها الأخرى برقعة لسنواتٍ عدة.
ثم فحصت كفي كلايو المتقرحين ورفعت الصبي بسرعة وقالت: "أنا سعيدة لأنك متحمس للحضور إلى الصف اليوم، لكن قد يصعب عليك التعامل مع أساسيات فن المبارزة لهذا الفصل الدراسي."
ثم تحدثت إلى بقية الطلاب "من أجل تقييمنا النهائي..."
بينما كانت تتحدث إلى الطلاب، كانت يدها اليمنى تربت على رأس كلايو، الذي وجدته أصغر من يدها. شعرت بالأسف من أجله. وعلى الرغم من أن عينها اليسرى كانت مغطاة برقعة تغطي أيضاً جزءاً كبيراً من وجهها، كان من السهل لأي شخص أن يقرأ أفكارها بسبب تعابير وجهها النابضة بالحياة. على ما يبدو نال الصبي تعاطف المرأة الأكبر سناً.
"... لتدريبنا. يتم تقييم الطلاب بناءً على معايير مختلفة. إن أولئك الذين يريدون أن يصبحوا ممثلي ادعاء سيتم فحصهم في المجموعة 1 ، بينما سيتم فحص أولئك الذين يريدون أن يكونوا سحرة في المجموعة 2." قالت روزا.
على الرغم من أن كلايو لم يكن مؤهلاً إلى حد كبير في فن المبارزة، إلا أنه لاحظ وجود خطأ ما في تحركات طلاب المجموعة الأولى التي ينتمي إليها كلاً من إيشيل ونيبو.
واصلت روزا محاضرتها "سأمنحك مهمة عملية أخرى. أعطيك 30 نقطة إذا كان بإمكانك ركض أربع لفات هنا في خمس دقائق حتى الاختبار النهائي وحاول فقط الحصول على أكثر من 10 نقاط في الاختبار الكتابي. حينها، بالتأكيد لن ترسب".
"شكراً..." تنهد كلايو.
"أعتقد أنه لا توجد مشكلة في جهازك العضلي الهيكلي. إذا كان بإمكانك الركض في المدرسة مرتين كل يوم كما أخبرتك، فستكون قادراً على التحرك في المستقبل بلا صعوبات." قالت روزا وهي تشجع الصبي.
ومن ثم، أومأ كلايو.