ملأت ديون، الوصية الحالية للصبي، بعض الأوراق الرسمية ودفعت الكفالة لإطلاق سراح كلايو من الحبس. اعتذرت عمّا حصل من متاعب، وعندما سلمتهم سلة طعام ضخمة وزجاجة من الشمبانيا، ذاب الفرسان الذين يشبهون الحديد.

"عندما انقلب القصر رأساً على عقب في اليوم الذي هربت فيه، اقتربت مني خادمة تدعى ميرا واعترفت بعرضك البالغ ألف دينار. قالت إنك تركت القطة كما لو كنت تخطط للذهاب بعيداً وعدم العودة. لذلك كمكافأة، أعطيتها ألفي دينار لقول الحقيقة. بعد كل شيء لولاها، لانقلبت المملكة بأكملها رأساً على عقب بعد شائعات اختطافك."

في طريق عودتهم إلى العاصمة، كانت ديون تقهقه بين الفينة والأخرى وهي تضايق الصبي الذي لم يستحم منذ ما يقرب من 10 أيام منذ اعتقاله. تجاهل كلايو الضحكات المستمتعة على حسابه وكذلك كلامها، وفرك ذراعيه، متمنياً أن يشعره الحمام بتحسن.

أثناء عودتهم إلى العاصمة، ضحكت ديون على فترات متقطعة داخل العربة. بدت وكأنها تحلق فوق القمر منذ أن حصلت على انتقامها بعد عشرة أيام من العمل الجاد لتتبع كلايو.

"بصدق، سيدي الشاب! يجب علي الثناء عليك. بالتفكير في أنك تمكنت من الهروب مني، أنا ديون جراي. ومع ذلك، فقد منحني البارون آسر حرية التصرف الكاملة في فعل ما أراه مناسباً. لذلك، يجب أن يكون فخوراً بي لاستعادة شرفه ".

“… ماذا قال والدي؟"

"لم يعطي أي ردة فعل على الإطلاق كالعادة. لماذا؟ هل أنت خائف الآن؟"

"الأمر ليس كذلك...."

"حسناً، الآن بعد أن وجدتُك، انتهى الأمر. والدك قال أنه لم يلمني حتى، وحصلت على أجر! لذا أيها السيد الشاب، هل كان من الممتع اللعب في الخارج بينما وضعت الكثير من الناس في مأزق؟"

“……. ”

"شعرت أنك شخص ذكي بشكل مدهش. لم أكن أعتقد أن الأمر سيستغرق وقتاً طويلاً للعثور على صبي واحد. لكن، أظن أنك لم تسمع الشائعات التي تفيد بأن قدرة البارون آسر على جمع المعلومات أفضل حتى من قسم المخابرات السري للأمير ميلشيور."

هذا هو!

أضاءت عينا جونغ جين إدراكاً.

بالتفكير في الأمر؛ ينبغي أن يكون واضحاً. الفرسان ليسوا محققين، فكيف تمكنوا من الإمساك بي؟ لا بد أن شركة والدي تملك وحدة تحقيق أو شيء من هذا القبيل.

"هل يدير منظمة مشبوهة أو شيئاً كهذا؟"

"ليس حقاً، تجارة المياه الخاصة بوالدك تحقق باستمرار أرباحاً ضخمة كل عام. لذلك، ليست هناك حاجة له لتهريب أي شيء. على أي حال، المعلومات هي المال. على هذا النحو لا يمكن لأحد أن يتجنب عيون البارون آسر في أي مكان على ديرنييه."

’إذن كان هذا هو نوع الخصم الذي كنت أواجهه؟ اوه ؟’

في هذه المرحلة، كان كلايو متعباً وغاضباً وفزعاً. دفن رأسه بين ركبتيه ورثى حاله بصمت. أراد أن يختفي فحسب، لم يكن يتوقع أبداً إحباط خطته للهروب بسبب نفوذ والده على القارة. ولم يكن يتوقع أبداً أنه سيسمح لديون باستخدام هذا التأثير لتتبع مكان وجوده.

"بالمناسبة، أيها السيد الشاب. لماذا ترغب في الهروب من قصر جميل يقع في منطقة فاخرة في الضفة الغربية؟ حسب جوابك، قد اترك لك كلمة طيبة عند أبيك".

“…أنا فقط لا أريد الانضمام إلى الجيش."

أجاب كلايو مختصراً القصة الطويلة، حتى الكلمات ضايقته، لذلك إختزلها. كان شعوره حيال طموحات والده، والشعور بأنه ممثل عالق في مصير بطل الرواية، وتجارب المؤلف كلها أشياء لم يستطع شرحها لديون.

بعد سماع الإجابة التي جاءت من كلايو، تجمدت ديون قليلاً. لم تستطع ببساطة فهم تسلسل أفكار كلايو. ولم يستطع كلايو أن يشرح لها كيف شَعر.

"ماذا؟"

هذه المرة، لم تكن مفاجأة ديون مزيفة. لقد صُدمت حقاً واتسعت عينيها للحظات. طوت مروحتها المزينة بالدانتيل بينما استمرت في الاستماع إلى تبرير كلايو.

"حاولت أن أترك المدرسة لأنني كرهت الفكرة، وأكد لي والدي بأنه سيجندني على الفور بخلاف ذلك".

ديون، التي وضعت مروحتها في حضنها، لمست جبهتها ونظرت إلى جبل بعيد قبل أن تنظر مجدداً إلى كلايو، كانت عيناها مليئتان بالشفقة.

"سيدي الشاب، اعتقدت أنك ذكي، لكن أنت لا تملك رأساً جيداً على كتفك، أليس كذلك؟ الآن، انظر إلي: أنا خريجة، لكن هل كنت في الجيش؟"

بالتفكير في الأمر، كانت هذه المرأة خريجة. قالت إنها كانت أكبر بخمس سنوات، لذلك كانت في الثانية والعشرين من عمرها. هذا هو العمر الذي من المفترض أن تقضي فيه خدمة الجيش الإلزامية، لكنها قالت إنها عملت لدى البارون آسر.

"يُعفى طلاب فصل السحر من الخدمة الإلزامية إذا كانوا ضمن المراكز الثلاث الأولى بعد التخرج. يمكنك أن تصبح باحثاً أو تعمل في الصناعة حسب رغبتك. لذلك، على مدى العامين الماضيين، عملت بجد في شركة والدك."

لم يستطع كلايو إغلاق فمه بينما سمع المعلومات الصادمة.

"على أي حال، غالباً ما يكون هناك أقل من عشرة طلاب في فصل السحر في كل مرة، ولكن برغم هذا بدا لك أنه من الصعب الوصول إلى المركز الثالث؟"

لم يخبر أحد كلايو بذلك من قبل. هذه الحكاية الصغيرة لم تظهر حتى في المخطوطة. جميع زملاء آرثر أصبحوا فرسان!

"بالإضافة إلى ذلك، لماذا تعتقد أن هناك قسماً منفصلاً للسحرة والمدعين العامين في المقام الأول؟ ذلك لأن لكل جانب أدواره الخاصة".

أوضحت ديون بصبر وبنبرة ودية تليق بدورها كمعلمة شخصية له.

"السيّافين هم الأشخاص الذين يستخدمون الأثير في أجسادهم، لذلك يجب عليهم أداء التدريب البدني بالتوازي مع تدريب الأثير".

مع كل تفسير قدمته ديون، شعر كلايو أن ذكائه محط شك وتبين أنه يفتقر إلى الكثير.

"لكن دائرة الساحر تتأثر إلى حد كبير بالقدرة الفطرية. حتى لو قمت بتوزيع الأثير بثبات، فلا يمكنك تشكيل دائرة في الواقع. لذلك، يصعب تدريب السحرة. إذا كان الأمر كذلك، فهل ستعامل الدولة الاثنين على قدم المساواة؟”

لم يكن سبب تخطيطه لهذا الهروب العظيم هو الجيش فحسب، ولكنه كان أحد القوى الدافعة الرئيسية. وهكذا، اكتشف كلايو حقيقة أن جهوده بُذِلت عبثاً واستلقى على مقعد العربة. بهُت الضوء في عينيه وهو يشعر بألمٍ حاد كالطعنة.

2022/03/18 · 359 مشاهدة · 914 كلمة
Blueivy
نادي الروايات - 2024