2 - المجلد الأول: الفصل 1: ذو الشأن المتخفي في الظل يبدأ البرنامج التعليمي!

الفصل 1: ذو الشأن المتخفي في الظل يبدأ البرنامج التعليمي!

♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦

لقد مرت 3 سنوات منذ إنشاء حديقة الظل ، لقد بلغت أنا وألفا 13 من العمر، وأختي الكبرى كلير في 15 من عمرها.

الحقيقة هي أنه لم يكن هناك شيء مميز في بلوغ 13 عامًا ، ولكن هناك أمر مميز بالنسبة لأولئك الذين يبلغون سن 15 ، فهو السن الذي يذهب فيه النبلاء للدراسة في العاصمة الملكية لمدة 3 سنوات ، بصفتها حاملة آمال وأحلام عائلة كاغينو، أُقيم لـ كلير حفل وداع كبير لها ، والذي نظمته والدتنا.

وهذا جيد ، وبدا وكأن كل شيء يسير على ما يرام ، إلا أن اختفت في اليوم الذي من المفترض فيه أن تغادر للعاصمة.

وعمت الفوضى المنزل بأكمله.

"كانت الغرفة هكذا عندما دخلت"، شرح والدي ذو المظهر الحسن بصوت منخفض ومهذب للغاية.

"لا توجد علامات على حصول قتال ، ولكن يبدو أن النافذة قد تم فتحها من الخارج ، لابد أن الجاني كان ماهرًا في القيام بذلك دون أن ألاحظه أنا وكلير"

لمس حافة النافذة وحدق بحزن في السماء ، لو كان هناك كأس من الخمر في يده لكان المشهد سيكون مثاليًا.

ولو لم يكن أصلعًا كذلك.

"وإذًا؟" أجاب عليه صوت بارد.

"هل تقول أنه لا يسعنا فعل شيء بما أن الخاطف كان ماهرًا؟"

كانت تلك أمي.

"هـ- هذا ليس ما أقوله ـ أنا فقط أذكر الحقائق…"، أجاب والدي بينما كان العرق البارد يسيل على خديه.

ومن ثم...

"إخرس ، أيــــــــــها الأصـــــــــــــــــــــــلــــــــــــــــــــــع!!"

"إيب! أنا- أنا آسف! أنا آسف!!"

لقد كنت مثل الشخص الخفي بالنسبة لهم ، لأنهم لا يتوقعون مني الكثير ، فأنا لا أسبب أي مشاكل ، وقد حافظت على هذا السلوك حتى هذه اللحظة.

من المؤسف حقًا أن اختفت أختي ، لأنها كانت شخص جيد ، لكنها خُطفت في منتصف الليل بينما كنت أتدرب في البلدة المهجورة ، مما يعني أنه لم يكن بيدي حيلة لمنع ذلك ، بعد أن شاهدت بتعبير قلق والداي يتشاجران ، تسللت إلى غرفتي واستلقيت على السرير.

"يمكنكِ الخروج الآن"

"حسنًا"

في نفس الوقت الذي جاء فيه هذا الرد ، تمايلت ستائر غرفتي ، وظهرت فتاة ترتدي ملابس قتالية سوداء.

"هذه أنت ، بيتا"

"نعم"

إنها فتاة من عرق الإلف مثل ألفا.

ولكن في حين أن شعر ألفا أشقر، فإن شعر بيتا فضي اللون ، وعيونها زرقاء تشبه عيون القطة وشامة تحت عينها اليسرى ، إنها العضو الثالث في حديقة الظل ، بعدي وبعد ألفا ، أعلم أنني طلبت من ألفا أن تتروى ، ولكنها تستمر في استقبال الناس وكأنهم قطط ضالة.

"أين ألفا؟"

"إنها تبحث عن آثار للعثور على كلير سما"

"إنها تتحرك بسرعة ، هل أختي على قيد الحياة؟"

"على الأرجح"

"هل يمكننا إنقاذها؟"

"هذا ممكن... لكننا نحتاج إلى مساعدتك ، شادو سما"

أوه، لقد جعلتهم ينادونني بـ شادو ، فهو مناسب لزعيم منظمة حديقة الظل.

"هل قالت ألفا ذلك؟"

"نعم ، وقالت إنه يجب علينا اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة في حال تم أخذها كرهينة"

"هاه"

بصراحة ، إن ألفا قوية جدًا بمفردها ، إذا كانت تطلب الدعم ، فلا بد أننا نتعامل مع شخص ماهر.

"إن هذا يجعلني متحمس..."

أطلقت على الفور القوة السحرية التي كثفتها في راحتي ، مما جعل الهواء يرتعش من حولنا.

لم أفعل ذلك من أجل سبب محدد ، كل ما في الأمر أنني أحب تقديم عرض جيد.

بالإضافة إلى ذلك، فقد أذهل ذلك بيتا ، التي تمتمت قائلة: "مذهل".

في الوقت الحاضر ، مع وجود ألفا وبيتا ودلتا ، ليس لدي نقص في شركاء في التدريب ، ومع ذلك ، بين الحين والآخر، أريد شيئًا جديدًا ، علاوة على ذلك ، كانت هذه فرصة مثالية للعب دور "ذو الشأن المتخفي في الظل".

"لقد مر وقت طويل منذ أن أظهرت قوتي الحقيقية..." تمتمت.

في هذه المرحلة ، اعتدت على إعطاء أجواء غامضة ، ومع خلق ألفا وبيتا بيئة مثالية للتماشي مع الأجواء ، ولهذا فأنا متحمس جدًا.

"نعتقد أن الجاني ينتمي إلى طائفة ديابولوس ، وعلى ما يبدو فهو شخص ذو رتبة عالية "

"ذو رتبة عالية...؟ ولكن ماذا يريدون من أختي؟"

"لابد وأنهم يشكون في كونها واحدة من أحفاد الأبطال"

"حسنًا ، إن حدسهم دقيق للغاية..."

وهكذا إستمرت هذه الحبكة التقدم.

‏‏‎ ‏‏‎‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎

(هو يظن أن كل هذا مسرحية ، وكل هذا بسبب أنه كذب عليهن عند لقائه بهن لأول مرة)

‏‏‎‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎

ثم قامت بإخراج كومة من المستندات وبدأت في قول أمور مبهمة.

مثل: "ما قلته صحيح بالفعل..."

و"أطفال ديابلوس منذ ألف سنة مضت..."

و"قد يكون هذا النُّصب علامة على الطائفة..."

ولأنني لا أستطيع قراءة النصوص القديمة ، فأنا لم أفهم شيئًا ، لدي شعور بأن ألفا لا تستطيع حتى فهمهم.

أنا متأكد من الاثنين قامتا بجمع بعض الأوراق التي بدت مشبوهة ، لأجل خلق شعور بأنهما يقتربان تدريجيًا من الحقيقة بشأن طائفة ديابلوس.

"ألق نظرة على هذا التقرير ، وفقاً لتحقيقنا الأخير ، يبدو أن كلير سما قد أُخذت إلى هذا المخبأ..."

وبينما هي تتحدث قامت بنشر كومة ضخمة من الملفات والأوراق أمامي ، ولم شيئًا منها ، أغلبها مكتوبة بأبجدية قديمة ، والباقي عبارة عن سلسلة من الأرقام والرموز التي لا معنى لها ، يا إلهي ، لديهن موهبة حقيقية في إنشاء تقارير مزيفة ، في هذا الصدد ، إنهن أفضل مني بكثير.

تجاهلت تفسيرها وألقيت سكينًا صغيرًا على الخريطة المعلقة على حائط منزلي ، لقد هدفت إلى مكان شعرت أنه المكان الصحيح.

ضرب السكين نقطة معينة على الخريطة.

"هناك"

"هناك؟ ما تقصد…؟"

"هذا هو المكان الذي توجد فيه أختي"

"ولكن لا يوجد شيء هناك... انتظر ، مستحيل…!"

يبدو أن بيتا قد أدركت شيئًا ما ، لذلك بدأت سريعًا في البحث في المستندات والأوراق.

امم ، في الحقيقة لقد كانت مجرد رمية عشوائية ، لكن مهارات بيتا التمثيلية جيدة جدًا.

أنا متأكد أنها ستقول أن المخبأ السري يقع عند طرف السكين مباشرةً.

"بعد مراجعة الوثائق ، أعتقد أن هناك المخبأ السري في المكان الذي أشرت إليه ، شادو سما"

أرأيتم؟

"لم أكن أعتقد أنك ستكون قادرًا على قراءة الكثير من المستندات في لحظة ، وليس ذلك فحسب ، بل حتى العثور على المخبأ السري... أنت مذهل شادو سما"

"بيتا، عليكِ أن تتدربي أكثر"

"سأبذل قصارى جهدي"

رائع! ، أعلم أنه مجرد تمثيل ، إلا أنني أشعر بالرضا ، أنتِ تستحقي جائزة الأوسكار في التمثيل ، بيتا.

"سأقدم تقريرًا إلى ألفا على الفور ، هل سنقوم بعملية الإنقاذ الليلة؟"

"نعم"

إنحنت بيتا لي وغادرت الغرفة بعيون متلألئة ، بدا الأمر كما لو أنني أستطيع أن أشعر أنها تحترمني تمامًا.

تحياتي لأدائك المذهل ، بيتا!

♦ ♦ ♦

سار رجل بمفرده في نفق تحت الأرض مضاء بضوء خافت.

يبدو أنه في أواخر الثلاثينيات من عمره ، وله نظرة ثاقبة وجسم قوي ، وشعره الرمادي مصفف للوراء بشكل جيد ومرتب.

ثم توقف عند نهاية النفق ، حيث يوجد باب واحد يقف عنده جنديان للحراسة.

أمر قائلاً: "ابنة البارون كاغينو"

"هنا يا سيدي"

رد أحد الجنود ، وانحنى لأولفر وفتح الباب.

"لقد قمنا بتقييدها ، لكنها معادية للغاية ، يرجى الحذر"

"همف ، من تخالني؟"

"المعـ- المعذرة يا سيدي!"

عبر أولفر الباب ودخل إلى زنزانة مصنوعة من الحجارة ، إلى حيث توجد فتاة مقيدة على الحائط بسلاسل ختم السحر.

"لابد أنكِ كلير كاغينو"

عندما تمت مخاطبتها بإسمها ، نظرت الفتاة إلى أولفر ردًا على ذلك.

كانت فتاة جميلة ، وبما أنها اُختطفت أثناء نومها فهي ترتدي رداء النوم ، وقد قام الرداء بحجب بشكل خفيف ثدييها الممتلئين وفخذيها الرشيقين ، كان شعرها الأسود حريريًا ، ويمتد إلى ظهرها.

ونظرتها القوية موجهة نحو أولفر.

"لقد رأيتك في العاصمة ، أنت الفيكونت أولفر ، أليس كذلك؟"

"حسنًا ، كنت حارسًا ملكيًا... أو أنكِ شاهدتني في بطولة بوشين"

"صحيح ، البطولة ، لقد قامت الأميرة إيريس بإلحاق هزيمة مُخزية لكَ في ذلك الوقت" إبتسمت كلير بسخرية.

"همف ، لقد كنت ملتزمًا بقواعد البطولة ، وقد كانت تلك حالة خاصة ، أنا لن أخسر أمامها أبدًا في قتال حقيقي"

"بل إنك ستخسر أيها الفيكونت أولفر... الخاسر من الجولة الأولى"

"إخرسي ، لن تَعرف غِرة مثلك أبدًا الصعوبات التي يجب مواجهتها للوصول إلى النهائيات" ، عبس أولفر في وجه كلير.

"سأتمكن من القيام بذلك في العام القادم"

"أكره أن أخيب أملك ، إلا أنك لن تعيشي لرؤية العام القادم"

رنّت السلاسل التي تقيد كلير بصوت عالٍ في الثانية التالية ، وكادت أسنانها أن تعض رقبة أولفر.

ثم سُمع صوت قضم عالٍ.

لو لم يحرك أولفر رأسه قليلاً ، لكانت قد قطعت شرايينه بأسنانها.

"ومن منا لن ينجو لعام قادم ، أنت أم أنا؟ ، هل تريد التجربة؟"

"لن تقومي بتجربة شيء يا كلير كاغينو"

ضحكت كلير بشدة ، لكن أولفر أحكم قبضته وضرب فك كلير.

تراجعت كلير للخلف ، واصطدمت بالحائط ورائها ، إلا أنها لم ترفع نظراتها عن أولفر.

إلا أنه لم يُوجه لكمة أخرى.

"قفزت إلى الوراء؟"

إبتسمت كلير بثقة.

"لقد افترضت أنك كنت تحاول ضرب ذبابة"

"همف ، يبدو أنك لا تدعين قواك السحرية القوية تطغى عليك"

"لقد تعلمت أن الأمر كله يتعلق بكيفية استخدام السحر، وليس بكميته"

"لقد علمك والدك جيدًا"

"ذلك الأصلع لم يعلمني شيئًا ، بل أخي الصغير"

"أخوك…؟"

"إنه شخص وقح ، أنا أفوز في كل مرة نتقاتل فيها ، لكني أنا من يتعلم عند مبارزته ، مع أنه لا يتعلم مني أبدًا ، ولهذا السبب أجعل الحياة صعبة عليه"

ثم إنتشرت إبتسامة خبيثة على وجهها.

"أخوك مثير للشفقة حقًا ، أعتقد أن هذا يجعلني البطل الذي ينقذه من أخته الشريرة ، كفى ثرثرة عديمة الفائدة..."

توقف أولفر ، وراقبها بإهتمام ثم غير الموضوع.

"كلير كاغينو، هل شعرت مؤخرًا بتدهور في حالتك البدنية؟ ، على سبيل المثال ، أصبح من الصعب عليك إستخدام السحر والتعامل معه؟ ، هل شعرت بأي ألم عند استخدامه؟ هل بدأ جسمك يتحول إلى اللون الداكن بسبب التعفن؟… هل تعاني من أي من هذه الأعراض؟"

"هل اختطفتني لتلعب دور الطبيب؟"

ردت كلير عليه وهي تبتسم بسخرية.

"أنا أمتلك ابنة كذلك ، لهذا لا أريد إستخدام العنف ، الإجابة على أسئلتي بصراحة سيكون مفيدًا لكلينا"

"هل هذا تهديد؟ كلما زاد التهديد الذي أشعر به ، كلما زادت رغبتي في التمرد... حتى عندما لا ينبغي لي ذلك"

"إذن ، أنت لا تريدين الإجابة على أسئلتي؟"

"حسنا... ماذا علي أن أفعل؟"

حدق أولفر وكلير ببعضهما البعض لبعض الوقت.

وهي أول من كسرت الصمت.

"لا بأس ن سأجيب على سؤالك الغبي ، لأنه ليس بالأمر المهم ، ماذا كان سؤالك؟ ، عن حالتي البدنية وسحري؟ ، حسنًا ، أنا لا أعاني من أي شيء في الوقت الحالي ، لو لم أكن مقيدة بسلاسل الختم هذه ، كنت لأكون في حال أفضل"

"ماذا تقصدين بـ <في الوقت الحالي>؟"

"حسنًا ، منذ حوالي عام ظهرت الأعراض التي ذكرتها على جسدي"

"ماذا؟ ، هل تقولين الأعراض شفيت من تلقاء نفسها؟" لم يسمع أولفر قط عن حالة شفاء لأي شخص أصابته الأعراض.

"نعم، لم أفعل أي شيء لـ... أوه ، صحيح ، ماذا كان؟ تمدد؟ ، على الرغم من أنني لا أعرف ما هو ، إلا أن أخي الصغير طلب مني أن أتمدد معه ، وشعرت بتحسن بعد ذلك"

"تمدد؟ لم أسمع عن شيء كهذا من قبل… ومع ذلك ، إذا كنت قد عانيت من الأعراض ، فهذا يعني أنني لم أكن مخطئًا في اعتقادي أنك متوافقة"

"متوافقة…؟ ماذا تعني بذلك؟"

"لستِ بحاجة إلى أن تعرفي ، وفي كلتا الحالتين ، ستنكسرين قريبًا ، وأيضًا سأقوم بالتحقيق في أمر أخيك..."

وقبل أن يتمكن من إنهاء جملته ، تعرض لضربة مفاجأة في أنفه.

"ماذ-؟!"

تعثر عائداً إلى الباب ورائه وحدق في كلير ، بينما يمسكه بأنفه الذي ينزف.

"كلير كاغينو ، أيتها اللعينة...!"

كان من المفترض أن تكون أطرافها الأربعة مقيدة ، لكنها تمكنت بطريقة ما من تحرير يدها اليمنى ، وكان الدم يخرج من معصمها.

"هل مزقت لحم يدك لإخراج أصابعك...؟!"

هذه ليست سلاسل عادية ، بل هي سلاسل تستطيع ختم السحر ، بمعنى آخر، لقد إستخدمت قوتها البدنية لتمزيق اللحم من يدها ، وكسر عظامها ، والانزلاق من السلاسل لأجل لكم أولفر ، وهذ ما صدمه.

"إذا فعلت أي شيء لأخي، فلن أسامحك أبدًا! سأقتلك، وأحبائك، وعائلتك، وأصدقائك… و…؟!"

وجه أولفر لكمة نحو كلير وضربها في بطنها بكل قوته ، وبما أنها مقيدة بسلاسل تختم السحر فهي لم تستطع الدفاع عن نفسها.

"أنت اللعينة ...!" شتمها أولفر وهي تنهار على الأرض.

شكل الدم المتدفق من يدها اليمنى بقعة حمراء على الأرض.

"لا يهم ، على الأقل مع هذا ، أنا الآن متأكد..."، تمتم ، ومد يده ليلمس دمها ، وعندها فتح جندي الباب بسرعة.

"فيكونت أولفر ، دخلاء! هناك دخلاء!"

"دخلاء؟! من هم بحق الجحيم؟"

"نحن لا نعرف! هناك عدد قليل منهم فقط ، ولكن ليس لدينا فرصة ضدهم بدونك!"

"حسنًا ، سأعتني بالأمر! ، أما بقيتكم فكونوا على أهب الإستعداد!"

نقر أولفر على لسانه منزعجًا قبل أن يستدير ليغادر الزنزانة.

♦ ♦ ♦

بحلول الوقت الذي وصل فيه أولفر إلى مكان الحادث ، وجد أن المنطقة بأكملها مملوءة بالدماء.

الجنود الذين يحمون المنشأة الرئيسية ليسوا ضعفاء على الإطلاق ، بل إن بعضهم ينافس الحرس الملكي.

"لماذا؟ هذا لا يعقل...!"

في هذا الممر تحت الأرض ، المضاء بضوء واحد ، كانت هناك جثث متناثرة في كل مكان.

وفي كل جثة هناك آثار قطع ، آثار قطع تظهر القوة الساحقة المستعملة ضدهم.

"أيتها اللعينات…!"

نظر أولفر إلى مجموعة من الشخصيات يرتدين ملابس سوداء ، انطلاقًا من منحنيات أجسادهن ، فجميعهن فتيات صغيرات الحجم ، وعددهن 7.

ومع ذلك ، فإن حضور هؤلاء الفتيات ضعيف جدًا في هذا الممر المضاء بضوء القمر الخافت ، فإذا لم ينظر بعناية ، فسيسهل للشخص ألا يدرك وجودهن ، تستخدم هؤلاء الفتيات تقنية نادرة للتحكم في حضورهن السحري ، وأدرك أولفر أن هذه المجموعة قد تنافسهن في القوة.

ومن بينهن ، فتاة مغطاة بالدماء ، نظرت مباشرة إلى أولفر تحت ضوء القمر.

"...!"

في هذه اللحظة ، أصبحت غرائز أولفر في حالة تأهب ، لم يكن هناك أي سبب أو دافع أو منطق ، إلا أن غرائزه أخبرته أنه في خطر.

تناثر الدم على بدلتها السوداء ثم على الأرض ، ثم سحبت سيفها الملطخ بالدماء للخلف بلا مبالاة ، مُكونًا أثرًا من الدم.

"من أنتن بحق الجحيم؟ ما هو هدفكن؟" سأل محاولاً قمع شعوره بالقلق.

لكنه يواجه سبعة خصوم أقوياء مثله ، لذا فالقتال أمر غير وارد ، لعن أولفر حظه السيئ وهو يبحث عن مخرج.

الفتاة الملطخة بالدماء لم تستمع لكلماته.

وبدأت بالضحك من خلف قناعها الملطخ بالدماء.

ستنقض عليّ...!

ثم سمع أولفر صوتًا آخر.

"تراجعي ، دلتا"

توقفت الفتاة في مكانها قبل أن تتراجع دون أن تقول كلمة.

وفي تلك اللحظة شعر أولفر بالإرتياح.

تقدم فتاة أخرى لتأخذ مكانها.

"نحن حديقة الظل"

لو كانوا في أي مكان آخر، لكان صوتها الملائكي قد أذهله.

"أنا ألفا"

الفتاة التي سارت إلى الأمام خلعت قناعها ، وتحت ضوء القمر ، بدت بشرتها الفاتحة تلمع.

"...!"

ورأى إلف شقراء ذات شعر ذهبي وجمال منقطع النظير.

وتقدمت خطوة أخرى.

"هدفنا... هو القضاء على طائفة ديابلوس"

لم ينتبه أن سيفها الأسود قطع الهواء وقطع سماء الليل ، أو على الأقل ، يبدو أنها تخلق هذا الوهم ، شعر أولفر بالرهبة من قوة ضربتها والرياح الناتجة عنها.

كيف اكتسبت هذه القوة في هذا العمر؟.

إرتجف من الغيرة والخوف ، ولكن أكثر من أي شيء آخر ، فقد إرتعب مما قالته.

"كيف... كيف تعرفن هذا الإسم؟"

طائفة ديابلوس.

أولفر هو أحد الأشخاص القلائل في المنشأة الذين يعرفون اسم هذه المنظمة.

"نحن نعرف كل شيء ، عن الشيطان ديابلوس ولعنته وورثة الأبطال ، و...حقيقة الممسوسين"

"كيـ- كيف تعرفن ذلك...؟"

حتى أولفر لم يعرف هذه المعلومات السرية إلا مؤخرًا ، ولأنها أسرار بالغة الأهمية فلا يمكن ومن غير الممكن تسريبها.

"هل تعتقد أنك الوحيد الذي يعرف عن <لعنة ديابلوس>"

"...!"

إنه يعلم أنه لا يستطيع التسامح معهن لحيازتهن هذه معلومات سرية ، لكن هل قتلهن سيمنع تسريب المعلومات؟

هذا سيء.

هذا يعني أنه يحتاج إلى النجاة لأجل إبلاغ المقر الرئيسي عن الفتيات ، ولهذا تقدم أولفر للأمام.

"آآآآآآه!!"

صرخ وإستل سيفه وهاجم ألفا.

"يا لك من مندفع متهور"

أعطته هذه الملاحظة ، وهي تتفادى وترد له الهجوم بسهولة.

أصاب سيفها خده وبدأ الدم يسيل من الجرح.

ومع ذلك، هذا لم يوقفه ، فقد واصل الهجوم لأجل الفوز، حتى مع عدم إصابته للفتاة ، فقد كانت تتفادى هجماته بدقة متناهية

على الجانب الآخر، ركزت ألفا على عدم القيام بأي حركات غير الضرورية وحساب مسار سيفه لتجنب الهجمات القادمة.

وعلى العكس من ذلك ، تم قطع أولفر في ذراعيه وساقيه وكتفيه ، لكنه لم يتعرض لإصابات قاتلة.

ثم أدرك أولفر أنها لن تقتله حتى تحصل على معلومات منه ، ومن هذا رأى أن هناك إحتمالا آخر للفوز.

وبعد بعض الهجمات المتبادلة ، تعرض أخيرًا لضربة في صدره ، مما جعله يتراجع.

وقالت ألفا له:

"دعنا لا نضيع المزيد من الوقت"

إلا أن أولفر لم يرد عليها ، فكل ما فعله بعد السقوط على الأرض راكعًا هو إمساك صدره الجريح.

ثم...

إنتشرت الابتسامة على وجهه... وإبتلع شيئاً.

"ماذا تفعل؟!"

يتضاعف حجم جسده ، وتصبح بشرته داكنة ، وإنتفخت عضلاته ، وتوهجت عيناه باللون الأحمر ، والأهم من ذلك أن كمية قوته السحرية إزدادت…بشكل كبير.

"...!"

و دون سابق إنذارإندفع سيف أولفر نحو ألفا ، إلا أنها تمكنت من صده على الفور ، إلا أن تأثير الإصطدام فاجأها ، مستخدمة زخم تأثير الإصطدام قفزت إلى الخلف وخلق مسافة بينهما.

"يا لها من خدعة مثيرة للاهتمام"، قالت وهي تهز ذراعها المخدرة.

"بناءً على التردد السحري ، أعتقد أنه خروج السحر عن السيطرة... يبدو أنه تم تنشيطه بالقوة..."

"ألفا سما ، هل أنت بخير؟" سأل صوتًا من الخلف، متفاجئة برؤية ألفا تتراجع أثناء القتال للمرة الأولى.

"لا بأس ، بيتا ، يبدو أنها ستكون مشكلة أكثر تعقيدًا بعض الشيء… همم؟”

عندما أعادت ألفا نظرها إلى مكان وجود أولفر ، لم تجد أحد ، حسنًا، بشكل أكثر دقة ، هناك ثقب مستطيل الشكل في المكان الذي كان يقف عليه ، وفي الأسفل هناك يتواجد باب والذي يبدو أنه يؤدي إلى مستويات المنشأة السفلية.

"…لقد هرب"

"نعم...سأطارده" ردت بيتا، مستعدةً للقفز لملاحقته.

إلا أن ألفا أوقفتها في اللحظة الأخيرة.

"هذا لن يكون ضروريا. فهو سيعتني بالأمر"

"<هو>…؟ الآن بعد التفكير في الأمر ، قال شادو سما إنه سيذهب قبلنا... مستحيل"

"نعم ، يجب أن أعترف أنني كنت قلقة من أنه قد يضيع عندما يأخذ طريق مختلف" ، ضحكت ألفا.

"كان يعلم أن هذا سيحدث... لهذا إفترقنا"

توهجت عيونهن باحترام وهن ينظرن إلى الحفرة معًا.

♦ ♦ ♦

"لقد ضعت" ، تمتمت لنفسي في منشأة فارغة تحت الأرض.

كان كل شيء على ما يرام عندما تسللنا إلى المخبأ، لكنني سئمت من مقاتلة الضعفاء ، ولهذا ذهبت أولًا وسبقتهن لأجل القضاء على القائد ، وهكذا انتهى بي الأمر هنا ، خسارة ، لقد تدربت حتى على ما سأقوله عندما أواجه قائدهم.

على أية حال ، هذا المكان ضخم ، يبدو الأمر وكأن عصابة من قطاع الطرق استولوا على منشأة عسكرية مهجورة.

"همم؟"

شعرت بشخص يركض نحوي في الجانب الآخر من النفق ، وبعد بضع ثوانٍ ، لاحظ ذلك الشخص وجودي أيضًا وتوقف ، تاركًا فجوة واسعة بيننا.

"هل توقعت أنني سآتي من هذا الطريق..."

إنه ضخم للغاية ، وعيناه تتوهجان باللون الأحمر لسبب ما ، إنه يبدو…رائعًا حقًا ، أستطيع أن أتخيله وهو يطلق أشعة الليزر بعينيه.

"ولكن إذا كنت وحدك فقط ، فسيكون هذا سهلاً"، قال بابتسامة ملتوية على وجهه.

ثم إختفى، حسنًا، لقد تحرك بسرعة كبيرة لدرجة أن الشخص العادي سيعتقد أنه اختفى.

لكنني تصديت لهجومه بيد واحدة ، طالما أنني أستطيع معرفة من أين سيأتي الهجوم ، فلن تهم السرعة كثيرًا ، حتى القوة تعتمد عما إذا كان الشخص يعرف كيفية استخدامها.

"ماذا!" صرخ.

دفعته بعيدًا عن طريق ضرب كتفه وتراجعت.

لديه قوة سحرية أكبر بكثير من ألفا ، ومع ذلك ، من المؤسف أنه لا يعرف كيفية استخدامها على الإطلاق.

بالمناسبة ، أنا لا أفضل أسلوب القتال المتمثل في "تعزيز سرعة الشخص وقوته بالقوة السحرية" ، ثم الهجوم بشكل عشوائي ، فأنا لا أحب الاعتماد على القوة الغاشمة ، لا يعني ذلك أنني أستخف بالقوة ، فإذا اضطررت إلى الاختيار بين القوة والمهارة ، فسأختار القوة بكل تأكيد ، لأن المهارات بدون قوة لدعمها لا قيمة لها.

ومع ذلك، فأنا أكره تمامًا الاستراتيجيات الغير كاملة والتي تعتمد فقط على القدرات البدنية ، مثل القوة وحدها ، أو السرعة وحدها ، أو الإستجابة وحدها ، فهي تتجاهل وتغفل التفاصيل الدقيقة للمعركة.

إن القوة أمر طبيعي ، ولكن التقنيات يتم تحقيقها بالجهد ، و <ذو الشأن المتخفي في الظل> لن يخسر أبدًا عندما يتعلق الأمر بالمهارة والخبرة ، وهذا ما سأصبح عليه ، تقنياتي سوف تعزز قوتي ، براعتي ستتحكم في سرعتي ، وإستجابتي ستسمح لي بتحليل الهجمات المحتملة ، القوة البدنية مهمة ، إلا أنني لن أشارك أبدًا في معركة قبيحة تعتمد فقط عليها ، هذا كله جزء من فني في القتال.

ولهذا السبب أزعجني أسلوب هذا الضخم الذي أمامي كثيرًا.

فلنلقنه درساً... عن الطريقة الصحيحة لإستخدام السحر.

"الدرس الاول"

لقد رفعت سيف السلايم بلطف وسرت نحو الرجل ذو العيون الحمراء – خطوة ، خطوتين ، ثلاث.

في تلك اللحظة ، قام بالتلويح بسيفه في وجهي ، وهذا يعني أن هذه هي مسافة الهجوم المثالية بالنسبة له ، في هذه اللحظة أخذت أصغر كمية ممكنة من السحر ، وركزتها في قدمي ، ثم ضغطتها ، ثم أطلقها دفعتها واحدة ، هذا كل ما فعلته.

وبفضل ذلك ، زادت القوة السحرية المضغوطة في ساقي من سرعتي بشكل كبير.

وبهذا تفاديت هجومه في رمشة عين ، ولم يقطع سيفه سوى الهواء.

والآن أصبح في نطاقي هجومي.

في هذه اللحظة لم أحتج إلى السرعة أو القوة أو السحر ، ثم خدشت رقبته بسيفي الأسود ، ولم أقطع سوى الطبقة السطحية من الجلد ولم ألمس ​​الأوردة.

بعد أن تركت أثراً من الدم على رقبة الرجل ذو العيون الحمراء ، ابتعدت عنه ، وفي الوقت نفسه ، خدش سيفه خدي.

"الدرس الثاني"

عندما لوح الرجل ذو العيون الحمراء بسيفه ، إندفعت نحوه مرة أخرى ، ولم أستخدم القوة السحرية هذه المرة.

كانت سرعة الرجل أسرع بكثير من سرعتي ، ومع ذلك ، بغض النظر عن مدى سرعته ، فإن ذلك لم يضمن أن هجومه سوف يواكب سرعته تلك.

ولهذا السبب إستطعت الإقتراب منه بنجاح.

إنها مسافة طويلة جدًا بالنسبة لي وقصيرة جدًا بالنسبة له.

للحظة عَمَّ صمت تام ، ولم يعرف الرجل ماذا يفعل.

أرى أنه يبدو غير متأكد من خطوته التالية ، لكنه اختار في النهاية التراجع.

كنت أعلم أنه سيفعل ذلك ، بناءً على حركة الطاقة السحرية بداخله ، إلا أنني إقترب منه قبل أن تتاح له فرصة التراجع.

هذه المرة، احتك سيفي بساقه ، محدثًا جرحًا أعمق قليلًا من الجرح السابق.

"غااه...!" أصدر صوتًا من الأنين بسبب الألم وواصل تراجعه.

إلا أنني لم ألحق به.

"الدرس الثالث"

ما زال لديك الكثير لتتعلمه.

♦ ♦ ♦

هل سبق لي أن واجهت مثل هذه القوة الساحقة من قبل؟ ، تساءل أولفر بينما إستمر السيف الأسود في تقطيع جسده بالكامل.

حتى عندما قاتل تلك الإلف التي تسمى ألفا ، وحتى عندما هُزم أمام الأميرة في مهرجان بوشين ، لم يشعر أولفر بالضعف ، في الواقع ، كانت آخر مرة شعر فيها بهذا الفارق الهائل في القوة... هي عندما كان طفلاً ، كانت المرة الأولى التي يحمل فيها سيفًا وواجه معلمه - شخص بالغ ضد طفل ، بطل ضد مبتدئ ، لم يكن مُمكنًا إعتبار ذلك قتالًا أصلاً.

وهذا بالضبط ما يشعر به في هذا القتال.

فالفتى الذي يقاتله حاليًا لا يبدو قويًا بتاتًا ، فهو على أقل تقدير، لا تنبعث منه نفس الهالة الخطيرة التي أظهرتها تلك الفتاة التي تسمى ألفا عندما قاتلها ، كل شيء فيه طبيعي ، سلوكه ، حضوره ، قوته ، سرعته وقوته السحرية ، ومهارته في المبارزة ، بصراحة - لا شيء مُميزًا فيه على الإطلاق ، لكن استراتيجيته تجعل طريقته في المبارزة بالسيف مثالية ، وهذا ما خَوَّل له الوقوف ضد أولفر الذي يمتلك كمية سحر هائلة.

وهذا ما جعل أولفر يشعر بإحساس ساحق بالهزيمة.

إنه يعرف أن السبب الوحيد لكونه على قيد الحياة هو أن الصبي إختار فعل ذلك ، إذا أراد خصمه ذلك ، فإن أولفر سيموت في لحظة.

لكن أولفر يمكنه تجديد جسده طالما لم يعاني من جروح مميتة ، بالطبع، هناك حدود وآثار جانبية سيئة لذلك ، وسوف يستغرق التجديد وقتًا أطول إذا فقد كمية كبيرة من الدم أو تمزق لحمه أو تكسرت عظامه في الوقت نفسه.

ومع ذلك ، حتى في هذا الوضع اليائس ، فما زال أولفر على قيد الحياة.

لا ، من الأدق أن نقول إنه نجا.

طرح أولفر سؤالاً واحدًا: "لماذا...؟"

لماذا تركتني أعيش؟

لماذا نحن أعداء؟

لماذا أنت قوي جدًا؟

لماذا؟

نظر الصبي الصغير المغطى بالملابس السوداء إلى أولفر ، "نتربص في الظلام لإصطياد الظلال... هذا هو الهدف الوحيد من وجودنا"

لقد كان صوتًا عميقًا و باردً مع القليل من الحزن.

وهذا كل ما تطلبه الأمر لأجل أن يفهم أولفر قصد الصبي.

"هل ستواجههم...؟" سأل.

هناك بعض الأشخاص في هذا العالم لا يمكن للقانون أن يعاقبهم أو حتى أن يمسهم ، كان أولفر يعرف هذا وإعتبر نفسه جزءًا منهم.

تنازلات ، وامتيازات ، وحقوق خاصة ، أولئك الذين يعتبرون مجهولي الهوية ، أولئك الذين يعملون خلف الستار والذي لا يستطيع القانون أن يَطالهم.

ومع أن أولفر يتمتع بامتيازات معينة ، إلا أنه في الوقت نفسه كان يتعرض للدوس والسحق من قبل أصحاب المناصب الأعلى والذين يتواجدون في القمة ، وهذا جعله يتوق إلى المزيد من السلطة... وأدى ذلك إلى سقوطه.

"بغض النظر... عن مدى قوتك أو قوة حلفائك ، فلن تفوز ضدهم أبدًا ، ظلام هذا العالم... أعمق بكثير مما يمكنك تخيله"

لم يقل ذلك كتحذير للصبي ، بل كانت رغبته وأمنيته.

أراد أولفر أن يُسحق الصبي ، ويخسر كل شيء ، ويسقط في اليأس ، إلا أن حسده وحقده قد غلباه ، وشعر بالقلق بأن هذه الرغبة لن تتحقق.

"إذن سنتعمق أكثر"، قال الصبي دون أي تلميح من التردد أو الجبن.

إلا أن أولفر إستطاع أن يستشعر عزم الصبي الراسخ وثقته المطلقة بالنفس.

"لا تجعل الأمر يبدو وكأنه سهل"

هذا غير مقبول.

هذا غير مقبول على الإطلاق ، هذا ما فكر به أولفر ، لأن هذا ما حاول فعله في الماضي كذلك ، إلا أنه فشل وسُحق.

وفي هذه اللحظة قرر فيها اتخاذ قرار حاسم ونهائي لا رجعة فيه ، وأخرج حبوب دواء من جيب صدره وإبتلعها بالكامل ، لقد علم في هذه اللحظة أنه لن ينجو ، لذلك قرر على الأقل استخدام لحظاته الأخيرة لتعليم الصبي الحقيقة القاسية.

الحقيقة حول ظلام هذا العالم.

تغيرت الهالة المحيطة بـ أولفر.

حتى هذه اللحظة ، كانت طاقته السحرية تتحرك بشكل غير منظم وعشوائي داخل جسده ، إلا أنها هَدأت الأن ، وقد إستُبدلت بطاقة أخرى مشابهة لها لكنها أكثر كثافة وتركيزًا ، ثم انفجرت الأوعية الدموية ، واندفع الدم للخارج ، وتمزقت عضلاته ، وانكسرت عظامه – إلا أن جسده شُفِيَّ على الفور ، كمية هائلة من القوة السحرية التي تتجاوز حدود جسم الإنسان تتركز الآن في هذا الجسم.

تسمي الطائفة هذا بـ "الصحوة".

وعند حدوث هذا ، فلم يعد هناك مجال للعودة إلى الوراء ، ولكن في المقابل... يُمنح المرء قوة خارقة.

"آآآآآه!"

زأر أولفر مثل وحش بري ثم اختفى.

ثُم سُمِع صوت إصطدام ، وفي نفس اللحظة ، قُذف الصبي ذو الملابس السوداء نحو الحائط.

لكن الصبي وضع قدميه على الحائط خلفه وهبط على الأرض، مُصححًا وضعيته

لكن أولفر إستمر في أرجحت سيفه نحوه ، وهذا دفع الصبي إلى التراجع للخلف مرة أخرى.

"بطيء! ضعيف! هشّ! هذا هو الواقع!" إستمر أولفر بمطاردته وهو يصرخ.

ومرة أخرى قذف الصبي في الهواء.

كانت هجمات أولفر سريعة وثقيلة ولا رحمة فيها ، لقد كانت قوته ساحقة.

ليس على النمر أن يستخدم الحيل والخدع لقتل أرنب ، فكل ما يحتاج إليه هو القوة ، ومن خلال الإستمرار في مهاجمته ودفعه للخلف ، جعل هذا من المستحيل على الصبي القتال – ومن المؤكد أنه سيسقط وينهار في النهاية.

أو على الأقل هذا ما إعتقده.

"هاه؟!" "صرخ أولفر بينما تدفق الدم من صدره.

وَجَّه إنتباهه إلى الجرح ـ جرح إخترق سطح جلده ، وهذا ما جعل أولفر يتوقف في مكانه لجزء من الثانية ، إلا أنه تعافى بسرعة كافية للهجوم على عدوه في اللحظة التالية.

"بلا فائدة! هجماتك لن تلحق ضرراً بي!!"

صرخ ، حتى مع أن إحدى هجمات الصبي مزقت لحمه ووصلت إلى عظامه.

إلا أن جميع جروحه شُفيت بسرعة.

"هذه هي القوة الحقيقية! هذا ما يعنيه أن تكون قويًا!!"

بدأ أولفر في زيادة سرعة هجماته ، شكّلت جروحه ، إلى جانب الدماء التي خرجت من جسده، ما يشبه وميض من الضوء القرمزي.

الأسود والقرمزي ـ تصادم اللونان ، مما تسبب في دفع اللون الأسود إلى الخلف بينما انسكب اللون القرمزي في كل المساحة المحيطة.

معركتهما سريعة للغاية بحيث لا يمكن للعين البشرية متابعتها ، والصورة اللاحقة للون القرمزي وحركات اللون الأسود الرجعية هي الإشارات الوحيدة التي تدل على حدوث شيء خارق للطبيعة.

إلا أن هذا الوضع لم يدم طويلاً ، كان الفرق في القوة واضحًا ، ومن السهل تخمين أن الشخص الذي يرتدي الأسود سيكون هو الذي سينتصر ، إنها معركة لم يكن من المفترض أن يخسرها صاحب اللون القرمزي - الذي يُلوح بسيفه مرارًا وتكرارًا ساحقًا صاحب اللون الأسود بقوة هائلة.

لكن لماذا؟

لماذا يبدو غير متأثر...؟

"لماذا... لماذا لا يمكنني ضربك...؟"

لم يتغير الصبي ذو الملابس السوداء منذ بداية القتال ، بالكاد استخدم أي قوة سحرية، وبالكاد حرك جسده ، بدلاً من ذلك اختار أن يَنْساب مع التيار ويترك أولفر يهاجمه بإستمرار ، مثل ورقة تسقط في نهر متدفق.

ومع ذلك ليس الأمر وكأنه غير متفاعل مع الهجمات التي تأتيه من كل الجهات ، بل إنه يستفيد من القوة و الزخم الناتج عن الضربات التي يتعرض لها ويستغلها لتوجيه ضربة قوية ومباشرة ، دون أن يبالغ في إظهار قوته أو يبذل جهدًا غير ضروري.

وكأنه هذا أمر طبيعي بالنسبة للصبي.

"يا للقُبِّح"

قال الصبي ذو الملابس السوداء ، وهو يحدق في أولفر وبدا وكأنه يستطيع قراءة أفكاره.

"أنت لا تعرف شيئًا... على الإطلاق ، أيها الوغد!"

رد أولفر بصوت عال ، وجمع كل ذرة من السحر في جسده وسيفه قبل أن يهجم.

إستعد للقضاء على هذا الصبي، حتى لو كلفه ذلك حياته.

كان هذا الهجوم هو الهجوم الأخير والأقوى الذي يشنه أولفر ، في حياته كلها.

"انتهى وقت اللعب"

قُطع أولفر إلى نصفين ، بضربة حرة ومباغتة من سيف.

ضربة وُجهت إليه بسهولة تامة ، ضربة قطعت كل شيء - سيفه ، قواه السحرية المعززة ، بنيته العضلية.

♦ ♦ ♦

♦ ♦ ♦

اعتقد أولفر أن السبب وراء مبارزة السيف المتقدمة للصبي هي المهارة البحتة - وليس السحر أو القوة أو السرعة ، لكنه مخطئ.

"ما هذا...؟"

ضربة بإستطاعتها قطع كل شيء.

راقب أولفر سيف الصبي وهو يخترق سيفه وسحره ولحمه وعظامه وهو يقف على حافة الموت ، ضربة معززة بسحر لا يمكن اختراقه وقوة هائلة، وسرعة صوتية، والأهم من ذلك... الموهبة الطبيعية.

ضربة مثالية.

الصبي ذو الملابس السوداء لديه كل شيء تحت تصرفه وقد تفوق عليه في كل شيء منذ البداية ، لكنه اختار عدم استخدام كل ذلك حتى هذه اللحظة.

لا شيء يمكن أن يصمد أمام تلك الضربة الواحدة التي تحتوي على كل ذرة من قوته.

"هكذا... إذن..."

تمتم أولفر بينما يتدفق الدم منه، وسقط الجزء العلوي من جسده وإصطدم بالأرض ، ثم إصطدم نصفه الآخر بالأرض.

حاول أولفر أن يُجدد جسده ، إلا أنه جسده أصيب بأضرار بالغة ولم يعد قادرًا على ذلك ، ثم بدأ لحمه في التعفن ، وبدأ سائل أسود يخرجه منه ويَسيح على الأرض.

نظر الصبي ذو الملابس السوداء إلى الأسفل ، ونظر أولفر إلى الأعلى.

بعد أن تقاتل مع الصبي ذو الملابس السوداء بالسيف ، فهم أولفر أن هناك أشياءً لا يمكن للمرء أن يراها أو يفهمها في خصمه إلا بعد أن يخوض قتالًا ضده ، وما فهمه في هذا القتال عن الصبي هو أنه شخص جاد وبريء ، خضع لتدريبات شاقة وطويلة وتدرب بجهد وتفاني ليصل إلى ما وصل إليه في الوقت الحالي.

اعتقدت أنه مجرد طفل ساذج لا يعرف شيئًا، لكنني كنت مخطئًا.

كان الصبي يعرف كل شيء، وحتى مع علمه بذلك، قرر القتال.

فكر في نفسه وفي العجز الذي لازمه طوال حياته ، رغم أنه حاول تحقيق شيء ما ، إلا أنه لم ينجح أبدًا.

ربما هذا الصبي ذو الملابس السوداء...

"ميـ... ـليا..." تأوه أولفر ، ومد يده إلى خنجر مرصع بجوهرة زرقاء وأغمض عينيه.

وبينما وعيه بدأ يتلاشى ، رأى الوجه المبتسم لابنته الحبيبة التي توفيت منذ زمن بعيد

♦ ♦ ♦

وبهذا انتهت عملية صيد قطاع الطر- أقصد إنقاذ أختي.

عندما وجدت أختي كانت فاقدة للوعي ، لذا قمت بفك السلاسل التي كانت تربطها وتركتها في الزنزانة ، وفي اليوم التالي، عادت إلى المنزل بمفردها وهي تحمل تعبير إنزعاج على وجهها ، لكنها قوية جدًا ، قوية بما يكفي لدرجة أن الجرح في يدها شُفي تقريبًا بين عشية وضحاها.

وبعد أسبوع من العلاج والتحقيق في قضية الاختطاف، غادرت أختي أخيرًا إلى العاصمة ،على الرغم من أنها أزعجتني أكثر من المعتاد خلال هذا الأسبوع لسبب ما.

كانت الفتيات في حديقة الظل مشغولات ، بإجراء تحقيقاتهن الخاصة ، والتكفل بقطاع الطرق المتبقين، وأشياء أخرى ، أوه ، صحيح ، نحن لا نطلق عليهم قطاع طرق ، بل أعضاء الطائفة ، حسنا ، كلهم ​​لصوص بالنسبة لي لذا التسمية لا تهم.

لكن ذلك الرجل العجوز ذو العيون الحمراء كان رائعًا ، أعني ، لقد ألهمني للتوصل إلى عبارة "إذن سنتعمق أكثر"، وهو ما يبدو وكأنه شيء قد يقوله <ذو الشأن المتخفي في الظل> ، أنا مدين له بشكري ، كنت لأحب أن يلعب دورًا مساعدًا لدوري كشخصية بارزة في الظل.

كانت قدرتي على الارتجال وتجسيد دور محرك الدمى الماهر والذي يتلاعب بالأمور في الخفاء مبهرة ، إنه لأمر مخز حقًا أنه لم يكن هناك متفرجين ، لكن كل ما عليّ فعله هو الانتظار لمدة عامين آخرين فقط ، وبعدها سأذهب إلى العاصمة الملكية ، وكما هو معلوم فهي إحدى المدن الكبرى القليلة في العالم والمدينة الوحيدة في البلاد التي يبلغ عدد سكانها مليون نسمة.

أنا متأكد من أنني سأجد شخصًا يُجسد دور البطل هناك ، وكذلك شخصًا يُجسد دور الشرير النهائي.

بالإضافة إلى ذلك، هناك أيضًا أحداث ومؤامرات وصراعات من المستحيل أن تحدث في المناطق النائية التي أعيش فيها حاليًا ، ومن ثم فجأءة سيظهر العقل المدبر على الساحة و... هاه ، الآن بعد التفكير في الأمر، أعتقد أنني مجرد ضفدع يشعر بالغرور لهزيمة بعض قطاع الطرق ، في هذه اللحظة ، قصتي لم تبدأ بعد.

ذات يوم ، بعد مرور عامين ، تجمعت ألفا والفتيات الآخريات أمامي ، بينما كنت أسعى للحصول على المزيد من القوة ، ويبدو أنهن أردن أن يخبرنني عن الأبحاث التي قاموا بها حول الطائفة واللعنات.

وبما أن الجميع كُنَّ مشغولات للغاية في الآونة الأخيرة ، كان من النادر أن يجتمعن في نفس اليوم.

على أية حا ل، استمعت إلى التقرير الذي قدموه لي ، معتقدًا أن أشياء مثل البحث والدراسات لم تكن ذات فائدة بالنسبة لي.

إليكم ملخص بسيط لنتائجهن.

أول ادعاء لهن هو أن الأبطال الذين قتلوا الشيطان ديابلوس كانوا جميعًا من النساء ، ولهذا السبب اللعنة تصيب فقط الإناث.

ويا له من إستنتاج ، لكنني أكره أن أخبركن أن جميع الأبطال كانوا ذكورًا في القصة المتداولة ، أوه ، لحظة، أراهن أنهن توصلن إلى ذلك لأن حديقة الظل تتكون من سبع إناث بإستثنائي.

كان تقريرهم التالي عن كيف كان الإلف هم الأكثر عرضة ليصابوا باللعنة ، ثم يليهم عرق الوحوش ثم البشر ، تقريرهم التالي يتعلق بعمر الأعراق المعنية ، فـ بما أن عمر البشر قصير فإن الدم الموروث للبطلة البشرية التي قاتلت الشيطان ديابلوس يضعف من جيل إلى جيل ويختفي سريع ، ولهذا فالبشر أقل عرضة لـ اللعنة ، على العكس من ذلك ، فإن الإلف لديهم عمر طويل ودماء البطلة الموروث في أجسادهم مركّز نسبيًا ، لذا فهم أكثر عرضة لتطوير الأعراض ، مما يجعلهم الأكثر عرضة للوقوع ضحية للعنة ، وأما عن عرق الوحوش فهم يقعون في المنتصف.

والآن بعد التفكير في الأمر، أنا هو البشري الوحيد في حديقة الظل ، والذي لم أصب باللعنة أبدًا ، أما عن البقية فلدينا إثنان من عرق الوحوش و خمسة من عرق الإلف ، وما يضفي الواقعية لهذه النظرية هو أنهن كُنَّ جميعًا مصابات باللعنة في الماضي ، لقد قاموا بعمل ممتاز في التوصل إلى هذه القصة.

ثم شرعن في الإبلاغ عن أمور خرى ، والتي تظاهر بالإستماع إليها.

انتقلوا إلى تقاريرهم حول الطائفة ، والتي يُفترض أنها منظمة ضخمة تعمل على نطاق عالمي.

داخل الطائفة يقومون بتسمية الأشخاص <ممسوسين> أو <المصابين المَّس الشيطاني> بـ "المتوافقين" ، ومن المفترض أن أعضاء الطائفة يبذلون قصارى جهدهم لتحديد مكانهم والقبض عليهم وإعدامهم على الفور.

وبهذا بدأ الحديث عن ضرورة إنتشار أعضاء حديقة الظل في جميع أنحاء العالم لمنع هذا من الحدوث ، بحيث تبقى عضوة واحدة بجانبي ويقومون بالتناوب فيما بينهن ، بينما ينتشر باقي الأعضاء في كل ركن من أركان العالم لحماية الممسوسين والتحقيق في الطائفة وتخريب أنشطتها.

عندما سمعت ذلك، أدركت شيئًا.

وهو أنهن أدركن أن هذه الطائفة غير موجودة.

ولم يعد يردن مسايرة هذه المسرحية الغبية ، ولهذا يطالبن بحريتهن ، أعتقد أن هذا هو المقصود من قولهن أننا سننتشر إلى كل ركن من أركان العالم ، أعتقد أنهن يشعرن بالامتنان لي لشفائهن ، ولهذا السبب سيتناوبن في البقاء معي ، ويأملن أن أقبل بهذا.

أشعر بالحزن قليلاً ، في حياتي الماضية ، كان الأطفال يقدسون الأبطال بقدر ما كنت أعشق العقول المدبرة الذين يعملون في الخفاء ، ومع ذلك ، عندما نكبر ، ننسى دون قصد جميع الأبطال الذين أعجبنا بهم في طفولتنا ، وبهذا تُركت وحدي ، بمعنى آخر الفتيات قد كبرن أيضًا.

على الرغم من أنني شعرت بالقليل من الحزن ، إلا أنني وافقت على تركهن يرحلن بتعبير سعيد على وجهي ، لم أخطط أبدًا لامتلاك سبعة أعضاء في البداية ، إذا تركوني مع عضوة واحدة ، فهذا يكفيني ، ولذا شاهدتهم يغادرون على مضض وقمت بتوديعهن.

أقسمت لنفسي: لن أتوقف أبدًا عن محاولة أن أصبح "ذو الشأن المتخفي في الظل" ، حتى لو كان ذلك يعني أن أواجه هذا العالم بمفردي.

♦ ♦ ♦

لم تعد تخشى قتل الآخرين.

لوحت بيتا سيفها الملطخ بالدماء فتتناثرت من شفرتها نحو الأرض.

متخفية تحت ظلام الليل ، كان الجندي ملقى على الأرض.

"إقضي عليه"، أمرت بيتا.

قامت الفتيات اللاتي يرتدين ملابس سوداء بطعن الجندي.

كانت يدي إحدى الفتيات ترتجف ، إلا أن هذا لم يمنعها من الطعن.

"غووه... غااااه!"

صرخ الجندي وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة ، مما تسبب في تجمد الفتاة في مكانها.

كانت صرخة الجندي من النوع الذي سيطاردها في نومها حتى تعتاد على القتل.

وضعت بيتا يدها على مقبض سيف الفتاة ثم قامت بتدويره بينما هو مغروس داخل جسد الجندي ، كان بإمكانهن أن يشعرون بوضوح من خلال سيوفهن كيف كانت الحياة تغادرجسد الجندي.

"آآه، آآآآه...!".

هذه المرة ، ارتجفت الفتاة وصرخت ، وضعت بيتا ذراعها حول كتفيها وأعطت تعليماتها.

"قُمنَّ بتأمين الهدف"

بدأت الفتيات بالتحرك ، وصعدن إلى العربة ، وبعد سماع أصوات حادة لسلسلة تنكسر، خرجت الفتيات من العربة وهن يحملن كومة داكنة من اللحم المتعفن.

حيث كانت تلك الكومة من اللحم مازالت تتنفس.

"لنعد إلى ألفا سما بسرعة"

حَمِلن كومة اللحم برفق ، وبدأن في الإسراع ، وتمكنت الفتاة التي كانت ترتجف بين ذراعي بيتا قبل قليل أخيرًا من حشد الشجاعة للحاق بهن.

حدقت بيتا قليلاً في الفتيات اللاتي أمامها.

إنها تربيهن جيدًا.

هؤلاء الفتيات لم يكن يعرفن شيئًا عن القتال ، ولم يحملن سيفًا قط ، وغني عن القول أنهن لم يقتلن أحدًا قبل مقابلتها.

تذكرت بيتا نفسها الماضية ، وبدأت الذكريات القديمة في الظهور.

حتى يومنا هذا، لا تزال تتذكر الشعور الذي شعرت به عندما قتلت شخصًا لأول مرة.

سيفها الذي إخترق قلب عدوها ، وعدوها الذي كان يمسك بيدها بإحكام.

لم تستطع بيتا أن تصدق قوة قبضته حتى وهو مصاب بجرح مميت.

"هناك فترة قصيرة من الوقت حيث يمكن للأشخاص التحرك حتى بعد طعنهم في القلب ، لذا إياك وأن تخفضي من حذرك ، أوي ، بيتا ، هل تستمعين إليّ؟"

كانت بيتا تستمع إلى صوت ألفا الهادئ لكنها لم تستطع فهم ما تعنيه.

كانت مشلولة من الخوف - غير قادرة على الحركة أو التفكير.

"أنتِ ميؤوس منك"

وفي اللحظة التالية رأت رأس عدوها في الهواء.

قطعت ألفا رأسه.

سقطت الجثة على الأرض ، وتناثر الدم الذي تناثر على بيتا ، ومن ثم بدأت في ذرف الدموع.

"عليك إيجاد الدافع للقتال"

بدت هذه الكلمات باردة للغاية.

كانت بيتا طفلة تواجه صعوبة في إتخاذ القرارات بمفردها.

بعد انضمامها إلى حديقة الظل ، كانت تتبع ألفا دائمًا ، بسبب أنها تعرفها منذ زمن طويل حتى قبل لقائهم هنا في حديقة الظل ، ولهذا علمت أنها ستسلك الطريق الصحيح إذا بقيت إلى جانب ألفا.

لكن بيتا لم تستطع إيجاد سبب للقتال باتباع خطى ألفا - أو فهم أهمية إيجاد الدافع المذكور ، نتيجة لذلك ، لم تستطع التعود على فكرة القتل ، والتقيؤ بشدة بعد قتل شخص ما في مهمة والإرتجاف خوفًا كل ليلة وهي تحاول النوم ، ولهذا لم يكن من غير المعتاد أن تستيقظ وهي تصرخ في منتصف الليل.

ولكن في إحدى الليالي، تحدث شادو إلى الفتاة المعذبة.

"هل ترغبين في الحكمة...؟"

"عفوا؟" أجابت بيتا بتوتر ، بينما الإرتباك يعتريها.

بالنسبة لـ بيتا ، فـ شادو شخص في غاية الغموض والقوة.

"إذا كنت ترغبين في الحكمة... فسأعطيها لكِ"

ربما هو يقصد طريقة ما لتخفيف الإضطراب الذي تشعر به عند قتل الآخرين.

بتوقعات كبيرة ، أومأت بيتا برأسها.

وقالت بصوت مرتجف "أنـ- أنا أريد الحكمة".

"سأعطيها لكِ إذن..."

بدأ شادو يحكي قصة.

"ذات مرة ، في مكان بعيد ، كان هناك رجل عجوز وامرأة عجوز..."

كانت قصة خيالية عادية ، ولا يوجد بها أي ذرة من الحكمة.

لم تعرف بيتا كيف تتصرف ، لكن حتى ألفا نفسها لم تمتلك الشجاعة لمواجهة شادو.

لذلك ظلت صامتة ، تستمع إلى قصة شادو ، وقبل أن تدرك ذلك، وجدت نفسها تستمتع بالقصة ، لدرجة أنها نسيت الوقت.

في تلك الليلة ، حظيت بيتا بليلة نوم عميقة وهادئة.

ومنذ ذلك الحين، أصبح شادو يروي لبيتا قصة قبل أن تخلد إلى النوم.

لطالما كانت بيتا مولعة بالقراءة، لكنها لم تسمع أيًا من حكاياته من قبل ، كانت حكاياتها آسرة ومبتكرة ، مر الوقت بسرعة وهي تستمع ، وسرعان ما غطت في نوم عميق ، ولم تعد تستيقظ في منتصف الليل ، كانت حكاياتها المفضلة هي "سندريلا" و"بياض الثلج".

ولعل بيتا بدأت منذ ذلك الوقت بتتبع شادو بعينيها.

قبل أن تعرف ذلك ، أصبحت تتبع شادو أينما ذهب ، في البداية ، كانت تراقبه بنظرة خجولة ، ولكن بعد مرور عام ، أصبحت بيتا تمشي بجانبه.

في حديقة الظل ، كان "شادو" كائنًا مطلقًا.

فهو يمتلك القوة المطلقة والمعرفة والحكمة ، لقد جعل هذا التفوق بيتا تشعر براحة تامة ، وسرعان ما اكتشفت أنه أصبح ضرورة لها أيضًا.

وقد أدركت أن مخاوفها قد إختفت في مرحلة ما.

بدون شادو، كانت بيتا لتموت بسبب اللعنة التي أصابتها.

لقد تبرأت منها عائلتها ، وطُردت من بلدها ، وهذه السلسلة من المآسي جعلت بيتا بطيئة في معالجة وضعها الجديد ، لقد خسرت الكثير لدرجة أنها لم تلاحظ مكاسبها.

مع إختفاء مخاوفها ، تمكنت بيتا من إدراك شيء ما: لقد منحها شادو حياة جديدة وقوة.

لقد تغلغل هذا الشعور عميقًا في قلب بيتا.

لقد وجدت بيتا دافعًا للقتال.

وقد قررت أن تبدأ الكتابة كل يوم في سجلها ، حتى تظل على اتصال بذكرياتها ومشاعرها ، حتى لا تشك في أي شيء مرة أخرى.

لقد وجدت بيتا سببًا للعيش.

في البداية ، كانت تدون الكلمات والصفات ، ثم تحولت تلك الكلمات إلى حوارات وأخيرًا أصبحت قصصًا.

فجأة سمعت صوتًا وهذا أعاد بيتا إلى الواقع ، سحبت سيفها وسارت نحو العربة ، ثم نظرت إلى الداخل.

"يا إلهي!"

إلتقت أعينها بعينيّ جندي شاب في مثل عمرها.

أصابه الذعر فدفع نفسه خارج العربة محاولًا الهروب.

لم يكن يعرف شيئًا عندما اختار حراسة العربة التي تحمل الممسوسين ، ولن يعرف شيئًا حتى وهو على وشك الموت.

"تـ توقفـ...!"

لوحت بيتا بسيفها دون تردد، ويتدفق الدم من رقبته وهو يركض من أجل حياته.

مشى بضع خطوات وسقط على الأرض.

مسحت بيتا بقع الدم من خدها ، وحدقت في سماء الليل ، ورأت القمر المكتمل يطل من بين السحب ، وتحت ضوءه ، إبتسمت ببراءة ، مثل زهرة جميلة وقاسية ، تتفتح في ظلام الليل.

لم يعد لدى بيتا أي شك أو مخاوف.

إذا كان هذا سيجعله سعيدًا، فسوف تسير حتى في طريق الشر.

♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦

نهاية الفصل 1

¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤

تابعوني على إكس: MugiSan03@

【ترجمة Mugi San 】

¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤

♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦

2025/02/23 · 59 مشاهدة · 7070 كلمة
Mugi-San
نادي الروايات - 2025