4 - المجلد الأول: الفصل 3: بدايتي الحقيقية بصفتي العقل المدبر يدخل الميدان!

الفصل 3: بدايتي الحقيقية بصفتي العقل المدبر يدخل الميدان!

♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦

لقد تم استجوابي في غرفة تشبه زنزانة الاحتجاز ولم يتم إطلاق سراحي إلا في المساء بعد خمسة أيام.

"اذهب ، انصرف"

لقد دفعوني بعنف من الخلف وألقوني خارج المبنى ، وألقوا كذلك كل أغراضي على الأرض ، لم أكن أرتدي سوى ملابسي الداخلية ، لذا بحثت بين أغراضي عن شيء أرتديه ثم ارتديت حذائي ، استغرق الأمر مني بعض الوقت حتى ارتديت ملابسي بسبب أن أظافري مقطوعة.

وعندما ارتديت كل شيء، تنهدت بشدة وبدأت في المشي ، بدأ الناس في الشارع ينظرون إليّ ، حيث أنني جذبت الكثير من الاهتمام لأنني مغطى بالكدمات والدماء نتيجة التعذيب.

تنهدت مرة أخرى.

"استرخِ وهدّئ من روعك ، لا جدوى من الغضب على أمور تافهة"

لقد بذلت قصارى جهدي لتجنب التفكير في مظهر الفرسان الذين كانوا يستجوبونني وحاولت أن أبقى هادئًا.

"لقد كانوا يقومون بعملهم فقط"

لم تترك لكماتهم سوى جروح سطحية على جسدي ، يمكنني إعادة إنماء أظافري متى شئت ، لكنني لم أفعل ذلك ، لأنني منغمس في تقمص دور الشخصية الثانوية تمامًا.

"نعم ، أنا هادئ دائمًا"

نعم ، هادئ.

تنفست بعمق مرة أخرى ، وأصبحت رؤيتي واضحة ، وشعرت بأن هناك من يتبعني.

"إنهما شخصان"

لم يتم القبض على الخاطف ، وهذا يعني بالطبع أن حالة أليكسيا غير معروفة.

أنا لست ساذجًا بما يكفي لأظن أنهم سيسمحون لي بالرحيل هكذا ، السبب الوحيد الذي جعلهم يطلقون سراحي هو أنه لم يكن لديهم أدلة كافية ، وهذا يعني أنني لست بريئًا حتى هذه اللحظة.

واصلت السير نحو المساكن (إلى غرفتي) متظاهرًا بالإرهاق والتعب.

"لاحقًا..." همس صوت هادئ لي.

وصلت هذه الهمسة إلى أذني ، مصحوبة برائحة خفيفة من عطر مألوف.

"ألفا...؟"

لكنني لم أجدها في أي مكان بين حشود سكان المدينة الذين يتدافعوا مسرعين على الطريق الرئيسي بعد المغيب.

♦ ♦ ♦

عندما وصلت إلى غرفتي وأشعلت الضوء، ظهرت فتاة من الظل.

"لا بد وأنك جائع"

كانت بدلتها السوداء ملتصقة بجسدها ، مما عكس جسدها الأنثوي ، وكانت ممسكة بشطيرة تحتوي على شريحة كبيرة من التونة من مطعم "تونا كينغ" الشهير في العاصمة.

"شكرًا ، لقد مضى وقت طويل ، ألفا ، أين بيتا؟"

بدأتُ بتناول الشطيرة بسرعة لأنني لم أتناول طعامًا جيدًا خلال هذه الأيام الخمس ، ثم سألت عن بيتا لأنه من المفترض أنه دورها في المناوبة هذه الليلة.

"لقد اتصلت بي ، يا لها من فوضى" جلست ألفا على السرير ووضعت رِجلًا فوق الأخرى.

شعرها الأشقر الناعم المنسدل على ظهرها وعينيها الزرقاوين المشرقين جعلوني أشعر بالحنين للماضي لسبب غير مفهوم ، يبدو أنها نضجت منذ آخر مرة رأيتها فيها.

"نعم" أجبت ، وأنا أضع آخر لُقمة من الشطيرة في فمي.

"خذ إشرب بعض الماء"

"شكرًا" ، ثم شربت كأسًا كبيرًا دفعة واحدة.

"آاااه! وكأنني ولدت من جديد"

ثم خلعت حذائي وقميصي وألقيت بنفسي على السرير.

"مهلاً ، على الأقل غير ملابسك"

"لا يمكنني ، أحتاج إلى النوم"

"ألا تعرف الوضع الذي أنت فيه؟"

"سأترك الترتيبات لك"

ألفا ممتازة ، إذا تركت الأمور لها ، فأنا متأكد من أنها ستجهز أفضل مسرح ، حتى ذلك الحين ، سأنام... أعني، سأستعيد طاقتي.

تنهدت ألفا بالإحباط.

"أنا متأكدة من أنك تعرف هذا بالفعل ، لكنهم سيعتقدون أنك الجاني إذا لم تفعل شيئًا"

"أعتقد ذلك"

إذا لم يتم العثور على الجاني الحقيقي أبدًا، فمن المؤكد تقريبًا أنه سيتم إعدام الشخص الأكثر إثارة للشبهة (أي أنا) ، خاصة وأن هذا يتضمن اختطاف أحد أفراد العائلة الملكية ، يجب أن يموت أحد ما وإلا فلن تُغلق القضية أبدًا.

كما هو متوقع من العصور الوسطى.

"استيقظ ، لدي شطيرة أخرى"

"أنا مستيقظ"

سلمت ألفا الشطيرة وإستمرت في حديثها.

"هناك من يسعى لتصعيد الأمر وتحميلك مسؤولية الجريمة"

"إذن حتى لو لم أفعل أي شيء، فسوف أتحمل اللوم على كل شيء"

"أعتقد أنهم يريدون تسوية هذه المسألة بسرعة ، والطالب المتواضع من عائلة نبيلة فقيرة هو الهدف المثالي"

"نعم ، سأفعل الشيء نفسه لو كنت مكانهم"

"لا يمكننا أن نثق في الفرسان"

"هل تسللت الطائفة إليهم؟"

"نعم ، بلا شك ، الخاطف عضو في الطائفة ، هدفهم هو الحصول على الأشخاص الذين يحوزون على دماء الأبطال ذو التركيز العالي"

لا تزال الفتيات يتظاهرن بوجود طائفة - وبالنسبة لي ، هذا جيد تمامًا.

"ألا تزال على قيد الحياة؟"

"إذا ماتت، فلن يتمكنوا من استخراج المزيد من دمها"

"صحيح"

"على الرغم من أنني لست متأكدة من سبب دخولك في علاقة رومانسية مع الأميرة" حدقت ألفا فيّ.

"لم تكن بيننا أي رومانسية"

"أنا متأكدة من أن لديك سببـ- ، سبب لا يمكنكَ إخبارنا به"

لكي أتجنب ألفا التي تنظر مباشرة إلى عيني ، أشحت بنظري بعيدًا وبقيت صامتًا ، وبطبيعة الحال ، ليس لدي سبب حقيقي.

"أنا أعلم ، أعلم أنك تحمل عبئا ثقيلًا على كتفيك"

كيف أجيب على ذلك وأنا في الحقيقة ليس لدي أي شيء ثقيل على كتفي؟

"لكنني آمل أن تتمكن من الوثوق بنا أكثر قليلاً ، علاوة على ذلك ، لم يكن أي من هذا ليحدث لو أخبرتنا مسبقًا ، ألا تعتقد ذلك؟"

"نعـ- نعم"

"لا بأس ، فواجبنا هو أن ندعمك"، أضافت بابتسامة.

"بمجرد حل هذه القضية ، فأنتَ مدين لي بشطيرة تونا ، فالشطيرة الثانية التي أكلتها تخصني أنا"

"بالطبع ، آسفة لأخذ شطيرتك ، ألفا"

"لا تقلق بشأن ذلك" ، قالت ذلك ثم وقفت وإتجهت نحو النافذة.

بمجرد فتحها، وضعت قدمًا واحدة خارج النافذة ثم إستدارت لي.

"سأغادر الآن ، خذ قسطًا من الراحة"

"حسنًا ، وما هي الخطة؟"

"أحتاج إلى جمع الجميع أولاً ، ليس لدينا عدد كافٍ من الأعضاء في العاصمة الآن ، وأعتقد أنه يجب علينا استدعاء دلتا"

"دلتا؟"

"قالت بأنها ترغب برؤيتك"

دلتا الرصاصة الطائشة ، و تُعرف أيضًا بإسم دلتا السلاح الإنتحاري ، ببساطة ، هي كتلة من الغباء التي صرفت جميع نقاط خبرتها على مهارات القتال*. (أي انها تعتمد على القوة الغاشمة فقط ولا تستخدم أي تكتيكات)

أعتقد أن لم شمل صغير سيكون لطيفًا ، أتمنى بصدق أن يكون الجميع بخير.

"سأُرسل لكَ كامل التفاصيل عندما تكتمل الاستعدادات ، أراك قريبًا"

ابتسمت لي ألفا ابتسامة أخيرة قبل أن تغطي وجهها بقناع مخفي ببدلتها (المُكونة من السلايم) ، ثم قفزت من النافذة.

♦ ♦ ♦

"هل هذا هو التقرير بأكمله؟" ، سألت المرأة الجميلة ذات الشعر الأحمر.

في ضوء الشموع ، أشرق شعرها الأحمر الطويل المتدلي خلفها بشكل ساطع ، وعيناها الحمراوان تفحصان بعناية معلومات التحقيق الموجودة في التقرير على مكتبها ، لم يستطع الفارس المسؤول عن التقرير إلا أن يحمر وجهه عند رؤية شخصيتها الجميلة وجاذبيتها.

"نعم ، أيتها الأميرة أيريس ، سنواصل البحث بأفضل ما في وسعنا"

أومأت أيريس برأسها، مشيرة إليه أن يرحل.

عندما أُغلق الباب خلفه ، لم يبقى في الغرفة سوى أيريس بمفردها مع رجل وسيم ذو شعر أشقر.

"ماركيز زينون ، أشكرك على مساعدتك في هذا الحادث"

"وقع الحادث على أرض الأكاديمية ، لذا فهي مسؤوليتي أيضًا ، والأهم من ذلك ، أنا قلق بشأن سلامتها..."

خفض نظره وعض على شفته السفلى من شدة الإحباط.

"إن لديك وظيفةً بصفتك مُدربًا متمرسًا في المسايفة ، لذا لا أحد يلومك ، وليس لدينا أصلًا الوقت لتوجيه أصابع الاتهام الآن ، نحتاج إلى التركيز على إنقاذ أليكسيا وإرجاعها سالمة ومعافاة"

"أعتقد أنكِ على حق..."

"شيء آخر..." توقفت أيريس عن الكلام لوهلة وأغلقت ملف التقرير فجأة.

"هل صحيح أن سيدو كاغينو هو الجاني المحتمل؟"

"لا أرغب في تصديق أن أحد طلابنا قد يكون الفاعل ، لكن بناءً على الظروف ، لا يمكنني إلا أن أعتبره مشبوهًا... رغم أنني لا أرى أنه قوي كفاية للتغلب على أليكسيا في مبارزة" ، قال المدرب زينون ، منتقياً كلماته بحذر.

"وهذا يعني أن لديه شريكًا أو أعطاها مخدرًا ، إلا أنه لم يَبُح بأي شيء عندما استجوبه الفرسان ، هل تعتقد حقًا أنه مشبوه؟" سألت أيريس.

"لا يمكنني الجزم بذلك ، ولكنني أريد أن أصدقه"

أومأت أيريس برأسها ، ثم ضيقت عينيها.

"لقد كلفت فرسانًا أثق بهم لمراقبته ، لذا لننتظر التقرير التالي"

"أتمنى فقط أن تكون الأميرة أليكسيا بأمان" ، ثم انحنى زينون لها واستدار ليغادر.

وبمجرد أن فتح الباب ، اندفعت فتاة إلى الغرفة.

"صاحبة السمو! من فضلك استمعي إليّ!"

"كلير! ماذا تفعلين هنا؟ أرجوا المعذرة أيريس سما ، سنغادر في الحال!"

أمسك المدرب زينون بالفتاة ذات الشعر الأسود ، كلير كاغينو ، محاولًا إخراجها من الغرفة.

"ماركيز زينون، من تكون؟"

ثم توقف مكانه.

"إنها..."

"كلير كاغينو! أنا أخت سيدو الكبرى!"

"كلير! إنها حاليًا واحدة من أفضل طالباتنا ، وهي متدربة تحت إشراف أعضاء فرقة الفرسان"

"فهمت... حسنًا ، سأستمع لها"

"شكرًا جزيلاً!" ، وقفت كلير أمام أيريس وشكرتها.

"لن يخطف أخي الأميرة أليكسيا أبدًا! أنا متأكدة من أن هناك سوء فهم!"

♦ ♦ ♦

♦ ♦ ♦

"يتخذ الفرسان كل الاحتياطات في بحثهم لتجنب أي أخطاء ، لم يتم تأكيد أن شقيقك هو الجاني"

"نعم ، ولكن إذا لم يجد أحد الجاني الحقيقي، فسوف يتحمل العواقب!"

"يحقق فرساننا بعناية في الأمر ، أستطيع أن أؤكد لكِ أنه لن تتم إدانة أي شخص ظلماً"

"لكن!.."

"كلير!"

أوقف المدرب زينون كلير التي استمرت في الضغط على أيريس بشدة.

"اهدأي ، أنا أتفهم شعورك ، ولكن إذا قلتِ أي شيء آخر فإنكِ ستهينين شرف الفرسان"

"كش...!"

أطلقت كلير صوتًا قبل أن تحدق بغضب في زينون ثم أيريس.

"إذا حاول أي أحد إيذاء أخي ، فسوف...!"

"هذا يكفي!!" قاطعها المدرب زينون وأخرجها بالقوة من الغرفة.

طَاخ*. (صوت انغلاق الباب بقوة)

نظرت أيريس إلى الباب الذي إنغلق بقوة ، ثم تنهدت.

"هاه ، يشعر الجميع بنفس الإحساس عندما يشعرون بالقلق بشأن عائلاتهم..."، همست أيريس.

"أليكسيا ، آمل أن تكوني بخير..."

كانت الأختان مقربتين في الماضي ، لكن في مرحلة ما بدأتا تبتعدان عن بعضهما ، في الواقع ، لم تتبادلا الحديث منذ سنوات ، وقد أدركت أيريس أنهما قد لا تلتقيان مجددًا.

"أليكسيا..."

أغمضت أيريس عينيها الحمراوين وتركت دمعة واحدة تسيل على وجهها.

♦ ♦ ♦

عندما فتحت أليكسيا عينيها ، وجدت نفسها في غرفة ذات إضاءة خافتة بدون نوافذ وشمعة كمصدر وحيد للضوء وباب ثقيل مُثبَّت في الحائط الحجري أمامها.

"أين أنا...؟"

لم تستطع تذكر أي شيء بعد وداع كلبها (سيدو) وذهابها إلى مسكنها في الأكاديمية.

عندما حاولت تحريك جسدها ، سمعت أليكسيا صوت إحتكاك المعدن وعندما نظرت إلى الأسفل رأت أطرافها مقيدة.

"سلاسل ختم السحر..."

هذا يعني أن سحرها مختوم ولن تستطيع إستخدامه ، وسيكون من الصعب عليها الهروب بمفردها.

من أحضرها إلى هنا ولأي غرض؟.

إختطاف، إبتزاز، الإتجار بالبشر... لم تستطع إيجاد إجابة قاطعة بعد النظر في الإحتمالات ، على الرغم من أن أليكسيا قد لا تكون وريثة العرش ، إلا أنها تعلم أن لديها قيمة كبيرة بصفتها أميرة.

ومع ذلك ، لم يكن لديها سوى معلومات قليلة جدًا لمعرفة الوضع الحالي.

توقفت أليكسيا عن التفكير في الأمر ، ثم فكرت في شيء مختلف.

هل كلبي (سيدو) بخير؟.

نعم ، كلبها ، صديقها أحمق ، لكنها أُعجبت به لأنه يعبر عن رأيه دون خوف.

إذا تم جره إلى هذه الفوضى ، فستكون حياته في خطر...

من الأفضل عدم التفكير في هذا الأمر.

هزت أليكسيا رأسها ونظرت حولها لفحص الغرفة.

جدار حجري، باب فولاذي ، شمعدان، و... كتلة سوداء تشبه القمامة ، وتم وضع هذه الكتلة بجوار أليكسيا وتم تقييدها لسبب ما.

وبعد مراقبتها بفضول لبعض الوقت ، اكتشفت أليكسيا أن الكتلة تتحرك.

إنه تتنفس - شيء يرتدي ملابس رثة وبالية.

"هل تسمعني؟ هل يمكنك أن تفهمـ-...؟!"

إستدار الكائن لينظر إليها.

إنه مخلوق حي.

لم يسبق لأليكسيا أن رأت مخلوقًا يعاني من سوء التغذية بهذا الشكل من قبل ، بالكاد تستطيع تمييز عينيه وأنفه وفمه على وجهه الأسود المتعفن ، جسده كله يبدو منتفخًا ومشوه ، وذراعه اليمنى أطول من ساقي أليكسيا ، وعلى النقيض من ذلك ، فإن ذراعه اليسرى أنحف وأقصر من ذراعها ، وكانت ملتصقة بإحكام بجسده وكأنه يحمل شيئًا.

وهذا المخلوق يجلس مباشرة بجانب أليكسيا.

في حين أن أليكسيا مقيدة بالسلاسل من جميع أطرافها ، إلا أن الوحش مقيد بسلسلة حول رقبته فقط ، إذا مدّ الوحش ذراعه اليمنى ، فسيستطيع الوصول إليها.

كَتَّمت أليكسيا أنفاسها ، وأشاحت بنظرها لأجل تجنب استفزازه.

إلا أن الوحش ظَلَّ ينظر إليها.

بعد لحظات من الصمت ، في لحظة بدا فيها أن الزمن قد توقف... بدأت السلاسل تهتز.

نظرت أليكسيا إليه ، ورأت أن المخلوق قد إستلقى ويبدو أنه سينام.

تنفست الصعداء.

وبعد فترة من الوقت ، انفتح الباب.

"أخيرًا ، لقد حصلت عليكِ أخيرًا"

دخل رجل نحيف يرتدي معطفًا أبيض الغرفة.

وجهه يبدو هزيلاً، وعيناه غارقتان في محجريهما ، وشفاهه متشققة ، خصلات الشعر القليلة المتبقية على رأسه الخفيف ملتصقة بفروة رأسه الدهنية ، والتي تفوح منها رائحة مقززة.

نظرت أليكسيا إلى الرجل بهدوء.

"دم ملكي ، دم ملكي ، دم ملكي"

دم ملكي.

كرر الرجل ذو المعطف الأبيض هذه الكلمات أثناء إخراج جهاز بإبرة طويلة ، ربما يخطط لسحب دمها ، لقد كان هذا شيئًا رأته أليكسيا عدة مرات عندما جاء أطباء القلعة لسحب الدم منها.

لكنها لم تفهم لماذا يخطف هذا الرجل أميرة من أجل دمها.

"هل لي أن أسألك سؤالاً؟" ، سألت أليكسيا بهدوء.

"هممم، هممم؟" أخرج الرجل صوتًا غريبًا.

"في ماذا ستستخدم دمي؟"

"د- د- د- دمك هو دم شيطان ، سأستخدمه لأجل إعادة إحيائه في هذا العصر"

"هكذا إذن ، يبدو هذا رائعًا"

مع أنها لم تستطع فهم ما يحاول قوله ، إلا أنها أدركت أن هذا الرجل فقد عقله تمامًا ، وخمنت أن دافعه قد يكون دينيًا... أو أي شيء آخر.

"سيكون من الصعب عليّ البقاء على قيد الحياة إذا أخذت كمية كبيرة من دمي ، أنا لستُ مستعدة للموت بعد"

"هيه هيه هيه... أعلم ، أنا أحتاج إلى الكثير من الدم ، لذا سأسحب منكِ القليل كل يوم"

"نعم ، تأكد من فعل ذلك"

طالما أنه يحتاج إلى دمها ، فلن يقتلها ، لذلك قررت عدم المقاومة والتعاون ، أما حاليًا فقد قررت الانتظار حتى يتم إنقاذها.

"لم يكن من المفترض لهذا أن يحدث ، كل هذا بسبب أولئك الحمقى"

"نعم ، أنا أكره الحمقى أيضًا"

حدقت في الرجل الذي يرتدي المعطف الأبيض وهي تُتمتِم تحت أنفاسها، "لأن التعامل معهم يرهقني"

"لقد دمروا... مختبري ، كل شيء بدأ مع ذلك الأحمق أولفر"

"إذن فذلك الأحمق أولفر هو من بدأ الأمر"

"ثم استمروا في القدوم، واستمروا، وبدأ كل شيء ينهار-آااااه!"

"هذا مؤسف ، يؤسفني سماع ذلك"

"نعم! نعم ، بالضبط! ، بحثي شارف على الاكتمال! إن لم أنهه قريبًا، سأُنفى... سأُنفى...!"

"هذا يبدو فظيعًا"

"اللـ- اللعنة! ، اللعنة عليك يا عديم الفائدة... عديم الفائدة!"

إقترب الرجل ذو المعطف الأبيض من المخلوق المقيد وركله ، وركله مرارًا وتكرارًا ، ثم داس على جسده بقوة ، إلا أن المخلوق ظل ساكنًا ، مختبئًا نفسه على شكل كرة.

"ألم تكن ستأخذ دمي؟"

"نعم ، صحيح ، صحيح ، بدمك... بدمك ، كل شيء سيكتمل"

"هنيئًا لك"

جهز الرجل ذو المعطف الأبيض الجهاز ووضع الإبرة على ذراعها.

"بهذا... بهذا ، سيكون مكتملًا... أنا... لن أُنفى"

"لا تكن قاسيًا معي"

لأنني سأشعر بالرغبة في ضربك ، قالت أليكسيا في ذهنها.

دخلت الإبرة في ذراعها، وشاهدت بلا مبالاة كيف امتلأت الحاوية الزجاجية تدريجيا بدمها الأحمر الفاتح.

"هيه هيه هيه هيه هيه"

وعندما إمتلئت الحاوية بالدم ، أخذها الرجل بعناية شديدة ثم غادر الغرفة ، وإنتظرت أليكسيا حتى يُغلق الباب قبل أن تُطلق تنهيدة ثقيلة.

♦ ♦ ♦

لقد أعددت كل شيء لهذا اليوم.

بعد يومين من إطلاق سراحي من الاستجواب ، كنت في غرفتي الشخصية في السكن ، أستعرض بعناية مجموعتي الثمينة الخاصة بصفتي العقل المدبر من خلف الكواليس وأنتقي كل ما يمكن أن يكون مفيدًا.

هذه السيجارة... لا ، لن تبدو مناسبة بسبب عمري ، لكن هذا النبيذ العتيق... زجاجة نادرة لهواة الجمع ، تساوي 900 ألف زيني ، قادمة من بوردو من جنوب غرب فرانش ، نعم ، سيكون مثاليًا لهذه الليلة - حيث يبقى القمر مختفيًا خلف السُحب ، وعلينا أن نجد كأسا ذو جودة عالية لصب النبيذ فيه... ولهذا سأستخدم أفضل منتوج زجاجي ، وهو كأس لويس فيتون الذي تبلغ قيمته 450 ألف زيني ، ومع هذا المصباح العتيق وهذه اللوحة الفنية التي تسمى بـ "صرخة الراهب" ، التي صادف أنني عثرت عليها ، ومع وضعها على الحائط... هذا كل شيء… سيكون هذا مثالياً.

آآآه ، أشعر بالرضا.

لقد طاردت قطاع الطرق وجمعت العملات المعدنية من على الأرض والتي كانت الأميرة تُلقيهم ، كل هذا من أجل هذا اليوم.

وبقيت في الغرفة المعروضة فيها مجموعتي الفاخرة ، وقد تأثرت كثيراً لدرجة أنني كدت أبكي ، والأن كل ما عليّ فعله هو إخراج الدعوة التي تلقيتها اليوم والانتظار.

سأنتظر تلك اللحظة.

سأنتظر.

سأنتظر...

وسأنتظر...!

حتى... حانت اللحظة.

ثم تمتمت لنفسي في نفس الوقت الذي دخلت فيه الفتاة ذات الملابس السوداء من النافذة.

"لقد حان الوقت... الليلة ، الظلال سيسودون هذا العالم..."

نعم ، لقد أعددت كل شيء من أجل هذا اليوم...

♦ ♦ ♦

"لقد حان الوقت... الليلة ، الظلال سيسودون هذا العالم..."

كانت تلك الكلمات التي استخدمها لتحية تابعته بيتا.

جلس على كرسي ووضع رجلا فوق الأخرى، وظهره لها ، قد يكون غير محمي ، لكن بيتا أدركت أن الفجوة بينهما واسعة ، وأنهما يعيشان في عالمين منفصلين تمامًا.

توهج كأس النبيذ في يده بفِعل ضوء المصباح العتيق ، من الواضح حتى لبيتا ، التي ليست على دراية كبيرة بالكحول ، أنه يحتسي أحد أندر أنواع النبيذ التي يصعب الحصول عليها.

تفاجأت بيتا من العناصر الفاخرة التي تغمر غرفته ، لكن أكثر ما لفت انتباهها كانت اللوحة المعلقة على الحائط ، التحفة الفنية "صرخة الراهب" ، تلك التحفة التي لا يمكن شراؤها مهما بلغت الثروة المرء ، كادت تسأله كيف حصل عليها ، لكنها أدركت فجأة أن السؤال لا طائل منه ، فتراجعت في اللحظة الأخيرة.

كل شيء يقع بين يديه ، فقط لكونه هو (كَونَه شادو).

هذا هو التفسير الوحيد الذي احتاجته.

من الطبيعي أن يمتلك لوحة "صرخة الراهب" ، في الواقع ، حتى لو بحث المرء في كل ركن من أركان العالم ، فلن يجد أبدًا مالكًا أكثر ملاءمة لتلك اللوحة من شادو.

"عالم الظلال... الليلة تتساقط الغيوم لتحجب ضوء القمر ، يا له من توقيت مثالي... بالنسبة لنا" ، قالت بيتا.

ألقى شادو نظرة صامتة عليها وأخذ رشفة من نبيذه.

"إنتهت الإستعدادات"

"هكذا إذن"

إنه يعرف كل شيء ، أو ربما هي طريقته في الحديث التي تخلق هذا الانطباع ، ولكن في الحقيقة ، هو يعرف تقريبًا كل ما ستقوله بيتا مسبقًا.

لكن بيتا إستمرت في الحديث بغض النظر عن ذلك ، فهذا هو واجبها.

"تحت أوامر ألفا سما ، جمعنا كل من في المنطقة ونقلناهم إلى العاصمة ، ويبلغ عددهم الإجمالي 114"

"114؟"

"…!"

هل هذا عدد قليل جدًا؟

إذا أخذنا في الاعتبار القدرة القتالية لـ حديقة الظل ، فهذا العدد يجب أن يكون كافياً تماماً.

لكن لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى أدركت بيتا أنها أساءت فهمه.

في نهاية المطاف ، هؤلاء الأعضاء مجرد شخصيات مساندة ، وأقل من 10% منهن يمتلكن المؤهلات المطلوبة ، أما هو، فهو نجم العرض هذه الليلة ، وبالنسبة لمجرد مساعدين لتسليط الضوء على البطل ، فإن 114 يُعد رقمًا ضئيلًا جدًا.

"أرجـ- أرجو المعـذ-…!"

"لقد استأجرتم ممثلين إضافيين...؟" سأل شادو، مقاطعًا إياها، لكن الكلمات التي قالها ليست في قاموس بيتا ولم تفهمهم.

"لا تهتمي ، أنا أتحدث إلى نفسي"

"مفهوم"

إمتنعت بيتا عن الاستفسار أكثر ، فهي تُدرك أن كلماته تحمل معاني تتجاوز قدرتها على الفهم ، وليس لها الحق أو السلطة لطلب المزيد من التوضيح.

ومع ذلك ، لم تستطع التوقف عن الأمل في أن يأتي يوم تقف فيه بجانبه وتدعمه ، ولكن حتى ذلك الحين ، ستُخفي هذه المشاعر في قلبها.

وإستمرت في الحديث.

"إن استراتيجيتنا هي شن هجمات متزامنة ضد مخابئ فصيل فينرير التابعة لطائفة ديابلوس المنتشرة في جميع أنحاء العاصمة ، وفي غضون ذلك ، سنبحث عن آثار سحر الأميرة أليكسيا ، بمجرد تحديد مكان وجودها ، سنغير الخطط ونعطي الأولوية لإنقاذها"

أومأ شادو برأسه، مشجعًا إياها بصمت على الاستمرار.

"غاما هي القائدة العامة للعملية ، ستتولى ألفا سما قيادة ساحة المعركة ، وسأقوم أنا بدعمها ، ستتولى إبسيلون دعمنا من الخلف ، وستقود دلتا المقدمة وتقوم بالهجوم الأول ، وستكون تلك بمثابة إشارة لبدء العملية ، أما بالنسبة لباقي الوحدات..."

رفع شادو يده ، وتوقفت عن شرحها التفصيلي.

ورأت أنه يحمل رسالة.

"إنها دعوة" ، قال ثم رماها.

إلتقطتها بيتا وفحصت محتواها.

"هذه..."

توقفت عن الكلام ، مصدومة وغاضبة من محتوى الرسالة الفظة.

"أبلغي اعتذاري إلى دلتا... لكنني سأقود المقدمة"

"نعم ، سأبدأ بالإستعدادات فوراً"

"تعالي معي، بيتا" قال وهو يقف ثم إستدار لها.

"الليلة سيعلم العالم بوجودنا"

إرتجفت بيتا فرحًا عندما علمت أنها ستقاتل بجانبه.

♦ ♦ ♦

كان المكان المشار إليه في الدعوة هو مكان يتواجد في أعماق الغابة ، ظهر شادو بزيه المدرسي ، بالقرب من المكان الذي اختطفت فيه الأميرة أليكسيا، وإختبأت بيتا سراً في وسط الأشجار على مسافة منه.

لم يستغرق الأمر وقتا طويلًا قبل أن يستشعر وجود شخصين يقتربان.

وفي الوقت نفسه ، طار شيء ما نحوه ، فأمسكه وألقى نظرة عليه.

"هل هذا... حذاء أليكسيا؟"

ثم ظهر شخصان من المكان الذي قُذف منه الحذاء.

"مرحبًا ، أيها الفتى اللعوب ، ماذا تفعل بحذاء الأميرة أليكسيا؟"

"ويبدو أنه ملطخ بآثارك السحرية ، لا شك في أنك أنت هو الجاني ، سيدو كاغينو"

كلاهما يرتديان درع الفرسان ، إنهما وبلا أدنى شك من استجوباه من قبل.

"هكذا إذن ، هذا ما تحاولون فعله"

بعد سماع رد سيدو ، لم يحاول الفارسان حتى التفسير ، بل أظهرا فقط تعبيرات خبيثة وبدأ في السخرية منه.

"لو إعترفت سابقًا ، لما اِضطررت إلى المرور بكل تلك المتاعب"

"ولم يكن عليك أن تمر بكل ذلك الألم أيضًا"

أخرج الرجلان سيوفهما واقتربا من سيدو بلا خوف.

يا لغبائهما... لم تستطع بيتا أن تجد الكلمات المناسبة لوصف حماقتهما.

"سيدو كاغينو ، أنت رهن الاعتقال بتهمة اختطاف أميرة"

"لا تقاوم ، فلن ينفعك النضال في شيء"

ضحك أحدهما بغطرسة وهو يلوح بسيفه نحو سيدو.

"هممم؟"

لكن سيدو أوقف السيف بإصبعين من أصابعه ، وفي ومضة لامست قدم سيدو اليمنى رقبة الرجل.

ثم تدفق الدم من رقبة الرجل.

برز خنجر أسود من طرف قدم سيدو اليمنى.

"آآآآه... آآآه... آآه!!" سقط الفارس على الأرض ، ممسكًا برقبته.

ويبدو أنه مات على الفور.

"أيها وغد!!"

أصاب الذعر الفارس الآخر وهاجم سيدو بسيفه محاولًا تقطيعه ، إلا أن هجومه بسيط للغاية وأخرق.

تفادى سيدو الهجوم بإمالة رأسه ، ثم وَجَّه هجومًا نحو قدم الفارس وقام بقطعها حرفيًا ، وبما أن قدمه قُطعت فلم يستطع الفارس الحفاظ على توازنه فسقط أرضًا.

"آآآآآآآآآآه!!"

صرخ الفارس بشدة وهو يمسك بالجزء السليم من ساقه بقوة ليوقف النزيف.

"قــدمـــ- قــــــــــــدمــــــــــــــي...!"

ثم بدأ يزحف مُبتعدًا عن سيدو.

"لا- لاتظن أنه بإستطاعتك الإفلات بعد إيذائك لأحد الفرسان ، أيها الحقير...! ، إ-إذا متنا، فستكون أول من يشتبهون به!"

بدأ سيدو بالمشي نحو الفارس ببطء ، وداس على أثر الدم الذي تركه في أعقابه.

"آآآه... إ- إن أمرك انتهى…! انتهى…!"

صرخ ضحيته بذعر ، محاولًا جرّ نفسه بصعوبة عبر الأرض.

"عندما يبزغ الفجر... سيجدون جثتيّ فارسين"

"نعـ- نعم! في صباح الغد ، أمرك سينتهي...!"

ظل الفارس يزحف بعيدًا إلا أن سيدو ظَل في أعقابه.

"لكن لا داعي للقلق"

في تلك اللحظة بالذات أدرك الفارس أن سيدو أصبح خلفه.

"آآآآه!"

رفع سيدو قدمه اليمنى وفي لحظة...

"فعند بزوغ الفجر... كل شيء سينتهي"

... طار رأس الرجل في الهواء

واستدار سيدو ، وبينما كانت قطرات الدم تمطر عليه ارتعشت بيتا من هَوِّل المشهد.

إلا أن سيدو لم يعد يرتدي زيه المدرسي.

بدلًا من ذلك ، وقف شادو مغطى بالسواد من رأسه إلى قدميه ، يرتدي بدلة داكنة ضيقة مع حذاء أسود ، ويمسك بيده سيفًا أسود بينما يتمايل معطفه بفِعل نسمات الهواء ، ويتدلى غطاء رأسه فوق جبهته ، مُخفيًا النصف العلوي من وجهه ، فلا يظهر منه سوى النصف السفلي ، يبدو وكأنه يرتدي قناع ساحر ، حيث لا يُرى منه سوى فمه وعيناه الحمراوان المتوهجتان وسط الظلام.

لقد انبهرت بيتا بهذا المظهر المهيب والجميل لدرجة أنها أخرجت دفتر ملاحظاتها الذي يحمل عنوان "سجلات معارك شادو سما" من بين ثدييها وبدأت في الكتابة بسرعة ، لقد كانت تسجل كل ما فعله شادو اليوم مع رسم تقريبي للمشهد ، ولم يستغرق الأمر منها سوى 5 ثوانٍ للقيام بذلك.

بالمناسبة ، تغطي هذه الرسومات وعباراته المأثورة جدران غرفة بيتا بالكامل ، فكل ليلة، قبل أن تنام ، تضيف صفحة جديدة إلى "سجلات معارك شادو سما" ، وهو طقس يمنحها سعادة لا تضاهى.

ثم فجأة سُمع صوت هدير انفجار أعادها إلى الواقع.

"دلتا...؟ يبدو أن العملية قد بدأت ، لنذهب ، بيتا"

"نعـ- نعم! أنا قادمة!"

وضعت بيتا دفتر ملاحظاتها مرة أخرى في شق صدرها وهرعت خلفه ، وبالطبع، شادو لا يدرك إطلاقًا أنها قامت بأي من ذلك منذ البداية.

♦ ♦ ♦

"إييكيي... ماذا تفعلين؟ لم نفعل شيئًا لنستحق هذا!"

لقد كان بحراً من الدماء.

وفي وسط مكان لا يمكن التعبير عنه إلا بهذه الكلمات القليلة ، صرخ الرجل بصوت عالٍ.

لقد جاءت دون سابق إنذار ، دون أي تحذير أو ذِكر لأي أسباب ، إخترقت الجدار وبدأت مذبحتها في قتل الناس.

ثم أصبح رجل آخر فريسة لسيفها الأسود.

لم يُرد أحد مقاتلتها ، كل ما رغب الرجال في فعله هو الهروب بسرعة ولا شيء آخر ، إلا أنها سدت المخرج الوحيد.

"ماذا فعلنا لكِ؟! "نحن لم نفعل لكِ شيئًا؟!"

في تلك اللحظة إلتفتت نحو الرجل وإبتسمت بطريقة شريرة.

"إييكيي...!"

على الرغم من أن وجهها مغطى بالكامل تقريبًا بقناع أسود اللون ، إلا أن ابتسامة مرعبة ظهرت من خلف القناع.

"النجدة...!"

انقسم جسد الرجل إلى نصفين ، لقد تم قطعه بشكل مستقيم من رأسه إلى فخذه ، وتدفقت الدماء من كل جانب بينما سقط النصفان إلى اليمين واليسار.

غمرتها دماء الرجل ، وتقبلت الدم الذي تم رشه على جسدها بِحُب ، على الرغم من مظهرها الأنثوي ، إلا أنها بدت وكأنها شيطان.

وبعد أن نظرت حولها ، وجدت أنه لم يتبقى سوى عدد قليل من الفرائس ، لذا قامت بِمَد سلاحها ، وأطالت شفرت سيفها الأسود.

نعم، لقد إمتد سيفها حرفيًا بما يكفي لتحطيم الجدار.

ثم قامت بأرجحت السيف الممتد بكل قوة...

"توقـ- توقفي...!!"

... ودمرت المبنى وكل ما فيه.

♦ ♦ ♦

"لقد بدأ الأمر"

من أعلى برج الساعة ، راقبت إلف جذابة الدمار الكامل وسقوط أحد المباني ، كان شعرها الذهبي الطويل يتطاير بفعل الرياح بينما كان يتوهج في الظلام.

"دلتا تلك... إنها تبالغ دائمًا" ، تنهدت وهزت رأسها.

الآن بعد أن تم ذلك ، ولم يعد هناك ما يمكن فعله ، نظرت ألفا إلى العاصمة من أعلى البرج.

سادت الفوضى في كافة أنحاء العاصمة الملكية ، يبدو أن كل شيء يسير كما خُطط له ، حيث أن دلتا التي دمرت للتو أحد المباني جذبت معظم الإنتباه.

"يجب أن أثني على دلتا لتسهيلها على الآخرين البدء..."

إذا تم تجاهل الضرر الذي أحدثته للبيئة المحيطة بها ، فيمكن الإعتبار أن مساهمتها كبيرة بالفعل.

"أعتقد أنني يجب أن أبدأ أيضًا"

بعد هذه الهمسة أخفت ألفا وجهها خلف قناع أسود اللون.

♦ ♦ ♦

حدث ضجيج في الخارج لسببٍ ما.

دفع هذا أليكسيا إلى فتح عينيها لأول مرة منذ ساعات.

لم يكن هناك من يزور هذه الغرفة سوى الرجل ذو المعطف الأبيض والمرأة التي تعتني بها، لذا، ومع ربط يديها وقدميها على الطاولة، لم يكن أمامها سوى النوم ، لم تكن تُزعج الوحش الذي معها في الغرفة ، وبالمثل هو لم يفعل ذلك ، مما يعني أنهما على وفاق تام.

زداد الضجيج في الخارج مع مرور الدقائق ، مُشيرًا إلى وجود صراع ما وراء هذه الغرفة.

إبتسمت أليكسيا، على أمل أن يتم إنقاذها.

"أتساءل إن كانوا سيقتحمون الجدار بشكل درامي؟" تمتمت دون سبب واضح.

حاولت هز السلاسل التي تقيدها مع أنها تعلم أن الأمر لن يُجديّ نفعًا، لكنها على الأرجح فعلت ذلك لتخفف بعض التوتر المُتراكم عليها.

وفي تلك اللحظة-

"آسفة، هل أيقظتك؟"

رفع المخلوق الذي بجانبها رأسه.

"لكنني أعتقد أنه من الأفضل أن تبقى مُستيقظًا ، فما سيحدث لاحقًا سيكون ممتعًا"

تعلم أليكسيا أنه لن يُجيبها ، لكنها حادثته على أي حال ، فعلى ما يبدو أن الملل كفيلٌ بإثارة جنون الناس.

بعد لحظة ، فُتح باب الغرفة المغلق ، وبدا صوت الشخص الذي فتحه مذعورًا ومشوّشًا.

"اللعنة ، اللعنة ، اللعنة!!" دخل الرجل ذو المعطف الأبيض إلى الغرفة مسرعًا.

"طاب يومك"

"كنتُ قريبًا جدًا! قريبًا جدًا!!" تجاهل أليكسيا ، التي من الواضح أنها تستمتع بكل هذا.

"أولئك الأوغاد... لقد وصلوا!! إنها النهاية! النهاية...!"

"استسلم ، المقاومة لن تُجديّ نفعًا ، إذا حررتني الآن ، فسأطلب منهم أن يعفو عنك" قالت له أليكسيا.

"لكن لا تأمل كثيرًا ، فليس هناك أي ضمانات أن طلبي سينفذ" أضافت بهدوء.

"أولئـ- أولئك الوحوش لن يسمحوا لي أبدًا بالإفلات بلا عقاب...!! سيقتلون الجميع... الجميع!!"

"الفرسان لا يقتلون إلا عند الحاجة ، ما لم تقاوم، فلن يضطروا لقتلك"

ولكن ستنال جزاءك بكل تأكيد – قالت أليكسيا في نفسها.

"الفرسان؟ أنا لا أُبالي بهم! ، سيقـ- سيقتل أولئك المسوخ الجميع ، الجميع ، صدقيني!!"

"أليسوا الفرسان؟"

إن لم يكونوا الفرسان ، فمن غيرهم؟ ، لم تستطع التفكير في أي شخص آخر ، إلا أنها أدركت أنه من المُحتمل جدًا أن الجنون أصاب الرجل.

"على أي حال، لقد إنتهى أمرك ، لذا من الأفضل أن تستسلم"

"لا، لا، لا، لا، لا!! ليس حتى يكتمل!!"

حكّ الرجل ذو المعطف الأبيض رأسه ونظر نحو المخلوق المتواجد في ركن الغرفة.

"لقـ- لقد صنعتُ نموذجًا أوليًا ، بهـ- بهذا ، حتى كائن تافه مثلك سيكون مفيدًا"

قال وهو يُوجِّه حقنة نحو ذراع الوحش.

"من الأفضل ألا تفعل ذلك ، لديّ شعور سيء حيال هذا" حذّرته أليكسيا، بنبرة جدية.

لكنه تجاهلها ، وغرز الإبرة في ذراعه وحقنه بسائل مجهول.

"هيا!، لنُرِ الجميع لمحة من قوة ديابلوس!!"

"واو~ يا له من امر مثير ، أنا لا أطيق الانتظار"

بدأ الكائن في الانتفاخ، وعضلاته تنتفخ أمام أعينهم ، بل حتى جسده شرع في التمدد والتضخم ، أما ذراعه اليمنى، التي كانت طويلة وسميكة ، فقد تحوّلت إلى هيئة شريرة تنضح شؤمًا وشرًّا ، ونمت في أطراف أصابعه أظافر بطول أرجل البشر ، في حين بدا أن ذراعه اليسرى تمسك بشيء ما، وقد لزمت جانب جسده كأنها مغروسة فيه أو تمت خياطتها.

أطلق الوحش صرخة مدوية ، كزئير.

"را- رائع! مذهل بحق!!"

"هذا...مثير للدهشة"

وبسبب النمو والتضخم السريع للمخلوق انكسرت السلاسل من شدة الضغط.

"لهذا السبب طلبتُ منك ألا تفعل ذلك"

سحق. (تأثير صوتي)

وقبل أن يتمكن من الصراخ ، سُحق الرجل ذو المعطف الأبيض بيد الوحش اليمنى.

"حسنًا إذًا"

تبادلت أليكسيا النظرات مع الوحش.

راقبت أليكسيا حركات الوحش، لكن بما أنها لا تزال مقيدة لم يكن بوسعها فعل الكثير ، ومع ذلك فهي تستطيع التحرك قليلاً ، بالإضافة إلى ذلك ، فهي لم تُطِق فكرة الموت نتيجة خطأ شخص أحمق.

لوّح الوحش بيده اليمنى.

رأت أليكسيا ذلك وحاولت تحريك جسدها قدر إستطاعتها ، فطالما أن إصاباتها ليست قاتلة، فيمكنها النجاة...!

"...!!"

تجنب الوحش جسد أليكسيا ، وضرب السلاسل التي أبقت أليكسيا مقيدة وحطمها ، بالطبع، تسبب الاصطدام في قذفها بالجدار خلفها مما تسبب في تأوهها من الألم.

"غااه...!"

لا عظام مكسورة، ولا إصابات ظاهرة، وما زالت قادرة على الحركة - بعد التأكد من إصاباتها، نهضت أليكسيا بسرعة.

لكن الوحش اختفى، تاركًا وراءه طاولة محطمة وجدارًا مهدمًا.

"هل... أنقذني حقًا...؟"

حتى لو لم تحاول تجنب ضربته ، فذراعه لم يكن قريبًا حتى من ضربها ، وهذا يعني... لا، هذا لا يعقل ، ربما أخطأها.

"حسنًا، على أي حال"

سرقت أليكسيا المفاتيح من جثة الرجل وفكّت قيودها السحرية ، بهذا، انساب سحرها بحرية ، مددتُ جسدها المتصلب، ثم خرجت من الزنزانة عبر الجدار الذي هدمه الوحش.

وأمامها ظهر ممر طويل خافت الإضاءة ، وأكوام من جثث الجنود الذين قتلهم الوحش في طريقه متناثرة على الأرض.

"سآخذه"

أخذت أليكسيا سيفًا من الميثريل من جثة ، لم يكن ذو جودة جيدة ، لكنه سيفي بالغرض.

ثم، عند وصولها إلى تقاطع في الممر...

...رأت أحدهم.

"لا أستطيع تركك تهربين"

"أنت ، لماذا أنت هنا...؟" اتسعت عينا أليكسيا من الصدمة.

♦ ♦ ♦

ما الذي يحدث؟

ركضت أيريس بجنون في العاصمة في ساعة متأخرة من الليل ، وشعرها الأحمر يتطاير في الريح.

أُبلغت بتدمير مبنى ، في البداية ، ظنت أنها أخطأت في فهم الخبر ، ولكن بينما كانت تشق طريقها إلى مكان الحادث ، ظلت تتلقى تقارير متوالية.

لقد وقعت عدة هجمات في العاصمة في وقت واحد.

لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً ليصل أحد إلى هذا الاستنتاج ، إلا أنه لم تكن هناك أي أمور مشتركة في المواقع التي وقعت فيها الهجمات: مستودعات ، مطاعم ، ممتلكات خاصة للنبلاء... لا شك أنها هجمات مُخطط لها ، ولكن لماذا ولأي غرض؟.

الشيء الوحيد الواضح هو أن العاصمة في حالة من الفوضى.

تلقى الفرسان أوامر سريعة بمرافقة وإجلاء الشخصيات المهمة وكبار القادة ، رغم أن الوقت متأخر، إلا أن السكان فتحوا نوافذهم ليروا ما يحدث ، وهرع الكثيرون إلى مكان الحادث للمشاهدة ، صرخت أيريس على المتواجدين في الشارع للعودة إلى منازلهم وهي تُسرع إلى موقع الحادث.

ماذا يحدث؟ ، من الواضح أن هذا ليس مجرد حادث عادي ، هذا ما أخبرها به حدس أيريس.

ولكن في تلك اللحظة... سمعت صراخًا

"إنـ- إنه وحش! أحتاج إلى دعم...!!"

كان صوت أحد الفرسان ، لم يكن بعيدًا جدًا ، غيّرت أيريس اتجاهها وتوجهت نحو صرخة الاستغاثة ، عندما انعطفت عند الزاوية في شارع جانبي دخلت إلى شارعٍ رئيسيٍّ واسع ، ورأت الوحش.

إنه وحش ضخم بشع.

بضربة من أظافره الضخمة الملطخة بالدماء في يده اليمنى، حوّل الفرسان إلى أكوام من اللحم.

"ما هذا...؟" تمتمت أيريس وهي تندفع نحوه.

"تراجعوا!" بحركة سلسة ، لمع سيفها المسلول في الظلام وهو يخترق صدر الوحش.

ويشقه بالكامل.

بضربة واحدة ، قطعت أليس جسد الوحش الضخم إلى نصفين.

"هل أصبتهم؟" نادت أيريس على الفرسان ونسيت أمر الوحش تمامًا وهو يسقط ببطء على الأرض.

"أيتها الأميرة أيريس، لقد أنقذتنا!"

"كما هومتوقع من أميرتنا! لقد قتلت الوحش بضربة واحدة!"

إنهم بخير ، جميع الفرسان الحاضرين هنا كانوا سالمين تقريباً ، عدا القتلى بالطبع.

"قتل الوحش ثمانية من رجالنا"

قُتل كل واحد منهم بضربة واحدة.

حدقت عيناها الحمراوان بحزن في جثث الفرسان القتلى.

"اجمعوا الجثث وانسحبوا ، وأبلغوا الملازم أن..."

"أيتها الأميرة أيريس!" صرخ أحد الفرسان فجأةً.

كان يقف هناك ، مشيرًا إلى شيء خلفها.

وفي الوقت نفسه ، صرخ الفرسان الآخرون أيضًا.

"ماذا...؟!"

لوّحت أيريس بسيفها بسرعة وهي تستدير.

اصطدم سيفها بذراع المخلوق اليمنى.

"كووه...!"

لبرهةٍ، بدا وكأن أيريس قد هُزمت ، حتى أطلقت سريعًا كمًّا هائلًا من السحر والذي فجر بقوة ذراع خصمها الجبّارة ، ومن هناك قلّصت المسافة بينها وبين الوحش بسرعة ، قاطعةً ساقه ، ثم قفزت إلى الخلف استعدادًا لهجومٍ مضاد

في اللحظة التالية ، لوّح الوحش بذراعه اليمنى نحو المكان الذي كانت تقف فيه أيريس، فلم يظفر إلا ببضع خصلات من شعرها الأحمر الطويل.

"هل يتجدد...؟"

اختفت آثار ضربة أيريس السابقة تمامًا ، حتى الشق في ساقه بدأ يلتئم.

"مستحيل... كيف له أن يتجدد وقد قطعته الأميرة أيريس إلى نصفين...؟"

"هذا لا يعقل..."

"ابقوا في الخلف" صرخت أيريس على الفرسان الندهشين وهي تصد هجومه التالي.

كانت الضربة مزيجًا من السرعة والقوة والثقل - لكنها متكررة.

"إنه مجرد وحش"

كان هجوم أيريس المضاد لا يرحم

قطعت يديه، وقطعت ساقيه، وقطعت رأسه ، انهالت الضربات المتتالية على الوحش ، وكأنها تقول للوحش: "لنرَ إن كان بإمكانك التجدد إلى الأبد"

هاجمت وهاجمت دون توقف ، دون أن تمنحه وقتًا للرد.

"هل ما زال قادرًا على التجدد؟"

كان الوحش لا يزال حيًا ، حتى بعد بتر جميع أطرافه ، تجدد ، وفي اللحظة الوجيزة التي أوقفت فيها أيريس هجومها ، هاجمها بذراعه اليمنى.

ثم زأرت بقوة في سماء الليل.

وكأنها ردّت على زئيره ، بدأت قطرات المطر تتساقط من السماء التي غاب عنها القمر ، هطلت قطراتٌ خفيفةٌ في البداية، لكنها ازدادت غزارة تدريجيًا ، تصاعد بخارٌ أبيضٌ في الأماكن التي لامست فيها قطرات المطر دم الوحش.

"قد يستغرق هذا بعض الوقت..."

تخلت أيريس عن تفكيرها في الحصول على انتصار سريع واختارت نهجًا أكثر اعتدالًا وثباتًا ، وإستعدت لمعركةٍ طويلة.

لم تظن أنها ستخسر ، لم تتخيل أيريس أنها ستهزم قط ، لكن في مواجهة خصم كهذا ، بدا أن هذه المعركة ستستغرق وقتًا أطول.

رفعت سيفها واندفعت نحو الوحش الذي أمامها ، والذي كان قد انتهى من التجدد.

وفي اللحظة التالية-

تم صد سيف إيريس بصوت حادّ، وبسبب تأثير التصادم القوي تخدرت ذراعها وطار سيفها من يديها.

حدّقت بعينيها نحو الدخيلة المفاجئة ، متجاهلةً حقيقة أنّ سيفها يدور في الهواء ويبتعد عنها ، أما الوافدة الجديدة فألقت عليها نظرة بالمثل.

حدّقا في بعضهما البعض ، وأول من كسرت الصمت هي الدخيلة.

"لماذا لا ترين أنه يعاني؟"

كانت فتاة ترتدي بذلة سوداء ، لم تستطع أيريس رؤية وجهها ، لكن من صوتها ، بدت شابة.

"من أنت؟" سألت أيريس دون تردد، وهي تُركّز نظرها على الفتاة ذات اللباس الأسود والوحش.

"ألفا"

بعد أن نطقت بكلمة واحدة، أدارت الفتاة ظهرها لأيريس كما لو أنها فقدت الاهتمام بالمحادثة.

"انتظري، ماذا تخططين لفعله؟ إذا كنتِ تخططين لمعارضة الفرسان، فلن نتهاون مع..."

"أعارض...؟" قاطعتها ألفا ، وهي تضحك باستهزاء موجّهة كلامها لأيريس من دون أن تلتفت إليها.

"ما المضحك في الأمر؟"

"أعارض... أعتقد أن هذه ربما تكون أكثر كلمة سخيفة في العالم ، إن معارضة الجهلة أمرٌ لا معنى له"

"ماذا قلتِ...؟!"

بدأ سحر أيريس يتضخم، كانت موجة القوة هائلةً لدرجة أنها خلقت ريحًا بعثرت المطر حولها.

لكن ألفا لم تنظر إليها حتى ، وقفت هناك غير منزعجة، وظهرها لا يزال مُدارًا لأيريس.

"أدِّ دورك الموكَل إليكِ كمتفرجة، وأبقِ عينيكِ على خشبة المسرح ، ولا تُفسدي عرضنا"، وسارت مباشرةً نحو الوحش.

لم يُظهر ظهرها أي بادرة توتر ، ويتضح أنها لم تعد تُلقي بالًا لأيريس.

"هل وصفتني للتو بالمتفرجة...؟"

استمرت يدي أيريس في الارتعاش، وهي تُمسك بقبضتيها وهي تُحدق في ألفا.

"يا لك من مسكين ، لا بد وأنك تتألم"

قالت ألفا وهو تتجه نحو الوحش.

"لن يكون هنا المزيد من الألم ، ولا المزيد من الحزن"

إمتد سيف ألفا الأسود وأصبح أطول من جسدها.

"لا حاجة لك بالبكاء بعد الآن"

ثم، وبحركة واحدة ، قطعت الوحش إلى نصفين.

لم يكن لدى أحد وقت للرد.

أيريس والوحش لم يفعلا شيئًا سوى مراقبة النصل الأسود وهو يتأرجح للأسفل بصمت ، ولأن حركات ألفا كانت طبيعية جدًا ، لم يكن هناك أي تلميح إلى نية القتل ، فقط حقيقة أن الوحش قد انقسم إلى نصفين ، وانكشف أمام أعين الجميع كما لو كان أمرًا طبيعيًا.

سقط الوحش على الأرض ، ثم ، وسط دخان أبيض ، بدأ جسده ينكمش ويتقلص تدريجيًا حتى أصبح بحجم فتاة صغيرة ، وسقط خنجر من يدها اليسرى.

كان في الخنجر جوهرة حمراء مثبتة ، ونُقِش على قبضته: إلى ابنتي الحبيبة ميليا.

"أتمنى أن تنعمي بالسلام والسكينة في حياتك القادمة...."

مع هذه الكلمات ، اختفت ألفا وسط الدخان الأبيض.

دوّى صوت الرعد، ظلت أيريس واقفة في مكانها في حالة ذهول ، تساقطت قطرات المطر على شعرها وانسابت على خديها.

كانت ترتجف، لكنها لم تعرف السبب.

"أليكسيا..." ، همست أيريس.

شعرت أن أختها الصغيرة في قلب هذه الفوضى ، ودفعها هذا الشعور إلى التحرك.

"أليكسيا، أرجوكِ ابقي سالمة..."

إلتقطت أيريس سيفها وبدأت بالركض بأقصى سرعة وسط المطر الغزير.

♦ ♦ ♦

"لمـ- لما أنت هنا؟"

عندما استدارت أليكسيا عند المنعطف ، وقعت عيناها على وجه مألوف.

"لأن هذه المنشأة ملكي ، أنا مُمول ذلك الرجل ، هذا هو السبب"

انبعثت الثقة من ابتسامةٍ مرسومة على وجه الشخص الوسيم ذو الشعر الأشقر.

وقد كان المدرب زينون.

"هذا جيد ، فلطالما إعتقدت أن هناك خطبا ما في رأسك ، ويبدو أنني كنت محقة"

تراجعت أليكسيا خطوةً ثم خطوتين، كانت هناك سلالم خلفه ، وخمّنت أن الهروب هو خيارها الأمثل.

"حسنًا ، ليس الأمر وكأنني أهتم بما تفكرين ، فكل ما أحتاجه هو دمك"

"كل ما يتحدث عنه الجميع هنا هو الدم ، هل هذه منشأة أبحاث لمصاصي الدماء؟"

"إن كان هذا ما تريدين أن تظنيه... إلى حدٍّ ما"

"وفّر الشرح ، فأنا لستُ مهتمة بالخوارق"

"هذا متوقع"

" أعتقد أنك تعرف ذلك الآن، لكنني سأخبرك على أي حال ، سيصل الفرسان في أيّ لحظة ، لقد إنتهى أمرك"

"إنتهى أمري؟ وما الذي أملكه أصلًا لينتهي؟"

سأل زينون بإبتسامة واثقة لم تفارق وجهه.

"سيتم تجريدك من مكانتك ولقبك وستتدمر سمعتك ، وبالطبع ستُحكم بالإعدام ، وسيسعدني أن أُسقط المقصلة على عنقك"

"أنت مُخطئة ، فهذا لن يحصل ، سنفرّ أنا وأنتِ من هنا عبر ممر سري"

"شكرًا على الدعوة الرومانسية ، لكن لسوء حظك ، فأنا أكرهك ولا أستطيع تحمل وجودك"

"ستأتين معي، فبأبحاثي ودمك سأظفر بالمقعد الثاني عشر في فرسان الطاولة المستديرة ، وسأودع منصبي عديم القيمة كمدرّب"

"فرسان الطاولة المستديرة؟ هل هذه جماعةٌ للمُختلّين عقليًا؟"

"فرسان الطاولة المستديرة هم مجموعة من إثني عشر فارسًا من صفوة الطائفة ، الانضمام إليهم يمنحني مكانة وشرفًا وثروة لن تصدّقيها أبدًا ، لقد اعترفوا بقوتي بالفعل ، وما ينقصني هو عرض نتائج أبحاثي… ودمك هو ما سيضمن لي ذلك"

بسط زينون ذراعيه بشكلٍ درامي وضحك ضحكةً عالية.

"كفى ، لقد سئمت من كل هذا الحديث عن الدم" تمتمت أليكسيا.

"كنتُ أُفضّل الأميرة أيريس ، لكن يبدو أنني سأضطر للاكتفاء بك"

"سأقتلك"

"اوه ، المعذرة ، نسيتُ أنكِ تكرهين أن يتم مقارنتك بأختك"

"...!"

كان هجوم أليكسيا المفاجئ والعنيف إشارة البدء لهذا القتال ، اتجه الهجوم مباشرة نحو رقبة زينون، لكن....

"اوه ، هذا مخيف"

صد زينون هجومها في اللحظة الأخيرة وصد الهجوم التالي أيضًا وتطايرت شرارات تصادم سيفيهما.

مجرد مشاهدة السيفين يتأرجحان في الهواء قد يوحي بأن المواجهة متكافئة.

لكن تعابير وجه حامليّ السيوف مختلفة تمامًا ، فأليكسيا تحدق بغضب ، بينما زينون يبتسم ابتسامة هادئة.

وأليكسيا التي تحدق فيه والغضب يعلو وجهها ، تأكدت من ذلك (تأكدت من أنها أضعف منه) ، ونَقرت بلسانها غيظًا وتراجعت للخلف.

"لقد مر وقت طويل منذ آخر لقاء لنا ، وأنت تستخدمين سيفًا رديئًا بالفعل"

وقعت عينا زينون على سلاحها ، ونظرت هي كذلك إلى سيفها بتعبير مرير على وجهها ، لقد بدأ القتال للتو ، لكن سيفها مليء بالخدوش.

"يقولون إن اختيار السلاح لا ينبغي أن يهم الخبير" قالت أليكسيا وهي تتجهّم وتثبت قدميها في مكانها.

"هكذا إذن… إن كنا نتحدث عن الخبراء ، فأنا (بصفتي خبيرًا) واثق أن هذا صحيح" قال زينون بسخرية.

"لكنّكِ صاحبة مسايفة عادية ، وأقول ذلك بصفتي مدربًا لفنون السيف"

إنقلب تعبير أليكسيا بشكل واضح ، ولبرهة بدا أن ستبكي ، ولكن في اللحظة التالية غمرها غضبٌ عارم.

"في هذه الحالة ، راقبني جيدًا ، وسترى إن كنت صاحبة مسايفة عادية أم لا"

وعلى الفور ، انقضت عليه بكل ما أوتيت من قوة.

أليكسيا تُدرك ذلك جيدًا ، إنها تدرك تمام الإدراك أنها ليست قوية بما يكفي لهزيمة زينون، وأن سلاحها الرديء لن يصمد طويلًا وقد ينكسر في أي لحظة ، لكن أليكسيا لم تقضي كل تلك الأيام في التدريب وهي شاردة الذهن ، ففي سعيها لأن تصبح قوية مثل أختها ، أدركت مواطن ضعفها وعملت جاهدًة لتداركها ، لقد راقبت أسلوب أختها في المبارزة أكثر من أي شخص آخر، حتى صارت قادرة على استحضار كل حركة منه في ذهنها بدقة مذهلة.

ولهذا السبب سَهُل عليها تقليدها.

"هااااه!!"

كانت ضربة تحمل في طياتها صدى هجمات أختها.

"غيي...!"

لأول مرة ، اختفت ابتسامة زينون ، حتى أنه استخدم قوته السحرية لصد الضربة.

تصادم السيفان بعنف وإرتدا ، إنهما متكافئان...

لا.

قد تكون أليكسيا متفوقة قليلاً.

ظهر خط أحمر على خد زينون ، فمسح الدم وهو يحدق بها بدهشة.

"أنا مندهش"

كانت عبارة صادقة وصادرة من القلب.

"لم أظن أنكِ تُخفين شيئًا كهذا"

أدار زينون راحة يده ببطء، يتفحّصها كما لو كان يمعن النظر في لون دمه.

"سأجعلك تندم على الإستخفاف بي"

"ها ها ها!" ضحك زينون.

"لقد فوجئت حقًا ، لكنكِ لستِ سوى تقليد رديء في النهاية ، أمامكِ طريق طويل جدًا قبل أن تصبحي بمستواها الحقيقي"

ثم هزّ رأسه.

"ستدفع ثمن وقاحتك"

"في هذه الحالة ، دعيني أُريكَ لمحة من قوتي الحقيقية" جهز زينون سيفه.

"...!"

تغير الجو فجأة.

وازدادت قوة زينون السحرية.

"دعيني أخبركِ بأمر واحد… لم يسبق أن أظهرتُ قوتي الحقيقية لغريب ، لكنني على وشك أن أريكِ مهارات الفارس المستقبلي للطاولة المستديرة!"

إرتجف الهواء من حولهما.

"هذا..."

كان الفرق هائلًا.

كان سيف زينون يحتوي على قوة لم تشهدها أليكسيا من قبل ، لقد كانت تجسيدًا حقيقيًا للفجوة الساحقة بين المحترف والهاوي ، قوة قد تنافس حتى قوة أختها.

أمام الضغط الهائل للنصل المقترب ، كانت أليكسيا عاجزة تمامًا.

لم تستطع صدّها إلا بردة فعل شحذتها سنوات من التدريب.

لم تشعر بالتأثير.

تصادم السيفان، وتحطم سيف أليكسيا إلى شظايا ، وبينما كانت تحدق في شظايا الميثريل اللامعة في الهواء ، شعرت أليكسيا فجأة وكأنها تشاهد هذا المشهد من مكان بعيد.

نعم ، من مكان بعيد جدًا.

عادت ذكريات أليكسيا عن الأوقات التي كانت كل ما تفعله هو التلويح بالسيف للمتعة إلى ذهنها للحظة.

وبقربها، أختها التي ظلت بجوارها دائما ، وهي ذكريات ظنت أنها نسيتها منذ زمن طويل.

"لن تكوني مثل أختك أبدًا"

انهمرت دمعة من عيني أليكسيا.

"ستأتين معي"

انزلق مقبض السيف من يدها وارتطم بالأرض ودوّى صوت ارتطامه المعدني في الأرجاء.

خطوة ، خطوة. (تأثير صوتي: صوت خطوات أقدام)

صدر صوت من الدرج خلف زينون.

خطوة ، خطوة ، خطوة.

شخص ما قادم من الدرج.

خطوة ، خطوة ، خطوة.

وعندما توقف الصوت ، ظهر أمامهم رجل يرتدي معطفًا أسود ، كان الرجل يرتدي ملابس سوداء بالكامل ، رأسه مغطى بقلنسوة ووجهه مغطى بقناع ، كما لو كان ساحرًا.

سار الرجل بخطى واثقة وهادئة ، متوقفًا على بُعد خطوة واحدة من نطاق هجومهم.

قال زينون وهو يحدق في الدخيل بحدة: "رجل يرتدي الأسود... إذًا أنت هو الكلب المسعور الذي يُزعج الطائفة مؤخرًا"

"اسمي شادو ، أتربص في الظلام لإصطياد الظلال..." كان صوته عميقًا وقاتمًا لدرجة أنه بدا وكأنه ينبع من الهاوية.

"هكذا إذن ، يبدو أن غرورك قد تضخّم بعد تدميرك لبعض منشآتنا الصغيرة ، لكنكم لم تُسقطوا حتى واحدًا من مقاتلينا الأساسيين ، إنكم مجرد جبناء يستهدفون أضعف أعضاءنا"

يبدو أن الرجل الذي عرّف عن نفسه بإسم شادو هو عدو زينون، هذه أخبار سارة لأليكسيا ، لكنها لم تعتقد أن هذا الرجل حليفها.

"لا يهم من أو ما نختار تدميره ، فالنتيجة ستكون واحدة"

"أنت مخطئ للأسف ، أحد أعضاء* القوة الأساسية للطائفة هنا اليوم (يقصد نفسه) ، والان سيكون دورك لأن تُصطاد"

وجّه زينون سيفه نحو شادو.

"أنا زينون غريفي ، صاحب المقعد الثاني عشر للطاولة المستديرة المستقبلي ، والقضاء عليك سيكون إنجازي الذي أهديه لهم"

ومع ذلك الإعلان ، اندفع للأمام كالعاصفة ، مقتربًا من شادو ، مُوجهًا له هجومًا عنيفًا

لكن شادو اختفى ، ولم يضرب سيفه سوى الهواء.

"ماذا...؟!"

في اللحظة التالية ، وقف شادو خلفه ، لم يستغرق الأمر سوى ثانية حتى اتخذ هذا الموضع.

لم يستطع زينون الحركة.

وكأن زينون فقد إحساسه بالوقت ، فأوقف سيفه ، وحبس تنفسه ، وكل شيء آخر ليركز كل انتباهه على ظهره.

لم يتحرك أيٌّ منهما.

نعم ، وقف شادو ظهرًا لظهر مع زينون ، وذراعاه مطويتان على صدره.

ونطق بجملة واحدة: "إذًا... أين هو العضو الأساسي للطائفة الذي تتحدث عنه؟"

احمر وجه زينون غضبًا ، ولوّح بسيفه وهو يستدير.

لكن لم يكن هناك أحد خلفه.

"مستحيل...!"

كل ما سمعه زينون هو صوت معطف يتموج في الهواء، فنظر إلى الخلف ليجد شادو واقفًا حيث ظهر، وكأن شيئًا لم يتغير.

حتى أليكسيا ، التي كانت تراقب من على الجانب ، لم تستطع تتبع حركات شادو ، إذا لم تكن هذه خدعة أو وهمًا ، لكانت ستعتبره قويًا بحق... لا، إنه أقوى من ذلك بكثير.

حاول زينون كبت صدمته والتفت ببطء لمواجهة شادو.

"يبدو أنني قللت من شأن قوتك قليلًا ، حتى لو كانت منشآت صغيرة ، إلا أنها تدمرت كلها تقريبًا"

وهذه المرة ، نظر إلى شادو بثقة ، معززًا قوته السحرية ، ارتجف الجو من حوله بسبب هذه الزيادة في القوة السحرية ، وتجاوزت هذه القوة الهائلة الضربة التي حطمت سيف أليكسيا.

إن شادو شخص قوي بلا شك ، إلا أن زينون أيضًا شخص قوي للغاية ، ط منذ طفولته، كان يُشاد به باعتباره معجزة، وزادت قوته لدرجة الفوز بالبطولات القتالية ، وترقى في الرتب ليصبح سيافًا ماهرًا ، لا يوجد فارس في البلاد لا يعرف اسم زينون غريفي.

"سأريك قوة العضو المستقبلي لفرسان الطاولة المستديرة"

سريع...!

بالكاد تمكنت أليكسيا من تتبع سيف زينون بعينيها.

كل ما رأته هو صورته اللاحقة لسيفه تقترب بسرعة من رقبة شادو.

"يا لها من حركة متقنة ودقيقة..."

قبل أن تُدرك ذلك ، صدّ سيف أسود الهجوم العنيف بسهولة.

"غووه...!"

إستخدم زينون كل قوته ، محاولًا دفه سيف شادو بقوة هائلة.

لكن شادو تراجع للخلف ، مستغلًا زخم زينون ليُسقطه أرضًا.

"هيه...!"

قبل أن يصطدم زينون بالحائط بعنف ، غيّر موضع السيف ليُخفف من تأثير سقطوطه على الأرض ، لكنه لم يستطع إخفاء انزعاجه.

لم يتحرك أي منهما.

اختار شادو عدم التحرك ، بينما زينون لم يكن قادرًا على ذلك ، شعر وكأن أحدًا يتحكم بجسده بالكامل.

"ألن تهاجم؟ ، أيها العضو المستقبلي لفرسان الطاولة المستديرة؟"

"ننغ...!"

احمر وجه زينون غضبًا ، كان غاضبًا من خصمه، ولكنه كان غاضبًا أكثر من نفسه.

"كفى!" صرخ زينون وهو ينفذ هجومًا كاسحًا.

كانت هجماته كالعاصفة العاتية.

وضرباته المتتالية شرسة كالنار المستعرة.

لكن لم يُحدث أي منها أي تأثير.

"آآآآآآآآآه!!"

صراخه الصاخب بدى فارغًا ، بدا الأمر كما لو أن طفلًا يحاول قتال شخص بالغ.

واصلت أليكسيا مشاهدة القتال بدهشة ، لم ترى قط زينون بهذا الشكل.

متخليًا عن ابتسامته الواثقة ، وقناعه الزائف ، لم يستطع سيفه أن يمس الشخص ذو اللباس الأسود ، أقوى شخص تعرفه أليكسيا هي أختها الكبرى ، ومع ذلك ، لم تعتقد أليكسيا أن أختها قادرة على هزيمة زينون.

رنين، رنين، رنين. (تأثير صوتي)

تردد صدى صوت تصادم سيفيهما في أرجاء المكان ، وبدى الصوت وكأنه في غير محله ، تمامًا مثل صوت جلسات التدريب.

السيف الأسود ونظيره الأبيض يرسمان مساره حركتهما في الهواء.

دون وعي، تابعت أليكسيا حركة ذلك السيف الأسود. كانت مفتونة به، لم تستطع التوقف عن التحديق فيه.

"أسلوب مسايفة عادي..."

الشخصية أمام أليكسيا تقاتل بنفس طريقتها.

عندما كانت أليكسيا طفلة، كان لديها تصورها الخاص عن المسايفة المثالية ، لم يكن الأمر بالنسبة لها متعلقًا بالموهبة أو القوة أو السرعة ، بل بالتمسّك بالأساسيات وصقلها مع الوقت ، ومع ذلك، استمر الآخرون في مقارنتها بأختها والسخرية منها لكونها عادية ، مما جعل أليكسيا تشعر وكأنها فقدت هدفها في الحياة.

لكن ، رغم كل ما عانته ، لم تستسلم أليكسيا قط.

وها هي تشاهد هذا الأسلوب العادي يطغى على المبارز زينون غريفي.

"مذهل..." تمتمت بإعجاب.

أعجبت أليكسيا بذلك السيف الأسود ، بمجرد رؤيته ، أدركت المسار الذي سلكه حامله ، إنها نتيجة مباشرة لجهوده الجادة والدؤوبة.

ربما فكرت أختها الكبرى أيضًا في شيء مماثل.

"أيريس..."

تذكرت كلمات أختها التي قالتها لها ذات مرة ، واليوم استطاعت أخيرًا فهمها.

"غااه... الـ- اللعنة...!"

إنقضّ سيف شادو على زينون، وقد تلقّى من الضربات ما يفوق العدّ.

لاهثًا ، حدق في شادو بغضب ، أظهرت عيناه ، المليئتان بالغضب ، أنه لا يزال غير قادر على تقبّل هذا الواقع.

"أيهـ- أيها وغد! من تكون...! إذا كنت تمتلك هذه القوة الهائلة ، فلماذا تخفي هويتك الحقيقية؟"

من يملك قوّة شادو ، ستكون الثروة والمكانة في راحة يده ، ومعهما إمكانية أن يصير اسمه معروفًا في العالم أجمع.

ولكن لا أحد يعرف شيئًا عن أسلوب مسايفة شادو ، حتى لو أخفى وجهه ، فإن من يحالفهم الحظ ويشاهدوا أسلوبه في المبارزة لن ينسوه أبدًا ، لكن هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها زينون أو أليكسيا مثل هذه البراعة في المبارزة.

"نحن حديقة الظلال ، نتربص في الظلام لإصطياد الظلال ، هذا هو السبب الوحيد لوجودنا..."

"هل جننت؟!"

تبادل زينون وشادو النظرات.

أُقصيت أليكسيا تمامًا عن هذا الحوار ، فهي لا تعرف سبب قتالهم ولا ما يحاولون تحقيقه.

دماء ، شيطان ، طائفة ، هناك العديد من الكلمات التي يجب تذكرها.

مع ذلك ، لم تكن أليكسيا تعرف معنى هذه الكلمات ، اعتبرتها هذيان شخص مجنون.

لكن ماذا لو... ماذا لو لم يكن مجرد هراء؟ ماذا لو كان هناك شيء ما يجري خلف الكواليس لا تعرفه أليكسيا؟

"حسنًا ، بما أنك جاد ، فعليّ أن أفعل المثل"

أخرج زينون حبة حمراء من جيب صدره.

"بهذه الحبة، سأستيقظ وأتجاوز كل حدود البشر ، سينهار الشخص العادي تحت وطأة هذه القوة ، وفي النهاية سيدمر نفسه ، لكن فرسان الطاولة المستديرة مختلفون ، فقط من يستطيع التحكم بهذه القوة المدمرة ينال شرف الانضمام إلى فرسان الطاولة المستديرة"

ابتلع زينون الحبة.

"أنا مستيقظ من المستوى الثالث*"

‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎

(لم أفهم ماذا يقصد هنا ولكن بعد البحث قليلا فسر أحد متابعي العمل أن زينون يشير للمرتبة أو الدرجة التي وصل إليها بعد تناوله الحبة )

‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎

بدأت جروح زينون بالشفاء على الفور ، تضخمت عضلاته، واحمرّت عيناه ، وبرزت أوعيته الدموية ، بدا الأمر كما لو أن ضغط القوة السحرية الهائل يسحق جسده.

"دعني أريك... قوتي العظمى" ، تفاخر زينون، وعادت إليه ابتسامته الهادئة والواثقة.

في هيئته الحالية، لا شك أن زينون أقوى من الأميرة أيريس.

ظنت أليكسيا أن زينون هو الكائن الأقوى في العالم فتراجعت إلى الخلف وقد غمرها الإحباط ، لا… كانت لتفعل ذلك لو أنّها لم ترى أسلوب شادو في المبارزة.

لكن في تلك اللحظة ، لم تشعر أليكسيا إطلاقًا بأن زينون هو الأقوى.

"يا له من قُبح..."

"يا للقبح..."

تداخلت أصوات أليكسيا وشادو ، كلاهما استخدما نفس أسلوب المسايفة ، لذا لم يكن من المستغرب أن تكون مشاعرهما متشابهة.

"هل وصفتني للتو بالقبيح؟" اختفت ابتسامة زينون.

"لا تتباهى بأنك الأٌقوى وأنت بهذا المستوى ، فهذه إهانة في حق الأقوى"

"أيها الوغد"

"لا سبيل إلى القوة الحقيقية لمن يعتمدون على قوة مستعارة"

هذه هي المرة الأولى في هذه المعركة التي رفع فيها شادو من إستخدام قوته السحرية ، وحتى هذه اللحظة ، لم يستخدم منها سوى القليل ، ومع ذلك فهو يستخدمه بمهارة فائقة تعجز الحواس عن رصدها.

لكن ما هذا؟

بدأت قوة شادو السحرية تتخذ شكل خطوط بنفسجية ، رقيقة ، رقيقة جدًا ، وكثير منها ، كما لو كانت عروقًا بنفسجية ، تتشكل حول شادو ، راسمةً نمطًا جميلًا من الضوء.

"جميل جدًا..." انبهرت أليكسيا بهذا المنظر.

لكنها لم تُعجب بجمال الأضواء ، بل القوة السحرية العظيمة التي شكلتها.

"ما هذا...؟"

اندهش زينون أيضًا ، كان ذلك منطقيًا ، فهو لم يرى قط شخصًا يُحوّل قوته السحرية إلى هذا الشكل.

"سأريكِ ما معنى القوة الحقيقية... وسأنقشها في روحك للأبد"

بدأت خطوط الضوء تتجمع على السيف الأسود ، مركزةً كل قوته في السيف ، مشكلةً دوامة.

كان الأمر كما لو أن تلك الدوامة ستبتلع كل شيء.

تدفقت قوة جبارة مُرعبة إلى السيف الأسود.

"هذه هي قوتي العظمى"

أمسك شادو سيفه بإحكام ، ثم اتخذ وضعية.

وضعية بسيطة ، حيث وجّه سيفه ببساطة إلى الأمام.

"تو- توقـ..."

هل الأرض تهتز؟ أم الهواء؟ أم زينون نفسه؟

لا، بل كل شيء.

كل شيء يهتز.

لاحظت أليكسيا أنها ترتجف هي الأخرى ، ليس خوفًا، بل فرحًا وحماسًا.

هذه هي النهاية.

إنه... أسلوب المسايفة الأقوى.

♦ ♦ ♦

♦ ♦ ♦

"إنتهى وقت اللعب..."

إلتف السيف الأسود بضوء متلألئ ، ثم سحب إلى الخلف....

" أنا... الذري "

...وأطلق.

تلاشى كل صوت.

اندفع سيلٌ من الضوء متجاوزًا أليكسيا ، ليبتلع جسد زينون ، اخترق كل ما في طريقه ، ملتهمًا الجدران والأرض ، لينفجر صاعدًا إلى عنان سماء الليل.

ثم وقع إنفجار.

بينما كانت خطوط الضوء تنقش أنماطًا في السماء ، اكتسبت العاصمة بأكملها وهجًا أزرق بنفسجي.

ومن بعيد جدًا ، وصل الأثر المتأخر للانفجار ، متموّجًا عبر المدينة ، جارفًا غيوم المطر ، هازًا الأرض والمنازل ، قبل أن تمر.

كل ما تبقى هو القمر وسماء الليل الجميلة المليئة بالنجوم.

تبخّر زينون دون أن يترك حتى ذرة غبار واحدة.

وكان هناك ثقب كبير في الجدار أدى مباشرة إلى السطح.

ثم... اختفى شادو... في ظلمة الليل ، وردائه يتموج في هواء الليل.

***

في الماضي... كان هناك رجل أراد الصمود أمام القنبلة النووية ودرب جسده وعقله وصقل تقنياته.

ومع ذلك ، كان هناك حدٌّ لم يكن من السهل تجاوزه.

ثم ، بعد ساعات طويلة من التدريب الشاق، وجد الحل أخيرًا.

س: كيف يمكنني تحمل القنبلة النووية؟

ج: أن أصبح قوة نووية.

ومن هنا، وُلدت التقنية الغامضة "أنا الذري" ، وقوتها تُضاهي بالتأكيد سلاح دمار شامل!

***

بعد أن وقفت هناك في ذهول لفترة غير معروفة ، سمعت أليكسيا فجأة صوتًا ينادي.

"أليكسيا... أليكسيا...!"

صرخ صوتٌ لاهثٌ من بعيد ، صوت عرفته أليكسيا.

"أيريس... أيريس...!"

صرخت واندفعت للخارج عبر الثقب الكبير في الجدار.

"أليكسيا! أليكسيا!!" أسرعت أيريس نحوها.

"إيريس... أ... أ... آه"

احتضنت أليكسيا قبل أن تُخبر أختها أنها سالمة ، كانت أيريس مُبللة من رأسها حتى أخمص قدميها ، وشعرت بالبرد والدفء في آنٍ واحد.

"أنا سعيدة جدًا لأنكِ بخير... أنا حقًا سعيدة" عانقت أيريس أختها بشدة.

مع بعض التردد، وضعت أليكسيا يديها ببطء على ظهر أيريس.

"أنا آسفة ، لا بد وأن جسدي بارد"

وضعت أليكسيا وجهها على صدر أيريس، غير قادرة على إيقاف سيل الدموع المنهمر من عينيها.

♦ ♦ ♦

وقف طالبان على سطح المدرسة ، إحداهما فتاة جميلة ذات شعر أبيض، والآخر شاب عادي ذو شعر أسود.

"حُلّت هذه الحادثة ظاهريًا ، لكنني أشعر أن هناك المزيد من الخفايا ، تخطط أختي لتشكيل وحدة خاصة للتحقيق في القضية ، وأنا أنوي مساعدتها ، لذا يمكنك القول إن الأمر لم ينتهي بعد ، أن هذه البداية فقط" قالت الفتاة.

"لا تبالغي في الأمر" أضاف الفتى.

"وهذا يعني أنك بُرِّئت من التهم ، ويبدو أنني قد جررتك حقًا إلى تلك الفوضى"

"لا تقلقي"

هبَّ نسيمٌ خفيفٌ بينهما، رافعًا تنورة الفتاة ببطء ، كاشفًا عن ساقيها البيضاوين الجميلتين.

"الجو حار جدًا هنا ، هل يمكننا الدخول؟"

كان الطقس جميلًا اليوم ، وشمس الظهيرة لا تزال ساطعة ، والظلال تتشكل تحت أقدامهما ، وسُمعت زقزقة حشرات الصيف من بعيد.

"انتظر ، ما زال هناك شيئان أريد إخبارك بهما"

"هنا؟"

"نعم" قامت بالتأكيد له وهي تنظر إلى السماء الزرقاء.

"أولًا، أريد أن أشكرك ، قلتَ إنك معجب بأسلوبي في المسايفة أليس كذلك؟ ، حسنًا، أعلم أنني متأخرة ، لذا ، شكرًا لك"

"لا حاجة لذلك"

"أخيرًا، استطعتُ أن أحب أسلوبي في المسايفة ، رغم أن الفضل لا يعود إليك"

"هل كان عليكِ حقًا إضافة ذلك الجزء الأخير؟"

"إنها الحقيقة"

تبادلا النظرات، وكان أول من أشاح بنظره.

"على أي حال، من الجيد أنكِ تعلمتِ أخيرًا أن تحبي أسلوبك في المسايفة "

"أجل ، لقد فعلت" ابتسمت الفتاة.

"إذن، ما هو الأمر الثاني؟"

"لقد كنا نتظاهر بالمواعد سابقًا ، لكن المدرب زينون مات في تلك الحادثة"

"وهذا يعني أنني مُعفى من واجباتي"

"لكن لديّ اقتراح" بدت الفتاة مرتبكة بعض الشيء وهي تبحث عن الكلمات المناسبة.

"إن كنت موافقًا..."

دارت عيناها الحمراوان بسرعة، وخفّ صوتها قليلاً.

"ربما يمكننا الاستمرار في هذا لفترة أطول قليلاً؟"

ابتسم لها الصبي.

"أنا أرفض" أجابها وهو يرفع إصبعه الأوسط في وجهها.

سحبت الفتاة سيفها بحركة واحدة سلسة.

في تلك الليلة ، اكتشف أحد الطلاب كمية كبيرة من الدماء على سطح المدرسة.

على الرغم من الكمية الفظيعة ، إلا أنه لم يتم العثور على أي جثة ، حتى عندما حقق الطلاب ومسؤولو المدرسة في الأمر ، لم يكن هناك أي جرحى أو مفقودين، ولم تُحل القضية أبدًا.

لُقبت هذه الحادثة لاحقًا بحادثة <جريمة قتل بلا جثة> ، واعتُبرت إحدى ألغاز المدرسة السبع.

♦ ♦ ♦

ذات يوم، فجأةً، سألت أليكسيا أختها الكبرى سؤالًا غريبًا.

"هل يمكنكِ أن تخبرني، من فضلك، ما نوع الاعتذار الذي يضمن الصفح؟"

جعدت أيريس حاجبيها عندما سمعت السؤال.

تساءلت أيريس عما تعنيه أختها بهذا السؤال ، لكنها في تلك اللحظة أجابت بوضوح: "لا وجود لهذا الاعتذار".

غضبت أليكسيا قليلًا ، مع أن أيريس لم تُجب إلا بأوضح طريقة ممكنة ، لكن يبدو أن ذلك لم يكن كافيًا بالنسبة لها.

"أنا أصلا أكره الإعتذار" ، قالت أليكسيا وهي تُدير وجهها، وهكذا انتهى يوم أيريس وأليكسيا.

لكن هذا منح أيريس شعوراً قوياً بالواجب.

لذا عليها أن تجد طريقة لمساعدة أختها.

مما استنتجته ، أن أختها الساذجة قد سببت المتاعب لشخص قريب منها ، لكن من مظهرها ، بدت وكأنها لم تعتذر له بعد.

وفي تلك اللحظة أدركت أيريس أن هذه هي المرة الأولى التي تسألها أختها عن كيفية الاعتذار.

في الماضي ، كلما أخطأت ، كانت أليكسيا تعتذر دائمًا بأدب ، لم يكن الاعتذار نابعًا من القلب وقد كان غير صادق ، لكن من تربطهم بها علاقات سطحية لم يدركوا ذلك ، وحتى الأن ، لم يُسبب هذا النهج أي مشاكل.

لكن إذا كانت تسأل عن كيفية الاعتذار، فهذا يعني أنها كونت صداقة حقيقية مع أحد ، وأن علاقتهما تتجاوز الصداقة السطحية.

أختها قد كونت صداقة حقيقية.

بإدراكها هذا ، غمرت مشاعر الفرح والوحدة والالتزام قلب أيريس.

لكن الحديث عن الأمر مع أليكسيا لن يؤدي إلا إلى ردة فعلها المتمردة ، وهو ما سيؤدي إلى نتائج عكسية ، فكرت أيريس في الأمر طوال الليل ، مرارًا وتكرارًا ، لكنها لم تجد حلًا مناسبًا.

كبدايةً ، فإن أيريس صريحة جدًا في الحديث ، وتفتقر إلى اللباقة الاجتماعية ، على عكس أليكسيا التي لا تحب التواصل والتفاعل المباشر مع الآخرين ، حتى لو اقترحت أيريس شيئًا ، فهي تعلم أن أليكسيا لن تُصغي إليها ، قائلةً شيئًا مثل: "أشعر بقشعريرة من شدة انزعاجي"، وستكون هذه هي النهاية ، ولم يقتصر الأمر على العلاقات فحسب؛ بل كانت هاتان الأختان متعارضتين في كل شيء تقريباً.

لذلك، في النهاية، قررت إيريس الاعتماد على شائعة سمعتها.

***

في يومٍ نادرٍ عندما توفر لدى الأختين وقت فراغ ، دعت أيريس أليكسيا إلى متجرٍ كبيرٍ كان حديث المدينة.

"إيريس، ما هذا المكان؟"

"يُدعى ميتسوغوشي ، ويبدو أنه يحظى بشعبية كبيرة في العاصمة مؤخرًا ، سمعتُ أنهم يبيعون بعض الحلويات اللذيذة"

"حلويات؟ ليس أنني لا أحبها ، ولكن..." بدت أليكسيا غير متحمّسة.

عندما رأت إيريس تعبير وجه أختها، ذعرت.

"لقـ- لقد ، سمعتُ أن الفتيات يُحببن هذه الوجبة الخفيفة الجديدة التي تُسمى الشوكولاتة ، لذا ربما يمكن أن تكون هدية مثالية لشخص آخر!"

حدّقت أليكسيا في أيريس ببرودة.

"علـ- على سبيل المثال ، يمكنكِ إهداؤها لصديق/صديقة مقربة ، قد يُبهجها ذلك"

لم تكن أيريس بارعة في التمثيل ، كانت ابتسامتها مُصطنعة لدرجة أنها بدت فارغة.

"حسنًا ، أعتقد أنني أفهم قصدكِ ، لندخل بسرعة" قالت أليكسيا، وهي تنظر إليها بنظرة استسلام.

"انتظري ، لا يمكننا الدخول بعد ، انظري إلى الطابور"

كان متجر ميتسوغوشي ناجحًا للغاية ، ولذلك كان هناك طابور طويل من الناس ينتظرون الدخول.

"سنُسبّب الكثير من الجلبة إذا إنتظرنا في الطابور"

بعد أن قالت أليكسيا هذا ، اقترب منهم إحدى الموظفات على الفور وكأنّها كانت تنتظر الإشارة.

"الأميرة أيريس والأميرة أليكسيا ، شكرًا لزيارتكما ، أهلًا بكما"

انحنت المرأة ذات الزيّ الأزرق بأدب وقادتهما إلى الداخل ، بنظرة فاحصة ، اتضح أن انتباه الحشد كان منصبًا على الأميرتين.

"فهمت ما قصدته" ، قالت أيريس وهي تومئ برأسها ، وتنهدت أليكسيا لأختها.

قادتهم المرأة ذات الزي الرسمي عبر المتجر المزدحم إلى ركن هادئ نسبيًا ، وأوضحت المرأة ذات الشعر البني الداكن أن هذه منطقة تسوق مخصصة للشخصيات المهمة.

وجدت الأميرتان تصميم المتجر البسيط والأنيق منعشاً ، خاصةً لأنهما اعتادتا على التصاميم والزخارف الفاخرة ، علاوة على ذلك ، كان كل منتج جديد وفريد يُضفي بريقًا على عيني أليكسيا اللتين كانتا تفتقران إلى الحماس في السابق.

ثم ظهرت أمامهما إلف جميلة بشعر أزرق داكن.

"أعتذر لإبقائكما تنتظران ، أنا لونا ، رئيسة شركة ميتسوغوشي ، إليكما أحدث منتجاتنا ، الشوكولاتة"

وُضعت بضعة كرات بنية اللون وصغيرة الحجم في أطباق أمام أيريس ثم أمام أليكسيا على الطاولة.

"هذه شوكولاتة الكمأة ، منتج أطلقناه مؤخرًا في السوق"

"شوكولاتة الكمأة...؟"

"لا يبدو شهياً" علّقت أليكسيا بنبرة هادئة.

"لكـ- لكن... رائحتها زكية" ، قاطعت أيريس ، محاولةً على الفور تدارك الموقف وتعويض ما قالته أختها.

"يمكنكما تجربة تذوقها إذا أردتما" ردت لونا بابتسامة واثقة.

"حسنًا ، شكرًا لكِ"

"إذا أصررتِ"

في اللحظة التي وضعتا فيها شوكولاتة الكمأة في أفواههما، أشرق وجهاهما.

"إن... الطعم لذيذ جدًا ، نكهة غنية ، أشعر أنني أستطيع أكل عشرات منها"

"النكهة المُرّة تُبرز حلاوته ، إن القوام ناعم وغني ورائحته رائعة ، سأشتريها"

لم تشتري أليكسيا فقط ، بل حتى أيريس جميع منتجات الشوكولاتة ، وتم إبلاغهما أن شركة ميتسوغوشي سوف تقوم بتوصيل المنتجات مباشرةً إلى القلعة ، ويبدو أن خدمتهم ممتازة.

"أليكسيا، ألن تطلبي تغليفها كهدية؟"

"لا داعي لذلك"

"حسـ- حسنًا"

بينما كانتا على وشك المغادرة ، نادتهما لونا.

"إذا كان لديكما بعض الوقت ، لم لا تتفقدان منتجاتنا الأخرى؟ أنا متأكدة من أن هناك المزيد من الأشياء التي ستثير إهتمامكما"

"حسنًا..."

لم تكن أيريس تُخطط للبقاء هنا طويلًا ، ولكن بعد تذوق الشوكولاتة ، انتابها الفضول لمعرفة ما يبيعونه أيضًا ، بدت أليكسيا أيضًا مهتمة.

"في هذه الحالة ، سنبقى قليلًا"

"مفهوم"

بكلمة سريعة لموظفيها، قدمت لونا منتجًا تلو الآخر - وليس فقط الحلوى ، لديهم شاي ، ومشروبات كحولية ، وإكسسوارات ، والضروريات اليومية ، وأطعمة فاخرة ومعلبة... كانت جميعها منتجات جديدة وجذابة ، مما لفت انتباههما أكثر ، مما دفعهما إلى إنفاق أكثر مما توقعتا.

ثم وصلتا إلى قطعة قماش صغيرة.

"ما هذا...؟" سألت أليكسيا بفضول ، وهي تتحسس قطعة قماش سوداء صغيرة من الدانتيل.

"إنها ملابس داخلية نسائية"

أجابت لونا مبتسمة.

"ملابس داخلية؟"

"حقًا...؟"

قالت أيريس وأليكسيا، وهما تتفحصان قطعة القماش السوداء على شكل حرف T والمزينة بالدانتيل أبيض.

بالتأكيد ، عند النظر إليه عن كثب ، بدت قطعة القماش وكأنها ملابس داخلية ، لكن القماش كان صغيرًا جدًا ، بهذا الشكل، ستكون المؤخرة مرئية بوضوح ، ناهيك عن وجود مناطق شفافة.

"نسميه جي-سترينغ*" (نستطيع ترجمتها إلى ملابس نسائية داخلية رفيعة)

‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎

( جي-سترينغ : نوع من الملابس الداخلية النسائية شديدة الصغر، تتكوّن من شريط رفيع يمر بين الأرداف مع قطعة صغيرة من القماش في الأمام، وتكشف معظم المؤ***خرة)

‏‏‎ ‏‏‎ ‏‏‎

"جي... جي-سترينغ؟"

ارتجفت أيريس ، هذا النوع من الملابس الداخلية بالكاد يكفي لتغطية الأعضاء التناسلية ، مع أن التصميم جذاب ، إلا أن الغرض كان واضحًا جدًا.

لم أكن لأتخيل وجود هذا النوع من الملابس الداخلية.

"يُقال إن الرجال يُصابون بالجنون عندما يرون نساء يرتدين هذه الملابس الداخلية"

هذا الكلام جعل أليكسيا تتفاعل.

"أيريس..."

"أليكسيا، أيعقل أنكِ...؟"

"أنا... واثقة تمامًا من شكل مؤخرتي"

"هذه ليست المشكلة!!"

ماذا تقول هذه الطفلة المجنونة؟!

"أرجوكِ لا ترتدي هذه! لا ينبغي للأميرة أن ترتدي ملابس فاحشة!"

"أنا واثقة تمامًا من شكل مؤخرتي"

" لقد قلتِ ذلك للتو! ، هذا غير لائق! مستحيل! أنا أمنعكِ!"

"يمكنكِ تجربته إن أردتِ"

منعت أيريس نفسها في اللحظة الأخيرة من أن تصرخ في وجه لونا لتهتم بشؤونها.

"أجل ، سأجربها" ردت أليكسيا.

"بالتأكيد لا!" ردت أيريس.

"أيريس، أنا سأجربها فقط"

"بلى ، صحيح! أعني، أنتِ تهيئين الموقف أساسًا بحيث تضطرين لشرائه! ستتصرفين وكأنكِ مترددة ، ثم ستذهبين وتقومين بالشراء على أي حال ، أنا أعرف كيف تسير الأمور!"

نقرت أليكسيا على لسانها بانفعال ردًا على ذلك.

"صاحبة السمو ، أتمنى ألا يكون هناك أي سوء فهم بشأن منتجنا ، الملابس الداخلية النسائية مخصصة للنساء فقط"

"في الواقع ، أنا أرتدي واحدًا الآن" قالت لونا وهي تستدير.

أدارت لونا ظهرها لهما ، وركز الإثنان على مؤخرتها الجذابة تحت فستانها الأسود الضيق.

"انظرا ، مع أن فستاني ضيق ، إلا أنكما لا تستطيعان رؤية خطوط ملابسي الداخلية"

"معكِ حق"

عند ارتداء الملابس الضيقة ، غالبًا ما تظهر خطوط الملابس الداخلية ، لهذا السبب، لم تُحبّذ الكثيرات ارتداء هذا النوع من الفساتين في الأماكن العامة.

لكن هذا الـ جي سترينغ يحلّ هذه المشكلة ، فلا يمكن لأي شخص رؤية الملابس الداخلية تحت الملابس.

"هل ترتدينها حقًا...؟"

"هل ترغبين في رؤيتها؟" سألت لونا، رافعة تنورتها ببطء ، كاشفةً عن ساقيها ناصعتي البياض.

"لا... لا ، شكرًا!"

"أنا أمزح فقط"

خفضت لونا تنورتها وابتسمت ابتسامةً مغرية.

"إذن هل ترغبان في التجربة؟"

"نعم"

"طالـ- طالما أنّ الأمر يقتصر على رؤية كيف تبدو..."

بعد ذلك، قادت لونا الاثنتين إلى غرفة قياس ملابس واسعة.

راقبت أيريس بتوتر أليكسيا التي بدت سعيدة جدًا بتغيير ملابسها.

رفعت أليكسيا تنورتها إلى خصرها وسحبت سروالها الأبيض للأسفل، تاركة إياه يسقط عند كاحليها قبل أن ترفع إحدى قدميها ثم الأخرى ، وبعد أن علّقته على خطاف مثبت في جدار غرفة القياس ، مدّت الـ جي سترينغ أمامها.

"إنه شبه... شفاف تمامًا..."

قالت أيريس بذهول.

"يبدو أنه يسمح بمرور الهواء" ردت أليكسيا مُستمتعة.

انحنت أليكسيا للأمام ثم أدخلت قدمها اليمنى في السروال الداخلي ، ثم قامت بنفس بالأمر للساق اليسرى.

بعد أن رفعت السروال الداخلي حتى خصرها ، شعرت أليكسيا ببعض الحيرة.

"يبدو غريبًا بعض الشيء..."، علّقت أليكسيا.

وقفت أيريس عاجزة عن الكلام وهي ترى أختها ترفع تنورتها.

"هذا..." بياض غطّى عيني أيريس.

"صاحبة السمو ، لقد ارتديتها بالمقلوب"

"أوه ، هذا ما يُفسر الأمر" ردّت أليكسيا على لونا ، تاركةً أختها المذهولة وشأنها وهي تخلع الملابس الداخلية وتلبسها بالطريقة الصحيحة.

"أوه ، إنه شعورٌ رائع ، إن القماش مريح للغاية"

"نعم ، هذا المنتج مصنوع من مادة جديدة نفخر بها جدًا"

نهضت أليكسيا ، وانحنت، وتمددت وباعدت بين ساقيها لتختبر ملابسها الداخلية الجديدة.

"أيريس ، انظري"

هذا أعاد أيريس إلى رشدها.

"انظري"

رفعت أليكسيا تنورتها لتكشف عن مؤخرة مستديرة تمامًا ، مشدودة، مكشوفة بالكامل تقريبًا.

أشرقت بشرة أليكسيا الفاتحة بجمال تحت الضوء.

حركت أليكسيا خصرها بمرح، وإهتزت مؤخرتها.

"أوقفي هذا التصرف المشين!"

"أرأيتِ؟ لا خطوط ظاهرة للملابس الداخلية" أضافت لونا.

عندما أنزلت أليكسيا تنورتها ، لم يكن هناك أي أثر للملابس الداخلية.

"انظري إلى الأمام أيضًا ، إنها ملابس جميلة جدًا"

رفعت أليكسيا تنورتها مرة أخرى، والتفتت إلى أيريس ، التصميم جميل، لكنه...

"أ... أ... أليكسيا، إنه شفاف تمامًا..."

"إنه ساتر بما فيه الكفاية"

هتفت أيريس ثلاث مرات في نفسها: "ليس كافيًا، ليس كافيًا، ليس كافيًا".

"سآخذ ثلاثة من هذه وجميع الألوان الأخرى"

"شكرًا لكِ على شرائكِ"

"لا يمكنكِ! أنا أمنعكِ تمامًا!!" أفاقت أيريس من غيبوبتها.

"بصفتي أميرة مملكة ميدغار، لا يمكنني الموافقة على سراويل داخلية فاحشة كهذه!!!"

"أيريس...!"

"لاااااااااا لن أسمح ، لن أسمح ، لن أسمح!!"

"لكنها مجرد ملابس داخلية!!"

حدّق الإثنان في بعضهما البعض ، ولونا تكاد ترى البخار يتصاعد من آذانهما.

"حسنًا"

"أليكسيا ، يبدو أنك قد اقتنعتِ"

" أحاول دائمًا الاستماع إلى كلماتكِ يا أيريس ، كما تعلمين ، أنا شخص لا يستمع أبدًا إلى ما لا يهمني ، حتى أنني أتجاهل ما يجب أن أسمعه ، مثل المرة التي أخبرتني فيها أنكِ أحببتِ أسلوب المسايفة خاصتي"

قالت أليكسيا ، كاشفةً عن ملابسها الداخلية وهي تنظر إلى أيريس بجدية.

"أجل، أتذكر"

"سيفي هو تجسيد لشخصيتي الصغيرة ، لهذا السبب أريد أن أُقدّر من يعترف بي ويقبلني كما أنا"

"أليكسيا..."

ارتجفت أيريس من شدة التأثر ، أخيرًا، فهمتها أختها الصغرى.

"إذا قلتِ إنكِ لن تقبلي هذه الملابس الداخلية ، فسأستسلم ، لكنني أريد حقًا حقًا ارتداء هذه الملابس الداخلية ، لكنني لن أفعل ذلك إذا لم ترغبي مني ذلك ، لذا أخبريني: هل أنتِ حقًا ترفضين السماح لي بإرتداء هذه الملابس الداخلية الرفيعة؟"

أمام نظرة أليكسيا التي بدت وكأنها تخترق روحها ، لم تستطع أيريس إلا أن تتردد.

"أنا... لست معارضة للأمر... تمامًا"

"لا تعارضين؟"

"...لا"

"إذن سأشتريهم!"

"شكرًا لكِ على شرائكِ!"

أدركت أيريس أنها خُدعت ، لكنها ابتسمت وتجاهلت الأمر عندما رأت أختها تبتسم بفرح.

♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦

نهاية الفصل 3

¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤

【ترجمة Mugi San 】

¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤

♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦

2025/08/09 · 18 مشاهدة · 11218 كلمة
Mugi-San
نادي الروايات - 2025