الفصل 9 : الإستفادة من الكارثة




" تبا ، كنت مهملا "


خرج لي تشن من المطعم برفقة مو يي ، لينتظر عامل في المطعم ليحضر سيارته من مرأب السيارات ، لكن بمجرد وصول سيارته سمع صوت غريب قادم من السيارة .


" تيت تيت تيت "


" بوم "


قام لي تشن بإحتظان مو يي و إلتفت إلى الخلف و تراجع بإتجاه المطعم ، لكن بمجرد تراجعه بثلاث خطوات إنفجرت السيارة ، لقد ثم دفع لي تشن و مو يي من شدة الإنفجار إلى بضع أمتار ليسقطوا بالقرب من بوابة المطعم .



" ماذا حدث ؟"


" إطلب الشرطة ، و إتصل بالإسعاف ، لقد إنفجرت سيارة في الخارج "


أصبح موقع المطعم يعج بالفوضى من الداخل و الخارج ، كان هناك من إتصل بسيارة الإسعاف ، و هناك من إتصل بالشرطة ، و بالطبع هناك أشخاص قاموا بالتصوير و تسجيل فيديو ، و هناك من ذهب لمساعدة المصابين .



بالقرب من مدخل المطعم ، كان لي تشن يعانق مو يي و هم ملقون على الأرض ، كانت إصابة لي تشن أكثر خطورة ، كان ظهره مغطى بمزيج من الدم و اللحم المحترق ، بالإضافة إلى رائحة اللحم المحترق و الدم المنتشرة في الهواء التي أضاف مشهدا مروعا ، أما مو يي فإصابتها أقل خطورة ، هناك بعض الجروح و بعض الكدمات .


" تشن اير ، تشن اير ، تشن اير ..."


بعد أن إستعادت مو يي رشدها قامت بمنادات لي تشن و الدموع تنزل من عينها المحمرتين ، نظر إليها لي تشن بعيون نصف مغلقة ، لقد شعر بالألم في جميع أنحاء جسده ، لتصبح رؤيته ضبابية رويدا رويدا إلى أن فقد وعيه ببطئ .


" أين أنا ؟ هل هذا حلم ؟ أم أني مت ؟"



فتح لي تشن عينيه ليجد نفسه في فضاء بدون نهاية و هو يسبح فيه ، لينظر جيدا و يتحقق إن كان هذا حلم كأحلامه السابقة ، لكنه لم يجد أي شيء كل ما أمامه هو فضاء بدون جاذبية و كواكب تسبح فيه ، لكن لي تشن لم يشعر بالألم أو الإختناق ، لذلك شك أنه مات ، لكن في هذه اللحظة ، شعر بالألفة كأن أحد يناديه ليتابع سباحته في الفضاء ، لقد شعر أن سرعته تجاوزة سرعة الضوء ، ليتابع تقدمه إلى أن وصل إلى كوكب بضعف 10 مرة من الكواكب المحيطة به ، كان هذا الكوكب أحمر بالكامل ، نظر إليه لي تشن كأنه كوكب مقفر ، بالرغم من ذلك ، لا يزال ينزل عليه كلما إقترب كلما إزداد شعوره و جسده كله يرتعش من الحماس ، أخيرا وصل على سطح الكوكب ، كما إعتقد ، فإن هذا كوكب مقفر ، ليتابع طريقه إلى أن وصل إلى جبل لم يستطع رؤية نهايته ، ليدخل عبر كهف كلما تعمق في الكهف كلما إزداد عمقا و إتساعا ، ليصل في النهاية إلى مركز الجبل و هو أيضا مصدر الشعور ، ليجد مخلوقا عملاقا باللون الأبيض و الأسود ، حيث قدر لي تشن أن طوله حوالي 100 متر ، لكن لي تشن لم يشعر بالخوف منه ، ظل يلاحظ ليجده كائنا يشبه الزواحف ، لكنه يعطي شعور بالهيبة ، و يمتلك جناحين عملاقين لا تشبه أجنحة الطيور ، بل هي تشبه إلى حد ما أجنحة الخفافيش ، لكن على عكسها هذه الأجنحة تعطي شعور بالروعة ، و أيضا يمتلك قرنان في رأسه و جسمه مغطى بالحراشف ، ( هل هذا تنين ؟) برز هذا السؤال في عقل لي تشن .



" كنت أنتظرك ، أخيرا أتيت "


" اه ، هل أستطيع سؤالك ؟"


صدم لي تشن من تحدث التنين ، لكنه سرعان ما إستعاد هدوءه .


" تحدث ، سأخبرك بما أعرف "


" من أنت ؟ و أين أنا ؟ و لما تنظرني ؟"


" أنا جزء من روح ملك التنانين ، و نحن الأن في عالمك الداخلي ، لقد إنتظرت لقاءك منذ ولادتك "


لم يستوعب لي تشن كلام التنين ، لذلك حاول إستفسار أكثر .


" ماذا تقصد ؟"


" أنت أحد أحفاد ملك التنانين ، و مهمتي هي تمرير قوته لك ، هل لديك أي سؤال أخر ؟"



" ماذا حدث لي ؟ و كيف أعود إلى عالمي ؟"


" أنت الأن مجرد وعي ، أما جسدك هو في المستشفى ، تستطيع العودة إلى عالمك بعد أن أقوم بتمرير لك قوة ملك التنانين ، لا تقلق عندما تعود إلى عالمك ستستيقظ كأن ما يحدث هو مجرد حلم "


بدأ لي تشن بالقلق بسماع كلام التنين ، لكن التنين سرعان ما لاحظ خوف لي تشن ليطمإنه .


" كم من الوقت سيستغرق "


" حوالي يوم "


" حسنا متى نبدأ "


" الأن "



أصدر التنين ضوء مشع أبيض ، ليتحول التنين في الاخير الى كرة من الضوء بحجم مصباح ، لينتقل بالقرب من لي تشن و يدخل في بطنه و يختفي ليصدر ضوء التنين من بطن لي تشن و هو ينتشر إلى باقي أنحاء جسده ، لم يشعر لي تشن بأي ألم عندما قام التنين بالدخول عبر بطنه ، كأن التنين مجرد وهم ، لكن سرعان ما شعر بالدفئ و هو ينتشر في جسده ببطء ، ليمر الوقت سريعا من دون أن يدرك ..



بينما لي تشن فاقد الوعي في المستشفى ، ظلت مو يي هي و والدته بجانبه ، في نفس الغرفة لما يقرب اليوم ، أما جده و خاله و زوجته و إبنتيه فعادوا للمنزل لكي يرتاحوا قليلا بعد إطمأنانهم عليه ، لتبقى والدته و مو يي لم يتحدثوا معا كثيرا ، لكن جيانغ تسي لاحظت عناية مو يي بإبنها و قلقها عليه لكنها لم تسألها عن نوع علاقتها بإبنها .


فتح لي تشن عينيه ببطء كانت أمامه والدته و مو يي .


" تشن اير ، هل إستيقظت ؟ هل تشعر بأي شيء ؟ هل أنادي الطبيب ؟"


إرتجفت جيانغ تسي عندما فتح لي تشن عينيه ، لتمسك يديه و إستفسرت عن حالته و القلق على وجهها .


" لا ، أنا بخير ، هل جدي هنا ؟"


" عاد جدك إلى المنزل في الصباح ليرتاح قليلا ، سيأتي بعد ساعة أو ساعتين "



" متى و أنا فاقد الوعي ؟"


" منذ ما يقرب اليوم "


" أمي أنا جائع ، هل تستطيعين إحضار لي بعض الوجبات "


" حسنا ، سأسأل الطبيب أولا "


خرجت جيانغ تسي مسرعة من الغرفة ليبقى مو يي و لي تشن .



" هل أنت بخير ؟"


" أنا بخير ، و أنت ؟"


" أنا بخير ، لم أتعرض إلى أي إصابة خطيرة ، أنا أسفة بسببي .."


تذكرت مو يي الحادثة ، و كيف قام لي تشن بإستعمال جسده كدرع لحمايتها ، لتصبح عينيها حمراوتان و الدموع تغسل وجهها الجميل .


" ماذا تقولين ؟ أنت إمرأتي ، إذا أعدتي هذا الكلام ثانية سوف أعاقبك "


قاطع لي تشن كلام مو يي ، كيف لم يعرف ما تفكر فيه .


" تعاقبني "


أصبحت خدود مو يي حمراء ، بسماع طريقة لي تشن في مخاطبتها ، لكنها لم تمانع لتركز على أخر

كلامه .


" أجل ، سأعاقبك "


" إذا كيف ستعاقبني ؟"


" لن أخبرك "



في هذه اللحظة جاءت والدته .


" لقد أخبرت الطبيب و وافق ، سوف تأتي الممرضة ببعض الطعام لك "


" أنا أسف أمي ، أنا دائما ما أجعلك قلقة "


" ماذا تقول ؟ أنت إبني ، بالطبع سأقلق عليك "


" أمي ، متى يمكنني مغادرة المستشفى ؟"


" لقد سألت الطبيب قبل قليل ، يمكنك أن تغادر بعد ثلاثة أيام "



في هذه اللحظة سارت ممرضة إلى الغرفة و هي تدفع عربة إلى الغرفة ، يوجد على العربة مجموعة من الطعام ، الحساء و سلطة بالخضار و الأرز و بعض الفواكه و بعض الوجبات الخفيفة ، بعد أن قامت الممرضة بإيصال الطعام قامت بمغادرة الغرفة ، لتذهب جيانغ تسي و تساعد إبنها ليتناول الطعام ، بعد أن إستيقظ لي تشن لم تأتي الشرطة لتحقيق معه ، على الرغم من أن السيارة التي انفجرت هي له ، بعد إنتهاء لي تشن من تناول الطعام ، جاء جده جيانغ شو و قام بإطمأنان عليه .



" أنا سأظل مع تشن إير ، تستطيعون أن تغادروا و أن ترتاحوا قليلا "


طلب جيانغ شو من إبنته و مو يي أن يغادروا ليرتاحوا ، لكنهم إستطاعوا أن يفهموا أن جيانغ شو يريد منهم أن يغادروا فقط ، أما السبب لا يهم إذا إعترضوا سوف يأتي بسبب أخر .



" لقد أخبرتك سابقا أن تكون حذرا "


" كنت مهملا ، لم أعتقد أن أحد سيتجرأ على وضع قنبلة في سيارتي و هنا في طوكيو "


" لقد مات عامل من المطعم ، و كنت ستموت أيضا ، و هناك 6 أشخاص مصابين ، و أنت الأن تخبرني أنك كنت مهملا "


" ... "


قام جيانغ شو بتوبيخ لي تشن بسبب إهماله ، دائما ما أخبره أن يكون حذرا ، و أن يكون مستعدا لأسوء إحتمالات .



" هيا تحدث ، ما الذي يشغل بالك "


" أنا لا أستطيع إخبارك الأن ، سأخبرك عندما أتأكد ، كل ما لدي الأن هي فقط إفتراضات "


" إفتراضات . حول ماذا ؟"


" حول سبب تغيير في جسدي "


" لقد أظهرت نتائج الفحوصات ، أنك بخير ، هل تشعر بأي شيء ؟"


" لا ، أنا بخير ، لكن ..."


" هل من ضمن إفتراضاتك ، أن تحولك متعلق بإيقاظ لقوة خارقة "


" لست متأكد ، لكنه التفسير المنطقي الوحيد ، لقد أظهرت النتائج العديد من الحالات المشابهة "



لم يخبر لي تشن جده عن الجزيرة و الأحلام الغريبة و التغييرات التي وقعت له مأخرا ، لكن جده إستطاع أن يلاحظ شيء ما يشغل تفكير لي تشن ، كأنه يخبؤ سرا و لا يريد من أحد أن يعلم به .


" حسنا ، لن أضغط عليك أكثر "


" هل أمسكت بالفاعل ؟"


" لا ، لكن أعتقد أنهم من بقايا عصابة الذئاب "


" أنا أيضا ، أعتقد ذلك "


" المهم ، لا تشغل بالك بهذا الأمر ، سأهتم به "



" حسنا ، هل قدمت التعويضات لضحايا ؟"


" أجل ، لكن بالنسبة للعامل الذي مات ، مهما قدمت من تعويض مالي لعائلته ، لن يعود على قيد الحياة "


" أنا أعرف ، سأذهب لأعتذر بنفسي لعائلته لاحقا ، و أرى إن كان بإمكاني مساعدتهم في أي شيء "


" إفعل ما تريد ، لكن إبتعد عن المشاكل في هذه الفترة "


" هل حدث أي شيء ؟"


" لا ، لكن منظمة الظلام ستقوم بتحرك على الأرجح "


" ... "


" بشأن مو يي ، أنا لن أتدخل في علاقاتك ، لكن إحذر من عمها "


" أجل ، أعرف "



بقي جيانغ شو بجانب لي تشن حتى الليل ، بعدها غادر ، لكن لي تشن لم يستطع النوم فقد تسارعت العديد من الأفكار و الصور بشأن الحادث و موت العامل ، لقد أعاد صور الحادث العديد من المرات ، و في كل مرة يظهر وجه العامل الذي مات ، أخيرا تغلب عليه التعب و الإرهاق ليغلق عينيه و ينام ، لكن بعد نومه لبعض الوقت بدأ ظهره بالألم قليلا ، الذي أدى إلى إستيقاظه ، لكن سرعان ما بدأ دمه بالغليان ليتحول الألم إلى شعور مريح في جميع أنحاء جسده ، كأنه كان يسبح في حوض بالماء الدافئ ، لكن هذا الشعور لم يبقى طويلا ، ليتحول إلى حكة شديدة في ظهره مكان إصابته ، كانت هذه الحكة من الصعب وصفها لكنها مزعجة للغاية .



ضغط لي تشن على الزر بجانب السرير ، لتظهر ممرضة بسرعة في غرفته ، ليخبرها بوضعه ، سرعان ما قامت الممرضة بمد يديها لإزالة الضمادات واحدة تلو الأخرى ، أخيرا الأن كان بإمكان الممرضة من رؤية ظهره لتتعرض لصدمة ، لقد شفيت جميع جراحه حتى جلده التي تعرض إلى الحرق ، كان جافا كأنه تعرض لأشعة الشمس في يوم مشمس و أن جلده سيتغير ، لكن لي تشن قاطع تفكيرها .


" ماذا تفعلين ؟"


" أنا أسفة "


سرعان ما وضعت الممرضة مرهم على ظهره بيديها ، شعر لي تشن بالراحة من أيدي الممرضة الناعمة ، لكنها سرعان ما إنتهت من وضع المرهم في ظهره ليعود إلى رشده ، لكن الحكة أيضا إختفت مع إنتهاء الممرضة من وضع المرهم ، لتقوم بلفه بضمادات جديدة .


----------------------------------------------------------------------


تأليف : mouradilho



2018/09/20 · 383 مشاهدة · 1947 كلمة
MOURADILHO
نادي الروايات - 2024