بالعودة للوراء
" واااو معلمي لقد اشتقت إليك حقا " قالها ذالك الفتى وهو يشاهد ذالك القط الذي يطفوا في الفضاء
المليئ بالأبواب و السلالم ، لقد كان القط ذي عينين يتغير لونهما كل حين و لكن اغلب الوقت تبقى
حمراء و تحيط بجسمه دوائر زرقاء مشعة كأنها أختام و أذنين طويلين قليلا تخرج منهما شعلة زرقاء
ضعيفة لا تكاد ترى و في منتصف صدره يوجد جرح عميق كأنه بوابة مشعة باللون الأحمر
ابتسم ذالك القط بود وهو يرى حماس الطفل أمامه ، ولكنه سرعان ما تغيرت تعابيره و أصبحت
عينيه تقدح شررا في غضب ، و بلمح البصر اختفى وسدد ضربة قوية بكفه الصغيرة الى راس يوشيرو
و رغم انها صغيرة و ناعمة الا انك عندما تلمسها ، ستجد انها كالصخر و أصلب حتى من الحديد نفسه
و نتيجة لذالك فقد اصطدم وجه يوشيرو مع الارض و بدا أنفه بالنزيف بغزارة فقال بنبرة تملئها الشكوى
بعد ان استوعب الامر " ياااه انت يا ايها ال ....... ماذا دهاك الان ، ماهو خطئي هذه المرة ايضا ؟؟؟ !"
فقد سبق و ان عانى يوشيرو من مثل هذا الامر عدة مرات ، و لهذا فقد اعتاد عليه .... و لكن الامر مازال
مفاجئا نوعا ما ، ولهذا انفجر عليه غاضبا
لكن رد عليه ذالك القط بنظرات باردة قاتلة وهو يبتسم ابتسامة مخيفة جدا و يقول
" اووه هل انت غاضب الان ؟؟ ! لم أكن اعلم ان كلماتي ليس لها اي قيمة بالنسبة لك
يا ترى هل نسيت كل ما أخبرتك إياه و حذرتك بشأنه يا صغيري ؟؟؟همممممم "
اقشعر بدن يوشيرو لآخره وهو يرى تلك الابتسامة الشيطانية التي تذكره بأسوأ أيام حياته
و بعد ان استمع الى كلمات معلمه بدا بالتذكر بسرعة و هو يجبر نفسه على عدم نسيان أدنى حرف
او ان مسيرة حياته ستنتهي هنا على يد قط متكلم ......... و في الأخير اتسعت حدقة عينيه
ببطئ مشيرة الى انه نجح في التذكر و مع ازدياد توسع عينيه ، ازداد تصبب العرق البارد أسفل ملابسه
و بدا يدعوا داخله ان يمشي الامر على خير دون إصابات بليغة !!......
المعلم ( زايهو ) " هههه اذن يبدوا انك قد تذكرت اخيرا .... اذن ل - م - ا - ذا قمت بعكس ما أخبرتك إياه هاااا
قلي ؟؟؟ لقد نبهتك مرارا و تكرارا بالا تستخدم قوتك لأنك للتو قد استيقظت ، و ان لا تتسرع بالقيام بالعقود
بشكل طائش !!... كما حذرتك بان اول شيئ عليك القيام هو البحث عن السزوكاريو اذا أردت
تحقيق ما أخبرتك به !! ؟ لذا هل كل هذا الكلام الذي اعدته لك على مدار 10 أشهر لم يستوعبه عقلك الصغير ؟؟؟ !"
في كل كلمة كان يقولها المعلم زايهوا كان يوشيرو يغمض عينيه بحرج و خوف ، وما ان شعر بان المعلم اكمل
كلامه حتى فتحهما ببطئ و تردد و ابتسم ابتسامة متوترة وهو يقول " اووه يا معلمي اللطيف
كل ما في الامر انني تحمست زيادة عن اللزوم و لم أطق الانتظار طويلا ...... فأنت تعرفني جيدا "
أومأ القط بشكل خفيف بينما يحاول كبت غضبه و في الأخير اظهر ابتسامة شيطانية
تتجمد لها النفوس " اذن و بما انني معلمك اللطيف و بكثرة معرفتي بك ، فقد قررت إهدائك
هدية صغيرة بشرط ان تتحمل ما سأقوم به الان "
ازدرد يوشيرو ريقه بصعوبة وهو يتخيل كيف سيكون عذابه الذي ينتظره الان ، ولكنه لا ينكر
انه تحمس قليلا او كثيرا لتلك الهدية الصغيرة التي وعده زايهو بها
فمن المعروف ان ابسط الأشياء لدى معلمه هي أقوى الأشياء خارجا و أكثرها رعبا و دهشة
و عندما رأى زايهوا ذالك ابتسم بخفة و بدا بترديد كلمات غريبة بسرعة
حتى فتح احد تلك الأبواب السوداء القريبة و توهج بلون اصفر ذهبي
فذهب يوشيرو لهناك دون تردد و دخله بدون حتى إلقاء نظرة للوراء ، وما ان دخل حتى أغلق الباب و اختفى
كأنه لم يكن بتاتا ....... و حين نظره الى ذالك ازدادت ابتسامة زايهو توسعا و هو يفكر بعدة أشياء
***********
ما ان دخل للداخل حتى اختفى ذالك الباب ووجد نفسه امام فضاء اسود بالكامل ، و في احدى رقعه
توجد دائرة غريبة مصنوعة من عدة رموز بعدة لغات و تتوهج بلون اصفر ذهبي كما انها تشبه الى حد
ما دائرة استدعاء سحرية
و ما ان رآها حتى تنهد بعمق و هو يتجه اليها بينما يتمتم بصوت خافت بان معاناته قد بدأت مجددا
و لما وصل اليها اخيرا بسط يديه أمامها و ضخ قليلا من قوته داخلها ، فازداد توهجها حتى شمل كامل الفضاء
مغيرا بذالك المكان كله حوله .......!!
و بسبب الضوء الباهر الذي سطع فقد اضطر يوشيرو الى إغلاق عينيه و لم يفتحها الا بعد تأكده
بان الوضع استقر ... ، ولَم يلبث ان فتح عينيه حتى توسعت قليلا و هو يرى المنظر أمامه قد تغير ليتحول ..!! الى
شلالات من الدماء تسري عبر جروح اولائك الزوجين حتى شملت تلك الغرفة التى لم يعرف من أين ظهرت فجاة
رغم انها تشبه الى حد كبير غرفة والديه ، ويمكن القول انها هي ذاتها .....
و لكن ما صدمه لم يكن ذالك المنظر المفجع و إنما الشخص المتسبب في ذالك
و من قد يكون غيرها اخته العزيزة لوسي بينما تحمل ذالك السكين المليئ بدماء والديه و هي تلعقه
و بسمة هائلة على وجهها ، و في لحظة فقط استدارت اليه بسرعة بينما ابتسامتها ازدادت توسعا
و اقتربت منه وهي تقول " اووه اخي العزيز اخيرا اتيت لقد اشتقت إليك كثيرا
و قد كنت انتظرك حتى أبدا الحفلة و أسرتنا مجتمعة و لكنك تأخرت فاضطررنا للبدا قبلك
الا باس بذالك ؟؟؟ و لكن لا تقلق فلقد أعددت مفاجئة لك ايضا ، لذا كن مطيعا و استمع الى كلام اختك الكبرى "
لقد كان يوشيرو حينها مصدوما جدا و لا يستوعب اي شيئ فرغم قوته و ذكاءه الا ان نقطة ضعفه تبقى أسرته
خاصة اخته التوأم فهي امله في الحياة ..... لذا عند رؤية شيئ مثل هذا فمن الطبيعي للمرأة ان يبقى متصنما في مكانه دون
حراك وحتى لدرجة ان يفقد صوابه
و قد بقي على هذه الحال بعقل فارغ لا يستوعب اي شيئ و لا يحس بمحيطه حتى بعدما سحبته لوسي
و أرغمته على الاستلقاء فوق سرير يشبه السرير الطبي ، و قيدته بعدة سلاسل صلبة من يديه و رجليه
لدرجة انه لا يستطيع تحريك اي عضلة ، و فقط بعد الانتهاء بدأت بقول كلمات
و هي تدندنهم على شكل أغنية " الان يا اخي ... هممم سوف نستمتع معا .... و سوف العب معك ...
لطالما انتظرت هذا الْيَوْمَ ... و اخيرا عائلتي ستلعب معي ... انتهيت من ابي و أمي هممم ..
و بقي لي اخي العزيز ... و الان لنبدأ !!!!!" وفي النهاية صرخت بالكلمة الاخيرة بينما تغرس سكينا
حادة بدون إنذار في رجل يوشيرو قرب فخده ، فلم ينتبه يوشيرو و لم يستطع احتمال الالم فصرخ صرخة مدوية
تكررت لعدة دقائق و بعدها ساعات ثم ايّام و الى وقت ما لا نهاية و هو يتلقى مختلف التعذيب على
يد اخته الغالية و التي بدأت بتجريب مختلف الأشياء على جسده ، حتى انها حضرت كل انواع السكاكين بمختلف
أحجامها و اشكالها و لم تبخل عليه بإعطاءه شتى انواع السموم حتى توصله الى حافة الموت ثم في النهاية
تعالجه بطريقة سريعة و عجيبة لا يمكن تصورها .... و استمر هذا الروتين من تعذيب و
اطعام سموم ثم علاج و بعدها نوم و إجباره على اكل أشياء غريبة لا يمكن حتى اعتبارها طعام
لمدة احتسبها يوشيرو أزيد من أسبوعين حتى فقد الشعور بالوقت ، و لكنه ذات يوم و لما كان قد انتهى تعذيبه
وقرر السباحة في عالم الأحلام للهروب من واقعه الكابوس تردد صوت في داخل عقله
وهو يقول " الى متى تخطط ان تبقى هكذا ، مستسلما لا حول و لا قوة لك مثل النكرة
لم أعهدك هكذا أبدا ..... تذل و تعذب على يد شخص لست حتى متأكدا بانه اختك "
حال سماعه لذالك اتسعت عيني يوشيرو هو يتذكر كل ما جرى له من تعذيب خلال هذه الأيام
و بدا بتكرار كلام ذالك الصوت الغريب في عقله
بانه ليس متأكدا بأنها اخته ، و حتى و ان كانت فليس على الامر ان يكون هكذا
يوشيرو
{ هل انا حقا نكرة !! ؟؟ هل انا ضعيف الى هذه الدرجة ؟؟ لدرجة انني خضعت لشخص غريب و أصبحت مثل فار تجارب
هل كل فخري و آمالي ذهبت في مهب الريح ؟هل حقيقة انني انا هو الرايكو قد جعلني مغترا بنفسي }
و بينما هو يتسائل كانت عينيه تسودان مع مرور الوقت و بدأت يديه بالارتعاش
و استمر حاله لعدة دقائق اذا لم تصل الى ساعات .... و بعد كثير من الوقت توقف اخيرا عن الارتعاش
و عادت عينيه الى طبيعتها و لكنها كانت خالية من المشاعر او الحياة كأنها عيون دمية او جثة ما
و فقط بعد هدوء عّم المكان تحرك اخيرا و استقام من السرير دون جهد ، على عكس السابق حيث كانت السلاسل تثبته للوراء
كما انه عندما حاول رفع يديه تحركتا كما لو انه لم يكن شيئ يقيدهما بتاتا ثم نظر الى ساقيه المكبلتين فأشار بإصبعه السبابة
و دون سابق إنذار تحطمت السلاسل محررة إياه ، فنهض دون عناء متوجها الى اقرب مرآة اليه
ربما لكي يتأكد من شكله او من سلامة صحته و لكن لا احد يعرف لما ، و قد كانت صدمة بالنسبة اليه ذالك المنظر
و لكنه لم يظهر أدنى تعبير و لم يرف له جفن حينما رأى حالته المزرية و كأن من يرى ليس نفسه
بل مجرد شخص مشوه مر من جانبه !!!
فقد كان جسمه مشوها بمختلف الندوب و الجروح ، كما ان اثار السكين ما زالت ظاهرة ، بالاضافة
الى بشرته الحليبية التي تحولت الى زرقاء مختلطة مع اخضرار بسبب الكدمات و الجروح المتعفنة
و ما زاد من و ضعه شفقة هو وجهه الشاحب الخالي من الحياة و الهالات السوداء تغطي عيناه
بالاضافة الى شفاهه الممزقة من كثرة العض عليها حتى يكتم صراخه دون جدوى
و خصلات شعره التي ازدادت بياضا عما كانت فيه حتى لا تستطيع التفريق بينها و بين الثلج
اثناء رؤيته لذالك و على خلاف المتوقع فقد ظهرت ابتسامة شيطانية واسعة على ثغره
بينما يتمتم ببعض الكلمات الغير المفهومة و كأنه مجنون ما
و اخيرا بعد ان اكتفى من التامل بحاله ، استدار و خطى مبتعدا عن ذالك المكان م توجها نحو باب أمامه
فخلال فترة تعذيبه قد انتقل الى غرفة اخرى عرف من اللحظة الاولى انها الخاصة بأخته ،
و لما خرج توجه مباشرة نحو غرفته فهذا الفضاء يمكن القول عنه انه طبق الأصل لمنزله و كأنه في منزله بالتحديد
فلايمكنك التفريق بينهما ، و ما ان دلف للداخل حتى توجه مباشرة نحو خزانته منتشلا اول ثوب وقعت عينيه عليه
ارتداه و اكمل مسيره نحو الأسفل متخطيا كل الغرف التي أمامه حتى توقف امام الدرج و نزل منه بخطى ثابته
و هو مثبت بصره على المكان الذي قتل فيه أبويه !!... و ما ان استقرت رجليه على الارض
حتى سمع صوت اخته في غرفة الضيوف وهي تدندن بكلمات غير مفهومة ، فتقدم لها و هو يبتسم باتساع
و لما رأته لوسي فزعت حتى انها كادت ان تسقط لكنها تمالكت نفسها و اجبرت ابتسامة صغيرة عَلى
الظهور في وجهها " اوه اخي الصغير هل تحررت اخيرا ، لم أتوقع ذالك "
قلت ذالك و هي تتراجع الى الوراء خطوة كلما تقدم نحوها يوشيرو بخطوة ....
و في الأخير اصطدمت بالجدار فبدأت بالتعرف بشدة و هي متوترة
فقالت محاولتا تشتيت انتباه يوشيرو " امم ما رأيك اخي ان أعد لك وجبة ما لابد و انك جائع "
و لم تلبث ان اكملت كلامها حتى شعرت بيد يوشيرو و هي تتعمق اكثر داخلها ممسكا براءتها
فقال بصوت مرعب تقشعر له الابدان و النفوس و كأنه حاصد ارواح
" همم معك حق يا اختي فانا جائع جدا ، و لذا بسبب حبك الكبير لي قررت منحك شرف ان تكوني وجبتي "
و لم يكمل كلامه حتى ادخل انيابه عميقا في كتف لوسي ، و لم يكتفي بذالك فقط بل
استمر و قضم قطعة كبيرة من لحم كتفها و كأنه نمر مفترس فبدا بمنعها بفمه
وهو يصدر أصوات مستمتعة ......... و بعد انتهائه عاد مرة اخرى الى قضم قطعة اخرى من لحمها
_____________________________________________
انا اسفة على التأخير يا شباب و ارجوا ان يعجبكم الفصل و لا تنسوا التعليقات و التشجيع اذا اردتم استمرار الرواية و يسعدني معرفة ارائكم
و ألقاكم بعد 15 في الشهر 6 ☺️☺️