تنظر و عينيها متسعتين لأقصاها من شدة دهشتها ، ....... و تلك الدهشة لم تكن سوى إعجاب كبير بما تراه أمامها


فهي منذ ان كانت صغيرة لطالما احبت الذئاب وحلمت بالحديث معهم و جعلهم حيواناتها الأليفة ..


و في هذه اللحظة كادت ان تطير من شدة سعادتها لانه و على مايبدوا ففي هذه الأيام بدأت


أمنياتها و طموحاتها في التحقق واحدة تلو الاخرى ولو كانت مستحيلة !!


و من دون سابق إنذار التمعت عينيها ببريق ساطع وقفزت على الذئب في عناق طويل


بينما هو كاد ان يكمل حديثه ......... اختنقت كلماته وسط حلقه و هو يشاهد بنظرات غبية هذه الطفلة التي تتعلق في عنقه


كأنها جرو صغير للتو قد وجد أمه !! انفجرت جميع الذئاب خلفه بالضحك بدون توقف


كما لو انهم يَرَوْن اطرف نكتة في العالم


فقال احد الذئاب وهو يتلوى في الارض من شدة الضحك " ههههههه وااو هل اقتربت نهاية العالم ام ماذا


ههههه هذا حقا لا يصدق !! وَلَو لم ارى هذا بام عيني لما صدقته ..


فالالفا ( الزعيم ) قد ترك احدا ما يلمسه ههههه "


بينما وافقه ذئب اخر وهو بالكاد يلتقط انفاسه " ههه هل رأيت تعابيره يا أوميغا ههههه، كما لو ان احدا ما قد سكب عليه


ماء باردا هه " ولما سمعه الآخرين زادت حدة ضحكهم وهم لا يستطيعون السيطرة على انفاسهم


و لكن فجاة شيئ ما اخرسهم ، حتى انهم لم يستطيعوا تلفظ نفس واحد !!


لقد كانت تلك العينين اللتان تقدحان شررا وتنذر بعاصفة من الغضب تصوب اليهم


و ما كاد ان يتحدث الألفا مرة اخرى حتى قاطعته تلك الضحكة الملائكية التي انتشر صداها ، وتلك اليد التي كانت تمسد


فروه مما جعله مخدرا غير قادر على الحركة ، و هذا ما صدم الجميع دون استثناء ، فهم لأول مرة


يَرَوْن الألفا الخاص بهم و المعروف بقوته و صرامته بالاضافة الى مزاجه الحاد ، يبدوا مثل هرة صغيرة


سعيدة بمداعبة سيدها لها ......


قاطع ذالك الهدوء صوت لوسي المرح " هيئ هيي سيد ذئب ما اسمك ؟؟ و أين انا ؟؟ و لماذا انا هنا ؟؟


و من أنتم ؟؟و كيف تعيشون هنا ؟؟ ....." و قبل ان تكمل تساؤلاتها التي ليس لها نهاية ، قاطعها ذئب الألفا


بعد ان استعاد رشده قليلا " الا تصمتين يا فتاة ؟؟؟ .... كفاك كلاما ، انا من عليه ان يسئلك هذه الأسئلة


من انت ؟؟و كيف اتيت الى هنا ؟؟ "


وضعت لوسي إصبعها على فمها و كأنها تفكر ، ثم ابتسمت بمرح و قالت " اولا انا اسمي لوسي


كانزاكي دي لوسي .... و انا ايضا لا اعلم كيف اتيت الى هنا ؟؟فما اذكره هو انني كنت مع اخي


أقيم مراسم ......!! و بعد انتهائنا احسست بالم في كتفي ثم غفوت .... هذا ما اعلمه !!"


تسائل الألفا باستغراب " الم في كتفك ؟؟؟؟ "


فاومات لوسي بسرعة و هي تقول " اجل فعند اكمالنا تلك المراسم ظهر وشم في كتفي و من ثم بدا يؤلمني !!!"


بدا الألفا بالتفكير قليلا و فجاة تغيرت تعابيره بصدمة وكأنه لتو اكتشف شيئا صادمة " هااا لا تقل لي !! ؟؟؟؟ ........


همممم هذا معقول فلا احد سواهما يستطيع الدخول الى هنا ( ثم سال بشك ) هل


يمكنك ان تريني إياه ! ؟؟ "


" همم لا باس " ثم رفعت ثيابها من ناحية الكتف حتى توقفت امام الوشم ، عندها فقط ظهرت علامات الصدمة و الفرح


و الاندهاش على جميع الذئاب ... حتى ان بعضهم لم تستطع رجلاه حمله اكثر من ذالك ، فخارت قواه و سقط على


الارض بينما الآخرون تجمدوا في مكانهم من الصدمة ......


كان اول من استعاد رباطة جأشه هو الألفا و بينما يبتلع ريقه بصعوبة قال وهو ينحني بخضوع


" لقد انتظرناك طويلا يا سيدتنا و يا مبعوثة ملك .......!! ؟ "


اندهشت لوسي من التغير المفاجئ الذي طرأ عليهم جميعا في لمح البصر


فعندما كان ينحني الألفا ، كان الجميع قد سبقه في ذالك وهم يحنون رؤوسهم لها ..... و لكن ليس هذا ما فاجئها


فمن المعروف ان أشرس و أعند الكائنات في العالم هي الذئاب ، حيث لا يقبلون بأحد سيدا لهم


و لا ينحنون لأي احد سوى الألفا خاصتهم ، و بما ان لوسي تعشقهم فهي بالطبع قد قرأت هذه المعلومة


لهذا اندهشت بشدة حتى ان عيناها كادتا ان تسقطا على الارض


و لما تحدث معها الألفا استعادت رشدها و حدقت فيه بغباء .......


بعد مدة من الوقت و قد كان السكون هو سيد الموقف ، اخيرا عرفت لوسي عن من يتحدث


و بعدها ابتسمت باشراق " ااه تقصده ..... اجل انا كذالك ، و لكن ماذا قصدت بسيدتكم ؟؟ "


تعجب الألفا قليلا ، ولكنه لم يفكر بالأمر كثيرا بل سارع للإجابة على سؤالها باقصى درجات الاحترام


و التقدير " انت هي سيدتنا المختارة ، فقط لو تعلمين مقدار معاناتنا التي عشناها طوال 4000 الف سنة في انتظارك لتحريرنا


لكي نساعدك على تحقيق و إنهاء مهمتك


المقدرة ، ونحن نُعتبر جزئا من روحك و حراسا لك كما انك تُعتبرين روحنا و حياتنا لهذا


تربطنا علاقة قوية لا يمكنها الانكسار، ونحن كلنا قد وجدنا في هذه الحياة فقط من اجلك انت والملك "


اثناء حديثه كانت لوسي حائرة قليلا ، ولكنها عندما سمعت انهم جزء منها صرخت بسعادة


" حقااا !! هل حقااا ما تقول !! اذن هل يمكنني عناقك "


أراد الألفا قول { وماذا كنت تفعلين الان ، ثم انك لا تحتاجين للإذن }


و لاكنه لا يتجرا على قول ذالك فاكتفى بالإيماء لها و إنزال راسه باحترام


حينها لم تحاول لوسي كبح نفسها اكثر فانقضت عليه بسرعة كاسد لتو وجد فريسته


و لكن المختلف هنا ان لوسي هي التي تبدو الفريسة من صغر حجمها ، فهي لا تكاد تصل حتى الى صدره


و هذا جعل المنظر مضحكا جدا بطريقة ما ......


بقيت لوسي ملتصقة بالالفا طيلة مدتها في ذالك البعد ... ولَم تتركه الا نادرا جدا


و خلال بقائها هناك تعرفت على أفراد القطيع جميعا ، و على غير المتوقع كان عددهم قليلا فهو


لم يتجاوز العشرة وقد انسجمت معهم جميعا حتى انها بدأت تدعوهم باسمائهم


كما انها تعرفت ايضا على قوتها الخاصة و قد كان من بين الأشياء التي تستطيع القيام بها استدعاء تلك الذئاب


او اتخاذ اشكالهم و لكن الصعوبة تكمن في مستوى قوتها الخاصة ..... فهي المتحكمة في من تستطيع


استدعائه ، وقد اخبرها الألفا الذي اكتشفت لاحقا ان اسمه كيرا انها الان بقوتها هذه


لا تقدر حتى على التفكير في الاستدعاء او ان هذا سيشكل خطرا على حياتها ......


فأضعف واحد منهم مستواه على الأقل روح ملك بثلاث نجوم ( اي ملك ابتدائي )


استغربت لوسي من ذالك و لكنها فهمت انها لن تستطيع استدعائهم و خاصة اكيرا


الا اذا كانت قوية جدا ، وهذا أحبطها كثيرا و اغضبها في نفس الوقت


ولما رأى اكيرا حالتها تلك قدم لها عرضا


" همم ما رأيك ان تبقي هنا لإدربك و اعلمك كيف تصبحين أقوى ؟ !!"


و بينما كانت توشك ان تومئ بدوت تردد ، حينها اتسعت عيناها و ادركت شيئا !!


انها بقيت هنا مدة طويلة جدا ، فعلى حسب ظنها فهي قد بقت أسبوعا كاملا في هذا المكان


فأسرعت بالقول بهرع و خوف " يا الاهي علي العودة الان !! كيف نسيت ذالك


لابد ان اسرتي قلقة علي الان ، وخاصة يوشيرو .... يا الاهييييي !!"


عندما سمع اكيرا كلامها ضحك بخفة بينما يقول


" هههه لا داعي للقلق يا سيدتي !! ففي عالمك اظن انه لم تمضي سوى خمس دقائق منذ مغادرتك هههه "


فاندهشت لوسي كثيرا بعد سماعها ذالك " كيف ذالك ؟؟؟؟؟ "


سألته بتعجب ، فأجابها " همممم انه فقط فارق الوقت ، فيوم في عالمك يساوي شهرا هنا ......."


توسعت عينيها بشدة لدرجة انتفاخها و بقيت صامتة لمدة و هي تتطلع في الألفا بصدمة


و في النهاية قفزت عليه بفرح بينما تصرخ بسعادة انها ستبقى شهرا كاملا


فرح اكيرا كثيرا بذالك و بدا بالضحك معها بخفة ، بينما الذئاب الآخرين


كل ما يفعلون هو التسمر في مكانهم بصدمة وهم يَرَوْن التغير الجذري الحاصل لزعيمهم


و لكنهم لا ينكرون انهم سعداء ايضا بمكوث سيدتهم معهم ايضا ......


بعد اللعب و المرح قليلا حينها فقط اصبح الألفا جديا و هو يقول


" حسنا يا سيدتي اظن انه قد لعبت بما فيه الكفاية ، و الان علينا ان نبدأ بالجد ..... فليس أمامنا متسع من الوقت


و علينا استغلال هذا الشهر في تدريبك قدر المستطاع ، لتستطيع على الأقل استدعاء لولي


ولو لمدة عشر ثواني !!.... لذا سنبدأ منذ الان "


نظرت اليه لوسي بتوتر و قليل من الخوف ، ثم اومات له في النهاية


" ولكن اولا قبل هذا اريد منكم التوقف عن مناداتي سيدتي ، فقد أخبرتكم ان اسمي هو لوسي "


و بعد انتهائها نفخت خديها بطفولية و عقدت يديها في صدرها بشكل حازم


توترت الذئاب و ترددت و لكنها في النهاية أطاعت أوامر سيدتها و قالو بصوت موحد


" حاضر لوسي ساما " تنهدت الاخيرة بقلة حيلة و هي تشاهد عنادهم ، ارادت الاحتجاج


و بشدة و لكنها تعرف مقدار صلابة رؤوسهم ، وأنهم لن يستطيعوا مناداتها بشكل طبيعي


فعبست و نظرت الى اكيرا بعيني القطة البريئة ، ولكنه نفى برأسه قليلا وقال


" هيا نذهب لوسي ساما " فزفرت بغضب عند سماعه و ضربت رجلها مع الارض بحركة طفولية


مما جعل الألفا ينفجر ضاحكا و هو يمشي امام باب ابيض تشكل فجاة من العدم


و بينما هو يدخل قال " هيا كفاك غضبا يا لوسي فالباب لن ينتظرك الى الأبد !!"


فاستدارت اليه المعنية بسرعة البرق و وجهها يشع بريقا من السعادة ، بينما ابتسامة عريضة تكاد


تمزقه و أسرعت في الركض اليه ناوية معانقته ، ولما رآها و هي تهرول نحوه بينما تبسط يديها


توسعت عينيه و بدا بالجري بسرعة في ذالك المرج الأخضر الذي توضح بعد دخولها من الباب


بدأت الذئاب المتبقية بالتوجه هي الاخرى نحو الباب و هم يضحكون على حال زعيمهم


و يشكرون الرب انهم ليسو في مكانه


***********


دخل الى الفصل فتفاجئ بوجود ما لم يتوقع مجيئه ...... لقد كان كوتارو !!!! فقد ظن انه على الأقل سيستغرق


أسبوعا لتقبل الامر و لكنه في النهاية ابتسم بفرح وهو ينظر الى صديقه الذي ما ان شاهده


حتى بدا يتصبب عرقا و يحملق بعينيه في اي مكان عدى يوشيرو ، وقد كان من الغريب جدا رؤيته على هذه


الحال فقد كان يشبك أصابعه في رهبة و خوف و يحرك قدميه بعشوائية !!! ولكن هذا فقط زاد من


اتساع بسمة يوشيرو مؤكدا صواب ما بفكر فيه ، ثم أشار لكوتارو بعينيه و إصبعه الى الأعلى قاصدا منه ان يتبعه الى سطح المدرسة


و بعدها غادر دون سماع اجابة من المعني تاركا ذالك القسم في حيرة من امرهم ، والأكثر من


ذالك هو ذالك الفتى الذي بدا يتمتم بكلمات غير مفهومة وهو يعض على شفتيه بقسوة حتى أبيضت و اوشكت على النزيف !!...


و كل هذه الاحداث دارت في حضور جميع القسم ، ولكنهم لم يتجرؤا حتى على التفكير بطرح اي سؤال


فقد كان من الغريب جدا رؤية كوتارو وهو على تلك الحال ، متوترا و خائفا كما لو انه قد ارتكب


جريمة ما ، و ما سبب صدمة للجميع هو ان سبب كل هذا هو يوشيرو صديق طفولته و الذي


يعتبره مثل اخاه فالكل يعرف عمق العلاقة بينهما و إنهما لن يتشاجرا أبدا طيلة مدة معرفتهما ببعضهما البعض ......... كل هذه


الاحداث جعلت كلا من هينامي و رومي في تعجب و حيرة من امرهم


و ما زاد الطين بلة هو غياب لوسي الذي أقلقهم لدرجة الموت !!!


‎*********


متكأ بظهره على ذالك السياج القديم و المتهالك قليلا ، و الذي عند النظر اليه من بعيد


ستظن انه على وشك الانهيار في أية لحظة ..... و لكن تلك الأعمدة التي كانت تثبته بقوة أظهرت عكس ذالك


رافعا راسه الى السماء متأملا زرقتها وصفاءها الذي يناهز جمال عينيه ، حتى انك بالكاد تستطيع


التمييز بينهما !!.... لقد كان شاردا في أفكاره و هو ينتظر بفارغ الصبر مجيئ صديقه


و الذي يعتبره مسانده في هذه الحياة ........


و فجاة قاطع ذالك السكون صوت صرير الباب الحديدي المزعج ، و منه ظهرت هيأة مترددة في الدخول


و لكنها حزمت امرها فخطت خطوة الى الداخل بكل عزم ، و هذا ما زاد إشراق وجه يوشيرو


فهو لم يخطئ الظن في صديقه أبدا ......


بقي كل واحد منهما في مكانه دون حراك !! يوشيرو ينظر الى كوتارو بنظرات حارقة


تخترق الجبال ، بينما الأخير ازداد توتره و ارتباكه منها ..... و اخيرا نطق يوشيرو بصوت آمر


" اقترب " لقد كان حينها كوتا يقف قرب الباب او ملتصقا عليه ... بينما يوشيرو يبعد عنه


بحوالي 5 أمتار ، ولما سمع كوتا ما أومر به تحرك بدون وعي منه و اقترب الى ان تبقت 4 أمتار


و لكن هذا لم يعجب يوشيرو ، فأشار له بإصبعه بالاقتراب مرة اخرى فحصل الامر دون وعي


من كوتا ..... و استمر هذا الامر يخطو كوتا خطوة و يأمره يوشيرو بالاقتراب


و في النهاية بقي متر واحد يفصل بينهم ، حينها قال يوشيرو يضجر


" هممم و اخيرا ، لقد ظننت اننا لن ننتهي الْيَوْمَ !!!" فخفض كوتا راسه اكثر مما هو منخفض الى


ان قارب ذقنه ان يلامس صدره ....... عّم الصمت المكان و بقي يوشيرو يشاهد التغير


الجذري في تصرفات صديقه بنظرات غريبة و عميقة ، وفِي النهاية قال


" ارفع رأسك ........." وما لبث ان اكمل كلامه حتى اقتحم احد ما ذالك المكان الهادئ !!!!


فتح الباب بقوة بينما يضع يديه على ركبتيه و يلهث بسرعة ......


كان يحاول ان يقول كلمات الا ان انفاسه خانته و ابت ان تخرج !! و بعد مرور عدة ثواني


كان فيها الشخصين يحملقان في المقتحم بنظرات غبية و اخيرا التقط انفاسه


فبدا بالقول بسرعة بينما يصنع بيديه حركات غريبة و غبية ؟ !!!...


" انا .... انا أسف لمقاطعتكم و لكن عندما ذهبت للفصل و لم أجدكم سالت الآخرين فأخبروني إنكم


قد ذهبتم الى السطح بالاضافة الى انه لم يكن كوتا بخير لهذا قلقت عليكم و جأت الى هنا راكضا ، ولكن كما تعلمون


فمن الصعب صعود 120 درجة لهذا استغرقت وقتا !!....( و اكمل بصوت غاضب و مشتركي ) من هذا الاخرق او الغبي


الذي فكر في بناء 120 درجة ، هل يريد القيام بتمارين رياضية ام ماذا ؟؟ " حين انتهائه بدا بالهاث ثانية و كأنه قد ركض


الف ميل و هو ينتظر ردة فعل الاثنين ، .... و لكن ما صدمه هو انفجارهما بالضحك في وجهه


فتسائل عن سببه ، " هيئ ماباكما تضحكان ، هل رايتما مهرجا ام ماذا ! ؟؟؟ "


فصمت المعنيان قليلا و بدآ بالنظر الى ريكي بنظرات فاحصة من الأعلى الى الأسفل ......


ثم انفجرا ضحكا مرة اخرى وهما ينظران الى بعضهما الاخر ، وبعد مدة توقفا و قد كانا يسمحان الدموع


الوهمية عن عينيهما و قالا بنفس الوقت " ههه اجل انت هو المهرج ، الم ترى نفسك قبل قليل هههههه؟؟ !!"


فتظاهر ريكي بالغضب و قال بينما هو يمشي باتجاههما " هييي كفاكما سخرية ، وهل تظنان إنكما أحسن مني ؟؟ !"


يوشيرو وهو يحاول كتم ضحكته " ههه و ماذا ترى يا عبقري ههه "


فعقد ريكي يديه بشكل متقاطع و بدا بالنظر الى يوشيرو بنفس النظرات التى قاموا بها


و بعد مرور دقائق انفجر الجميع ضحكا ........ بقيوا على هذه الحال خمس دقائق


و في النهاية تكلم يوشيرو " هههه كفى .... كفى لقد بدأت تؤلمني معدتي من الضحك هههههه "


فاوما له الاثنان و صمتا .... و مرة اخرى عّم الهدوء المكان وهم يتبادلون نظرات ذات مغزى !!


فقاطعه صوت يوشيرو الهادئ بشكل غريب


" اذن يبدوا إنكما قد عرفتما حقيقتكما ......." صمت قليلا و هو يرى عيني صديقيه و أخواه المنكسرة


فتنهد بعمق على حالهم و اكمل " و لابد إنكم قد عرفتم حقيقتي و ماذا تعنون لي ! ؟؟؟ " فاوما له الاثنين على مضض


بينما يقولان بصوت موحد " اجل نحن نعرف يا .........!! كما اننا ايضا راضون بقدرنا المحتم علينا .....!! ؟ "


فابتسم يوشيرو ابتسامة غامضة بينما يقول " ههه هل تظنان إنكما قادران على خداعي هههه


فلاداعي للتمثيل اكثر من هذا !! ؟؟ يمكنكما الإفصاح عن مشاعركم "


عندها نظر المعنيان الى بعضهما بغباء و دهشة ، ولَم تمر سوى ثواني حتى وجدتهما


يصرخان بسعادة و يقفزان و هما مسكان بايدي بعضهما كفتاتين مراهقتين للتو قد قبل اعترافهما ! ؟؟؟


و هذا ما جعل يوشيرو يبتسم بسعادة ايضا لسعادة صديقيه وهو يقول


" هههه لقد عرفت ذالك ، فانتما من المستحيل ان تحزنا على شيئ كهذا ! ؟؟ زيادة ان حلمكم قد تحقق


أليس كذالك ؟؟؟ " فاوما له تزامنا و قالا في ذات الوقت و كأنها توأمين " اجل يال سعادتي


و اخيرا قد أصبحنا ............................!! ؟؟؟ "


***************


يمشي في ذالك الممر مبتسما وهو يشاهد كوتا و ريكي يتشاجران على شيئ لابد انه تافه


بقي يسير دون انتباه حتى اصطدم بشخص فكاد ان يقع الا انه قد وازن نفسه


و فجاة اتسعت عينيهما معا في نفس الوقت ، وبدآ برفع رأسيهما تزامنا ، وحين التقت نظراتهما صعق كلاهما


و لكن اكثر من كانت الصدمة البادية على وجهه هو ذالك الشخص !! ؟ ...... بقوا على تلك الحال لثواني


ثم دون سابق إنذار تغيرت نظرات الشخص الى كره عميق ودفين ، وحامل نفسه على الوقوف


مترنحا بشكل غريب ثم بدا بالمشي متثاقلا ، تاركا خلفه عاصفة من المشاعر و الحيرة تعصف


بذالك القلب و العقل الحائرين ، ............ و اخيرا بعد ان تدارك نفسه التفت بسرعة


يبحث عن ذالك الشخص ، ولكنه للأسف كان قد اختفى !!......


و فجاة أمسك بقلبه بقوة كما لو انه يعتصره ، ثم تمتم بكلمات " انت !!..... هذا غير معقول


لما انت !! ؟؟؟ ......... هياتو " و بعدها أغمي عليه وسط ذالك الممر الفارغ و فوق


الارضيّة الباردة !!!........ اثناء ذالك وبعد مدة من تشاجرهما توقف ريكي و نظر خلفه


يبحث عن شخص معين ، ولكنه ما ان لم يجده " هييي كوتا ، أين ذهب يوشيرو لتو كان هنا ! ؟؟ "


كوتا باستغراب " اجل معك حق ، ربما بقي في الخلف ؟؟، .... هيا نعد اليه فليس من اللائق التقدم


عن ..............! ؟ " وبعدها هما عائدين ، وما ان اقتربا من المكان شيئا فشيئا ، حتى لمحا هياة


شخص ممدد على الارض ، فظهرت ملامح الهلع و الخوف على كليهما ، واسرعا


بخطاهما يتسابقان مع الرياح حتى وصلا اليه ،


حينها شهق كوتا بخوف بينما ريكي تماسك نفسه على الانهيار و حمل يوشيرو بيدين


مرتجفتين ، بينما هو يشعر ان قواه بدأت تخور تدريجيا ، لهذا سارع الى الذهاب به الى عيادة


المدرسة فهي انسب مكان في مثل هذه الحالات ! ؟؟؟ ......



*******************


وسط فضاء غريب كله ابيض و به الكثير من الأبواب و السلالم عند النظر اليها ستجد ان ليس لها نهاية و هناك كان يطفوا ،


ولكنه لم تظهر عليه اي علامات على الخوف او الاستغراب و غيرها


من المشاعر المتوقع ظهورها في مثل هذه الحالات


بل اكتفى فقط بتلك الابتسامة السعيدة ، وهو يتمنى في أعماقه ان ما يفكر في صحيح


و بعد مضي عدة دقائق بدت له كساعات و سنوات ، ظهرت اخيرا تلك الهيئة من العدم كاول مرة و التى لطالما تمنى


رؤيتها منذ ذالك الْيَوْمَ .............


فابتسم باشراق بينما يقفز على تلك الهيئة لمعانقتها ، و هو يصرخ " معلمي "


فبادله ذالك الشخص العناق بحرارة هو ايضا بينما يربت على كتفيه


" هل اشتقت الي هههههه "

*******************


الان سأعرف لولي اذا بقيتم متذكرين فهي الذئبة الأضعف في الوقت الحالي داخل القطيع و التي ستتدرب على استدعائها لوسي


هي في الحقيقة توأمين فلها أخت تشبها تماما تدعى سوهي و لكنها أقوى منها قليلا و هما يشكلان ثنائيا قويا

سيكون لها دور مهم في قتالات المستقبل ، كما انها تعتبر هي وأختها ميوتن ( خادمة ) السيد اي لوسي

ومن الواجب عليهما البقاء بقربها طيلة الوقت

سنكتشف قوتها مستقبلا




( هي الذئبة البيضاء ، اما الاخرى فهي توأمها )


2017/05/27 · 463 مشاهدة · 3141 كلمة
Amina.chaimae
نادي الروايات - 2025