عشاء فاخر، عزف موسيقيين محترفين على الجانب، ومطعم فارغ للطبقة العليا عدانا نحن.
لقد كان هجومًا مضادًا نمطيًا حقًا.
هنالك رجلٌ يضحكُ أمامي. يبدو بسيطًا جدًا وعاديًا. لكن أمي قالت، "الرجلُ العادي مثالي للزواج."
"ليدي والدنبيستون، قلتِ أن هذه مرتكِ الأولى لفعل هذا؟
"أجل. "
" فالحقيقة، أنا كذلك. "
"......"
ضحكت بأدب وأزلت عينيَّ عن ذلك الرجل.
لم يكن مضحكًا البتة. لكنني لا أستطيع فعل شيء. أنا أعلم ذلك جيدًا.
أليس هذا ما يجب أن يكون عليه؟
مقابلة بين منزلين، دون أي مجال للفضول بين الأطراف.
على أية حال، أظن أن سبب تواجده هنا ليس لأنه غير مبالٍ لعائلته.
نحن نعلم جيدًا أننا لسنا منجذبين لبعضنا البعض. الشيء المهم هنا هو الفوائد التي سنجنيها من دمج عائلاتنا.
"إذا تزوجنا، سيتعين علينا مناقشة تقسيم الممتلكات ورأس المال التي سنمتلكها."
الرجال دائمًا يتحدثون عن نفس الشيء وأول ما يذكرونه هو قصص الملكية. على أي حال، لم أتوقع مناقشة هذا الموضوع في أول مقابلة لنا، لكنه أمرٌ لا مفر منه حقًا.
"أنا.."
شفتاي كانتا جافتين، أظن أنني أستطيع سماع قلبي ينبض بجنون، لدرجة أنني أردت كأسًا من الماء لتهدئة أعصابي قليلًا.
عندما استعدت رباطة جأشي وفتحت فمي على إستعدادٍ للدخول في المحادثة، انفتحت أبواب المطعم بقوة.
ماذا؟
استدار كلانا في وقتٍ واحد، موجهين كل إنتباهنا إلى المدخل.
الباب فُتِحَ، لكن لم يدخل أحد.
"مالذي...؟"
سألت وأنا أنظر إلى شريكي ذي الوجه المحتار.
"أنا مرتبكٌ كذلك."
هذا لا يمكن أن يكون حقيقيًا، هذا المكان حُجِزَ مسبقًا فقط لنا، لأجل التوصل إلى إتفاق.
أي نوع من الأشخاص قد يجرؤ على الدخول بينما يكون الدوق والدين موجودًا؟
وأنا متأكدة جدًا من أن هذا المكان كان محميًا جيدًا من قبل حراس موثوقين...
وفجأةً، تدحرجت سجادة حمراء من الباب الى أمام طاولتنا. وفي الوقت نفسه، دخل صف من الفرسان بوتيرة ثابتة، حتى أنه بدا وكأنه استعراض للفرسان في يومٍ وطني.
مهلًا، فرسان الإمبراطور؟
كنت مفاجئة للحظة.
حقيقة أن حاشية الأمبراطور هنا تعني... أنه هنا كذلك.
سموك!
"سموك؟"
تحرك الفرسان بعناية يمنةً وشمالًا على السجادة، ورفعوا جميعًا أقدامهم اليسرى لضرب الأرض.
كما لو كان الصوت إشارة، دخل شخصٌ ببطئٍ من الباب.
أول شيء رأيته كان مقدمة حذاء أسود نظيف لامع. تابعته بأطراف أصابعي حتى وصلت إلى كتفيه، توقفت، خائفةً من النظر للأعلى.
"آيرا والدنبيستون."
عندما سمعت اسمي، تجمدت تمامًا، وعندما انحنى نحوي عموديًا، استطيع رؤية عينيه السوداء تصرخ باسمي.
فتحت فمي دون أن أشعر.
مشهدٌ غامض كان يحدث أمام عيناي.
سموك... لما... لما أنت هنا؟
"هل أنا أحلم؟"
أجل، قد يكون هذا حلمًا. لقد رأيت العديد مثل هذا.
أنا، آيرا والدنبيستون، أحببت الملك روبيلوس حقًا. كان حبًا غير متبادل.
بالطبع، لقد كان... عميقًا جدًا وغير متبادل.
بقيت أتبع الإمبراطور لـ١٢ سنة حتى وصلت السادسة عشرة.
كان حبًا من طرفٍ واحد أعطاني الحياة.
أحببته، تبعته بلا هوادة، لدرجة أنه كان عديم الفائدة إخباري عن الأخطاء التي كنت أرتكبها.
شعرت أنني سأموت إن لم أرى سموه كل يوم. تبعته أين ما ذهب. في مذكراتي كتبت أنني سأكون ولية العهد المستقبلية والإمبراطورة، حلمت به كل يوم.
لكن هذا كان منذ ثلاث سنين...
نظرت للإمبراطور الذي كان ينظر إلي بعينيه المترنحتين.
دون أن أريد ذلك، قرصت خدي بيدي اليمنى.
أوه!
'أنه ليس حلمًا.'
روبيلوس أعطاني إبتسامة. مالذي يريده الإمبراطور؟
قفزت من مقعدي. غير قادرة على إزالته نظره عني، هذا الرجل الوسيم هو إمبراطور إمبراطورية جاهود الحالي وهو ينظر إلي بنظرة أخافتني بشكلٍ لا يوصف.
مالذي يحدث؟
تفحص الإمبراطور وجه الرجل الجالس أمامي بدقة.
"لا أعلم ماذا أقول، لكن... تبدو عاديًا جدًا."
"سموك؟"
فاللحظة التي استوعبت بها الموقف، شريكي قفز من كرسيه وحاول الإنحناء(هي أساسًا الركوع بس حرام..). لكن روبيلوس أمسك بكتفه بيد واحدة وأوقفه.
أستطيع أن أرى الرجل يصرخ بـ"هيوك(مؤثر صوت)"
كدت أن أشهق من المفاجأة، لكنه فقط وضع يده على كتفه. لكن القوة التي أستخدمها كانت كبيرة جدًا لدرجة أنها آذته.
"أنا بخير."
وقفت هناك غير قادرة على الصراخ. شعرت بالأسف قليلًا عليه
"سموك!"
كنت خائفة، لكنني خطوت للإمام بخفة مغطيتًا شريكي بجسدي، مانعتًا إياه من التأذي أكثر. بعدها التقت عينانا.
"آيرا."
الإمبراطور ابتسم لي.
في تلك اللحظة، شعرت أن كل شيءٍ أختفى من حولي.
بدى وسيمًا بهذه الإبتسامة التي لم أرها من قبل. لا، لم أرك تبتسم لي، أنت لم تفعل ذلك أمامي البتة.
آخر مرة وجدتك في الحديقة الصفراء الكبيرة...
"آيرا..."
" سموك."
لا أعلم إن كنت أعرف هذه المشاعر، لكن الإمبراطور ابتسم أكثر. عيناه كانتا مفتوحتان وزوايا فمه توسعت أكثر. شفتاه الورديتان تلمعان...
في وضعٍ كهذا، تنادي باسمي مع إبتسامة رائعة، كان غير مريح وأنا لا أتحمله.
"مالذي تفعلينه هنا، خطيبتي؟"
في تلك اللحظة، عندما تمكنت من فهم كلماته التي خرجت من شفتيه، نسيت كيف اتنفس. سموه قال، "خطيبتي. "
لا... هذا يجب أن يكون حلمًا، لا يهم كم مرة فكرت فيها.
بعدها، بدأت ساقاي ترتجفان، شعرت أن كل شيءٍ يدور وبالرغم من محاولاتي في الحفاظ على هدوئي... اختفيت تمامًا.
حتى في وضعي، فكرت فالتتويج الذي حدث الشهر الماضي.
لا يهم كم مرة فكرت بها، يبدو أن بداية كل هذا كانت فالشهر الماضي.
ذلك اليوم الذي توج به سموه.