توقفت عربة متينة أمام قصر ذي سقف أخضر في نهاية شارع العاصمة.


حالما وصلت فتحت الباب وكنت على وشك الهرب.


'ظننت أنني سأموت!'


حبست تنهيدة الإرتياح، ونظرت للخلف وضحكت مجددًا.


"شكرًا لك دايل لإحضاري هنا."


"سأكون هنا في الرابعة تمامًا في المساء..."


"الأمر بخير."


اغلق دايل باب العربة، وابتسمت له بسذاجة. ألقيت ذلك التعبير حتى مشت العربة وبدأت ترحل بعيدًا.


"أوه، ذلك كان غير مريحًا، شعرت أنني على وشك الموت."


كانت ببساطة لحظة مثيرة للإعجاب.


ومن الغريب أنه من الصعب فتح محادثة مع دايل. ارتجفت فقط بالنظر إليه.


كنت سأرفض طلب سمارا في أي مناسبة أخرى، لكن اليوم يوم مميز لم يكن لدي خيار آخر.


"آه، يالها من مشكلة. "


استدرت ووقفت أمام القصر بينما اهز رأسي.


ورغم هذا الانزعاج، اضطررت إلى المجيء.


وقفت عند الباب بنظرة قاتمة على وجهي، مع الدعوة بيدي.


بعد أن أخذت نفسًا عميقًا، قرعت جرس الباب بقوة.


"هذا شاي بنكهة الخزامى مع نكهة البرتقال."


"شكرًا جزيلًا لك."


"من دواعي سروري."


الدعوة كانت بلا فائدة. كان مجرد زخرفة رأوها فقط في يدي وسمحوا لي بالدخول.


بالرغم من أن كل ذلك كان بسبب كريستوبال، الذي عُرف بكونه أفضل كبير خدم في العاصمة كلها.


كان عليه فقط أن يرى وجهي لبضع لحظات وزينت إبتسامة وجهه عندما فتح الباب لي وهمس باسمي(أو رأى وجهي عدة مرات، لست متأكدة)؟


"مرحبًا بكِ، ليدي والدينبيستون."


"أعتقد أن تنكري لم يكن ذا فائدة في النهاية..."


بكلتا الحالتين....


'ياله من خادمٍ متمكن!'


أخذني للصالون على الفور واحضر لي وجبات خفيفة وشاي.


"هذا لذيذ، ربما يجب أن اطلب المزيد..."


"هل تودين مزيدًا من الشاي، آنستي؟"


'ولكن يالك من مدهش! قمت بقراءة أفكاري!'


كنت على وشك أن أقول أنني أريد مزيدًا من الشاي أتى صوت ناعم خلف ظهرها.


وضعت الكأس على الطاولة بسرعة وقفزت من كرسيّ.


"ماريا! "


"أوه، يا إلهي. ما كل هذا! "


مشت ماريا نحوي بابتسامة واسعة. تأرجح شعرها المجعد في كل خطوة تخطوها.


بدت جميلة في الفستان الأخضر المطرز بتفاصيل ذهبية رقيقة.


"لقد مرت ثلاث سنوات، ولا زلتي كما كنتي. ولا زلتي ترتدين هكذا!"


أعطتني عناقًا ثم تركتني. تفحصت عيناها الخضراء اللامعة وجهي.


لقد مر وقت طويل...


حدثت أشياء كثيرة منذ ثلاث سنوات ومن بينها، قررت أن أختفي لفترة لأصلح قلبي المحطم بعد كارثة حبي الغير متبادل.


قطعت كل علاقاتي. أنا حقًا لم أرد مقابلة أي أحد.


أنا وماريا كنا صديقتين منذ الطفولة، ظهرنا ظهورنا الأول معًا ودعمنا بعضنا البعض في حماقاتنا المراهقة.


لكن الآن، نحن نتواصل مرة أخرى وها أنا ذا.


ابتسمت واشرت نحو ملابسي.


"ماذا عن ملابسي؟ أظن أنها مثالية."


"أنتِ لا تعلمين؟"


نظرت اليّ ماريا بتعبير مشؤوم.


'هاه؟ هيا، أخبريني أنكِ تمزحين! إنه افضل تنكر لدي!'


"لكن حتى الآن لم تحدث أي حوادث."


مدت ماريا شفتيها.


"أنا أؤكد لكِ لم يكن بسبب أن تنكركِ عبقري، بل لأنكِ محظوظة جدًا. المكان خطير جدًا هذه الأيام وأنتِ تتجولين في زي رجل..."


"حقًا؟ أنا...ظننت أن الأمن في دولتنا لم يكن بذلك السوء."


فكرت في كل المرات التي هربت بها. هربت في الليل وعدت في الفجر عشراتٍ من المرات.


لم يحدث لي أي شيء سيء.


لا أعتقد أنني رأيت أحد المارة في حالة سكر أو مجموعة من السفاحين عند مدخل زقاق مظلم.


لذلك فكرت دائمًا،'آه، مركز الشرطة يعمل بجد، يالهم من أناسٍ طيبين.'


لكن ماريا فكرت بشكلٍ مختلف.


"إلا إن تبعكِ شخص وابقاه سرًا، أظن أنكِ محظوظة جدًا."


'من يمكن أن يتجسس عليَّ(يحرسها) ويبقيني آمنة؟ هذا سخيف جدًا!'


ربتت ماريا على خدي برفقٍ، عندما قطبت حواجبي.


"أنتِ فتاة لطيفة."


شعرت بعدم الراحة مع ابتسامتها الناعمة.


"لا يهم إن كان هنالك من يحرسني أو أن حظي لا يقهر. كان من المهم رؤيتكِ."


تحدث بنعومة وما زلت أشعر بعدم الراحة.


ما زالت ابتسامة ماريا قوية. كانت دائمًا كذلك.


أظهرت لي ابتسامة مخادعة عندما جاوبت.


"إن ارتديتي هذا 'التنكر' هذا يعني أن أنكِ معاقبة، صحيح؟ وإلا ما كنتي ستظهرين لي بمظهرٍ سيء. يجب أن نضيف هذا إلى 'سجلات آيرا'."


"لا تقولي! لا زلتِ تتذكرين؟"


"كيف يمكنني أن انسى؟"


'سجلات آيرا'، قامت بيانكا بتسمية كل مصائبي قبل أن تتزوج، جمعت سجلًا طويلًا عن إخفاقاتي وكوارث مواقفي المحرجة التي تورطت فيها، فقط لتمسحها في وجهي.


بالمختصر، إنها سجل لـ'حوادثي'.


كل سجلاتي سلبية حتى الآن.


[أول شخص يغادر القصر

أطول من بقى في القصر.

أطول تخفيض لمصروف الجيب

أصغر شخص يتم حبسه من الحرس الإمبراطوري وتغريمه]

وكذلك المزيد...


قلبت عيناي للحظة ثم إبتسمت لماريا.


"سيكون من العظيم إن لم تذكريه."


"بالطبع، من الجيد رؤيتك مجددًا، مرت فترى طويلة منذ لقائنا الأخير."


"ولهذا السبب قررت المجيئ. "


بالرغم من...أن ذلك لم يكن السبب الوحيد لزيارتي.


حركت الدعوة التي بين يدي.


"إذن، ماريا موريلي أنتِ ستتزوجين. "


"أجل، هذا صحيح. "


"وستتزوجين من تيموثي! "


كدت انفجر بالبكاء.


"أليس ذلك تيموثي الذي اعرفه؟"


"أهاها، أجل! ذلك تيموثي، الذي التقينا به في المنزل الإمبراطوري حول سن الخامسة عشر. لقد جعلتيه يعاني!"


ضحكت ماري لكنني لم استطع.


'تيموثي هورتون!'


'الأبن الوحيد و... أحمق!'


حُكم عليَّ بغرامة من الحرس الملكي بسببه!


"أنا ضد هذا! "


قمت بالصراخ على الفور.


'أنا لن أعطي ماري الجميلة واللطيفة خاصتنا لرجلٍ مثله!'


قبل كل شيء، يجب أن اشرح غضبي من ذلك الأحمق، تيموثي هورتون، لعلاقته السيئة معي.


تيموثي هورتون...


كان الطفل الوحيد لعائلة هورتون، هذا الطفل كان أسوأ نتيجة لتربية سيئة جدًا.


كانت عائلة هورتون في الأصل عائلة متواضعة لا تملك أرضًا، وعاشوا على أرض كونت آخر، كسبوا رزقهم من الألقاب التي حصلوا عليها بمساعدتهم له.


لكن كل شيءٍ تغير منذ أن صاروا أغنياءً على حين غرة من الأعمال التي عملوا بها في البيت الأبيض.


وبعد أن كسبوا المال، انتقلوا إلى العاصمة بفخر، حاذين حذو كل الأرستقراطيين في البلدان الغنية.


حتى الآن، لا توجد مشكلة.


لكن الهورتون كان لديهم أكبر مشاكل الأرستقراطيين.


لديهم نظرة قديمة الطراز تجاه مشاكل المرأة.


أعربوا عن تفضيلهم للأطفال الذكور وشجعوا فكرة أن النساء لا يجدن سوى "تربية الأطفال" و "السكوت".


'تلك العائلة بأكملها هي الأسوء!'


بالطبع إن تورطوا مع شخصٍ آخر لن تكون لدي مشكلة، لكن...عندما يكون شخصًا قريبًا مني، ستكون قصة مختلفة.


كنت حوالي خمسة عشر سنة...كان للقصر تقليد إقامة حفلة النبلاء كل عام مع اقتراب العام الجديد.


كنت سعيدة جدًا ذلك الوقت لأن كرسيِّ كان جانب روبيلوس.


بعد عديدٍ من الكوارث التي فعلتها لأكسب حبه، كنت أكثر نشاطًا واستعدادًا بأن يسير كل شيء بخير هذه المرة.


كان علي أن أبدو جميلة واضطررت أن أجرب عدة فساتين جديدة لأبدو انيقه قدر الإمكان.


بالطبع، تدمرت كل الترتيبات عندما رأيت تيموثي هورتون يعامل والدته بفظاظة.


بالرغم من أننا لم نتشارك الطاولة، كان يجلس في الطاولة التي أمامنا حيث لم تتوقف عيناي عن مطاردته بينما استمر بتصرفه الوقح والمهين.


كانت يجب أن تكون إشارة أنه كان أمامي، كان علي إيقاف ذلك الوغد.

--

المفروض ينزل قبل كم يوم بس.... 😬

2020/10/31 · 693 مشاهدة · 1055 كلمة
Lemon_drops7
نادي الروايات - 2025