لم استطع أن انكر أن حب آيرا الغير متبادل لا يمكن تجاهله.
بدأ منذ أن أخذ ابنته للقصر.
لكن بالطبع... لم يصدق أبدًا أن هذا الحب سيدوم لإثني عشر سنة.
ربما خطأه كان في عدم إيقافها، لكنه لم يأخذه بجدية، كان حبًا صغيرًا. قَبِله معتقدًا أنه بمرور الوقت ستتجاوزه. لكنها تخطت توقعاته.
اعتقد الدوق أنه يجب أن تكون هنالك تجربة عاطفية في حياة المرء على الأقل مرة واحدة، لذلك دعم ابنته المحبة.
ورغم أن جزءًا منه عرف أن السبب الوحيد الذي دفعه لتشجيع ابنته هو ثقته أن ولي العهد لن يبادلها المشاعر أبدًا.
لا يمكن أن ينتهيا معًا. إرتباطهما سيضع الدوق في مرمى البلاط الإمبراطوري، وكان من المحتمل جدًا أن عائلته ستتأذى بسبب حب يبدو بريئًا.
كان ذلك لأنه سيكون هنالك تتويج ومعه حرب قوة. حرب ستنتهي بأتخاذ الناس للجانب الخاطئ.
بغض النظر عما إذا كانت لديك علاقة جيدة مع ولي العهد أم لا، يجب أن تحضر القصر لشرف عائلتك ورفاهية المملكة.
لحسن الحظ، ولي العهد أو الإمبراطور الحالي، لم يكن مهتمًا بالغضب. فالواقع، قام برسم خط واضح.
شهد الدوق الطريقة التي عامل بها روبيلوس ابنته بطريقة لائقة ومؤدبة جدًا في الأوقات التي كان فيها وليًا للعهد فقط. والتي تبين لحسن حظه أنها مفيدة.
وبعد كثير من الرفض، تمكنت ابنته م فتح عينيها وتقبل واقعها، تمامًا كما توقع. تمكنت أخيرًا من الاختيار بنفسها وليش العيش خلف الأخرين.
كان كل شيء هادئًا حتى الآن، هذا ما حاول الدوق تكراره مرارًا وتكرارًا في رأسه، كان من المستحيل أن الإمبراطور شعر بشيء تجاه ابنته في الماضي ورفض قبول أنه شعر بشيءٍ في الحاضر...
ورغم أن ابنتهما غير الناضجة عانت ردّ فعل عنيف بعدما اختبرت حبها الأول غير المتبادل، تمكن والداها، الدوق وزوجته من مساعدتها على المضي قدمًا.
لكن كان هنالك شيء...
ذلك الحب الغير متبادل...
اهتزت عيون الدوق قليلًا بحيرة.
ماذا لو... كان كل ذلك خطةً من الإمبراطور؟ ماذا لو أنه فقط تظاهر برفض مشاعر ابنته؟
هل أخفى نواياه الحقيقية جيدًا والآن أراد الكشف عنها؟
إن كان الأمر كذلك...
"عزيزي، أنت تبدو مريعًا."
الدوق الذي كان مركزًا في أفكاره، نظر لزوجته كأنها استيقظ من حلم.
أمسكها بين ذراعيه برفق، محاولًا أن يطمئنها، مع أن ذلك التصرف البريء أحتاجه أكثر منها.
في كلتا الحالتين يمكن أن يكون مخطئًا، استخلاص استنتاجات متسرعة حول نوايا الإمبراطور… سيكون من الأفضل عدم التفكير بالأمر.
نعم، ربما كانت مجرد أفكار مشوهة في رأسه.
تنهد وابتسم لزوجته.
"كلما كبرت أكثر، كلما قلقت أكثر. لا تقلقي كثيرًا. سأخبركِ حالما افهم مالذي يحدث."
"كل شيء على ما يرام، عزيزي."
اومأت الدوقة ونظرت لزوجها، الذي أدار ظهره وعاد لإفكاره.
****
عدم الذهاب للخارج كان إحدى عقوبات والدتي، بعد هروبي الصغير... عدت ألى ما كنت عليه في صغري، حيث قالت لي "أنتِ لن تخرجي" كان علي أن اطيع دون تذمر. لكن بالطبع، لم اتقيد بهذه القاعدة قط.
أول عقاب اتذكره كان عندما كنت في السابعة. عندما دمرت كل أنواع الزهور الرائعة التي زرعها البستاني بكل فخر.
وعوقبت ايضا لأنني لم انهي واجب الجبر وتسللت الى المطبخ للحصول على كوب من الحليب والكوكيز.
أجل، لم أكن طفلة مثالية جدًا.
على أي حال، هذه العقوبات كانت كابوسي، علمت والدتي أفضل طريقة للتأثير بي، أحبت حريتي كثيرًا.
احب الخروج، والتمشي، والاستمتاع بالحياة!
لكن عندما أُمنع من الخروج، ابتكاري عظيم...
"لا يمكنكِ حبسي!"
هاهاها! إبتسمت ببرود ووضعت يداي على خصري. بينما أقف أمام مرآة طويلة في غرفة الملابس، ارتديت قميصًا فضفاضًا وبنطالًا رجاليًا وقصة شعر قصيرة جدًا.
بالطبع، إنها مجرد شعر مستعار. إبتسمت ونظرت حولي. ضغطت صدري وبطريقة ما حققت المظهر الذي اردته.
اشتريت شعر مستعار قصيير عندنا خرجت آخر مرة. كانت عيني الزرقاء متوهجة ووجهي بدون مستحضرات التجميل أبرز ملامحي الجميلة.
هل أنا لست جميلة؟
إبتسمت بينما نظرت للمرآة.
"انستي، أنا لست متأكدة بشأن هذا، هل تظنين أن هذا سيعمل؟"
وضعت سمارا لي الأحذية وهي قلقة جدًا، إنها شخص مميز جدًا لي.
أمسكت الأحذية وقلت في مزاج جيد
"أوه، لا تقلقي سمارا. إن تم الإمساك بي، فهذا خطأي."
"إن تم الإمساك بكِ ستعاقبين، يمكن أن تسوء كثيرٌ من الأشياء!"
"لقد هرب مراتٍ عديدة من قبل. لا يمكنكِ إيقافي لقد قررت بالفعل، لا تقلقي كثيرًا حسنًا؟"
ارتديت الأحذية وابتسمت، تلك الأحذية كانت التي أهداني إياها إلبين في يوم مولدي واليوم سيكون اليوم التي تطلق فيه.
وبجانب أن هذه الأحذية تمتلك كعب أطول مما توقعت. أنا احببتها كثيرًا كذلك.
ارتديت القبعة وغطيت رأسي.
"ماذا تظنين؟ هل أبدو كرجل؟"
نظرت لي من الأعلى للأسفل للحظة، ثم أجابت.
"أبدًا."
"ماذا؟"
لا يمكنني تصديق ذلك!
أدرت رأسي ونظرت للمرآة.
أنا أبدو كرجل!
على أي حال،هزت سمارا رأسها بحماس بينما نظرت إلي من المرآة.
"أنتِ لا تبدين كرجل. أنتِ كبيرة جدًا لتحاولي تقليد طفل كما كنتي في السابق. في تلك السنوات الثلاث، تغير طولكِ، وصارت ملامحكِ أكثر دقة، وبرز صدركِ... أعتقد أنكِ تعلنين أنكِ امرأة ترتدي ملابس رجال عمدًا. قد تعتقد أنها منحرفة، وأنا أظن ذلك، أنا لا أراكِ كرجل البتة!"
"أوه هيا، منحرفة... "
شعرت أن فكرة سمارا غُرِزَت في جسدي. تعثرت كأنني اصبت بسهم، وصنعت وجهًا باكيًا.
"ماذا أفعل إذًا؟ "
"لا تذهبي..."
"أرفض!"
اشتكت سمارا من نوبة غضبي الصغيرة، وبعدها ارتفعت حواجبها.
"الطريقة الوحيدة للخروج هي أخذ دايل معكِ."
"دايل؟"
امتلكت نظرة مرتعبة على وجهي. دايل غراني كان بستانيًا. البستاني العنيد الذي يمكنه أن يقسم بكرهي.
إنه ليس شخصًا ودودًا جدًا وعلى الرغم من أنني ابنة شخص مهم، إلا أنه يعاملني كطفل مزعج.
اعتقد أنه كرهني منذ أن قطفت زهوره وظل يصرخ عليَّ منذ ذلك الحين.
لم يعجبه الأمر إطلاقًا... إنه رجلٌ مخيف جدًا.
"ما عدا ذلك، لا يمكنكِ الخروج."
لا يمكن أن تكوني جادة...
"أنا لا أستطيع ترككِ تذهبين وحدكِ هكذا، قد يكون الأمر خطيرًا جدًا، و بجانب ذلك، قال دايل أنه سيذهب لشراء بعض البذور. إنه جدير بالثقة، هذا آخر عرض. أنتِ لن تغادري هذا المنزل دون دايل."
عبست وادرت عينيَّ، هذا لا يمكن أن يكون حقيقيًا، هيا لا تكوني هكذا....
نظرت إلى دعوة الزفاف على رف غرفة الملابس. يمكنك رؤية لون الخزامى المجعّد ونمط مألوف يظهر أمام عيني.
ضغطت شفتاي ثم قبضت يداي.
كلا.
يجب أن أذهب اليوم.
"لا بأس. "
اومأت بثقل. سمعتها تصرخ بفرح وبالكاد همهمت الإجابة. لم أعتقد أنه سيقبل.
اعتقد أنها خططت لكل شيءٍ مقدمًا...
"حقًا؟ ستذهبين مع دايل؟"
"لا يمكنني فعل شيء. أنا حقًا يجب أن أخرج اليوم."
شددت كتفي، وبعدها عبست على سمارا مجددًا.
"إذًا... ساعديني! أريد أن أبدو كفتى!"
"يا إلهي."
تنهدت وحدقت بي. قامت بمسحي من الأعلى الأسفل بعينيها، أكثر حدة من ذي قبل.
"حسنًا، فالنغطي صدركِ، ونحظر لكِ ربطة عنق سوداء وقميص، وربما قبعة قد تساعدكِ... بهذه الطريقة يمكننا تغطية ملامحك الأنثوية بدقة أكبر."
"أهذا هو الأمر؟"
ابتسمت، إنه بسيط.
ركضت بحماس لإحضار الملابس التي اخبرتني بها. سأصبح رجلًا!
"أوه، لا أنستي. لا تقومي بصنع الفوضى!"
"ساعديني! أنا مستعجلة!"
صرخت لسمارا التي كانت تركض خلفي وتجمع أكوام الملابس.
حان الوقت لأصبح رجلًا!
--
رحمت البستاني😭😭😭
-وبكذا نكون وصلنا للترجمة الإنجليزية ينيتتينبتبتب