بعدها أتى 'ذلك اليوم' فجأة.

بعد أقل من أسبوع من تتويج الإمبراطور الجديد.

كان صباحًا جيدًا جدًا.

كان والدي يستعد للذهاب للقصر بعد الإفطار، ولأنني نمت طويلًا لم افطر في غرفة الطعام كالعادة، بل في غرفة المعيشة حيث جلست والدتي.

تألفت قائمة الطعام من عصيدة عديمة الطعم، وفواكه موسمية ولبن صنع من حليب البقر المخمر.

سمعت أن الفطور الأول كان به نقانق طازجة، بيض مخفوق، وسلطة.

يبدو أنها غيرت قائمة الطعام لأنني نمت في وقت متأخر. في الأصل، يكره والداي عندما يُظهر النبلاء علامات الكسل.

كانت والدتي تستخدم سكين الورق بشكلٍ رائع لفتح المصاريف. كان تفقد بريدها أحد عاداتها الصباحية.

بقيت أضع العسل على العصيدة بينما أشاهد والدتي. في الأصل كان العسل يوضع في اللبن، لكنني لم استطع فعل شيء.

لا أحب العصيدة. كيف يفترض بك أن تأكل شيئًا بطعم العشب الورقي؟ لكنني لم استطع تركه. والداي لا يحبان أن يُترك الطعام.

الآن بما أنني وضعت كثيرًا من العسل سيكون الأمر بخير، صحيح؟ أخذت ملعقة مليئة بالعسل. كانت تلك اللحظة التي قضمت بها مع تعبير راضي.

فتحت فمها بهدوء، وعينيها مركزة على النشرة التي كانت تقرأها.

"ابنتي، لما لا تذهبين لموعدٍ مدبر؟"

"بوهه-هممم(كان نفسي اكتب كحو عشانها أكثر واقعية بس..)!"

علقت العصيدة التي كنت آكلها في حنجرتي. لكي لا أكون وقحة، غطيت فمي بالمنديل بسرعة، لكنني بقيت اسعل عدة مرات حتى بدأت الدموع تنهمر.

"آه، أه...! ماذا؟"

"لماذا لا تذهبين لموعد مدبر؟ "

"مالذي تهذين به من حيث اللامكان(فجأة)؟!"

حينها صرخت. رمت والدتي صحيفة الباسيفيك تايمز على الطاولة بصوتٍ عالٍ جدًا.

نظرت لصحيفة العاصمة. كان وجه روبيلوس على الصفحة الأولى، وتحته حروف كبيرة.

(فضيحة مباشرة)

هل أخطأ الإمبراطور الجديد في قراءة القسم على النبلاء؟ اقرأوا النصوص الأصلية في هذه المقالة!

هل أخطأت في قراءة القسم، سموك؟

حان الوقت لمد عقلي لمشاهدة الأخبار.

"هذا ليس مفاجئًا البتة."

أدرت رأسي نحو والدتي عندما تحدث بنبرة صارمة.

نشرت والدتي البريد الذي تم فرزه بعناية. كانت مجموعة من الخطابات الملونة والساحرة.

"ما كل هذا؟"

"هذه دعوة الزفاف الذي سيحدث بعد شهرين."

"دعوة زفاف؟"

لما الكثير ؟ التقطت الدعوة وحبست نفسي.

الوريث الشاب للكونت موريلي... إنه اسمٌ مألوف.

بينما كنت انظر للدعوة، تنهدت والداي وشرحت.

"نبلاء العاصمة يتزوجون في عجل. إن أعلن الإمبراطور أنه سيتزوج، بطبيعة الحال، سيُعقد بعد زفاف الإمبراطور بسنة، في تلك الفترة لا يمكن لأي رجل نبيل أن يتزوج ولذلك الزواج سيأخذ وقتًا طويلًا ليحدث(لو أعلن روبيلوس عن زواجه لا أحد يستطيع أن يعقد زفافه إلى بعد سنة من زفاف روبيلوس لهذا يستعجل النبلاء في عقد زفافهم قبل حدوث ذلك)."

سواءً كان زفافًا سياسيًا أو عن حب، يبدو انهم كانوا ينوون عقد زفافهم قبل أن يُمنع الزواج بالكامل.

لكن ما دخل هذا بي؟

ترددت بالنظر لوالدتي.

"لكنني لم افكر بالأمر منذ مدة..."

"أنا لا اجبرك على الزواج آيرا."

ارتشفت والدتي من فنجان الشاي الذي كان أمامها وتنهدت بعد ذلك.

"ودعيني اخبركِ مقدمًا، هنالك كثيرٌ من الطرق الأخرى غير ما ترينه. أنتِ فردٌ من عائلة والدينبيستون. سأفضل أن تتزوجي عن حب. لكن لا يمكنني إلا أن أراكِ لا تفعلين شيئًا هكذا."

رفعت رأسي ونظرت مباشرةً في عينيها وهي تتكلم. كانت عيناها تفيض بالحب والاهتمام.

"أنا لا أطلب منك أن تتزوجي لشرف العائلة. عندما تدخلين السوق، سيهرع الجميع لمحاولة الاستفادة من عائلتنا. عائلتنا لا تزال قوية. ولذلك، استعمليه وستكسبين شيئًا. شخصًا لديه عينان لرؤية الناس(اتوقع أنها تعني أن يعرف نواياهم وهكذا)، من يمكن أن يكون هادفًا، من يفكر بتحقيق أهداف كاملة وحظ سعيد. شخصًا يمكنه دعمك هكذا(بس بقول إني جبت العيد في هذه الجزئية)."

رفعت والدتي شفتيها وابتسمت.

"أعلم أنه كان صعبًا حتى الآن. لكن اعلمي أن والدتكِ قلقة بشأن مستقبلكِ وحياتكِ. "

"أجل..."

اومأت وفقًا لكلمات والدتي.

أنا لا أستطيع فعل شيء. نهضت من مقعدي بكتفاي للأسفل. العصيدة التي لم آكل منها سوى ملعقة واحدة، تجمدت بالكامل.

"سأفكر بالأمر، لذا رجاءً سامحيني لتخطي الفطور."

"الأمر بخير. لكن تذكري أنكِ لا زلتِ معاقبة. يجب أن تقضي يومكِ في غرفتكِ."

"أجل... "

*****

حينما صعدت آيرا السلالم ببطئ، شعرت الدوقة والدينبيستون بظلٍ على كتفها، نظرت للخلف وابتسمت بضعف.

لقد كان زوجها.

مع شاربه الممتد، أعطى الدوق والدينبيستون الدوقة منديلًا كأنها كانت تنتظر.

"لم تقومي بإختياره، لهذا اخترته، أتفهم أنه لا يتطابق(المنديل)."

"هذا خيار عظيم."

إبتسمت وأخذت منديله، طوته بمهارة ووضعته على صدره.

ورغم أنه بدى كحركة يد صغيرة، بدى الوشاح المعلق على صدره مثل زهرة.

"شكرًا لكِ."

قبل الدوق جبهة زوجته بلطف. وقبلته هي بيعنيها مغلقتين، ثم همست بنعومة له.

"أخبرت آيرا أن تذهب بموعد. "

"عمل رائع. ماذا قالت؟"

"ستفكر بالأمر. لكن حتى وإن لم ترد الذهاب، سأرسلها. أظن أنها تحتاج لتغير جديد. أشعر أنني لا أستطيع تركها هكذا بعد الآن... هل ستذهب للقصر الإمبراطوري؟"

لمس الدوق شاربه وأومأ على كلماتها. ضحكت الدوقة مجددًا.

"أعلم أنك ستتقاعد قريبًا، وأن كثيرًا من الناس في القصر يحاولون إيقافك. "

"الأمر ليس هذا. "

"أجل؟"

في نسخة طبق الأصل الدوق، كان للدوق تعبير غريب على وجهه.

"في الواقع... سيدتي، سأخبركِ قريبًا، ولكن قد نضطر بتأجيل التغيير. اخبري العمال بالجدول مرة أخرى."

"ماذا؟ ماذا تقصد؟"

"تم القبض على وريث الكونت والدين المؤقت الليلة الماضية في حالة طارئة. تم اعتقاله بتهمة الرشوة، ويتضح أن عقد صفقة مع النبلاء الشماليين. كان الإمبراطور غاضبًا جدًا. كان شخصية مركزية من الجيل الارستقراطي الجديد ووثق به الإمبراطور منذ أن كان وليًا للعهد. اليوم هنالك إجتماع طارئ. لأننا يجب أن نتخذ تدابير مضادة. "

غطت الدوقة فمها بنظرة متفاجئة وأومأت.

"إذًا ستبقى في المكتب لفترة؟ "

"لست متأكدًا، لم يُقال شيءٌ بعد. تعيينات النبلاء العاملين في الوزارة تأجلت بالكامل. وقد أنشأ مجلس اللوردات بالفعل وزارة جديدة وفقًا لتفضيلاته الشخصية، لكن منذ أن صار الكونت والدين هكذا قد يستغرق فحص الموظفين وقتًا أطول... لا."

عبس الدوق وفكر للحظة.

"وذلك... أنا لا أعلم حقًا سيدتي. "

في الحقيقة كان الدوق مشوشًا جدًا. لأن الأمور التي حدثت كانت مختلفة بالكامل عما توقعوا وخططوا.

تذكر الدوق والدينبيستون عقدًا كان قد ابرمه مع الإمبراطور سابقًا. وعد سري جدًا حتى أنه لا يمكنه إخباره لزوجته ورفيقته الدوقة.

عندما كان وليًا للعهد احتاج للسلطة بشدة، لهذا ابرم عقد ثقة مع الدوق.

ووفقًا للعقد، الآن لم يكن وقت معاقبة الكونت والدين.

من الواضح أنه حان دوره هذه المرة.

الأمور تصبح أسوء.

استمر الدوق بالرجوع للخلف بينما يفكر.

"الإمبراطور كان معي لفترة طويلة، ونوايا الإمبراطور ليست شيئا أجرؤ على فهمه. يجب على الإمبراطور الحالي أن يكيف انطباعًا شرسًا لمنع اعدائه من الوقوف ضده، يجب أن يكون أكثر دهاءً وحرصًا من ذي قبل... أحياناً يضطر للتضحية بأكثر ما يحبه ليبقيه آمنًا."

لا يزال.

ومع ذلك، يجب ألا نفقد الأمل في معرفة ما يجري.

يجب أن أجده واسأله في ماذا يفكر. مالذي يحدث بحق خالق الجحيم ومالذي يخطط له؟

في هذه النقطة...

عيون الدوق التي كانت مفكرة للحظة، لمعت بضوء مؤقت. قبل بضعة أسابيع، كان لحفل التتويج نقطة واحدة أيقظت أعصاب الدوق.

الغضب.

لا تخبرني...

"أهو بسبب ابنتك؟"

ضاقت أعين الدوق.

--

أنا شريرة تعليقاتكم تهبل ورائعة وجميلة ولطيفة بس إني مقصرة معكم انزل فصول بالقطارة حسبي الله😍💔💔💔💔

في وحدة طلبت في التعليقات إني انزل فصلين يوم الخميس بس ما قدرت اترجم عشان كنت مشغولة ولسه ما ترجمت الفصل ١٢ 😍😍😍💔💔💔

أتمنى فهمتوا ولو جملتين حاولت أوضح قد ما اقدر شكرًا على القراءة

2020/10/24 · 504 مشاهدة · 1128 كلمة
Lemon_drops7
نادي الروايات - 2025