"أعتذر، سموك."
تمتم إلبين بصوتٍ متوتر.
"تجرأت على خداعك، لكن سموك، ولائي لأختي قوي جدًا. ما زالت آيرا صغيرة جدًا، وبالكاد اكتشفت العالم."
"أنت مضحك جدًا إلبين."
"سموك، إنها امرأة جيدة، دائمًا ما تهتم بمن تحب، وتعطي حبًا أكثر من المستحق، من فضلك أعد النظر."
"أنت لا تملك فكرة جيدة عني، أليس كذلك؟"
ضغط روبيلوس على شفته السفلى.
"أنت فارسي وصديقي، إلبين... أنت تعلم كيف أشعر تجاه أختك. "
"أعلم سموك، وأنا آسف."
بدأ إلبين بالارتجاف بسبب الطاقة الهائلة التي تنبعث من روبيلوس، شعر كأنما كان يحطمه، ويأخذ نَفَسه بعيدًا.
"أنا غاضبٌ جدًا، لكن ماذا استطيع أن أفعل؟ ما قالته... "
"أعتذر،" همس إلبين مجددًا.
"لا أستطيع إخراج كلماتها من رأسي، هذا مزعجٌ جدًا. أنا حقًا أتمنى لو كانت الأمور مختلفة... "
صمت
تلاشت كلمات روبيلوس في الهواء وإلبين كان لا يزال راكعًا على الأرض، لكن بطريقة ما بدا كل شيءٍ هادئًا جدًا. لهذا قرر أن ينظر للأعلى، لكن عندما كان على وشك فعل ذلك، انفتحت عيناه في صدمة.
سبقه روبيلوس وركع على ركبته واضعًا يده اليسرى على كتفه.
"أريد أن اصحح الأمور. بقيت منتظرًا في الظل لوقتٍ طويل وأنت شقيقها، اريد أن أظهر إحترامي."
أقسم إلبين أنه استطاع رؤية روحه تخرج من جسده.
"سـ-سموه! لا تستطيع الركوع! إن رآك أي أحد!"
وقف إلبين بسرعة.
يركع أمامه؟ ما مدى جنون هذا الإمبراطور؟
"لا تستطيع فعل هذا، أنت الإمبراطور المستقبلي! "
اطلق إلبين صرخة مفاجئة، وحدق به روبيلوس، عيناه القرمزية أصبحت أكثر وضوحًا حتى مع العدسات.
"!.....¡"
إلبين في تلك اللحظة كان صامتًا. كان أحد الأشخاص الذين يعلمون أسرار روبيلوس، بصرف النظر عن أخته.
"أعلم أنه يتطلب الكثير، لكنني توقعت رد فعل مختلف تمامًا."
"أنا آسف،" قال إلبين ببطئ.
عيون روبيلوس الحمراء بدت مرعبة.
"لكن سموك، لا تستطيع فعل ذلك مجددًا "
"كم سيكون من الرائع أن انهي كلامي، إلبين."
"أجل سموك، استمر."
"كل ما اردته أن تعرف أنني أحبها. أنت تعلم أكثر من أي أحد لماذا رفضت اعترافها، أنت تعلم جيدًا لما وجب علي أن ابقى بعيدًا عنها..."
صار وجه إلبين مشوهًا، كان على حق، إنه يعرف السبب.
نظرت عينا روبيلوس له مباشرة.
"أحبها كثيرًا، اللعنة. رجاءً ساعدني في اخبارها."
لم يستطع إلبين النظر له مباشرة، تمكن فقط من التحدث بصوت حزين جدًا:
"لا تستطيع الحصول عليها في كلا الحالتين، إن تخليت عن التاج واخترتها، ستتدمر المملكة. لكن إن اخترت الحكم، فوالدي لن يدعك تتزوجها، سيجد طريقة ليساومها(يزوجها) قبل أن تتمكن من الإمساك بها."
شعر روبيلوس بضيقٍ في صدره.
كره حقًا أنه كان محقًا، لكنه لم يستطع منع نفسه من الشعور بالأنانية.
"إن لم يعارض والدك تتويجي، لكانت الأمور ابسط."
"أعتذر لأن والدي لم يدعمك، سموك."
"إنه ليس خطأك، والدك خصمٌ جدير وحليف قوي، أتفهم موقفه نوعًا ما" تنهد لفترة قصيرة "أنا فقط أتمنى لو لم ادفعها بعيدًا هكذا، طوال الوقت أردت أن أخبرها عن مشاعري... ولكن كان هنالك دائمًا شخص خلفها يحاول ايذائها لينال مني!"
عبر روبيلوس عن انزعاجه وهو مغمض العينين بصوت ناعم ورقيق.
لكن بعدها بدأ بالضحك.
"هل أخبرك بسرٍ صغير إلبين؟"
مع ابتسامة على شفتيه بدأ بتذكر صورة آيرا في رأسه، عيونها، خداها المتوردان، وفستانها الجميل الذي ارتدته لحضور التتويج، سحره كل شيءٍ عنها...
"أن أكون أميرًا ليس كافيًا، احتجت للقوة، كانت تلك الطريقة الوحيدة التي احمي بها ما أريده... ومع محاولة معارضيَّ بوضع شخص آخر على العرش، لم أكن لأجازف بإظهار مشاعري."
"سموك، هل أنت...؟"
"السلطة مقابل الأمن. بصفتي الإمبراطور، يمكنني إنشاء وزارة جديدة، وأبدأ من الصفر(اتوقع أنه سيقوم بتصفيه للنبلاء المعارضين🤷🏻♀️). وأحظى بدعم الشعب وأعتزم تنفيذ قوانين عادلة ومتساوية."
"تبدو متحمسًا جدًا سموك."
نظر روبيلوس للأسفل للحظة، تنهد وابتسم بصعوبة.
"كيف يمكنني ارجاعها؟ "
* * * * *
ذهبت إلى القاعة الرئيسية.
اخذت اقل من ١٠ دقائق للوصول لقاعة المأدبة من الغابة الذهبية العظيمة، والفارس إمبراطوري، الذي بدا أنه هنا بناءً على طلب أخي، رافقني إلى المكان المحدد.
كنت مُحرجة نوعًا ما. ماذا سيحدث إن رآني أحدٌ أعود للقصر الرئيسي هكذا؟
كان هنالك العديد من سوء الفهم
"آيرا!"
كنت جالسة على الكرسي عندما ناداني أحدٌ ما على عجلة وأتى إلي.
كانت ليني التي كانت تركض نحوي بأناقة وسيشكك العديد من الحاضرين في ذلك.
"أين كنتي؟! هل ظننتي حقًا أنكِ ستفوتين التتويج؟ هل تعلمين كم كنت قلقة؟ والدتكِ وبيانكا يبحثان عنكِ في كل مكان!"
فتحت ليني عينيها ومدت يديها في الهواء مظهرتًا لي كم كانت غاضبةً مني، ناهيك عن النظرة التي ارتني إياها عندما هدأت.
"هل يمكنكِ إخباري أين كنتي؟ لماذا تركتي جانبي؟ كان من المفترض أن نذهب معًا! متى ضعتي؟!"
ربما ما زالت لم تهدأ بالكامل...
ترددت للحظة في إخبارها بالحقيقة، لكنني في النهاية تمتمت:
"ذهبت إلى الغابة الذهبية العظيمة لتصفية ذهني."
"مالذي..." "هذا مكانٌ يملكه الملك! لا يمكنك دخول ذلك المكان، حتى يسمح لكِ أحد أفراد العائلة المالكة، هل أنتِ مجنونة؟"
"في الواقع أنا..."
"أخبريني أنه لم يركِ أحدٌ آيرا."
نظرت للأرض للحظة، كان من الواضح أن أحدًا قد رآني، كان من السهل لي أن ادخلها دون أذن لأنني كنت "خطيبة صاحب السمو الملكي". لكنني لم أعد كذلك بعد الآن وارتكبت خطأً فادحًا وما زلت لا أعلم كيف خرجت حية.
"قابلت روبيلوس... "
توقعت بعض الصراخ من ليني، لكن بدلًا من ذلك شعرت بذراعيها تلتف نحوي لتريحني.
"هل كان الأمر سيئًا جدًا؟"
"لقد كان... مختلفًا."
"أوه عزيزتي، أعلم ما تعنيه تلك الغابة لكِ وأنا آسفة لأن الأمور ليست كما اردتيها أن تكون، إنه يوم مولدكِ وأنتِ تقضينه في تتويج ذلك الرجل. لكن يجب أن تكوني أكثر حذرًا، هل تعرفين ما مدى خطورة جذور تلك الأشجار؟ "
"الجذور؟"
عن ماذا تتحدثين؟*
"هل تذكرين ابنة عمتي(عمي/خالتي/خالي)؟ تلك الفتاة السخيفة ذهبت الغابة العظيمة دون إذن أو مرافقة، تعثرت في أحد تلك الجذور وكسرت ساقها. ماذا إن حدث لكِ شيءٌ من هذا القبيل؟"
"أنا... أنا لم افكر بذلك."
"آيرا، الغابة العظيمة خاصة لسببٍ واحد، أنها تعطي النشاط للعائلة المالكة، إنها كنوعٍ من مصادر الطاقة. أعلم أنكِ متصلة بذلك المكان، لكن يجب عليكِ أن تكوني حذرة جدًا، حسنًا؟"
"أجل، وأنا آسفة حقًا. "
"أوه عزيزتي، أنا فقط صديقتكِ المقربة، أنا لست الشخص الذي من المفترض أن تعتذري له... "
كنت على وشك الرد، لكن قبل أن أفعل، سمعت صوت المرأة الوحيدة التي تستطيع أن تحبسني في غرفتي وترمي المفتاح من النافذة.
"آيرا والدينبيستون!"
--