"كنت أبحث عنك..."


هاه؟


"ذلك الصوت يبدو مألوفًا..."


أدرت رأسي للجانب، لأن جسد روبيلوس غطى رؤيتي، لكنه أخذ بضع خطواتٍ للخلف لذا لم استطع رؤية الشخص أمامي.


"سموك، جميع من في القصر قلقون عليك. اختفيت دون أثرٍ بعد الإفطار، الجميع يبحث عنك."


هذا صوت أخي!


شعرت بالضغط في صدري، إنه كان أخي... لكن ياله من وضع مخجل، أخته والإمبراطور المستقبلي لهذه الدولة معًا لوحدهما.


لا شيء من هذا صحيح(الذي سيفكر به إلبين إن رأهما هكذا)!


لكن ياله من عار.


اختلست النظر ببطئ حتى استطعت رؤية أخي بالكامل.


"آيرا..."


بدا إلبين رائعًا في هذه المناسبة، شد شعره جيدًا للخلف، مظهرًا جبهته لا شعره العادي. ارتدى زيًا عسكريًا مبرزًا كل ميدالياته، وسيفه يتوهج على يساره.


لكن هنالك شيءٌ لفت انتباهي قبل أن أشعر بعينيه تغمس ببرودة فيَّ...


كانت هنالك شارة برزت بين الأخريات، كانت شارة لا تعطى سوى لفرسان الإمبراطور، منذ متى أصبح فارسًا للإمبراطور؟


قضينا معظم وقتنا معًا، ونحن نعيش في في نفس المنزل كذلك، لكنني لم اسمعك تذكر هذا من قبل، هل يعلم والدنا عن هذه؟ لما لم تخبرني؟ مالذي يحدث؟


"أردت أن اتنزه قليلًا قبل التتويج، قابلت ليدي والدينبيستون بالصدفة، أنا فقط اشرح لها طريق العودة."


تلك كانت كذبة بالتأكيد... وأنا اقدر ذلك.


لكنني لم استطع إلا أن اتفاجئ من ردة فعل إلبين، الذي بدى أنه فقد كل الوان بشرته.


"هل أنت... خائف(لا أعلم من المتحدث أو إن كانت الجملة مؤنث أم مذكر أعتذر..)؟"


حتى أنه... أخذ بضع خطواتٍ للخلف.


"ارجوا أن حضور أختي لم يزعج سموك، اعتذر عن سلوكها، سأرشدها بنفسي لطريق العودة..."


"أخي..."


مد إلبين يده إلي.


نظرت لروبيلوس الذي ابتسم.


"حضور ليدي والدينبيستون لا يزعجني البتة، لكنني أظن أنه قد حان وقت عودتكِ لوالدتك، لابد أنها تبحث عنكِ."


"أه... أجل." تمكنت من التمتمة.


أردت بشدة أن اهرب منه واذهب لذراعي أخي الحامية، لكن قبل أن اتمكن من فعل ذلك، كان علي تتبع خطواتي.


"سموك..."


توقف روبيلوس عن النظر لإلبين ونظر إلي.


"آيرا،" همس بحلاوة.


ما زلت لا أفهم عدة أشياء، لكنني شعرت أنه يجب أن اقولها، أنا لا أريد أن اسبب سوء تفاهم، ليس بعد إقتحام ملكية خاصة...


ترددت للحظة، لكن بعدها ثبت قبضتي.


"ليس عليك القلق بعد الآن سموك."


"إيه... ؟"


للحظة رأيت عيون روبيلوس المحتارة.


ربما لأنني لم اختر الكلمات الصحيحة؟


هل يجب أن أكون أكثر وضوحًا؟


مسحت شفتاي بلساني وبدأت اتحدث بسرعة.


"لا تقلق سموك، لم أعد أحبك بعد الآن. حافظت على مساحتي طوال تلك السنين وسأستمر على هذا النحو. لهذا استطيع أن اقسم أنني سأحفظ سرك، لن أخبر أحدًا أبدًا."


صمت.


أنا حقًا لم اتوقع رد فعل مبالغ، لكن ما اتى بعده تركني باردة.


"أظن أن ليدي والدينبيستون يجب أن ترحل الآن، أتمنى أن تعود للقصر بأمان... "


نبرته كانت باردة وهكذا تذكرها. حتى لاحظت كيف تهتز جوانب فمه.


رمشت مرتين وادرت ظهري نحوه.


في كل خطوة خطوتها شعرت بالحرية والراحة وبطريقة ما إخراج مشاعري والتعبير عنها كان مكافأة.


كأن وزنًا ازيح عن كتفاي...


"أخي..."


"اتبعي هذا الطريق آيرا، سيأخذك للقصر الإمبراطوري، سأراك هناك."


هاه؟ لم لا يأتي معي؟


كنت على وشك الرد، لكن النظرة التي أعطاني إياها كانت مخيفة، لهذا قررت لأجل عيش حياة طويلة في هذا العالم، سيكون من الأفضل أن ارحل بهدوء.


تبعت الطريق الذي ارشدني له أخي دون النظر للوراء، وعندما أوشكت على ترك كل افعالي كطفلة، سمعت صوتًا خلفي.


"هل كان ذلك صراخًا؟"


* * * * *


حالما اختفت آيرا عن أنظارهما، صورة روبيلوس الودودة أصبحت شيطانًا.


على الأقل هذا ما رآه إلبين...


"لم يكن هنالك داعٍ من إدعائك بعدم معرفتي سموك."


"هدوء، إلبين،" أخرج صوتًا منزعجًا. "أريد تفسيرًا."


تنفس إلبين بعمق، طوال سنواته في الخدمة، لم يخف أبدًا في حضور الإمبراطور المستقبلي.


كيف تمكنت أخته من الوقوع بحب شخصٍ مثله؟


"آيرا لا تعلم أن الهدية منك."


"لماذا؟!"


"لأنني... لم أخبرها، سموك."


حبس إلبين نفسه.


ما اتى بعد ذلك كن أكثر إخافة من صورة روبيلوس اللطيف والمحب لأخته، لأن الهالة الصارخة المنبعثة من الإمبراطور المستقبلي تركته متجمدًا.


إلبين والدينبيستون.


لا يعرف سوى التدريب والسيف.


على عكس والده، لم ينحاز لأي حزب سياسي، لم يتورط في مواضع ستحدث له المشاكل، دائمًا في الخلف.


كان مخلصًا، ذلك النوع من الرجال الذي سيضحي بحياته في سبيل بلاده، لكن في نفس الوقت، مخلصًا لعائلته. كان قلبه يتحطم في كل مرة يرى أخته الصغرى تتألم تجاه رجلٍ لم يلقِ لها بالًا.


لذا عندما اكتشف أن روبيلوس أحبها في الحقيقة، كل غضبه تحرر. قرر أن يلقنه درسًا صغيرًا، ويوم مولد آيرا كان مثاليًا.


لكنه نسي تفصيلًا صغيرًا...


أن روبيلوس لم يكن أي شخص...


"سأقتلك..."

--

2020/10/18 · 637 مشاهدة · 713 كلمة
Lemon_drops7
نادي الروايات - 2025