بقت عينا روبيلوس تنظر إلي.
لماذا تبتسم هكذا؟
أنا لا أفهم!
"تعلمين ما اقصده، آيرا؟"
لا، لا أعلم.
رمشت مرة أخرى. أمال رأسه لليسار بينما ينظر لعينيَّ.
"أنا لست متأكدة مما تعنيه... " همست.
"سري."
أوه.
فُتِحَت عيناي.
سر روبيلوس...
كان هنالك وقتٌ شعرت فيه أنني مميزة لمعرفة ذلك.
نظرت لسواري، السر الذي لم أخبر به أحدًا منذ أن التقيته عندما كنت في الرابعة.
لماذا تجعلني أتذكره؟
قد يكون سره سخيفًا لكراهية الكثير، لكنه كان خطيرًا للعائلة المالكة.
وكانوا سيسفكون الدماء لإخفاءه.
عينا روبيلوس البنفسجية الجميلة... لم يكن لونها حقيقيًا.
عندما كان صغيرًا تم صنع عدسات قادرة على حجب لونها الحقيقي. لأنه إن رأى أحدٌ اللون الأحمر في عينيه لن يستطيع التحمل.
حمراء كالدماء.
اختنقت، أردت أن أقول شيئًا، لكنني حقًا لم استطع.
لم أره منذ وقتٍ طويل وقد تكون هذه آخر مرة أراه فيها.
حسنًا ربما... سأراه مجددًا عندما يقرر أن يتزوج...
والمرأة التي ستمشي معه في الممر ستعلم سره أيضًا، وستكون قريبةً منه وستحقق بجانبه كل ما حلمت به.
"إذا، هل فهمتي؟"
قال روبيلوس بينما يمد يده إلي مع إبتسامة على شفتيه.
نظرت إليه بحيرة بينما عقلي يفرز المعلومات.
لماذا تقوم بمد يدك؟ هل ترديني أن امسك بيدك؟
ماذا تريد؟
نظرت إلى يده مرة أخرى ورمشت بإحراج.
روبيلوس نظر إلي وابتسم.
هل هذه مزحة؟ هل تسخر مني؟
النجدة!
"الآن أنتِ تعلمين ما يعنيه السوار(ملاحظة: الروبيليت لونه أحمر)، آيرا."
أنا لا أعرف شيئًا!
هل يمكن أنني حمقاء؟
"أنا... لا أفهم ما تعنيه." انخفضت نبرة صوتي كلما تحدثت.
هل تريد سواري؟
لكن هذا السوار أعطاني إياه أخي!
لماذا قد تريد سواري؟
بثروتك تستطيع شراء عشرة من هذه!
بعدها، كأن روبيلوس فهم حيرتي، توقف عن الإبتسام. أشعر أنني اهنته بطريقة ما.
"آيرا؟" تمتم اسمي بلطف.
لا أريد أن ازعجه.
أنا حقًا اعطيها كل ما لدي(تقصد إنها فكرت فيها كثير)، لكنني لم أفهم شيئًا.
"أ-أنا لا أعلم..."
حينها صار تعبير روبيلوس كئيبًا.
رمش للحظة، كأنه لم يستطع الفهم، وقال:
"ألم تفهمي؟"
ترددت في الإجابة للحظة، لكن في النهاية كنت صريحة.
"الجوهرة في السوار هي الروبيليت."
"أجل، هذا صحيح. "
"أعلم أن لون عينيك مثل لون الروبيليت."
"أجل، إنه كذلك."
"لكن هذا السوار أعطاني إياه أخي..."
"أجل، أنا مَن... أخـ... ـيكِ؟"
حينها عبس روبيلوس. كان تعبيره مخيفًا جدًا لدرجة أنني لم استطع النظر إليه مباشرة.
لم أعلم أين أنظر...
ياللرعب!
"هذا السوار هدية أخي ليوم مولدي، أ-أنا... كيف يرتبط هذا السوار بسموه(تكلمه بصيغة غائب إحترامًا له)؟"
"...."
"هل تعرف إلبين؟ أخي... التقيته في المراسم، صحيح؟"
صار وجه روبيلوس أكثر رعبًا حين أنهيت كلامي.
يا إلهي! أريد أن أعيش!
"أخوكِ... "
ابقيت رأسي منخفضًا ورمشت بسرعة.
كنت محرجة جدًا.
إن علمت أن هذا سيحدث، لما كنت سآتي لهذا المكان.
"أنا آسفة..." تمتمت.
شعرت أنه يجدر بي الإعتذار، لا أعلم لماذا، لكنني اعتذرت.
ربما لم أرده أن يغضب...
لكن فجأة تشوشت عيناي.
لا! توقفي!
لا أريد البكاء، لكنني خائفة جدًا.
لا، لا تبكِ، رجاءً...
"أعتذر، لم اقصد أن أثير استياءك سموك."
في نهاية إعتذاري، ارتجف صوتي والدموع تدفقت على وجنتاي.
"آيرا، لا يجب عليك الإعتذار، لما قد أكون غاضبًا؟"
هززت كتفي وشهقت.
أردت الخروج من هنا في أقرب وقت، لم ارده أن يراني أبكي.
لكن قبل أن استطيع الجري، سمعته ينادي اسمي.
"آيرا..."
استطيع أن أشعر بأصابعه تداعب ذقني وترتفع حتى تصل لعيناي. عيناي ما زالتا مشوشتين، لهذا ظننت أنني مخطئة في البداية.
كيف يمكن لإمبراطور هذه الدولة أن ينظر لي هكذا؟
مهلًا لحظة، سموه على ركبته، صحيح؟
في أي لحظة إنتهى بي الأمر على الأرض؟!
فتحت عيناي على حين غرة وانهمرت الدموع على الأرض.
بالنظر لي، كنت على ركبة واحدة.
أوه يا إلهي، الإمبراطور يجب أن لا يفعل هذا أبدًا، الأداب لا تسمح، لأجلكِ... أنتِ؟ هذا لا يمكن أن يكون حقيقيًا...
أخذ روبيلوس يديَّ في خاصته.
"أعتذر،" قل بصوتٍ مليئٍ بالندم. "لا تبكِ رجاءً، أنا لست غاضبًا منكِ."
أظن أنني سأجن.
إنه يتوسل كذلك.
إن رآنا أي أحد، لن يصدق ما يراه أبدًا!
رمشت، ولم أفهم ما يجري أمامي.
كان هذا غير حقيقيًا حقًا.
"أيها الأمير روبيلوس."
كنت على وشك التحدث، لكن سبقني أحدهم.
أدرت رأسي للصوت الذي سمعته.
لكن روبيلوس أخذني في ذراعيه، ورفعني عن الأرض واقفًا أمامي، كأنه يحاول حمايتي.
"من هناك؟"
--