"واو، لا زلتي هنا!"


كانت فرحتي نابعة عن شجرة صنوبر كبيرة، حيث كنت آخذ قيلولة عندما أريد الهرب من العالم.


فمررتُ بيدي على السطح كما لو انني أحيي صديقًا قديمًا وأعتذر عن عدم زيارتي له لفترة طويلة.


في شجرة الصنوبر هذه، قررت آيرا ذات ١٣ عامًا أنه سيكون من المثالي نحت الحروف الأولى لمن كان حب حياتها.


"آ+ر"


محبوسٌ في القلب...


"ياله من عار..."


كيف ظننت أن هذه فكرة جيدة؟


"حسنًا، على أي حال، من الجيد رؤيتكِ مجددًا صديقتي القديمة. هل اشتقتِ ألي؟"


داعبت الشجرة مرة أخرى.


تنهدت وجلست على العشب، وظهري على الساق.


من الجيد العودة، لملجأي الصغير.


ابتسمت وفكرت في نفسي، عندما أكون سعيدة أو حزينة آتي لهذا المكان، لأنني كنت أعيش في غرفة ملكية طيلة ١٢ سنة وكنت أشعر بالتعب من الكمال طوال الوقت.


اغلقت عيناي وتنهدت.


أردت الاستمتاع بهذه اللحظة.


فتحتها مرة أخرى ونظرت للسوار على رسغي.


كانت إحدى هدايا إلبين هذا الصباح.


رفعت ذراعي ونظرت للحلي المعلقة في نهاية السوار في ضوء الشمس.


"يبدو شكلها أكثر جمالًا عندما ينعكس ضوء الشمس عليها..."


وقفت من على الأرض ورفعت يدي للسماء بينما أنظر للسوار الذي يلمع بجمال. الآلئ كانت لامعة وناعمة.


"لا أظن أن هذا السوار رديئ، كيف دفع إلبين ثمنه؟ "


أليس هذا مكلفًا جدًا؟


أحب أخي، لكنني أعرفه، ميزانيته لن تكفي لدفع ثمن شيء كهذا أبدًا.


رفعت شفتي ونظرت للجوهرة الجميلة الحمراء التي تعلقت في المنتصف.


كانت جزئي المفضل في السوار.


"لا أظن أنها ياقوتة."


عبست وبدأت بالنظر للجوهرة ثلاث مرات، كأنها كانت مثمنة حقيقية.


"أي نوع من الأحجار الكريمة أنتِ؟"


"روبيليت." (ككييياااااههه)


تجمدت بالكامل.


هذا الصوت... لا... كلا رجاءً.


"إنها روبيليت، أتوقع أن إلبين لم يخبركِ."


نظرت للخلف وكنت متفاجئة لدرجة أنني أردت الصراخ، ولكن على عكس ما فكرت فيه... إنتهى بي المطاف على الأرض.


استطيع أن أشعر بوجنتاي تتحولان للأحمر الغامق.


لكن يالي من حمقاء...


كنت متفاجئة جدًا لدرجة أنني لم استطع الصراخ، فقط قفزت وسقطت مباشرةً على الأرض.


"هل أنتِ بخير؟"


ابقيت عينيَّ مغلقة رافضةً فتحها، ياله من عار...


لكن عندما استعدت شجاعتي، مكررتًا أن هذا مجرد كابوس، فتحتها.


كنت جميلًا كما تذكرتك، شعرك الذهبي، لامعٌ مثل الشمس، عيناك السوداوتان التي لا مثيل لها، شفتاك السميكتان، فكك الحاد(ميت ضضحكك)...


الوجه الذي جعلني مجنونة بالكامل.


"أنا...آه..."


وقفت هناك على الأرض، بذراعيه حول جسدي(ككحووكححوو).


حبي الغير متبادل...


الرجل الذي حفرت حرفه الأول على شجرة الصنوبر قرب خاصتي وملك هذه البلاد في الساعات القادمة.


روبيلوس جاهاد.


هل من المفترض أن اناديك بالملك؟


لكنني لم استطع قول أي شيء.


كنت خجلة جدًا.


أردت أن أسألك مالذي تفعله هنا، بينما تتويجك سيكون في بضع دقائق...


لكن بعدها بدأت أفكر، كنت أنا من تعديت على ممتلكات العائلة المالكة...


اقسم أنني كنت سيغمى علي هناك.


يالكِ من حمقاء آيرا! هل وجب عليكِ التعدي؟ أيتها الحمقاء!


شعرت بشفتاي جافة من التوتر وبللتها بلساني دون وعي.


حينها حصل شيءٌ غريب.


عيناه نظرت لشفتاي(😳!).


ظننت أنني مخطئة، لكنك لم تنظر بعيدًا وجاءني أملٌ طفيف، حتى شعرت بك تعتصر ذراعيَّ بإحكام(😳!!!)


هل أنت غاضب؟ هل أنت كذلك؟


في سنواتي الأثني عشر معه، لم أره غاضبًا قط، لكنني استطعت هذه المرة...


أنا خائفة.


ماذا لو كان غاضبًا حقًا؟


شعرت بالبرد داخلي وبدأت ارتجف.


حينها، فجأة نظرت إلي، كأنك عدت لوعيك.


"هل تشعرين بالبرد؟"


هاه؟


"أنتِ ترتجفين، آيرا."


اقترب روبيلوس مني.


هل أنا احلم؟ هذا يجب أن يكون حلمًا.


طولي يصل لصدره، ويجب عليه أن ينحني لينظر لوجهي.


لقد نسيت أننا كنا على الأرض.


"أنا بخير، أنا بخير."


حبست نفسي، عالمةً أن الرائحة المألوفة التي تنبعث منه كانت تقودني للجنون، للحظة فكرت بالإستمتاع بها. لكن بعدها تذكرت أن هذا شيءٌ قد تفعله آيرا القديمة، لهذا تراجعت.


لكنني لم استطع إلا أن اتذكر عندما سمعت أن أشهر رئيس حكومة في الإمبراطورية صنع عطرًا فريدًا لإحياء مولد الأمير السادس عشر، لهذا حصلت على عطر الروبيلوس بسرية.


عندما أنام كنت معتادة على أن ارشه على غطاء وسادتي دون علم أحد، وتخليت أنه يومًا ما عندما تعانقني، سأشعر بتلك الرائحة المحددة.


"أنتِ ترتدين فستانًا خفيفًا جدًا وقد بدأت الأجواء تبرد، دعيني اساعدكِ..."


تمتم بلطف بينما حملني في ذراعيه وساعدني في النهوض من على الأرض. شعرت عندما وضع ذراعه حول ظهري وكأن كل أحلامي قد تحققت...


كلا!


هيا آيرا! فالتستيقظي!


"أنا بخير!"


رد جسدي الفعل وابتعدت عنه قدر المستطاع.


أوه آيرا، هيا تنفسي، كل شيءٍ على ما يرام...


"سعيدٌ لأنك بخير."


ابتسم لي بلطف، ولم يمانع تصرفي الوقح وعديم الإحترام للإمبراطور المستقبلي.


رددت الإبتسامة، لكنها بدت كابتسامة مرتجفة بدلًا من كونها ابتسامة بحد ذاتها.


أتمنى لو كنت أستطيع الإبتسامة بشكل طبيعي، لكن عضلات وجهي كانت خارجة عن السيطرة.


"أعتذر إن فاجأتكِ."


أومأت ونظرت إليه، وأنا اخفي سواري بشكلٍ أخرق.


"أعتذر لوجودي هنا، هذا غير محترم البتة، سأعود للقصر." تمتمت بينما أعددت نفسي للهرب منه.


"أوه، لا تقلقي، أنا سعيد لأنكِ هنا."


"حقًا؟!"


أمي، أبي، كل الجهد الذي بذلتوه في تربيتي أصبح هباءً منثورا. كنت ابكي من الداخل. بقيت ادرس آداب وسلوك الليدي اللائق، وها أنا ذا رميته من النافذة.


لكن روبيلوس ابتسم.


أنتِ قللتي من إحترامه، صرختي، وهو... ابتسم.


"أردت فقط أن أخبركِ أن الجوهرة على سواركِ هي روبيليت."


فتحت فمي لأتحدث، لكن حبالي الصوتية كانت جافة بشكلٍ مفاجئ.


ضحكت بحرجٍ وأمأت برأسي للأعلى والأسفل. تابع روبيلوس مبتسمًا، كأنه كان مستمتعًا.


"أخبرتني والدتي أنها اقتبست اسمي من هذه الجوهرة، لهذا فإنها ذات مغزى لي."


أوه فهمت.


لا أعلم لماذا تخبرني بهذا، لكنني أومات رأسي.


أردت أن اضحك مثل ليدي ذكية حسنة السلوك، لكن عضلات وجهي تأبى التحرك


أنا فقط أريد الخروج حيةً من هنا

--

2020/10/18 · 602 مشاهدة · 865 كلمة
Lemon_drops7
نادي الروايات - 2025