" تشينغ ، هل أنتِ حقا حامل بطفله ؟"

حدقت مو لين في شاو تشينغ بدهشة . لقد ترعرعنا سوية أنا و شاو تشينغ معا ، ولم يكن هناك أحد يعرف شخصية شاو تشينغ كما تفعل .

لقد تم التخلي عنا أنا و شاو تشينغ عندما كنا صغارا . وعلى الرغم من أن تم تبنينا في دار للأيتام ، إلا أن غالبية الناس هناك لم يكونوا جيدين كما يعتقد الناس . بل العكس ، كان ذلك المكان مظلمًا وشريرًا . وكانوا النساء المسنات اللواتي يعتنون بالأطفال غالبا ما يضربوهم أو يوبخوهم . وكان أيضا عدم إطعام الأطفال ما يكفي أمرا شائعا ، وبدون الحاجة عن ذكر الصراعات بين الأطفال .

شاو تشينغ كرهت الناس الذين تخلوا عنها . ولهذا ، فهي لن تفكر ببساطة أن تنجب طفلا .

وكانت أيضا خائفة أنها لن تستطيع رعاية رضيعها .

وعلاوة على ذلك ، فإن أشخاص مثلي ومثل شاو تشينغ ، كيف يمكننا أن نقع في حب رجل ؟ وأن نحبه بما فيه الكفاية لننجب طفله ؟

" نعم ."

أجابت شاو تشينغ وهي تربت بلطف على بطنها المنتفخ . وأظهرت عيناها رقة يمكنها أن تذيب جبل من الجليد . هي لم تكن تتوقع أبداً أن يوم من الأيام سيصبح لديها طفل ، يا لها من نعمة .

وكنت أدعو كل يوم حتى أولد طفلي مبكرا . وبعد ذلك ، كنت أتخيل عائلتنا المكونة من ثلاثة أفراد وحياتنا السعيدة .

حركت مو لين القهوة في كأسها .

وبعد فترة قصيرة ، قالت بصوت منخفض . " تشينغ ، أنتِ يجب أن تعرفي أن في هذا المجال من العمل ، كيف يمكن للمرء تركه حينما يريد ؟"

" لقد فعلت ما يكفي من أجلهم . إذا وافقوا على السماح لي بالانسحاب من المنظمة ، فسيكون ذلك للأفضل وسيكون الجميع سعداء وراضون . وإلى جانب ذلك ... مو لين ، هل تعتقدين حقاً أنني من النوع الذي لن يقوم بإعداد أي شيء وأن يقرر أن يفعل الأشياء بعشوائية ؟ " بدا صوت شاو تشينغ باردًا قليلاً .

لقد خدمت في الخدمة العسكرية من قبل . وبسبب ذاكرتها المميّزة بشكل خاص وبالإضافة إلى حواسها الخمسة القوية وصفاتها البدنية العالية ، تم نقلها إلى فرقة عسكرية خاصة . ومع ذلك ، في النهاية تقاعدت نتيجة إصابة .

ولا تعتبر مؤهلات شاو تشينغ التعليمية عالية ، ولم تكن مميزة . وبعد خروجها من الخدمة العسكرية ، لم تغير مهنتها . ولكن عن طريق الصدفة في ذلك الوقت ، تم تعيين مو لين ، لكونها مخترقة في تلك المنظمة فسحبت شاو تشينغ في ذلك أيضا .

غسيل أموال ، وصفقات أسلحة وذخائر ، كانت مساهمات شاو تشينغ تجاه المنظمة كثيرة . وكان سبب رفض المنظمة الوحيد هو أنهم لا يريدون السماح لتابعة ماهرة بالرحيل .

" تشينغ ، عليكِ أن تكوني حذرة ."

مو لين عضت شفتيها وقالت " أنا سأعود إلى المقر الآن . وسأحاول الاتصال بزعيم المجموعة ، هو سيكون قادر على مساعدتك . "

" شكرا ."

شكرتها شاو تشينغ بصدق .

مو لين عبست وهي غير راضية . " ما نوع العلاقة التي بيننا نحن الاثنان ، لماذا لا تزالين تقولين شكرا ؟ أنتِ تتصرفين بطريقة مهذبة للغاية ! ومع ذلك ... " ترددت قليلا ، ثم أخرجت صور لشاو تشينغ .

" على الرغم من كونك حاملًا وأنه لا يجب أن تكون عواطفك غير مستقرة ، ما زلت أعتقد أنكِ يجب أن تلقي نظرة على هذه !"

شاو تشينغ عبست . وأخذت الصور وألقت نظرة عليها ، وتجمدت . الشخص الذي في الصورة كان عشيقها ، لين كيفان !

كانت مجموعه من ثمانية عشر صورة ، ولكن الأنثى في كل صور واحدة . شعرها قصير ، ومظهرها ساحر ، ولكن النقطة الأساسية هي أنها بدت مألوفة لي .

لقد رأيت من قبل صورة هذه المرأة في هاتف لين كيفان ، ولكن لين كيفان في ذلك الوقت قال لي إنها كانت فقط رئيسته في العمل . وأنهم عندما اجتمعوا في حفل عشاء للعمل ، تحدثوا معا لبعض الوقت . ولكنني لم أفكر كثيرا في ذلك . بل شعرت بالأسف لأن لين كيفان ، كان عليه أن يذهب لهذه المجاملات الاجتماعية لينجح مشروعه .

ولم يكن لين كيفان وريثًا ثريًا من الجيل الثاني ، والجامعة التي تخرج منها لم تكن خاصة أيضًا ، ولذلك إذا أراد أن ينجح ، فعليه أن يعوض هذا بالعمل الشاق . ولم أعتقد يوماً أن لين كيفان سيستخدم طريق مختصر للوظيفة .

وأنا أنظر إلى العلاقة الحميمة بين الاثنين في الصورة ، شعرت بألم في قلبي . هل هذه هي رئيستك ؟

بدت مو لين قلقة : " تشينغ ، لا تشعري بالسوء حيال ذلك . هو لا يزال عليه أن يوضح هذا الوضع قبل أن تفعلي أي شيء ".

" نعم ."

قامت شاو تشينغ بتهدئة نفسها بسرعة ، وربتت على بطنها .

لا يزال لديها طفل ، لذا لا يمكنها أن تكون منفعلة حتى لا تؤذي طفلها .

" سأذهب أولاً ، أعتني بنفسك حسنا ".

وأخذت مو لين حقيبتها ، و قلبها يؤلمها .

إذا وجدت شاو تشينغ رجلا يحبها حقا ، حتى لو انسحبت شاو تشينغ من المنظمة من أجله ، فإن مو لين ستشعر بالسعادة لأن شاو تشينغ أصبح لديها مكان لتعود إليه . ولكن الآن…

" كوني حذرة ."

وقلت على مضض وأوصلت مو لين إلى الخارج . وجلست لفترة من الوقت ، وأنا أنظر إلى الصور مرارا وتكرارا .

كانت قصة حبي أنا و لين كيفان وكأنها قصة خيالية . لين كيفان أنقذني عندما أصبت وبعد ذلك بسبب لطفه وحنانه ، وقعت في حبه على الفور .

وكان الزواج مجرد مسألة وقت .

ولكن الآن ، تبدو هذه الأحداث وكأنها مجرد مزحة .

واصلت شاو تشينغ الجلوس هناك حتى أصبح مزاجها هادئًا مرة أخرى .

ثم شيئا فشيئا ، وهي تمسك بطنها وقفت وغادرت . ما يهم الآن هو طفلها، وكان موعد الولادة قريبا . لذا يجب أن ينتظر الأمر لما بعد ولادة الطفل .

ولوحت شاو تشينغ يدها لتستدعي سيارة أجرة ، حتى تذهب إلى المستشفى للحصول على فحص آخر .

ولكن قبل أن تصل سيارة الأجرة أمامها ، سمعت صوت يثقب الأذن من خلفها .

أرادت شاو تشينغ أن تتفادى ، ولكن بحملها ، كيف يمكنها أن تهرب من السيارة المسرعة القادمة إليها ؟

وفي ذلك الجزء من الثانية والسيارة تصدمها ، حاولت شاو تشينغ أن تحمي الطفل الذي في بطنها .

طفلي ، أوه لا !

وفي اللحظة التي سقطت فيها على الأرض ، رأت شاو تشينغ بشكل واضح . السائقة التي كانت في السيارة ، وكانت تبتسم بدون الشعور بالذنب ، نفس وجه التي كانت في الصور .

شاو تشينغ حدقت بعناد على تلك المرأة ، ولكنها لم تستطع أن تفعل أي شيء وتلك المرأة تهرب . موجات من الألم بدأت تظهر من بطنها .

وفتحت فمها ، وبدا صوتها ضعيفًا مثل صوت البعوضة .

" ساعدوني ... طفلي ... ساعدوني "

كانوا الناس الذين يمرون ينظرون إليها بشفقة ، ومع ذلك لم يتوقف أي أحد لمساعدتها . بل على العكس ، كما لو أنهم خافوا من أن يتعرضوا للإزعاج ، سارعوا إلى مغادرة المنطقة .

شاو تشينغ شعرت بالكراهية . لقد كرهت لين كيفان ، وكرهت تلك الفتاة ، وكرهت كل هؤلاء الناس القساة الذين مروا دون أن يساعدوها .

لم يهمها موتها ، ولكن طفلها .. أنه حتى لم ير العالم ...

وبصرها أصبح ضبابي ، وبدأت تشعر بالدم يخرج من بين ساقيها . وفجأة ، سقطت قطرة ماء في حافة عينها .

ثم فقدت وعيها . وتحول نظرها إلى اللون الأحمر .

وسمعت صراخ .

" آه ، لون المطر أحمر !"

" أنا لم أر من قبل مطر أحمر !"

لابد أنها السماوات ، أنها تبكي بدموع من الدم من أجلي . وأغلقت عيناها ببطء ، إذا كانت هناك حياة أخرى ، أنا يجب علي أن أقتل الزوجيين الخائنين !


... ...............................................................


في الطابق السفلي لمعظم المستشفيات ، تكون عادة هناك المشرحة . وبشكل عام ، دائما ترتبط الأحداث الغامضة التي تحدث في المستشفيات بالمشرحة . والسبب هو أن هذا المكان يبدو مشؤوما بسبب الجثث التي فيه .

" إنه حقا أمر مأساوي ، جثة واحدة وحياة شخصان !"

" هل تم القبض على الجاني بعد ؟"

" من يدري ، ألقِ نظرة ، حتى أن الجثة لم يأتي أحد ليأخذها ..."

وانجرفت أصوات تدريجياً إلى آذان شاو تشينغ كما لو أن الريح متفرقة . وحاولت فتح عينها . ورأت شاو تشينغ كل شيء أحمر وتذكرت . لقد مت أليس كذلك ؟

حادث السيارة ، وطفلها ... أليس كذلك ! طفلها ! تصلبت شاو تشينغ ومدّت يدها ، ولمست صقيع عندما أرادت أن تلمس بطنها ، وفجأة بدأت معدتها الضخمة بالحركة من تلقاء نفسها .

وبعد أن استجمعت شجاعتها ، بدا وكأن هناك شيئًا في بطنها يضربها .

ولم يكن لديها الوقت الكافي لتفكر بسبب عدم موتها بعد ، ولكن كان قلبها مليئاً بالبهجة .

هل كانت تلك الحركة طفلها ؟ هل هو لا يزال على قيد الحياة ؟

مزقت شاو تشينغ ملابسها فقط لترى بطنها أصبح لونها رمادي ، وجلدها يهتز باستمرار . لا بد أنه الطفل ، لا بد أنه طفلها !

أرادت شاو تشينغ أن تبكي ، ولكن لم تخرج منها أي دموع .

وأصبحت مذعورة ، كيف يمكننها أن تخرج الطفل ؟ طفلها ! في ذلك المكان الضيق ، لا بد أنه خائف الآن !

ووضعت شاو تشينغ يدها على بطنها وهي تفكر .

وفي ذلك الوقت ، اكتشفت أن أظفارها نمت وتغير لونها إلى اللون المخضر والمائل للزرقة . وبنظرة واحدة يمكنك أن تظن أنها شفرة حادة .

وبوجه خالي من التعبير ، نظرت إلى أظافرها ، وفجأة وضعت يدها على بطنها وبرفق قطعت الجلد ، وأصبح هناك جرح .

ومع ذلك ، لم يخرج دم . بدلا من ذلك ، خرجت يد بيضاء ممتلئة من الفتحة .

"طفلي ..." كانت شاو تشينغ متفاجئة ومسرورة .

وكانت تنتظر بفارغ الصبر ، وهي تشاهد تلك اليد الصغيرة تفتح الجرح الذي في بطنها ، وتسلقت دمية سمينة مثل الطفل بصعوبة .

لم يكن هذا الطفل يبدو كما لو أنه ولد للتو . بل على العكس ، كان لديه جلد عاجي ولطيف ، وخدوده محمرة ، وكانت عيناه تشبه الثقب الأسود ، كان يشبه تمامًا الطفل العادي .

كان يميل رأسه ، وعيناه تعكسان مظهري المثير للشفقة ، وهو يعض على أصابعي . ثم هرع إلي على الفور ودعاني ، " ماما !"

" صغيري , صغيري !"

حضنت شاو تشينغ شياو باوزي ، وهي لا تدرك أن الجرح الكبير الذي في بطنها قد شفي تماما .

[ شياو باوزي = هو لقب محبّب يقوله الشخص لطفله ، وهو يشير إلى مدى روعته وكم هو لطيف [

قبلت بشغف وجه شياو باوزي . وكانت سعادتها كالتي تفقد شيئا ما ثم تستعيده بعد ذلك ، ذلك النور بعد اليأس . أنها سعيدة جدا .

وكان سلوك شياو باوزي حسن . وهو يعانق عنق والدته ، قبلات ماما تدغدغ !

وبعد أن قبلت شياو باوزى وهدأت من نفسها ، اكتشفت أنه لم تشف فقط من جرحها ، بل كل ندوبها السابقة قد اختفت كذلك .

هذا أمر مريب للغاية هل يمكن أنني أصبحت شبحًا ؟ أو جثة ؟

" هذا المكان بارد ، ولكن لا تقلق يا عزيزي . سوف تخرجك أمك من هذا المكان ."

وأبعدت شاو تشينغ الشكوك التي في قلبها . وبذلت كل قوتها ، لفتح المكان الذي وضعت فيه . وهي تحمل طفلها للخارج ، اكتشفت أن المكان الذي وضعوها فيه هو ثلاجة لاحتواء الجثث .

كما هو متوقع ، لقد مت . ولكن بغض النظر عن السبب ، فأنا الآن أقف هنا و أتنفس وأنا أحمل طفلي الثمين بين ذراعي . ويجب علي أن أكون ممتنة للسموات على كل شيء .

لا بد أن الإله أشفق عليها ، لذا سمح لها بالعودة إلى هذا العالم البارد ، ومنحها الفرصة للانتقام !

"ماما ، أنا جائع ..." شياو باوزي عبس ، وحدق ببؤس في شاو تشينغ .

وعندما رأت طفلها المحبوب حزين ، ذاب قلب شاو تشينغ على الفور .

وقبلت وجه شياو باوزي مرة أخرى : " عزيزي ، كن مطيعا . فقط انتظر حتى نترك هذا المكان ثم سيكون هناك أشياء لتتناولها ."

ولأنها لم تكن تعرف الوضع الحالي لجسدها ، ولم تكن تعلم إذا كانت قادرة على إنتاج الحليب . فإذا لم تستطيع فعل ذلك سيكون الأمر مزعجا .

وبعد أن خرجت من المشرحة ، اكتشفت شاو تشينغ . أن قوتها ازدادت كثيرا ويبدو أنها أصبحت أكثر رشاقة . وكل هذه التغييرات جاءت فجأة . سيكون الأمر مثالي إذا كانت هناك مرآة أمامها لتنظر إلى انعكاسها ، وللتحقق إذا كان هناك أي شيء آخر قد تغير فيها .

وعندما وصلت شاو تشينغ إلى الطابق الأرضي ، أدركت أن التغيير لم يكن فيها فقط . بل تغير العالم كله ، وفي الفترة التي أغلقت فيها عينها ، انقلبت السماء والأرض رأسًا على عقب [وتحول كل شيء إلى فوضى عارمة ] !





----------------------





ترجمة : Hanin



2018/07/25 · 1,090 مشاهدة · 2055 كلمة
Hanin
نادي الروايات - 2024