كان فينسينت جالس على الارض الصخرية الباردة، كان مغلقا لعينيه وأرجله متقاطعة. كانت عضلاته تنقبض وترتخي، بينما كان جميع جسده مشتد، المانا حوله ترتجف، وتتحرك بشكل مضطرب. بعد القليل من الوقت، فتح أعينه على مصرعيها. كان يتصبب عرقا من جميع أنحاء جسده. نظر حلوه ورأى انه مازال في نفس مكانه.

مرت ثلاثة أيام منذ ان كان هنا، كانت لوريا تأتي بسمكة من اجله، لم يكن يعرف من أين تأتي بها، من الممكن ان يكون هنالك بركة أخرى في اعماق الكهف، ايضا كان يشرب من ماء البركة البارد التي بجانبه.

واخيرا، انتهى من تقوية آخر عضو. كان يشعر بالحماس الشديد من هذا، كان مايزال يتذكر يومه الاول في هذا العالم، عندما أغمى عليه بسبب إصابة من كائن سيدار، بعدها تم انقاذه من قبل راندولف وبعدها بداية تدريبه على السحر والان خطوة واحدة فقط ويمكن تسميته ساحر في هذا العالم. مرت ثلاثة أسابيع منذ انتقاله لهذا العالم، على الرغم من انه ليس في عالمه وكل شيئ غريب عليه هنا، إلا ان فينسينت لم يكن لديه ذرة اشتياق لعالمه.

كان عالمه مليئ بالفساد والسواد، كان فقير احتاج ان يسرق حتى يعيش، أضطر إلى فعل أمور كان يخجل منها من اجل ان يحصل على شيئ يأكله، خسر الكثير من الاشخاص والذكريات الجميلة في حياته، وفي هذا العالم، حيث يتم تقديس الأقوى حيث يستطيع الشخص ان يعيش بحرية طالما استطاع، كان هذا حلم فينسينت.

سمع صوت من خلفه، كان يعرف بالفعل من صاحبه حتى من دون ان يلتفت.

" ارى انك انتهيت من تقوية عضلاتك، مبارك"

كان صوت لوريا بارد مثل العادة، من دون اي لمحة على اي مشاعر، مثل الماء البارد. خلال الثلاثة أيام التي عاشها فينسينت هنا، كان قليل من المرات يرى لوريا، في الغالب كانت تأتي لرؤية مدى تطوره، وبعدها الذهاب إلى حيثما أتت، كان يمكن ان يعرف كيف كانت طبيعية لوريا وهي عديمة المشاعر في كثير من الأحيان ولكنها طيبة من الداخل. كان فينسينت قد تعامل مع الكثير من الاشخاص من هذا النوع في عالمه، غالبا ما يكون السبب هو البيئة القاسية او كبت الرغبات والمشاعر لوقت طويل.

ولكن الشيء الذي كان يقلق فينسينت ليس شيء من هذا، بل اكثر ما كان يقلقه هو أعين لوريا، كانت عيناها الزرقاء الداكنة مثل اعماق البحر بادرة جدا، مثل شخص يرى عدوه اللدود. لم يكن ينتبه لأعينها في البداية ولكن مع مرور الوقت اصبح يشعر بالبرودة التي تخترقه في كثير من الأحيان، كان يشعر بالضغط في حضورها في كثير من الأحيان، مثل الضغط الذي شعره امام تلك الأعين الخضراء في ذلك الوقت ولكنها كانت اقل بكثير.

" اجل، على الرغم من انه قد أخذ وقت طويل، وكان مرهق أيضا إلا انني استطعت ان اقوي عضلاتي في النهاية."

رد فينسينت، ولكن عندما سمعت لوريا هذا، يمكن رؤية ان اعنيها تهتز قليلا، ولكنها اخفت ذالك بسرعة. كانت لوريا متفاجئة قليلا، كانت متفاجئة من ما قاله فينسينت.

' ما هذا الهراء، هل قال انه أخذ معه وقت طويل ؟ هل يعرف كم يأخذ الاشخاص وقتا حتى يقووا عضو واحد، وهو انتهى من عضوين في أربعة أيام'

لم تستطع لوريا التحدث من الصدمة. ولكن كانت ما تزال تحافظ على تعبيرها. بقى فينسينت ينتظرها لتقول شيئا، بعد بضعة دقائق تحدثت اخيرا:" حسنا، بما انك قد انتهيت اخير من تقوية اعضائك الاربعة، عليك ان تتكيف مع جسدك الجديد." قالت لوريا بينما التفتت.

" اجل، ماذا تعنين بهذا؟".

التفت إلى الوراء وقالت:" سوف اقول في الطريق، الحق بي الان".

بينما كانوا يسيرون في هذه المغارة الضخمة بدأت لوريا تتحدث:" ان تتكيف مع جسدك، هي طريقة من اجل ان تتجنب الإصابات. الجسد يختلف بعد تقوية عضو واحد فما بالك في تقويتهم جميعا، وأظن انك تشعر بالاختلاف".

اتفق فينسينت مع كلامها، كان مع كل عضو يقوي يشعر بالتغير في جسده، سواء كان يشعر ان جسده اخف، او انه لا يتعب بسرعة. ولكن مازال لم يفهم مفهوم "التكيف مع الجسد الجديد". ولكن لحسن الحظ أكملت لوريا قائلة: " مثلما قلت التكيف يجعل تجنب الإصابات والأخطاء اسهل. من خلال القتال، سوف تعرف مواضع القوة والضعف الخاصة بك، وسوف تستطيع ان تتجنبها وتستخدمها في المعارك المستقبلية".

اصبح فينسينت لديه فهم كامل عن هذا الأمر، ومن كلامها، استطاع ان يعرف أين هم ذاهبون، او ما هو على وشك ان يفعل. " إذا سوف اقاتل من كلامك".

" اجل". أجبت بإيجاز

" حسنا. اين سوف نذهب إذا".

سأل فينسينت بفضول واضح في صوته. أخذت لوريا بضعة دقائق قبل ان تجاوب." يوجد منطقة في اعماق المغارة، انها منطقة واسعة جدا، ويمكن حتى بناء بضعة مباني فيها، في الحقيقة، اظن انني رأيت بعض المباني المحطمة. على العموم، هناك، يعيش نوع من الوحوش، هم الاختيار الأنسب لقتالهم."

قالت لوريا ذلك بينما كانت تأخذ بعض منعطفات في الكهف. كان الطريق مظلما، لولا انه يوجد بعض الأحجار الغريبة التي كانت لديها اضائة خفيفة، لما استطاع فينسينت ان يرى شيئا. بعد القليل من السير، توقفت لوريا امام هاوية، لم تكن الهاوية عميقة ويمكن رؤية نهايتها، أمامهم كانت هنالك أعمدة حجرية ضخمة تصل إلى القمة، كان هنالك بعض من الأحجار الكريمة التي كانت تضيئ المنطقة كلها، كانت الأضواء مزيج من الأخضر والأبيض ومع سواد الكهف، أعطت المنطقة منظر فريد. وقفت لوريا بزيها الأزرق وشعرها الأزرق الداكن مثل المحيط امام الهاوية، كان يوجد بجانبها سلالم طويلة تصل إلى الاسفل." هيا بنا إلى الاسفل." بعد ان قالت ذالك، بدأت لوريا في النزول.

لحقها فينسينت، وكان يشعر بشعور غريب، كان الكهف الضخم هذا يعطي شعور بالضغط، يمكن نسبة ذلك إلى انهم تحت الارض، ولكنه شعر بشيء آخر، بين الأعمدة الحجريّة الضخمة، تحركت ظلال غريبة وبسرعة كبيرة بينهم، لم يستطع فينسينت ان يرى شكل هذه الظلال ولكنه كان يشعر انهم كانوا ينظرون اليه." ما هذا المكان." سأل فينسينت. لم تلتفت لوريا له ولم تبطئ في وتيرتها، واجابت بطريقتها المعتادة" لقد اكتشفت هذا المكان قبل ثلاث سنوات، ظننت انه مجرد كهف كبير، او منجم، لكن اتضح انه كان مسكن لمخلوقات مندثرة ."

قالت لوريا، بينما نزلت من على آخر درجة، ولحق بها فينسينت. كانت الارض مستوية ومتعرجة بطريقة غريبة، كان يمكن رؤية بعض المباني الصغيرة المحطمة بعيدا، ومضائة من قبل الأحجار الخضراء الكريمة. كان يمكن سماع أصوات هسهسة من على بعد وراء الأعمدة الضخمة، بقى فينسينت على مقربة من لوريا، تحسبا لحدوث اي شيء.

وقفت لوريا بعدها التفتت نحوه." حسنا، بما انك ستقاتل واحدة من الوحوش هنا، يجب ان تعرف بعض الأمور اولاً." انجذب انتباه فينسينت فورا عند سماع هذا. بعد ما رأت لوريا هذا، تابعت." هذه الوحوش، لديها سرعة كبيرة، كما رأيت، فهي تبقى مختبئة في الظلام، ونادرا ما تخرج منها كما انها تكره ضوء الأحجار الكريمة الخضراء. شيء آخر وهو ان نقطة ضعفها هو أرجلها، عند إصابة أرجلها فيمكن هزيمتها بسهولة."

قالت لوريا، بينما تقاطعت يديها اسفل صدرها، ونظرت نحو فينسينت منتظرة إجابته." إذا كل ما علي ان افعله هو إصابة أرجلها صحيح؟" سأل فينسينت، أومأت لوريا كإجابة. بعدها، ذهبت لوريا إلى واحدة من الأحجار الكريمة ودمرتها، لم يفهم فينسينت لماذا ولكن سرعان ما تذكر ما قالته بإن الوحوش تكره ضوء الأحجار الكريمة الخضراء، لذالك عند تدمير واحدة منهم، ستذهب الوحوش إلى المنطقة الجديدة التي ليس فيها ضوء.

لم يكن فينسينت يعرف ما الذي سيواجهه، ولكن استقبل إجابته بسرعة شديدة. ظهر صوت صراخ خفيف من بعيد في الظلام، ظهر شكل كبير نسبيا، كان الشكل مظلم ولديه حراشف طويلة، كان لديه سبعة ارجل كل واحدة منهم لديها حافة مدببة مثل الشفرة، كان رأس الوحش كبير، كان بيضاوي الشكل مع إثنا عشر عين، وفتحتين للأنف، كان يوجد بعض الشعر على رأسه، وجسده الذي كان عريض بشكل غريب، اخرج الوحش هسهسة غريبة وكأنها تخرج من داخلها. بعد ان رأى فينسينت ذلك، اخرج نصله الفضي واستعد لما سيأتي

___________

اعتذر ان اي اخطاء املائية، يبدو انني كنت اكتبه وانا سكران، ولا استطيع ان اجد اي اخطاء.

ايضا إذا رأيتم الوعي الداخلي، او القصر الروحي، هم نفس الشيء

ورأيكم في الفصل

2024/12/24 · 20 مشاهدة · 1228 كلمة
Ashura
نادي الروايات - 2025