" أساعدك.. ماذا!؟".

" اجل، لقد سمعتني بشكل جيد".

لم يستطع فينسينت ان يرى أين يمكنه ان يساعدها في الخروج، انسى انه قد قتل دب وهذا يعتبر إنجاز بالنسبة له. هذه كانت حورية!

كائن كان قد سمعه عنه فقط من قبل، واليوم هو اول مرة يراه. هذا بدون ذكر انه رأى انها اقوى منه بمراحل.

فكر فينسينت اكثر، ورفع حاجبيه." كيف أساعدك في الخروج من هنا، ويبدو انك تستطعين الخروج على السطح بسهولة؟".

هزت الفتاة رأسها قائلة." الخروج لسطح البحيرة ليس الخروج من هذا المكان، كمى ترى البحيرة محاطة بجدران عالية ولا يمكن صعودها، وكل واحدة منهم تمتلك نفق يؤدي إلى ساحة صغيرة أخرى، نفس الأمر بالنسبة للساحة الصغيرة لا يمكن الخروج منها".

فكر فينسينت وهو يتذكر مشهد الجدران الشاهقة، ورأى ان ما تقوله صحيح، ذلك عندما كان يريد ان يسأل ولكنها أكملت:" بحثت في هذه المغارة ووجدت بوابة يبدو انها تؤدي إلى الخارج".

" لكن، لا زلت لا ارى كيف يمكنني المساعدة".

ابتسمت الفتاة ببرود وقالت:" ببساطة، لا يوجد مخرج سوى هذا، ايضا اتضح ان البوابة تفتح عن طريق اثنين، لذلك انت الحل الوحيد".

بعد ان قالت ذلك. اتى لفينسينت تساؤل:" لكن... من المستحيل ان أكون الشخص الوحيد الذي أتى إلى هنا، صحيح؟". غابة مثل غابة القمر الشمالي، حتى وان لم يتواجد بشر بها، كان هناك العديد من الأعراق التي بعضها كان لديه نسبة من الذكاء، لتسميتهم عرق.

لم يتغير تعبيرها وقالت مثل العادة:" بالطبع. كان هناك الآلاف من الزوار.. كما ترى حولك، ولكن دعنا نقول انهم اختاروا ان يبقوا هنا للابد".

كانت نبرتها باردة وغير مكترثة عندما قالت ذلك. فهم فينسينت ما قصدته. الدليل؟... كان حوله مباشرة، مهما كانت أسبابهم، أعطت الحق لها في قتلهم، وهذا كان شيء يتفهمه. إذا كانت تقول الحقيقة.

بعد القليل من الوقت، ذهبت الفتاة عميقا في المغارة، هذا بعد ان عرفت عن نفسها كلوريا. ايضا قالت انه من الافضل ان يقوي باقي اعضائه، لان هذا سوف يسهل عملية فتح البوابة.

ولكن، كان هناك شي يحيره، من خلال الذكريات القليلة التي يعرفها فينسينت عن مالك الجسد، رأى انه واحدة من الكتب الكثيرة التي قرأها، انه يتواجد طريقتين لتقوية الاعضاء، الاولى وهي تجميع المانا عن طريق بلورة مانا او الطبيعة المحيطة مباشرة، و الاخرى، التي هي مشهورة لدى الوحوش، وهي التغذي على الكائنات، بالتحديد الاعضاء المقواة من قبل المانا.

.....

في اعماق المغارة في واحدة من الكهوف الشاسعة القليلة فيه، جلست لوريا على الارض متقاطعة الأرجل، بعد القليل من الوقت، فتحت أعينها وهي تتصبب عرقا، وتلهث بحثا عن الهواء.

' اللعنة، لقد كنت على حافة الموت الان، لو أنني لم أوقف تجميع المانا في اللحظة الأخير، لكنت الان انفجرت إلى أشلاء صغيرة'

وقفت على قدميها، وبدأت في السير في الكهف. كانت قد مرت مدة طويلة منذ ان وصلت إلى عالم تقوية العضلات وأنهته، بقى فقط أنشاء الوعي الداخلي وهذا ما لم تستطع فعله، لقد مر وقت طويل لدرجة انها لا تعرف كم مضى من الوقت. كانت ذات يوم أميرة لقبيلة من الحوريات ولكنها حبست في هذا المكان بطريقة عجيبة، ولم تستطع الخروج منه.

وجدت الطريقة للخروج، ولكنها اكتشفت انها تحتاج لتشكيل الوعي الداخلي اولاً. ولكن حتى بعد مرور السنين لم تنجح في ولا محاولة، لذلك، بدأت بقتل اي كائن حي يحبس هنا، وتمتص المانا الخاص به، على أمل ان تستطيع ان تنشئ البحر الداخلي. حتى انها جعلت دب بانشي يحرس احد مداخل البحيرة.

اتت الكثير من الكائنات الحية إلى هذا المكان، سواء كانت وحوش ذات ذكاء او بدون، او حتى من الأعراق الأخرى المتواجدة في الغابة.

كانت تعرف ان القتل وتقوية النفس يمكن ان تساعد في إنشاء الوعي الداخلي ولكن لم تنجح حتى بعد ان فعلت كل هذا، كانت قد بدأت تشعر باليأس ذلك عندما أتى هذا اليوم.

كانت تجلس في الكهف بشكل طبيعي مثل اي يوم آخر، عندما شعرت بإن هنالك شيئ قد حدث مع ذلك الدب الذي وضعته، وعندما خرجت إلى السطح، رأت فتى في نهاية البحيرة يقف هناك ويحدق بها، في البداية لم تكن تريد قتله ولكن بعدها تغير رأيها كليا.

ما زالت تتذكر ما رأته في ذالك الوقت، على الرغم من انه بدى وكأنه وهم إلا انها متأكدة انه كان حقيقة. عندما نظرت إلى الفتى وبمساعدة أعين قبيلة حوريات الماء استطاعت رؤية انه يوجد شيئ غريب في جسد الفتى، بدأ وكأنه خيط اخضر وهمي، ولكن بعد مدة استطاعت ان ترى ان هذا الخيط كان يتحرك في جميع أعضاء جسده وتحديدا كان يدور حول الأعضاء الاربعة الرئيسية وبعد مدة تحول الخيط إلى شيئ لامع مثل الأضواء، على الرغم من انه حافظ على طوله ولكن تغير شكله من شكل الخيط، وبعدها ذهب مباشرة إلى قلب الفتى واختفى.

لم تفهم ما هذا او ماذا يمكن ان يكون، وفي الحقيقة كانت تتذكر ان ذات مرة قالت لها امها ان بعض البشر الأقوياء يضعون قوة سحرية تحمي أعضاء سلالتهم او رعاياهم، لم تكن تعرف ما إذا كان هذا ما كانت تقصده امها. كانت تفكر في قتله بعد ان يقوي عضلاته نهائيا وبعدها يمكن ان يكون لديها فرصة في إنشاء البحر الداخلي بعد امتصاص المانا التي ستخرج من اعضائه، ولكن بعد ان تذكرت ما قالته امها، ترددت، بعد قتله، قد يأتي احد من عائلته او شخص قوي عرف بأن شيئا ما حدث معه فيأتي للبحث عنه، وبعد ان يعرف عن موت الفتى، لم تظن لوريا انه سيعفي عن حياتها.

خصوصا وهي تعرف ان البشر انتقامين ضد اعدائهم من البشر. فماذا لو كانوا وحوشا.

....

في تلك اللحظة كان فينسينت يعاني من ألم رهيب، كان يشعر بأن جسده يعتصر ويتحطم، شعر وكأن عظامه يتم تكسيرها إلى فتات صغير. على الرغم من الألم الرهيب إلا أنه مازال يصب تركيزه على تقوية عظامه من دون يتشتت تركيزه لثانية.

كانت المانا تلتف حول عظامه، بعضها كان يلتف حولها مثل الثعابين بينما البعض شقوا طريقهم إلى داخلها، كانت العظام يتم تفتيتها وإعادة تشكيلها، كانت العملية مؤلمة وطويلة، إلا أن فينسينت لم يستسلم.

بعد القليل من الوقت. فتح عيناه وكان يتصبب عرقا، كان جسده كله يؤلمه وكأن فيل قد داس عليه. رمى نفسه على الارض الصخرية الباردة، بينما كانت ضربات قلبه تصبح أبطئ وأبطئ.

لاحظ شيء في طرف عينه، نظر نحو البركة ورأى شيء لامع فيها، كان الشيء يقترب حتى ارتطم بالصخر. وقف فينسينت من مكانه والتقط المجسم. كان عبارة عن مقبض اسود فاتح، تواجدت حديدة مستطيلة صغيرة تفصل بين المقبض والجزء العلوي، وكان الجزء العلوي عبارة عن فولاذ طويل فضي اللون، كان نصفه محطم ويوجد بعض التشققات، لم يكن سوى النصل الذي وجده في ساحة الدب.

لم يكن يعرف فينسينت كيف وصل النصل إلى هنا، كان يظن انه سقط خلفه. لم يشغل تفكيره في هذا الأمر، عاد إلى الجلوس على الارض ذلك عندما سمع صوت لوريا من خلفه:" إذا لقد انتهيت من عظامك. انت سريع بالحقيقة، إذا أكملت على هذه السرعة، فسوف نستطيع الخروج من هنا أسرع من ما توقعت".

حك فينسينت رأسه قليلا، كان ألم عظامه ما زال متواجد، ولكنه كان يخف تدريجيا.

زفرت لوريا قليلا وقالت:" حسنا، بعد ان تنتهي من تقوية عضلاتك اخيرا، يجب عليك التأقلم مع جسدك".

" التأقلم مع جسدي؟".

رفعت لوريا حاجبا واحد". نعم، لا تعرف عن هذا الشيء".

' حسنا، لم يقل لي العجوز راندولف عن هذا الأمر'.

" من العجوز راندولف هذا؟".

اتسعت أعين فينسينت قليلا، عندما نسية انها تستطيع ان تقرأ أفكاره

" اه- مجرد رجل عجوز في قريتي".

نظرت لوريا اليه بعمق، ولكن بعدها عادت ادراجها.

' يبدو انه كاذب سيء'.

' لا يوجد عجوز في قرية عادية يعلم عن هذه الأمور. إلا إذا....'

2024/12/23 · 18 مشاهدة · 1173 كلمة
Ashura
نادي الروايات - 2025