بينما كان لين يانتيان يستمتع باللحظة تجمد وجهه في استياء ونظر إلى جانبه ليرى رجل عجوزا جالسا على كرسي متحرك تجره خادمة من الخلف حيث كانا يحدقان في لين يانتيان باستغراب ثم قلق بسبب وجود جثة غارقة بالدماء بجانب لين يانتيان

حدق لين يانتيان في الشخصين أمامه وبدأ في فحصهم من الرأس حتى أخمص القدمين باهتمام شديد رغم أنهما كانا مجرد فانيين إلا أن ملابسهما كانت غريبة للغاية حيث لم يرى لين يانتيان مثلها من قبل، كان الرجل العجوز يرتدي بدلة سوداء كلاسيكية بينما كان زي الخادمة أبيض وأسود مليئا بالرتوش

عند رؤية لين يانتيان ينهض من مكانه ويقترب منهما كانت الخادمة متأهبة للتحرك في أي لحظة لأن أول فكر لها هو أن لين يانتيان كان قاتلا جاء للتخلص من سيدها بينما ظل الرجل العجوز هادئا للغاية إن شعر بالخوف فقط بسبب اقتحام شخص غريب منزله ألا يكون قد ضيع كل سنواته في الجيش؟

كان تشن بنغشان قد عاد لتوه من زيارة شركة حفيدته وكان الوقت ظهرا لذا عاد إلى الفيلا خاصته نظرا لأنه لا يملك أي شيء لفعله وكانت الخادمة خلفه هي الخادمة الوحيدة التي يملكها فهو لا يحب كثرة الناس حوله لهاذا كان كانت الفيلا فارغة منذ الصباح

" هل لي أن أعرف من أرسلك " تحدث تشن بنغشان بصوت ضعيف نظرا لتقدمه في السن لكنه رغم ذلك ظل قويا

تجاهل لين يانتيان تشن بغشان تماما واستمر في التقدم نحوه بهدوء، عبس تشن بنغشان في استياء حيث كان له نفس فكرة الخادمة لكن ألا يعرف هذا الرجل كيفية القيام بعمله يأتي مباشرة إليه في الفيلا خاصته؟ ألم يحصل على أي معلومات من موكله؟ أراد تشن بنغشان أن يشير إلى الخادمة خلفه للتخلص من لين يانتيان فكونها الخادمة الوحيدة بجانبه دليل على ثقته بها وقدراتها العالية وإلا لتم التخلص من تشن بنغشان منذ زمن طويلا حيث تخلصت هذه الخادمة من جميع من حاول قتل سيدها

فوجئ تشن بنغشان عندما أدرك أنه لا يستطيع التحرك إطلاقا وحتى بعد أن وقف لين يانتيان أمامه مباشرة لم تتحرك الخادمة أو تقل كلمة واحدة، نظرا للتدريب الذي تلقته الخادمة فقد أدركت عجزها عن الحركة قبل أن يتحدث تشن بنغشان سابقا مما جعلها خائفة من أعماق قلبها

في البداية قام لين يانتيان فقط بتقييد الخادمة كي يتجنب قيامها بأي شيء للفتاة خلفه أو أن تطلب المساعدة بطريقة ما لكنه قيد تشن بنغشان أيضا لتجنب الإستماع إلى ثرثرته التي سئم سماعها في كل مرة

وقف لين يانتيان أمام تشن بنغشان ثم ظهرت رونية غريبة على كلتا يديه كانت الرونية الخاصة بفن الإلتهام الشرير وبدون أي تردد أمسك برأس تشن بنغشان وانتشر ألم لا يوصف في عقله

لم يعرف لين يانتيان أين يقع هذا المكان أو البيئة المحيطة به لذا كان عليه جمع بعض المعرفة هنا قبل أن يفعل أي شيء ولحسن الحظ كان فن الإلتهام الشرير كفيلا بحل هذه المشكلة حيث بدأ لين يانتيان في التهام ذكريات تشن بنغشان

كان هذا مجرد كوكب صغير يسمى الأرض وهو حاليا في مدينة سونغجيانغ في هواشيا هذا الرجل يسمى تشن بنغشان وهو قائد أركان هواشيا المتقاعد، كانت المعرفة حول هذا العالم تتدفق إلى عقل لين يانتيان باستمرار وبعد عشر دقائق كان قد انتهى من التهام ذكريات تشن بنغشان

عادة بعد التهام ذكريات شخص ما مع فن الإلتهام الشرير فإن ذلك الشخص سيصبح مختلا عقليا لم يبالي لين يانتيان في البداية بما يحصل لهذا العجوز لكنه غير رأيه بعد اكتساب المعرفة حول طريقة سير هذا العالم لذا بذل مجهودا إضافيا لحماية روح تشن بنغشان ولم يكن الأمر صعبا نظرا لكونه فانيا ولا يمكنه مقاومة غزو الروح إطلاقا

قبل أن يزيل لين يانتيان يده زرع أيضا ختم العبيد داخل روح تشن بنغشان من أجل استعماله للقيام ببعض الأمور وطبعا لم تسلم الخادمة من التهام الذكريات وزراعة ختم العبيد عليها

" اجلبي الفتاة هناك إلى غرفة ما " بعد سماع أمر لين يانتيان توجهت الخادمة نحو الفتاة وحملتها مثل الكيس على كتفها واستمرت في قيادة تشن بنغشان نحو الفيلا التي سبقهم لين يانتيان إليها بينما لم يجرأ تشن بنغشان على التفوه بأي شيء كي لا يزعج سيده فبعد زراعة ختم العبيد أصبح هو والخادمة مخلصين تماما للين يانتيان

اتباعا لأوامر لين يانتيان وضعت الخادمة الفتاة على سرير كبير في إحدى الغرف ثم غادرت تاركة لين يانتيان وحيدا مع الفتاة

اقترب لين يانتيان من الفتاة وضغط بإصبعه على عنق الفتاة لفحص نبضها ' يبدوا أنها سوف تستيقظ في أقل من يوم ' ولأنه سيكون من المزعج إذا هربت بينما لم يكن هنا فقد وضع إصبعه على جبهتها وتجمد على هذه الحال لأكثر من ساعتين، كان قد وضع ختما يمنعها من الحركة لضمان عدم هربها لكن هذا الختم كان له وضيفة أخرى وهي منع الفتاة من القيام بعمل غبي

بعد الإنتهاء من الختم نزل لين يانتيان إلى غرفة المعيشة حيث كانت الخادمة قد جهزت مائدة طعام كبيرة وكانت بانتظاره رفقة تشن بنغشان

لم يقل لين يانتيان أي كلمة ولم يزعج نفسه بالنظر إلى ' عبيد ' وجلس على المائدة كانت الرائحة المنبثقة من الطعام رائعة ولأن لين يانتيان لم يكن الشخص الذي يهتم بمظهره أمام الناس بدأ في التهام الطعام بسرعة كبيرة وشراهة فد كان جائعا حقا نظرا لأنه لم يأكل شيئا منذ فترة ولم تكن زراعته الحالية تسمح له بالإعتماد على التشي من الأرض والسماء لتعويض الطعام

بعد العضات الأولى ازدادت سرعة لين يانتيان في التهام الطعام

' اللعنة هذا الطعام لذيذ جدا ما الذي كان النمل من عوالم الفانية الأخرى يفعلونه؟ '

سابقا في جميع العوالم الفانية التي تناسخ فيها لين يانتيان كانت الحضارة بدائية بعض الشيء ولم يكن الطعم مهما للعامة هناك بل كانوا يهتمون بالعيش والبقاء على قيد الحياة ولم يزعج لين يانتيان نفسه بمحاولة تسلق السلم الاجتماعي للتمتع بالرفاهيات لذا في الغالب كان يأكل الفواكه وبعض الأطعمة المحلية

' اللعنة لما لم آتي إلى هذا العالم من قبل؟ لقد ضيعت حياتي كلها في مكبات النفايات ' كان لين يانتيان يلعن في قلبه دون توقف وكان غاضبا ومحبطا لدرجة أنه نسي استحالة تناسخه في أي مكان يحتوي على التشي من الأرض والسماء والإسثناء الوحيد هو التناسخ في جسده الحقيقي

في أقل من خمس دقائق كان لين يانتيان قد جعل المائدة أمامه نظيفة بكل معنى الكلمة حيث كان بالإمكان رؤية انعكاس وجهه على الصحون أمامه حتى المتشرد الذي لم يأكل لشهر لن يكون مثل لين يانتيان لقد قضى لوحده على طعام عشر أشخاص في أقل من خمس دقائق إن شارك في مسابقات الشراهة فستكون كارثة على جيوب المنظمين

أراد لين يانتيان في البداية تناول المزيد لكنه عرف أنه قد أكل كل شيء وأن تحظير المزيد سيستغرق وقتا

" اجلبي لي بعض الملابس والمال " بما أنه وصل للتو فقد أراد التجول في المدينة لذا طلب بعض الملابس أو كانت هذه نيته الأصلية قبل تناول الطعام لذا طلب المال كي يتمكن من تجريب مختلف الأطعمة وبالإعتماد على ذكريات الخادمة لن يكون التجول أمرا صعبا

" نعم سيدي، من فضلك اتبعني "انحنت الخادمة بأدب وطلبت من لين يانتيان أن يتبعها نحو خزانة الملابس حيث أنها كانت خادمة ذكية فقط طلبت سابقا توصيل الكثير من الملابس وبقدراتها فإن تخمين مقاسات لين يانتيان لم يكن صعبا

أما تشن بنغشان فقد تم تجاهله بالكامل لكن لم يكن لديه أدنى استياء بل السعادة لمجرد تواجده مع سيده كان هذا هو تأثير ختم العبيد

بعد بعض الوقت عاد لين يانتيان إلى غرفة المعيشة وكان قد استحم وغير ملابسه، كان يرتدي قميصا وسروالا وحذاء مع علامات تجارية عادية للغاية فهو حقا لا يحب البروز والأمور المزعجة كما أخذ معه مئة ألف نقدا وبطاقة ائتمانية وقبل أن يغادر التفت إلى تشن بنغشان وقال

" جهز لي هوية مع اسم لين يانتيان وعمر 18 عاما وقم بتسجيلي في مدرسة ثانوية "

لم ينتظر لين يانتيان استجابة تشن بنغشان وغادر الفيلا على الفور

' نظرا لأنني سأظل في هذا العالم لفترة فعلي اتباع أسلوب هذا العالم وتأسيس نفسي هنا ' كانت هذه الكلمات منطقية إذا أراد تجنب المشاكل والإزعاج كما احتاج إلى أشخاص يبحثون له عن الأعشاب لكن نيته الحقيقة هي القدرة على تذوق جميع أصناف الطعام في هذا العالم والإستمتاع بحياته هنا إن كان كل ما يريده هو الأعشاب فسيكون من الأفضل البحث بنفسه وبهذه الطريقة سيتجنب المشاكل ولفت الإنتباه غير الضروري

2019/10/24 · 1,302 مشاهدة · 1282 كلمة
RedNoble
نادي الروايات - 2024