أمضى لين يانتيان المساء كله يزور مختلف المطاعم والمحلات حيث تناول كل شيء وقعت عليه عيناه حتى حلوى الأطفال لم تسلم منه

ولماذا يستطيع الأكل هكذا؟ الجواب بسيط مهما كانت كمية الطعام التي يأكلها يستطيع امتصاصها وتحويلها إلى طاقة بسرعة كبيرة باستعمال فن الإلتهام الشرير والذي يمكن صاحبه حرفيا من التهام كل شيء

بينما كان لين يانتيان يتجول بشكل عشوائي في المدينة حاملا بعض أعواد الشواء التي كان يحشوها في فمه بشراهة مع العديد من الأكياس الأخرى المليئة بأنواع مختلفة من الطعام لاحظ محلا لبيع الأعشاب الطبية والأدوية الصينية لذا قرر الدخول وإلقاء نظرة

لحسن الحظ كان المحل فارغا فبسبب التقدم والتطور التكنولوجي أصبح الناس يعتمدون على الطب الشرقي فقط كحل أخير بعد فشل الطب الحديث لذا كان الإقبال على هذه المحلات قليلا

دخل لين يانتيان المحل ووجد فيه رجل يبلغ حوالي خمسين عاما جالسا خلف مكتبه وعندما لمح الرجل لين يانتيان يدخل إلى المحل قال فورا

" كيف يمكنني أن أساعدك أيها الشاب " كانت لهجة الرجل مؤدبة دليلا على رجل محترم يحب عمله لكن لين يانتيان لم يهتم به على الإطلاق ولم يزعج نفسه بالرد ثم اقترب وأمسك رأس الرجل بيده، أراد الرجل الصراخ والمقاومة لكن لين يانتيان استعمل طاقته الداخلية لشله ومنعه من إصدار أي صوت وفي اللحظة التالية شعر الرجل بألم لا يوصف في رأسه لكنه كان عاجزا عن إصدار أي صوت على الإطلاق

' هاهاهاها، لم أزعج نفسي بسؤال النمل وأنا أستطيع الحصول على كل الأجوبة التي أريد بنفسي ' طبعا استعمل لين يانتيان فن الإتهام الشرير من أجل التهام ذكريات هذا الرجل وبعد بعض الوقت غادر لين يانتيان المحل تاركا خلفه رجلا فاقدا للوعي

' لحسن الحظ أن هذا المحل لم يملك آلات تصوير ' بعد التهام ذكريات تشن بنغشان وخادمته كان لين يانتيان حريصا على تذكر كل المعلومات المهمة التي قد تفيده ولحسن الحظ كان تشن بنغشان رجل جيش لذا كانت معرفته مفيدة للغاية فسيكون الأمر مزعجا إن تمت ملاحقته من قبل المئات من النمل

من ذكريات الرجل من المحل عرف لين يانتيان بعض المعلومات عن تجارة الأعشاب وأسواقها وأكبر الموردين لكن نظرا لأنه كان مجرد محل صغير لم يكن هناك أي شيء مفيد فأغلب ما كان موجودا هي أعشاب عادية قد تكون مفيدة للبشر لكن ليس للين يانتيان

ولأنه سيكون مزعجا إذا ظهرت العديد من حالات الجنون لأصحاب محلات الأعشاب الطبية قرر لين يانتيان إنهاء بحثه الصغير والعودة إلى التنقيب عن الطعام

بحلول الليل كان لين يانتيان قد زار نصف المطاعم والأكشاك في المدينة وحان دور المطاعم الراقية فالأشياء الجيدة تترك إلى النهاية

كان أول وأقرب مطعم راقي للين يانتيان مطعما فاخرا على الطراز الغربي ' مطعم تشارلز ' كان هذا هو اسم المطعم الذي أراد لين يانتيان الدخول إليه لكن للأسف كان هناك أشخاص سئموا من العيش

" توقف مكانك " سد رجل ضخم قوي البنية وهو يقول " فقط الأعضاء يمكنهم الدخول يرجى إظهار بطاقة عضويتك "

كان مطعم تشالز مطعما ليليا وكان هذا الحراس متواجد أغلب الوقت لكن لم يسبق له رؤية لين يانتيان هنا لذلك أوقفه لكنه لم يعرف أن هذا كان بمثابة حكم الإعدام على نفسه

تعكر مزاج لين يانتيان السعيد بمجرد أن قاطعه هذا الحارس ثم نظر لين يانتيان إلى الحارس الآخر بجانبه ' اللعنة عليكم تريدون إيقاف طريقي؟ ولا حتى ياما يجرأ على إيقاف طريقي ' لعن لين يانتيان في قلبه وكان على وشك التخلص من الحارسين أمامه في نوبة غضب قبل أن يتذكر بعض المعلومات من ذكريات تشن بنغشان حول نظام العضوية ' اللعنة أي نوع من التعاويذ توضع في طعام هذا الكوكب حتى أنني فقدت هدوئي للحظة '

" نعم نعم ها هي " لم يرد لين يانتيان تضييع الوقت وأخرج بطاقة سوداء سلمها إلى الحارس الذي صدم وفقد هدوئه بعد رؤيتها، لم تكن هذه بطاقة عضوية بل كانت تصريح الجيش !! وأسرع من قلب صفحات الكتاب غير الحارس سلوكه تجاه لين يانتيان تماما وسمح له بالدخول

دخل لين يانتيان المطعم ولم يزعج نفسه بنملة ميتة على أي حال ' همبف تجرأ على تأخير وجبتي؟ هذا ما تستحقه ' حاليا بالنسبة للين يانتيان كل ثانية ضائعة تعني طعاما أقل وكان هذا الحارس بالفعل تجرأ على تضييع عشر ثواني من وقته

دخل لين يانتيان المطعم حاملا أكياس طعامه وجلس على أقرب مائدة إليه وبسرعة وصل نادل إليه قائلا "سيدي ما هو طلبك "

" أحضر كل شيء يستطيع المطعم تقديمة بسرعة "لم ينظر لين يانتيان إلى قائمة الطعام لأنه كان ينوي تجربة كل ما لديهم

تفاجا النادل من طلب لين يانتيان وقبل أن يسأل مجددا للتأكد مما سمعه تجمد بسبب نظرة لين يانتيان، ابتلع النادل ما كان على وشك قوله وغادر على الفور وبعد فترة قصيرة بدأت الأطباق في الوصول إلى مائدة لين يانتيان دون توقف ومن دون انتظار بدأ لين يانتيان الأكل بشراهة

عند رؤية هذا المشهد المثير للإشمئزاز لم يستطع الحضور متابعة وجبتهم بهدوء، وكان جميع النادلين مترددين في التحدث مع لين يانتيان فأي شخص يستطيع عبور الباب والدخول يملك خلفية كبيرة لا يستطيع أي منهم معارضتها لذا كانوا يأملون في أن يتحدث إليه أحد الحضور قبل وصول الأمر إلى مالك المطعم

على أقرب طاولة للين يانتيان جلس أربعة أشخاص رجلان وامرأتان وواضح من ملابسهم أنهم ليسوا مجرد أثرياء بل فاحشي الثراء

" كيف دخل هذا العامي إلى هنا؟ " تحثت أحد الفتاتين والتي تسمى تشاو رونغ رونغ مع اشمئزاز شديد

" همبف من الواضح أن أحد الضيوف قد أحضره وإلا كيف يتمكن عامي قذر مثله من الدخول " تحدثت الفتاة الأخرى المسماة سو تشنغ

التفتت سو تشنغ نحو أحد الشابين وقالت بحنان " ما رأي الأخ وانغ؟ "

جينغ وانغ " لا بد أنه قام بخدمة ما لأحد الأثرياء لذا كافئه بوجبة مثل العثور على ابنته الضائعة أو شيء كهذا " كان وجه جينغ وانغ مليئا بالثقة وهو يقول هذه الكمات

تحث الشاب الآخر " كما هو متوقع من الأخ وانغ أنت ذكي حقا "

" جو شينغ توقف عن تملق الأخ وانغ هكذا هو لن يساعدك في كل مرة تحتاج فيها إلى المال " تحدث سو تشنغ مع بعض الغضب ' هذا الوقح جو شينغ إنه دائما مع الأخ وانغ فقط بسبب المال '

تحدث جو شنغ فورا للدفاع عن نفسه " مهلا أنا لا أتملقه أنا والأخ وانغ مثل إخوة حقيقين " كما لعن في قلبه ' حقيرة أنت فقط متعلقة به بسبب عائلته ألم تكوني في السابق تطاردين تشنغ يو '

" ليس عليك إثبات شيء فنحن إخوة والثقة أمر ضروي بيننا " أجاب جينغ وانغ بابتسامة لتخفيف الأجواء

ثم نهض جينغ وانغ من مكانه قائلا " جو شنغ تعال معي لنتحدث مع هذا العامي "

" هيهي، الأخ وانغ مراعي حقا للتحدث مع عامي بدل طرده مباشرة " لم يفوت جو شنغ الفرصة لمدح جينغ وانغ

اقترب جينغ وانغ وجو شينغ من لين يانتيان ثم قال جينغ وانغ بأدب " أيها الزميل هل لي ببعض من وقتك؟ "

تجاهل لين يانتيان حديث جينغ وانغ تماما وتابع الأكل بدون تباطئ

غضب جو شينغ وبدأ بالصراخ " أيها العامي ألا ترى أن الأخ وانغ يريد التحدث إليك كيف تجرأ على تجاهله هل تعرف من هو؟ " أراد جو شينغ الإستمرار في الصراخ لكن جينغ وانغ أشار إليه كي يتوقف ثم تابع دون أن يختفي الإحترام في أسلوبه " أيها الزميل هل يمكنك أن تأكل بطريقة أكثر تحضرا؟ فأنت تزعج الحضور "

مازال لين يانتيان يتجاهلهما تماما مما جعل جو شينغ يفقد السيطرة " أيها الوغد هل تعرف من أنا أنا جو شينغ والدي هو المدير التفيذي لشركة شينغ " حاول جينغ وانغ إيقافه مجددا لكنه فشل هذه المرة ' هذا الأحمق هل هذا مطعم راقي وجميع الزبائن هنا أشخاص مهمون هل تريد تدمير سمعتي؟ ' أراد جينغ وانغ حقا الرحيل وترك جو شينغ لأنه لم يرد أن يملك الزبائن هنا انطباعا سلبيا عنه لكنه لم يستطع ترك صديقه

أخرج جو شينغ بطاقة ائتمان ورماها نحو لين يانتيان " أنظر إلى نفسك تبدوا كشخص لم يأكل شيئا في حياته أشعر بالخجل من التواجد معك في نفس المكان هذه البطاقة تحتوي على مئة ألف خذها وغادر "

ما زال لين يانتيان يتجاهلهم ويستمر في الأكل دون توقف رغم كل ما قاله

انفجر جو شينغ ولم يستطع التحمل بعد الآن وأراد ضرب لين يانتيان، منذ متى تمت معاملته هكذا؟ مجرد عامي يجرأ على تجاهله كيف لا يغضب

لكن قبل أن يوجه لكمته سمع صوت شخص ما

" هل يمكنك أن تعطي هذا الرجل العجوز بعض الوجه وتتوقفا؟ "

نظر الجميع باستثناء لين يانتيان نجو المدخل حيث وقف رجل عجوز يرتدي بدلة سوداء فاخرة بجواره فتاة شابة فائقة الجمال

وقفت تشاو رونغ رونغ التي كانت تشاهد العرض بصمت وتوجهت بسرعة نحوهما

" جدي، الأخت ليفي أخيرا وصلتما "

" هاها حفيدة جيدة اليوم هو عيد ميلادك كيف لا آتي؟ " كان هذا الرجل يدعى تشاو فانغ جد تشاو رونغ رونغ وتشاو ليفي وقد جاء مع تشاو ليفي للاحتفال بعيد ميلاد تشاو رونغ رونغ

رغم ثراء عائلة تشاو إلا أن تشاو رونغ رونغ فضلت الإحتفال فقط مع أصدقائها المقربين وأختها وجدها بدل إقامة حفلة بسبب بعض المشاكل مع والديها

2019/10/24 · 1,157 مشاهدة · 1425 كلمة
RedNoble
نادي الروايات - 2024