توجه لين يانتيان نحو البيانو وجلس بجانب الفتاة نظرا لأن المقعد كان واسعا بعض الشيء وظل يحدق في البيانو للحظات بينما ظلت الفتاة تحدق في لين يانتيان دون قول شيء

فجأة رفع لين يانتيان يديه وبدأ في العزف على البيانو بمهارة فائقة

كانت هذه هي المرة الأولى التي يعزف فيها لين يانتيان على البيانو لكنه قد حفظ نغمات مفاتيح البيانو أثناء مراقبة الفتاة

كان اللحن الذي عزفه لين يانتيان مشابها قليلا للحل الذي عزفته الفتاة لكنه في نفس الوقت كان مختلفا اختلاف السماء والأرض

شعرت الفتاة أثناء الإستماع إلى اللحن الذي يعزفه لين يانتيان بمفهوم أكثر عمقا وشمولا للحياة مما عزفته هي، ما عزفته كان يحتوي على المشاعر التي يشعر بها الأشخاص وكان هذا مفهوما سطحيا للحياة

لكن ما عزفه لين يانتيان كان أكثر شمولا حيث شعرت الفتاة أنها تجرب حيوات لا تعد ولا تحصى كما لو أنها تمر بالعديد من التناسخات داخل عجلة سمسارا لا نهائية

لكن الأمر سرعان ما انتهى لأن لين يانتيان لم يستمر طويلا في العزف

نهض لين يانتيان وجلس على كرسي آخر كان موجودا في الغرفة وكانت تعابيره متجهمة لأنه على وشك فعل شيء لا يحب فعله

لين يانتيان " أعطني اسما " كانت كلمات لين يانتيان خالية من أي غضب أو مشاعر أخرى فهو لن يكون لين يانتيان إن تحكمت فيه عواطفه أكثر من ثانية واحدة

قالت الفتاة باستغراب " ما الذي تقصده؟ "

لين يانتيان " بما أنه وقت الغداء فإن جميع الطلبة يجب أن يكونوا الآن في المقصف والشخص الوحيد الذي لن يكون هناك باستثناء فنغ يانغ هو أنت لينغ تشينغ تشو، هل أنا محق؟ "

ابتسمت لينغ تشينغ تشو ولم ترد على لين يانتيان

لين يانتيان " أنت لديك ثلاث نجوم وخلفية باهرة كما أنك لا تخشين فنغ يانغ لكنك تعيشين في شقة عادية للغاية وتأكلين طعاما رخيصا وهذا يعني شيئا واحدا وهو أنك لست على وفاق مع عائلتك ويبدوا أن هذا حدث مؤخرا فقط لأن فنغ يانغ لا يعرف وإلا لما تجرأت على الاستمرار في المجيء إلى هنا وقت الغداء، هناك العديد من الإحتمالات لسبب تركك لعائلتك لكنني أعتقد أنه سيكون أكثر سبب بسيط وتقليدي يمكن أن يحصل لفتاة جميلة مثلك وهو الزواج المدبر "

لم تنكر لينغ تشينغ تشو كلام لين يانتيان كما لم تأكده أيضا فقط استمرت في الإبتسام

لين يانتيان " لقد أنقذت حياتي ولن أسألك لماذا فقط أعطني اسم شخص أو عائلة أو منظمة وسأقضي عليها وأخلصك من مشاكلك أم أنك تريدين شيئا آخر كتعويض؟ "

لينغ تشينغ تشو " أنت تريد مساعدتي لسداد دين إنقاذك؟ " أخيرا تحدث لينغ تشينغ تشو وكان صوتها عذبا وجميلا مثل ألحانها لكن لين يانتيان لم يهتم وقال

لين يانتيان " نعم "

ابتسمت لينغ تشينغ تشو وقالت " هل أنت تشخص يفي بكلماته؟ "

استغرب لين يانتيان السؤال وكان لديه شعور سيء لكنه أجاب " نعم "

ازدادت ابتسامة لينغ تشينغ تشو وقالت " إذا ألا يجب عليك سدادي بشكل عادل؟ "

لين يانتيان " بالتأكيد " لم يكن لين يانتيان في مزاج للتفكير فيما تفكر به هذه الفتاة لأنه كان عليه أن يفعل أيا كان ما تقوله

لينغ تشينغ تشو " بما أنك تفكر هكذا هل تعتقد أن قيمة حياة العالم كله مساوية لقيمة حياتك؟ "

حتى لو لم يرد لين يانتيان التفكير في أي شيء فمن السهل توقع مسار هذه المحادثة رغم أنه لا يمانع الكذب والخداع إلا أنه هناك أمور لا يستطيع الكذب فيها

لين يانتيان " بالطبع حياتي أثمن "

لينغ تشينغ تشو " إذا كيف ترد دين إنقاذ حياتك بشيء أقل قيمة بكثير؟ "

كان كما توقع لين يانتيان تماما

لين يانتيان " ما الذي تريدينه؟ "

ظهر احمرار خفيف على وجه لينغ تشينغ تشو وقالت بخجل " أريد أن أكون امرأتك "

ضاقت عينا لين يانتيان وقال " لماذا؟ "

اختفى الخجل من وجه لينغ تشينغ تشو وأجابت ببساطة " لأن هذا يضمن لي السلام والمجد الأبديان "

لين يانتيان " يمكنني ضمان سلامتك إلى الأبد دون الحاجة إلى هذا "

لينغ تشينغ تشو " لا، لأن الأمر لا يتعلق بك شخصيا فقد لا تقوم بذلك بجدية لكن إن أصبحت امرأتك فلن تسمح لأحد بأن يؤذيني أبدا لأن الأمر متعلق بك مباشرة "

لين يانتيان " رغم قولي إنني لن أسأل إلا أنني أريد أن أعرف حقا لماذا ساعدتني لا تبدين من النوع الذي ينقذ الناس من باب اللطف ورغم غطرستك تريدين أن تكوني امرأتي؟ هذا غير منطقي للغاية "

ابتسمت لينغ تشينغ تشو ابتسامة خجولة واحمرت خدودها مجددا وقالت " ماذا لو قلت إنني قد وقعت في حبك من النظرة الأولى "

سخر لين يانتيان وأجاب " نبضات قلبك وتنفسك هادئان بالنسبة لفتاة تعترف بحبها "

اختفى الخجل من وجه لينغ تشينغ تشو بسرعة مجددا " أنت محق الحب والصداقة يكونان بين شخصين من نفس المستوى أما بالنسبة لأشخاص من عوالم مختلفة فإن هذا يسمى استغلالا "

لين يانتيان " إذا أنت تستغلينني؟ لكنك لم تجيبي عن سؤالي لماذا؟ "

لينغ تشينغ تشو " وإن رفضت؟ "

لين يانتيان " أستطيع استخراج أي معلومة منك إذا أردت "

كانت هذه الكلمات بسيطة لكنها مليئة بالتهديد

أدركت لينغ تشينغ تشو أنه لا يجب عليها العبث كثيرا لذا أجابت " لقد رأيت صورة لك من قبل "

تفاجأ لين يانتيان كيف يعقل أن هناك صورة له على الأرض؟ لم تكن هناك سوى صورتين له في الكون كله ويمكنه ضمان أنه لا توجد واحدة ثالثة

بدا لين يانتيان كما لو أنه فكر في شيء وقال " مازلت تملكين ذكرياتك؟ "

تفاجأت لينغ تشينغ تشو لكنها أومأت " نعم "

لين يانتيان " هل تعرفين من أنا؟ " استمر لين يانتيان في السؤال

لينغ تشينغ تشو " لا، لكن بما أن صوتك موجودة في ذلك المكان فأنت لست شخصا عاديا "

لين يانتيان " ولم كنت متأكدة من أنه أنا؟ "

لينغ تشينغ تشو " يستحيل أن يتم السماح بوجود شخص يملك نفس وجهك صحيح؟ " بدا الأمر على لسان لينع تشينغ تشو بديهيا كما لو أنه لا يحتاج إلى أي تفكير

لين يانتيان " حسنا هل أنت متأكدة من أن هذه هي رغبتك يمكنك طلب أي شيء وسأحققه له "

لينغ تشينغ تشو " مهما كان ما ستعطيني إياه فهو أسوء مما سأحصل عليه إن أصبحت امرأتك "

لين يانتيان " حسنا قد أكون شخصا يلتزم بكلمته لكنني أيضا شرير لا يلتزم بوعوده إن تم تجاوز الخط وهذا ما تفعلينه الآن "

أدركت لينغ تشينغ تشو بسرعة مغزى كلام لين يانتيان " إذا تقول إنني لا أستحق التواجد بجانبك وأنك تفضل نقض وعدك على أن تهين نفسك؟ "

لين يانتيان " تماما "

لينغ تشينغ تشو " ما الذي يجب علي فعله لأكون مؤهلة؟ "

هز لين يانتيان رأسه وقال " مهما فعلت فهذا مستحيل عليك، إن تم تصنفي على أنني السماوات فأنت مجرد نملة وحتى يكون الأمر بالكاد مقبولا يجب أن تكوني ' شخصا ' على الأقل وبما أنني لا أريد نقض وعدي فسأمنحك فرصة لتكوني شخصا "

حدقت لينغ تشينغ تشو بلين يانتيان في انتظار ما سيفعله

2019/11/04 · 981 مشاهدة · 1104 كلمة
RedNoble
نادي الروايات - 2025