بمجرد أن خرج لين يانتيان من المكتب وأغلق الباب ظهرت كرة ضوئية باهتة بجانب لين يانتيان

" هل عثرت عليها؟ " " جيد تستطيع الذهاب "

كانت هذه الكرة الضوئية الصغيرة في الواقع شبحا !!

كان هذا الشبح هو شبح الحارس الذي قتله لين يانتيان في يومه الأول على الأرض لأنه ضيع عشر ثوان من وقته الثمين للأكل، عندما قتله كان قد وضع بصمة روح عليه لاستعباد شبحه ومنعه من دخول دورة التناسخ فقد كانت للأشباح العديد من الفوائد

مثلا سابقا عندما فجر لين يانتيان مطعم الشمس أرسل هذا الشبح لجلب بعض أشباح الضحايا لكنه لم يتوقع أن هذا القرار قد أنقذه فقبل أن يفقد لين يانتيان وعيه كان قد أمر الأشباح بحمله بعيدا لكن للأسف كانت أشباحا قد ولدت للتو ولم تكون لديهم الكثير من الطاقة لذا استطاعوا حمله وإبعاده عن المكان قليلا فقط قبل أن يختفوا بالكامل وكان الناجي الوحيد هو شبح الحارس هذا لأن لين يانتيان كان قد أعطاه بعض التشي سابقا وأبقاه لمراقبة وتسجيل ما يحدث من حوله أثناء فقدانه للوعي

ومما رآه في التسجيل فقد التقطته فتاة وأخذته إلى شقتها وقامت برعايته رغم أن كل ما فعلته هو بعض الإسعافات الأولية لأن أغلب إصابات لين يانتيان كانت إصابات داخلية لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة ويبدوا أن تلك الفتاة كانت طالبة هنا في ثانوية هاو وان لأن الزي المدرسي لثانوية هاو وان كان موجد في شقتها

وكانت هذه هي النقطة التي أزعجت لين يانتيان فلولا هذه الفتاة لربما كان قد مات

هو لن يموت بسبب الإصابات لأن قدراته على التعافي كانت عالية جدا لكن أثناء التعفي لم يستطع فعل أي شيء كما كانت جميع الأشباح قد ماتت والشبح الوحيد المتبقي ليس له فائدة سوى تخويف الضعفاء لأنه لن يستطيع فعل شيء إذا جاءت الشرطة واعتقلته كمشابه به نظرا لقربه من موقع الحادثة

لين يانتيان لن يقبل أبدا أي مساعدة لم تأتي بجهده أو من قبل أحد أتباعه أو شخص تلاعب به كانت مساعدة هذه الفتاة شفقة كاملة تجاه لين يانتيان وهذا ما لن يقبله لين يانتيان أبدا لهذا كان عليه رد دينه لها وبأقصى سرعة ممكنة

لذا بدأ لين يانتيان في السير نحو المكان الذي أخبره به الشبح

كان لين يانتيان غارقا في التفكير بينما كان يسير في الرواق متوجها نحو مكان تلك الفتاة ظهر شاب في الجانب الآخر من الرواق الخالي نظرا لأنه كان وقت الغداء

كان شابا طويل القامة ووسيما للغاية مع ملامح قاسية بعض الشيء وجو بارد محيط به مجرد حضوره كان كافيا لانخفاض درجة الحرارة في الجو

كان فنغ يانغ !!

كان فنغ يانغ يسير مكتئبا قليلا، بالأمس كان بعض الرجال قد ذهبوا للتخلص من تشن مو لكنهم قتلوا جميعا حيث تم العثور على جثثهم ومن الواضح أنها كانت معركة من جانب واحد

لم يكن فنغ يانغ مكتئبا بسبب موت رجاله لأنهم كانوا مجرد بيادق بالنسبة له لكنه كان مكتئبا بسبب النتائج المترتبة عن ذلك مما جعله يندم على أمر رجاله بالتخلص مباشرة ممن يعترضون طريقا دون أخذ رأيه لكن يبدوا أن أتباعه كانوا أغبى مما كان يتوقع

فالجميع يعرف من هو فنغ يانغ وطبعا بما أن تشن مو كان طالبا قي ثانوية هاو وان فقد كان يعرف جيد من هو فنغ يانغ لكنه تجرأ على السير أمامه وهذا يعني أنه لم يكن خائفا منه

في حالة كهذه كان يجب عليهم إرسال بعض المجرمين المحليين لاختبار قدراته أولا وإخفاء أنهم كانوا ورائهم

لكن الآن فقد تحول الأمر إلى حرب لن تنتهي ما لم يسقط أحد الطرفين فمن سيتبعه إن لم ينتقم لأتباعه بعد أن قتلهم شخص مجهول؟

تنهد فنغ يانغ في حزن ' هيهه، يبدوا أن عليه تثقيف أتباعي مجددا وتعديل القواعد '

فجأة أدرك فنغ يانغ أن هناك شخصا قادما من الإتجاه الآخر لكنه لم يكن تشن مو أو لينغ تشينغ تشو منذ متى أصبح الناس هنا جريئين للغاية؟ هل لأنه لم يفعل شيئا كبيرا مؤخرا؟ لا فسمعته قوية ويستحيل ألا يسمع عنه أي طالب فمن هذا؟

حدق فنغ يانغ في لين يانتيان دون أن يوقف خطواته بينما تجاهله لين يانتيان ولم ينظر إليه من الأساس وظل غارقا في أفكاره

كان فنغ يانغ مستاء من تجاهل لين يانتيان ثم تذكر أن طالبا آخر بجانب يي تشو شيا قد انتقل بالأمس واعتقد فورا أنه لين يانتيان فبعد كل شيء كان المدير شخصيا قد رحب بهما لذا فقد سمع فنغ يانغ عن ذلك

' يبدوا أنه لم يسمع عني بعد '

كان من الطبيعي أن يفكر فنغ يانغ هكذا لأن هذا هو التفسير المنطقي الوحيد كما أنه لن يصدق أن هناك العديد من التنانين الرابضة في هذه الثانوية حتى لو وجدوا فلم يظهرون جميعا في نفس الوقت؟

استغرق الأمر نصف دقيقة حتى أصبح الإثنان على بعد بضعة أمتار من بعضهما وبالصدفة فقد كانا على مسار واحد أي أنه ما لم يبتعد أحدها فسيصطدمان

لاحظ فنغ يانغ أن لين يانتيان ما زال يتجاهله وكان ينوي ضرب لين يانتيان إذا لم يتنحى عن الطريق لكنه فجأة توقف عن الحراك

شعر فنغ يانغ فجأة بخوف شديد لدرجة عجزه عن الحركة كان الأمر كما لو أن كل خلية في جسده قد تجمدت شعر كما لو أنه نملة تتم الدوس عليها من قبل السماء نملة ليس لها أي أهمية

كان فنغ يانغ خائفا لدرجة أن ساقيه بدأت بالإرتعاش ولم يستطع الوقوف بعد الآن وسقط على عقبه مبتعدا عن طريق لين يانتيان

تابع لين يانتيان طريقه ولم يلتفت إلى فنغ يانغ لا بل لم يظر إليه طوال الوقت فقد ظل مركزا في أفكاره لدرجة أنه لم ينتبه لفنغ يانغ على الإطلاق وتابع طريقه دون أن يدرك أن هناك شخصا مرميا على الجانب

بما أنه وقت الغداء يفترض بلين يانتيان أن يذهب إلى المقصف إذا أراد العثور على شخص ما لكنه لم يفعل وتوجه نحو قاعات الموسيقى

عندما كان لين يانتيان قريبا من قاعات الموسيقى بدأ بسماع لحن جميل كان هذا اللحن مليئا بجل المشاعر التي يعرفها الإنسان الغضب، الحزن، السعادة، الكآبة، كان هذا اللحن ينتقل بين المشاعر بسلاسة تامة حتى لين يانتيان أعجب حقا بهذا اللحن فالمستمع يشعر كما لو أنه عاش حياة ثانية أثناء الإستماع إليه

وصل لين يانتيان إلى إحدى القاعات ودخل إليها مباشرة دون عناء طرق الباب

في الداخل كانت غرفة مدرسية عادية عدى وجود بيانو كبير والعديد من الأوراق التي تحوي على نوتات موسيقية أمام البيانو جلس فتاة جميلة للغاية رغم أنها لا تقارن بيي تشو شيا إلا أنها تستحق وصفها بالجمال

كانت أصابعها تعزف على البيانو بسلاسة كما لو أنها أصبحت واحدا مع البيانو والألحان حتى أنها لم تلاحظ وصول لين يانتيان وبعد حوال خمس دقائق توقفت عن العزف أخيرا

تصفيق، تصفيق، تصفيق، تصفيق

سمعت الفتاة صوت تصفيق تبعه بعض الكلمات

" دمجك لمفهوم الحياة مع الموسيقى رائع حقا أنا أثني عليك "

2019/11/02 · 1,016 مشاهدة · 1049 كلمة
RedNoble
نادي الروايات - 2025