2 - لين يانتيان، النهاية هي البداية

وقف لين يانتيان بثبات أمام الجميع مركزا نظراته على زي يو مع ابتسامة عريضة تعلوا وجهه ويمكن رؤية بعض السعادة داخل ابتسامته الساخرة

" كيف؟" قالت زي يو ببطء، كان هذا هو السؤال الوحيد الذي يشغل بالها، كيف اكتشف خطتها؟ هل كانت مصادفة؟ أم أنه أتى هنا وهو يعرف بقدومهم؟

لكن لا يفترض أن يتمكن أي شخص هنا من اكتشاف خطتها، كيف إذا أتى هذا الرجل هنا

أصبحت ابتسامة لين يانتيان أكبر وقال "بدل طرح الأسئلة على ألا يفترض أن تفكري بطريقة للنجاة؟" كانت نبرة لين يانتيان مليئة بالتوقع، ليس عن كيفية محاولتها الهرب من هنا لأن هذا مستحيل تماما بل ' النتيجة'

عند سماع كلام لين يانتيان لم تعره زي يو أي انتباه بشكل خاص لأنها لم تتوقع أن تخسر في اشتباك مباشر أمامه، سخرت منه في قلبها قد يكون الأقوى هنا لكنه مجرد نملة في عينيها

فجأة اتسعت أعين زي يو في صدمة حيث لاحظت وجود غاز محيط بها وعائلتها وقبل أن تحصل على فرصة لفعل أي شيء شعرت بالخدر يسري في كامل جسدها ثم سقطت على الأرض رفقة عائلتها التي ماتت بالفعل

"م - ما هذا؟ " أرادت زي يو التحدث لكنها اكتشفت أنها كانت عاجزة عن إصدار أي صوت على الإطلاق

' سم !! ' أدركت زي يو ماهية الغاز الذي استنشقت قبل لحظة، سم قوي يشل الضحية ويؤدي إلى الموت المباشر حتى شخص مثلها لن يعيش سوى للحظات إضافية وعدم قدرتها على التحرك يعني أنها لا تستطيع فعل أي شيء حنى لو تحركت ما الذي ستفعله؟ والداها وأخوها الصغير قد ماتوا بالفعل

اقترب لين يانتيان من زي يو بخطوات ثابتة وسريعة حتى أصبح أمامها مباشرة ولا تفصل بينهما سوى بضعة سنتمترات، وقف أمامها ونظر إليها من الأعلى إلى الأسفل

" كانت خطة جيدة للغاية لكنك كنت متعجرفة بعض الشيء " هنا تغير تعبير لين يانتيان وأصبح وجهه باردا وخاليا من أي عواطف

" افتعال الفوضى في المنطقتين التاسعة والسابعة لإبعاد الجنود عن المنطقة الثامنة واستعمال المعركة في الإتجاه الآخر كتأمين"

" على الأرجح أن أسرة شياو تم قتلهم من قبلك كما أن اختفاء الأموال على الأرجح بسببك أيضا واختيارك للوقت المناسب أثناء المعركة مع عصابة وو تيان لتنفيذ هذا، تفكيرك صحيح بأننا لا نستطيع تأجيل حكم الإعدام بسبب عصابة مثل وو تيان رغم أنني لا أعرف كيف استطعت معرفة رغبتهم في الإنضمام لنا وبالنسبة للنتيجة فهي واضحة لشخص بذكائك "

" وأكثر شيء مثير للإهتمام هو المادة الرملية السوداء التي ملئت بها الساحة المركزية والمنطقة السابعة، أنا حقا لم أعرف ما كانت لكنني لم أتوقع حقا أن تكون مادة متفجرة، أحسنت رائع حقا "

أثناء قول هذا بدأ لين يان تيان في التصفيق مظهرا إعجابه الشديد

لم تستطع زي يو كبح صدمتها بعد سماع كلامه

" ما الذي يعنيه هذا؟ هل يعني أنه توقع كل شيء؟ كيف؟ وكيف أعرف أن البارود مادة متفجرة؟" بعد سماع كلمات لين يانتيان عجزت زي يو عن التفكير بشكل سليم

" مستحيل ! هذا مستحيل، يستحيل أن يتمكن شخص مثله من فعل هذا " رفضت زي يو قبول الحقيقة أمامها فهي لم تتوقع أبدا وجود شخص مثل لين يانتيان بل حتى أنها احتقرته عندما سمعت عنه، لكن هذه النملة قد عاملتها كتسلية، بعد التفكير في هذا ندمت زي يو على غطرستها ولكن بعد فوات الأوان فخلفها توجد ثلاث جثث هامدة تشهد على فشلها

كان وعي زي يو على وشك أن يختفي لأن السم كان قويا للغاية، كان والداها وأخوها الصغير قد ماتا بالفعل والسبب الوحيد لتمكن زي يو من العيش لحظات إضافية هو قوة إرادتها لكنها لن تدوم طويلا

ظهر الإبتسامة من جديد من جديد على وجه لين يانتيان وهذه المرة ليست ابتسامة سخرية بل ابتسامة كاملة من التقدير والثناء

" كونك تستطيعين فعل هذا يعني أنك تمارسين خمسة على الأقل لذا سأعطيك نصيحة "

" هناك طريق واحد نحو الحقيقية تذكري ذلك جيدا "

بمجرد خروج هذه الكلمات من فلم لين يانتيان توقف قلب زي يو وماتت

لقد ماتت زي يو بقلب مليء بالندم والكراهية، كانت نادمة على سذاجتها للإعتقاد أن لا أحد يضاهيها هنا وكرهت نفسها لذلك لكنها كرهت لين يانتيان أكثر لتدمير خططها

لم يعر لين يانتيان الجثث الأربعة أمامه أي انتباه واستمر بالوقوف في مكانه دون حراك لا أحد يعرف ما كان يفكر به، حتى لو عرف أحد لن يفهم أبدا

" لنجرب حظنا هذه المرة ولنرى إن كان هذا هو العصر الموعود الذي انتظرته طويلا "

..........................................

في الناحية الشرقية وخارج حدود المقاطعة هناك جرف كبير لا يمكن رؤية قعره، وأمام حافة هذا الجرف كان لين يانتيان يسير نحو الهاوية بشكل طبيعي دون توقف، حتى عندما وصل إلى الحافة لم يتوقف على الإطلاق بل استمر بالسير مع وجه خالي من التعابير تقريبا بالكاد يوجد فيه بعض الترقب

سقط لين يانتيان في الهاوية وبعد لحظات مات وتحولت جثته إلى قطع لحم متناثرة لن يعثر عليها أحد أبدا

...............................................

في مكان ما

وسط مكان زاهي مشع بالعديد من الألوان المبهرة في فضاء لا نهائي حيث لا يوجد أي شيء على الإطلاق كان هناك تابوت خشبي يطفو وحيدا في هذا الفضاء اللامتناهي

هذا التابوت استمر بالوجود هنا لأكثر من عشرة مليارات سنة دون أن يتمكن أي كائن من الوصول إلى هنا، لكن هذا الهدوء الجميل حان إلى نهايته عندما فتح التابوت وظهرت ذراع دفعت غطاء التابوت جانبا من الداخل

من داخل التابوت خرج شخص ما، كان شابا طويل القامة ذا بشرة بيضاء ووجه وسيم، كانت أعينه السوداء عميقة كما لو أنها رأت كل شيء في العالم، كان هذا الشخص هو لين يانتيان

استمر لين يانتيان في التناسخ مرارا وتكرارا لأكثر من 10 مليارات سنة أي أنه تناسخ أكثر من مئة مليون مرة، أكثر من مئة مليون حياة وفي كل مرة كان يتناسخ في جسد بشري فان لكن أخيرا تناسخ مجددا في جسده الحقيقي

ليس كما لو أن لين يانتيان كان يستطيع التحكم في هذا التناسخ بل كان يتم بشكل طبيعي وطالما تناسخ في جسد بشري فان فسيعيش كفاني حتى يموت وخلال مئة مليون تناسخ كان دائما فانيا لم تكن هناك مرة واحدة ولد فيها كخالد أو إله أو حتى مزارع عادي

كانت هذه هي القاعدة طالما كان فانيا فلن يفعل أي شيء سوى العيش كفان حتى يموت، لكن هذه الحلقة كسرت أخيرا هو لم يولد في أي جسد عادي بل جسده الخاص وهذا يعني أنه يستطيع أن يجوب العالم بحرية مجددا

وقف لين يانتيان في الفضاء الملون الشاسع وحيدا ولم يستطع كبح عواطفه، لقد كان سعيدا، سعيدا جدا كيف لا وهو يستطيع السير في الكون الواسع مجددا؟ من لن يكون سعيدا؟

" يبدوا أن هذا سيكون عصرا رائعا أتمنى ألا يخيب هذا العصر ظني " كانت كل كلمة قالها لين يانتيان مليئة بالتوق والترقب الشديدين

بعد وقت غير معروف ظهر صدع مكاني بالقرب لين يانتيان وبدون أي تردد دخل الصدع المكاني

بعد دخول الصدع المكاني وجد لين يانتيان أمامه طريقا أبيض مستقيم لا يمكن رؤية نهايته

في العادة يستحيل على لين يانتيان دخول أي صدع مكاني بجسده الفاني الحالي حيث أنه لا يختلف عن أي كائن فاني، إن التصدعات المكانية تكون عادة مليئة بالعواصف المكانية ولا يمكن حتى للقدسيين عبورها دون دفع ثمن كبير لكن الصدع الذي دخله لين يانتيان الآن كان هادئا تماما لا يوجد أي اختلاف تقريبا بينه وبين الفضاء الملون اللامتناهي مما جعل عبوره ممكنا حتى للفانين

استمر لين يانتيان بالسير لفترة غير معروفة من الزمن، أخيرا تمكن من رؤية صدع مكاني آخر في الأفق

لم يستطع لين يانتيان مقاومة الرغبة في زيادة وتيرة خطواته، كانت هذه اللحظات المحدودة من بين اللحظات النادرة التي فقد فيها هدوءه رما لم تتأثر عواطفه هكذا منذ عشرة مليارات سنة

في النهاية دخل لين يانتيان في الصدع المكاني وعاد الطريق إلى هدوءه المعتاد

عشرة مليارات سنة، مئة مليون تناسخ، مئة مليون حياة، آلاف العوالم ومئات الأجناس كل هذا ينتهي هنا ومعه بداية جديدة

2019/10/14 · 1,757 مشاهدة · 1224 كلمة
RedNoble
نادي الروايات - 2025