بعد الإفتراق عن شيا تيان توجه لين يانتيان نحو قاعة الموسيقى لتجربة الآلات الموجودة هناك فقد كان مهتما قليلا بهذه الآلات

بعد حوالي ربع ساعة من العزف على البيانو دخلت فتاة النظارات ووضعت الطعام بجانب لين يانيتان وغادرت دون قول أي شيء استمر لين يانتيان في العزف لبعض الوقت قبل أن يعود إلى الفصل

بعد الإنتهاء من المدرسة عاد لين يانتيان إلى الفيلا لمراقبة لينغ تشنغ تشو وانتظار قدوم تشاو ليفي فقد كان متأكدا من قدومها حتى لو لم تتمكن من إقناع أختها فستأتي شخصيا رغم أن قدومها في هذه الحالة لن يفيدها

بالنسبة للين يانتيان إن لم تستطع التحكم بعائلتها الخاصة وإدارتها بشكل جيد فهي لا تستحق العناء حتى لو كانت تاجرة بارعة إلا أن عائلتها ستكون ضعفا قاتلا لها

استلقى لين يانتيان بجانب لينغ تشينغ تشو وعاد إلى قراءة الروايات

.........................................................

قصر عائلة تشاو

" أختي هل أنت جادة؟ لم على فعل ذلك؟ "

تنهدت تشاو ليفي التي كانت جالية بجانبها لأتها كانت تتوقع رد الفعل هذا قبل أن تجيب

تشاو ليفي " رونغ رونغ فقط إفعليها هذه المرة من أجل الجد "

لم تكن رونغ رونغ راغبة في الإنحناء للشخص الذي كان مجرد نملة في عينيها كيف يمكنها قبول مثل هذا التغيير بسرعة؟

تشاو رونغ رونغ " لا، أنا أرفض ثم ما الذي يضمن لنا أنه يستطيع علاج الجد؟ ألم تري كيف كان يأكل مثل المتسول الذي لم يرى طعاما في حياته؟ إضافة إلى أنه صغير للغاية في السن كيف يمكن أن يكون طبيبا بارعا؟ "

لم تكن تشاو رونغ رونغ ذكية مثل أختها فقد كانت مثالا نموذجيا للسيدة الشابة من عائلة ثرية وهي لم تلتقي من قبل بأي من الشخصيات الكبيرة التي تلتقي بها تشاو ليفي عادة كما لم تساهم في العائلة على الإطلاق لهذا السبب لم يحبها أحد في العائلة تقريبا بل حتى والداها لم يريدوا الإختلاط بها لأنه في السابق تسبب بكارثة كادت تدمر العائلة لكها لكن تشاو فانغ وتشاو ليفي قانا بحمايتها وإخفاء الحقيقة عنها رغم ذلك فإن الشعور بالتفوق لانتمائها إلى عائلة تشاو كان مغروسا فيها بشدة

كانت هذه المحادثة تحدث منذ أكثر ربع ساعة لذا قررت تشاو ليفي أن تكون أكثر قسوة قليلا فهي لم ترغب حقا إيذاء أختها الصغيرة لذا قالت تشاو ليفي بقسوة وبرودة " رونغ رونغ هل تعتقدين أنك أفضل مني؟ أنت لا شيء سوى فتاة مدللة إن كنت أنا على استعداد لذلك فما هي المؤهلات التي تملكينها للتكبر؟ "

عبست تشاو رونغ رونغ قليلا ويبدوا أن الأمر كان جديا حقا وبالنظر إلى الأمور يبدوا أن الجد كان مريضا حقا لكنها اعتقدت أن تشاو ليفي كانت يائسة فقط وتحاول التمسك بالأمل الأخير لكنها كانت عنيدة فقد اعتادت على البكاء من أجل الحصول على كل ما تريديه وبعض من دموعها يكفي كي تهرب من أي عقاب فقد سبق وأن تصرفت تشاو ليفي بهذه الطريقة أمامها من قبل لكنها لم تقعل لها شيئا في النهاية رغم استمرارها في الرفض

تشاو رونغ رونغ " لا تعني لا ، أنا أرفض ذلك إن أردت مني الذهاب فعليك جري إلى هناك، همبف "

استدارت تشاو رونغ رونغ في الإتجاه المعاكس لأختها وأظهرت وجها مليئا بالإستياء لكنها كانت تنتظر تنهد أختها المعتاد قبل رحيلها

نظرت تشاو ليفي إلى ساعة يدها وكانت حوالي الساعة السادسة مساء ' ما يزال هناك بعض الوقت '

كانت يي تشو شيا قد أخبرتها سابقا برسالة لين يانتيان وأول رد فعل لها لم يكن التعجب من معرفته لها واتباعها أوامره بل السعادة لأن هذا يعزز احتمالية قدرته على علاج جدها لكن هذه الأخت الغبية تقف في الطريق

" ههيه " تنهدت تشاو ليفي في حزن لأنها لم تكن راغبة في فعل ذلك

عند سماع تنهد تشاو ليفي استدارت تشاو رونغ رونغ لتصدم بوجه أختها الذي أظهر قسوة لا توصف

.........................................................

دخلت الخادمة إلى الغرفة حيث يوجد لين يانتيان بعد أن حصلت على الإذن وانحنت باحترام " سيدي هناك ضيوف بانتظارك في الأسفل "

ابتسم لين يانتيان لأن هذه التشاو ليفي تبدوا قادرة بعض الشيء فلأن الخادمة قالت ' ضيوف ' وليس ' ضيف ' أو ' ضيفان ' فهذا يعني أنهم أكثر من اثنين لأن هذه الخادمة دقيقة في تصرفاتها وأقوالها كما أن تشاو ليفي لن تحضر شخصا غير مدعو إلى هنا

ترك لين يانتيان الجهاز اللوحي ثم نزل إلى غرفة الضيوف حيث جلس كل من تشاو ليفي وتشاو رونغ رونغ وتشاو فانغ مع يي تشو شيا وتشن بنغشان

جلس لين يانتيان على أريكة ذات مقعد واحد ونظر إلى الثلاثي أمامه

كان كل من تشاو ليفي وتشاو فانغ هادئين بينما كانت تشاو رونغ رونغ خائفة للغاية وقد يغمى عليها في أي لحظة

لم يقل لين يانتيان أي شيء وكان بانتظار جوابهم لأن الجواب لا يحتاج إلى كلمات

أمسكت تشاو ليفي بيد تشاو رونغ رونغ بلطف ثم نهض كلاهما واقترب من لين يانتيان وسجدا أمام لين يانتيان

" لدينا عيون لكننا لم نتعرف على جبل تاي يرجى مسامحتنا على جرائمنا تجاه سعادتك "

" لدينا عيون لكننا لم نتعرف على جبل تاي يرجى مسامحتنا على جرائمنا تجاه سعادتك "

لم تنهض الفتاتان بعد قول هذا بل استمرتا في السجود ولم تجرئا على رفع رأسيهما دون إذن لين يانتيان

لم يظهر أي أثر للسعادة أو الفخر على وجه لين يانتيان ولم ينظر إليهما أكثر من ذلك وأشار إلى تشاو فانغ كي يأتي

لم يجرؤ تشاو فانغ على التردد واقترب فورا من لين يانتيان وكان العرق يخرج من كامل جسمه، لم يعتقد أن لين يانتيان كان يكذب حول قدرته على علاجه لكنه لم يستطع منع نفسه من التفكير في احتمال أن يغير لين يانتيان رأيه فبعد كل شيء لقد تخلو عن كرامتهم وفخرهم بالكامل حتى أن تشاو ليفي قد استعملت أساليب ' قاسية ' من أجل جلب تشاو رونغ رونغ

نظر لين يانتيان إلى تشاو فانغ ووضع إصبعه على صدره وبدأ بضخ التشي داخل جسمه وظهر ضوء ذهبي ممزوج بالأخضر حول تشاو فانغ للحظات قبل أن يختفي

لم تر الفتاتان هذا المنظر نظرا لأنهما كانتا ساجدتين لكنهما أحسا بالدفء والراحة كما لو أنهما قد ولدتا من جديد

أما يي تشو شيا فقد سطعت عيناها لأنها تعرف ما الذي فعله لين يانتيان

كان هذا أحد الفنون التسعة ' معجزة الحياة ' الفن الذي يجسد الفهم والسيطرة الكاملة على الحياة وكان هذا ثالث فن يظهره لين يانتيان أمامها لذا فقد تمكن من الحفاظ على هدوئها

بعد لين يانتيان إصبعه عن صدر تشاو فانغ الذي لم يفهم ما حصل

أولا ظهر ضوء غريب من جسده بعد أن لمس إصبع لين يانتيان صدره ثم أحس باسترخاء لم يشعر بمثله من قبل رغم أن هذا الإحساس دام بضع لحظات فقط إلا أنه كان كافيا لتشاو فانغ كي يفقد كل أحاسيسه وأفكراه خلالها

وبعد أن أزال لين يانتيان إصبعه لم يصدق أن هذا كان جسده لقد شعر بالقوة والنشاط الشديدين حتى أن ذاته أيام ذروة شبابه في الجيش لا تقارن بنفسه الحالي ولم يكن بوسعه وصف هذا سوى بكلمة واحدة

معجزة

2019/11/14 · 847 مشاهدة · 1082 كلمة
RedNoble
نادي الروايات - 2024