كانت تشاو ليفي فتاة قوية لذا فقد قاومة الرغبة في البكاء بسبب الصفعة التي تعرضت لها للتو قبل أن تهدأ تماما من جديد وتسأل بهدوء
تشاو ليفي " ما هو العمل الذي تريد مني القيام به؟ "
لين يانتيان " أريد افتتاح شركة وأريدك أن تكوني الرئيس التنفيذي لها "
لم تتفاجأ تشاو ليفي بطلب لين يانتيان لأن هذا هو الشيء الوحيد الذي تبرع فيه وقد يجذب لين يانتيان باستثناء مظهرها
أرادت تشاو ليفي الرفض على الفور لأن عائلة تشاو تعتمد بالكامل عليها
شاو ليفي " لكن أنا .... "
قاطعها لين يانتيان قائلا " لقد وافقتي سابقا على طلبي لذلك لا يمكنك التراجع الآن أم أنك تعتقدين أنني شخص يمكن التلاعب به؟ "
بالنظر إلى ذكاء تشاو ليفي فقد أدركت في هذه اللحظة أنه قد تم خداعها وأن هذه كانت نيته منذ البداية
لقد كان يلعب بها بالكامل مثل الدمية من دون داعي فقط من أجل التسلية لأنها ما كانت لترفض أي شيء يريده لين يانتيان إن أصر قليلا نظرا لاحتمال أنه لم يعالج جدها بالكامل من أجل ابتزازها لكنه فعل هذا فقط للحصول على ذريعة لضربها وإعطائها تحذيرا مقدما كي لا تتصرف بتهرور
في الواقع كان هذا سببا ثانويا فقط للين يانتيان فهو لم يهتم إن تصرفت بذكاء أم لا لأنه يستطيع دائما استبدالها فليس وكأنها الأفضل في العالم
أراد لين يانيتان اختبار ردة فعل تشاو ليفي قليلا عن طريق جعلها تمر لوضع متناقض عما كانت تتوقعه وكانت النتائج مرضية للغاية فهي بالكاد هلعت للحظة قبل أن تستعيد هدوؤها تتخذ القرار الأكثر منطقية دون أن تخسر أعصابها لذا قرر لين يانتيان توظيف تشاو ليفي
ظهرت ابتسامة خفيفة على وجه لين يانتيان لكنه لم ينسى إظهار بعض الغضب وقال " إذا هل ستلتزمين بكلماتك أم ..... "
لم يكن لين يانتيان بحاجة إلى إكمال جملته كي تعرف تشاو ليفي ما كان يقصده وقالت على مضض " حسنا سأفعل ما تريده "
لم يختفي التعبير القاسي والبارد من وجه لين يانتيان وقال " الأمر بسيط من الآن ستعملين لدي، أنا لا أريد منك شيئا سوى قدراتك الإدارية لذا كل ما عليك فعله هو الاهتمام بالشركة بالطبع بما أنك تعملين لدي فأنا أضمن لك حياتك وسلامتك طبعا إن استطعت البقاء حية حتى وصولي، حتى لو تمزقت إلى أشلاء طالما مازلت تتنفسين فأستطيع إعادتك قطعة واحدة هل هذا مفهوم؟ "
تشاو ليفي لم تكن أبدا امرأة ساذجة لكن جدها كان نقطة ضعفها الوحيدة حتى لو كان والداها في مثل هذا الوضع فلن تفعل أبدا ما تفعله الآن من أجلهما لذا فهمت جيدا ما يعنيه لين يانتيان
تشاو ليفي " هل هناك أي أمور يجب أن أعرفها؟ "
لين يانتيان " هناك أربعة قواعد يجب عليك اتباعها، أولا الشركة هي شركة متخصصة في المواد الغذائية ولا يسمح لك أبدا بدخول أي صناعة أخرى، ثانيا أوامري لا تقبل النقاش أبدا، ثالثا كلما قل اعتمادك علي كلما حافظت على مكانك لفترة أطول، رابعا بما أنك تابعتي إياك أن تحني رأسك لأحد أو أن تتنمري على أحد أبدا وإلا فلن تستطيعي تحمل العواقب هل هذا واضح؟ "
كانت كل النقاط واضحة ومفهومة بالنسبة لتشاو ليفي باستثناء مجال الشركة فالمواد الغذائية ليست بالصناعة الكبيرة
ترددت تشاو ليفي قبل أن تسأل لأن هذا قد يتعاض مع أوامره " لماذا المواد الغذائية بالذات؟ إنها ليست صناعة كبيرة ولا يمكن أن تتطور الشركة بسهولة إلى المستوى العالمي أعتقد أن الأدوية أو التكنولوجيا أفضل "
اختفت التعابير القاسية من وجه لين يانتيان وحلت محله الجدية " المواد الغذائية لا تشمل الطعام الذي يباع في المحلات أو المطاعم بل هي تعني كل ما يمكن أكله من طعام وشراب وحتى أدوية هدف الشركة هو تحقيق اكتفاء ذاتي كامل في الصناعة الغذائية دون الحاجة إلى التعاون مع أي أحد الشركة التي أريدها ستكون قادرة على زراعة محاصيلها بنفسها وتربية مواشيها بنفسها تصنيع الأطعمة والأدوية بنفسها بشكل كامل "
شعرت تشاو ليفي أن هناك فكرة أكبر خلف ما يقوله لين يانتيان لكنها لم تستطع تحديد ما هو
لاحظ لين يانتيان الحيرة على وجه تشاو ليفي وقال بابتسامة " هل تعرفين الشروط الثلاثة كي يتم تصنيف شيء على أنه كائن حي؟ "
اتسعت أعين تشاو ليفي عن آخرها في إدراك مفاجئ وبدا انها فهمت ما يريده لين يانتيان لكنها لم تستطع تصديق ما سمعته ولو لم تخرج هذه الفكرة من فم لين يانتيان لعاملتها على أنها نكتة كائنا من كان الذي قالها وقالت مع تعبير مليء بالصدمة " هل أنت جاد في هذا؟ هذا جنون كامل، لم يسبق لأحد أن اقترب حتى من فعل ذلك "
لين يانتيان " أليس الأمر مسليا هكذا؟ من الممل تقليد ما فعله الآخرون بالفعل سيكون الأمر ممتعا أكثر عند محاولة فعل شيء جديد، لكن ليس عليك التفكير في مثل هذه الأمور كل ما عليك فعله هو الاهتمام بالشركة فقط أما الأمور الأخرى فلا علاقة لها بك "
أومأت تشاو ليفي قائلة " حسنا، لكن ماذا عن إدارة الشركة؟ هل لديك أي شروط؟ "
فقد لين يانتيان الاهتمام وقال " لا، يمكنك تولي كل شيء بنفسك أما قسم الأعشاب فسيكون تحت رعاية يي تشو شيا أما الأشياء الأخرى فلا أهتم بها طالما تقومين بعملك بشكل جيد "
بعد ذلك أشار لها كي تغادر الغرفة بينما ظل لين يانتيان وحيدا يفكر في شيء ما
في الأيام الخمسة التالية كان برنامج لين يانتيان بسيطا فباستثناء الذهاب إلى المدرسة كان يمضي كل وقته في مراقبة لينغ تشينغ تشو
في نهاية اليوم وبعد انتهاء المدرسة عاد لين يانتيان إلى الفيلا وعندما كان على وشك فتح الباب الداخلي شعر بشخص يقترب من خلفه بنية قتل باهتة للغاية لذا على الأرجح لم يكن ينوي قتله بل كانت نية طبيعية قادمة منه لذا تجنب الهجوم المباغت بسهولة ملتفا حتى يتمكن من رؤية المهاجم
ضربت القبضة التي كان يفترض أن تضرب ظهر لين يانتيان الهواء
تفاجئ المهاجم من ردة فعل لين يانتيان وتراجع بسرعة على الفور
رأى لين يانتيان شخصين يقفان أمامه، رجل يشد قبضته في وضعية القتال ومن الواضح أنه من وجه اللكمة ثم تراجع قبل قليل وإلى جانبه كانت هناك فتاة شابة في العشرينات من عمرها لكنها كانت توجه مسدسا نحو لين يانتيان
تحدث الرجل الذي في المقدمة مع صوت قاسي ومليء بالتهديد " من أنت؟ وما الذي تفعله هنا؟ "
تفحص الرجل والفتاة الشابة لين يانتيان بحذر من رأسه حتى أخمص قدميه وكان يرتدي الزي المدرسي لثانوية هاو وان ويمكن رؤية نجمتين خفيفتين تلمعان على جانب زيه
عادة شخص كهذا يستحيل أن تربطه أي علاقة مع تشن بنغشان مما جعلهما يشكان في نواياه إضافة إلى أنه حاول الدخول دون حتى طرق الباب لذا فقد كانا حذرين منه تماما
نظر لين يانتيان إلى الرجل والشابة أمامه وقد تعرف عليهما من ذاكرة تشن بنغشان
لم يرد لين يانتيان إضاعة وقته عليهما لكنه لم يستطع تجاهلهما فلو أطقت الشابة النار فعلا فستتعقد الأمور قليلا
لين يانتيان " تشن منغيان، تشن شوزي عضوا فرقة النسر المحلق لندخل أولا ثم سنتحدث، جدكما سيشرح لكما كل شيء "